الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 10/7/2017

سوريا في الصحافة العالمية 10/7/2017

11.07.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : https://alwafd.org/عالمـي/1572433-واشنطن-بوست-الهدنة-السورية-أول-اختبار-لعلاقة-ترامب-وبوتين http://www.masrawy.com/news/News_Press/details/2017/7/9/1117189/نيويورك-تايمز-داعش-لن-تنهار-بعد-خسارة-الموصل-والرقة http://www.all4syria.info/Archive/425236 http://www.all4syria.info/Archive/425221 http://www.all4syria.info/Archive/425230
الصحافة العبرية : http://www.alquds.co.uk/?p=750401 http://www.aljazeera.net/news/arabic/2017/7/9/هآرتس-اتفاق-وقف-النار-جنوبي-سوريا-فريد-من-نوعه http://www.elmwatin.com/256812
 
الصحافة الامريكية :
واشنطن بوست: الهدنة السورية أول اختبار لعلاقة ترامب وبوتين
https://alwafd.org/عالمـي/1572433-واشنطن-بوست-الهدنة-السورية-أول-اختبار-لعلاقة-ترامب-وبوتين
رأت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن دخول الهدنة السورية الجديدة حيز التنفيذ يمثل اختبارا للعلاقات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وذكرت الصحيفة - في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني - أن القتال توقف اليوم الأحد جنوبي سوريا بعد دخول وقف إطلاق النار الذي تدعمه واشنطن وموسكو حيز التنفيذ، ليبشر ببدء أول محاولة للتعاون بين أمريكا وروسيا منذ تولي ترامب مهام منصبه في يناير الماضي.
ونقلت عن السكان المحليين قولهم إن الصمت خيم قبل الموعد النهائي لبدء الهدنة في المقاطعتين الجنوبيتين المشمولين بالتغطية، وأعرب السكان عن أملهم في نجاح هذه الهدنة لفترة طويلة لقمع العنف.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن الاتفاق على العمل على وقف إطلاق النار في سوريا هو أول إنجاز يتم الإعلان عنه عقب الاجتماع التاريخي الأول بين ترامب وبوتين، غير أن التفاصيل لا تزال غامضة، بل ومن غير الواضح ما إذا كان الاتفاق سيؤدي إلى تقارب أخر بشأن سبل إيجاد حل دائم للحرب السورية التي استمرت ست سنوات.
وأفادت بأن الجانبين يشيران إلى وقف إطلاق النار باعتباره "تهدئة للتوترات"، مما يعكس توقعات نجاح متحفظة بعد محاولات عدة فاشلة سابقة قام بها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، لإنهاء القتال، بالتعاون مع روسيا.
واستدركت الصحيفة قائلة إن ما يميز هذا الجهد ويجعله مختلفا هو أن جهود السلام تقودها روسيا الآن، التي تولت زمام المبادرة في الدبلوماسية الدولية بعد هزيمة المعارضة السورية في معقلهم، حلب، ديسمبر الماضي.
وأشارت إلى أن روسيا تسعى منذ ذلك الحين لقمع العنف من خلال خلق مناطق تهدئة حول سوريا بالتعاون مع القوى الإقليمية الأخرى صاحبة النفوذ في سوريا، لافتة إلى أن تعاون إيران وتركيا، وهي الدولة التي تجاور سوريا شمالا، ومحاولتهما المستمرة لإنشاء منطقة تهدئة في الشمال، قد قللت من حدة العنف هناك إلى حد ما.
وأضافت أن الأردن وإسرائيل، الدولتين الجارتين لسوريا، يوافقان على هذا الاتفاق الذي ينطبق على محافظتي درعا والقنيطرة (جنوب غربي البلاد).
وتوقعت (واشنطن بوست) أن تمارس أمريكا والأردن نفوذهما على حلفائهما من المعارضة لمراقبة الهدنة، على أن تقنع روسيا حليفها، الحكومة السورية، بوقف القتال.
وتابعت قائلة إن إيران وهي حليف الرئيس السوري بشار الأسد ليست طرفا في الاتفاق، موضحة أن طهران تمارس نفوذا واسع النطاق في المنطقة من خلال شبكتها من الميليشيات، بما في ذلك حركة حزب الله اللبناني.
ووفقا للصحيفة، ثمة مخاوف أن تعمل إيران على خنق صفقة من شأنها أن تزيد من نفوذ أمريكا بشكل كبير في هذا الجزء من سوريا.
ولا يزال يتعين وضع الكثير من التفاصيل، بما في ذلك آلية الإنفاذ. وقال مسئول أمريكي رفيع المستوى - شرط عدم الكشف عن هويته - إن التوقعات تدور حول نشر الشرطة العسكرية الروسية في المنطقة في نهاية المطاف.
إلا أنه من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستقبل الوجود الروسي على طول حدودها، على خلفية المخاوف من أن روسيا لا تستطيع ولا ترغب في احتواء توسع إيران وحلفائها.
وفي السياق ذاته، نسبت الصحيفة الأمريكية إلى أحمد مسالمة وهو رجل أعمال وناشط يعيش في منطقة يسيطر عليها المعارضة السورية في محافظة درعا، القول: "لا يزال هناك الكثير من التساؤلات العالقة حول كيفية تنفيذ وقف إطلاق النار، مما يجعل السكان غير متأكدين مما إذا كان ينبغي أن يكونوا متفائلين حيال هذا الأمر من عدمه".
وأضاف: "بعض الناس متشائمون، حيث أن لدينا خبرة حيال استغلال النظام السوري وروسيا وإيران للهدنة لإعادة تجميع قواتهما والتقدم. ومن ناحية أخرى، يشعر البعض بالتفاؤل لأن بحاجة إلى الاستقرار للعودة إلى حياتهم، أملا في أن تؤدي هذه الهدنة إلى التوصل حل سياسي".
========================
نيويورك تايمز: داعش لن تنهار بعد خسارة الموصل والرقة
http://www.masrawy.com/news/News_Press/details/2017/7/9/1117189/نيويورك-تايمز-داعش-لن-تنهار-بعد-خسارة-الموصل-والرقة
02:20 م الأحد 09 يوليو 2017
نيويورك تايمز: داعش لن تنهار بعد خسارة الموصل والرقةكتبت- هدى الشيمي: منذ ثلاث سنوات، أعلن أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش، من على منبر الجامع النوري القديم في مدينة الموصل، تأسيس دولة الخلافة في سوريا والعراق.  وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن لحظة إعلان الخلافة، كانت لحظة حاسمة لمقاتلي داعش، واستطاعوا الاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي في سوريا والعراق، وجذبوا أعداد كبيرة من المقاتلين الأجانب، وأنشأوا إدارة من البيروقراطيين المسؤولين عن المحاكم وآبار النفط والبترول. وأشارت الصحيفة إلى أن الأوضاع الحالية جعلت خلافتهم المزعومة تهتز بقوة. "خسائر كبيرة" وأوضحت نيويورك تايمز، أن القوات المدعومة من الولايات المتحدة في سوريا أحاطت مدينة الرقة، عاصمة الخلافة المزعومة. وفي العراق تمكنت القوات العراقية من استعادة ما تبقى من الجامع النوري، وتمكنوا من فرض سيطرتهم على مساحات واسعة من المدينة، وحاصروا مقاتلي التنظيم، فتقلصت أعدادهم كثيرا. ومع ذلك، فإن خسارة أكبر مدينتين تسيطر عليهما لن يؤدي إلى هزيمتها نهائيا، وفقا لما يراه محللون ومسؤولون أمريكيون وشرق أوسطيون. وقال حسن حسن، الزميل البارز لدى معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط في واشنطن، إن خسارة داعش تسببت في انهيار مشروع بنائه لخلافته وطموحه بتأسيس دولة، ما يقوض جهوده في الحصول على دعم، أو تجنيد المزيد من المقاتلين. "فرار القادة" وتابع قوله: "لكن داعش الآن أصبحت منظمة عالمية، وقيادتها وقدرتها على النمو مازالت متاحة، وبإمكانها النمو مرة أخرى". ورغم هزيمتها في أكبر معاقلها، تؤكد الصحيفة أن مقاتلي ومؤيدي داعش في سوريا والعراق لم يصبحوا بدون مأوى حتى الآن. ولفتت إلى أن التنظيم الجهادي ما يزال يسيطر على مساحات واسعة في العراق، مثل تلعفر، الحويجة، وغيرها من البلدات في الأنبار. وفي سوريا، فإن أكبر قادتها غادروا الرقة على مدار الستة أشهر الماضية، وذهبوا إلى بلدات سورية أخرى قريبة ما تزال تحت سيطرتهم. وبحسب مسؤولين أمريكيين فإن أغلب قادة داعش الفارين انتقلوا إلى الميادين، 110 ميل جنوب الرقة، مشيرة إلى أنهم أخذوا معهم وسائل ومعدات التجنيد والتمويل والدعاية والعمليات الخارجية، كما انتقل عدد كبير من مقاتلي داعش مع سلسلة من شبكة من مساعديهم الموثوق فيهم، إلى دير الزور والبوكمال. واستهدفت القوات الأمريكية الخاصة هذه المنطقة بطائرات بدون طيار، وطائرات هجومية، ما أدى إلى إضعاف التنظيم، وتقويض قدرتهم على المقاومة، والحفاظ على أراضيهم. "فصل جديد" وترى الصحيفة أن ما يحدث الآن يمثل فصلًا جديدًا في حياة التنظيم الذي تمتد جذوره إلى عام 2003، منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003. وبالقتال تحت أكثر من اسم مستعار، قتل المسلمون السنّة الذين انضموا إلى داعش فيما بعد، الكثير من العراقيين والقوات الأمريكية.  وأشارت الصحيفة إلى أن الصراع الجديد خلق فرص جديدة. فبعد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، انضم عدد كبير من السنّة إلى داعش. "محاولات" ووفقا لدراسة أجراها معهد ويست بوينت، فإن داعش شنت ما يقارب من 1500 هجوم في 16 مدينة في سوريا والعراق بعد استعادتها من أيدي مقاتليها، في محاولة منهم للتأكيد على قوتهم، وقدرتهم على التمرد والمقاومة. وفي إطار عالمي، تقول الصحيفة إن داعش شنت العديد من الهجمات في ليبيا ومصر، واليمن، وأفغانستان ونيجيريا والفلبين، ويحاولون تفعيل نشاطهم في مواقع ومساحات أخرى. وبحسب دراسة أجرتها جامعة جورج واشنطن بشأن الإرهاب والتطرف العالمي، وشملت فحص 51 هجوم إرهابي وقعوا في أوروبا وأمريكا الشمالية منذ يونيو 2014 وحتى يونيو 2017، فإن 18 % من بين 65 مُهاجم تم التعرف عليهم ومعرفة أنهم كانوا يقاتلون في صفوف التنظيم بسوريا والعراق، وأغلبهم كانوا من السكان الأصليين للمدن التي نفذوا فيها الهجمات.
========================
نيويورك تايمز: (بشار الأسد) انتصر مؤقتاً.. لكنه ساقط لا محال
http://www.all4syria.info/Archive/425236
كلنا شركاء:  نيويورك تايمز- ترجمة محمود محمد العبي- الفيحاء نت
في البداية، بعد انتفاضة الشعوب العربية، كان الديكتاتور الذي هرب بالطائرة، كما فعل زين العابدين بن علي في مطلع عام 2011. أما الآن، فقد انقلبت الآية: فالشعب هو من يغادر بحراً وبراً كما حدث في سوريا.
يثير هذا التحول بين الحاكم والشعب سؤالاً جوهرياً، لكنه بسيطاً ومأساوياً: هل يمكن للمرء أن يطالب بالديمقراطية بعد انتصار بشار الأسد في سوريا، حتى لو تبين أن هذا النصر مؤقتاً، كما يتنبأ البعض؟ ماذا يعني هذا الأمر لشعوب الشرق الأوسط؟
بالنسبة للكثيرين، الدرس الأول الذي يمكن استخلاصه من القضية السورية واضح: لا يمكن للمرء دائماً الانتصار بالثورة، أو على الأقل ليس بالسرعة المرجوة. حتى الآن ما يزال بشار الأسد على قيد الحياة، بل وقوي- على حساب ذبح نصف شعبه. والدليل على ذلك لا يمكن للمعارضة الشرسة من المنشقين عن الجيش ونسبة كبيرة من المجتمع الدولي الإطاحة بالديكتاتور.
بقتله للكثير من السوريين، قتل الأسد حلم الديمقراطية لكثير من السوريين الآخرين، فضلاً عن الكثير من الناس في أماكن أخرى في العالم العربي. حيث يمكنهم أن يروا أنه غالباً ما ينتهي المطاف بالثوري بالشهادة، أو السجن والتعذيب، أو كلاجئ غير مرغوب فيه. ومن هنا تبثُّ هذه النتائج المزرية الشكّ في نفوس أعتى الثوريّين والديمقراطيين وأكثرهم إيمانًا.
يؤكّد بقاء بشار الأسد في السلطة أنّ ثمن الديمقراطية باهظٌ، لا بل باهظٌ جداً. ومن النتائج الأخرى لبقاء بشار الأسد السياسي فكرة أن الثورة تفتح شهيّة دول العالم على الافتراس. فلا تزال النخب السياسية في العالم العربي ما بعد الاستعمارية، سواء كانت محافظة أو يسارية، حساسة من الدعم الأجنبي الذي يؤيد المطالب المحلية بالديمقراطية: فتذكّر سنوات الانتداب يكفي وحده لبثّ الشكوك حول النيّات الغربيّة.
تلقي المسألة السورية – الخاضعة للتحالفات مع إيران أو روسيا ضد السعودية أو قطر أو الولايات المتحدة – بوزنها على أن أي طلب للديمقراطية يترجم في نهاية المطاف إلى حالة من الفوضى، وتدعو الفوضى إلى عودة الاستعمار.
ومن الغريب أن النخب التي ترفض التدخل من الغرب تغض الطرف عن حقيقة واضحة: التهديد بالتدخل من أماكن أخرى. هذه هفوة يرتكبها المثقّفون في العالم العربيّ حين يفكّرون أنّ الاستعمار من نوع واحد وأنّ الساحة الروسيّة والإيرانيّة برأى منه. . فحين يتدخّل الروس أو الإيرانيّون يتحدّث المثقّفون العرب عنهم “كعون أو مساعد”. فالرئيس فلاديمير بوتين هو مثلهم ضدّ الاستعمار، وهو في خانة المحرّر أو الحليف.
وبالتالي فإن الاستنتاج الثاني الذي يجري استخلاصه من تجربة سوريا: الديمقراطية هي حصان طروادة للاستعمار الغربي الجديد.
وأخيراً، هناك درس آخر، دكتاتور خيرٌ من خليفة وهو ما يصعب اقتلاعه لتجذّره عميقًا لدى الرأي العامّ الشارعيّ العربي. حيث تؤكّد افتتاحيّات الصحف العربيّة ومواقع التواصل الاجتماعيّ أنّ وحشيّة داعش من مسؤوليّة التدخّل الغربيّ الذي فكّك الأنظمة الديكتاتوريّة التي شيّدت سدّاً في وجه التيّارات الأصوليّة.
أقنع بشاّر الأسد الغربيّين والنخب المحليّة والرأي العام أن الديكتاتوريّة سور منيع في وجه الأصوليّات والهمجيّات. وهذه الفكرة التي بدت عملاقة في الحرب السوريّة يعبّر عنها بشكل خافت في مصر واليمن والمغرب وتونس والجزائر.
أما الدرس الثالث، بعد ست سنوات من هرب بن علي من تونس: فكرة أنه إذا أدت الديمقراطية إلى وصول الإسلاموية إلى السلطة، كان من الممكن على الشعوب التمسك بنظام قمعي.
ولكن هل هذا صحيح؟
بالطبع لا. إنّها الديكتاتوريّات القامعة التي تُنتج حلقات مفرغةً تصبّ في مصلحتها آنيًا على الأقلّ، فهذا المنطق تصاعديّ لا محال. فهذه الأنظمة كي تبقى في السلطة تزداد قمعًا فتنتجُ معارضين ينضمّون إلى صفوف الإسلاميّين.
انتصر بشار الأسد، لكن انتصاره وقتي وليس دائماً.
من ناحية أخرى، حين ينتهي وقته سيسقط، وسيترك سوريا بلا خيارات. أمّا الربيع العربيّ أو ما تبقّى منه فخياراته صعبة: بين الفوضى والاستقرار، والقمع والمجازر، والديكتاتوريّة والديمقراطيّة.
========================
معهد واشنطن: هل عاد نصف مليون لاجئ إلى سوريا حقاً؟؟ نظرة وراء الأرقام
http://www.all4syria.info/Archive/425221
كلنا شركاء: فابريس بالونش- معهد واشنطن
في 30 حزيران/يونيو، أعلن “مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” [“المفوضية”] أن ما يقرب من نصف مليون سوري عادوا إلى ديارهم بين شهريْ كانون الثاني/يناير وأيار/مايو 2017. وقد اتّسم التقرير بلهجة متفائلة إزاء احتمال عودة الملايين إذا ما “تعزّز السلام والاستقرار في سوريا”. غير أن بعثة بحثية قام بها كاتب هذا المقال إلى لبنان وركّزت على اللاجئين السوريين كانت متحفظة حول ما إذا كان يجدر بالسوريين العودة أساساً، حتى لو أصبح حلم السلام الخيالي حقيقة واقعة.
مشكلة البيانات
تتمثل النقطة الأولى التي يجب تسليط الضوء عليها خلال تحليل الرقم الذي صدر مؤخراً عن “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” في أن 443 ألفاً من العائدين هم في الواقع مشردون داخلياً (ما زالوا يعيشون في سوريا)، من أصل 6.3 ملايين مشرد داخلي مسجل. وكان 31 ألفاً منهم لاجئين فقط (يعيشون خارج سوريا)، قد فروا إلى البلدان المجاورة (لبنان وتركيا والعراق ومصر والأردن). وعلاوةً على ذلك، فحتى مع عودة عدد قليل من اللاجئين إلى سوريا، لا يزال عدد اللاجئين الذين يخرجون منها يزداد بنسبة أكبر، وهو واقع ناجم إلى حد كبير عن استمرار عدم الاستقرار في جميع أنحاء البلاد. فبين كانون الثاني/يناير وأيار/مايو 2017، ارتفع عدد اللاجئين السوريين المسجلين من 4.9 ملايين إلى 5.1 ملايين، وفقاً لـ “المفوضية”. وفي حين تراجع عدد المشردين داخلياً بشكل مطرد من 7.5 مليون منذ خريف عام 2015، يجب على كل من يقْدِم على تقييم هذه المسارات أن يكون حذراً للغاية تحسباً لأي تلاعب في البيانات لأغراض سياسية.
إن مفهوم المشردين داخلياً أوسع بكثير من مفهوم اللاجئين إذ يشمل كل من غادر منزله – والذي قد يكون بدوره قد سافر مسافات قصيرة جداً أو طويلة جداً. وبالطبع من شأن الانتقال لمسافات أقصر أن يعزز احتمال العودة. ومن بين العائدين الذين دوّنت “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” أسماءهم، عاد مئات من المشردين داخلياً الذين كانوا يقيمون غرب حلب إلى شرقها، في حين عاد أولئك من بين المشردين داخلياً الذين أقاموا في ضواحي دمشق إلى القابون أو قدسيا عندما أعاد الجيش السوري احتلال هاتين المنطقتين في خريف عام 2016. وقد تبرز ظاهرة مماثلة بعد استعادة الرقة من تنظيم «الدولة الإسلامية». وفي المقابل، بالنسبة إلى الأسر التي تميل إلى المتمردين في داريا أو حي الوعر في حمص أو الزبداني – والتي تم إرسالها إلى إدلب بعد اتفاق مع النظام – هناك فرصة ضئيلة لعودتها الوشيكة إلى ديارها.

ومن العوامل المعقدة في هذا النقاش أن “مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية” [“المكتب”]، وهو الهيئة المسؤولة عن المشردين داخلياً، لا يجري الإحصاء بنفسه. وعوضاً عن ذلك، يبالغ الإداريون الحكوميون السوريون والمتمردون على السواء بتقديراتهم حيال المشردين داخلياً من أجل الحصول على أكبر قدر ممكن من المساعدات الغذائية وإثبات أن كل معسكر يتواجد فيه هؤلاء المشردين يسيطر على غالبية السكان. وقد دفع هذا التلاعب بـ “المكتب” إلى إعادة تقييم إحصاءاته في خريف عام 2015، حيث أظهرت النتيجة تراجعاً كبيراً في التقديرات من 7.5 إلى 6.5 مليون مشرد داخلياً. ووفقاً لمصادر الأمم المتحدة، تشير البيانات عن المشردين داخلياً إلى أن المتمردين ضخموا أرقامهم أكثر مما فعله المسؤولون الحكوميون. وقد يبدو هذا التباين منطقياً نظراً لأن العديد من السكان فرّوا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام بحثاً عن الأمن، إلا إذا كانوا متورطين في التمرد. فقد وفّرت المناطق الحكومية قدراً أكبر من الأمن لأنها لم تتعرض لقصف جوي متكرر أو فُرض عليها حظر ولأن الخدمات العامة ما زالت متوفرة.
وبالمقارنة مع بيانات اللاجئين الصادرة عن سوريا، تبدو بيانات “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” و”رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية” – المنظمة التركية المسؤولة عن اللاجئين – أكثر موثوقية. فالمنظمتان تأخذان عملية تسجيل الطلبات على محمل الجد، ولا تقومان بتشويه بياناتهما. وقد يكون واقع أن العديد من اللاجئين لا يريدون تدوين أسمائهم سبب “تراجع” الأرقام. وفي لبنان، أظهرت دراسة أجرتها “جامعة القديس يوسف” في بيروت أنه جرى تقدير أعداد اللاجئين بأقل مما هي عليه بنسبة 23 في المائة في عام 2016. ومن بين هذه النسبة، لم يعد الكثيرون مسجلين لأن اللاجئين المنفردين أو الذين ليس لديهم أطفال صغار، على سبيل المثال، ليسوا مؤهلين عموماً للحصول على المعونة الإنسانية. فضلاً عن ذلك، فإن معظم اللاجئين السوريين الذين جاؤوا إلى لبنان بعد عام 2015 غير مؤهلين للحصول على مساعدات إنسانية، وبالتالي ليس لديهم حافز كبير للبقاء في البلد المضيف. كما أن بطاقات اللاجئين لا تعفيهم من ضرائب تصريح الإقامة – 200 دولار في السنة للذين تزيد أعمارهم عن أربعة عشر عاماً. وبالتالي، يحصل العديد من السوريين على عقود عمل مزيفة، على الرغم من أن أصحاب العمل الذين يوفّرون هذه الأوراق المزورة ليسوا سوى مهربين في معظم الأحيان. ويساعد ذلك على تفسير سبب عدم تراجع العدد الفعلي للاجئين السوريين في لبنان على ما يبدو، حيث أن الوضع في سوريا لا يزال غير مشجع لعودتهم إلى وطنهم.
العوامل التي تؤدي إلى تعقيد العودة إلى سوريا
لا تزال العقبة الرئيسية أمام العودة هي انعدام الأمن. غير أن هذه النظرية تختلف وفقاً للأصل الجغرافي، والمستوى الاجتماعي- الاقتصادي، وبطبيعة الحال، احتمال الضلوع في مقاومة النظام السوري. ومع ذلك، فإن عاملاً مشتركاً يجمع كافة الرجال السوريين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و45 عاماً، ألا وهو الخوف من تجنيدهم في صفوف الجيش السوري أو جماعات المتمردين أو «قوات سوريا الديمقراطية» الأكبر حجماً، وفقاً لمكان إقامتهم. وبالتالي، لا تزال العديد من الأسر تفضّل مغادرة سوريا بصورة احترازية عندما يشارف أبناؤها على بلوغ الثامنة عشر من العمر، الذي هو سن التجنيد الإجباري. وطالما لا يزال القتال مستمراً، سيواصل اللاجئون الهرب من البلاد – وستكون عودة أعداد كبيرة منهم محدودة. وعند انتهاء القتال، لن يكون هناك شئ قد يطمئن مئات الآلاف من “الفارين من الخدمة العسكرية” سوى العفو وحده.
أما فساد المسؤولين السوريين فيشكّل السبب الثاني لبقاء اللاجئين في لبنان. فمن جهتهم، لا يجرؤ الرجال على العودة إلى سوريا خوفاً من اعتقالهم التعسفي، وإرغامهم على دفع مبالغ كبيرة للإفراج عنهم. وفي هذا الإطار، قال لاجئ أجْريتُ معه مقابلة في لبنان إنه اضطر إلى دفع 3 آلاف دولار ليتم الإفراج عنه من السجن رغم علاقته “الجيدة” مع السلطات السورية. كما دفع عمه، الذي يعمل في الكويت، 15 ألف دولار لأجهزة المخابرات لإطلاق سراح ابنه البالغ من العمر 17 عاماً والذي كان قد اعتُقل اعتباطياً في دمشق. فضلاً عن ذلك، منذ بداية الحرب الأهلية، حصل عدد هائل من عمليات الخطف في سوريا حيث كان المستهدفون الرئيسيون رجالاً في سن الخدمة العسكرية، وأبناء أسر غنية، وأولئك الذين لديهم أسر تعيش في الخارج.
وغالباً ما يروي السوريون الذين يعودون إلى ديارهم السابقة قصصاً مرعبة. وقد حملت شهادة لاجئ من حلب زار منزله في نيسان/أبريل 2017 فصاحة خاصة، رغم أنها بدت أنها تنقل واقعاً أوسع نطاقاً: “عدتُ إلى شقتنا في الأشرفية [حي في شمال شرق حلب]. واضطررت إلى دفع رشوة بقيمة 100 دولار [راتب شهرين لموظف حكومي]، للانتقال من الحدود اللبنانية إلى حلب. كنت قد حزمت حقيبة طعام لأختي: شاي وقهوة وحليب مجفف وما إلى ذلك. ولكن بمجرد وصولي إلى حلب، كانت حقيبتي فارغة لأنه في كل نقطة تفتيش على الطريق كانوا يأخذون شيئاً منها. وجدت أنه يمكن إصلاح شقتنا ولكن بتكلفة باهظة جداً، وليس هناك كهرباء تقريباً. أما متجرنا، فكان قد دُمر ونُهب. لقد فضلنا البقاء في لبنان وانتظار تأشيرة الدخول إلى أوروبا أو كندا”.
الظروف المعيشية في لبنان سيئة ولكن مقبولة
تُعتبر أوضاع العائلة الآنفة الذكر جيدة نسبياً في لبنان: فجميع أفرادها يحصلون على دعم “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين“، ولدى الزوج عمل دائم كما التحق أولاده الأربعة في المدرسة. أما في سوريا، فالوضع الاقتصادي والفساد وانعدام الأمن المتفشي، كلها عوامل تحول دون عودتهم، لا سيما وأن ذلك يعني التخلي عن وضعهم كلاجئين ومن ثم إمكانية الهجرة إلى بلد آخر. وحتى لو لم يتمّ منح بضع مئات من تأشيرات الدخول سنوياً من قبل الاتحاد الأوروبي وكندا وأستراليا والولايات المتحدة، فإن مثل هذه الفرص الضئيلة تستمر في تحقيق أحلام المغادرة في المستقبل. وتتنامى الرغبة في الهجرة بشكل إضافي بسبب ملايين اللاجئين السوريين الجدد منذ عام 2012 الذين يعيشون في البلدان الشمالية (معظمهم من ألمانيا والسويد وكندا) والذين يشاركون تجربتهم مع أقاربهم. بالإضافة إلى ذلك، ليس هناك جدار يحمي حدود الاتحاد الأوروبي، لذلك يتمّ أحياناً إنقاذ الناس في البحر، كما لم يتم إلغاء الحق بلمّ شمل الأسرة من “معاهدة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لعام 2003”.
وفي لبنان، تسمح المساعدات الإنسانية التي تقدمها “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين“ والدعم المقدّم من العديد من المنظمات غير الحكومية للاجئين السوريين بتمديد فترة إقامتهم في البلاد، حيث تتمّ تغطية الطعام والرعاية الصحية إلى حد كبير، كما هو مشار إليه في المثال السابق، بينما الإنفاق الرئيسي يكون على الإيجار. ويوافق السوريون على العمل لقاء أجر صافي أدنى من ذلك الذي يتلقاه اللبنانيون، وبخلاف اللبنانيين، لا يصرحون عن دخلهم إلى الضمان الاجتماعي. وفي شمال وشرق لبنان، حيث يتركز اللاجئون، يموّل “البنك الدولي” بناء الطرق الريفية من أجل استحداث فرص عمل للاجئين، مع الاستثمار في البلد المضيف أيضاً. إن وضع اللاجئين السوريين غير مرضٍ إلى حدّ كبير، لكنه أفضل بالنسبة إلى العديد منهم من البدائل في سوريا. وبالنسبة إلى المجتمع الدولي، تبقى المعضلة في أنه بينما يخفف توفير المساعدات من المعاناة، إلّا أنّه قد يرسل إشارات مضللة إلى اللاجئين فيما يتعلق بمستقبلهم.   
حياة مفضلة في الخارج – ما لم تتدهور الظروف
أظهر آخر استطلاع أجرته “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين“ أن 6 في المائة فقط من اللاجئين السوريين يريدون العودة إلى بلادهم في المستقبل القريب، في حين يقول 8 في المائة إنهم لن يعودوا أبداً. كما أن نحو ثلاثة أرباع اللاجئين يترددون رسمياً
وليس هناك شك بأن الطريقة التي تتطور بها هذه المشاعر ستعتمد على الظروف الأمنية وسرعة إعادة الإعمار في سوريا. ومع ذلك – كقاعدة عامة –  كلما طالت فترة إقامة اللاجئين خارج بلادهم، كلما انخفض احتمال عودتهم إلى بلدانهم الأصلية. ومع ذلك، إذا تدهورت الأوضاع بشكل كبير في بلدهم المضيف – لبنان، في هذا المثل – سيقتنع اللاجئون السوريون بالعودة إلى ديارهم بغض النظر عن أي تحسن في الوضع الأمني والاقتصادي. وقد يؤدي أيضاً تدهور الظروف المعيشية والأمنية في لبنان إلى بروز الفكر المتطرف في أوساط الذين لا يمكنهم العودة إلى سوريا والذين يستسلمون لليأس في خضم ذلك.
========================
معهد واشنطن: الصراع السوري واللقاء الهامشي بين ترامب وبوتين
http://www.all4syria.info/Archive/425230
كلنا شركاء:نيكولاي كوزهانوف- معهد واشنطن
في السابع من تموز/يوليو اجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين. وكان الصراع السوري من بين المواضيع التي نوقشت، علماً بأنه موضوع يستوجب من كلا الزعيمين مجهوداً من أجل إيجاد أرضية مشتركة.
الضربة على “قاعدة الشعيرات” وعواقبها
في ما يتعلق بسوريا، شكلت الضربة الجوية الأمريكية التي استهدفت “قاعدة الشعيرات” الجوية الخاضعة للنظام في نيسان/أبريل خطوةً مهمة كونها أظهرت لموسكو أن ترامب سيكون أكثر حسماً في استخدام القوة من سلفه باراك أوباما. كما أن الغارة الجوية أظهرت للرئيس السوري بشار الأسد أن الدعم الروسي لا يضمن له الحماية المطلقة إذا استمرت دمشق في الانخراط في التحركات التي ينظر إليها المجتمع الدولي على أنها غير مقبولة مثل استخدام الأسلحة الكيميائية سواء ضد المعارضة أم الشعب السوري.
غير أن ضربة “الشعيرات” لم تغير قواعد اللعبة، وذلك لأن لا النظام السوري ولا حلفاؤه الروس والإيرانيين قد غيّروا استراتيجيتهم في أعقابها. وقد حافظت روسيا على وجه الخصوص على استراتيجية متجذرة في فرض ضغوط عسكرية وسياسية على المعارضة بهدف إقناع القوات المناهضة للأسد والأطراف الأجنبية الراعية لها بتبني الرؤية الروسية لسوريا في مرحلة ما بعد الصراع. ووفقاً لهذه الرؤية، سيصمد نظام الأسد، الأمر الذي سيضمن الوجود الروسي النشط في الحياة السياسية والاقتصادية للبلاد بعد انتهاء القتال.
وكان السبب الرئيسي في حفاظ روسيا على الوضع الراهن هو انعدام المتابعة من قبل الولايات المتحدة. ففي الأيام التي أعقبت الضربة، كانت موسكو تستعد لتغييرات محتملة في المقاربة الأمريكية تجاه سوريا، من بينها زيادة الضغط العسكري الأمريكي على دمشق وإحباط أي أمل بالحوار بين الغرب وروسيا بشأن الأسد. ومع ذلك لم تحدث مثل هذه التغييرات. فوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيليرسون وفى بخططه لزيارة موسكو، حتى مع الغاء نظيره البريطاني بوريس جونسون زيارته لها. ومن جهة موسكو، هدأت المخاوف الروسية مع استنتاج الكرملين بأنه بينما قد يكون ترامب مستعداً لاستخدام القوة إلّا أنّه – على غرار أوباما – يريد تجنب التوغل عميقاً في الوحل السوري. وبذلك تستطيع روسيا أن تواصل اعتبار نفسها اللاعب الرئيسي في البلاد.
وعلاوةً على ذلك، عندما هدد ترامب مؤخراً بتكرار العمل العسكري ضد الأسد حول احتمال استخدام الأسلحة الكيميائية، شعرت روسيا على الأرجح بالثقة في استمرار دورها المؤثر في الصراع. وتنبع هذه الثقة من الشعور بموقعها الأقوى بصورة عامة في الحرب بالمقارنة مع الغرب. وبالتالي، فبينما تسببت حادثة إسقاط قوات التحالف للطائرة السورية مؤخراً بوضع روسيا في حالة تأهب، لم يتأثر الكرملين عموماً بالأعمال الأمريكية المكثفة التي نفّذت في أيار/مايو وحزيران/يونيو. بالإضافة إلى ذلك، يعتقد المسؤولون الروس أن آلية اتخاذ القرارات بشأن سوريا لدى ترامب لا تزال مضطربة وأن الإدارة الأمريكية لم تستقر بعد على استراتيجية بعيدة المدى. وبالنظر إلى هذه الصورة الأكبر، من غير المحتمل أن يتأثر بوتين بالتصريحات الأمريكية العرَضية التي تهدد بالضربات الجوية في حال استخدام [سوريا] للأسلحة الكيميائية. وأحد التفسيرات المحتملة التي تطرحها موسكو للتهديد الأخير هو رغبة ترامب في استعراض عضلاته العسكرية، مقابل ضعف أوباما المتصوَّر، وذلك قبل لقائه مع بوتين خلال قمة مجموعة العشرين. ولذلك التزم الجانب الروسي الصمت بشأن هذه المسألة، مفضلاً الانتظار للاجتماع الفعلي قبل التلميح إلى الخطوة التالية في الحوار بين الولايات المتحدة وروسيا حول سوريا.
مناطق الحد من التصعيد
من الخطوات الرئيسية التي تقوم بها روسيا حالياً لتعزيز موقفها التفاوضي هي إقامة مناطق لتخفيف حدة التصعيد، وهي بادرة تكتيكية بحتة لكسب المزيد من الوقت للنظام السوري ومؤيديه. ومن وجهة النظر الروسية، تهدف هذه المناطق إلى تحقيق عدة أهداف محددة، وهي:
1. من خلال طرح هذه الفكرة، تُظهر روسيا أنها لا تزال تترأس المفاوضات بشأن التسوية السياسية في سوريا. ومن خلال إرغام الأطراف الدولية الأخرى على التركيز على هذه المبادرة وغيرها من المبادرات الروسية، يشتت الكرملين كذلك انتباه هذه الدول عن استراتيجياتها الخاصة.
2.  كانت روسيا قلقة من الشائعات المتداولة حول تقديم إدارة ترامب طروحاتها الخاصة حول مناطق حظر الطيران، التي من شأنها أن تقسّم سوريا إلى أجزاء يُزعم أنها مواتية للمعارضة. ولذلك سارعت روسيا إلى طرح بديل من شأنه أن يوجِد معاقل سنية – بدلاً من تقسيم البلاد – ويُنشئ مناطق لتخفيف حدة التصعيد تكون خاضعة لسيطرة حلفاء دمشق.
3. من شأن مناطق تخفيف حدة التصعيد أن تضفي طابعاً إقليمياً على النزاع السوري وتعزل التجمعات العسكرية الأكثر عدائية ضمن مناطق تخفيف النزاع هذه. كما تتوقع روسيا من التجمعات الموالية لتركيا و«هيئة تحرير الشام» (التي كانت تُعرف سابقاً بـ «جبهة النصرة» و «جبهة فتح الشام») المحاصرة ضمن مناطق تخفيف حدة التصعيد أن تفشل في إيجاد قضية مشتركة وتبدأ في القتال فيما بينها. وأفادت بعض التقارير على هذه الجبهة أن دمشق أطلقت سراح المئات من مقاتلي «أحرار الشام» في نيسان/أبريل ونقلتهم إلى إدلب لتعزيز موقفهم ضد «هيئة تحرير الشام». وفي خطوة مرتبطة بالسياق نفسه، أغفلت روسيا مؤخراً عن ذكر «هيئة تحرير الشام» في خطاباتها المتعلقة بمكافحة الإرهاب وحوّلت تركيزها نحو تنظيم «الدولة الإسلامية». ويشير بعض الخبراء إلى أن هذا التحول كان متعمدٌاً وهدفه الاعتراف بشكل غير رسمي بـ «هيئة تحرير الشام» كالقوة المسيطرة على مناطق تخفيف حدة التصعيد، وبالتالي وضعها في موقع اشتباك محتّم مع التجمعات الأخرى.
4. بشكل عام، من شأن إقامة أربعة مناطق صالحة نسبياً أن تُبقي المعارضة السورية منشغلة بالصراع على القوة داخل هذه المناطق. وفي الوقت نفسه، ستتمكن موسكو من التركيز على الصراع ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». وإذا تم تنفيذ الاستراتيجية المتعلقة بمناطق تخفيف حدة التصعيد بنجاح، سوف تشن روسيا هجوماً واسع النطاق على دير الزور، وستصوّر سقوط هذه المدينة على أنه انتصار على تنظيم «داعش» وإنجاز رسمي للأهداف الروسية في سوريا. وستعمل الحملات الدعائية الروسية على إظهار موسكو بأنها الرابح الواضح، مقارنةً بـ “التقدم البطيء” الذي يسجله الغرب في حربه  ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق. وقد تستخدم روسيا أيضاً هذا الانجاز كذريعة للانسحاب جزئياً من المستنقع السوري.
وأخيراً، ترى موسكو أن المناطق المقترحة لتخفيف حدة التصعيد هي ثمرة ناتجة عن تجربتها السابقة في إبرام اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار بين دمشق والجماعات المقاتلة المحلية. وبالفعل، تتناقض هذه النجاحات بشكل صارخ مع فشل المحادثات السياسية العالمية في جنيف وأستانا، الأمر الذي يشجّع روسيا على المضي قدماً في مساعيها.
الاستنتاجات
نظراً للمقاربة الروسية الموضحة أعلاه، لا بد لإدارة ترامب أن تعمل فوراً على وضع استراتيجية جديدة بشأن سوريا تعبّر عن رؤية واضحة لمستقبل البلاد وتُظهر استعداد الولايات المتحدة لحمايتها. وعندئذ فقط ستصبح المناقشات الحقيقية والفعالة بين الولايات المتحدة وروسيا أمراً ممكناً. وعلى العكس من ذلك، فإن غياب مثل هذه الاستراتيجية الأمريكية سيُظهر لروسيا أن الولايات المتحدة غير مستعدة للاضطلاع بدور جدي في سوريا. وفى حالة ركود الحوار بين الولايات المتحدة وروسيا حول سوريا، من الممكن أن تجري موسكو تعديلات خطيرة على سياستها، فتبتعد أكثر عن الموقف الأمريكي.
إن الخلفية الموجزة لهذه الأحداث هي أنه في أعقاب فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، توقّع الكرملين بدء حوار مستدام حول احتمالات تسوية الصراع في سوريا، والنضال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، ومستقبل البلاد بعد انتهاء الصراع. وعلى الرغم من عدم توهّم موسكو بشأن الطبيعة الحافلة بالتحديات لهذه المحادثات – كانت تخطط لإقناع واشنطن بخطورة رؤيتها الخاصة – إلا أن روسيا كانت ستعتبر إن مجرد بداية الحوار حول قضايا محددة هو بمثابة تقدم بحد ذاته. ولكن مثل هذه البداية تستوجب رؤية القيادة الروسية أجندة أمريكية جديدة في سوريا يتم تحديدها بوضوح من قبل البيت الأبيض. وهذا أمر لم يحدث بعد بنظر موسكو.
وفي ظل الغياب المستمر لسياسة أمريكية واضحة في سوريا، من المحتمل أن يتضاءل اهتمام موسكو بمزيد من الحوار مع واشنطن. ومن شأن مثل هذه النتيجة أن تؤدي إلى عدم احتفاظ السلطات الروسية إلا بالحد الأدنى من الاتصالات مع نظيرتها الأمريكية عوضاً عن محاولة تعزيزها. وفي الوقت نفسه، سوف يركز المسؤولون الروس اهتمامهم على الحوار مع الأطراف الإقليمية، وتحديداً تركيا وإيران، من أجل ضمان إقامة مناطق تخفيف حدة التصعيد الخاصة بهم. وبالتالي فإن قدرة الولايات المتحدة على التأثير على المقاربات الروسية في سوريا سوف تتضاءل إلى حدٍّ أكبر.
إن ازدياد التركيز الروسي على التعاون مع القوى الإقليمية على حساب تعميق الحوار مع الولايات المتحدة سوف يخدم بالمثل مصالح طهران ويجعل الكرملين أكثر اعتماداً على وكلاء إيران فيما يتعلق بإقامة مناطق تخفيف حدة التصعيد. وغني عن البيان أن إيران قد اكتسبت بالفعل الكثير من التدخل الروسي في سوريا من حيث تأثيرها في سوريا والمشرق. وعلى الرغم من أن الأهداف المتباينة على المدى الطويل لكل من روسيا وإيران في سوريا تثير قلق موسكو دون شك، إلا أن توقف المحادثات مع الغرب سيجبر الكرملين على الاعتماد على طهران وتوابعها من أجل تحقيق أهدافه.
========================
الصحافة العبرية :
معاريف :السباق إلى البحر الأبيض المتوسط
http://www.alquds.co.uk/?p=750401
ممران بريان يشغلان متخذي القرارات في إسرائيل: الاول يشكل مصدرا للقلق والثاني يشكل مصدرا للأمل. والاثنان يتم تحريكهما بناء على نفس الاستراتيجية وهما يتعلقان بالسعودية.
الممر الاول باسم «الهلال الشيعي»، وهو محاولة إيران استغلال الفوضى في سوريا والعراق من اجل اقامة جسر بري بين إيران والمناطق الشيعية في شمال العراق، التي توجد الآن تحت تأثير طهران، وحتى سوريا ولبنان. وبهذا تحقق إيران موطيء قدم ومنفذ إلى البحر المتوسط عن طريق ميناء اللاذقية في المنطقة العلوية.
مثلما كتب هنا في عدة مناسبات، فإن انشاء الممر الشيعي سيسهل على إيران ارسال القوات والسلاح إلى سوريا ولبنان، هذه العملية التي تحدث الآن من خلال القطارات الجوية التي تستخدمها في مطار دمشق. وهذا الامر سيصعب على إسرائيل الحصول على المعلومات الاستخبارية عن قوافل السلاح التي تسير في طريقها وتشويش حركتها من خلال القصف الجوي الذي نسب اليها في السنوات الاخيرة. وهذا الممر يشير ايضا إلى مناطق تأثير إيران والخريطة الاقليمية الاستراتيجية. وبهذا يمكنها انشاء طرق بديلة لتعزيز قوة حزب الله، بما في ذلك القدرة على انتاج وتطوير الصواريخ في لبنان.
جميع من لهم صلة بالحروب في سوريا والعراق يستعدون لليوم التالي، اليوم الذي سيتم فيه القضاء على داعش وعلى فكرة الخلافة الإسلامية الجغرافية. إن جهود اقامة الخلافة البديلة في اماكن مختلفة في العالم ـ المكان المطروح الآن هو الفلبين ـ ستستمر. وإلى جانبها ستستمر محاولات المتطرفين الإسلاميين لتنفيذ العمليات في الغرب. فليس ممكنا قتل فكرة ايديولوجية. ولكن عندما يستكمل الجيش العراقي احتلال الموصل، والمليشيات الكردية تقوم باحتلال الرقة «عاصمة الخلافة الإسلامية» سينشأ واقع جديد من شأنه أن يسقط مثل ثمرة ناضجة في أيدي إيران برعاية روسيا.
الضغط الامريكي فقط يمكنه منع ذلك. ولكن ليس من الواضح ما هو موقف الولايات المتحدة، هذا اذا وجد موقف أصلا. في التصريحات الرسمية تزعم واشنطن أن تدخلها في سوريا والعراق له هدف واحد وهو هزيمة داعش. وقد سمعنا ذلك بوضوح في هذا الاسبوع من قادة في الاسطول الامريكي اثناء زيارة المراسلين الإسرائيليين لحاملة الطائرة «جورج بوش» التي رست في ميناء حيفا.
بغض النظر عن امكانية تحليل موقف ادارة ترامب، يدور جدال قوي بين معسكرين حول هذا الامر. الاول برئاسة وزير الخارجية الامريكي ريكس تلرسون، ويبدو ايضا وزير الدفاع جيمس ماتيس، الامر الذي يعتبر أن دور الولايات المتحدة يجب أن ينتهي في اللحظة التي ينتهي فيها داعش، وأنه يجب افساح المجال لروسيا كي ترسم مستقبل سوريا. معسكر آخر بقيادة عدة موظفين رفيعي المستوى في مجلس الأمن القومي يحاول اقناع ترامب بأنه يجب على الولايات المتحدة لعب دور ناجع في سوريا ومنع تحولها إلى منطقة تأثير لروسيا وإيران.
إسرائيل تفضل بالطبع استمرار واشنطن في لعب دور حاسم في سوريا، ايضا بعد انتهاء المعارك، وأن تمنع بشكل خاص الوجود الإيراني أو المليشيات التابعة بها ومنها حزب الله قرب الحدود في هضبة الجولان. ولكن ليس من الواضح ما هي الجهود التي يبذلها المستوى السياسي والامني في إسرائيل من اجل التأثير، ولو بشكل غير مباشر، على الخطوات الدبلوماسية المتعلقة بمستقبل سوريا، والتي تحدث في نفس الوقت في عدة اماكن في العالم. إسرائيل قامت بابعاد نفسها عن المشاركة في المحادثات التي تجري في كازاخستان، وقررت عدم المشاركة ايضا في المحادثات التي تجري بين الاردن والولايات المتحدة وروسيا حول اقامة مناطق أمنية في جنوب سوريا، ليس بعيدا عن الحدود مع إسرائيل.
هذا الموقف يقوده وزير الدفاع افيغدور ليبرمان، الذي أكد على ذلك في لقاء له مع المراسلين في هذا الاسبوع. صحيح أن ليبرمان قال إن إسرائيل لن توافق على أي اتفاق يبقي الاسد بشكل شرعي، المسؤول عن قتل 600 ألف شخص وعن استخدام الغاز. «ممنوع أن نوافق على اتفاق يسمح ببقاء المحور الشيطاني»، لكنه أكد على أن غياب إسرائيل عن النقاشات لن يضر بمصالحها الحيوية: «أي اتفاق يناقض مصالحنا لن يكون ملزما لنا. نحن لن نوافق على تدخل إيران أو حزب الله».
موقف وزير الدفاع راسخ ايضا، حسب اقواله، في الاعتراف بحدود قدرة إسرائيل. «ممنوع أن نطور جنون العظمة. اللعبة هي الآن بين روسيا والولايات المتحدة»، قال وزير الدفاع للمراسلين. «هناك مصالح دولية لا يمكننا التأثير فيها». وأضاف ليبرمان بأنه بدون مشاركة إسرائيل في المحادثات «لدينا القدرة على ايصال رسائلنا ومواقفنا ونحن نقوم بالتحدث مع جميع الاطراف».
هناك من يعتقد في المؤسسة العسكرية والامنية أن موقف ليبرمان من شأنه أن يضر بمصالح إسرائيل الحيوية. ويذكرون في هذا السياق القول المأثور حول الشرق الاوسط «اذا لم تشارك في أكل الوجبة فقد تكون أنت الوجبة نفسها».
موقف ليبرمان يعتمد ايضا على حقيقة أنه اضافة إلى إسرائيل، فإن لإيران الكثير من الأعداء في الشرق الاوسط. ومعظم العالم العربي السني يخاف منها ويعاديها. وعلى هذه الخلفية، واعتمادا على القول القديم «عدو عدوي هو صديقي»، هناك تقارير في وسائل الاعلام الاجنبية تقول إن العلاقة بين إسرائيل والسعودية تعززت في السنوات الاخيرة. واذا كان هذا الامر صحيحا، فإن هذه العلاقة هي التي تحرك اقامة الممر البري الثاني. وبشكل رسمي، إسرائيل والسعودية توجدان في حالة حرب، اضافة إلى جيوش عربية اخرى، ارسلت السعودية جيشا صغيرا شارك في حرب الاستقلال في العام 1948، وفعلت ذلك ايضا في حرب الايام الستة. وفي العام 1973 قامت بفرض حصار النفط على الولايات المتحدة وغرب اوروبا في محاولة للمساعدة في جهود الحرب لسوريا ومصر.
ولكن منذ بداية الثمانينيات بدأ يحدث تحول في موقفها من إسرائيل والموضوع الفلسطيني. الكلمات المفصلية لفهم سياسة السعودية الخارجية هي «الأمن» و»الاستقرار»: يمكن اعتبار الصهيونية معتدية، لكن في نفس الوقت يمكن ايجاد مصالح مشتركة. لهذا ليس غريبا أن السعودية تقف من وراء مبادرات وخطط لانهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. الخطة الاولى من هذه الخطط كانت مبادرة الملك فهد في العام 1998 عندما كان وليا للعهد، التي طالبت إسرائيل بالانسحاب من جميع المناطق، بما فيها القدس العربية، والاعتراف بحق العودة أو دفع التعويضات لمن لا يريد العودة. وبند آخر كان بمثابة الاعتراف بإسرائيل قال إنه من حق جميع الدول في المنطقة العيش بسلام. وإسرائيل برئاسة رئيس الحكومة مناحيم بيغن رفضت هذه المبادرة.
بعد مرور عشرين سنة على ذلك بادرت السعودية إلى خطوة سياسية اخرى. وقامت بطرح خطة وضعها الملك عبد الله عندما كان في حينه وليا للعهد. وتحدثت الخطة عن تطبيع العلاقات ولم تذكر مشكلة اللاجئين. تبنت الجامعة العربية المبادرة السعودية، لكنها أدخلت عليها بعض التعديلات. ولكن إسرائيل تجاهلت هذه الخطة. ورغم ذلك بقيت مصالح الدولتين متشابهة وتعاظمت من حول المصلحة الاساسية المشتركة: منع إيران من الحصول على السلاح النووي وكبح جهودها من اجل السيطرة الاقليمية.
على هذه الخلفية، وبناء على تقارير اجنبية، التقى موظفون إسرائيليون رفيعو المستوى مع موظفين سعوديين في السابق. ونشرت وسائل الاعلام في السنوات الاخيرة أن عددا من رؤساء الموساد المسؤولين عن العلاقات السرية مع الدول والحركات التي ليس لها علاقة علنية مع إسرائيل، قاموا باجراء محادثات مع شخصيات سعودية كثيرة.
في هذا السياق نذكر اسم الامير بندر بن سلطان، الذي كان حتى ما قبل بضع سنوات رئيس الاستخبارات ورئيس مجلس الأمن القومي. الامير بندر يعتبر العدو الاكبر لإيران. وفي المقال الذي نشرته «الغارديان» عنه قبل بضع سنوات كتب أنه بسبب عدائه للجمهورية الإسلامية الشيعية «أيد العلاقات مع إسرائيل». ووثائق «ويكيليكس» تؤكد على ذلك ايضا.
حسب مصادر اجنبية، جرى لقاء بين رئيس الموساد السابق مئي ردغان واشخاص من السعودية. وتحدثت وسائل الاعلام الاجنبية عن أنه في 2007 جرى لقاء سري بين رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت والامير بندر بن سلطان. وفي احد التقارير جاء أن إسرائيل بحثت مع السعوديين امكانية تحليق طائرات سلاح الجو الإسرائيلي في سماء السعودية اذا قررت إسرائيل مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. دغان، خلافا للانطباع الذي نشأ في اوساط الجمهور، خاصة بعد استقالته في 2010 وحتى وفاته في السنة الماضية، لم يعارض مبدئيا الهجوم الإسرائيلي. وفي الاحاديث التي جرت معه أكد على أن الضربة العسكرية يجب أن تكون الخيار الاخير «أي عند وجود السكين على الرقبة».
اذا كان صحيحا أن دغان وشخصيات إسرائيلية اخرى قد تحدثت عن التحليق في مجال السعودية الجوي، فإن لذلك أهمية في هذه الايام، حتى لو في سياق مختلف.
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وليبرمان ووزراء آخرون يتحدثون عن العلاقة بين إسرائيل والعالم العربي السني. ولكن كل واحد يعرف من يقصدون. يمكن القول إن كل مصادقة أو ذكر لعلاقة معينة ستحرج الحكومات. وهناك الكثير مما ينشر خارج البلاد، ومن ضمنها «انترناشيونال أون لاين»، حول زيارات رجال اعمال إسرائيليين لدولة الامارات، وأن قطر هي الوسيطة بين إسرائيل وحماس، وعن التجارة الامنية مع أبو ظبي، وتم في الماضي الحديث عن زيارة رئيس الموساد افرايم هليفي لسلطنة عُمان. وحسب وثائق «ويكيليكس» فإن الموساد يتعاون مع البحرين. ويضاف إلى كل ذلك التقارير حول بيع تكنولوجيا الهاي تيك والسايبر والخدمات الامنية المتعددة.
هنا يدخل إلى الصورة الممر البري الثاني: فكرة وزارتي المواصلات والاستخبارات برئاسة إسرائيل كاتس، اقامة شبكة سكة حديد تربط إسرائيل مع العالم العربي. حسب خطة الوزارة، خط القطار من حيفا إلى بيسان تتم اطالته بـ 12 كم حتى جسر الملك حسين على معبر الحدود مع الاردن. اضافة إلى ذلك هناك خطة لشق طريق من العفولة باتجاه معبر الجلمة في جنين. ربط سكة الحديد مع الاردن ومع السلطة الفلسطينية سيمكن من نقل البضائع من هناك مباشرة إلى ميناء حيفا وبالعكس، وليس فقط بالشاحنات مثلما يحدث اليوم. المرحلة الثانية حسب وزارة المواصلات هي أن يقوم الاردن بوضع سكة من مدينة اربد باتجاه الحدود في جسر الملك حسين. وبهذا تكون هناك قطارات مباشرة من إسرائيل إلى الاردن ومنه إلى باقي العالم العربي: العراق، السعودية وحتى الامارات. وتحدث موظفون إسرائيليون عن ذلك قبل ثلاث سنوات مع موظفين اردنيين، لكن لم يحدث أي تقدم. ومؤخرا تم استئناف النقاش في هذا الامر.
اليوم يتم بناء ميناءين جديدين في حيفا وأسدود، وأحد الخيارات التي يتحدث عنها كاتس هو تأجير ميناء حيفا القائم حاليا لجهة دولية، تقوم ايضا بتشغيل خط القطار إلى الشرق، الامر الذي سيسهل على تطبيق المبادرة، من الناحية الاقتصادية والسياسة ايضا. الأمل هو أن تقوم الشركات الامريكية بالمنافسة على العطاء المستقبلي حول هذا الامر، مع أن الوزير كاتس خاب أمله بسبب عدم وجود اهتمام للامريكيين بالأمر.
وثيقة رسمية في وزارة المواصلات باسم «سكة السلام الاقليمية» تعتبر أن إسرائيل «جسر بري» وأن الاردن «مركز». وحسب الوثيقة «ستساهم المبادرة في تحسين اقتصاد إسرائيل وستعزز الاقتصاد الضعيف في الاردن وستربط إسرائيل مع المنطقة وتزيد من قوة المعسكر البراغماتي في مواجهة الخط الشيعي». حسب هذه الوثيقة، الشراكة الاقليمية حيوية لأن «الحرب في سوريا والعراق أضرت بالطرق البرية واغلقتها». ويمكن أن تكون إسرائيل بديلا لذلك. اضافة إلى ذلك فإن انتشار إيران يضع «تهديدا للمسارات المائية» بسبب نشاطها في الخليج العربي ومضائق هرمز ومضيق باب المندب في المحيط الهندي، حيث إن الحوثيين في اليمن يحاولون السيطرة عليه.
 
سكة حديد
من الآن، بدون أي صلة مباشرة لسكة الحديد، يتم ارسال البضائع في اتجاهين، من إسرائيل إلى العالم العربي ومن الدول العربية إلى إسرائيل. الحديث يدور عن منتجات زراعية (التمور للعراق) ومواد استهلاكية ووسائل ري وغيرها. وتأتي من دول الخليج مواد اولية من الصناعات البتروكيماوية لمصانع البلاستيك في الغرب. وقد قيل في السابق إن هناك نفط من السعودية يمر في إسرائيل. معظم الصفقات تتم من خلال طرف ثالث: تجار ورجال اعمال من السلطة الفلسطينية والاردن وقبرص وكردستان. ولكن هناك صفقات تتم مباشرة.
تحدثت صحيفة بريطانية مؤخرا عن وجود اتصالات لتمكين طائرات «العال» من دخول المجال الجوي السعودي اثناء توجهها إلى الشرق الاقصى. وبهذا يتم تقليص مدة الرحلة. ولكن المصادر المطلعة تعتقد أن الرياض غير ناضجة بعد لخطوة كهذه، التي تعتبر مثابة تطبيع للعلاقة مع إسرائيل. وطالما أنه ليس هناك تقدم في العملية السلمية مع الفلسطينيين، فعلى أغلب الظن سيتم السماح لشركات الطيران الاجنبية بالقدوم إلى مطار بن غوريون من خلال المجال الجوي السعودي. احدى هذه الشركات هي شركة «إير انديا» التي زار رئيس حكومتها إسرائيل في هذا الاسبوع، وناقش ايضا موضوع توسيع التعاون بين الدولتين في مجالات كثيرة.
 
يوسي ملمان
معاريف 7/7/2017
========================
هآرتس: اتفاق وقف النار جنوبي سوريا فريد من نوعه
http://www.aljazeera.net/news/arabic/2017/7/9/هآرتس-اتفاق-وقف-النار-جنوبي-سوريا-فريد-من-نوعه
اعتبرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اتفاق وقف إطلاق النار في جنوبي سوريا فريدا من نوعه، لكونه أول نتاج لاتفاق روسي أميركي بعد المناوشات التي تبادلها الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين.
وأشارت الصحيفة إلى أن المثير للاهتمام والشك أيضا بشأن الاتفاق الجديد -الذي دخل حيز التنفيذ في جنوبي سوريا ظهر اليوم الأحد- أن مسلحي المعارضة وكذلك إيران وحزب الله ليسوا أطرافا فيه، ولا يزال غيرَ واضح إن كانوا سيلتزمون به أم لا.
واعتبر الصحفي زفي برئيل في مقاله التحليلي بالصحيفة، أن هناك أمرين منفصلين يستحقان النقاش، وهما أن هذا الاتفاق لوقف إطلاق النار يشكل اختبارا لقدرة روسيا على العمل كضامن لسلوك جيش الرئيس السوري بشار الأسد، وفاعلية الشرطة العسكرية الروسية في مراقبة الجيش السوري على الأرض.
وبهذه الصورة -وفق الصحفي- تكون الولايات المتحدة شريكا سلبيا نوعا ما، يتمثل كامل دورها في توفير مظلة دولية لوقف إطلاق النار، وبصورة أساسية إظهار المصالحة الروسية الأميركية للجميع.
أما المسألة الثانية، فتتعلق بتعيين حدود المناطق الآمنة وكيفية مراقبتها، وسيناقش الأمر في أستانا بكزاخستان بمشاركة روسيا وتركيا وإيران، ولكن بدون الولايات المتحدة.
وكانت الجولة الخامسة من محادثات أستانا قد انتهت قبل أيام دون نتائج حقيقية، حيث إن النقطة الرئيسية الشائكة بين الأطراف هي كيفية مراقبة مناطق خفض التصعيد وحدودها وسلطة القوات المسؤولة عن المراقبة.
وتشير الصحيفة إلى أنه حتى إذا ما صمد وقف إطلاق النار الجديد، فإنه لا يعني أن إقامة المناطق الآمنة سيمضي بشكل فعال.
الجنوب أكثر سهولة
ويرى كاتب المقال أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في جنوب سوريا يبدو أسهل من غيره من المناطق، وخاصة الشمال، بسبب اتفاق المصالح الروسية والأميركية على دفع إيران والمليشيا التي تدعمها -مثل النجباء وحزب الله- بعيدا عن المنطقة.
وأوضح أن الحاجة الملحة لتهدئة الجنوب تنبع أيضا من الحاجة إلى تهدئة الأردن وإسرائيل، مشيرا إلى اعتقاد بأن تل أبيب يمكن أن تتدخل في الجبهة السورية إذا ما رأت أن القوات الموالية لإيران ربما تتمركز على طول حدودها.
وأكد الكاتب أن إسرائيل -وهي شريك نشط في المحادثات بعَمّان لإقامة مناطق آمنة في جنوب سوريا- تتفهم أنه سيتعين عليها التعامل مع مراقبة روسيا لهذه المنطقة.
فحتى الوقت الراهن على الأقل -والكلام للصحفي- لا تعتزم الولايات المتحدة إرسال قوات مراقبة أو التدخل بنفسها عسكريا في الصراع السوري، باستثناء الحرب على تنظيم الدولة على جبهة الرقة ومحافظة دير الزور.
========================
بوتن لصحيفة معاريف: اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حل جيد لإسرائيل
http://www.elmwatin.com/256812
هبة محمد
ذكرت صحيفة معاريف "الإسرائيلية" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حاول تهدئة المخاوف الإسرائيلية، من الواقع الذي يسود في منطقة الشمال بعد التوصل إلى تفاهمات حول هذا الموضوع.
 
وفي تصريحات خاصة للصحيفة قال بوتين إن فرص إتفاق وقف إطلاق النيران إذا تم تنفيذها، ستكون جيدة لإسرائيل، كما أنه سيكون في صالح دول المنطقة.
 
وأشارت الصحيفة إلى الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" حول طرح اقتراحات لتعزيز المفاوضات مع الفلسطينيين خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، واعتبرتها بأنها مزاعم لتعزيز المفاوضات، لافتًا إلى أن المقترح سيكون مختلفًا عن فرانسوا هولاند الرئيس الفرنسي السابق، الذي طالب بإجراء مؤتمر دولي.
========================