الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 19/9/2019

رسائل طائرة 19/9/2019

19.09.2019
زهير سالم




في قول العرب : فلان بيضة البلد ..
وهذه الكناية من الأضداد كما قال علماء اللغة . أي يراد بها المدح ويراد بها الذم .
فإذا أردت الأول قصدتّ به أنه السيد المطاع المتفرد بالأمر فهو واحد البلد الذي يجتمع عليه الناس ، ولا ينكرون عليه قولا ولا فعلا ..
وأنشد أبو العباس المبرد في ذلك لأعرابية ترثي زوجها " عمرا " وتعزي نفسها أن قاتله سيد قرم متفرد :
لو كان قاتلُ عمروٍ غيرَ قاتله ..بكيته ما أقام الروح في جسدي
لكنّ قاتله من لا يعاب ..وكان يدعى قديما بيضة البلد ..
ويقولون فلان بيضة البلد ويقصدون ذمه بالقلة والذلة والانفراد وقلة الناصر ..وقال حسان بن ثابت رضي الله عنه في لحظة غلبت السوداء عليه كما تغلب على بعض الناس ..
أرى الخلابيس قد عزوا وقد كثروا ..وابن الفريعة أمسى بيضة البلد
والفريعة جدته . وهو يقصد نفسه أنه أصبح في المدينة كما سمعتم ..ولا بد أنه كان يشكو من أمر ما
وقال آخر أيضا يشكو نفسه وأن الناس استضعفته بعد موت إخوته وبقائه وحيدا لا ناصر له . وكان بعضهم قد شرب من حوضه دون إذنه ، فقال له لو كان هذا الحوض حوض " حمار " ما شربت منه إلا بإذن الحمار ولكنه حوض من أمسى بقد إخوته أذل من حمار أي أمسى بيضة البلد وإليكم
لو كان حوضَ حمار ما شربتَ به ...إلا بإذن حمار آخر الأبد
لكنه حوضُ من أودى بإخوته ...ريب المنون فأمسى بيضة البلد ..
ولكلمة البيضة مضافة إلى مضاف إليه معاني عجيبة في لغة العرب منها هذه ومنها بيضة القوم وبيضة الخدر وبيضة السلاح وبيضة الديك وبيضة الدولة أو الملة وبيضة الإسلام ..ربما أمتعكم بها فيما بعد ..
ثم الصلاة والسلام على معلم الناس الخير والبر سيدنا مخمد
19/ محرم / 1441 ..
====================
المرأة الفلسطينية التي قتلت صباح اليوم برصاص جنود الاحتلال ...هي أنموذج للدم المسلم المستباح في عصر غربة الإسلام ...
بغض النظر عن هوية القاتل ، الجريمة تتكرر كل صباح وبصور وأشكال متعددة على كل الجغرافيا الإسلامية : كشمير وتركستان وآراكان وأفغانستان والعراق وسورية ولبنان ومصر وليبيا واليمن وفلسطين ..
بتكثيف شديد لا يخفى على القارئ اللبيب : القاتل واحد  والقانون المسيطر الذي يحميه واحد ..والمقتول واحد .والذين " يحسبون كل صيحة عليهم " زعموا أنها كانت تريد طعنهم ..!!
لك الله يا أختُ ..ويا بنتُ ...
لكم الله يا أبناء وبنات الإسلام في كل مكان
عزاؤنا في وحدة المصاب