رسائل طائرة 09-09-2023

رسائل طائرة 09-09-2023

زهير سالم*
تفاعل..
هذه طرفة أول مرة سمعتها من الشيخ القرضاوي رحمه الله تعالى فضحكت..
وهي اليوم تحاصرني وتجعلني أبكي وأُبكي البواكيا..
حكى الشيخ القرضاوي على الهواء يوما : أن معمما قيل له سندعوك إلى مؤتمر لتحديد النسل؛ فسأل على الفور: تريدونني أن أحلل أو أن أحرم!!
وعلى مثله تمضي الأمور!!
=======================
ضاع المسلمون بين فقهين؛ فقه الإغلاق وفقه الإطلاق. أنا لا أدري أيهما أخطر.
وغيري يظن الظنون..
==================

رأيت العبارة أعلاه مع لوحتها مرقومة على إحدى المجموعات..
أردت أن أعلق: هذا افتراء على الله..
ثم استحييت..
ورسول الله صلى الله عليه وسلم جاهد وكسرت رباعيته، وعمل وسهر وجاع حتى ربط الحجر على بطنه
الاسلام لم ينتصر بالمعجزة، انتصر بجهد البشر.
"منهج للبشر" خلاصة ما كتب سيد قطب رحمه الله تعالى في كتابه "هذا الدين" أقصوا دراويش الملامتية عن صفحاتكم
=====================
وكتب إلي أخ دمشقي حبيب، يحب أن يناغيني..
وقد سبق أن استعمل في نص له كلمة "صايح"
وكلمة صايح
مفردة دمشقية بحتة
تقال لمن هو من حيك
وجهتك وشارعك
وهي عامية زكرتية
اقول ولعلها
مشتقة من قولك
صحلوا
او عيطلوا
او عندما تصيح
يسمعك اهل صايحك
وهم أقرب الناس إليك مكانا
وهم اول من يسمع صيحتك
وصياحك
اقول لعلها
وهي رديف ل
من حارتكم
وجهتكم
واظن الدماشقة هجروها
لانه اليوم في دمشق
مابتعرف الشالحة من اللابسة
واظن
تعرف شالحة
ولا بسة
ولاتحتاج تعليقي
صباحكم مبارك
فكتبت له أناغيه:
وصايحنا وصايحكم كلمة حلبية أيضا، حلبية أصيلة وبالمعنى نفسه.
ودائرة الصايح عندنا في حلب، أوسع أو أكبر من دائرة الحي، أو المحلة..
ومأخوذة من حيث "يبلغ صوت الصائح المستجير في الليل والنهار" ينادي طلبا للفزعة "يا سامعين الصوت" "والصوت صوت محمد وعلي" يعني هو يضع نفسه في طلب العون مكانهما..يعتبر صوت الصايح مركز دائرة، وكل من يسمعه على دايرها صائحه أو صايحه. الصايح يكتنف الجهات الثلاث مائة والستين، أعني على كل أقواس الدائرة من كل الاتجاهات.
وينطلق صوت الصايح أو الصائح، عندما ينزل بالرجل كرب عظيم يتهدد عرضه أو نفسه، في الليل أو النهار، فيستغيث ويستجير فيتقاطر عليه الرجال من كل حدب وصوب. لم يكن هناك ٩٣ ولا ون ون ون .
قال الجاهلي:
كنا إذا ما أتانا صارخ فزعٌ
كان الصراخ له قرع الظنابيب.
والظنيوب عند العرب عظمة الساق. وقرعها كناية عن الجد والتشمير..
فالصايح يا صاحِ ويجوز يا صاحُ، ومعناها يا صاحبي، وهذا نداء ترخيم، الأول على لغة من ينتظر والثاني على لغة من لا ينتظر، لفظة سائدة بين دمشق وحلب..
وإذا كانت كذلك فلعلها بينهما أيضا..
وإذا كان الأمر كذلك فلعلك تذكر حكاية فخري البارودي الحموي: وهو يقرر وينال من الأختين معا: حلب أخت دمشق.
=============================
تأملات..
بعض العلماء الفقهاء والفضلاء.. عاشوا في غير عصرنا، وكتبوا لغير أبناء زماننا، وعالجوا مشكلات مجتمعاتهم، وأجابوا على تساؤلات أبناء عصرهم، تكلموا بلغة عصرهم، استفادوا من معطياته وأدواته، حكموا حسب أعرافه وتقاليده..
ثم أرانا قرأنا كتبهم، واستننا بسننهم أكثر مما فعل المعنيون بخطابهم.
وأجزم بأمرين أننا درسنا كتب ابن تيمية وابن قدامة وابن القيم وأضرابهم أكثر بألف مرة مما فعل معاصروهم. طبعنا كتبهم، ووزعناها على سبيل الدعوة في سبيل الله هذا أمر
والأمر الثاني الذي أجزم به أن أولئك الأفذاذ رحمهم الله تعالى، لو عاشوا عصرنا، وأدركوا أحوالنا، وكانوا في نفس السوية من التقدم والتفرد، لخاطبونا في زماننا هذا بغير خطابهم الأول، ولكتبوا لنا غير الذي كتبوا لقرونهم وأجيالهم..
الشيء الذي أستحيي أن أكتبه: ولعلهم لو كانوا بيننا وفعلوا ما أقول..
لرجمهم الكثير من الذين يعلمون..
=============================
في قولهم
شيعي رافضي خبيث جلد..
وامر بها كل هذا الزمان، وأقرؤها: جَلْد هكذا، وأحيانا أضبطها: جِلْد.
وعندنا بالحلبي نقول عن الرجل الشحيح: جِلْدة.
منذ أيام راجعت بعض من قيلت فيه، فضبطتها فإذا هي"جَلِد" مثل خَرِف وحَذِر..
الأمر الآخر الذي تعلمته هو أن بعض المحدثين الكبار الذين نعتد بهم، رووا عن بعض من يقال فيه: رافضي خبيث جَلِد.
وكنا قد حفظنا من كتبهم:
وليس دين الله بالمعضّى
يكذب على أم المؤمنين وأبي بكر وعمر ثم يقبلون روايته!! والله لو شهد على حية وعقرب ما قبلنا له شهادة أبدا..
قال الله تعالى فيمن قذف مسلما واحدا أو مسلمة واحدة، (وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا)
فكيف بمن قذف من نضن بنعله أن يكون تاجا لمثله.
=============================
تأملات زمنية..
كنا أطفالا فكنا نشعر أكثر ببركة اليوم، وطوله. وكنا نرى من الصبح إلى العصر يوما، ومن العصر إلى المغرب آخر، ثم إذا أحسسنا بقصر اليوم نقول كأنه ساعة..
كبرنا وتقاصر علينا الزمان فكنا نقول مر هذا الاسبوع من السبت إلى الخميس كأنه يوم..
ثم صرنا نقول عن الشهر كأنه اسبوع..
وها نحن نقول عن العام كأنه شهر..
شهران تصرما على عام ١٤٤٥ وبالأمس كنا نتبادل التهاني بهلاله..
ربيع وربيع وجمادى وأختها ورجب شعبان وندلف إلى رمضان ونقول: اللهم بلغنا رمضان، اللهم تقبل منا صيامه وقيامه، هذا بالطبع لمن بلغ وقدر فصام
=============================
بين توقيتين:
التوقيت الزوالي، والتوقيت الغروبي..
الأول هو الذي نعمل عليه الآن.
والأصل بالزوال هو وقت الظهر. حيث يعتبر توسط الشمس قبة السماء، ثم انحدارها عنها. وهذا ما يسمى في العرف الفلكي نقطة الزوال.
التوقيت الزوالي اعتبر الدقيقة الأولى بعد الساعة الثانية عشرة ليلا هي بداية يوم جديد. وعلى هذا اعتبرت الساعة الثانية عشرة ليلا مرادفة للساعة ٢٤، وما بعدها الساعة الواحدة لبداية يوم جديد. وما بعد الساعة الثانية عشرة ظهرا هو الساعة الثالثة عشرة، والرابعة عشرة حتى الرابعة والعشرين..
الثاني
التوقيت الغروبي، وهو الذي أدركت ساعات المساجد في حلب عاملة عليه.
وهو التوقيت الذي يعتبر أذان المغرب هو نهاية النهار.
وحسب هذا التوقيت يؤذن المغرب كل يوم في الصيف أو في الشتاء عند الساعة الثانية عشرة. ويبدأ اليوم التالي بعد أذان المغرب.
حسب هذا التوقيت الذي كان الناس يسمونه التوقيت "العرب" يقوم المشرف على ساعة المسجد بضبط عقاربها يدويا على الساعة ١٢ كل يوم، لحظة أذان المغرب.
وكان أحدهم إذا انتظر صاحب وعد وتأخر عليه يقول: انتظرتك حتى الساعة ١١. أي قبل المغرب بساعة،
المواعيد الليلية كانت قليلة بين الناس.
التوقيت العربي أو الغروبي تنضبط به الكثير من المواسم المناخية والزراعية.
ما زال استعمال التوقيت الغروبي ساريا في كثير من البيئات الفلاحية والحضرية. في بلاد العرب والمسلمين.
عندما كنا نداوم في مكتب الشيخ عاشور في حلب البهية في منطقة علم الشرق، وكنت في الرابعة من عمري، كانت الساعة الحادية عشرة هي نهاية النهاية من النهار.
وموعد الناس بين الصلاتين يقصدون به بين العصر والمغرب، بل بعد صلاة العصر..
علم مبعثر أخشى أن جيلا لم يسمع به
____________
*مدير مركز الشرق العربي