الرئيسة \  كتب  \  روسيا تقاتل من أجل استعادة نفوذها .. روسيا تعيش مرحلة استعادة دورها العالمي

روسيا تقاتل من أجل استعادة نفوذها .. روسيا تعيش مرحلة استعادة دورها العالمي

22.07.2014
أليكسي مالاشنكو


تأليف: أليكسي مالاشنكو
عدد الصفحات: 284 صفحة
عرض ومناقشة: محمد الخولي
الناشر: مؤسسة كارنيغي، نيويورك، 2014

يصدر هذا الكتاب بقلم أكاديمي روسي اختصاصي وحريص على رصد وتحليل ما تطمح إليه السياسة الروسية في الوقت الحاضر، في ظل رئاسة رجل الاستخبارات السابق فلاديمير بوتين.
وهذا الطموح يصبو إلى استعادة روسيا لدورها الذي كان بالغ الفعالية وعميق التأثير، على مدار حقبة الحرب الباردة بالذات في مقاليد ومجريات الأمور على مستوى الإقليم الجيوسياسي المحيط بالكيان الروسي، وخاصة منطقة آسيا الوسطى التي تضم، كما هو معروف، عدداً من الجمهوريات التي تدين في الغالب الأعم بالعقيدة الإسلامية.
وتعتز بتراثها وثقافتها المستمدة من هذه العقيدة، وهو ما كان بمثابة قوة دافعة لتلك الأقطار كي تؤكد شخصيتها الوطنية وتراثها العقيدي، الروحي، فضلاً عن استقلالها السياسي، وخاصة بعد أن انتهت الروابط التي كانت تشدها إلى الاتحاد السوفييتي السابق.
يعرض الكتاب أيضاً إلى التحديات التي ما زال يتعين على كرملين بوتين أن يواجهها من أجل استعادة هذا النفوذ، وفي مقدمها بطبيعة الحال، أزمة أوكرانيا الحالية، وهي قضية تبدو سياسية عند السطح، وإن كان الكتاب ينفذ أيضاً إلى أعماق هذه المشكلة، التي يراها مجسدة في واقع ومستقبل إمدادات الطاقة، الغاز الطبيعي بالذات المتجهة من روسيا إلى وسط وغرب أوروبا عبر أراضي شرقي أوكرانيا.
ويلمح الكتاب أيضاً إلى البعد الإسلامي الذي ينبغي أن تضعه القيادة الروسية بنظر الاعتبار في تحركها الراهن، وخاصة ما يتعلق بإقليم القوقاز.
 كلما ورد ذكر روسيا في حوليات السياسة الدولية الراهنة، ارتبط الاسم بحالة خصوصاً تروّج لها موضوعياً، وسائل الإعلام وآليات البحث العلمي الأميركية بالذات، فيما تعبر عن هذه الحالة عبارة أصبحت دارجة بحكم التكرار والعبارة، هي: البحث عن دور.
والمعني بداهة أن موسكو تعيش حالياً حكاية التماس دور، أو فلنقل استعادة دور مهم وفاعل، إن لم يكن دوراً جوهرياً أو محورياً على مسرح السياسة العالمية، وفي خضم تفاعلات العلاقات الدولية في الوقت الجاري.
صحيح أنها بدأت تسترد أنفاسها، بعد أن تردّت أحوالها عقب سقوط، ومن ثم زوال الكيان الديناصوري الذي سبق وأن حمل وصف الاتحاد السوفييتي، وحدث هذا الاسترداد الصحي للأنفاس مع بدايات هذه الألفية الثالثة، وتحديداً مع ارتقاء رجل الكي.جي.بي كادر الاستخبارات الروسية السابق فلاديمير بوتين.
وصحيح أن روسيا استطاعت أن تستعيد بعضاً من حيوية اقتصادها، عندما أصبحت عضواً بارزاً بحق في مجموعة بريكس التي تكاد تجّسد الوضع الوسط ما بين الدول الصناعية المتقدمة والدول النامية، حتى لا نقول المتخلفة، على خريطة الاقتصاد العالمي، ويشاركها بداهة سائر الأعضاء الأربعة في منظومة بريكس المذكورة أعلاه، وهم بالطبع كل من الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا.
بيد أن روسيا الآن باتت في نظر مراقبي تطورات المسرح العالمي تتطلع إلى دور آخر، يتسم بمزيد من الأهمية والفاعلية وحيوية التأثير، حيث يراودها، ولا شك، ذكريات ماضي الحرب الباردة، ومن قبلها الحرب العالمية الثانية، حيث كانت موسكو هي عاصمة الاتحاد السوفييتي، الذي شارك مع الحلفاء الغربيين أميركا بالذات.
 وبنصيب أكثر من وافر في هزيمة ألمانيا الهتلرية، وبعدها تحّول الاتحاد السوفييتي ليكون بمثابة الرقم الصحيح المكتمل والمتحدي في معادلة الصراع البارد بين الشرق والغرب، منذ أواخر الأربعينيات وحتى مرحلة الغروب والزوال السوفييتي مع فاتح عقد التسعينيات من القرن العشرين.
محاولات استعادة التأثير
في ضوء هذا كله، تتواصل عمليات رصد التحرك الروسي الراهن، روسيا، بوتين حتى لا ننسى من أجل استعادة قوة التأثير، لا لمجرد استرداد المَنَعة الأدبية أو الذكريات العزيزة التي تنتمي إلى ماضٍ انقضى، ولكنها محاولة موضوعية لاستعادة التأثير السياسي والمعنوي الذي لا يلبث أن يتحول إلى توطيد للعلاقات الاقتصادية، وترسيخ لدور موسكو في مجريات السياسة العالمية داخل منظومة الأمم المتحدة وخارجها على السواء.
من هنا يأتي اهتمامنا في هذه السطور بالفكرة التي تدور عليها محاور الكتاب الذي نعايشه في السياق الراهن.
الكتاب يدور حتى من واقع عنوانه حول استعادة النفوذ، وهو ما تجتهد موسكو في تحقيقه وبوسائل شتى.
لكن الجديد، وهو ما يجذب القارئ لهذا الكتاب، أنه لا يتابع جهود موسكو لاستعادة نفوذها في شرق أوروبا (أيام حلف وارسو مثلاً)، ولكن الكتاب يركز على منطقة أخرى تربطها مع منطقتنا العربية وربوعنا الإسلامية وشائج تاريخية وروحية وثقافية بكل المعاني.
باختصار، يحمل كتابنا العنوان التالي: «القتال من أجل النفوذ: روسيا في آسيا الوسطى».
ويزيد من أهمية كتابنا أن مؤلفه خبير ضليع، وعلى دراية واسعة ومباشرة، أكاديمية وميدانية في آن معاً، بمثل هذا الموضوع، الذي يهمنا ولا شك من منطلق موقعنا ومصالحنا في الوطن العربي.
مؤلف هذا الكتاب هو البروفيسور أليكسي مالاشنكو الباحث الكبير في مركز مؤسسة كارنيجي البحثية (الأميركية) في العاصمة الروسية موسكو، وهو خبير في السياسة الروسية والشؤون الأوراسية (أوروبا وآسيا).
تصدر المقولات الأساسية لهذا الكتاب عما توصل إليه مؤلفه الباحث الروسي الكبير، بأن النفوذ الروسي في منطقة آسيا الوسطى بات يميل في رأيه إلى حالة من التراجع والانحسار، وخاصة بعد انتهاء الكيان السوفييتي، ومن ثم حصول كيانات وسط آسيا (السوفييتية سابقاً) على الاستقلال.
وهي تضم كلاً من كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان ثم أوزبكستان، وهي الكيانات التي يصفها البروفيسور مالاشنكو بأنها عملت على مدار السنوات الأخيرة على شق طريق خاص بكل منها، فكان أن عمدت إلى بناء علاقات مستقلة تربط بينها وبين الدول الخارجية (بعيداً عن ظلال موسكو وسياساتها وتوجهاتها)، وكانت في ذلك يضيف المؤلف تخلع عن كياناتها ما تبقي من أردية السيطرة أو الهيمنة السوفييتية.
من مشكلات موسكو
المشكلة أن موسكو لم تستطع في ما يبدو استساغة هذا السلوك الذي بات شائعاً عند جاراتها في وسط آسيا. ما زالت روسيا في نظر كتابنا تطّل على المنطقة المذكورة وعلى دولها وشعوبها من منظور الاتحاد السوفييتي السابق، وما برح الروس يحاولون من ثم إعادة تعريف علاقاتهم على هذا الأساس مع دول تلك المنطقة.
إن كتابنا يتوقع صعوبات تنشأ في مستقبل قريب بين الطرفين: الاتحاد الروسي وآسيا الوسطى، وهو يصف النهج الروسي في هذا الخصوص، بأنه يتحرك في رقعة أصبحت تستعصي على الفهم، على خلاف ما كانت عليه أيام الماضي السوفييتي الستاليني، أو الخروشوفي أو البريجنيفي، وهم أعمدة الزعامة السوفييتية التي كانت تفرض نفوذ الهيمنة على تلك الأصقاع الآسيوية.
لقد أصبحت المسيرة الروسية تسلك تخوماً سياسية خالية من الإشارات الهادية إلى معالم الطريق، وأصبح لزاماً على موسكو في رأي مؤلف الكتاب أيضاً أن تعاود التفكير في الأسلوب الذي تتبعه في التعامل مع أقطار آسيا الوسطى، حيث لم تعد تلك الأقطار ولا شعوبها ولا حكامها يطيقون وصف «الجمهوريات السوفييتية السابقة في آسيا».
ثم زاد الأمر تعقيداً، تلك الظروف التي عاشتها روسيا خلال عقد التسعينيات، وهي بالتحديد حقبة بوريس يلتسين التي اتسمت أولاً بنظام ساده الفساد في كل مرافق الدولة الروسية ما بعد السوفييتية، حيث باعوا قطاع الدولة العام لصالح قوى النهب ومافيات الاستغلال المنتسبة للقطاع الخاص.
والأهم أن عمدت إدارة الدولة الروسية في تلك الحقبة إلى الالتفات باستمرار جهة الغرب الأوروبي الأميركي، وجاء هذا بطبيعة الحال على حساب مواصلة الاهتمام بتوطيد علاقات موسكو مع توابعها السابقة في آسيا الوسطى، التي لم يكن أمامها، والحالة هذه، سوى أن تنصرف إلى معاودة بناء الدولة على صعيد كل منها، بعيداً بالطبع عن مواريث التركة السوفييتية، وكان طبيعياً كذلك أن تعمد كل من هذه الدول الآسيوية إلى معاودة الإطلالة على تراثها الوطني وثقافتها الإسلامية ومنابع أصولها الروحية وجذورها الإثنية، وهو ما شكل في التحليل الأخير فرصاً مهدرة بالنسبة للطرف الروسي.
عن الأرثوذكسية والإسلام
عندما عمدت روسيا إلى استعادة وتأكيد ديانتها وتراثها الأرثوذكسي الروسي، بكل ما يحفل به من أعراف وتقاليد ومؤسسات إكليركية وبيوت للعبادة المسيحية وتسلسل هرمي في سلك الرتب الكنسية بكل ألوانها وزخارفها ونفوذها في مجتمع روسيا.
وكان ذلك ابتداء من أواسط التسعينيات كان طبيعياً أن تعمد دول آسيا الوسطى، السوفييتية سابقاً، إلى أن تستعيد من جانبها تجليات ورموز وأعراف تراثها الإسلامي الذي لم تكن قد تخلت عنه ولا أقدمت على نبذه أو استبعاده حتى خلال الحقبة السوفييتية الشيوعية ذاتها، وباعتبار أن الإسلام لم يكن ليشكل بعداً روحياً أو جانباً عقيدياً فقط، بقدر ما يشكل أيضاً وفي العمق محوراً أساسياً لتكوين الشخصية الوطنية والعقيدة الشعبية في كل من تلك الأقطار.
خصوصاً وأن الإسلام كما يقول مؤلف كتابنا لا يقف كثيراً عند مجرد الجوانب الاحتفالية أو الشكليات المظهرية، فضلاً عن عدم احتوائه، كما هو معروف، على سلك للكهنوت المميز بالملابس المطرزة والقلائد النفيسة اللامعة والمبهرة، ولا الطقوس المركّبة المقصور ممارستها على المنخرطين ضمن السلك الإكليريكي المذكور، كل هذه الخصائص التي يتفّرد بها الإسلام، يسّرت على معتنقيه في ذلك الصقع المركزي من آسيا أمر التفاعل مع ظاهرة العولمة بكل جوانبها في العالم الخارجي، بعيداً عن جيران الأمس، الذين تحولوا إلى اسم الاتحاد الروسي.
فضلاً عن المنظومة التي استحدثتها موسكو خَلفاً للمنظومة السوفييتية المنقرضة، وقد حملت المنظومة المستجدة عنوان كومنولث الدول المستقلة (أو اتحاد الدول المستقلة على نحو ما تقضي به قاعدة البيانات الدولية للأمم المتحدة، تمييزاً بالطبع عن منظمة الكومنولث الكلاسيكية العتيدة التي سبقت إلى إنشائها بريطانيا العظمى في أزمنة مضت من التاريخ المعاصر).
وفيما يسلّم كتابنا بأن العولمة يمكن أن يصدق عليها أحياناً وصف الأمركة، إلا أن المؤلف يذهب إلى أن ما جاءت به هذه الظاهرة المستجّدة مع الألفية الثالثة من ضغوط تعرضت لها أقطار آسيا الوسطى، هو الذي أدى إلى تمّسك تلك الشعوب بعقيدتها الإسلامية حفاظاً على كيانها في وجه أعاصير العولمة.
وفيما أدت هذه العوامل إلى تخفيف عناصر المظهرية في ممارسة الديانة، إلا أنها أفضت برأي المؤلف أيضاً إلى نشر روح من التضامن والتسامح على الصعيد الداخلي، وما لبث أهل هذه الأقطار في آسيا الوسطى، أن ترجموا هذه الروح الإيجابية إلى خدمات اجتماعية ومؤسسات للبر والإحسان بشكل عام، سادت الستانات الآسيوية (طاجيكستان، أوزبكستان، تركمانستان، وشقيقاتها).
مشكلة أوكرانيا
في كل حال، فالمؤلف يرصد صعوبة الجهود الروسية الرامية إلى استعادة نفوذ موسكو في وسط آسيا، وهو يضفي على هذه الجهود وصف الحرب، القتال على نحو ما أثبته كما أسلفنا، في عنوان الكتاب.
وتزيد وعورة هذا النهج حقيقة أن موسكو، بوتين تواجه ضمن كيانها أساساً مشكلات بالغة الصعوبة، ليس أقلها كما هو معروف حالياً، قضية أوكرانيا التي تحاول أميركا وأوروبا الغربية توسيع رقعتها لتصبح شأناً دولياً بكل المعاني، ولا كان أقلّها كما يضيف الكتاب، مشكلة الشيشان التي ما زالت تؤرق مضاجع الكرملين الروسي، وتحول دون تركيزه المطلوب على استعادة النفوذ الذي كان بين دول وشعوب، سواء في آسيا الوسطى أو في أرجاء إقليم القوقاز.
يشير المؤلف في هذا المضمار إلى ما ترصده الخزانة الروسية من اعتمادات مالية طائلة، وما تتحمله من تكاليف باهظة من أجل تشييد مشروعات التنمية في مناطق القوقاز، ومنها بلاد الشيشان بطبيعة الحال، فيما يظل الهدف هو قطع الطريق بالطبع على المتطرفين والقوميين المتعصبين في تلك الأرجاء القوقازية، ومن أجل الحفاظ على قيادة موسكو الكرملين، بوتين لمقاليد الاتحاد الروسي، بل في إطار التطلع لمعاودة الدور الذي طالما نعمت به موسكو على مدار سنوات الحرب الباردة الأربعين.
وهو دور كان بالإمكان ترجمته باستمرار إلى صفقات اقتصادية ومبادلات تجارية ومعاهدات صداقة وتعاون في مجالات العلم والبحث والثقافة والإبداع الفني، فضلاً عن شهرة إيجابية تمتعت بها موسكو من الخمسينيات إلى السبعينيات بالذات من القرن الماضي، وكان أن أوصلت أساطيلها البحرية إلى المياه الدافئة في البحريْن المتوسط والأحمر، وهو الحلم الذي طالما راود قياصرة بطرسبورغ، الإمبراطورية في مراحل خَلَت من عمر التاريخ الحديث.
عن تطلعات بوتين
والخلاصة، أن هذا الكتاب يرى أن محاولات روسيا، أو قتالها كما يقول المؤلف، من أجل استعادة دورها أو أدوارها كقوة عالمية يحسب لها حساب، أمر ليس ميسوراً بحكم التعريف، خصوصاً وأن رئيسها الجاري بوتين تراوده تطلعات واسعة النطاق لترجمة هذا الدور إلى قوة دافعة لتفعيل خريطة التقدم الاقتصادي والارتقاء بالمستويات المعيشية وإدخال بلاده رقماً صحيحاً وفاعلاً في مجتمع العولمة الراهن، القائم على أساس أحدث المنجزات التي جادت.
وما برحت تجود بها تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات: من هذه التحديات التي يوضحها الكتاب، ما يتصل مثلاً بتيارات الإسلام الراديكالي كما يسميه المحللون، السياسيون في منطقة القوقاز، وخاصة في إقليم الشيشان، الذي يسوده كما يضيف هؤلاء المحللون شعور متوجس بحرب قد يندلع لهيبها في يوم من الأيام.
ومن هذه التحديات بداهة، ما يرتبط بقضية أوكرانيا المشتعلة حالياً، بكل ما تنطوي عليه من أبعاد شتى، ربما يكون أهونها البعد السياسي أو الإعلامي، في حين أن أهمها، على نحو ما يؤكد مؤلفنا هو ما يتعلق بإمدادات الطاقة الروسية، المتجهة عبر شرقي أوكرانيا، إلى شتى أنحاء أوروبا.
هناك أيضاً دور روسيا في الشرق الأوسط، ويتراوح بين إيجابيات، ربما تتمثل في انتعاش للعلاقات بين موسكو والقاهرة، وبين تحديات تتمثل في دور موسكو بالنسبة للأوضاع المأساوية إن لم تكن الكارثية في القطر العربي السوري.
على كل حال، ثمة رسالة مستجدة، ربما أراد بوتين أن يبعث بها على عنوان أطراف شتى، سيكون في مقدمها جمهوريات آسيا الوسطى أو هي الستانات، على نحو ما يردده مراقبو الشأن الروسي في المرحلة الراهنة، الرسالة تجسدها وقائع الاحتفال الاستعراضي الذي شهدته أخيراً الساحة الحمراء في قلب موسكو، ولا سيما مفردات العرض العسكري الذي يضم أحدث قاذفات صواريخ، وأكفأ دبابات قتالية توصلت إليها روسيا أخيراً.
وقد رفع العرض المذكور لافتة الاحتفال بعيد انتصار روسيا على ألمانيا النازية في مثل هذه الأيام منذ 60 عاماً من عمر الزمان.
المؤلف في سطور
إليكسي مالاشنكو أكاديمي روسي مخضرم، يشارك حالياً في رئاسة فرع مؤسسة كارنيجي للبحوث السياسية والاجتماعية في العاصمة الروسية موسكو، مشرفاً على برنامج المؤسسة الأميركية المذكورة، المتعلق بقضايا الدين والمجتمع والأمن.
وقد شغل المؤلف مواقع شتى في السلك الجامعي بالاتحاد الروسي، حيث قام بتدريس علم الاقتصاد في مدرسة الاقتصاد العليا في موسكو، ثم كان أستاذاً في معهد موسكو للعلاقات الدولية على مدار الفترة 2000، 2006.
ويحمل المؤلف درجة الدكتوراه من معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، وهو ما أهّله للبحث العلمي الرصين في المجالات المتصلة بعلاقات روسيا مع سائر الجمهوريات الإسلامية، التي كانت جزءاً في السابق من كيان الاتحاد السوفييتي.
 كما ترأس البروفيسور مالاشنكو قسم الدراسات الإسلامية في المعهد المذكور، إلى أن انتدب للتدريس كأستاذ زائر في كلية كولغيت بجامعة نيويورك. وقد امتد نشاطه إلى عالم النشر البحثي، حيث أشرف على تحرير مجلة متخصصة تحمل عنوان مشكلات السلام والاشتراكية، إلى جانب عضويته في مجالس إدارات عدد آخر من الدوريات العلمية، منها مجلات «وسط آسيا»، و«روسيا والعالم الإسلامي».
يجيد المؤلف اللغات الروسية الإنجليزية الفرنسية والعربية، وقد أصدر حتى الآن نحو عشرين كتاباً، لعل من أهمها كتابه بعنوان الإسلام في آسيا الوسطى (1994)، وكتابه بعنوان «البديل الإسلامي والمشروع الإسلامي (2006).
المصدر: صحيفة "البيان" – دبي