رسائل طائرة 18-08-2024

رسائل طائرة 18-08-2024

زهير سالم*
(قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ)
وأرسل لي صديق منذ الصباح فيديو يستفزني.. وكلام صاحبه مع لحية وعمامة كله "خرص" وقال أهل التفسير في (الْخَرَّاصُونَ): المتكهنون، الذين يتخرصون الكذب والباطل فيتظنونه، يعنون على سبيل الادعاء...
وأنا والله بقدر ما أحب العلماء العقلاء الفهماء أكره من سواهم...
وسأل شاب وأنا حاضر أسمع، في جلسة أحد أولئك الأجلة من أهل العلم والعقل والفهم: هل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمل أو سيدنا يوسف، الذي قطعت النسوة المشدوهات أيديهن وهن شغفات بصورته؟؟
فقال العالم العاقل الزكن الفطن رحمه الله تعالى ورفع مكانه في عليين: نحن بوصفنا مسلمين فإن الصورة المنطبعة في قلوبنا وعقولنا عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه الأجمل والأكمل...أما من حيث الحقيقة، فقد يكون الأمر مختلفا، تلك حقيقة المحبوب في قلب المحبين...
ألجموا ثغاء ذلك الخروف الذي يثغو.. أو يلغو...
أو الخراص الذي يتخرص على الله وعلى رسوله صلى الله وسلم على رسول الله...
======================
(فَتَبَيَّنُوا) حول وليد بن يزيد بن عبد الملك...
ووقعت في تاريخ هذه الأمة وقائع، وشوّه في تاريخ هذه الأمة رجال..
وبين أن تقول كان عظيما وأن تقول كان زنديقا أو فاسقا أو متهتكا ف كبير...
ومن أكثر الرجال الذي كثر الوضع عليهم في تاريخ هذه الأمة الأول ثلاثة: الأول يزيد بن معاوية، على ما كان من أمر يزيد وأشده ما كان في الحرة وكربلاء، لكنني أعظك بالعقل أن تصدق كلَّ ما حمل على يزيد!! ومهم الوليد ابن يزيد بن عبد الملك والثالث محمد الأمين بن هارون وزبيدة من بني العباس.
فقد عهد إلى الوليد بن يزيد أبوه يزيد بن عبد الملك بعد عمه هشام، لصغر سنه يوم وفاة أبيه. كان الواليد الخليفة الأموي الثاني عشر. واضطربت فيه أقوال المؤرحين بين قادح ومادح. والقادحون أكثر. ولا بينة لهم. ولا يغرنك أن ينقل القدح بعض من تظن فيه الخير من المؤرخين، فهؤلاء تأخذهم الغيرة على الإسلام فيسرعون إلى الإنكار والتصديق.
في رواية الموثقين يقولون كان الوليد بن يزيد عدلا قويا ثبتا أراد أن يسير بالأمويين سيرة ابن عمه عمر بن عبد العزيز، وأول ما بدأ به أنه أنقص عطاء الأمراء من بني أمية، وذلك ما لم يقدر عليه عمر ، وهمّ به ثم تهيبه، وتذكروا أن عمر بن عبد العزيز حكم سنتين،فقط ، بينما حكم الوليد سنة واحدة مثل مرسي تماما. هل تتذكرون ما قالت ليلى علوي في مرسي!!
وقال الناس في عمر ثم في الوليد: "الأشج والناقص أعدلا بني أمية". فالأشج هو عمر بن عبد العزيز لقب بالأشج لشجة كانت في رأسه. والناقص هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك، لقب بذلك لأنه أنقص أعطيات الأمراء حرصا على العدل، و حفاظا على مال المسلمين...
حتى قال فيه القائل:
رأيت الوليد بن اليزيد مباركا ..شديدا بأعباء الخلافة كاهله
فلما أراد بنو عمومته الانقلاب عليه أشاعوا عنه الكفر وشرب الخمر والتهتك بالنساء والغلمان. ورووا عنه ولعنة الله على قائل هذا البيت: أنه مزق المصحف يوما وقال: إذا ما جئت ربك يوم حشر.. فقل يا رب مزقني الوليد
والعياذ بالله تعالى. وألعن قائل البيت الحقيقي، وراويه على التمويه. وبالغوا في وصف غوايته، وأنه قال: عزمت على الحج لأشرب الخمر على ظهر الكعبة..
ولا يغرنكم كما قلت أن تجدوا من خيار المؤرخين قد اندفع في مثل هذه الروايات وما أكثرها.
وكتبت هذا فقط لأقول لنا (فَتَبَيَّنُوا) وأثارني لأكتب أنني رأيت أو سمعت شبيحا من الشبيحة الكبار ينسب إلى خلفاء المسلمين الكفر والفسوق والعصيان...
____________
*مدير مركز الشرق العربي