الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 21-12-2022

رسائل طائرة 21-12-2022

21.12.2022
زهير سالم

رسائل طائرة 21-12-2022


زهير سالم*

وسألني التفصيل فيما كتبت عن سر القبعة!!
فأتبعت
فسر الفقهاء الأولون حديث "من تشبه بقوم فهو منهم" بأمور محدودة، وليس كل شيء يمكن ان يفعله المسلمون وسبق إليه غيرهم يعد من التشبه..
والذي سمعته من الشيخ رحمه الله تعالى في أواسط الستينات ان التشبه محصور في ثلاثة سلوكات:
إرخاء السوالف على طريقة الأرثوذكس من اليهود، وكما نراهم في كثير من المجالات ..
وشد الزنار، والزنار هو حزام على الوسط، ويتدلى من أحد طرفيه صليب، وهذا من مميزات النصارى.
قال : وثالثا غطاء الرأس، العمامة والطربوش، والطربوش في أصله نمساوي، وزعموا ان الذي استورده السلطان محمود في عملية تحديث الجيش، ويقولون عن السلطان محمود أشياء أكثر، ولا أريد أن أثقل الحمولة. ولكن ذكر لنا الشيخ أن التقليد في غطاء الرأس هو من التشبه المنهي عنه والمنكر، ولذا اعتبرنا لبس "البرنيطة" "الشابو" وتلك التي نسميها بالحلبي الجبقة، مشابهة لقبعة الأرمن، من الكبائر. ومن هنا نشأت فكرة لبس الباكستانية كبديل للطربوش في أواسط الستينات والسبعينات. وحلت للجيل المسلم يومها كثيرا من المشكلات.كما في الشروال الأفغاني هذه الأيام
أعتقد عمليا أن التشبه في حقيقته موقف نفسي، يحاول رجل او امرأة إلحاق نفسيهما بقوم. وعليه جاء حكم الحديث.
وما ذكرته هنا يشير إلى معنى أن ليس كل فعل يشترك فيه المسلم مع غيره يحسب على التشبه، ولاسيما إذا كان الفعل ، من صنف المباحات، ومن غير الشعائر..
أحاديث أخرى حاولت ان تميز المسلم كما في حفوا الشارب وأعفوا اللحى وخالفوا المجوس.
لن أدخل في الخلاف، وأفهم الاختلاف حول موقف بعض المسلمين من تهنئة غيرهم بأعيادهم، ولكل وجهة. ولكن لا أفهم مثلا معنى أن يصوم المسلم مع غير المسلمين، وأن تهنئ جارك المسيحي بيوم الميلاد شيء وأن تحتفل فيه معه، وتنصب شجرة الميلاد في بيتك شيء آخر..
وأعتقد أن العقل زينة لابن آدم.
=========================
"سر القبعة"
تشدد الفقهاء كثيرا في أواخر الدولة العثمانية ومع إنقلاب أتاتورك "الجميل!!" بشأن غطاء الرأس. ودارت معركة حوله، وأعدم رفضا للجبقة الأوربية مئات العلماء.
تحت قبة الخسروية في حلب في ستينات القرن الماضي، علمنا شيخ جميل أن مرتكزات التشبه بالآخرين تدور على ثلاث: إطلاق السالف، وشد الزنار، وغطاء الرأس..
 التمس أطراف المعركة تلك في مقالة الرافعي "سر القبعة" في كتابه وحي القلم.
المهم أخي : لا تكن لبّيسا، فتضع كل شيء يقدم لك على رأسك. فكّر فيها ثم ارجع إليّ...
____________
*مدير مركز الشرق العربي