الرئيسة \  واحة اللقاء  \  روسيا تهدد بقصف درعا بالمقاتلات الحربية ما لم تنفذ شروط الاستسلام لدمشق

روسيا تهدد بقصف درعا بالمقاتلات الحربية ما لم تنفذ شروط الاستسلام لدمشق

07.09.2021
هبة محمد


القدس العربي
الاثنين 6/9/2021
دمشق – “القدس العربي” : في إطار التهديد والوعيد، وبعد يومين من القصف العنيف، أبلغ قائد القوات الروسية في سوريا، الأحد، وجهاء محافظة درعا جنوب سوريا، بوقف إطلاق النار في المدينة حتى الساعة العاشرة من صباح اليوم الإثنين، كمهلة للاستسلام والرضوخ، حيث يرغب النظام السوري بفرض شروط أساسية تتعلق بتسليم السلاح وحصر انتشاره في أحياء درعا بيد القوى الأمنية التابعة له، ونشر 9 نقاط عسكرية وأمنية، وذلك في أعقاب تعاظم التصعيد واستهداف درعا البلد والأحياء المحاصرة المتاخمة لها، بمختلف أنواع الأسلحة والقذائف الصاروخية والمدفعية، على خلفية انهيار المسار التفاوضي بين اللجنة المركزية التي تمثل أهالي “درعا البلد” وقائد الخلية الأمنية المسؤولة عن المنطقة والتابعة للنظام السوري اللواء حسام لوقا.
الحوراني: تصعيد هو الأعنف
يجري ذلك وسط إدانات دولية، لهجوم النظام السوري “الوحشي على درعا” وتهديد الائتلاف الوطني السوري المعارض، بمقاطعة العملية السياسية ما لم يتحرك المجتمع الدولي لإنقاذ درعا. وقال مصدر خاص لـ “القدس العربي” إن ضباط وجنرالات روس وقيادات من قاعدة حميميم الروسية هددوا “بالانحياز” إلى جانب النظام السوري، والتدخل المباشر بقصف المنطقة وتدميرها في حال عدم تنفيذ الشروط المفروضة على الأهالي، مهددين باستخدام سلاح الجو الروسي لتدمير درعا البلد والأحياء المحاصرة القريبة منها.
وقال المتحدث باسم تجمع أحرار حوران لـ “القدس العربي” إن قائد القوات الروسية في سوريا أبلغ وجهاء محافظة درعا بوقف إطلاق النار في مدينة درعا حتى الساعة العاشرة من اليوم الإثنين، مشيراً إلى أن الهدنة من أجل عدم تنفيذ مطالب النظام، وذلك، في أعقاب قصف عنيف تعرضت له المنطقة من قبل “ميليشيات الفرقة الرابعة وإيران، حيث قصفت القوات المهاجمة، المسجد العمري بصاروخ أرض – أرض من نوع فيل، ما أدى إلى دمار واسع فيه، وسط محاولة تقدم الميليشيات في اتجاه الأحياء المحاصرة من ثلاثة محاور”.
وأوضح أيمن الحوراني، أن المنطقة تشهد تصعيداً يعد الأعنف من نوعه، حيث قصفت درعا خلال أقل من 24 ساعة بنحو 60 صاروخ أرض – أرض من طراز فيل وجولان، ومدافع فوزليكا وقذائف الهاون والمضادات الأرضية. وقال المتحدث باسم “تجمع أحرار حوران” إنّ القصف بدأ منتصف الليل بعد مغادرة وفد عشائر حوران من الأحياء المحاصرة في مدينة درعا بعد اجتماعهم مع ضباط روس ومسؤولين في قوات نظام، أسفر بشكل مبدئي عن إيقاف عملية التهجير، مشيراً إلى أن المنطقة تشهد اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين الميليشيات المهاجمة، وأبناء درعا، سبقه تمهيد ناري مكثف بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ وصواريخ أرض – أرض من نوع فيل، لم يهدأ منذ منتصف ليل السبت/الأحد” حيث جاء القصف “نتيجة لفشل التوصل لاتفاق مع لجنة التفاوض، بوساطة وفد من عشائر حوران اجتمع باللجنة يوم السبت”.
وأضاف “سبق أن وجه العميد لؤي العلي، رئيس جهاز الأمن العسكري بدرعا، منتصف شهر تموز الفائت، رسالة تهديد لأحياء درعا البلد، تضمنت هدم المسجد العمري بشكل كامل، وسرقة جميع أحجاره، إذا لم يرضخ أهالي المنطقة لمطالبه. وطالب أهالي درعا المحاصرة، نهاية الأسبوع الفائت، بالتهجير الجماعي إلى الأردن أو تركيا، وذلك رداً على خرق النظام السوري، الاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف الفاعلة، والتي أعلنته لجنة التفاوض في الأول من شهر سبتمبر/أيلول الجاري، والقاضي بفرض وقف إطلاق النار وفك الطوق عن الأحياء المحاصرة، مقابل دخول الشرطة الروسية إلى الأحياء، وإجراء تسوية لنحو 34 شخصاً من أبناء المنطقة، وتسليم أسلحتهم، إضافة إلى إنشاء 4 نقاط عسكرية، وتدقيق الهويات الشخصية للمتواجدين في درعا البلد.
إدانات دولية
يجري ذلك وسط إدانات محلية، ودولية، حيث أدانت الخارجية القطرية الهجوم “الوحشي للنظام السوري على درعا” واعتبرته “امتداداً لجرائمه النكراء خلال السنوات الماضية”. كما هدد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، بمقاطعة العملية السياسية ما لم يتحرك المجتمع الدولي لإنقاذ درعا، وقال سالم المسلط في تغريدة له على حسابه الشخصي عبر موقع توتير “ما لم يتوقف هذا الإجرام ضد أهلنا في درعا، من خلال تحرك جدي وفوري للدول الفاعلة؛ فلن يبقى أي معنى لالتزامنا مع المجتمع الدولي بأي عملية سياسية على أي مستوى أو مسار. لا يمكن أن نقف متفرجين على قتل أهلنا بيد النظام المجرم وحلفائه”.
وكتب عضو هيئة التفاوض العليا عن منصة القاهرة فراس الخالدي “قصف المسجد العمري وطلب تهجير أهالي المنطقة يقطعان الطريق على كل سبل التجميل أو التمويه عن الهدف الأساسي، وهو خلق ديمغرافية جديدة في الجنوب السوري وذلك يخدم المشروع الإيراني في المنطقة” مضيفاً أن “تقاطع مصالح أصحاب مشروعي الشمال والجنوب السوري سيكون بمثابة الإسفين الأخير في نعش عروبة سوريا وهوية أهلها الثقافية والدينية، والصمت عن هذا غير مبرر والحيادية فيه خيانة”.
وحذّر الائتلاف الوطني أول أمس، مما وصفه “إتمام النظام الإيراني لمشروعه في درعا وعموم الجنوب السوري” وقال الائتلاف في بيان رسمي له أن هذه المشروع ينفذ بيد “النظام المجرم مع الشراكة الروسية، والرامي إلى تغيير البنية السكانية للمنطقة من خلال استمرار الحصار والقصف الإجرامي وصولاً إلى التهجير القسري للسكان الأصليين وإحلال إرهابيين من ميليشيات إيران الطائفية متعددة الجنسيات”.
كما حذّر من أن أضرار هذا المشروع لجهة أنه لن يكون قاصراً على حوران أو سوريا لكنه سيتمدد إلى كل دول المنطقة، “لا سيما الأردن ودول الخليج العربي؛ ما لم تتدخل الدول العربية وتركيا بكل ثقلها الدولي وبشكل عاجل من أجل إنقاذ أهالي درعا ورفع الحصار عنهم وحمايتهم من وحشية الميليشيات الإيرانية وقوات النظام”.
وأضاف “الدول الفاعلة في المجتمع الدولي لا سيما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مطالبة بالتحرك الفوري من أجل ردع النظام ورعاته عن المضي في إجرامهم المستمر بحق أهالي درعا، يحذّر الائتلاف من الانخداع بالادعاءات التي تبثها روسيا وأتباعها عن وجود اتفاق مع تركيا من أجل تهجير أهل درعا، وهو كلام عارٍ عن الصحة، وأهلنا في درعا أكثر من خبروا كذب الروس وخداعهم وغدرهم”.