رسائل طائرة 19-07-2023

رسائل طائرة 19-07-2023

زهير سالم*
وما يزال الأخ الحبيب الأريب الشيخ المفسر مجد مكي يرسل لي ما يختار من الردود التي أثارها مقالي عن ضرورة أن يقوم مجمع فقهي إسلامي راشد مرشد بوضع منهج جديد لفقه عصري يلبي في موضوعاته وأساليبه حاجات العصر وحال الناس..
وكأنني قلت إدّا والعياذ بالله..
وكتبت إليه هذا الصباح لأطوي هذه الصفحة
(قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ)
أنا أكتب لله، فينتفع من ينتفع، ويأبى من يأبى.
جزاكم الله خيرا ونفع بكم.
وعندي في كل يوم عمل جديد. يشغلني عن الدوران في الحلقات المفرغة
نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف
أسأل الله أن يغفر لي زلاتي، وأن يعيذني من شرور نفسي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وهو محق" وأطمع في مثل هذا..
لم أكتب مراء، ولا طلبا لعلو ولا فساد، ولا أريد الاستهانة بأحد، ولا التجاوز على أحد، ولم أذكر اسما، ولا شخصنة قضية، ولست منافسا لأحد، وأغتبط أن أرى في علماء المسلمين فارسا معلما جوادا. وقال الإمام الغزالي حجة الاسلام "أندر من الكبريت الأحمر" وقال "واستحقر من لا …" يشق علي أن أكمل العبارة.
لقد نظرت إلى أبناء الأمة وشبابها، تحشى أذهانهم وعقولهم بمعلومات ليست من واقعهم، ولا تهمهم، ولا يستفيدون منها في دين ولا دنيا؛ وهم أحوج ما يكونون إلى وقت، وإلى فراغ عقل، في عصر انفجار العلوم والمعارف وتوزعها؛ فقلت وهذا الذي رفضتم أن تقرؤوه "لو أن مجمعا فقيها راشدا مرشدا - هذه عبارتي التي زاغت عنها أبصار المتوفزين للقراع- لو أنهم أمسكوا فهارس، وذكرت كتابين على سبيل التمثيل، فأشّروا على الموضوعات..لم أنقلب على الفقه والفقهاء، وإنما رددت الأمر إلى الراشدين المرشدين منهم، متوددا إليهم فقلت "وددت" ولم أنصب نفسي آمرا عليهم، فالعين لا تعلو على حاجبها.
لم أدعُ إلى طمس ذاكرة الأمة الفقهية، ولم أدعُ إلى إغراق التراث الفقهي في دجلة أو في البحر، كل هذا قولنيه بعضكم وروجتموه عليّ.. ولن أقول "شكوتكم إلى الله" فقد قلتها يوما لمن ظلمني وعالم رشيد حاضر، فقال لي: اسحبها. قلت له : الله عليم والله عدل. قال قد علمنا ، ولكن لا يقولها أخ لأخيه. فأنتم تبقون أحبابي وإخواني، ولا أبالي بموقعي في نفوسكم فلكل امرئ من كسبه نصيب.
يغفر الله لي ولكل من تقوّل علي وظلمني.
عندي والله من الأعمال التي تنفع الاسلام والمسلمين الكثير…
ألهمني الله رشدي وأعاذني من شر نفسي
وفي هذا القدر الكفاية. ولو أن هذه الأقلام التي استنفرت للرد عليّ استنفرها حريق باب ساروجة لكنا بألف خير.
سامحوني
____________
*مدير مركز الشرق العربي