الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 17/12/2019

رسائل طائرة 17/12/2019

17.12.2019
زهير سالم




إن الرائد لا يكذب أهله ..
وهو من أمثال العرب .
وتروي كتب السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم استشهد به يوم خاطب قريش لأول مرة بأمر الدعوة : فقال إن الرائد لا يكذب أهله ..
وأظن أن معنى كلمة الرائد قد مات أو غاب في نفوس كثير من الناس . ولاسيما في نفوس المتدافعين إلى موقع الريادة أو المرشحين لها ..
والرائد في لغة العرب : هو سابق الناس في الزمان والمكان ، يستشرف لهم أفق الغد ، ويرتاد لهم طيب المنزل فيه .
وإذا كان حديث الأمس أنشد الرائد قومه :
فعدِّ عن ذا إذ لا ارتجاع له ,, وانم القتود على عيرانة أجد
الرائد هو الرجل يرحل دائما إلى المستقبل ويسبق إليه . ربما لا يعلم جذع الشجرة أنه بعد قطع عن أصله أصبح يشار إليه على أنه لوح خشب ، أو وقدة من حطب بلاغ وكفى و " هل يُهلك إلا القوم الظالمون "
يتقدم الرائد والركب خلفه ، فإن واجه عثرة أو عقبة حذّر ، وإن واجه خطرا أنذر ، يلزم المحجة ، ويرتاد المنزل ، ويشير بالتي هي جمل ..
والرائد : سابق القوم في قرارهم استشرافا ، وفي حلهم وترحالهم نصحا وإشفاقا ؛ يظل بهم : من أدلج نجا ..وعند الصباح يحمد الركب السرى ، ويا حادي الليل رفقا بالقوم إن ضلوا وإن عثروا ..
وما تزال تصلني صحائف قوم هم الرواد - فيما زعموا-  قد استغشوا ثيابهم واغتبطوا ..  كلما تقدم الركب إلى الأمام خطوة انغمسوا في العَود إلى الخلف شوطا ..وبينما قومهم بين نيران تحيط بهم من فوقهم ومن أسفل منهم هم متشاغلون في جلاء خفاء كسب الأشعري..
ولعل كلامي " أخفى من كسب الأشعري " عن إرادة موهومة ، لا مخلوقة ولا معدومة في تفسير فعل من تمجد بذاته وتوحد بصفاته وأفعاله !! ومن بعض معاني الإيمان التسليم .
دعوا فلجات الشام قد حال دونها ..جلاد كأفواه المخاض الأوارك
بأيدي رجال هاجروا نحو ربهم ...وأنصاره حقا وأيدي الملائك
إذا سلكت للغور من بطن عالج ... فقولا لها ليس الطريق هنالك
سمعا وطاعة سيدي حسان ابن ثابت   :
ليس الطريق هنالك ..