الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 29-11-2022

رسائل طائرة 29-11-2022

29.11.2022
زهير سالم

رسائل طائرة 29-11-2022


زهير سالم*

الأديب والشاعر اليمني والعربي الكبير ورئيس جامعة صنعاء سابقا الدكتور عبدالعزيز المقالح في ذمة الله
عزاؤنا إلى أهله ومحبيه وطلابه وكل الوطن
اخر قصيدة له وهو يرثي نفسه وما وصل إليه حال الوطن
أنا هالكٌ حتماً
فما الداعي إلى تأجيل موتي
جسدي يشيخُ
ومثله لغتي وصوتي
ذهبَ الذين أحبهم
وفقدتُ أسئلتي ووقتي
أنا سائرٌ وسط القبورِ
أفرُّ من صمتي
لصمتي

أبكي
فتضحكُ من بكائي
دورُ العبادةِ والملاهي
وأمّدُ كفي للسماء
تقولُ: رفقاً يا إلهي
الخلقُ – كل الخلق –
من بشرٍ ، ومن طيـرٍ
ومن شجرٍ
تكاثر حزنْهم
واليأسُ يأخذهم – صباحَ مساءَ –
من آهٍـ ..لآهـ

حاولتُ ألاَّ أرتدي
يأسي
وأبدوا مطمئناً
بين أعدائي وصحبي
لكنني لما رحلتُ
إلى دواخلهم
عرفتُ بأنهم مثلي
وأن اليأس ينهشُ
كل قلبِ .

أعلنتُ يأسي للجميع
وقلتُ إني لن اخبـي

هذا زمانٌ للتعاسة
والكآبة
لم يترك الشيطانُ فيهِ
مساحةً للضوء
أو وقتاً لتذكار المحبةِ
والصبابة
أيامهُ مغبرّةُ
وسماؤُه مغبرّةُ
ورياحه السوداء
تعصف بالرؤؤس العاليات
وتزدري التاريخ
تهزأُ بالكتابة

أنا ليس لي وطنٌ
أفاخر باسمهِ
وأقول حين أراه:
فليحيا الوطن
وطني هو الكلماتُ
والذكرى
وبعضٌ من مرارات الشجنْ
باعوه للمستثمرين وللصوص
وللحروبِ
ومشت على أشلائهِ
زمرُ المناصب والمذاهب
والفتن

صنعاء …
يابيتاً قديماً
ساكناً في الروح
يا تاريخنا المجروح
والمرسوم في وجه النوافذ
والحجارة
أخشى عليك من القريب
ودونما سببٍ
أخاف عليك منكِ
ومن صراعات الإمارة
شعر د. عبد العزيز المقالح
رحمة الله تعالى تغشاه.
========================
 احفظوا
لم يصادر أحد قرار السوريين..
المتصدرون تنازلوا عن قرارهم، ولا يفكرون بالامساك بطرف الحبل في لعبة شد الحبل..
ما فيهم حيل يا صاح
=============================
احفظوها عني، ولا تحكوها لأحد، وسأشهد بها بين يدي ربي عندما أعرض عليه..
وسألني من خذل الثورة السورية؟؟
وأشهد أن خاذلي الثورة السورية كثيرون، وأن أشدهم خذلانا لها من كان أولى الناس بنصرها، يوم كان نصرها قريبا، فأبوا....
=============================
حائر بائر..
تقول العرب عن الرجل انعدمت خياراته حائر بائر.
والحائر الرجل لا يعرف ما يأتي ولا ما يدع.
والبائر: اتباع. والاتباع كلمة لغا، لا معنى لها، على وزن وصف سبقها وجرسه، يقصد منها تأكيد المعنى الاول.
فتقول العرب: جائع نائع. وعطشان نطشان. وحسن بسن. وعريض أريض.
وقصدتُ بالحائر البائر في السياق الذي نحن فيه، مؤسسات المعارضة السورية، وهذه المؤسسات لم تنعدم خياراتها، وإنما هي أعدمتها.
وتعودنا ان نقول محتجين: فلان قطع أمله بالله وألصقه بفلان..
أيها الناس ابواب الله كثيرة، ومفتوحة، وربنا لا يغلق بابا حتى يفتح خيرا منه. واسع يا عبدي حتى اسعى معك.
وعندي كتاب كامل في مبحث الاتباع ربما ابحث له عن طابع..
ومن الاتباع المحدث مثلا ان نقول: معارضة ممارضة
===========================
فلا تبحثوا عنها
صباح الخير…
الجواب التقليدي لقولهم صباح الخير في مدينتنا حلب هو قولنا :صباح النور.
ثم خطر لبعض الناس ان تداول هذه التحية، يراد منه إقصاء تحية الإسلام "السلام عليكم ورحمة الله" فكرهها، وأعلن كراهتها، وأخذ يؤصل لهذه الكراهة على خلفية "شرعية" ويلحقها بقول العرب في الجاهلية "عِمتَ صباحا وعمت مساء"
مع أننا، وكنا يومها مجرد ناشئين كنا ندرك التمايز الموضعي بين قولنا: السلام عليكم، وبين قولنا صباح الخير..فلكل منهما موقع وسياق..
ومع ذلك اشتدت وتيرة الحملة الانكارية، وتأسس لها فقه، وقد يجيبني بعض الناس الآن به..
واختار بعض الناس خيارا وسطا فقالوا "الله يصبحكم بالخير" وردوا "الله يصبحكم بالنور" وبعضهم "الله يصبحكم بأنوار النبي"
في حلب كانوا إذا دخلوا على الجمع وهم يعملون قالوا على العافية
وإذا دخلوا عليهم وهم يطبخون او يخبزون قالوا على البركة..
وتمر بالجمع من الناس في الطريق فتقول السلام عليكم، حياكم الله..
وتدخل على أهلك وقد سبقوك إلى قهوة الصباح فتقول: صباح الخير..
وقطبُ المجتمعات بالإبرة لم يكن من عمل الرسول صلى الله عليه وسلم
الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو الذي قال: وسكت عن أشياء رحمة بكم من غير نسيان فلا تبحثوا عنها..
فأيهم أعظم مسئولية: الذي استرسل، او الذي بحث؟؟
عندما استرسل الشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى في الحديث عن الذين حرموا صلصلة البندورة لأنها تغيير لخلق الله، عجبنا ولم ندر انهم اخذوا فقههم من هنا!!
في حوارية جميلة بين الفراشة والزهرة، خفظناها من الصف الثالث الابتدائي:
تصبح الفراشة على الزهرة فتقول:
صباح الخير يا أختي
رأيتك زينة البيت
عليك القطر ينهل
فيغسل وجهك الطل
فيسقيك ويجلوك
تجيب الزهرة..
صباح النور والخير
سلمتِ اليوم من ضير
تحير منّيَ الفكرُ
أزهرٌ أنت أم طير
أجيبيني أفيديني
وللقصة بقية
___________
*مدير مركز الشرق العربي