الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 14-12-2022

رسائل طائرة 14-12-2022

14.12.2022
زهير سالم

رسائل طائرة 14-12-2022
 

زهير سالم*

من أمثالنا: يقطع يده ليشحد عليها..
تذكرته عندما أعلنوا: لا خبز ولا سكر ولا رز ولا غاز ولا مازوت ثم أضافوا: ولا جوازات.
أي شركة تجارية في العالم مستعدة تقدم جوازات للسوريين، بالتنسيق الإداري معهم، وبربع الكلفة.
قال له: كيف عرفتها كذبة؟؟ أجابه من كبرها! ابحثوا عن مقلاة لهذه البيضة.
========================
ارسل لنا شيخ جميل جليل فيديو عن الاحتفاء بختم القرآن الكريم…
فتذكرت الاحتفال بختم القرآن الذي كنا نعيشه ونحن صغار ونسميه في حلب: النشيدة
وكتبت:
ذكرتني أيها الشيخ الجليل الجميل..
بحفل ختم القرآن الكريم
من المرات التي شعرت فيها باليتم في حياتي، يوم ختمي للقرآن الكريم.
كان هذا الشعور يتجسد في هذه الحقيقة المرة: الأب يصنع لابنه هذا.. الأم لا تصنع هذا..
أما ختم القرآن الكريم في أيام طفولتنا فكان بأن يقوم الشيخ- رحم الله مشايخنا ومشايخكم أجمعين، بحضور جمع من الناس، بفتح المصحف على مواضع كيفما اتفق، ويطلب من التلميذ الذي ختم ان يقرأ، فإن قرأ بلا تلعثم ولا خطأ من عدة مواضع، أقلها ثلاثا اعتبر قد ختم..
وكان الشيخ قد أبلغني ان أبلغ والدتي رحمها الله أنني قد ختمت، وفعلت، ولكن زميلا لي ربما كان في الحادية عشرة قد ختم معي، وحين يكون الفرق خمس سنوات او ست سنوات في تلك العمر كان علي ان أحسبه رجلا
ختمت وأنا دون السادسة، وصرت أقرأ من أي صفحة من المصحف
وختم معي عبد الرحمن بكور وهو ،كما كنت اتصوره، رجل كبير..
وجاء والده الى الشيخ ليقيم لولده حفل كنا
نسميه في حلب
 "النشيدة" جاء الأب ومعه ولده وقد ألبسه صاية بللورية زرقاء وبيضاء جديدة، ونعلا احمر جديدا، ووضع على رأسه طربوشا أحمر، وعلق في عنقه شريطا مقصبا كالذي تضعه العرائس في رقبتها،
واصطففنا جميعا حول عبد الرحمن وأبيه، وامتحنه الشيخ الامتحان الذي تحدثت عنه، وأنا واقف، وأحصيت على عبد الرحمن غلطتين تجاهلهما الشيخ، وربما لم يشعر بهما الأب الأمي أصلا
ثم انشدنا أناشيد
وشيخنا يستأهل الجزيل
وألف دينار له قليل
وغرقوا الأولاد بالموارد
ولا تخافوا عليهم من البرد
كنت في طرف الحلقة أحاول أن أذكر بنفسي وأنا أيضا قد ختمت!! ولكن لا أحد كان ينتبه..
وبينما كان والد عبد الرحمن ينثر فوق رؤوس الأطفال القضامة مع حبات الدروبس مع بعض القطع النقدية من فئة الفرنك والفرنكين، كنت في الزواية تدمع عيناي، كما أفعل الآن وأنا أكتب هذا
كم آلمني أمجد الطرابلسي وهو يقول عن الطائر الصغير
وارحم اليتم فما اصعب عيشا من يتيم
صحيح أن الحديث الشريف قد قرر من الناحية التكليفية انه لا يتم بعد احتلام. ولكن اليتم ولاسيما حينما يصيب الطفل في سنوات تكوينه الأولى يترك بصماته في شخصية الطفل حتى الممات.
كتبت مرة ولوا أمر هذه الثورة ليتيم، اليتيم مطبوع على ان يؤمن احتياجه بنفسه، وليس على أن يقول يابو بدي حق كتب، يابو بدي حق بدلة يابو بدي اتجوز..
كما يفعل أصحابنا على كراسي المعارضة.
======================
هذا والله أعلم .. دين وأدب
لماذا كان الجهابذةُ من المفتين، والصالحون من العلماء…
إذا أصدروا الفتوى، وقرروا الحكم، يختمونه بقولهم، هذا، والله أعلم، أو "والله أعلم"
لأنهم كانوا في رتبة من العلم والخشية والتواضع، بحيث يستعظمون ان يقولوا عن آرائهم مهما كان وضوحها، "هذا شرع الله" أو هذا "حكم الله" بل يكون لسانُ حالهم هذا ما أداه إليّ اجتهادي في شرع الله، وفي دين الله؛ والله أعلم
وقد أنكر قوم على ابن القيم، على جلال قدره عنوان كتابه "إعلام الموقعين عن رب العالمين" أو "أعلام الموقعين عن رب العالمين" واعتبروا في وصف إنسان مهما كان شأنه بوصف "موقع عن رب العالمين" فيه جرأة كبيرة. وقد ضاع هذا الإنكار في إطار سيطرة الموجة السلفية التي تعظم من شأن هذه المدرسة على فضاء الشبكة. وحاولت اليوم ان أبحث عنه فلم أجده، مع انني أحفظه، وأحفظ مظانه، وسأعود إن شاء الله إليه، لأثبته على الشبكة لطالب علم.
وقد قرأت في كتب بعض مشايخنا، أن بعض أهل المشرق قد غيروا عنوان الكتاب، استنكارا للعنوان الذي أقره مؤلفه، فتداولوه بعنوان آخر إقرارا بجلالة ما في الكتاب..
المهم ليس من حقٍ ان يقول إنسان عن اجتهاده في أمر الدين: هذا حكم الله، قول جازم. بل يقول هذا ما أداني اليه اجتهادي في شريعة الله أو في كتاب الله والله اعلم..
ليس انتصارا على خصم ان تقطع عليه الطريق بقولك هذا حكم الشريعة…
وتعتبر نفسك الناطق باسم الله، او الموقع عنه..
قال لي أحدهم يوما وقد دعوته إلى الحوار : كيف أحاورك، إذا كنتَ كلما قلتُ قولا، رددت عليّ بقولك: قال الله.. أو قال: رسول الله!!
فخلتُه قد قطعني!!
١٩/ جمادى الأولى ١٤٤٤
=========================
مستقر في وعي بعض الناس أن الصواب، ما يفعله القوي، وما يقوله الغني!!
(قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ)
=========================
أسئلتي الصعبة…-٣-
هذه أسئلة أطرحها على نفسي في إطار التأمل، وأحب أن يشاركني فيها الجواب من شاء…
كان الإمام ابو حامد الغزالي من أهل الطريق، شرب من كأس الحارث المحاسبي رحمهما الله تعالى، وذاق فعرف، واستبد به العرفان حتى أنار، وكتابه "المنقذ من الضلال" خفيف هضيم، يسهل عليك ان تقرأه، لعلنا نخرج مما خرج منه صاحبه…
وقد ذكر الإمام ابو حامد في كتابه "إحياء علوم الدين" أكثر من مرة، وتذكر يا زهير..
"أنّ حب الرئاسة آخرُ ما يخرج من قلوب الصدّيقين"
أشعر انه رحمه الله حاصرنا بكماشة الزعم الثنائي،
من زعم ان حب الرياسة ليس له في قلبه نصيب فقد زعم انه صدّيق..!!
هذا سوط يلسع الذين يتساءلون…
وأقول: هونا ما .. لا أجعل حبي لما ذكر على أكتاف المسلوبين والمقهورين والمعذبين ..!!
____________
*مدير مركز الشرق العربي