رسائل طائرة 13-05-2023

رسائل طائرة 13-05-2023

زهير سالم*
أن أمسَّ الجراح مس الراقي..
وربما الطبيب والجرّاح بمبضعه، وأدواته له طريقة في معالجة الجراح، شقا وبزلا ثم خياطة وضمادا..
ولكن الراقي - ولا أدري إن كان منكم من عايش تجربة الراقي الحقيق- له في فعل ذلك شأن آخر، شأن آخر في مسه للجراح وهو يتلو رقيته مع المس الرفيق الرقيق، الذي يسكّن، ولا يؤلم..
مررت ولاسيما في سني طفولتي وفتوتي بتجارب مسح يد الرقاة الصادقين الحقيقيين لآلامي وجراحي، وما زلت أفتقد تلك اللمسات التي تدنو وتبتعد
بقدر معلوم
أحاول أحيانا أن أقلدهم فلا أستطيع أو لا أُحسن، وأنا أقر اليوم أن بعضا من الطاقة الايجابية الخفية كانت وتسري مع حركة أيديهم..!!
قرأت فيما قرأت من بعد أبحاثا علمية عمن يتحدث عن تلك الطاقة ويكاد يقننها..!!
في اعتقادي أن الرُّقية تكون للقلوب والعقول والأجساد.. رفيقة رقيقة رفيفة تكون الرقية..
ونحن المسلمين في رقيتنا لا نتمتم ولا نزمزم؛ وإنما نقول باسم الله وعلى ملة رسول الله..
نطلب الحق برفق، وكذا ندفع عنه..
مشكلة كبرى أن ينتظر بعضنا من الراقي أن يكون جراحا!! والمشكلة الأكبر أن يتحول الراقي إلى جراح، والأكبر منهما أن يتحول الجراح والطبيب إلى راقٍ..
======================
يغنيش يقع بين أهل حلب وغيرهم في قضية الأسماء
دأب الحلبيون منذ جيل سابق عن جيلنا أن يحلّوا أسماء أبنائهم باسم سيدنا "محمد" رسول الله، فترى أحدهم لوكان عنده سبعة أبناء سماهم هكذا "محمد رجاء- محمد عادل- محمد بهاء- محمد خالد…
ويكون قولنا محمد رجاء اسما واحدا مركبا..
الحلبيون يدركون ذلك، وفي الغالب يتجاوزون في التعامل مع الشخص تحلية اسمه، وينادونه بالاسم الثاني..
في غير حلب إذا قالوا: محمد عبد الستار مثلا فهم يقصدون محمد بن عبد الستار ، وإذا قالوا محمد جميل فهم يقصدون محمد بن جميل..
وهذا يجب أن يلحظ حتى لا يقع الخطأ ويحصل اليغنيش…
======================
هذا خلق الله..
ومع كل التنوع في الانواع والأجناس والفصائل والأفراد
لم يخلق الله نسخا مكرورة على طريقة الفوتوكوبي..
انا وانت وهو وهي
الابداع في التكرار..
======================
وكتب أحدهم مقالا عنونه "كلهم بشار وكلهم بن غفير"
ليس لبشار الاسد شبيه أو نظير بين طغاة العالم
لا في الماضي ولا في الحاضر ولا أظنه أن يكون..
لا النمرود ولا ذو نواس ولا فرعون ولا هتلر ولا ستالين ولا أي طاغية شهد العالم ظلمه في القديم والحديث
لا يخدعوننا…
======================
حكاية طويلة
كانت كثيرا ما تدور بيننا في حواراتنا الداخلية، خلافات بين أفراد من جماعة الاخوان المسلمين
حين كان المصري يشتكي من حسني مبارك، والتونسي من ابن علي، ويقول أحدهم على سبيل الادماج الملحون "الطغيان كله طغيان" كنت أجيب بعد خمس مائة سنة ضوئية يمكن لحافظ الاسد أو بشار الاسد أن يلحقا بديمقراطية حسني مبارك..
أو السيسي
وكما الجنة درجات فإن الجحيم دركات…
======================
موقفنا في كلمتين
غاضبون كما يغضب بنو العمومة من بعضهم.
غاضبون… ولسنا ناقمين..
نقمتنا على بشار الاسد وعلى الروس والايرانيين..
======================
يثير حنقي وغيظي هؤلاء..
هؤلاء الذين يرّحلون عجزنا وضعفنا وإخفاقنا في إدارة أمورنا على ظهر إيماننا بالله..
الإيمان بالله رافعة للمؤمنين، وليس مشجبا لعجز العاجزين.
ولكوننا مؤمنين بالله عند هؤلاء العجزة المتواكلين فنحن دائما منتصرون لا نتعظ ولا نعتبر، لا عبرة ولا مراجعة ولا تدبر ولا محاولة للتغيير..
صحيح أن كل ما ينزل بنا هو من قضاء ربنا، ومما كتبه لنا بمعنى من المعاني، ولكنه من عند أنفسنا، ومما كسبت أيدينا بمعنى آخر..
(أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا، قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا؟؟ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ...)
(وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ)
(إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)
هذه نصوص يحب المتواكلون نسيانها..
حتى تأطروهم على الحق أطرا. تعني تقطروهم إلى ساحة الحق قطرا"
======================
وسألني: متى يتوقف العدوان الصهيوني على غزة؟؟
قلتُ: بعدما يقضي قادة الكيان إربهم من أطفال غزة..
البخيل فينا من لا ينصر غزة وأهلها ولو بمنشور أو تغريدة..
اللهم أيدهم بنصرك، وكفّ عنهم شر من عاداهم..
=========================
تعليم عربي.. وقال العربي:
تعلّم شفاءَ النفس قهرّ عدوها..
فبالغ بلطف بالتحيل والمكر
وقوله: تعلّم، أي تيقن، وكن على علم ويقين..
أن شفاء النفس أن تنتصر على من يقهرها ويستبد بها، وينال منها، وإلا فلا شفاء..
وأقل الناس قيمة مقهور لا يشعر بالقهر..
ثم قهر العدو كما ينصحك الحكيم العربي، ليس دائما على طريقة "عليهم عليهم" فقد تكون في وضع لا يُقبل منكم، أن تُبادي بالعداوة، ولا أن تجاهر بها، فقال لك أوّلُك معلما..
فبالغ، طلب للمبالغة بلطف التحيل، والمكر..
والمكر، والمكر هو جهد خفي، يكون في الخير فيدفع به مكر الماكرين، وتحبك به الشباك للظالمين والمعتدين، ويكون في الشر مكر عدوان وظلم..
ويكون على سبيل المشاكلة اللفظية كما في قوله تعالى: ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين..
وإنما ساقني إلى هذا البيت هذا الصباح أمران
قوله: تعلّم ووجدتني في حاجة أن أتعلم..
وقوله: شفاء النفس..
ولي كبد مقروحة من يبيعني
بها كبدا ليست بذات قروح
والبيت تعلّم شفاء النفس
من شواهد أهل النحو..
والسياق في مثله أن يقول: تعلّم أنّ..
فقلت تعلّم أن للصيد غرة.
فإن لا تضيّعها فإنك قاتله
أي أن أحكمت عملك واستفدت من غفلة صيدك، صدت..
وقوله شفاءَ منصوبة مفعول أول، وقهرَ مفعول ثان لتعلم..
شفى الله نفوسنا جميعا
======================
احتلت حربا واحتلت تسليما..
في تاريخ الفتوحات كانوا يستعملون لغة "فتحت حربا" و"فتحت صلحا" ولكل منهما أحكام..
مثلا دمشق فتحت نصفها صلحا عقده سيدنا ابو عبيدة، ونصفها حربا، وبينما كان المصالحون يصالحون، كان سيدنا خالد قد احتل نصف دمشق، دخلها عنوة من جهة باب الجابية، على ما بقي في ذاكرتي..
المهم ما سيكتب التاريخ اليوم واحتل علوج العجم في القرن الخامس عشر من هجرة خير البرية أربع عواصم عربية بالتآمر والحرب، فاحتلوا بمساندة الروس والأمريكان بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، ثم أذن الله لهم فاحتلوا بقية العواصم تسليما "يدا بيد" لا يرد لهم أمر، ولا يتمعر في مواجهة عربدتهم وجه..
ولله الأمر من قبل ومن بعد
____________
*مدير مركز الشرق العربي