الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 15/7/2021

رسائل طائرة 15/7/2021

15.07.2021
زهير سالم




أثارة من علم
في نسبة الأسماء والصفات والأفعال إلى الله، جل الله ..
في قراءتي في كتب اللغة، وكتب أصول الدين، تعلمت أن نسبة الأسماء والأوصاف والأفعال إلى الله سبحانه توقيفي, حتى الفعل الذي ينسبه القرآن إلى الله سبحانه وتعالى في سياقه، لا يشتق منه اسم أو صفة لله تعالى إلا بشروط يعرفها أهل العلم ,,,
مثلا يقول ربنا : " وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ " . ويقول " قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا ",,, فلا يجوز أن تقول وأستغفر الله سلفا " إن الله مكار " فذاك سياق قرآني فريد له دلالته المجازية في سياقه ..ولا ينتزع منه ولا يشتق منه لله اسما أو وصفا..
ومن ذلك قول أهل اللغة إن " المعرفة والدارية " تكون بعد جهل، لم أكن أعرف فعرفت، لم أكن أدرِ فدريت، ويبنون على ذلك أنه لا يجوز أن تقول "الله هو الذي يعرف " ولا "معرفة ذلك عند الله،" فالله هو العليم الخبير لم يسبق علمه بجهل، فلا يوصف ربنا بالمعرفة ، ولا بالدراية ، وإنما بالعلم المطلق الأزلي السرمدي. عالم بما كان وبما سيكون وعلم ربنا بعمر ورزق نملة في قلب صخرة، أو ورقة على غصن شجرو كعلمه بعمر ورزق أحدنا..ومن ضعفنا نخاف
ويعلق بعضهم على قول بعض الأعراب الرجاز : "اللهم لا أدري وأنت الداري" بقوله : وهذا من جفاء الأعراب..بمعنى أنه لا يُقتدى به، ولا يقاس عليه...
وكذا نعلم أن الله سبحانه رحمن رحيم رؤوف ودودد . ويقولون في لغة العرب: أشفق عليه شفقة أب أو أم ، عطف عليه عطف أب أو أم ، وتحنن عليه حنان أب أو أم ..ويقول أهل اللغة وهذه القيم الشفقة والعطف والحنان قيم إنسانية جميلة، رغم محاولة بعض أهل الفذلكة العصرانية تشويه ذلك، وأن يصوروا هذه القيم على أنها قيم سلبية، فتجد في كثير من كتبهم ومسلسلاتهم وأفلامهم ، يقولون : ولا أحتاج شفقة أو عطفا من أحد ، وهذا نوع من الكبر، وكلنا نعلم أن الناس للناس ، وأن المشاركة في الأفراح والأتراح من انبل المشاعر الإنسانية، ولكن هذا ليس موضوعنا هنا. موضوعنا أن قيم الشفقة والعطف والحنان، على جمالها وعلى ما فيها من نبل ورحمة وشفافية؛ فإن الرحمة فيها تأتي ممزوجة بتخوف ووجل وضعف من الذي يبذلها تشفق الأم على ولدها المريض أو الضعيف شفقة ممزوجة بخوف وكذا تعطف عليه، وتحن عليه ..
 ولذا نقول اللهم ارحمنا، اللهم الطف بنا ، ولا يجوز أن نقول اللهم اعطف علينا أو اشفق علينا أو تحنن علينا .
وذكروا في أسماء الله الحسنى : الحنان المنان ، وتتبعت مأخذ الأول فما خرجت بطائل، مع أنه ليس في حديث " التسعة والتسعين"
وكنت كثيرا ما أسمع في مجالس ترقيق القلوب في حلب البهية أعاد الله على كل سورية بهاءها، المنشدين ينشدون :
نظرة إلينا ....يا رب
عطفا علينا ...يارب ..
فأقول ولعله ..ولعلهم قد جاءهم من العلم ما لم يأتني ..
رقت الحجارة ولم يرقوا لحال شعبنا الثائر المستضعف المسكين .
=============================
سأحكي لكم بدون كثرة حكي ..
حقيقة الدور العسكري الأمريكي في سورية ..
كثير من المحللين السوريين - وحق علينا احترام آراء الناس- يعولون كثيرا على الوجود العسكري الأمريكي في سورية ..
أختصر لكم عن حقيقة هذا الدور ...
1- الوجود الأمريكي في سورية لا يتمثل فقط في القواعد والجنود الأمريكيين، والفصائل الخادمة، وإنما في قوات التحالف الدولي نحو من خمسين دولة..
2- الدور الأكبر للوجود الأمريكي في سورية شرعنة الوجودين الروسي والإيراني، والتوافق معهما على كرادارات الحركة الجوية والأرضية. بمعنى لم تطر طائرة عسكرية روسية في الفضاء السوري لقصف السوريين إلا بعلم وتنسيق مع الأمريكيين، وهذا لضرورة أن لا يحدث " تصادم" جوي بين الطرفين، ولم يحصل حتى الآن ..أما التصادمات الأرضية فأمرها أبسط، وقد حدثت، وتم تلافيها، وسبب حدوثها نزق بعض الجنود، وليس تعليمات القيادات.
3 - الوجود العسكري الأمريكي في سورية يحمي غراس دويلة شمال شرق سورية، تنشئ فيها الولايات المتحدة " كيانا مستقلا على نحو ما أنشأت في جنوبها" يشطر الثلث الأغنى من ألأرض السورية. وقد يقبل بشار الأسد بالتنازل عن الثلث، إذا اطمأن إلى الوعد الأمريكي ببقائه في الثلثين ..
4 - كل ذلك يجري تحت عنوان محاربة " الإرهاب والإرهابيين" وهؤلاء الإرهابيون كما هؤلاء الانفصاليون، كما هؤلاء الإيرانيون، كما هؤلاء الروس كلهم " دمى " أمريكية في لعبة الفك والتركيب. وهذا اختزال نعم، ولكنه ليس تبسيطا، بل هو الحق عندما يحصحص الحق. وكل ما عداه فرغوة صابون..الصراع الأمريكي - الروسي ، الصراع الأمريكي - الإيراني ، الصراع الأمريكي - الأسدي في سورية ؛ كله رغوة صابون، على المستويين العسكري والدبلوماسي أيضا حتى لا يخطئ أحد . صحفي أمريكي كتب منذ عشر سنين " وكلما التقى كيري الأمريكي ولافروف الروسي خلع لافروف قطعة من ملابسه. ربما الذي غفل عنه ذلك الصحفي أن هذا الخلع متفق عليه .
والصراع الأمريكي الحقيقي في سورية ، هو الصراع مع ثوار سورية الذين يهتفون : ما لنا غير يا الله. الأمريكيون يغضبون لأننا ما زلنا نهتف باسم الله، ولا نهتف أبدا باسمهم.. !!
من قام يهتف باسم ذاتك قبلنا ...من كان يدعو الواحد القهارا
ندعو جهارا لا إله سوى الذي .. خلق الوجود وقدر الأقـدارا
5- وماذا لو انسحبت أمريكا عسكريا من سورية ؟؟؟ تقول العامة في بلدنا "حرد الدب عن الكرم زاد حمله قنطار"
لندن: 4/ ذو الحجة/ 1442 - 14/ 7/ 2021
زهير سالم : مدير مركز الشرق العربي
=============================
وزير الأوقاف الأسدي محمد السيد، يزور مصر، فلا يستقبل من نظيره وزير الأوقاف المصري، و"يلتقي بعلي جمعة" على قاعدة "إن الطيور على أشكالها تقع "
إن المجرمين الذين يظنون أن دماء السوريين ستضيع هدرا في أي بلد عربي كم يخطئون التقدير ..
=============================
مهمة المدرسة الدعوية الأصعب ...
إن صياغة شخصية المسلم المعاصر الوسطي المعتدل، الذي يرى في الإسلام مشروعا للحياة، وللحاضر والمستقبل، يؤسس على القواعد الربانية الطليقة، في العدل وتكريم الإنسان، من خلال تحمله لعبء الأمانة التي ائتمنه الله عليها؛ هي المهمة الأصعب في هذا العصر.
هذا المشروع الوسطي بأبعاده الفردية والجماعية، وتكاليفه النظرية والعملية، وإن كان سهلا ميسرا من خلال آيات القرآن الكريم " وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ " إلا أن الإحاطة به تحتاج إلى كثير من التوازن النفسي والعقلي كما إلى كثير من الفقه في الدين، وعلم التأويل، وهي الدعوة التي خص الله بها سيدنا رسول الله سيدَنا ابن عباس..
المشكلة التي نعيشها في هذا الزمان بين نمطين من الناس ؛ نمط "متفلخ" "متفرنج" "مميع" للعقائد والشرائع والشعائر ، ونفر "منغلق" " متدعش" يرى الإسلام كل الإسلام في قصر الإزار وطول اللحية والسواك..
وبين المدرستين ، وتحت تأثير ضغوط مدارس أهل الشر والسوء من السلطويين، تتعرض المدرسة الوسطية في هذا العصر ، لكثير من الاضطهاد والتلاشي، حتى تقول إن صوت القائمين عليها لم يعد يبين، وأصبح الناطقون باسم هذه المدرسة بين الرحيين الرحى الأسفل لمدرسة الانغلاق والانبتات والتثريب، و الرحى الأعلى يديره أصحاب مشروع التفليخ والتقلط والتفرنج والتمييع ..
وهو في الحقيقة موقف ضنك وصعب، ومما يزيد صعوبته كثرة ادعاءات المدعين ..
اللهم فقهنا في الدين وعلمنا التأويل ، ويسرنا لليسرى، وأعذنا من شرور أهوائنا وأنفسنا .. أرنا الحق حقا فلا نضل، وأرنا الباطل باطلا فلا نزل ..
لندن: 4 / ذو الحجة / 1442- 14/ 7/ 2021
زهير سالم: مدير مركز الشرق العربي
=============================