الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 18/12/2021

رسائل طائرة 18/12/2021

18.12.2021
زهير سالم




لا تصدقوهم ...
عنوان جميل ومؤثر في كلمة مندوب المملكة العربية السعودية على منبر الأمم المتحدة.
نكرر على مسامع العالم قوله : لا تصدقوهم، ولا تصدقوا من ورائهم كل مَن قالوا وزعموا ..
ونكرر على مسامع العرب أجمعين: لا تصدقوا أن الدم يتحول إلى ماء.
شكرا للعربية السعودية على الموقف الحميم.
=========================
توضيح
وأشكل كلامي بالأمس على بعض الناس، وسألني بعضهم: هل أردت أن أمدح أو أذم عندما ذكرت خلفاء بني العباس وأصحاب الرتبة من العلماء...
وجوابي لم يكن قصدي مما كتبت أن أمدح أو أأذم...!!
وإنما أردت توضيح حقائق من التاريخ  ومن الواقع والحياة.
نحن - السوريين أقصد- أعلنا ثورة بأنفسنا. وبقرارنا. وهاجَمنا  العالم بقراره. ثم نطلب من الآخرين ان ينصرونا تارة باسم الانسانية وتارة باسم الدين وتارة باسم العروبة..
جميل ان يحدث هذا؛ ولكنه قلما حدث في التاريخ!! وعلينا ان نعي هذا ونعتمد على أنفسنا ونشمر ونصحح ونجد .
عشرة خلفاء من خلفاء بني العباس لم يجهز احدهم جيشا للدفاع عن الشام. خلال مائتي عام، من غزو الفرنجة، أتعجبون!!
أقول لأهل الشام شمروا، واتكلوا ولا تتواكلوا..
نحن فيما نخوض فيه لسنا على طريق.
=========================
في التاريخ الدبلوماسي..
نزل الفرنجة الذين يسمون أنفسهم "الصليبون" وينسجون الصليب الأحمر على صدورهم أرض الشام سنة 492 للهجرة. واستمروا فيها حتى 690 ..مائتي عام تقريبا..أحاول أن أستجمع بعض الشتات
كان خليفة المسلمين يومها في بغداد " المستظهر" 487-512.. ثم تبعه تسعة خلفاء حتى سقوط دولة بني العباس سنة 656...
تستطيعون أن تعودوا إلى كتب التاريخ لتسألوا كيف كان دور الخلفاء العباسيين، ودور حاضرة الخلافة في الدفاع عن الشام ضد الغزاة الصليبيين ..
في تلك المرحلة كان يعيش كثير من الأئمة الأعلام منهم الإمام أبو حامد الغزالي. وإمام الحرمين الجويني. والباز الأشهب سيدي عبد القادر الكيلاني. وأبو العلمين سيدي أحمد الرفاعي. وخيرة الخيرة من علماء الأمة...
وأسأل: كيف ؟؟
قرأت وأنا شاب كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير والذي عاصر تلك الفترة. وكان خير من أرخ لها. ويذكر فيه أن وفدا من أهل الشام خرج إلى بغداد للاستنصار بالخليفة، لن يعجبكم الجواب الذي رجع به..
على أرض الشام التقى الغزوان الفرنجي ثم المغولي. وبينما كان علماؤنا يكتبون: " تهافت الفلاسفة" و "غياث الأمم في التياث الظلم" وينشد أحدهم -زعموا- أمام الحضرة النبوية الشريفة"
وهذه دولة الأشباح قد حضرت...فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي..كان الفرنجة الصليبيون يعيثون فسادا في الشام ويهلكون الحرث والنسل.
القراءة الخلدونية للتاريخ، القراءة الدبلوماسية تعلمنا الكثير. وتقنعنا بأن الطريق لكي نكون أن نكون..
لا أحاول النيل من أحد، ولا الإساءة إلى أحد، أحاول الفهم فقط والاعتبار ...
فاعتبروا يا أولي القلوب والأبصار
____________
*مدير مركز الشرق العربي