الرئيسة \  تقارير  \  سوريا والتأرجح بين عهد بايدن وإرث ترامب .. ماذا جرى خلال 4 سنوات؟

سوريا والتأرجح بين عهد بايدن وإرث ترامب .. ماذا جرى خلال 4 سنوات؟

09.07.2024
تلفزيون سوريا



سوريا والتأرجح بين عهد بايدن وإرث ترامب .. ماذا جرى خلال 4 سنوات؟
 تلفزيون سوريا ـ خاص
الاثنين 18/7/2024
حقق جو بايدن حلمه في عام 2020 بالوصول إلى البيت الأبيض وتولي رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، ليرث بذلك ملفات شائكة من سلفه دونالد ترامب، ومنها الملف السوري، إذ واجهت واشنطن تحديات كبيرة في التعامل مع هذا الملف بسبب ضعف أداء الإدارة الجديدة التي اتبعت نهجا نمطيا يكرر التذكير بضرورة إيجاد حل سياسي في البلاد وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254، من دون ترجمة هذا النهج إلى مواقف ضاغظة على الأطراف المتداخلة في سوريا لإيجاد حل نهائي.
في عهد بايدن، غاب الحزم في التعامل مع النظام السوري وبدت العقوبات المفروضة عليه تفقد قيمتها شيئاً فشيئاً مع تداعي بعض الدول العربية وغير العربية إلى تطبيع العلاقات مع الأسد وتبادل الزيارات في ظل صمت مطبق للإدارة الأميركية التي اتُهمت بعرقلة قانون لمكافحة التطبيع مع النظام.
وبذلك بقي الوضع في سوريا متردّياً طوال فترة ولاية بايدن، فالنظام السوري واصل قمع معارضيه بدعم روسي وإيراني، في حين شهدت مناطق سيطرة "قسد" تصاعداً للتوترات مع القوات التركية شمال شرقي البلاد، مع استمرار التصعيد الإسرائيلي ضد النفوذ الإيراني في سوريا، وسط انتقادات دورية لبايدن الذي جعل من واشنطن لاعباً ثانوياً في القضية المستعصية.
بايدن يفرض قيودا على هجمات الطائرات المسيّرة ويستثني سوريا
مع اقتراب ولاية بايدن من نهايتها، واحتدام الصراع مع ترامب في السباق الانتخابي المقرر في شهر تشرين الثاني المقبل، يستعرض موقع تلفزيون سوريا أبرز مواقف إدارة بايدن حيال الملف السوري خلال 4 سنوات، والانتقادات التي واجهتها داخل الولايات المتحدة، ومن الرئيس السابق ترامب نفسه، بشأن التعاطي مع القضية السورية.
مرتبة متدنية ضمن سلم الأولويات
احتلت سوريا مرتبة متدنية ضمن سلم الأولويات لدى إدارة جو بايدن، فعلى الرغم من استمرار التأكيد على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، إلا أن الإدارة الأميركية الحالية قد عمدت إلى تجميد تطبيق قانون قيصر بشكل غير مباشر، والذي تفرض واشنطن بموجبه عقوبات على النظام السوري وداعميه.
ومع توليه الرئاسة، قالت صحيفة "ميدل إيست آي": "لا تتوقعوا من بايدن تغيرات كبيرة تجاه سوريا، لأنه من المرجح أن يتبع المنهج الحذر ذاته الذي اتبعه عندما كان نائباً للرئيس تجاه هذا النزاع، ومن غير المحتمل بالنسبة له أن يقوم بزيادة التدخل العسكري الأميركي في سوريا، كما ذكر أنه لا دوافع قوية لديه تحثه على التراجع عن السياسات الأميركية القائمة حالياً، أي أنه سيحتفظ ببعض الجنود في المنطقة الشرقية وسيبقي العقوبات المفروضة على الأسد".
في الوقت نفسه، دعا القائد العام لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مظلوم عبدي، إدارة بايدن حينذاك إلى تبني استراتيجية جديدة لتفعيل دور أميركا، ووضع نهاية لـ"المحرقة السورية"، آملًا في أن يصحح الرئيس الأميركي، جو بايدن، أخطاء إدارة الرئيس السابق، ترامب.
كذلك قال "عبدي": "أضرّت إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، بهذه المنطقة وبالمكتسبات التي حققناها نحن والجيش الأميركي معاً في محاربة تنظيم الدولة، هناك فرق بين الإدارة الأميركية الديمقراطية الحالية والجمهورية سابقاً، إذ إن القرارات الحالية أكثر مؤسساتية، ونشعر بأنهم أكثر شفافية معنا، ولديهم التزامات واضحة ومنها البقاء هنا وعدم الانسحاب".
شروط وضعها النظام للتعاون مع بايدن
في عام 2021 أعلنت بعثة النظام السوري الدائمة في الأمم المتحدة أن بلادها مستعدة للتعامل مع إدارة جو بايدن في حال رجوعه عن السياسات التي أقرها من سبقه في هذا المنصب، ويشمل ذلك إنهاء التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، وسحب القوات الأميركية التي تم نشرها دون إذن من النظام، ووقف استغلال مصادر النفط والغاز، بحسب ما ذكرته تلك البعثة.
ويشمل ذلك أيضاً وقف الدعم لقوات سوريا الديمقراطية، التي تسعى للحصول على استقلال ذاتي في شمال شرقي سوريا، بالإضافة إلى وقف الدعم المقدم لفاعلين لا يمثلون الدولة تورطوا في الحرب السورية بحسب ما أوردته تلك البعثة، التي أضافت أن "سبب الخلافات القائمة مع الولايات المتحدة الأميركية هو سياسات الإدارة الأميركية السابقة التي تشمل: التدخل بشؤون سوريا الداخلية، واحتلال مناطق داخل الجمهورية العربية السورية، وسرقة مواردها الطبيعية، ودعم الميليشيات الانفصالية والمجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا".
التنازل عن جزء من العقوبات
خلال العام نفسه، نقلت صحيفة "واشنطن فري بيكون" الأميركية عن مصادر مطلعة في الكونغرس الأميركي قولها إنه من المتوقع أن ترفع إدارة بايدن جزءاً من العقوبات الاقتصادية المفروضة على نظام الأسد، لتسهيل صفقة استجرار الطاقة إلى لبنان عبر مصر والأردن.
ووفق قول المصادر حينذاك، فإن إدارة بايدن تريد التنازل عن أجزاء من عقوبات "قانون قيصر"، لتسهيل صفقة طاقة مع الدول العربية من شأنها أن "توفر لنظام الأسد شريان الحياة المالي والسياسي"، مضيفة أن بايدن والنواب الديمقراطيين في الكونغرس أبدوا استعدادهم لدعم تخفيف العقوبات عن النظام، ولكن النواب الجمهوريين يرون أن رفع العقوبات عن نظام الأسد "سيشجع مؤيديه الإيرانيين وميليشيا حزب الله اللبناني، الذي سيرى نفسه منتصراً في هذه الصفقة، حيث ستخفف القيود المفروضة على سوريا وإيران ولبنان".
ترك الأبواب مشرعة أمام التطبيع
تركت إدارة بايدن الأبواب مشرعة أمام بعض الدول للتطبيع مع النظام السوري، فعلى الرغم من استمرار الحديث عن ضرورة إيجاد حل سياسي في البلاد، إلا أن الموقف الأميركي في عهد بايدن بدا أكثر تسامحاً مقارنة بالإدارات السابقة تجاه محاولات بعض الدول لإعادة تأهيل النظام وإشراكه في المحافل الإقليمية والدولية.
وفي الوقت الذي أخذت فيه الدول العربية تسعى لتطبيع العلاقات مع نظام الأسد، ألمحت إدارة بايدن إلى استعدادها لتقبل النتيجة، إذ بدلاً من الوقوف بقوة ضد هذه التحركات، أعلنت باربارة ليف، مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في مقابلة أن الإدارة الأميركية تنصح أصدقاءها وشركاءها في المنطقة بضرورة الحصول على شيء مقابل هذا التعامل مع الأسد.
كما أعلنت الإدارة أنها تتوقع من الأسد تقديم تنازلات بالنسبة لحقوق الإنسان مقابل التطبيع معه، حيث ذكرت ليف بأن كل من يتعامل مع الأسد ينبغي أن يضغط عليه حتى يفكر بأمن شعبه، والمقصود هنا تحديداً هو الضغط عليه حتى يخلق الظروف الملائمة لعودة النازحين واللاجئين إلى بلدهم وبيوتهم بكل أمان وسلام.
رسالة من خبراء ومسؤولين سابقين إلى بايدن لتدارك نهجه تجاه سوريا.. على ماذا تنص؟
وسبق أن أشارت صحيفة "فوكس نيوز"، إلى "كسر عزلة ديكتاتور سوريا في ظل فشل سياسة أميركا في الشرق الأوسط"، حيث قال مايكل روبين وهو خبير بشؤون الشرق الأوسط لدى معهد المشروع الأميركي: "يتجلى سوء إدارة بايدن للعلاقات العربية اليوم بكسر العزلة والسعي للتطبيع مع الأسد، حيث يأتي التطبيع بالنسبة للأسد الآن نتيجة لإحساس العرب بأنه هو من انتصر في الحرب السورية، بدلاً من المساومة على التطبيع أو العمل على فرضه، تبدو إدارة بايدن غائبة عن المشهد على المستوى السياسي والدبلوماسي".
وعندما وصل بشار الأسد إلى دولة الإمارات في عام 2020، والتقى فيها بولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس مجلس الوزراء وحاكم إمارة دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، في زيارة هي الأولى للأسد إلى دولة عربية منذ عام 2011، نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مصدرين مطلعين أن "إدارة بايدن علمت بالزيارة من وسائل الإعلام"، مضيفين أن "مسؤولي البيت الأبيض ووزارة الخارجية شعروا بالذهول".
سياسات بايدن معاكسة لتوجهات الكونغرس
وكانت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية الناطقة بالإنكليزية، قد نقلت عن مسؤول أمني في البيت الأبيض (لم تسمه) في منتصف عام 2023، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن "تشجعت" بعد "اجتماع عمان التشاوري" بشأن سوريا على مناقشة تطبيع العلاقات مع النظام السوري، على الرغم من معارضة الولايات المتحدة لعودة رئيس النظام بشار الأسد إلى الحظيرة العربية.
وقالت كارولين روز، المحللة السياسية في مركز نيولاينز للاستراتيجيات والسياسات ومقره واشنطن، إن وتيرة إعادة التطبيع مع النظام السوري ربما "فاجأت الولايات المتحدة"، مبينة أن "جهود التطبيع هذه لم تتحرك بسرعة كبيرة وتحدث بسرعة كبيرة، ولكن التقدم ومستوى التنسيق الذي أحرز في اللقاءات الأخيرة أعلى بكثير مما توقعه أي شخص".
وقال محمد علاء غانم، المستشار السياسي ومدير العلاقات الحكومية للمجلس السوري الأميركي في ذلك الوقت في واشنطن، لصحيفة ذا ناشيونال إن منظمته "مرعوبة من مثل هذا التغيير في السياسة الأميركية".
وأكد أن هذه السياسات "ليست فقط معادية بشدة لمصالح الولايات المتحدة، ولكنها أيضاً انتهاك واضح لإرادة الكونغرس الأميركي كما جرى التعبير عنها في قوانين مثل قانون قيصر".
لا أحد يعرف استراتيجية بايدن تجاه سوريا
خلال حملته الانتخابية للوصول إلى منصب الرئاسة، تعهد جو بايدن بترسيخ القيادة الأميركية عبر حل الأزمة في سوريا، ولكن عندما مرّ عام على تنصيبه، أظهرت سياسة إدارته تجاه سوريا تناقضاً وتفككاً في آن معاً، وذلك لأن الفجوة بين ما يقوله فريق بايدن وما يفعله تركت المنطقة في حيرة وتشوش، حيث بات الشعب السوري يشعر بأن الجميع تخلى عنه، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".
نقلت الصحيفة عن السيناتور روبرت مينينديز قوله: "لست أدري ما هي سياسة الإدارة تجاه سوريا؟ وإنني أقول ذلك على سبيل الانتقاد"، وقد أعلن السيناتور أمام الملأ أن سياسة إدارته تجاه سوريا من المستحيل أن تفهم، ثم ذكر على وجه الخصوص أنه لا يدري لماذا لم تقم الحكومة الأميركية بأي شيء للوقوف في وجه التطبيع مع نظام الأسد، بما أن تلك العملية شارك فيها شركاء للولايات المتحدة في المنطقة مثل الأردن ودولة الإمارات العربية المتحدة.
بايدن لا يعد برحيل الأسد
التقى ثلاثة سوريين، أواخر حزيران 2023، بالرئيس الأميركي جو بايدن على هامش حفل جمع تبرعات أقيم في ولاية ماريلاند الأميركية، وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن السوريين الثلاثة توجّهوا للرئيس الأميركي بعدد من الأسئلة، كما طالبوه ببذل مزيد من الجهد لحماية المدنيين في سوريا.
وأضافت أن بايدن لم يبدِ اهتمامه بمحنة السوريين فحسب، بل بدا أيضاً أنه يريد فعل المزيد حيال ذلك، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن موقف الرئيس الأميركي لا يتطابق مع سياسات إدارته الحالية التي "أخبرت دول الخليج أن الولايات المتحدة لن تعارض تطبيعهم مع الأسد".
ونقلت الصحيفة حواراً دار بين الناشطة آلاء تللو والرئيس الأميركي، إذ قالت للأخير: "الأسد يجب أن يرحل" فرد عليها بايدن بالقول: "أوافق"، وذكر المصدر أن تللو "ضغطت" على الرئيس الأميركي لمساعدة الشعب السوري في "تحرير نفسه من قبضة النظام وشركائه الروس والإيرانيين"، في حين رد بايدن بالقول: "لا يمكنني أن أعدك، لكنني سأحاول".
إدارة بايدن تعرقل مشروع مناهضة التطبيع مع الأسد
سبق أن نقلت "واشنطن بوست" عن نواب ومعاونين في الكونغرس قولهم إن البيت الأبيض اعترض على إدراج مشروع القانون ضمن حزمة داعمة مكملة من القوانين التي أقرها الكونغرس، وجاء اعتراض البيت الأبيض على المشروع على الرغم من أنه لم يعترض على إدراج مشروع يضم قوانين تقضي بفرض عقوبات أخرى بعضها يستهدف إيران.
شروط لتنفيذ الضربات بالطائرات المسيرة
وقّع بايدن، في أواخر 2022، على سياسة سرية تحد من ضربات الطائرات من دون طيار لمكافحة الإرهاب خارج مناطق الحرب التقليدية، وتشديد القواعد التي خففها الرئيس السابق دونالد ترامب، باستثناء سوريا والعراق.
تنازل عن القيادة في سوريا لروسيا وإيران
كشفت زيارة الرئيس بايدن للشرق الأوسط خلال عام 2022، عن تخلي الإدارة الأميركية عن أي مظهر من مظاهر القيادة للولايات المتحدة في مجال معالجة الأزمة السورية، إلا أن سياسة الإهمال تلك تقوض المصالح الأميركية والإقليمية وتهدد بترك أمن المنطقة بيد روسيا وإيران.
لم يذكر بايدن سوريا صراحة خلال جولته التي امتدت لأربعة أيام، والتي وصفت بأنها تعبر عن تدخل الولايات المتحدة في المنطقة التي تشق فيها قوى مثل روسيا والصين طرقاً خاصة بها لتعزيز نفوذها.
يرى كثير من السوريين بأن إدارة بايدن باتت في عداد المفقودين، إذ خلال الجلسة التي عقدت في مجلس الأمن الدولي يوم 29 من حزيران في العام نفسه، انتقد عمر الشغري الذي أمضى ثلاث سنوات سجيناً في أقبية الأسد، الولايات المتحدة لعدم وفائها بوعودها، وذلك عندما قال: "اكتفت حكومة الولايات المتحدة خلال الفترة الأخيرة بالتصريحات الخلبية دون اتخاذ أي إجراءات، بالرغم من أنه حري بكم أن تقودوا العالم الديمقراطي، لكني لم أعد أراكم على الساحة الدولية نهائياً".
عقوبات بلا تنفيذ
صحيح أن إدارة بايدن لم ترفع أي عقوبة فرضتها على الأسد، إلا أن فريق بايدن لم ينفذ أياً من تلك العقوبات المنصوص عليها في قانون قيصر الشهير، الذي ينص على فرض عقوبات على أية دولة أو شركة تمارس أي نشاط تجاري مع نظام الأسد، وذلك لأن الإدارة الأميركية تغض الطرف عن ذلك القانون في الوقت الذي يستفيد فيه الأسد من أرباح صفقة الغاز الجديدة التي أبرمت من أجل تلك المنطقة.
الملف الإنساني.. نضال ثم إذعان أميركي في مجلس الأمن
بيد أن المجال الوحيد الذي نشط فيه فريق بايدن من أجل سوريا تجلى في الأمم المتحدة، حيث حارب الوفد الأميركي لإبقاء الممر الإغاثي الإنساني الوحيد المتبقي مفتوحاً (باب الهوى) بما أنه يمد الملايين من السوريين الذين يعيشون خارج سيطرة النظام في محافظة إدلب بالمواد الغذائية الأساسية والأدوية، ولكن حتى هناك، أذعنت الولايات المتحدة للنسخة الروسية من القرارات التي تنص على تقليص الفترة الممنوحة لذلك الممر الإغاثي إلى ستة أشهر في أكثر من مناسبة.
اصطياد زعماء "داعش"
أعلن بايدن في شهر شباط 2022، عن مقتل زعيم تنظيم "داعش"، أبي إبراهيم الهاشمي القرشي، المعروف بـ "عبد الله قرداش"، بعملية نفذها قوات أميركية في بلدة أطمة شمال غربي سوريا، كما كشف بايدن بعد ذلك عن اغتيال القيادي البارز في التنظيم ماهر العقال، بضربة جوية جاءت بعد عمل استخباري حازم ودقيق.
أواخر العام ذاته، أعلنت القيادة المركزية للجيش الأميركي، عن مقتل زعيم "تنظيم الدولة" (داعش) "أبي الحسن الهاشمي القرشي"، في عملية نفذها الجيش السوري الحر، في محافظة درعا جنوبي سوريا.
الحفاظ على قوات أميركية في سوريا
حافظت إدارة بايدن على وجود قوات عسكرية أميركية في شمال شرقي البلاد وفي منطقة التنف الحدودية مع الأردن، وفي عام 2023 رفض مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون تقدم به السيناتور الجمهوري، راند بول، ينص على سحب القوات الأميركية من سوريا، حيث صوت المجلس بأغلبية 84 صوتاً ضد مشروع القانون، فيما أيده 13 صوتاً.
دعم "قسد"
على الرغم من تأكيد إدارة بايدن أنها لا تدعم قيام "دولة كردية" في سوريا، إلا أنها واصلت تقديم الدعم والغطاء السياسي لقوات "قسد" في شمال شرقي سوريا، بدعوى القضاء على الإرهاب المتمثل بـ "داعش".
حماية النفط
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، في عام 2021، أن قواتها في سوريا لم تعد مسؤولة عن حماية النفط، وأن واجبها هو مكافحة تنظيم الدولة، وذلك خلافاً لما كان أعلنه الرئيس السابق دونالد ترامب.
تجاهل المعاناة في مخيم الركبان
لم تفلح إدارة بايدن في إيجاد حل نهائي للأزمة الإنسانية للنازحين في مخيم الركبان، الواقع ضمن نفوذ التحالف في التنف جنوب شرقي سوريا.
أزمة السجناء الأميركيين لدى النظام
كذلك فشلت إدارة بايدن في إيجاد حلول أو إجبار النظام السوري على إطلاق سراح المواطنين الأميركيين المحتجزين في سجونه، وعلى العكس من ذلك، لم تبدِ الإدارة ردة فعل حيال مقتل عدد من المواطنين تحت التعذيب في سجون النظام، والذي كُشف عن وفاتهم مؤخراً، كـ الناشط الإنساني مجد كم ألماز، والمواطن الأميركي السوري جمال شاهين المتني.
قانون الكبتاغون
وقّع الرئيس بايدن، قانون تفويض الدفاع الوطني للعام 2023 التي قدّمها الكونغرس، بقيمة 816.7 مليار دولار، وتضمن قانوناً لمحاربة وتفكيك إنتاج وتجارة مخدر "الكبتاغون" التي يقودها النظام السوري.
تمديد حالة الطوارئ الوطنية الخاصة بسوريا
مدد جو بايدن قبل أسابيع حالة الطوارئ الوطنية المرتبطة بأفعال النظام السوري التي تنتهك حقوق الإنسان في سوريا، وتهدد الاستقرار في المنطقة العربية.
نظام الأسد خطر على الأمن القومي الأميركي
في عام 2021، قال بايدن، إن "وحشية النظام وقمعه للشعب السوري، الذي دعا إلى الحرية والحكومة التمثيلية، لا تعرّض الشعب السوري نفسه للخطر فحسب، بل تولد أيضاً حالة من عدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، بما فيها الولايات المتحدة"، مضيفاً أن "تصرفات نظام الأسد وسياساته، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية، ودعم المنظمات الإرهابية، تشكل تهديداً غير عادي للأمن القومي والسياسة الخارجية واقتصاد الولايات المتحدة".
إعفاءات من قانون قيصر
أعفت إدارة بايدن مناطق شمال شرقي سوريا التي تسيطر عليها "الإدارة الذاتية"، وبعض مناطق شمال غربي سوريا التي تسيطر عليها المعارضة، من عقوبات "قانون قيصر" المفروضة على نظام الأسد.
قصف متقطع للميليشيات الإيرانية
استمرت سياسة الولايات المتحدة في عهد بايدن، القائمة على شن غارات جوية على مواقع وأهداف للميليشيات الإيرانية في سوريا، بالتزامن مع دعم وتأييد للقصف الإسرائيلي المماثل على المواقع الإيرانية أو التابعة للنظام السوري.
سياسة ترامب × سياسة بايدن تجاه سوريا
في معظم الأحيان، يلقي مسؤولو بايدن اللوم على إدارة ترامب فيما يخص الوضع الحالي، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن سياسة الرئيس السابق دونالد ترامب تجاه سوريا لم تكن جيدة، لكونه أعلن فجأة عن سحب القوات الأميركية من هناك، فناقض نفسه مرتين، ثم إن ترامب وصف سوريا بكل قسوة بأنها ليست أكثر من "رمال ودماء وموت" وبأن كل ما يريده منها هو: "الاحتفاظ بالنفط".
ولكن على الأقل، لم تسمح إدارة ترامب للأسد بشق طريقه للعودة إلى حضن المجتمع الدولي، فإن لم تكن تلك سياسة بايدن الرسمية، فهذا يعني أن السياسة الرسمية فاشلة، وإن كانت تلك سياسة غير رسمية، عندها يتعين على البيت الأبيض أن يعترف بها، بحسب "واشنطن بوست".
جدل بشأن الوجود الأميركي في سوريا.. هل مازال "داعش" يشكل خطراً؟
وخلال فترة ولايته، لاقى بايدن انتقاداً من سلفه ترامب خاصة بعد مقتل 3 جنود أميركيين على الحدود الأردنية السورية، مطلع العام 2024، إثر هجوم بطائرة مسيرة استهدفت قاعدة في الأردن من قبل فصائل مدعومة من إيران.
وقال ترامب "إن الهجوم بطائرة من دون طيار على منشأة عسكرية أميركية والذي أسفر عن مقتل 3 من أفراد الخدمة الأميركية وإصابة آخرين، يمثل يوماً فظيعاً لأميركا".
ولفت إلى أنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تبقى على قيد الحياة مع جو بايدن كقائد أعلى للقوات المسلحة، مشيراً إلى أن الهجوم يعود أساساً لضعف بايدن واستسلامه في التعامل مع إيران.
كما استغل ترامب الهجمات الإيرانية على مواقع إسرائيلية في نيسان الماضي، ليقول: "هذا لأننا نظهر ضعفاً كبيراً، الضعف الذي أظهرناه لا يصدق، ولم يكن ليحدث لو كنت في منصب الرئيس، أنتم تعلمون ذلك، وهم يعلمون، أن الجميع يعرف ذلك هذا هجوم لم يكن ليحدث".
"نسخة معدّلة" من ترامب
ولفت محللون سياسيون أميركيون إلى نقطة مهمة بشأن دونالد ترامب، إذا عاد إلى الرئاسة، فعلى عكس ولايته السابقة التي تولى فيها الرئاسة بصفته "ترامب" كشخص، فإن عودته للرئاسة يتوقع أن تكون هذه المرة بصفة "رئيس جمهوري".
في ولايته الأولى، تصرف ترامب وفقاً لشخصيته وأسلوبه الفريد، متجاهلاً في كثير من الأحيان تقاليد الحزب الجمهوري وأعرافه، لكنه في حال فوزه في الانتخابات المقبلة، من المتوقع أن يكون أكثر انخراطاً في القضايا والبرامج التي تهم الحزب الجمهوري، هذا التحول يعني أنه سيعمل بنمط مختلف، متأثراً بمواقف وتوجهات الحزب بشكل أكبر مما كان عليه في السابق.
واشنطن بوست: بايدن عرقل مشروع قانون مناهضة التطبيع مع نظام الأسد
هذا التغيير المحتمل قد ينعكس على سياساته الداخلية والخارجية، وعلى طريقته في التعامل مع الكونغرس ومع الأطراف الدولية، فعودة ترامب كرئيس جمهوري تعني أنه سيتعين عليه تحقيق توازن بين أسلوبه الخاص والتزامات الحزب، مما قد يؤدي إلى نهج أكثر انسجاماً مع الخط الجمهوري التقليدي.
إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض، سيشهد العالم على الأرجح نسخة معدلة من ترامب، ليست تلك التي عُرف بها خلال ولايته الأولى، بل رئيس جمهوري يتعين عليه التكيف مع التوجهات والسياسات الحزبية، وهذا التحول يمكن أن يغير الديناميات السياسية بشكل كبير، مما يستدعي مراقبة دقيقة لتطورات المشهد السياسي الأميركي في الفترة المقبلة.