سلسلة من خسائر نظام الأسد في سورية تتركه في حالة من الخطر المتصاعد

الجارديان 11/6/2015
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
يقبع نظام الرئيس السوري بشار الأسد تحت حالة متزايد من الضغط على عدة جبهات من الحرب, حيث خسر مساحات شاسعة من الأراضي لصالح مقاتلي المعارضة و الدولة الإسلامية, مع تعرض الموارد الخاضعة لسيطرتها لهجومهم.
هزائم الأسد في إدلب وشرق حمص ودرعا في الجنوب إضافة إلى تجدد الضغط في حلب ودير الزور في الشرق واحتمالية خسارة حقول الغاز لصالح داعش, يضع النظام في موقف خطير مع عدم وجود خيارات متعددة سوى تركيز قواته في معاقله الغربية والتنازل عن جزء كبير من البلاد لصالح المعارضة وداعش.
في هذه الأثناء, فإن المتمردين مدعومين بسلسلة من الانتصارات ضد الأسد, يواجهون تحديات جديدة في حكم المناطق التي تقع تحت سيطرتهم علاوة على القصف الجوي الذي يمارسه النظام وهجمات داعش على أرض المعركة التي تشهد المزيد من التعقيد.
يقول تشارلز ليستر الزميل الزائر في معهد بروكنغز في الدوحة ومؤلف كتاب "نمط الدولة الإسلامية" :" هذا بكل تأكيد أكثر المواقف الاستراتيجية ضعفا يجد النظام نفسه فيها منذ عام 2013, ولكن لا ينبغي المبالغة في الأمر. يبدو أن ما يجري هو عبارة عن إعادة رسم لخارطة الحكم في سوريا, مع استعداد النظام للتنازل عن أراض خارج مناطقه الأكثر حساسية".
الجبهة الجنوبية التي تتكون من متمردين معتدلين مدعومين من الغرب, سيطرت على قاعدة عسكرية رئيسة تعرف باسم اللواء 52, في محافطة درعا هذا الأسبوع وذلك بعد هجوم خاطف استمر 6 ساعات على اللواء الذي يقع على الطريق الرئيس الواصل إلى دمشق والذي يحوي على كميات كبيرة من الذخيرة والعتاد.
كما ادعى المتمردون أنهم أسقطوا طائرة ميغ تابعة للنظام بأسلحة مضادة للطائرات يوم الخميس.
انهيار النظام في القاعدة الرئيسة في درعا جاء بعد التفكك السريع المماثل في مناطق أخرى من البلاد. في مدينة تدمر الأثرية, شمال مدينة حمص, هربت قوات النظام بعد حصار استمر أسبوعا من قبل مسلحي داعش, وتركوا خلفهم آلافا من المدنيين وآثار المدينة النفيسة تحت رحمة جماعة إرهابية.
في نهاية مايو, اجتاح تحالف من قوات المتمردين يعرف باسم جيش الفتح, يتضمن جبهة النصرة التابعة للقاعدة في سوريا, آخر معقل للنظام في محافظة إدلب في مدينة أريحا خلال أربع ساعات فقط, مما جعل كامل المحافظة تقريبا في يد المتمردين.
في حلب, يقاتل تحالف من المتمردين يتكون في معظمه من المقاتلين الإسلاميين كلا من النظام وداعش, واعلن مؤخرا عن قيادة عمليات موحدة للسيطرة على ما تبقى من المدينة, في ذات الوقت تحرك لقطع خطوط إمداد النظام في ما كان يعتبر سابقا العاصمة التجارية للبلاد. المعارضون الذين بدوا في مرحلة معينة يعانون من حالة من الضعف, خسروا 1500 مقاتل في هجوم شنوه العام الماضي لإخراج داعش من المدينة.
ولكن على المتمردين الآن أن يديروا مساحات شاسعة من الأراضي التي سيطروا عليها من الأسد, تحت تهديد الضربات الجوية التي لا هوادة فيها في المناطق التي خسرها النظام.
يأتي تقدم المتمردين بعد الهجوم الكبير الذي أعلن عنه النظام في حلب و الجنوب, والذي شمل حزب الله اللبناني, والذي تداعى في وجه مقاومة المعارضة.
في بيان صدر يوم الأربعاء, دعت جبهة النصرة إلى إنشاء جيش موحد من المتمردين في الغوطة وضواحي دمشق من أجل مواجهة القوات الموالية للنظام. زعيم الجماعة, أبو محمد الجولاني, قال في مقابلة أجريت معه مؤخرا بأنهم سيضعون العاصمة قريبا تحت نظرهم, وهو يرى أن سقوطها بمثابة سقوط للنظام.
يقول المحللون إن الهزائم المتسارعة ربما تشير إلى أن النظام لم يعد قادرا على السيطرة على المناطق التي تقع خارج معاقله القوية في الغرب وهو يركز بدلا عن ذلك على التمركز غربا, في رقعة من الأرض تضم معقل العلويين على الساحل وحمص وحماة ودمشق ويمتد من سلسلة جبال القلمون على الحدود مع لبنان حيث مناطق نفوذ حزب الله.
تعتبر هذه الخطوة انعكاسا للواقع الديمغرافي في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا التي تضم نظام الأقليات.
يقول ليستر :" حتى مدينة حلب ربما تكون خارجة عن أولويات النظام الاستراتيجية في الأسابيع والأشهر القادمة. عانى النظام دون ادنى شك من بعض الخسائر الفادحة مؤخرا, ولكن إلى أن تقع هذه المناطق الاستراتيجية تحت تهديد حقيقي, فإن أمامنا طريقا طويلة للقول بأن بقاء النظام أصبح تحت تهديد وجودي".
كما تهدد داعش بعض الموارد الاستراتيجية الرئيسة, خاصة منشآت الغاز غرب تدمر, المسئولة عن توليد الكهرباء لنصف البلاد تقريبا. في الوقت الذي تسيطر فيه داعش على حقول غاز الآراك والهيل قرب تدمر, فقد شنت هجمات على حقل الشاعر غرب المدينة, واقتربت جدا من ثلاث منشآت أخرى في المنطقة – حيان وجهار وإيبلا.
تنتج الحقول الغربية حوالي 350 قدم مكعب من الغاز يوميا, أي ما يعادل نصف توليد الكهرباء في وقت الحرب.
يقول روبن ميلز, الخبير في الغاز والنفط والزميل غير المقيم في معهد بروكنغز الدوحة :" إنها حقول هامة جدا لإمدادات الطاقة إلى دمشق".
سوف تجبر خسارة منشآت الغاز إيران التي تزود الأسد بالوقود والديزل خلال الحرب إيران إلى تكثيف مساهمتها.
كما أنه سوف يسمح لداعش بمنع وصول إمدادات الطاقة إلى النظام, مع عدم وجود الخبرة والمعدات اللازمة لدى داعش لضخ الغاز إلى الخارج واستخدامه في المناطق التي تقع تحت سيطرته. إضافة إلى ذلك, فإن السيطرة على مناطق استراتيجية غرب حمص يفتح الطريق أمام المجموعة لمهاجمة معاقل النظام الغربية.
يقول يزيد صاغية, الخبير في معهد كارنيغي في الشرق الأوسط :" الموضوع يتعلق بصورة أكبر بحرمان النظام من مورد هام بدلا من تحقيق داعش للمكاسب. أفترض أن هدف داعش الرئيس في استهداف هذه المناطق هو عسكري واستراتيجي ومن شأنه وضع داعش في موقف يهدد فيه منطقة دمشق, والغوطة الشرقية وشرق القلمون ومحافظة السويداء أضافة إلى زيادة الضغط على حمص".

String of losses in Syria leaves Assad regime increasingly precarious
The regime of the Syrian president, Bashar al-Assad, is under mounting pressure on several fronts in the war, losing swaths of territory to opposition fighters as well as Islamic State, with strategic resources under its control coming under attack.
Assad’s defeats in Idlib, eastern Homs and Deraa in the south, combined with renewed pressure in Aleppo and Deir el-Zour to the east and the possible loss of gas fields to Isis, have left the regime in a precarious position with little choice but to concentrate its forces in its western strongholds, ceding much of the country to the opposition and Isis.
Meanwhile the rebels, buoyed by a series of victories against Assad, face new challenges in governing areas under their control as well as aerial bombardment by the regime and assaults by Isis in an increasingly complex battlefield.
“This is definitely the most strategically weak position the regime has found itself in since early 2013, but it should not be entirely overplayed yet,” saidCharles Lister, a visiting fellow at the Brookings Doha Centre thinktank and author of the book Profiling the Islamic State. “What seems to be happening is a redrawing of the power map in Syria, with the regime seemingly more willing to cede territory outside of its most critically valuable zones.”
The Southern Front, a coalition of mainstream, western-backed rebels, seized a major military base, known as Brigade 52, in the province of Deraa this week after a lightning six-hour offensive on the facility which lies near a main road to Damascus and contains large caches of ammunition and materiel.
The rebels also claimed to have shot down a regime MiG plane with anti-aircraft guns on Thursday.
The regime’s collapse in the strategic base in Deraa came after similar rapid disintegrations elsewhere in the country. In the historic city of Palmyra, east of Homs,regime forces fled after a week-long siege by Isis militants, leaving behind thousands of civilians and the city’s ancient ruins to the mercy of the terror group.
In late May, a coalition of rebel forces known as Jaish al-Fateh, which includes the al-Qaida affiliate in Syria, Jabhat al-Nusra, conquered the last major regime stronghold in Idlib province in the city of Ariha in just four hours, leaving nearly the entire province in rebel hands.
In Aleppo, a rebel alliance of primarily Islamist fighters is battling both the regime and Isis, and recently announced a joint operations command intending to take control of the entire city, while moving to cut off regime supply lines in what was once Syria’s commercial capital. The rebels had once appeared weak, losing 1,500 fighters in an offensive last year that ejected Isis from the city.
But now the rebels will have to govern the large swaths of territory seized from Assad, under the threat of relentless, punitive air strikes on areas that the regime has lost.
The rebel advances came after well-publicised regime offensives in Aleppo as well as in the south, which involved the Lebanese group Hezbollah, faltered in the face of opposition resistance.
In a statement released on Wednesday, Jabhat al-Nusra also called for the creation of a unified rebel army in Ghouta, a suburb of Damascus, to take on Assad’s loyalist forces. The group’s leader, Abu Mohammad al-Jolani, said in a recent interview that they would soon set their sights on the capital, seeing its fall as a mortal blow to the regime.
Analysts say the rapid defeats may be a sign that the regime is no longer willing to hold territory outside its western strongholds and is focusing instead on retrenching in the west, in a stretch of land that includes its coastal Alawite heartland, Homs, Hama and Damascus, straddling the Qalamoun mountain range on the border with Lebanon, where Hezbollah holds sway.
The move is a reflection of the demographic reality at play in a civil war involving a minority-led regime.
“Even Aleppo city may prove extraneous to its strategic priorities in the coming weeks and months,” said Lister. “The regime has undoubtedly suffered some serious losses recently, but until those strategic areas come genuinely under the threat, we’re a long way away from saying the regime’s survival looks existentially threatened.”
Isis also threatens some key strategic resources, particularly gas plants to the west of Palmyra, responsible for about half of the country’s electricity generation. While the militant group already controls the Arak and al-Hail gas fields near Palmyra, it has launched attacks to the city’s west on the Shaer gas field, and is inching closer to three other facilities in the area – Hayan, Jihar and Ebla.
The western fields produce roughly 350m cubic feet of gas a day, or half of its wartime national electricity generation.
“They would be really key to the power supply to Damascus,” said Robin Mills, an oil and gas expert and non-resident fellow at the Brookings Doha Centre.
The loss of the gas plants would likely force Iran, which has been supplying Assad with fuel oil and diesel during the war, to step up its contribution, Mills said.
It would also allow Isis to deny access to the power supply to the regime, as the militant group doesn’t have the expertise and equipment necessary to pump the gas out and use it in areas under its control. In addition, control of strategic areas in eastern Homs opens the road for the organisation to attack the regime’s western strongholds.
“This is more a case of denying the regime an important resource than of Isis gain,” said Yezid Sayegh, an expert at the Carnegie Middle East Centre. “My assumption is that Isis’s primary goal in targeting these areas is military and strategic: it places Isis in a position to threaten the Damascus area, eastern Ghoutah, eastern Qalamoun, and Soueida province, as well as potentially pressure Homs.”
http://www.theguardian.com/world/2015/jun/11/syria-losses-east-assad-regime-precarious