الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 16-08-2023

رسائل طائرة 16-08-2023

16.08.2023
زهير سالم



رسائل طائرة 16-08-2023
زهير سالم*
أصبحت في حزني على وطني وناسي، حزنَ من ذبح واحدها على صدرها، فهي لا تسكن دمعتها، ولا تسلو حزنها، ولا تهدأ لوعتها..
هنا أضجعوه، وهنا أنهروا دمه، وهنا مرت أسابيّ الدم!! وترى إخوته من حوله يعبثون أو يتعابثون…
أسبوع بقي على الذاكرة العاشرة لمجزرة الغوطة.
في حياتي الخاصة قدمت طفلين جعلهما الله فرطا..
 واحد بعمر أسبوع سميناه "محمود" والآخر سقط غادر في شهر حمله الرابع، سميناه "بشير"
ويظل أملي في حديث "ما يزال السِّقط محبنطئا بباب الجنة، حتى يدخل أبويه الجنة" يا رب، لنا ولكل من قدم!!
تظل أختكم أم الطيب تذكرهم:
وتذكر أقرانهم، عندما دخلوا المدرسة الابتدائية تقول لي كان محمود سيدخل المدرسة، وعندما.. وعندما تزوجوا تقول لي: كان محمود ليكون عريسا..
وتفعل الشيء نفسه مع بشير..
الذي دفناه وطوله سبعة سنتمترات..
أخوكم الضعيف المستضعف. كل أطفال سورية عنده، محمود وبشير..
لم يشغله عنهم لا البقلاوة التركية، ولا الكبسة العربية، ولا البسمتي الهندي..
اللهم زوّل عن الطالمين، ولا تلحقنا بهم…
ولا بأعمالهم..
=========================
اليوم تعلمت من أحد العلماء أحسبه من الصادقين، مصطلحا جديدا جميلا أعجبني جدا..
قال: علماء الفي والمي..!!
قالوا: إنه اعتقل في المحرر من أجلها، حتى أجبر على الاعتذار...!!رددوها حتى لا تمحى، ولا تُنسى، ولا ينجح للذين اعتقلوا عالم الصدق مقصد...
أهمه: لا تقبلوا لهذه الطبقة من الناس قولا..
مشايخ الفي والمي ليسوا فقط عند الأسد، ولا فقط عند قسد..
واسألوا بشار بن برد يجبكم:
يسقط الطير حيث ينتثر الحبُّ...
واسألوا أهل حلب عن جدلية العلاقة بين الحضن والذقن...
وعن وصفهم للسراق المحترفين: بحرامية الفي، فرد شكل
========================
حال المسلمين في هذا الزمان
كالعير في البيداء يقتلها الظما
والماء فوق ظهورها محمـــــــــــــول
مشكلتنا أننا كلما تحدثنا عن واقع المجتمعات والحركات الاسلامية، حدثونا عن جماليات الشريعة الإسلامية.
وبينهم وبين أول منازل الشريعة الاسلامية مسيرة خمس مائة عام..
=========================
وأخرج بعض الأحباب رسالتي الصباحية على أنها ضرب من التشكي!!
أخوكم لا يتشكى، ومن طبعي بفضل الله عليّ أنني قليل التشكي، مع كثرة ما أصابني ولله الحمد والمنة.
أنا أشكو نفسي لنفسي في أمهات مليون شهيد..
الكثير في المشهد السوري قد نسيهن، وبقيت المشكلة عند الذين لا ينسىون..
ويلتفت إلينا أحد عناتر الثورة: هل تسمعون مني
 خبرا، أو تحسون مني ركزا!!
منذ أيام كان بعض الفطاحل بيننا ؛ يتناجون هل مأتم العزاء جائز!! ويتنحنح زيد، ويسعل عمرو، ويقسم بكرو أنه غير جائز، ولم يرد في السنة..!!
المأتم في كلام العرب اجتماع الناس لعزاء أو لفرح، وارجع إلى أدب الكاتب..
اشتغالك على تحقيق قضية جواز المأتم، وإشغال الناس بها، عن نصرة ضحايا السارين والكلور والبراميل، تجده في كتابك ان شاء الله يوم الدين…
شكوناكم إلى الله يا من أخرجتم قطارنا عن سكته..
=========================
وأسمع بعض الناس يتملحون بذكر حلب، وأنهم يراهنون عليها، كما يراهنون على عقل بشار الأسد!!
وأتذكر قيس بن ذريح، أمره أبوه بطلاق لبنى فطلقها لا فركا لها، وإنما طاعة لأبيه، ثم ملأ الدنيا نواحا عليها..
ومما قال مخاطبا نفسه، وأخاطبهم به اليوم:
أتبكي على لبنى وأنت أضعتها
وكنت عليها بالملا أنت أقدر!!
أما المراهنة على عقل الأسد..
فيا للسادة النجب..
____________
*مدير مركز الشرق العربي