الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 19-06-2023

رسائل طائرة 19-06-2023

19.06.2023
زهير سالم



رسائل طائرة 19-06-2023
زهير سالم*
محطات
بين عامي ١٩٨٦- ١٩٨٩
تشكل فريق عمل لإدارة شؤون جماعة الاخوان المسلمين المهجرة، في عهدة الشيخ "عبد الفتاح ابو غدة " رحمه الله تعالى..
كانت المرحلة طيبة معطاءة، وكانت التجربة، ثرة؛ ودائما تسيل الأودية، عندما ينزل الغيث، بقدرها..
أرجعتني وفاة أخينا نواف الحسين رحمه الله تعالى، بالأمس إلى تلك السنين، وإلى ذلك الفريق..!!
فإذا الذي بقي منه ثلاثة رجال ، فقط ثلاثة؛ أمتع الله بأخويّ الآخرين، ومدّ في عمرهما، ونفع بهما..
يخطر ببالي أحيانا أن أكتب عشرة دروس مستخلصة من معايشة بضع سنين في رعاية الشيخ، نواجه الصعب من المهام فأجد القوم حولي مشغولين بأمور هم أحرص عليها.. فأقول، إن أجمل درس تعلمته من الشيخ، أنه يكون كتابه دائما في حجره، فإذا كان حيث لا يعجبه كلام؛ نظر في الكتاب…
اللهم ثبت قلوبنا على دينك، وأعنا على الوفاء بعهدك..
=============================
ورد عليّ لفيف من الأحباب
حين ذكرت الشيخ عبد الفتاح ابو غدة رحمه الله تعالى وأجزل مثوبته، يعرِضون أو ينتقدون زيارته إلى سورية يوم زارها..
يؤسفني أن أمرا كهذا يخفى على الحبيب والقريب والصديق..
يؤسفني أننا حتى الآن لم نصدر بيانا نبين، ولا توضيحا يوضح، والناس كما قالت العرب: "من يسمع يخل" أي من يسمع كلاما مريبا يظن أن ما يسمعه حقا.
وللبيان أقول: إن الشيخ رحمه الله تعالى يوم توجه لزيارة سورية في مطلع التسعينات، لم يكن في موقع المسؤولية، مع أنه بشخصه رحمه الله تعالى أوفى وأوزن..
وكان للشيخ رحمه الله تعالى فيما أقدم عليه اجتهاد مصلحي علوي وافقه عليه لفيف من علماء الامة، وليس فقط رجالات سورية، وأصحاب القرار في جماعة الاخوان المسلمين..
وكان هدف الشيخ استنقاذ ارواح آلاف المعتقلين في سجن تدمر. وكان الامر محكما، لم يكن في الأمر نية مكر أو ختل، وإنما كانت النية صالحة في تجنيب سورية وأبناءها ما ازداد صعوبة منذ ذلك اليوم..
كانت إرادة الصلاح والإصلاح حاضرة..
ثم دخل على الخط رجال من الأشد ريبة، والأبعد في المكر، فقطعوا الطريق على ما حاول المصلحون..

كان الشيخ عبد الفتاح رحمه الله تعالى الرجلَ المكّيث الذي يغب الرأي، ويعمم المشورة، ويتوسع بها في وجوهها، ويصبر على الأمر، ويظل يقلبه ظهرا لبطن..
وتحرك الشيخ رحمه الله تعالى بعد كل هذا بنية بريئة خالصة لما فيه مصلحة سورية والسوريين، ولا سيما من وقع عليه القيد من الاخوة المعتقلين، لم يتحرك الشيخ لا مكرا ولاختلا ولا طلبا لحظ نفس، أو رغبة فيه كما يزعم الزاعمون..!!
هل تعلمون وليس سرا أن أقول، ولقد استشاط غيظا وغضبا من حركة الشيخ هذه فريقان…
عن اليمين وعن الشمال عزين..
واضحة أو تحتاج إلى توضيح؟؟ إنها أوضح من الشمس في رائعة نهار. ويقولون: في رابعة نهار…
==========================
كتبت منذ ما يقرب من عقدين "القتل للقتل ليس شعارا"
واليوم..
لقد لَقِستْ نفسي وعقلي وقلبي من خبر "قُتل وقتلنا وقتلوا…"
ولا يعلم المقتول فيم قُتل ولا القاتل من قتل..
وحتى موج البحر بات يقتلنا..
في كل فريقين يختصمان يجب أن يكون فريق عاقل، ومن قدّر أنه سيكون بشار الاسدفقد "أخطأت استه الحفرة" لا يهمني كيف تستقبل هذا!! هو مثل عربي، من البيئة العربية.
واستمع إليهم يتناجشون حول قارب الموت، أيهم سيكون الأعلى لهجة..
ولا أحد يسأل كيف نوقف هذا!!
كل الذين ينتظرونها من بشار الاسد يراهنون على السراب.
وكذا الذين يراهنون على الولايات المتحدة أو على الغرب الأوربي أو على المانحين في ..
كل أولئك ليسوا أحسن حالا من الذين يراهنون على روسية.
خيارنا خيار وقثاؤهم ليست خيارا..
=============================
وسألني لماذا..؟؟
قلت: أرى الناس في كل المجموعات تتملكهم نشوة الظفر، وتستبد به حالة من فتح الفتوح..
كلهم مغتبطون فرحون راضون مسرورون
فلا أحب أن أكون في رز الناس البصل..
هل تعجب إذا قلت لك إن بشار الاسد ومقداده وبثينته يظنون انهم منتصرون..
وكذا الآخرون من هذا الميل و من هذا الميل..
____________
*مدير مركز الشرق العربي