رسائل طائرة 20-08-2023

رسائل طائرة 20-08-2023

زهير سالم*
أحب أن أؤكد..
على مدى سني الثورة ظللت أؤكد، أنني من الذين خرجوا ضد الاستبداد وضد الفساد..
اليوم يجب أن أضيف وأنني ضد التبعية المبطنة والمعلنة، وضد الفوضى،وضد الفرافيط والفتافيت والتناتيف
====================
هل عشتم هذه التجربة..
عندما كنا في المدرسة الابتدائية، المدرسة الهاشمية في محلة تراب الغرباء في حلب..
كان معنا في المدرسة، وفي الفصول نفسها، زملاء من أعمارنا، إذا خرجنا إلى ساحة باب الحديد، المتقاطعة مع عدة أحياء رئيسية، نراهم قد جلسوا وراء صندوق البويا، لمسح أحذية الناس.
في سن أصغر، كنا نحتاج إلى أن نضع أقدامنا الصغيرة أمام الجالس وراء الصندوق ليلمعها لنا. كان مسح الحذاء وتلميعه يكلفنا ربع ليرة. ثم مع شدة المضاربة انخفضت التسعيرة إلى ثلاث فرنكات، وأحيانا إلى فرنكين.
عندما كبرنا قليلا وصرنا في المدرسة الثانوية، صرنا نعتمد في هذه المهمة على أنفسنا.
المهم وأعود إلى المهم، كنت إذا مررت ببعض رفاق المدرسة في موقعهم ذاك، أغض الطرف عنهم، كأني لم أرهم، لا أعلم حتى الآن إن كان تصرفي ذاك مصيبا أو لا..؟؟
التعامل معهم في فضاء المدرسة من التلاميذ الآخرين كان متعدد الأوجه، ولم يكن مثاليا، بل أحيانا كان قاسيا، وكان يستدعي قسوة من الطرف الآخر، لا زلت أحفظ بعض قذائف تلك المشاحنات..
ليس ادعاء للمثالية، ولكن أزعجني جدا تعليق بعض الأصحاب بعبارة فرقة "البويجية"
نعم نحن في تربيتنا البلدية، كنا نسمع كلمة" "عيب" أكثر مما نسمع حرام. عيب.. عيب.. عيب والله..
____________
*مدير مركز الشرق العربي