رسائل طائرة 19-08-2023

رسائل طائرة 19-08-2023

زهير سالم*
تصلني أسئلة متعددة من الأحباب: منذ الأمس يتكرر علي سؤال: عن اللسان الذي أكله القط؛ وماعنيت به، ودلالته الرمزية، وهذه قصة تطول..
السؤال المكرور؛ لماذا لا أشارك في المجموعات التي أنا مدعو إليها؟؟
باختصار شديد، أرى
أن ما يهم أحبابي هؤلاء لا يهمني.. وما يهمني لا يهمهم، فأكف الأذى عنهم وعن نفسي.،
وبالمناسبة قالوا نزل رجل ضيفا على صديق له موسيقي، فلما طال به المقام وقرصه الجوع تجاهل الموسبقي حاله، وقام إلى العود، وقال لضيفه: وبأبي.. أيَّ صوت تحب أن أسمعك؟؟
أجاب الضيف: صوتَ المقلي!!
هذا الصوت صوت المشتغلين على الأهم أحبه.
======================
وأعجب من هذا وهذا وذا وذاك
غزال يصيد الأسد وهو نفــــــــــــور
وتوقفت بالأمس عند برامج لبعض القنوات المصرية المهاجرة!! مفهوم معلوم..
وكان تقدم برنامجا حضاريا عن بعض معالم الجغرافية الحضارية حول العالم..
ومرت في حلقة خاصة على الأندلس أو "أندوليسيا" المقاطعة المعروفة في جنوب اسبانيا..
مروا من هناك كأنهم ليست لهم قلوب، وليست لديهم مشاعر، مروا من اشبيلية وملقة و "رُندة" ولم يذكروا سيد من بكى البلدان "أبو البقاء الرُّندي"
أعندكم نبأ من أهل أندلس
فقد مضى بحديث القوم ركبان.،؟؟
أيها السوريون
ابكوا مدنكم.. وبلداتكم .. وقراكم .. وعشاتكم..
اذكروها وابكوها وخلدوها، ذكروا العالم أنها كانت كما مدن الأندلس بهاء وجمالا..
ضيعها تسلط الغربان، وعبث الولدان..
ولبكي على حلب دوم يايوم
ولبكي على حلب ولو بقي بعمري يوم..
=====================
اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها..
في الحديث رواه البخاري وغيره؛
أنّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لَأَنْ يَأْخُذَ أحَدُكُمْ حَبْلَه، فيَحْتَطِبَ علَى ظَهْرِه؛ خَيْرٌ له مِن أنْ يَأْتيَ رَجُلًا، فيَسْأَلَه، أعْطاهُ أوْ مَنَعَه.
أسألكم بالله الذي جلت أسماؤه : هل العمل في قطع الحطب، ونقله على الظهر، ثم بيعه؛ فيه عناءٌ أو لا ؟؟!!
والعمل في نقل الباتون والطوب وفي حراثة الأرض وفي الحصاد في في فصل تموز وفي عمالة المناجم، وأمام طاقة الفران في حزيران؟؟ فيه عناء أو أن الرزق يأتي كرزق أصحاب العرندس سهوا ورهوا..
يعني كل الناس وجدت عملا فوق العرندس
ورحم الله من قال:
لنقل الصخر من قلل الجبال
أحب إليّ من منن الرجال
قتلتم أمة محمد
وأمتم على المسلمين دينهم..
بعقل صغير ومنطق عقيم.
========================
حكاية من الصف الثالث الابتدائي ١٩٥٧
"صاد رجل قبّرةً، والقبرة، طائر بحجم العصفور، وأراد أن يذبحها فيأكلها، فقالت له: تذبحني وتأكلني وما أغني عنك من جوعك شيئا، ولكن إذا أطلقتني أعلمك ثلاث كلمات، أعلمك الأولى وأنا في يدك، والثانية إذا صرتُ على الشجرة، والثالثة عندما أطير في الهواء.
قال الرجل رضيت. فهاتِ الأولى، قالت القبرة للرجل: لا تصدق ما لا يكون أن يكون. - أتمنى أن يعيدها كل واحد منا مع تأمل وتدبر: لا تصدق ما لا يكون أن يكون.
قبل الرجل النصيحة، وترك القبرة تطير، فلما صارت على الشجرة قالت للرجل: "لا تأسفنّ على ما فات"
ثم التفتت آلى الرجل وقالت: يا غبي لو ذبحتني لوجدت في حوصلتي درتين وزن كل واحدة منهما مثقال!! فأخذ الرجل يلطم ويولول، ويلطم خده، ويشق جيبه، على ما جنى على نفسه؛ ثم التفت إلى القبرة، فقال: هات الثالثة.. فقالت له القبرة وهي ترتفع افي الهواء أنت نسيت الأولى، ولم تنتفع بالثانية، فماذا تفعل بالثالثة؟؟
قلت لك: لا تصدق ما لا يكون أن يكون، وأنت صدقت!! صدقت أن في حوصلتي درتين بمثقالين، وأنا لحمي وعظمي وريشي لا نزن نصف مثقال!!
وقلت لك لا تأسفن على ما فات، وأنت أسفت، ولطمت وصرخت وبكيت، ثم انطلقت في عنان السماء تعلمناها في الثالث الابتدائي ولعلها تقترح اليوم لبعض حملة الأسفار.."
هذه كنا نحكيها نكتة اليوم أحكيها وليست نكتة!!
كنا عندما نركب الترام، أو الباص، وأول ما نزلت الباصات في حلب كنا نسميها الاوتبيس..
يسألنا الجابي قاطع البيليتات، والبيليت هي التذكرة بالفرنسية. لأن التعرفة كانت مرتبطة بالمسافة التي ستركبها بفرنك وفرنك ونصف وفرنكين، وهوية، وتذكرة عمالية حتى السابعة والنصف، ذهاب وإياب، بفرنك ونصف..
كانت النكتة: الخالة ام مصطفى ركبت في الباص، سألها الجابي إلى أين؟؟ قالت لبيت ابني مصطفى عين خالتك..!!
نكتة اليوم المتكررة على صفحات التواصل ينعى ميتا أو ميتة على الطريقة نفسها، يترحم عليه على الطريقة نفسها، يذكر أباه أو أمه أو ولده بالطريقة نفسها..
النعي للمرحوم أبي مصطفى، والعزاء لابنه مصطفى، أو للمرحومة ام مصطفى والعزاء لمصطفى ولإخوة مصطفى وأخوات مصطفى..
صدقوني يفعلها بنا حملة أسفار…
وأنا أحيانا أجاري فأكتب وخالص العزاء والمواساة للأخ العزيز مصطفى ورحم الله "ابو مصطفى" بين ظفرين ضروري؛ لكي لا يزعل الاخوة الستة.
____________
*مدير مركز الشرق العربي