الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 1-11-2021

سوريا في الصحافة العالمية 1-11-2021

02.11.2021
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • موقع أمريكي يكشف عن نتائج قمة "بايدن- أردوغان" في روما بشأن سوريا
https://eldorar.com/node/170047
  • ناشونال انترست :هل يجب على الولايات المتحدة البقاء في سوريا؟
http://www.acrseg.com/41946
  • يديعوت أحرنوت: إسرائيل وروسيا تعملان ضد إيران في سوريا مع وضع إعادة الإعمار بالاعتبار
https://eldorar.news/node/170052
 
الصحافة البريطانية :
  • «الإندبندنت»: نصف سكان سوريا نزحوا بسبب الحرب.. ربما يتكفل الجفاف بملايين آخرين!
https://www.sasapost.com/translation/syria-drought-threatens-millions/
  • "فاينانشال تايمز": أمريكا لن تتحرك للدفاع عن الأكراد ضد أي هجوم تركي شمالي سوريا
https://eldorar.com/node/170056
  • أوبزيرفر: الصراع على العرش يحتدم في العالم.. والعروش الجمهورية من سوريا إلى الصين ليست أفضل
https://www.alquds.co.uk/أوبزيرفر-الصراع-على-العرش-يحتدم-في-الع/
 
الصحافة الامريكية :
موقع أمريكي يكشف عن نتائج قمة "بايدن- أردوغان" في روما بشأن سوريا
https://eldorar.com/node/170047
الدرر الشامية:
انتهى منذ قليل اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي "جوزيف بايدن"، والرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، في روما، على هامش قمة مجموعة العشرين.
ووفقًا لموقع "الحرة" الأمريكي، فقد بحث الرئيسان سير عملية الحل السياسي في سوريا، بحسب بيان نشره البيت الأبيض، ظهر اليوم الأحد.
وأضافت المصادر أن "بايدن" أكد لنظيره التركي رغبته في زيادة التعاون بين البلدين في جميع شؤون المنطقة، وإقامة علاقات بناءة، وبحث الخلافات بشكل أكثر فاعلية.
ولفت الرئيس الأمريكي إلى أهمية دور أنقرة في المنطقة، بوصفها أحد أعضاء حلف "الناتو".
وأوضح الموقع، نقلًا عن مسؤول أمريكي، أن "بايدن" حذر "أردوغان" من الإقدام على أي إجراء متهور، من شأنه الإضرار بعلاقات البلدين المشتركة.
وتعتبر قضية دعم الولايات المتحدة للميليشيات الكردية في سوريا من أبرز أسباب الخلاف بين البلدين، بالإضافة لصفقة صواريخ "إس 400" الروسية، واتهام واشنطن بالضلوع في دعم انقلاب "فتح الله غولن" بتركيا عام 2016.
=============================
ناشونال انترست :هل يجب على الولايات المتحدة البقاء في سوريا؟
http://www.acrseg.com/41946
 كتب: مايكل هال... ترجمة: أحمد سامي عبد الفتاح
عندما انسحبت الولايات المتحدة من أفغانستان، رحب البعض بهذا الأمر، بينما شجبه آخرون باعتباره نقطة تحول ستؤدي إلى سلسلة من الانسحابات العسكرية الأمريكية، في وقت تحاول فيه واشنطن توجيه استراتيجيتها الكبرى. من المؤكد أن خطاب الرئيس جو بايدن حول إنهاء حقبة "الحرب التي لا هوادة فيها" هو الذي دعا إلى هذا التفسير. لكن بعد شهرين من مغادرة آخر جندي أمريكي كابول، تقدم الإدارة الآن تأكيدات بأنه لن يكون هناك انسحاب أمريكي من سوريا، حيث يشارك الأمريكيون في "حرب لا هوادة فيها" أخرى.
يبدو أن الدفاع عن الأكراد هو أحد العوامل الرئيسية على الأقل وراء قرار الإدارة بإطالة أمد نشر حوالي 900 جندي أمريكي متمركزين في سوريا. في سبتمبر، تم إرسال الجنرال فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية (القيادة المركزية الأمريكية، التي تشرف على العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط)، في زيارة غير معلنة للقاء مظلوم عبدي، زعيم قوات سوريا الديمقراطية. كان الغرض من زيارة ماكنزي هو طمأنة الزعيم الكردي بأن قواته يمكن أن تعتمد على الدعم الأمريكي المستمر. بعد فترة وجيزة من هذا الاجتماع، التقت إلهام أحمد، المسؤولة الكردية التي تشغل منصب رئيس اللجنة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، بمسؤولين إداريين في واشنطن وعلقت لاحقًا، "قالوا إنهم سيبقون في سوريا ولن ينسحبوا".
بدلاً من استخدام القوات الأمريكية كحامية لأكراد سوريا، سيكون من الحكمة إنهاء التدخل العسكري الأمريكي في سوريا. على خلفية حرب أهلية تمت تسويتها بالكامل والتهديدات بتجدد الهجوم التركي رداً على هجمات الميليشيات الكردية، فإن الأكراد ليسوا في موقف يحسد عليه. وصحيح أن المقاتلين الأكراد قاتلوا إلى جانب القوات الأمريكية في تخليص داعش من أي أرض مادية استخدمتها الجماعة الإرهابية ذات مرة للمطالبة بالشرعية. لكن اتخاذ الولايات المتحدة إجراءً حركيًا للدفاع عن الأكراد ضد تركيا، حليف الناتو الذي يستضيف أسلحة نووية أمريكية، أمر غير وارد. وعلى الرغم من أننا يمكن أن نكون ممتنين للمساعدة الكردية ضد داعش، إلا أنه من الجدير الاعتراف بأنه في حين أن المصالح تتوافق في بعض الأحيان، فإنها تتباعد أيضًا - وليس هناك سبب للاعتقاد بأن الأكراد، أو أي شخص غير أمريكي، يستحقون الحماية الدائمة التي توفرها الولايات المتحدة.
إن المهمة المناهضة لداعش هي في الواقع تناقض كبير مع المهمة الحالية في سوريا. ومع ذلك، تتطلب حماية أكراد سوريا إمدادًا مستمرًا بالموارد والقوى العاملة ولا تضع شروطًا للنصر يمكن تلبيتها والتي من شأنها أن تبرر انسحابًا أمريكيًا. ليس من المستغرب أنه بعد سقوط خلافة داعش، كانت المهمة الأمريكية في سوريا بلا هدف، وهو ما ينبغي أن يثير أسئلة جيدة للغاية حول سبب مطالبة الجنود الأمريكيين، حتى يومنا هذا، بالبحث عن الطائرات بدون طيار والصواريخ والقوافل الروسية. بينما يتظاهر المسؤولون في واشنطن أن نتيجة الحرب الأهلية في سوريا يمكن أن تقوض أمن الولايات المتحدة.
بصراحة، سوريا ليست جائزة تطمع بها الولايات المتحدة. لم تعد بقايا داعش المتناثرة تشكل التهديد الذي يشكلونه في ذروة تنظيمهم- ولديهم الكثير من الأعداء الموجودين في المنطقة، بما في ذلك إيران وروسيا والحكومة السورية. في غضون ذلك، تميل الحرب الأهلية، لبعض الوقت الآن، لصالح الرئيس السوري بشار الأسد، ويعترف جيران سوريا بذلك بشكل متزايد، مع تسارع وتيرة جهود التطبيع مؤخرًا.
بالنسبة للأكراد، فقد دفع إعلان الولايات المتحدة عن "الانسحاب" من سوريا في عام 2019 الأكراد إلى عقد صفقة سريعة مع الحكومة السورية توفر لهم الحماية. ما يمكن أن نتعلمه من هذا هو أن الأكراد يهتمون بشكل مفهوم بالبقاء والحصول على الحماية أكثر من اهتمامهم بمن يقدم تلك الحماية. من الممكن أن تشجع الولايات المتحدة القادة الأكراد على اتخاذ ترتيبات للحماية دون توقع بقاء القوات الأمريكية إلى الأبد. في حال سعى الأكراد مرة أخرى إلى اتفاق مع دمشق، فإن دعم روسيا للحكومة السورية يوفر رادعًا قويًا يمنع تركيا من اتخاذ إجراءات متطرفة ضد أكراد سوريا.
نظرة عامة سريعة على علاقة الولايات المتحدة مع الأكراد تكشف عن تاريخ من التخلي عن الولايات المتحدة. ومثلما اضطرت الولايات المتحدة في النهاية إلى الاعتراف بأن نشرًا إلى أجل غير مسمى في أفغانستان كان أمرًا غير مستدام، فسيصبح من الصعب إنكار أن الأمر نفسه يمكن أن يقال عن سوريا.
الحقيقة الواقعية هي أن الاحتفاظ حتى بنشر رمزي للقوات الأمريكية في سوريا يعرض حياة الأمريكيين للخطر، وبذل المزيد من الجهد للمخاطرة يدفع الولايات المتحدة إلى صراعات يجب على القادة الحذرين السعي إلى تجنبها. الخيار الأفضل هو الانسحاب من سوريا، مع الاعتراف بأنه عندما تنحرف المهمة عن المصالح الأمنية المشروعة ، فقد حان الوقت للتراجع.
Michael Hall, Biden Wants to Stay in Syria—But Withdrawal Is Overdue, the national Interest, https://nationalinterest.org/feature/biden-wants-stay-syria%E2%80%94-withdrawal-overdue-195651
=============================
الصحافة العبرية :
صحيفة إسرائيلية: الضربة الصاروخية لسوريا أنقذت "شرف" روسيا
https://www.eremnews.com/news/world/2351702
رأت صحيفة ”يديعوت أحرونوت“ الإسرائيلية اليوم الأحد، أن الهجوم على أهداف داخل سوريا يوم السبت بصواريخ أرض-أرض ”أنقذ شرف روسيا“ بعد أن قال الرئيس فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي إن موسكو لن تتسامح مع مزيد من الغارات الجوية على سوريا.
ووقعت الضربة المنسوبة لإسرائيل ضد أهداف في سوريا خلال ساعات النهار بالقرب من بلدة ”ديماس“ على بعد نحو 20 كيلومترا غربي دمشق وعلى مسافة مماثلة من الحدود اللبنانية على طريق دمشق – بيروت السريع.
ووفقا لمرصد حقوق الإنسان في بريطانيا، فإن الجيش السوري وحزب الله اللبناني يمتلكان مستودعات هناك تحتوي على أسلحة متطورة مخصصة للجماعات الموالية لإيران.
وأشارت الصحيفة إلى أن تلك المنطقة الجبلية هي الطريق الذي يتم من خلاله نقل معظم الأسلحة الإيرانية إلى سوريا بواسطة الشاحنات عبر الحدود لتعزيز قدرات حزب الله.
وذكرت وسائل إعلام سورية أن الهجوم تم باستخدام صواريخ أرض- أرض، أطلِقت من مرتفعات الجولان (الإسرائيلية).
وفي تقرير بعنوان ”الهجوم في وضح النار يهدف لإنقاذ شرف روسيا“ قالت الصحيفة ”ربما تكون هذه معلومات دقيقة؛ لأن كلّا من الجيش السوري والقوات الروسية في سوريا لديهما دفاعات صاروخية في المنطقة، وفي الواقع تم اعتراض بعض الصواريخ القادمة.“
وأضافت ”قد يكون استخدام صواريخ أرض- أرض قصيرة المدى نسبيا محاولة لتجنب الدفاعات الجوية السورية المتمركزة حول دمشق، حتى لا تحرج الروس الذين قدموها لنظام دمشق، خاصة أن الصناعات الدفاعية الروسية تعتمد كثيرا على مبيعات تلك الأنظمة في العالم لتحقيق إيرادات عالية“.
واعتبرت الصحيفة أنه من المحتمل أن يكون هذا الأمر أثير في المحادثات التي أجراها رئيس الوزراء نفتالي بينيت مع بوتين في سوتشي الأسبوع الماضي.
ولفتت إلى أنه من المحتمل أن تكون الضربة الصاروخية التي نُفذت خلال النهار، وهو حدث نادر، مؤشرا على ”الضرورة الملحة لمنع شحنة الأسلحة من عبور الحدود السورية- اللبنانية، وربما كانت _أيضا_ نتيجة معلومات استخباراتية دقيقة“.
وتابعت أنه ”قد يكون التفسير المحتمل الآخر للهجوم الإسرائيلي المزعوم باستخدام صواريخ أرض- أرض قصيرة المدى هو نشر بطارية دفاع جوي إيرانية محسّنة في سوريا“.
من جانبه اعتبر موقع ”ديبكا العسكري الإسرائيلي أن الهجوم السبت ”غير عادي“ لأنه تم استخدام صواريخ أرض- أرض دقيقة من أجل درجة عالية من الدقة في مهاجمة الأهداف الإيرانية والموالية لإيران في سوريا.
وقال ”جاء الهجوم بعد محادثات نفتالي وبوتين الأسبوع الماضي.. وقد أبلغ الزعيم الروسي إسرائيل، أن موسكو لن تتسامح _بعد الآن_ مع الضربات الجوية التي كانت قادرة على زعزعة استقرار نظام الأسد.. كما طلب من إسرائيل تقديم إشعار مسبق بالضربات المرتقبة ضد أهداف إيرانية في سوريا في مرحلة مبكرة“.
وتابع ”كانت النتيجة المحتملة لتلك المحادثات هي لجوء الجيش الإسرائيلي إلى استخدام صواريخ أرض- أرض أكثر دقة لكبح الوجود العسكري الإيراني في سوريا بدلا من الضربات الجوية الروتينية“.
=============================
يديعوت أحرنوت: إسرائيل وروسيا تعملان ضد إيران في سوريا مع وضع إعادة الإعمار بالاعتبار
https://eldorar.news/node/170052
قال السفير الإسرائيلي السابق لدى موسكو، تسفي ماغن، إن هناك جهود أكبر للتوصل إلى تسوية في سوريا، ما يسمح بالبدء في إعادة إعمار البلاد.
وأضاف ماغن، أن هذا الجهد، الذي يمكن لإسرائيل أن تكون شريكاً فيه، شجعه الروس، وأيضاً الولايات المتحدة وأجزاء من العالم العربي.
ورأى أن التسوية في سوريا “تستلزم طرد القوات الأجنبية من سوريا”، مشيراً إلى أن “الجهود الإيرانية بتعزيز وجودها في سوريا تناقض هذا بشكل مباشر”، وفق صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية.
واعتبر ماغن أن الهجمات الإسرائيلية على مواقع في سوريا “ربما تكون ملائمة لروسيا، ليس فقط لأنها تحد من الجشع الإيراني، ولكن أيضاً لأنها تضع الأساس لتسوية مستقبلية للبلاد”.
وأشار ماغن إلى أن إسرائيل تعمل حصرياً ضد أهداف إيران وميليشياتها في سوريا، وضد استعداد إيران للصدام مع إسرائيل، وبناء بنيتها التحتية وتسليح ميليشيا “حزب الله” اللبناني، لافتاً إلى أنه “لطالما تم التنسيق بين روسيا وإسرائيل في هذا الشأن”.
=============================
الصحافة البريطانية :
«الإندبندنت»: نصف سكان سوريا نزحوا بسبب الحرب.. ربما يتكفل الجفاف بملايين آخرين!
https://www.sasapost.com/translation/syria-drought-threatens-millions/
بعد أن واجهوا أهوال الحرب الأهلية وتنظيم داعش، يواجه الملايين من السوريين الآن التحدي الذي تُمثِّله أزمة تغيُّر المناخ. تُقدِّم بل ترو، تقريرًا عن المناطق التي دمَّرها الجفاف في محافظتي الحسكة والرقة، الواقعتين في شمال البلاد.
نشرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية تقريرًا يستعرض المخاوف التي تساور كثيرًا من سكان المحافظات التي تقع في شمال شرق سوريا بسبب أسوأ موجات جفاف تشهدها البلاد منذ 70 عامًا، وتُهدِّد الحياة بأكملها في المنطقة وتدفع كثيرًا من السوريين إلى مغادرة بيوتهم بحثًا عن سُبُل العيش في محافظات أخرى، أو حتى السفر إلى خارج البلاد.
وحذَّر التقرير الذي أعدَته بل ترو، مراسلة الصحيفة البريطانية المعنية بتغطية شؤون الشرق الأوسط منذ اندلاع أحداث الربيع العربي عام 2011، من الانهيار الكامل لمصدر المياه والغذاء في سوريا بسبب انخفاض مناسيب المياه في نهر الفرات الذي يعتمد عليه أكثر من 5 ملايين سوري من أجل الحصول على المياه الصالحة للشرب. وخلُصَت الكاتبة إلى أن المجتمع الدولي ينبغي أن يستجيب للدعوات التي تطالب بتوفير المياه لسكَّان المنطقة بدلًا من التعامل مع تداعيات الأوضاع القائمة.
أسوأ موجات الجفاف منذ 70 عامًا
تستهل الكاتبة تقريرها بالإشارة إلى المفارقة القاسية المتمثلة في اسم قرية «أم غرقان»، المتاخمة لنهرٍ جافِّ في شمال شرق سوريا. تقع تلك القرية في المنطقة التي تعد سلة غذاء البلد، وأُطلِق عليها هذا الاسم بسبب الفيضانات المنهمرة التي عانت منها على مدى سنوات، بسبب نهر الخابور، أحد الروافد المهمَّة لنهر الفرات الذي يمتد كالشريان في جميع أنحاء المنطقة. جرف النهر ضفتيه مرتين منذ عام 1950، ما خلَّف وراءه منظرًا طبيعيًّا مُطَعَمًا بأطلال المنازل المتناثرة.
غير أن سوريا تواجه في الوقت الحالي أسوأ موجة جفاف حلَّت بها منذ 70 عامًا، وآية ذلك أن نهر الخابور جفَّ تمامًا، مثل الأنهار والبحيرات والسدود الأخرى التي تقع في جميع أنحاء البلد الذي مزَّقته الحرب، حيث تتدهور المحاصيل وتنفق الماشية وتزداد ندرة مياه الشرب النظيفة. كما تشهد البلاد نقصًا حادًّا في المياه لدرجة أن العائلات، التي نزحت مرتين أولاهما بسبب اندلاع الحرب الأهلية في سوريا ثم بسبب استيلاء تنظيم داعش على هذه المنطقة، تقول إنها تستعدُّ الآن لمغادرتها مرة أخرى.
تنقل الكاتبة عن سيدة مسيحية آشورية، تدعى سيبرو، قولها – وهي تشير إلى قناة مليئة بالقمامة كانت تحوِّل المياه يومًا ما من النهر إلى حقول القمح والشعير والقطن الخضراء الخصبة وبساتين الأشجار المُثمِرَة والمراعي للماشية – «أقسم أنها (سوريا) كانت مثل الجنَّة، ولكنَّها أصبحت الآن جحيمًا بما تحمله الكلمة من معنى». وأضافت: «نزح السوريون مرات عديدة. ولكن نظرًا إلى صعوبة العثور على مياه الشرب، بدأوا يغادرون البلاد مرة أخرى».
وينتقل الحديث إلى سهام، صديقة عائلة سيبرو، وهي مسيحية آشورية أيضًا، كانت تجلس بجوار صديقتها، لتخرج صورًا قديمة لقريتها التي تُمثِّل قطعة من الجنَّة على هاتفها المحمول. في إحدى الصور، غطَّت الأشجار كنيسة دمَّرها تنظيم داعش عام 2014 بجوار منزلها. وتعاني سهام من جراح عميقة؛ ناتجة من قتل «التنظيم الجهادي الوحشي» والدها وعمَّها.
وتضيف سهام، بينما تنظر إلى المشهد القاحل الذي غمره الغبار باللون البني: «قبل ذلك، كانت الأشجار الباسقة تحجب رؤية القرى المجاورة». وتابعت قائلة: «كنَّا نمتلك مساحات رحبة من الأرض تتسع لعيش جميع أفراد العائلة. أمَّا الآن فلا يوجد شيء؛ إذ فقدنا ملايين الليرات السورية».
تعلق المراسلة بأن قرية أم غرقان لم تكُن استثناء. مشيرة إلى أن تحالفًا مكونًا من مجموعات إغاثية، من بينها منظمة «العمل ضد الجوع» و«المجلس النرويجي للاجئين»، حذر هذا العام من أن الانهيار الكامل لمنظومة الإمداد بالمياه والغذاء في سوريا أضحى وشيكًا. وسوف يتأثر الملايين من السوريين من هذا الانهيار؛ إذ يعتمد أكثر من 5 ملايين شخص في سوريا وحدها على نهر الفرات من أجل الحصول على المياه الصالحة للشرب، ولكنَّ مناسيب مياهه تشهد انخفاضًا شديدًا.
هل يواجه العالم أزمة إنسانية؟
ويضيف التقرير: مع افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة السنوي لتغيُّر المناخ في مدينة جلاسكو الإسكتلندية في نهاية هذا الأسبوع، ذكَّر أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، العالم بأننا ما زلنا نواجه خطر وقوع «كارثة مناخية». توقَّع جوتيريش ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية بنحو 2.7 درجات مئوية. وتعلق المراسلة على ذلك قائلة: سيكون من الصعب أن يواجه بلد مثل سوريا، التي تُعدُّ من بين أكثر البلدان عُرضة لتغيُّر المناخ، هذا الارتفاع.
وقبيل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين للتغير المناخي، دعت منظمة «أنقذوا الأطفال» إلى زيادة عاجلة في التمويل المُخصَّص للأغراض الإنسانية لسوريا بسبب الجفاف، مشيرة إلى أن الملايين من السوريين لم يتمكَّنوا من الحصول على المياه الصالحة للشرب في هذا العام.
تحذر الكاتبة من التأثير المدمر الذي قد ينتج من هذه التطوُّرات، وتستشهد بإحصائية صادرة عن «برنامج الغذاء العالمي» في مطلع عام 2021 توضح أن 12.4 ملايين سوري، أو ما يقارب 60% من سكان سوريا، يعانون من الجوع.
ولكن بعد أن تعرَّضت البلاد لأسوأ موسم حصاد على الإطلاق، هناك مخاوف شديدة من أنَّ هذه النسبة ستُحطِّم أرقامًا قياسية جديدة في العام المقبل. وتُعد منطقة شمال شرق سوريا، التي من المفترض أن تكون سلة غذاء البلاد، إحدى أكثر المناطق التي تضرَّرت من هذه التطورات. وفي تصريح لصحيفة «الإندبندنت»، ذكر أحد مسؤولي المنظمات غير الحكومية التي تراقب هذه الأزمة أن 75% من المحاصيل الزراعية في شمال شرق سوريا، في المتوسط، لم تؤتي حصادها في عام 2021.
ووفقًا للتقرير، تجاوزت تلك الخسائر في بعض المحافظات 90%، مثلما حدث في محافظة الحسَكة، التي تضم قرية أم غرقان. وتشير البيانات إلى أن البلاد ستواجه نقصًا قدره 250 ألف طن من دقيق الخبز المُخصَّص للمخابز في العام المقبل. وعلى الرغم من أن هذا الوقت من العام يُمثِّل موسم حراثة الأرض وزراعة محصول العام المُقبل، لولا أن الأمطار لم تسقط حتى الآن، فضلًا عن جفاف الأنهار. ولذلك قال المزارعون، الذين يعتمدون على الاقتراض لشراء البذور والأسمدة، في تصريح لصحيفة «الإندبندنت» إنهم يخشون من أن يمضوا قُدُمًا في زراعتهم خشية ألا يؤتي المحصول حصاده مرة أخرى.
وبالتالي، لا تقتصر التهديدات التي يواجهها السوريون على الفقر والانهيار الاقتصادي والحروب التي دامت عقْدًا، بما في ذلك الحرب ضد تنظيم داعش وتوغُّل تركيا في المناطق الحدودية في الآونة الأخيرة، ولكنَّ الجفاف هو الكارثة المقبلة التي تلوح في الأفق، بحسب وصف الكاتبة.
وبحسب التقرير، أسفر ارتفاع درجات الحرارة والتلوُّث وانخفاض مستويات هطول الأمطار وانهيار البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والانقطاع المُتعمَّد لإمدادات المياه إلى التسبُّب فيما يُطلِق عليه الخبراء «عاصفة عاتية»، أسفرت عن الجوع والأمراض، فضلًا عن الانهيار الوشيك للسدود التي توفِّر الكهرباء، وتؤثِّر في كل شيء بداية من الأعمال التجارية وصولًا إلى الرعاية الصحية.
ويقول ممثل إحدى المنظمات غير الحكومية الدولية التي تنشط في شمال شرق سوريا: «إننا نشهد زيادة مثيرة للقلق في حالات سوء التغذية في شمال شرق البلاد، ولكن لا يوجد حلُّ لهذه المشكلة بسبب إغلاق معبر المساعدات الرئيس. وليس في وسعنا سدِّ تلك الثغرة».
ويضيف: «كما تنخفض نوعية المياه، ولذلك سنشهد تفشِّيًا في الأمراض المنقولة بالمياه في المناطق التي تقع في محافظات الحسكَة والرقَّة ودير الزور، بما في ذلك مخيمات النازحين». وفي تصريح لصحيفة «الإندبندنت»، حذَّر خبراء في شمال شرق سوريا من أن المياه الجوفية تشهد انخفاضًا وملوحة شديدين وخطيرين، في ظِل ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعتمدون على حفر الآبار محليَّة الصُنع. بينما يقتصر اعتماد سوريين آخرين على المياه التي تُنقَل بالشاحنات.
وتابع المسؤول: «ولكن حتى ذلك المصدر من المياه [النقل بالشاحنات] تعرَّض الآن للتلوث، وبات يمثل استجابة مؤقتة». وأضاف: «نحن نحتاج إلى بدائل عملية ومستدامة».
«التصرف الوحيد المنطقي هو الرحيل»
وتضيف الكاتبة: مرت رصاصة من جانبنا، وكانت قريبة للغاية، فتوجهت أنظارنا إلى جهة اليسار. ثم انطلقت زخة من الرصاص في اتجاهنا، لتبعث لنا برسالة فهمناها، ومفادها: يريد الحُرَّاس، الذين يحمون هذه المزرعة ويحمون بئرًا غير رسمي قريب، أن نغادر المنطقة.
يقول السكان المحليون: حتى سنوات قليلة خَلَت، كانت قطعة الأرض هذه عبارة عن عقار يقع على الواجهة المائية ويطُل على سد غرب الحسكة، الذي بُني في أوائل تسعينيات القرن الماضي من أجل توفير الكهرباء ومياه الشرب وري الأراضي الزراعية في المنطقة، فضلًا عن كونها وجهة مشهورة للسباحة.
تستدرك الكاتبة: ولكنَّ مزيجًا من انخفاض هطول الأمطار وتناقص منسوب مياه النهر وارتفاع درجات الحرارة أدَّى إلى جفاف المنطقة لتصبح واديًا شاسعًا. وإذا حكمنا على الموقف من خلال إطلاق النار، سنستنتج أن التوتُّرات التي شهدتها هذه المنطقة تصاعدت بسبب الموارد المائية القليلة المتبقية.
يستشهد التقرير بما قاله حسن، وهو مزارع يمتلك 16 هكتارًا من الأرض تعتمد اعتمادًا كُليًّا على مياه الأمطار الآن بعد تحطُّم السد: «جفَّ السد منذ نحو ست سنوات، وبعد أن جفَّ نهر الخابور القريب منه جفافًا تامًّا في العام الماضي، ازداد الوضع سوءًا». يقول حسن إنه فقد محصوله من القمح في هذا العام، ويحذِّر من أنه إذا استمرت المشكلات التي تُسبِبَها المياه، فسوف يضطر إلى مغادرة المنطقة، لينضم إلى ملايين النازحين داخل سوريا.
وأضاف: «حفر كثير من السوريين آبارهم بأنفسهم، ولكنَّ المياه الجوفية مالحة، ولذلك يجب أن تشتري المياه من قرية أخرى إذا كنت تستطيع أن تتحمَّل تكاليف ذلك. ومع ذلك، لا يمكنك الحصول على وقود للمولِّد من أجل ريِّ الحقول. وتابع: «الشيء الوحيد الذي يتبقى أمامنا فعله هو مغادرة المنطقة».
غير أنَّ المشكلة التي يواجهها كثيرون تتمثَّل في تحديد وجهتهم، نظرًا إلى أن السدَّ الذي يقع في غرب الحسكة ليس السدّ الوحيد الذي يواجه مشكلات. وتمضي الكاتبة قائلة: كما أسفر انخفاض مناسيب المياه في نهر الفرات إلى مستويات قياسية عن تدمير سدَّي تشرين والطبقة، اللَّذين يقعان في جنوب غرب محافظة الحسكة، ويوفران الكهرباء والمياه لنحو 3 ملايين شخص في شمال سوريا.
معركة «المساعدات الإنسانية» وإدخالها إلى سوريا.. تأييد النظام أو الجوع للسوريين
ووفقًا لبيانات جمعتها مجموعة تراقب الأوضاع في سوريا، واطَّلعت عليها صحيفة «الإندبندنت»، انخفضت مناسيب المياه في كلا السدَّين حتى كاد يجف تمامًا خلال فصل الصيف. وإذا حدث ذلك، فقد يتسبَّب في تلف دائم لآلات السدَّين. كما يعني ذلك توقُّف إنتاج الكهرباء، وستضطر محطات المياه التابعة لهما التي تعتمد عليها (أي الكهرباء التي يوفرها السدُّ) إلى أن تتوقُّف عن العمل.
وحذَّر مارتن جريفيث، مسؤول الإغاثة في الأمم المتحدة، من أن نحو نصف محطات مياه الشرب التي تقع على طول نهر الفرات «تأثَّرت أو تضررت بشدة بسبب الانخفاض الشديد في مناسيب المياه، في أواخر يونيو (حزيران) الماضي». وتقع إحدى هذه المحطات في أسفل مجرى سدِّ الطبقة، على طول الواجهة المائية لمدينة الرَقَّة، التي كانت في يوم من الأيام عاصمة الخلافة لتنظيم داعش.
ونقلت المراسلة ما قاله المهندس علي سالم، الذي يعمل في المنطقة: انخفضت مناسيب المياه في نهر الفرات انخفاضًا شديدًا منذ بضعة أشهر لدرجة أن المهندسين اضطروا إلى إيقاف المضخَّات تفاديًا لانهيارها. وقد أدى وقف المضخات إلى انقطاع المياه عن مساحات واسعة من المدينة المُتعثِّرَة، التي يقطنها نحو 400 ألف شخص ولا تزال أنقاضها شاهدة على المعركة الوحشية التي اندلعت لإطاحة تنظيم داعش.
ويتابع سالم قائلًا، بينما ينظر إلى الطمي المتراكم على مرِّ السنين: «انخفض تدفُّق المياه من نحو 600 متر مكعب في الثانية إلى متوسط يتراوح بين 150 إلى 200 متر مكعب في الثانية». ويضيف: «أثَّر ذلك في عشرات الآلاف من الأشخاص». وعلى غرار كثير من السوريين الذين يعيشون في شمال شرق سوريا، يُلقي سالم باللوم على تغيُّر المناخ، فضلًا عن تركيا، التي ينبع من أرضها نهر الفرات، مُدَّعيًا أن أنقرة تتعمَّد عدم احترام معاهدات المياه الدولية.
وتُلمِح الكاتبة إلى أن هذا الرأي يمثل رجع صدى التصريحات التي أدلت بها السُلطات الكردية المعنية بالمياه وقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، التي تخوض صراعًا طويل الأمد مع أنقرة. وتنظر تركيا إلى قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لا سيما المكوِّن الرئيس لها، وهي وحدات حماية الشعب، بوصفها امتدادًا لحزب العمال الكردستاني، وهو مجموعة كردية مُسلَّحة تتَّخذ من تركيا مقرًّا لها وأدرجتها أنقرة وواشنطن على قائمة المجموعات الإرهابية.
وفي عام 2019، شنَّت تركيا هجومًا عبر الحدود ضد الأكراد في سوريا، وتستمر أنقرة بجانب المليشيات التابعة لسوريا في السيطرة على عديد من المدن التي تقع على الحدودية السورية، حسبما يذكر التقرير.
هل تركيا متورطة في قطع المياه عن المنطقة؟
ينوِّه التقرير إلى أن السلطات التركية نفت نفيًا قاطعًا قطع إمدادات المياه عن الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد، مؤكدة أن تركيا تعاني من الجفاف ذاته، ولذلك تشهد مناسيب المياه في البلاد انخفاضًا أيضًا. غير أن البيانات التي جمعتها الجهات المراقبة للأوضاع اعترضت على هذا الادعاء. إذ تُظهر البيانات أنه عندما اقترب سدَّي الطبقة وتشرين من الجفاف، بدا أن منسوب المياه في أعلى منبع بحيرة أتاتورك التركية مرتفعًا.
وأعربت الأمم المتحدة عن مخاوفها بشأن حالات الانقطاع في محطة مياه علوك في مدينة رأس العين، وهي المحطة الرئيسة في المنطقة التي تخضع لسيطرة فصائل تركية وأخرى مدعومة من تركيا منذ خريف عام 2019. وبموجب اتفاقٍ جرى إبرامه، من المُفترَض أن تضمن تركيا استمرار محطة علوك في ضخِّ المياه إلى محافظة الحسكة في مقابل الحصول على الكهرباء من السلطات التي يقودها الأكراد.
وتستدرك الكاتبة: لكنَّ منظمة أنقذوا الأطفال أوضحت الأسبوع الماضي أن المحطة توقفت منذ يناير (كانون الثاني) 2021 تمامًا عن ضخِّ المياه لمدة 89 يومًا، فضلًا عن عملها بأقل من نصف طاقتها المعتادة لمدة 142 يومًا. وقد أسفر ذلك الوضع عن عدم وصول المياه المنقولة بالأنابيب إلى أجزاء من الحسكة، إحدى أكبر المدن السورية، لمدة شهرين.
لكن تركيا نفت مزاعم العبث بمحطة علوك نفيًا قاطعًا. وقال تانجو بيلجيتش، المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، في يوليو (تموز) إن الانقطاعات حدثت بعد «تعمُّد» القوات الكردية قطع الكهرباء عن محطة المياه وعن المنطقة بأكملها. وأوضح بيلجيتش أن «حالات انقطاع الكهرباء هذه تتسبَّب في تعطيل مهام المحطَّة التي تتمثَّل في توفير المياه، كما تسبب في زيادة تدهور الأوضاع الإنسانية في المنطقة».
وتشير المراسلة إلى أن الأكراد يرفضون هذا التصريح، بينما يجد المدنيون أنفسهم محاصرين بين الجانبين.
ينتقل التقرير إلى راعية تجلس على صخرة في قاع نهر جاف آخر، في قرية زكية، وهي قرية أخرى تقع خارج محافظة الحسكة، وهي تخشى من أن الحرب على المياه لن تزداد إلا سوءًا في ظِل اشتعال فتيل التوتُّرات بين الجانبين وتعثُّر الوصول إلى وقف إطلاق النار.
تتحدَّث الراعية، بينما يرعى ماعزها على مصدر العشب الوحيد المتاح، وهو الأشواك التي تخرج من التشقُّقات الموجودة على الأرض، وتقول وهي تلوِّح بيدها حُزنًا على تردِّي الأوضاع: «لا يوجد سوى قليل من مياه الشرب أو الطعام الصالح للبشر، ناهيك عن الحيوانات».
«إذا لم تسقط الأمطار ستشهد المنطقة كارثة»
وتضيف الكاتبة: يشخص المزارعون الذين يعيشون في القُرى المحيطة بالأنهار الجافة بأعينهم إلى السماء، معربين عن قلقهم بعد أن حلَّ شهر أكتوبر (تشرين الأول) ولم تهطل الأمطار حتى الآن.
ويتناقشون حول سبل أخذ الحيطة والحذر في العام المُقبِل، الذي يبدو أكثر قتامة. ويجب أن يتَّخذ جميع المزارعين قرارًا الآن بشأن ما إذا كانوا سيأخذون قروضًا من أجل شراء البذور والأسمدة لزراعة حقولهم، في ظل المخاطرة الكبيرة المحدقة بهم إذا أسفر الجفاف عن تدمير محصول آخر.
ويقول بريخا، وهو مزارع فواكه وقمح، بينما يفرك يديه في قلق: «هذا الأمر (شراء البذور والأسمدة) يشبه المقامرة: فأنا أزرع المحصول وأنتظر هطول الأمطار كل عام». ويتابع: «لا يوجد نهر، ولا يوجد سدٌّ، وإذا لم يهطل المطر، فستشهد المنطقة كارثة». ويضيف بريخا أن كثيرًا من سكان المنطقة يفكِّرون في الانتقال إلى مناطق أخرى داخل سوريا، أو حتى في محاولة السفر إلى خارج البلاد. وهناك احتمالية كبيرة لوجود لاجئين بسبب تغيُّر المناخ.
ولهذا السبب، وفقًا للتقرير، لا تُعد الأزمة التي اندلعت في سوريا شيئًا يمكن أن يتجاهله العالم الخارجي ببساطة، أو أن يظل الأمل مُحتجَزًا داخل حدود سوريا وحدها. ويعاني العراق المجاور لسوريا أيضًا من أحد أسوأ موجات الجفاف في تاريخه الحديث، وتشهد البلاد أيضًا نزوح السكان إلى مناطق أخرى.
«يُمثِّل ما نشهده انهيارًا بيئيًّا مُحتمَلًا في شمال شرق سوريا بسبب الجفاف الناجم عن تغيُّر المناخ بالإضافة إلى الأضرار البيئية المرتبطة بالصراع»، على حد قول ويم زوينينبورج، الذي يعمل في منظمة السلام الهولندية (باكس) وأعدَّ كثيرًا من التقارير المتعلقة بالمنطقة.
وتلفت المراسلة إلى أن التلوُّث النفطي وانخفاض مناسيب المياه الجوفية وزيادة مشكلات النفايات الصلبة تضاف إلى عددٍ لا يُحصى من المشكلات التي تواجهها سوريا.
يقول زوينينبورج: «يشعر السوريون باليأس ويريدون مغادرة البلاد، خوفًا من عدم وجود مستقبل لهم فيما يتوقعون أن تصبح أرضًا قاحلة جافَّة وسامَّة». ولكنَّه يشير إلى أن الحل لا يتمثَّل في أن ينتظر العالم حدوث ذلك ليتعامل مع التداعيات في وقتٍ لاحق، بل ينبغي أن يستجيب المجتمع الدولي والسلطات الكردية للدعوات التي تطالب بتوفير الاحتياجات اللازمة لتتحول المنطقة إلى اللون الأخضر مرة أخرى». فيما يخشى كثير من المراقبين أن الوقت قد فات.
بالعودة إلى قرية أم غرقان، حيث تحتجب الشمس خلف سحابة من الغبار الذي أثارته مجموعة من الرعاة وقطعانهم أثناء بحثهم عن العُشب في الأرض القاحلة، ما يرسم صورةً قاتمة كما لو كانت نهاية الزمان. وتختم الكاتبة تقريرها مستشهدة بما قاله بريخا فجأة بتنهيدة عميقة: «الماء هو مصدر الحياة. وإذا لم يكن هناك ماء، فستنتهي الحياة». وأضاف: «كل ما يُمكننا فعله هو أن نُحسِن الظنَّ بالله أن يحمينا من الجوع».
=============================
"فاينانشال تايمز": أمريكا لن تتحرك للدفاع عن الأكراد ضد أي هجوم تركي شمالي سوريا
https://eldorar.com/node/170056
الدرر الشامية:
نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" الأمريكية ،اليوم الأحد، تقريرا مطولا رجحت فيه عدم وقوف الولايات المتحدة ضد الهجوم التركي المحتمل على ميليشيات "قسد" شمالي سوريا.
وقالت الصحيفة: "إن اتخاذ الولايات المتحدة إجراء حركيا للدفاع عن الأكراد ضد تركيا حليف الناتو الذي يستضيف أسلحة نووية أمريكية أمر غير وارد".
وأضافت: "وعلى الرغم من أننا يمكن أن نكون ممتنين للمساعدة الكردية ضد تنظيم الدولة إلا أنه من الجدير الاعتراف بأنه في حين أن المصالح تتوافق في بعض الأحيان فإنها تتباعد أيضًا".
وأردف: "أنه ليس هناك سبب للاعتقاد بأن الأكراد أو أي شخص غير أمريكي  يستحقون الحماية الدائمة التي توفرها الولايات المتحدة".
وتابعت: "فإن حماية أكراد سوريا تتطلب إمدادًا مستمرًا بالموارد والقوى العاملة ولا تضع شروطا للنصر يمكن تلبيتها والتي من شأنها أن تبرر انسحابًا أمريكيًا".
وذكر الصحيفة أن  سوريا ليست جائزة تطمع بها الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن بقايا تنظيم الدولة المتناثرة لم تعد تشكل التهديد الذي يشكلونه في ذروة تنظيمهم ولديهم الكثير من الأعداء الموجودين في المنطقة.
واستدركت الصحيفة: "أن إعلان الولايات المتحدة عن "الانسحاب" من سوريا في عام 2019 دفع الأكراد إلى عقد صفقة سريعة مع نظام الأسد توفر لهم الحماية، ما يمكن أن نتعلمه من هذا هو أن الأكراد يهتمون بشكل مفهوم بالبقاء والحصول على الحماية أكثر من اهتمامهم بمن يقدم تلك الحماية".
وأشارت الصحيفة إلى أن وعود أمريكا بالبقاء في سوريا تعتبر خطأً استراتيجيا فادحا والتزاما بمهمة غير مستدامة مع عدم وجود هدف نهائي واضح يمكن تحقيقه.
يذكر أن قادة الدولة التركية أطلقوا في الآونة الأخيرة عدة تصريحات شديدة اللهجة هددوا فيها بشن هجوم عسكري على مواقع ميليشيات "قسد" بالتزامن مع حشد أكثر من 30 ألف جندي من الجيش التركي والجيش الوطني بالقرب من مناطق "قسد" شمالي سوريا.
=============================
أوبزيرفر: الصراع على العرش يحتدم في العالم.. والعروش الجمهورية من سوريا إلى الصين ليست أفضل
https://www.alquds.co.uk/أوبزيرفر-الصراع-على-العرش-يحتدم-في-الع/
إبراهيم درويش
لندن- “القدس العربي”: أشار الصحافي سايمون تيسدال إلى أن المعارك على العرش حامية في العالم وسط تغير في مواقف الرأي العام من الحكم الملكي. وجاء ذلك في مقاله بصحيفة “أوبزيرفر” الذي قارن الصورة الحالية بمسلسل تلفزيوني معروف بعنوان “الخلافة” صور خلافات عائلة لوغان روي.
وقال “ربما لم يكن الانتماء لعائلة مالكة أكثر صعوبة، فقد تشتكي الأميرة ماكو أبنة أخ الإمبراطور نارو هيتو ابنة ولي الأمير أكيشينو بأنها لم تتلق التربية المناسبة. وتزوجت ماكو من حبيبها كي كومورو في الأسبوع الماضي. ولكن بدلا من الاحتفال بقصة الحب الخيالية، عبر الرأي العام الياباني عن عدم رضاه من الزواج”.
فكومورو، هو من العامة وجاء من أرضية اجتماعية متواضعة، وأطال شعره مرة. وهو ما أثار حالة من الصدمة الوطنية. وشعر اليابانيون المحافظون بالفضيحة. ومن أجل تحقيق ما تريده قررت الأميرة ماكو التخلي عن لقبها الملكي وأن تصبح آنسة بدلا من الأميرة، مع أن الرأي العام في طوكيو لديه مواقف متناقضة من الملكية الحديثة.
وفي ظل تناقص عدد الرجال المؤهلين لمنصب ولي العهد في العائلة الملكية فإن الكثير من اليابانيين يرغبون بمنع المرأة تولي العرش الأقحواني. وتدعم نسبة 80% الأميرة أيكو، 19 عاما، ابنة الإمبراطور نارو هيتو لكي تصبح إمبراطورة في المستقبل. وتواجه العائلة الملكية في اليابان خللا وظيفيا وأزمة في الخلافة مثل المسلسل التلفزيوني “الخلافة” الذي بثته شبكة “أتش بي أو” والتي واجهت عائلة لوغان روي. والعائلات الملكية الأخرى تواجه وضعا مضطربا، حيث زادت التوقعات الشعبية وتغير المفاهيم من الصراع الداخلي في العائلات الحاكمة.
فقد اكتشف الملك عبد الله الثاني قبل فترة محاولة للإطاحة به اتهم بها الأخ غير الشقيق له، ولي العهد السابق الأمير حمزة. ولو صدقنا كلام مسؤول المخابرات السعودي السابق سعد الجبري بأن ولي العهد السعودي الحالي فكر مازحا أو جادا بقتل الملك عبد الله. وفي تايلاند، لا يزال وريث العهد للملك بومبيبول أدوليجادي عام 2016 محلا للمساءلة، فالملك ماها فاجيلارالونغكورن، موضع تساؤلات حول مناسبته للعرش. وتزوج وطلق ثلاث مرات ومعروف بتصرفاته الغريبة. ولدى الملك الإسباني فيليب السادس مخاوفه الخاصة في بلد لديه عادة مزعجة بالتخلص من العائلات الملكية. فقد تخلى والده الملك خوان كارلوس عن العرش عام 2014 لكي يقضي وقتا أكبر مع خليلته، ولكن الفضائح تلاحقه حتى الآن. وأخبر البرلمان الإسباني أن الملك السابق تلقى هرمونات نسوية للحد من شهوته الجنسية.
ولم تعد العائلة الملكية البريطانية الهشة محصنة من المشاكل التي تواجه العائلات الأخرى وتغير المواقف والأخلاق، كما كشفت قصة هاري- ميغان. وقد تعيد مشاكل الملكة الصحية الجدل حول مسألة الخلافة للعرش البريطاني. فالأمير تشارلز (72 عاما) هو المرشح الأول، لكن البعض يقترح وبطريقة غير لطيفة أن ابنه الأكبر الأمير ويليام هو المرشح لقيادة العائلة في هذا الزمن المتغير، فيما يدعو آخرون إلى ثورة جمهورية تلغي الملكية.
ويطرح الحكم الملكي سؤالا مهما: ما هو الهدف من الملكية وهل تستطيع التعايش مع الديمقراطية؟ وهل يمنح الملوك قيمة للمال؟ وتعيش العائلة الحاكمة في النرويج على 37.5 مليون جنيه في السنة ولديها تسعة بيوت وعادة ما يستخدم أفرادها المواصلات العامة. وبالمقارنة تملك العائلة الملكية 26 قصرا وقلعة وبيتا وتكلف ضعف ما تكلفه بيوت العائلة النرويجية، وتنظر إلى قطار الأنفاق في لندن على أنه أمر يمكن مشاهدته على وسائل التواصل. ولكن العائلات التي تتبنى الحكم الوراثي بدون أن يكون الحكام لديهم نظام ملكي تعاني من ضغوط تتعلق بالخلافة.
ما هو الهدف من الملكية وهل تستطيع التعايش مع الديمقراطية؟ وهل يمنح الملوك قيمة للمال؟
وتنبع شرعية هذه الأنظمة من القوة لا التاريخ أو الدم. وفي كوريا الشمالية حول كل من كيم إل سونغ وابنه كيم جونغ إليه وحفيده كيم جونغ أون الحكم إلى تجارة عائلية. لكن جنة البروليتاريا تعرضت لصدمة عام 2017 عندما سمم الأخ غير الشقيق لكيم جونغ اون، كيم جونغ- نام في ماليزيا، مع أن كيم جونغ- أون لا وريث له، وربما كانت أخته كيم يو- جونغ مرشحة.
ويخشى السوريون أن رئيسهم الإبادي بشار الأسد، نجل الرئيس السابق حافظ الأسد يحضر ابنه الشاب حافظ للخلافة. وفي طاجيكستان التي يحكمها منذ 1992 إمومالي رحمون فإنه يقوم بترفيع ابنه رستم لتولي المجد من بعده. ولا أحد يتفوق على الرئيس اليوغندي يوري موسيفيني، المتهم بالتزوير في الانتخابات وانتهاكات حقوق الإنسان، حيث يحكم منذ 35 عاما، ويقال إنه يحضر ابنه الجنرال موهوزي كينروغبا لانتخابات 2026. وتطورت عائلات حاكمة وإن بطريقة مخففة في الهند، فقد تبع إنديرا غاندي ابنها راجيف وزوجته سونيا والآن ابنها راحول غاندي. وفي الولايات المتحدة كان هناك جاك، بوبي وتيدي كيندي. وفي إيطاليا يحكم موسوليني جديد في روما.
لكن النجاح الكبير لفرد من العائلة لا يعني نجاحا مستمرا، ففي 2016 فشل جيب بوش في تقليد شقيقه جورج دبليو بوش ووالدهما جورج هيربرت بوش. وقيل إن دونالد ترامب يأمل بأن تسير ابنته إيفانكا على نفس الطريق. لكن أنغيلا ميركل لم تنجح في استمرارية حكمها عبر دعمها مرشحا أول لخلافتها ثم أخيرا خسر أمام ناظريها. وفي روسيا رفض القيصر الروسي الحالي فلاديمير بوتين تهنئة الدوق الأكبر جورج ميخائيلوفيتش رومانوف الذي احتفل بزفافه في موسكو وهو الأول منذ الثورة البلشفية لأحد أفراد العائلة الحاكمة السابقة. وتمثل الصين في ظل شي جينبنغ مثالا مخيفا لدرجة أن أحدا من رفاقه في الحزب الشيوعي يحلم بطرح مسألة الخلافة بحضوره الطاغي، ولا أحد يهتم أو يسأل ماذا سيحدث لو دهسته حافلة في شنغهاي.
=============================