الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 17-12-2022

رسائل طائرة 17-12-2022

17.12.2022
زهير سالم

رسائل طائرة 17-12-2022
 

زهير سالم*

مررت بصفحة أحدهم
يسأله مستفتٍ: هل أم زوجتي من أرحامي؟؟
فأجابه الشيخ: لا…!! أقرباء زوجتك ليسوا من أرحامك!!
ووددت لو رزق هذا الشيخ من الحكمة ما يجيب به: فيقول مثلا
أم زوجتك "حماتك" من المحرمات عليك حرمة مؤبدة. وتستمر حرمتها حتى لو طلقت ابنتها.
وهي وإن لم تكن داخلة في المعنى اللغوي أو الشرعي للرحم، إلا أنها بما قدمت لك، وما أهدت إليك، تستحق احترامك ومودتك و برك وصلتك وأن تعاملها كما أمك، وكما تحب من أصهارك أزواج أخواتك أن يعاملوا أمك…
ربنا أوصى بمخالفين بالدين ان نبرهم ونقسط إليهم.
فكيف بمن…؟؟ أحب ان أصمت لئلا يقال. ومن قال: إن الناس كلهم سوا يبلاه بعلة ما لها دوا…
============================
لا بارك الله في أمة ولا في قوم لا يقولون لمحسنهم أحسنت ولا لمسيئهم أسأت..
وقرروا في عقيدتنا وفي شريعتنا: أن شكر المحسن واجب.
وأن الذين كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لُعنوا...
============================
أيها النوام ويحكم هبوا...
وتابعت مداخلة الدكتور عبد المنعم زين الدين في منتدى كوالامبور الذي يوصف بأنه إسلامي,,, !!
وأقول للدكتور عبد المنعم جراك الله خيرا عن دينك، وعن أمتك، وعن شعبك، وعن ثورتك..
وأضيف وأنت في كل ما قلت: تمثلنا وتمثلنا وتمثلنا أس سبعين.. ومن زعم أنك لا تمثله فهو لا يمثلنا..
بارك الله موقفكم وكلماتكم، وأيدكم بروح منه. لا تقل أنا فرد وربما كان الرجل بأمة وأسأل الله أن تكون وجيل الشباب الذين معك ...
نعم لا يمكن أن يكون أحدهم مسلما إذا لم يكن إنسانا أولا..لأن التكليف للمخلوقين في أحسن تقويم...
والذين خلعوا إهاب إنسانيتهم لا يمكن أن يكون مسلمين. والذي يرى أن ثورات الربيع العربي كانت لتهديد أعداء الغرب هم من أهل الفند المعلوم.
الله أكبر هؤلاء شباب الشام...
رابط كلمة الدكتور:
https://fb.watch/hskRVi8SkJ/
============================
الشعارات السلبية جميلة
ولكن الشعارات الايجابية هي الرؤية والجسر والمخرج والأجمل..
كانت لاءات الخرطوم: لا صلح- لا تفاوض- لا اعتراف جميلة في سياقها، ولكن حين لم تتبعها رؤية ايجابية تجيب على سؤال: فماذا نحن فاعلون؟؟ ذابت وتبخرت
جميل ما يعلنه ويصمم عليه الكثير من السوريين، هذه الأمور لن نفعلها، لن نقبل بالاسد، ولا بالجلوس إليه، ولا بالشراكة معه.. كل هذا جميل
وإزاء هذا يجب ان نقرر ونعلن ماذا نحن فاعلون؟؟
ما هي خطوتنا الأولى القادمة عندما يأتي المساء أو ينشق الصباح…
وأنتم وأنا وسورية وناسها بألف خير
==============================
يا حارون إنا بك حائرون!
من أمتع وأجمع وأروع ما تقرأ عن ترجمة العارف بالله الشيخ أحمد الحارون الحسيني قدس الله تعالى سره (ت 1382هـ) :
الصوفي العارف بالله: أحمد بن محمد بن غنيم الحارون الحسيني الحجّار.
ولد بدمشق في حي الصالحية بجانب جامع الحنابلة سنة (1318هـ) لأبٍ ينتسب للسيّد أحمد الرفاعي الحسيني شيخ الطريقة الرفاعية، وأمٍ تنسب لبني شيبة.
وكان والده يعمل في تقطير الزهور والورود، وما لبث أن توفي حين بلغ ابنه أحمد السابعة من عمره.
فتعهدته أمُّه التي أرسلته إلى كتّاب مجاور لبيتها، فبقي فيه عاما، ثم التحق بمكتب آخر في سوق الجمعة بالصالحية، فمكث فيه ثلاثة أعوام، ولم يكن هذان المكتبان – شأن غيرهما- يعنيان إلا بالقرآن الكريم.
ولما بلغ الثانية عشرة من عمره أخذ يتعلم صناعة قطع الحجارة، وعمل نحّاتا وحجّارا لسنوات طويلة في جبل قاسيون، بالإضافة إلى عنايته بالدرس والبحث، ومحافظته على تلاوة القرآن الكريم والطاعات، مشددا على أمراض الظاهر والباطن، ومؤمنا أن رضا الله ينحصر في الأعمال الصالحة، وأن رأس الأمراض الباطنة اعتقال القلب وأسره بغير الله تعالى ، ولذا فالشفاء يكون بأن ينسى الإنسان غير الله تعالى تماما .
بعد هذا بدأ حياته الصوفية، جاعلا علاقته مع الله عزوجل، ناظرا إلى كل أمر من أموره بعيني الشريعة والحقيقة قائلا: «إن الشريعة بؤبؤة العين، وإن الحقيقة نورها، ولا سبيل للعين أن ترى دون نور».
وفي سنة 1917م طُلب إلى الجنديــة، فسافر إلى حلب أولًا، وهناك أخذ يرشد الجنـود ويؤمهم، ويدعوهم إلى الخير، فصاروا ينادونه في الثكنة: «خوجة أفندي» ويستمتعون بتلاوته وإنشاده لقصائد الشيخ محي الدين بن عربي، والشيخ أحمد زرَّوق المغربي، والشيخ عبد الغني النابلسي.
ثم تحرك مع الجنــود إلى فـلسطيــن ليحـارب أعـداء الدولة العثمانيـة، وقد أبلى في الحــرب، وكان يخوض المعــارك أثناء الدوريات ويعود بالغنـائم، حتى وصل خبره للقـائـد الذي أعجب به كل الإعجاب.
ولما انتهت خدمته العسكرية عاد إلى العمل بصناعته حجّارا نحّاتا، يصنع البحرات والأجران، وما لبث في سنة 1346هـ أن تزوج وعمل على خدمة أسرته وصيانتها.
وبعد الحرب العالمية الأولى اتصل بالعلماء والصالحين كالشيخ أمين التكريتي، والشيخ أمين الخربوطلي، والشيخ عبد المحسن التغلبي، والشيخ أمين كفتارو، والشيخ توفيق الأيوبي، والمحدث الشيخ بدر الدين الحسني، والشيخ عبد المحسن الأسطواني، والشيخ إبراهيم الغلاييني، والمحدث الشيخ محمد بن جعفر الكتاني، والشيخ محمد الهاشمي، والشيخ أمين سويد، والشيخ محمود أبي الشامات، وغيرهم.
وفي العقد الرابع من حياته اتصل بعلماء آخرين منهم المفتي الشيخ محمد شكري الأسطواني، وقاضي دمشق الشيخ عزيز الخاني، والمفتي الشيخ محمد عطا الكسم، والشيخ أمين الزملكاني، والشيخ عبد الله المنجد، والشيخ هاشم الخطيب، والشيخ عبد الرحمن الخطيب، والشيخ توفيق الهبري، وغيرهم.
وكان يشارك الثـوار الوطنيين جهــادهم ضد الاستعمـار الفرنسـي، وأمد الثورة بالمال كذلك، وكانت له مواقف مأثورة حينما أسهم مع رفاقه في القتـال ضد القـوات الفرنـسيـة التي أرادت عبور جسر نهر تورا، وصمد ولم ينهــزم، رغم أنه أصيـب في ساعده .
ولم يكفه اشتراكه بقتــال الغوطة، بل كان يشارك في القتـــال على طريق دمشق القادم من لبنان، ليقطـع الإمدادات التي تأتي للفرنسـييـن، وقد استطاع مرة مع أبناء عكاش نسـف الخط الحديـدي بين دُمّر والفيجة، وكان يمــد الثــوار بالسلاح.
ولم ينقطع عن عمله في الحجارة والأجران إلا في السنوات العشر الأخيرة.
وانصرف لمطالعة الكتب الدينية والكونية (العلمية) في خلواته بعد أن تعلم القراءة والكتابة عندما تقدمت به السن. وكان يجمع منها ويؤلف، فترك كُتبًا في التشريح والفلك والذرة، وعلم طبقات الأرض والنبات والطرائف والكهرباء وغير ذلك من كتب كثيرة، وكان خطه صعب القراءة فقام مريدوه بتبييض مؤلفاته، وإعادة كتابتها كالأستاذ صلاح المنجد، والأستاذ محمد غراب، والأستاذ محمد الحمصي .
وتتميز كتابته بالدقة العلمية، وتفهم أسرار الشريعة والحقيقة، إضافة إلى التحليل الدقيق بلغة سهلة مفهومة وكان يمانع في نشرها بحياته.
لم يُعدَّ حلقات علمية كما يفعل العلماء، وإنما كانت له جلسات في دور إخوانه ومريديه متنقلة، يقرؤون بها كُتبًا من مثل: «زاد المعاد» و «الرسالة القشيرية» و «الحلية» و «رياض الصالحين» و «إحياء علوم الدين» و «الشفاء» وغير ذلك، وكان المعيد الذي يقرأ في الدرس الأستاذ عبد الغني الباجقني.
له في العلوم حجة عظيمة، لم يخرج من جولاته العلمية إلا منتصرًا، ولم تقهر حجته مع عالم في القضايا العلمية، ولا مع طبيب في بحث تشريحي أو فسيولوجي، ولا مع متخصص في علم النفس، وقد آتاه الله تعالى في جلسات نقاشه هيمنة عجيبة على المجالس.
وكان كما ذكر العلماء يجتذب إليه جلساءه بشكل عجيب في روح مداعبة لطيفية، وأثنى عليه الكثيرون، وذكروا عنه قصصًا غريبة جدا، وحكايات عجيبة تدلّ على ولايته الواسعة الخَضِرية، وللناس من معاصريه فيه اعتقاد كبير.
قال عنه الدكتور مصطفى السباعي: « .. هذا الطراز من الرجال الذين يُحيون القلوب، وينعشون الأرواح، ويلتزمون حدود الشريعة، ويبتعدون عن استغلال التصوف لجمع المال والشهرة ... وكان من قوة الروح بحيث أصبح منارًا للمهتدين، ومرشدا للضالين ، وقد أنقذ بهدايته وروحانيته عددًا من أبناء البيوت المعروفة في دمشق، ممن كانوا ينغمسون في الترف واللهو، فأصبحوا بعد ذلك من كرام الناس دينا وأخلاقا واستقامة، وبذلك أحبّوه الحب الخالص لله تعالى ، فلزموا مجالسه، واستفادوا من أخلاقه ومواعظه واعتبروه الأب الروحي لهم، كما أنقذ كثيرا من الضالين وقطاع الطرق والمجرمين فهداهم بفضل الله تعالى إلى الإيمان والتقوى .. وكان مما حبّبه إليّ تواضعه، وحسن خلقه ، وتهربه من الشهرة ، وتزهده في الدنيا مع إقبالها عليه، وسخاؤه الذي لا أعتقد أن له فيه مثيلا، أو قريبا منه، وفهمه للإسلام فهما صحيحا، وإدراكه لمشكلات الحياة التي يحياها المسلمون اليوم ... وكنت كلما شعرت بظمأ روحي إلى كلام الربانيين وهدايتهم، أذهب إليه فأملأ روحي من هدي كلامه، وأملأ عقلي مما أفاض الله تعالى عليه في آخر عمره من فهم لمختلف العلوم بحيث استطاع أن يصنف فيه عشرات المجلدات التي ستظل أبدا ودائما ناطقة بربانية هذا الرجل وولايته واستعداده الروحي والعقلي حتى كان كبار العلماء يعترفون له بذلك ... فكان وهو طريح الفراش يناقش ويتكلم ، ويحضر بعض كتبه لنرى رأينا فيها مع استمراره على عادته في البشاشة والدعابة التي عُرف بها .. »
وقال الشيخ حسن مأمون، مفتي مصر وشيخ الأزهر بعد أن اطلع على شرح الشيخ الحارون لكتاب «ما لا يعوّل عليه» لابن عربي: «أشعر وكأنني في حضرة الإمام الغزالي».
أرسل إليه مفتي بغداد الشيخ قاسم القيسي أسئلة عن التوحيد والتصوف فأجابه إجابة أدهشته، ولما زاره في دمشق قال: «يا حارون إنا بك حائرون» . وأضاف ما معناه : أن الأجوبة التي أرسلتها إليَّ تحير العقول، ذلك أنها أجوبة العلم الوهبي قبل الكسبي.
وقال مفتي بغداد كذلك في جلسة له بزاوية أبي الشامات في حي القنوات: «لقد زرت اليوم رجلا عارفا كبيرا، وسمعت عن الصوفية الشيء الكثير، وخرجت من الدار بعد أن فهمت أنه يتكلم بلسان الصوفية كلسان العارفين بالله تعالى».
قال الشيخ ياسين الموقت من صوفيي حلب: «إن الشيخ أحمد الحارون كان أكبر عارف في وقته».
وقال الشيخ محمد سعيد البرهاني : «إن الشيخ أحمد الحارون لا يجود الزمن بمثله إلا مرة في كل مائة عام سيرًا على سنة النبي العظيم: إن الله ليبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه الأمة المحمدية أمر دينها».
وقال الشيخ العالم الرباني يحيى الصباغ: «إن مثلنا مع الشيخ أحمد كمثل الجنـد بالنسبة للقائــد الكبير».
قال الشيخ العالم الرباني محمد أمين الزعبي: «إن الشيخ أحمد الحارون قد كان شيخ الأبدال بعد المحدث الأكبر المرحوم الشيخ بدر الدين الحسني، والمرحوم الشيخ سليم المسوتي، والمرحوم الشيخ سعيد الحبّال».
كان للشيخ الحارون كرامات يحدث بها من يحضر إليه ولو لمرة واحدة وكان الناس يتناقلونها، أما هو فكان يقول مستشهدا بقول كبار الربانيين العلماء: «إن الكرامات كالدمى توضع بين يدي الأطفال، ولا قيمة في ديننا إلا للقرآن العظيم والحديث النبوي الشريف» ، «كرامتان ليس بعدهما كرامة: الإيمان والاستقامة، فإذا وجدتم رجلا مستقيما فلا تطلبوا منه كرامة» . ويقول: «إن الكرامات يخجل الولي منها كما تخجل المرأة في طمثها» ، «إذا رأيتم من شخص كرامات خارقة وكان سيره يخالف الشريعة فاضربوا به وبكراماته عرض الحائط».
حدث الدكتور أمين شيخ بكري من حلب، أحد أساتذة الجامعة، قال: «أكثرَ أحدُ أصدقائي من ذِكر الشيخ الحارون، وذكر كراماته وعلمه حتى ضقتُ به، وقلت أريد أن أرى شيخك هذا ذا الكرامات والعلوم. وقلت في نفسي: سأحضرُ له سؤالًا لا يعرف كيف يجيب عنه، فلما ذهبنا، وكنا ببابه نقرعه إذ طلت الخادم، فاعتذرت بأن الشيخ نائم، ولكن صوت الشيخ صاح من الداخل، أدخليهم ضيوفنا من حلب، أنا أنتظرهم منذ ثلاثة أيام، فالتفت إلي صديقي وقال: أرأيت؟ قلت: ليس هذا عجيبا. ثم دخلنا؛ فرأيناه في سريره، ورحب بنا، وكان يوجه الكلام إلي خاصة بشيء من دعابة قاسية ويستهزئ من الجامعة التي خرّجتني، وأنا وقتئذ قد تخرّجت متفوقا على زملائي، وقبل أن أطرح سؤالي الذي نويت وهو أن أسأله عن الروح وشأنها قال لي: قم فهاتِ ذلك الكتاب من هناك، وأشار إلى مجموعة من مجلدات أمسكت ببعصها لأناوله فصاح بي: كلا ... ليس هذا، وإنما الذي يليه، فجئت به إليه فقال: افتح ففتحت فصاح: أهكذا يفتح الكتاب؟ هاتِ. فأخذه وفتحة فتحة سريعة في منتصفه، ودفعه إلي بقسوة، وقال: اقرأ ... فبهتُّ، واقشعر جلدي إذ وجدت مكتوبا في راس الصفحة وبالخط الأحمر {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر بي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} وسكتُّ، فقال: أفهمت؟».
وكان أكبر كرامات الشيخ أحمد التي اشتهر بها بين الناس إبراء المرضى بإذن الله تعالى ؛ فهو من هذا الباب عيسوي المقام، وكان بيته مقصودا منذ الفجر وحتى الليل لا يكاد يخلو من قاصدين يلتمسون علاجًا ودعاءً فيكتب لهم الرُّقى ويدعو ويعالج .
حكى تلميذه الأستاذ محمود غراب يقول: «رجعت مرة إلى البيت فوجدت أهلي في غم واضطراب لأن ولدي عبد الله يشكو من عينه على أثر ضربة أصابته أفقدته الرؤية، فحملته مسرعا إلى بيت الشيخ القريب مني أستشيره ما اصنع، وكان الوقت ليلا فاستدعى على الفور جاره الدكتور خالد الطباع وقال: انظر الولد ما لعينه ؟ ففحص الطبيب الولد وقرر أنه يعاني نزيفا في الشبكية، يستدعي نقله وعلاجه في المستشفى، فصاح الشيخ ينادي ابنته وطلب منها زبدية وبيضة ثم أسال البيضة في الزبدية، ومد يده على سرواله، فأخرج قطعة من (سكر نبات) نفخها بفمه، ثم حرك بها بياض البيضة، ثم طلب من ابنته قطّارة، فقطر بعيني الولد نقطتين، كل ذلك والطبيب مندهش يعترض، والشيخ لا يأبه له، ثم قال لي: اذهب بولدك وغدًا سيرى، قال الوالد الشيخ محمد غراب:«وحملت الولد إلى البيت وأضجعته في سريره فنام، وأنزل الله عليّ سكينة فنمت أنا أيضا، ولم أصح حتى الصبح على أصوات فرح من أم الولد وجدَّتُه، فعلمتُ أنَّ الولد معافىً سليم، فحملته ثانية، وركضت إلى دار الشيخ مبتهجا، فاستدعى الطبيب نفسه، وقال له: انظر عين الولد، وقرر الطبيب بعد الفحص أنَّ العين سليمة لا شيء فيها».

وكان عنده سخاء وكرم، يؤوي الغريب، ويطعم الجائع والبائس، ويعطي المحتاج، يتفقد الأسر المستورة، يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، فلا يمسك مالا البتة، حتى ليستوي عنده الذهب والتراب، ومن قصصه في ذلك، ما رواه الأستاذ واصل الحلواني، قال: «ذهبت مرة لزيارته، وقرعت الباب منتظرًا، فأتى طحان يحمل على دابته للشيخ كيسين من الدقيق، وجاء رجل بائس فقير فوقف بعد أن سلم وقفة ذل واستحياء، وفتح الشيخ الباب، فقبّلنا يديه، وضغط على يدنا ليقبلها، وكانت هذه من عاداته، وكان يقول واحدة بواحدة، حتى هذا الفقير لم يسلم من أخذ يده ليرد إليه الشيخ قٌبلَته حتى تكون واحدة بواحدة، ثم سأل الرجل المذكور: ماذا تريد يا بني؟ فأطرق ونظر إلى الأرض، ثم سأله ثانية، فقرب نحوه الرجل وهمس في أذنه كلمات، فقال الشيخ للطحان: اصحبه إلى داره وأعطه الطحنة».
جاءه من مدينة جدّة (شيك) بمبلغ ستة عشر ألف ليرة أو ستة وعشرين ألف، أهداه إياه أحد الكرماء، وحمله إليه الشيخ أبو راتب الشلاح، فلم يتسلمه منه، وأمر به فاشترى دارًا في المهاجرين لرجل كان والده المتوفّى صديقا له، وهو ذو عيال يعجز عن دفع أجرة بيته، ولما قصّر المبلغ عن شراء الدار سعى فأكمله له.
بسيط المعيشة يكتفي بالبسيط من الثياب والطعام والعيش والكفاف، ومات لا يملك سوى الدار التي هو فيها، اشتراها من إرث والده، ومن جهد عمله خلال عشرات السنين.
وقد وصفوا داره بأنها مستشفى لأمراض النفس والقلب والجسم.
توفي ليلة الجمعة 19 جمادى الأولى سنة 1382هـ وخرجت جنازته مهيبة حافلة، ودفن بجوار قبر الشيخ أرسلان الدمشقي بناء على وصيته، وقد تمنى جوار الشيخ أرسلان كبارُ الصلحاء فلم ينالوه.
زاد الله تعالى في درجاته ومقامه ونفعنا به وفرّج الله تعالى عن الشام وأهلها وصلى الله على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
الترجمة منقولة من كتاب نثر الجواهر والدرر للدكتور يوسف مرعشلي 190-194 بتصرف بسيط.
كرما لا أمرا الرجاء قراءة الفاتحة لروح سيّدي الشيخ أحمد الحارون ووالديّ رحمهم الله جميعا .
أحمد الدبوبي
==============================
وصلني بالأمس مقال..
أتحفني به أخ جميل على وجه الهدية، ولو قلت انه تصدق على روحي به في الظرف الذي أعيش، لكنتُ أقرب للصواب..
المقال في ترجمة الشيخ العارف بالله أحمد الحارون رحمه الله تعالى به.. قرأت المقال، وعبت على نفسي وانا ابن الشام، الشام وليس دمشق، وفي الخامسة والسبعين من عمري ولا أعرف عن الشيخ الجميل إلا القليل مما لا يغني ولا يفيد..
كأرض عطشى شربت روحي المقال، وبت بالأمس راضيا بعد أن..
ولكن غصة تراودني أن لا أشرك في هذه النعمة من أحب من أحبابي.. وها أنا أفعل، المقال طويل، ولذا سأرسله على دفعتين مع استقلال هذه المقدمة ليتحمله نظام الواتس..
وأبدأ بالترحم على الشيخ الذي لم أعرف
وأثني بالدعاء لكاتب المقال الذي لا أعرفه معرفة أجسام اللهم اجزه عنا كل خير وبر، وكل ما في المقال مناط به، متوقف عليه..
ثم أشكر الأخ الحبيب الذي أهداني المقال فأجمل الهدية
وأختم بالدعاء لنا جميعا ان يفتح الله قلوبنا وعقولنا لاستقبال الذكرى..
وحدثتني يا زيد عنها فزدتني
جنونا فزدني من حديثك يازيد
بل
لا تخف ما صنعت بك الأشواق
واشرح هواك فكلنا عشاق
==============================
هل تعتقدون أنه قطعني؟؟!!
ومعنى قطعني بلغة علم الجدل والمناظرة والحوار، أنه خصمني، ومعنى خصمني، أنه أفحمني وحسم القضية لصالحه، وانتصر فيها، وكانت له الكلمة الأخيرة..
وبعد أن أرسلت رسالتي الأخيرة مطالبا بعض الناس بتأكيد حضورهم ، في سياقات الأحداث، وتنبيه من لا يسمعهم ولا يراهم ولا يشم ريحهم الذي يجب ان يكون "ريح زرنب"
وتجدون شرح الزرنب في حديث أم زرع وصويحباتها. وقالوا فيه طيب ريح العرق، وقيل الزرنب شجر أو نبت طيب الرائحة، وقد كانت المرأة الثامنة في حكاية أم زرع قد وصفت زوجها بأنه "المس مس أرنب والريح ريح زرنب" لعلمكم في هذه الرواية الجميلة من أحاديث النساء وكن عشرا كل واحدة وصفت زوجها بما تجده فيه فكانت أحسنهن حالا، أم زرع، ولكن مسيرتها انتهت بطلاق، حيث اختطف زوجها منها بأخرى غلبتها عليه، واستمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحاديثهن، من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وأخزى من يزوّر عنها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "كنتُ لكِ كأبي زرع لأم زرع غير أني لا أطلقك" وقد أولعت كتب الأدب بشرح حديث ام زرع وأبرعهن في ذلك أبو علي القالي في الأمالي.
ونعود
ورد عليّ أكثر من أخ بعد تلك الرسالة التذكيرية التحفزية، وكانوا يقولون في مجالس أهل الشراب: أيقظ نديمك قد نعسا…
كتب إلي أحد الكرام: فالج لا تعالج!!
وكتب لي كريم آخر: كم مرة كتبتَ لنا أنك يئستَ من الناس، ثم تعود..!!
فكتبتُ أجيبه، غفلة مني: (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ)
فردّ عليّ: (فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَىٰ)
فرأيته قد قطعني وخصمني وأفحمني…
وما أظن إلا انني سأعود!!
==============================
تحية لمجموعة العمل الوطني..
وأحب الحضور وأكره الغياب..
وأعجبني اليوم تغريدة مجموعة العمل الوطني واستنكارها لإقدام حركة حماس على استبدال بعلم الثورة السورية علم بشار..
شكرا للحضور وشكرا للتعبير
أيقظوا النيام
==============================
أراقب المشهد..
تكونت عندي قناعة، أن بعض السوريين طلقوا القضية، وبدأت أعينهم تغزل على غيرها..
وهذا البعض أباعيض، هيئات مؤسسات أحزاب جماعات وأفراد..
إعادة الاصطفاف سهل على بعض الناس.
أصبح أمر القضية "قضية خلاص الشعب السوري" أقصد لا يعنيهم، وفي الواقع بعض الناس طلّق ، وبعضهم علّق، لعل الريح تميل، وبعضهم أصبح مثل قوم بادين في الأعراب يسألون عن الأخبار…
هذا بيت شعر قديم أحفظه من بديعية ابن حجة الحموي، يقول فيه متمثلا للجناس المركب:
بالله سر بي فسربي طلقوا وطني
وركبوا في ضلوعي مطلق السقم
قوله: سر بي كلمتان
قوله: فسربي كلمة واحدة
وكلمة السرب تكثر في شعر العرب
بكيت على سرب القطا إذ مررن بي
فقلت ومثلي بالبكاء جدير
أسرب القطا، هل من يعير جناحه؟؟
لعلي إلى من قد هويت أطير
يعجبون من أمري كيف أبكي وأعجب من أمرهم كيف لا يبكون!!
طلقوها بعد أن خدعوها وأغروها..
خدعوها بقولهم حسناء
والغواني يغرهن الثناء
فاتقوا الله في قلوب العذارى
فالعذارى قلوبهن هواء
==============================
في قول العرب
قبل الرماء تُملأ الكنائن
قبل الحرب، والمعركة، والاشتباك، يتم ملأ كنانة الرامي بالسهام..
الحرب بالسهام كانت تتم قبل الاشتباك بالرماح والسيوف.
فالرجل الذي يستعد للحرب يملأ كنانته قبل خوض المعركة.
يعني قبل الثورة كنا في فراغ والذي علّم علّم ، والذي فقّه فقّه والذي ثقًف ثقّف.
اليوم تاركين الحرب على الارض ونازلين فينا محاضرات مثل زخ المطر
==============================
عندي قناعة راسخة صعب علي تغييرها..
الفضاء الثوري ليس فضاء للمثاقفة أو التثقيف..
"قبل الرماء تملأ الكنائن" مثلٌ عربي
حلوها برمة
==============================
في مثل هذه الأيام من ٢٠١٦
كانت مدينة حلب الحرة تحت الحصار الروسي الأسدي..
وربما في مثل هذا اليوم ١٥/ ١٢/ ٢٠١٦
أفرغت معاقل الثوار…
لعلكم تقولون لحلب كلمة بحق. وكذا كل من أخرج من ظل شجرة..
==============================
قول وتعقيب
من الرسائل الجميلة التي يقوم الاخ الحبيب مجد مكي بتوزيعها على الأحباب:
"قال شيخنا العلامة عبد الرحمن حبنكة الميداني في كتابه "بصائر للمسلم المعاصر" ص445: إنَّ معظم أذكياء المسلمين قد انصرفوا في العصور المتأخرة عن علوم الدين، واتَّجهوا لعلوم الدنيا، وكثير منهم سار في ركاب أعداء الله، وبقي للعلوم الإسلامية قلة قليلة جداً، لا يجوز عقلاً ولا واقعاً تكليفها فوق قدراتها، ولا دفعها للقيام بمهمات لا تُحسنها، ولئن قامت بها أساءت وأضرَّت، فالأمة إنما تتكامل بتوزيع الاختصاصات على وَفْق القدرات والكفاءات.
ومن الغباء أن نطالب كل إنسان بأن يحسن كل الاختصاصات مهما كان عبقرياً وذا مواهب رفيعة، فكيف بأناس عاديين، تتفاوت نِسب كفاياتهم وقدراتهم، شأنهم في ذلك كشأن سائر الفئات من الناس، مع ملاحظة أن الأجيال الذكية موجَّهة بعوامل كثيرة للزهد في الدراسات الدينية، وحمل رسالة العلوم الإسلامية، والدعوة إلى سبيل الله عزَّ وجل."
قلتُ انا العبد الفقير زهير
هذا كلام نفيس جدا يمكن ان يكون منهجا، وأن يحدد دورا وموقفا..
المهم ان يقتنع المعنيون به، به. ويدركوا أبعاد ما يقول الشيخ الجليل رحمه الله تعالى، فهو شيخ الجميع إن شاء الله.
==============================
(قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ)
وأكثرَ المفسرون من ذكر أن "البث" هو الهمُّ وهو الحزنُ وليس بدقيق. لأن العطف بالواو يقتضي المغايرة. والبث غير الحزن.
والبثُّ: هو إفضاءات المحزون، وما يكون فيها من تعبير عن حالات الضعف الانساني، ولا سيما حين تستبد الهواجس بالإنسان.
والبثُّ كما يقول إقبال هو فيضان المحزون. "لا بد للمحزون من فيضان" ويلومون، "وويل للشجي من الخلي" قالتها العرب من قبل.
يحتاج المحزون إلى نجيّ، ويسمي العرب نجيّ الحزن بالمسعد، يناجيه المحزون، ويبثه همومه وهواجسه ومشاعره، وما كل الناس يصلح أن يكون..
ولما رأى سيدنا يعقوب عليه السلام الذين حوله، لا يبالون مصابه،منصرفين عن الإصغاء إليه، والتعاطف معه، واستقبال بثه ونجواه بما يلبق بفقده لولده من إسعاد، التفت عنهم، وانكفأ على نفسه، واكتفى بنجوى ربه…
وحين تجد أمة أو شعبا في لعبة "كرة" سخيفة مشغلة عن قضاياها، عن ضياع الأوطان، وتدمير العمران، وعذابات المعذبين، فإن اليأس من الناس يصبح الدواء المر الذي يجب أن يتجرعه المحزون ولو على كره.
اللهم يا عالم السر والنجوى..
فرّج عن أهل البلاء من عبادك، فما عادوا يشكلون هما، ولا يبعثون على عزيمة…
ورأيت بالأمس الفضاء العام لكل المجموعات صامتا، حتى لو ألقيت إبرة لسمعت صوتها، وكأن مذيعا يذيع أسماء المعتقلين الذين يتم الإفراج عنهم في سوريتنا الحبيبة، بجهود الأشاوس من قيادات المعارضة المغاوير..
ثم أصبحت ليذكرني أحدهم أن الناس يوم أمس كانوا مشغولين بما نسيت..
نِعْمَ الرجلُ لا يبالي من عدا ومن جلس.
الله لطيف بعباده. الطف بأهل البلاء يا رب، وقنا شر أهل الأشر والبطر .
____________
*مدير مركز الشرق العربي