الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 25-01-2023

رسائل طائرة 25-01-2023

25.01.2023
زهير سالم

رسائل طائرة 25-01-2023
زهير سالم*
وكتب إليّ في صيغة السؤال وهو في موضع من يجيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تعتقد أن ما يسمونه الصحوة قد أخفقت
أم أنها ما زالت تسير في طريق الصعود وتتعثر أحيانا
ولماذا لا يكون هنالك دراسات موضوعية للحصاد
هل هذا النبت يعجب الزراع أم هشيم أم بين بين؟"
وكنت منذ ربع قرن قد دعيت إلى محاضرة في وسط من أوساط الأحباب، وعهدي به يحضره شباب ممن هم دوني في العمر، فأجد فسحة في الكلام في حضرتهم. فاخترت لهم موضوعا عن الصحوة الاسلامية، وانها وليدة مدخلات زمنية، وأن الحماهير إن لم يجدوا عندها غنى انفضوا عنها كما انفضوا من قبل عن فكري القومية واليسار.. ثم تحدثت عن مهددات الصحوة الاسلامية، فتحدث عن الغلو في الدين، والفقه المغلوط، وتقميص الحاضر قميص الماضي… وأمور أخرى..
وصلت الى موعد المحاضرة، والمكان المخصص لها مكتظ بالمستجيبن، ونظرت في المقام المواجه للمحاضر فوجدت عالما جليلا يتقدمني بالعمر بعقدين، وبالعلم والمكانة ما شاء الله له ..
وشعرت أنني دعيت الى مثل الزبية، فترددت، فالشيخ الذي حضر رجل معدود في أهل العلم، ولم يسبق ان التقيته من قبل، ولكني كثيرا ما سمعت به.
فشعرت بين يدي ما أنا فيه بصدمة، ففي المشرب الذي شربت منه نتعلم، لا تضئ مصباحك في حضرة القنديل، وإذا طلع الصباح اطفئ القنديلا..
وكما تحسم الامور الخطيرة في الساعة الحاسمة، ألقيت عني فكرة الاعتذار عن المحاضرة، وتوجهت الى الشيخ أوسد الأمر إليه، فأبى رحمه الله تعالى، فاستأذنته، فقال امض لما جئت، وإنما جئتُ لأستفيد، وكان ذلك تواضعا منه رحمه الله تعالى.
ثم مضيت في محاضرتي وكانت اوراقها بين يدي، وأتحدث عن مهددات الصحوة الاسلامية وقد بلغت بها ستا أو سبعا حتى استوفيت..
فلما انتهيت، وبعض من حضر يتربص بي جواب الشيخ، ورحم الله الشيخ خيرو الخطيب. فقد حفظ ما قررت، وأكد على كل ما قلت بالجملة والتفصيل، وتوقف عند كل مهدد من المهددات، مؤكدا أو مضيفا، وكم أعجبه ما قررت عن مدرسة الغلو في الدين، ولم يكن أمرها قد شاع وذاع، وكذا عن عنوان الفقه المغلوط، أو عن تقميص الحاضر قميص الماضي..
أحيانا تجلس أو تلقى الإنسان مرة فكأنما قد كان بينكما ميثاق من يوم شهدتما "بلى"…
أحببت فقط ان أؤكد على تقريرات من تقمص السؤال وهو به عليم
==========================
كان لنا بيت من الشعر نرويه هكذا..
يا قارئُ العلمُ بينِ الجاهلون خطؤٌ
كواقدَ الشمعُ في قاعاتَ عميانا..
قول يُهدى لفيديو ياسر العظمة..
الذي أصبح عند "القارئون" مثل السوء.!!
____________
*مدير مركز الشرق العربي