الرئيسة \  مشاركات  \  زميرة سيقصف أوروبا بالنووي !!

زميرة سيقصف أوروبا بالنووي !!

08.10.2023
بلال داود




زميرة سيقصف أوروبا بالنووي !!
بلال داود
التغيير الديمغرافي هدف استراتيجي عمل عليه نظام أسد الأب ، و مازالت هذه الاستراتيجية مستمرة و متنامية و متسارعة في الوتيرة ، وقد رغَّبَ نظام الأسد الأب بالهجرة من سورية بعدة طرق ، منها التشجيع على العمل في دول الخليج ، و جعل لها ميزة بأن قرنها بإمكانية دفع بدل الخدمة العسكرية لمن أتم خمس سنوات من العمل فيها، و كان مقدار البدل خمسة آلاف دولار أمريكي ، ثم عمم ذلك ليشمل مكان العمل والإقامة جميع الدول الأوروبية و الأمريكيتين، و رفع المحفزات لذلك بأن خفض البدل إلى خمسمائة دولار أمريكي فقط ، للمهاجرين إلى كندا و أمريكا بعد قضاء خمس سنوات فيها، قبل أن يرفعها لاحقا بسبب الإفلاس، و شجع الهجرة إلى كندا و أمريكا بتسهيل الحصول على جوازات السفر وأذونات السفر إلى خارج القطر للموظفين في الدوائر الحكومية ، مع إمكانية الحصول على إجازة طويلة من العمل من غير راتب ، و لذلك كان الناس يقفون أمام القنصلية الكندية و القنصلية الأمريكية بالصفوف الطويلة أياما متتالية من أجل ذلك في الثمانينيات و التسعينيات، و كان يتناوب على الصف ( الطابور ) أفراد الأسرة لئلا يخسروا ترتيبهم ، و شجع إعارة المدرسين الموظفين في وزارة التربية بمنحهم إجازة اسمها الإعارة لمدة أربع سنوات ، قابلة للتمديد سنة إضافية باسم استيداع ، و بعد ذلك يحق للمدرس الإستقالة من وظيفته التعليمية في سوريا ، ليستمر في العمل في دول الخليح ، و قد كانت خطة ماكرة مكر ابليس لتفريغ البلد من أهلها ، فالغربة كالإدمان بعد خمس سنوات من العيش فيها لا يستطيع الانسان التخلي عنها بعد ذلك و خصوصا أن الظروف الحياتية العامة في جميع دول الخليج أو أمريكا و كندا و أوروبا أفضل بما لا يقاس من المرات بالظروف المعيشية في سوريا بعد أن استلم السلطة الأسد الأب.
الراتب الشهري للموظف السوري بداية وصول الأسد إلى السلطة في سوريا، كان أفضل من نظيره في الخليج ، ذلك أن سعر صرف الدولار يومها كان ثلاث ليرات و ستين قرشا سوريا، بينما كان سعره مقابل الريال السعودي، ثلاث ريالات و سبعين هلله في يومها و بعد سنوات طويلة تم تعديله ليصبح ثلاث ريالات وخمس وسبعين هللة ، ثم وببركة الأسد بدأ سعر الليرة بالهبوط التدريجي ثم بالسقوط الحر في عهد الأسد الابن.
و حرص الأسد من يومها على استبدال السوريين المهاجرين بآخرين من العراق تحت عنوان الإنسانية والإيواء من بطش صدام حسين، أو من ايران تحت بند السياحة الدينية و كثير منها كان باتجاه واحد .
ترغيب السوريين بالهجرة استمر من بداية وصول الأسد الأب إلى السلطة و لم يتوقف بعد ذلك و لكن زاد عليه بعد عشر سنوات من وصوله إلى السلطة التهجير بالإرهاب، فغادر سوريا يومها مئات الآف هربا من بطش المخابرات الأسدية.
حين بدأت الثورة في نهاية السبعينيات ، و استتب الأمر لعصابة الأسد بعد مجزرة حماة عام 1982 التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأبرياء ، بدأ انتشار الفساد الإداري و المالي في مفاصل الدولة انتشار النار في الهشيم، بتشجيع مباشر من رئاسة العصابة ، و كان أذنابه يترصدون الموظف الشريف أو التاجر الأمين العصي على الإغواء فيرسلون له من ينصحه بالسفر قبل أن تطاله عملية الاعتقالات بتهمة الانتماء إلى أحزاب معارضة ، و كان المسكين الذي تصله النصيحة لا ينام بعدها حتى يصبح خارج البلد ، و خصوصا أن تهمة الانتساب إلى جماعة الإخوان المسلمين كانت جاهزة لكل من أرادوا التخلص منه حتى لو كان مسيحيا، وكان قد صدر القانون 49 للعام 1979، القاضي بإعدام كل منتسب إلى جماعة الإخوان المسلمين، و يكفي تقرير المخبر اللعين لفرز الناس و تثبيت التهمة عليهم كما يحلو له ليطبق عليهم القانون 49، أو يخضعون لابتزازه ، فكانت المغادرة خير وسيلة للهرب من هذا الضغط النفسي ، و في العام 2006 ذكرت وزيرة شؤون المغتربين بثينة ثعبان أن عدد السوريين المغتربين يعادل عدد السوريين المقيمين في سوريا ، و كان عدد سكان سوريا حينها حوالي 18 مليون نسمة ، و لو تحدثت اليوم لرقصت طربا أثناء الحديث و هي تقول ثم هجرنا النصف المتبقي في سوريا ، و عددهم تجاوز اثني عشر مليونا ، ليصبح ثلاثة أرباع السوريين في بلاد المهجر و اللجوء و الشتات و المخيمات، و من الممكن أن يدخلوا بذلك موسوعة جينيس، هذا و لم ندرج في هذه الأعداد الشهداء و المعتقلين.
ثم تخطى الموضوع التهجير بالترغيب و الترهيب ، إلى التغيير بالبراميل المتفجرة تسقط فوق رؤوس الأبرياء من الأطفال و النساء والمرضى في المستشفيات و العابرين في الأسواق و الشوارع و الأزقة ، حتى فرغت سوريا من أهلها، وعلى الوجه الآخر فتح النظام الباب لإدخال كل من هب و دب من أذناب إيران و حزب اللاه ، و لم يعد خافيا على أحد كيف تم تشكيل الفرقة العسكرية المسماة ( الزينبيون ) التي تجاوز عدد مقاتليها العشرين ألفا ، من شباب اللاجئين من شيعة أفغانستان إلى إيران، و زاد الطين بلة استقدام الروس و الروسيات .
و يطلع علينا اليوم بطل النصر الإلهي المزعوم حسن زميرة الذي شارك في قتل وتهجير الشعب السوري و في دمار البنيان و العمران ، يطلع علينا بعبقرية تفوق عبقرية ابليس، فيهدد أوروبا بقصفها باللاجئين السوريين الموجودين في لبنان، وإن نفذت ذخيرته فسوريا موجودة و مايزال فيها بضعة ملايين يمكن تهجيرهم و استخدامهم كذخيرة .
و لم يشرح لنا السيد زميرة كيف سيفعل ذلك ، هل سيستخدم المقلاع ؟ أم يستخدم ( النقيفة ) أم سيرسلهم بالطوربيدات البحرية ، أم تتفتق عبقريته عن طريقة جديدة ، إذ لا يعقل أن يفكر بإرسالهم بالطائرات و لا بالسفن البحرية فهذه بالإضافة إلى ارتفاع كلفتها فهي للبشر وليست للاجئين السوريين، عدا عن أن مثل هذه الرحلات النظامية تخضع لقوانين وأنظمة السفر بالطائرات أو النقل البحري ..
السيد زميرة مجرم عتل لم يسبقه في إجرامه أحد من العالم المعاصر سوى شقيقه التوأم ملك البراميل و الكبتاغون ، و شريكه في جريمة التغيير الديموغرافي في سوريا ، و لابد للعدالة الإلهية أن تطالهما يوما.
____________
*بلال داود - كاتب سوري
arcan48@yahoo.com