الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 20-08-2024

رسائل طائرة 20-08-2024

20.08.2024
زهير سالم



رسائل طائرة 20-08-2024

زهير سالم*
صباح الخير مع المعذرة…
هذه أوقاتنا جزء من أعمارنا…
وسيسألنا الله كل واحد فينا عن عمره فيما أفناه، وإذا كان السؤال عن الشباب فيما أبلاه صاحبه، من المهمات والمقدمات، فإن السؤال عن الوقت الإضافي الممنوح للشيوخ سيكون أبلغ، وقد أعذر الله إلى امرئ بلغه الستين، الستين فكيف بمن بلغ السبعين والثمانين.
وأعذر إليه: سلبه العذر، وأسقط عنه الحجة، فلا هو قادر أن يتعلل فيقول رب لولا أخرتني، ولا هو قادر أن يتعلل فيقول: يا رب غلبتني صبوات الشباب وأنت الأعلم بها…
الإنسان، رجلا كان أو امرأة ، إذا بلغ الستين أو السبعين، صار إلى حكم الوقت المضيق، وقد تزاحمت عليه الفروض العينية، أو إلى مثل التاجر أكلت رأسماله الديون، ولم يبق منه بين يديه إلا القليل.
كثرت الواجبات أو تكاثرت وضاقت الأوقات، وضعف الجسم، وانحلت الهمة، وقل الطمع، ولولا بقيت رجاء لانقطع صاحبه..
يقوم الرجل من هؤلاء عند صباحه فيجد نفسه أمام واجبات كالجبال؛ يحار فيما يأتي منه وفيما يدع…
وبعض الخليون من حوله يدعونه إلى جلسات قيل وقال، وكلام أقرب بهذر، وحضورات وتمظهرات ليس لديه لها أي متسع..
فإن أجاب فرّط، وإن اعتذر اتُهم، وإن غاب قيل فيه…
يا أبناء الستين والسبعين والثمانين.. الوقارَ .. الوقارَ والزموا أورادكم حتى تردوا..
======================
وكتب إليه منبها على ما جاء في خاطرته عن واجب العمر من خطأ أو خطيئة: ولولا بقيةٌ من.
وكان الصاحب قد كتب: ولولا بقيت وفتح تاءها لكي تصيح على ما هو فيه من تفريط..
فأجابه:
نعم صدقت
وهذا مما لا يخطئ فيه صبيٌ في الكتّاب كذا كانوا يقولون..
وهو أعذر لصاحبه أن يتوقف عن الهُيام في وديان التخبط..
____________
*مدير مركز الشرق العربي