الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 30-03-2023

رسائل طائرة 30-03-2023

30.03.2023
زهير سالم

رسائل طائرة 30-03-2023
زهير سالم*
رسالة صوتية : هلموا نرقع صومنا
http://www.asharqalarabi.org.uk/wsimages/PTT-20230329-WA0008.ogg
======================
عادة مسح العينين بظهر الابهامين بعد تقبيلهما عند قول المؤذن أشهد أن محمدا رسول الله..
وسألني عنها أخ كريم منذ عشرة أيام وأجبته وكنت أود لو أنني عممت الجواب..
لأن هناك من أحياها هذه الأيام فما زالت منذ ذلك اليوم تدور..
ولقد عايشت هذه العادة لدى جيل المسنين في مساجد حلب.
ولم نعرف لها أصلا أو شاهدا شرعيا يعتد غير أقاويل في كتب بعضهم.
وأذكر أن أحدهم سأل الشيخ عبد الفتاح ابو غدة في إحدى الجلسات عنها فأفاد رحمه الله تعالى وأجزل مثوبته، ورفع درجته في عليين، أنها لا أصل لها. كان ذلك في أوائل الستينات من قرن خلا، وحسبك بكلام العالم المحقق. وكلامه رحمه الله عندي قول جهيزة الذي يقطع قول كل خطيب.
ولا أظن أن حواشي بعض المتفقهين تصلح دليلا شرعيا، لتقرير سنة من سنن الدين..
ثم كان من أمري وأمر هذه العادة المنقرضة بحمد الله، وبسبب انتشار الوعي العلمي بين المسلمين..أنني وأنا طالب في الأول الثانوي، فذكر أمامنا أستاذنا حسن عتر ، شقيق الدكتور نور الدين، رحمهما الله تعالى "انجيل برنابا" وما فيه من البشارة، وكنت منذ كنت في الصف السابع خدنَ المكتبة الوطنية والمركز الثقافي، في حلب ، ولم أتأخر عن التوجه للمكتبة الوطنية، فبحثت في فهارسها، وأنا بها عليم فعثرت على بطاقة الكتاب، وذهبت الى نافذة الاعارة أطلبه..
أسف لي الموظف المعير ، بأنه لم يجد الكتاب في موقعه، ولكنه وقد ظن بي ظنا غير حسن، وطمع في إسلامي، ألح علي ان أعود غدا ليكون قد أمن لي الكتاب..
أقرر هذا لأحكي لكم ان من الحيل الفنية التي تعرفت عليها والتي يلجأ إليها المريبون، أنهم يصنفون الكتب في غير مظانها حتى لا يصل إليها من يطلبها، أو يحشرونها في غير مكانها المحدد حتى لا تتم إعارتها..
ومن أجل ذلك فقد قمت بعدُ على مدى اسبوعين بجرد فهارس المكتبة الوطنية في حلب من ألفها إلى يائها..
فعلت ذلك وفي يدي دفتر كلما ظفرت بعنوان في غير موقعه من الكتب التي تهمني سجلته عندي..
أعود بكم إلى حكاية انجيل برنابا بنسخته المطبوعة التي كانت على ارفف المكتبة الوطنية في حلب..
وحصلت بعد يوم على نسخة من انجيل برنابا المزعوم.
استلمته الساعة الثانية ظهرا وعند الخامسة كنت قد قطعت فيه شوطا حتى وصلت إلى البشارة المزعومة، فإذا فيه عن أصحاب محمد المبشر به، "وأن أصحاب هذا النبي عندما يسمعون المؤذن يقول أشهد ان محمدا رسول الله في إقامة الصلاة يقبلون ظهر إبهامهم ويمسحون به عيونهم" وكان هذا كافيا لعقل صبي ليطوي الكتاب ويخرج بنتيجة ان النسخة التي يقرؤها تم الالحاق بها أو السطو عليها، أو لعلها ملفقة في أصلها لا أدري.
فوجود حكاية من هذا المستوى في نص بشرى الأصل أن تكون على طريقة الاشارة، يكفي لإسقاط هذه النسخة.
بقي أن أقول وأنا على يقين بتقرير القرآن الكريم أن السيد المسيح عليه السلام، قد بشر بنبي بعده اسمه أحمد..
وكان أخونا المرحوم الشيخ عبد الوهاب طويلة رحمه الله تعالى مولعا بتحقيق أمر هذه البشرى، وأظنه قد ألف في تحقيقه كتابا عن البشرى وهو مطبوع، ولم أصل إليه في هذا الاغتراب، ولكنه رحمه الله تعالى حدثني مرارا عن حقيقة هذه البشرى المرموز لها بالبارقليط "الكثير الحمد"
وأخير فمن مطالعتي الخاصة، ففي مكتبة الفاتيكان التي ظلت بحكم المحظورة حتى ستينات القرن العشرين نسخة خاصة عن انجيل برنابا، وعساها تكون أكثر دقة من هذه التي بين أيدي الناس، والتي عبث بها العابثون، وإن كان الأمر كذلك فهي تستحق ان يبحث عنها، وأن يعاد تحقيقها ونشرها بعمل علمي رصين..
وأخيرا المرجو منا جميعا أن نتوقف عن قبول أي إضافة إلى سنن ديننا الحنيف إلا بشاهد قوي من كتاب أو سنة أو فعل الصحابة الأخيار
فالعلم الشرعي عندنا على ما قال أولنا
العلم قال الله قال رسوله
قال الصحابة أولو العرفان
وأرجو أن أكون قد أديت أمانة علم قد حملته.
____________
*مدير مركز الشرق العربي