رسائل طائرة 23/04/2022

شكايكي
باللهجة الحلبية المحكية، حيث تنطق الكاف مدغمة بغين، أو كما يقولون جيما مصرية رخوة غير عطشى .. كالجيم العربية،
الرجل : يتدخل فيما لا يعنيه.
وأحيانا يكون تدخله حميدا ومفيدا. مثلا يجد الحلبي شحاذا يشحذ وثيابه مقطعة، وأنفه سائل، وعيناه يغلقهما العمش…يعني المفرزات، فيسأله:
يا أخي فهمنا، فقرك من الله، عمش عينيك من إيش؟؟
سؤال أحب أن أطرحه على الكثيرين؟؟
=========================
أتفاعل مع اختلافات مثارة على المجموعات
عندي في مكتبتي، نسخة من الكتاب المقدس، بعهديه، أتعامل معها باحترام وخصوصية حتى في مكان ترتيبها بين الكتب، وفي حملها وتناولها..
أنا أعلم ان فيها ما فيها، ولكنني اعلم ايضا أن فيها ما فيها، وأتأول: لو كان فيها سطر واحد من أصلها لانبغى احترامها..
المهم أن أقول: أنا وأنتَ وأنتِ لسنا مشرعين، وما نفعله ليس تشريعا، شخصيا أعامل كل كتبي باحترام زائد..
أعتقد أن نعالج مثل هذه المسائل الشخصية، على أنها مسائل عقدية تختتم بالحكم بالإيمان والكفر؛ فيه تعنت وغلو زائدان.
وإذا كنت لا ترى فسحة في قراءة مثل هذه الكتب فهذا حقك. نعم في ترتيب الأوليات: رمضان شهر القرآن..
====================
إني لأستحيي من الله…
حدث أحد الصالحين قال:
مررت بطريقي، بعبد أسود، نصف عار، يجلس على التراب، ويستند إلى جدار، وبيده رغيف خبز، يقضمه، وأمامه كلب أعجف، ينظر إليه، وكان هذا العبد كلما قضم من الرغيف قضمة، ألقى إلى الكلب، لقمة!!
فقلت له: ما تفعل بإطعام هذا الكلب، وأنت على ما أرى؟!!
قال: إني لأستحيي من الله أن آكل وعينان جائعتان، تنظران إليّ!!
كتبت آثروا الجياع في الشام، فجاءني الصريخ: أطعموا جياع اليمن..
ولا حول ولا قوة إلا بالله. ومر بنا في فتوتنا شيخ لطيف، كلما قلنا له: قرأنا، يضحك ويقول: يا بني ليست العبرة بمن قرا، العبرة بمن درى!!
يسمونه عبدٌ ويستحيي من الله من عيني كلب أعجف، فكيف لو كانت العينان عيني طفل من الشام واليمن!!
الشام واليمن جناحا البركة في هذه الأمة ،ويجتاحهم الجراد الرافضي والجوع..
===================
وكان لمنشوري حول الاستغاثة بالمفتين في أمر الحج والعمرة تداعيات..
وما كتبته عن الحج والعمرة بالنسبة للسوريين لم يكن "فتوى" مني، وأنا أتقى لله من أن أفتي، ولكنني دعوت أهل الفتوى ليفتوا، بما علمهم الله..
واستحضرت نصوصا منيرة للموقف الذي نتطلع إلى
الفتوى فيه. أذكر فيه بعض من يكون من شأنه أنه يحفظ وينسى..
من سوء الفهم أن ينسب إليّ أنني دعوت إلى إبطال الحج والعمرة!! لم أدع إلى إبطال الحج ولا العمرة. ولم أدخل موازنة فقهية لأميز بين حجة الإسلام وحجة التطوع.. انتدبت أهل الاختصاص ليقولوا!!
من سوء التمييز أن يعجز بعضهم عن تصور حقيقة المأساة القائمة بين ظهراني السوريين. كانت العرب تفرق بين الفقرين الأبيض والأسود. وفقرنا اليوم هو الفقر الأسود الذي استحل بعض الناس تحت وطأته، معذورين، ما يمنعنا الحياء من ذكره..
يقول أحدهم ولماذا لا تنادي على أهل البذخ والترف والعربدة وتنادي فقط على الحاج والمعتمر؟؟ سؤال يثير الحفيظة بالفعل، فما هو سبيلنا إلى أصحاب الترف وأهل المجون؟؟ حتى ننادي عليهم. لم يبق إلا أن يقول لي أحدهم، نادِ على بشار الأسد فثروته المنهوبة من أموال السوريين تكفي لإخراج سورية من أزمتها!!
نعم وما تقرب عبدي إلي بشيء أفضل مما افترضت عليه، ولو كنت تصلي الظهر في الوقت المضيق بقرب نهر وسقط طفل في النهر بقربك تقطع الصلاة وتفوت الفريضة، وتنقذ الطفل إن لم يكن غيرك ينقذه. ومرة ثانية وثالثة أنا لا أفتي!! نعم تفوت الفريضة وتنقذ الطفل وأمه من الغرق ومن الجوع ومما لا يذكر..
عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى خرج للحج، وكان إذا حج بحجه أناس كثير، وفي بعض الطريق، صادف يتيما ويتيمة يأكلان الميتة عن المزابل من الجوع..
دفع لهما ما معه وانكفأ راجعا وقال للناس ارجعوا فقد حججتم..
لا أدري هل قرأ هؤلاء المعترضون مثل هذا في الكتب، هو في كتاب الزهد والرقائق منشور..
الفقر الأبيض لا ينقطع في حياة الناس، والفقر الأسود لم يعرفه السوريون إلا في هذا الزمان..
والله إني لأستحيي من الله ثم من الناس أن أحدثكم عن بعض معالم الفقر الأسود في حياة أهليكم وبني وطنكم. والذين خرجوا في هذه الثورة ثقة بكم..
أنا لا أتهم الناس بالحج والعمرة للشهرة والرياء، ليس لي، ولا ينبغي لإنسان أن يتدخل في نيات البشر..
قتلتنا الفتوى التي تستخرج فقط من كتاب ولا تستنبت من واقع الناس..
مرة أخرى لست مفتيا ولا ينبغي لي. اللهم من تولى أمر هؤلاء الناس ثم غفل عنه...
اللهم آتنا رشدنا..
____________
*مدير مركز الشرق العربي