الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 29-12-2022

رسائل طائرة 29-12-2022

29.12.2022
زهير سالم

رسائل طائرة 29-12-2022


زهير سالم*

واعتُرف بالاستشراف علما
له تعريفه ومبادؤه وقواعده ومدخلاته ومخرجاته.
علم الاستشراف يقدم لنا المدخلات المنهجية الضرورية لنتوقع مثلا وضع سورية الدولة والمجتمع بعد عشر سنين او عشرين أو خمسين
بطريقة منهجية وليست رغبوية. علم الاستشراف يقدم مواصفات للمستشرِف ومدخلات ومنهج لعملية الاستشراف.
وعملية الاستشراف ليست ضربا بالمندل، ولا قراءة في حركة الأبراج والكواكب ويا بؤس من كان طالعه زحل.
ربما لو اجتمع عشرة عقلاء، اجروا مطالعة أولا لعلم الاستشراف، ثم جمعوا ما يلزم من المدخلات حول الوضع السوري، ثم استبصروا، ثم إن وجدوا فرصة لتدخل حميد تدخلوا..
أنا تعجبني جدا كلمة الصحابي لأخيه؛ اجلس يا أخي نؤمن ساعة. وأحب أن أكملها وليس أتجاوزها، فأقول: اجلسوا يا إخواني نفكر ساعة.
==============================
ثلاثة قمصان لسيدنا يوسف...
القميص الأول : القميص الملطخ بالدم الكذب، يحمله إخوة يوسف ويجيئون به أباهم عشاء يبكون..
القميص الثاني: القميص الذي قدته امرأة العزيز من دبر، ليكون شاهدا عليها، ودليلا على براءة سيدنا يوسف.
ومع دليل البراءة تم سجنه لنعلم كم يكون في السجن من مظاليم...
القميص الثالث قميص البشرى: اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا...
هو الذي ننتظر يا رب...
==============================
كان سيدنا عمر رضي الله عن عمر يقول للمسلمين: أنا فئتكم. أنا فئة كل مسلم.
الفئة: هي الشخص أو المؤسسة أو المجموعة من الناس التي يفيء إليها الانسان، عندما يضطر أو يختل أو يضطرب أو يضعف أو يحار أو تشتبه عليه الأمور..
عمر طويل وأنا أظن أن لي فئة..واليوم أجدد البحث.
على مستوى العالم الاسلامي توفي الشيخ القرضاوي رحمه الله تعالى وكان بالنسبة إليّ فئة فقهية.
في سورية كان بعض العلماء الذين عايشتهم بالنسبة إليّ فئة فقهية وعملية.
ومعنى قولي: فلان لي فئة أنه إذا قال قولا، راجعت قولي، ولم أراجع قوله.
وكل ذلك ارحم بضعفي، وأتقى لديني أن يكون لي فئة..فرد أو مؤسسة.
==============================
أبناء الناس!!
قصة من التاريخ السوري القريب
أحكيها للتأمل وأعلم أن الاشتقاق منها بعيد، وأقول علها أو عساها تعين متأمل على إدراك..
في أواسط الستينات وفي آخر عهد أمين الحافظ بالتحديد، كان أخي الكبير محمد رحمه الله يخدم مجندا في الجيش السوري. وقد تم فرزه إلى الشرطة العسكرية، وكان في مفرزة تدعى مفرزة "المرافقات" أو شيء من هذا، يتم اختيارهم من عامة الناس على خلفية حسن الوجوه واعتدال الأجسام واستكمال القيافة..
يحكي لنا :
أنه يوم تم تنفيذ انقلاب شباط 1966، وكان دوامهم في "صندقة من توتياء نسميها في حلب براكة" جاء الأمر من قادة الانقلاب لقائد براكتهم بالاستسلام. كان عددهم الكلي كما يقول أخي نحو ثلاثين مجندا، ويرأسهم نقيب ويساعده ملازم أول..
عندما جاء الأمر بالاستسلام كان معه أن مصفحة تتحرك نحوهم لاستلام الموقع، وعليهم أن يستسلموا ويسلموا...
يقول أخي وهنا بدأت الأمور سائبة: كان الملازم أول يصيح بكل عصبية وعنجهية: فشرو ..خسوا ... على جثثنا...
بينما كان النقيب يقول له: اهدأ يا ملازم فلان/ويطلب من عسكري الإشارة أن يرسل إشارة بالاستعداد لتسليم الموقع...
وإزاء صراخ الملازم أول بالتهديد والوعيد والرفض يقول له النقيب وصوته يتهدج : يا ملازم فلان تريدني أو أواجه هؤلاء بثلاثين عسكريا وفي صندوقة من تويتاء..!!
هؤلاء الشباب أمانة في عنقي ..هؤلاء الشباب أبناء الناس!!
ما زلت أحفظها...
ما زالت تدور بين عقلي وقلبي..\هؤلاء الشباب أبناء الناس، هؤلاء الصبايا بنات الناس ..
وزعامات سنقاتل حتى آخر نقطة من دماء أبناء الناس لا أحد يعرفها مثلي ...
____________
*مدير مركز الشرق العربي