الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 11-5-2016

سوريا في الصحافة العالمية 11-5-2016

12.05.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. الاندبندنت: جبهة النصرة ليست قوة معتدلة، كما تُقدم للغرب
  2. "جارديان": نجل أسامة بن لادن يدعو جهاديّ سوريا للإتحاد لـ "تحرير فلسطين"      
  3. نيويوركر :أخبار إيران القاتمة من سوريا
  4. جيروزاليم بوست: إسرائيل تعترف للمرة الأولى بنيتها إرسال قوات خاصة الى دولة عربية
  5. "الاندبندنت":جبهة النصرة لا تحب "داعش" ولكنها طالما بقيت تابعة للقاعدة
  6. واشنطن بوست – الدروس المستفادة من حصار سراييفو في حلب 
  7. وول ستريت جورنال –كيف ينتشر تنظيم الدولة والجماعات التابعة له في جميع أنحاء العالم؟
  8. كونسرتي يوم ام نيوز :سياسة أمريكا المزدوجة تجاه إيران
  9. مركز كارنيغي: التحديات المقبلة أمام المعارضة السورية
  10. ديفيد إغناتيوس (الواشنطن بوست) 3/5/2016 :إرث سايكس-بيكو.. كيف تمكن إعادة تجميع اجزاء الشرق الأوسط
  11. فورين أفيرز :ديمتري ترينين: الجيش الروسي يستيقظ... وطموحات موسكو التوسّعية متواضعة
  12. لوفيغارو»  :رينو جيرار :روسيا ذات الوجهين ... القوة والضعف
  13. «فيدوموستي» الروسية : الهدنة في حلب... نارية
  14. بان كي مون :أزمة تضامن لمعالجة مشكلة اللاجئين
 
الاندبندنت: جبهة النصرة ليست قوة معتدلة، كما تُقدم للغرب
قبل 4 ساعة
تراجع اهتمام الصحف البريطانية الصادرة الاربعاء بالقضايا العربية والشرق أوسطية، ولكنها تناولت بعض القضايا من بينها مساعي التصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق.
البداية من صحيفة الاندبندنت في نسختها الإلكترونية، ومقال لروبرت فيسك بعنوان "بعد الانفصال عن القاعدة، تقدم جبهة النصرة للغرب على أنها قوة معتدلة، ولكنها ليست كذلك".
ويقول فيسك إن أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، قال لجماعة "جبهة النصرة" إن بإمكانها أن تنأى بنفسها عن تنظيم القاعدة. ويرى فيسك إن ذلك ليس محاولة لتحسين صورة الجماعة الجهادية التي تنشط في سوريا.
ويقول فيسك إن جبهة النصرة لا تحب تنظيم "الدولة الإسلامية"
، ولكنها طالما بقيت تابعة للقاعدة، لا يمكن أن يتم إبعادها من قائمة الولايات المتحدة للجماعات الإرهابية، ولا يمكنها الانضمام للتصنيف الغربي للمعارضة المسلحة المعتدلة في سوريا.
ويضيف فيسك أن علاقة جبهة النصرة بقطر تثير الكثير من التساؤلات، حيث تنفي قطر وجود أي صلة مع الجماعة، ولكن منذ ستة اشهر أجرت قناة الجزيرة القطرية مقابلة مع محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة، الذي قال إنها لا خلاف لديها مع المسيحيين والعلويين والأمريكيين، وإنها ليست ضد أحد سوى الرئيس السوري بشار الأسد.
ويستدرك فيسك قائلا إنه لا شك في أن لجبهة النصرة صلات بقطر، حيث أطلقت جبهة النصرة مؤخرا سراح ثلاثة صحفيين أسبان كانوا محتجزين في سوريا مدة 10 أشهر، وإثر ذلك فاخرت وكالة الأنباء القطرية بدور السلطات القطرية في إطلاق سراحهم.
ويقول فيسك أنه على النقيض مما يبدو أنه محاولات جبهة النصرة أن تنأى بنفسها عن تنظيم القاعدة، فإن القاعدة في واقع الأمر تحاول السيطرة بصورة كاملة على جبهة النصرة لاستخدامها في إنشاء إمارة وخلافة في محافظة إدلب السورية لتنافس بهما نفوذ تنظم "الدولة الإسلامة".
======================
"جارديان": نجل أسامة بن لادن يدعو جهاديّ سوريا للإتحاد لـ "تحرير فلسطين"
: يحيى بدر
صرحت صحيفة "جارديان" البريطانية أن حمزة، نجل الزعيم السابق لتنظيم القاعدة اسامة بن لادن، حض المسلمين على "الجهاد" في سوريا، معتبرا في تسجيل صوتي منسوب اليه نشر الاثنين 9 مايو 2016 عبر الانترنت، ان ذلك يمهد لـ "تحرير فلسطين".
ونقلت الصحيفة عن حمزة بن لادن في التسجيل المنسوب اليه ، قوله:"على الأمة الاسلامية أن تصب اهتمامها بالجهاد في الشام، والاهتمام به يكون بتوحيد صفوف المجاهدين فيه، وأعتبر ان القتال في سوريا هو "خير الميادين لهذه المهمة العظيمة" المتمثلة بـ "تحرير فلسطين"، مذكرا بأن "الطريق لتحرير فلسطين اليوم أقرب بكثير مما كان عليه قبل الثورة السورية المباركة"، في إشارة إلى الإحتجاجات التي إندلعت في عام 2011 ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وأنه لا يوجد عذر لدى الذين يصرون على إحداث الفرقة وأن النزاعات التي تشهدها البلدان العربية حركتها قوى العالم ضد المسلمين".
وأضافت الصحيفة أن التسجيل يأتي بعد تسجيل مماثل تم تداوله الأحد، يدعو فيه زعيم التنظيم ايمن الظواهري إلى "دعم" الجهاد في سوريا، ويتزامن نشر التسجيلين مع مرور أسبوع على الذكرى السنوية الخامسة لمقتل بن لادن على يد قوات أمريكية خاصة في باكستان.
من جهته دعا الظواهري في التسجيل الصوتي المنسوب إليه إلى "الوحدة" بين الجهاديين، مكررا إنتقاداته لتنظيم الدولة الاسلامية.وقال "واجبنا اليوم أن ندعم الجهاد في الشام بكل ما نستطيع وأن ننفر لنصرته، وواجبنا اليوم ان نحرّض على وحدة المجاهدين في الشام".
وفيما يتعلق بالعلاقة بين جبهة النصرة وتنظيم القاعدة، قال الظواهري "إن أهل الشام وفي القلب منهم مجاهدوهم البواسل، اذا اقاموا حكومتهم المسلمة واختاروا لهم اماما، فان ما يختارونه هو اختيارنا لاننا لسنا بفضل الله طلاب سلطة ولكننا طلاب تحكيم الشريعة، ولا نريد أن نحكم المسلمين، بل نريد ان نُحكم كمسلمين بالإسلام".
اشار "لن يكون الانتماء التنظيمي يوما ما باذن الله، عقبة في وجه هذه الآمال العظيمة التي تتمناها الامة"، سائلا "هل سيرضى أكابر المجرمين عن جبهة النصرة لو فارقت القاعدة؟ أم سيلزموها بالجلوس على المائدة مع القتلة المجرمين، ثم يلزمونها بالاذعان لاتفاقات الذل والمهانة؟".
يُذكر أن الولايات المتحدة تقود منذ صيف العام 2014 تحالفا ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق. الا ان واشنطن استهدفت ايضا بضربات جوية، مواقع لجبهة النصرة في سوريا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي أي ايه" قولهم إن حمزة كان الابن المفضل لدى أسامة بن لادن، العقل المدبر لأحداث 11 سبتمبر، وهو الأمر الذي أهله لقيادة تنظيم القاعدة.
======================
نيويوركر :أخبار إيران القاتمة من سوريا
نيويوركر – التقرير
تسجل إيران يومياً خسائر فادحة في سوريا، هذه الخسائر التي هي في تزايد يوماً بعد يوم، فقد أعلن بيان صدر عن الحرس الثوري، يوم السبت، عن استشهاد  ثلاثة عشر عنصراً من نخبة قوات الفيلق الإيراني في الصراع المتصاعد في مدينة خان طومان، قرب مدينة حلب أكبر المدن السورية والتي أصبحت في الخطوط الأمامية على مدى خمس سنوات من الحرب المدنية،  كما جرح واحد وعشرين آخرين. ويعتبر هذا العدد الأكبر من نوعه في عدد الضحايا الذي سجلته إيران منذ تدخلها في سوريا لإنقاذ نظام الأسد.
ومن الصعب إخفاء الأنباء أو المعلومات عن حرب تجري تفاصيلها بكل وضوح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فقد نشر الثوار السوريون الصور المروعة ومقاطع الفيديو لجثث الجنود الإيرانيين، بالإضافة إلى صور لعدد من الوثائق الإيرانية وبطاقات الهوية والقطع النقدية التي وضعت بجانب الضحايا.
وتصدرت هذه الأنباء الصفحات الأولى للصحف في جميع أنحاء إيران، ففي مقال لها، عمدت صحيفة إيرانية إلى مقارنة الصراع من أجل حلب بمعركة كربلاء التي كان لها تأثير محوري على العالم الإسلامي خاصةً في تصاعد التوتر بين الشيعة والسنة، حيث لقيت مجموعة من القوات الإيرانية، الأسبوع الفارط، مصرعها في سوريا على يد جيش الفتح السني.
وتواصل طهران إصرارها على أن قواتها لا تلعب إلا الأدوار الاستشارية، ولكن الأرقام المسجلة بأعداد القتلى تؤكد عكس ذلك، فقد أعلنت وكالات الأنباء عن مقتل ما يربو عن 400 إيراني، بين 2013 ومنتصف 2015، زيادة على مقتل 300 جندي منذ سبتمبر الماضي. ويعد عدد الضحايا من الجيش الإيراني على مدى الستة أشهر الماضية، خاصةً في ابريل وفبراير، الأكبر منذ دخولها في الصراع القائم في سوريا.
وبحسب  تصريح وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، قامت إيران في فبراير المنصرم، بسحب عدد كبير من قوات الحرس الثوري، على اثر الجهود التي تقدمت بها الأمم المتحدة لتحقيق السلام. وقال جون كيري أن “الحضور الإيراني قد انخفض بشكل كبير في سوريا، لكن هذا لا ينفي تواصل نشاطاتها في إرسال الأسلحة، وهذا من شأنه أن يسبب لنا المزيد من القلق.”
ولا تزال سوريا تحتضن بعضاً من القوات الإيرانية على أراضيها، فقد أعلنت الحكومة الإيرانية عن قرارها إرسال قوات خاصة من الجيش النظامي ابتداء من ربيع 2016، بالإضافة إلى إرسال عدد كبير من اللاجئين الأفغان، الذين فروا من ويلات الحرب في بلادهم وتقطعت بهم السبل في إيران لسنوات.
هؤلاء المقاتلون معظمهم من الفقراء الذين لم تسمح لهم ظروفهم بالالتحاق بمقاعد الدراسة أو  بالخدمات الاجتماعية، وهم يقاتلون تحت لواء فرقة الفاطميين التي يسيطر عليها الحرس الثوري الإيراني.
وبدأ ظهور الأفغان في ساحات المعارك السورية سنة 2013، على أساس حماية المراقد الشيعية، حيث اعتبرت إيران أن تدخلهم كان بصفة طوعية. وينتشر الأفغان اليوم في الأراضي السورية ضمن القوات الإيرانية، بعد أن قبلوا المشاركة في الحرب على اثر الوعود التي قطعتها لهم الحكومة الإيرانية بتوفيرهم الإقامة ومواطن الشغل في حال انضمامهم إلى الفيلق الخارجي، وذلك بحسب ما جاءت به المنظمة العالمية لحقوق الإنسان، هذا بالإضافة إلى التهديدات التي لحقتهم في حال رفضهم.
وفي إبريل المنصرم، قتل ما يربو عن 30 مقاتل أفغاني ، زيادة على مائتي مقاتل من فرقة الفاطميين الذين لقوا حتفهم في سوريا في السنة الفارطة، والذين تم ترحيل جثثهم إلى إيران التي تولت مراسم دفنهم.
وصرح علي أكبر ولايتي، مستشار شؤون السياسة الخارجية للمرشد الأعلى الإيراني، يوم الجمعة، في زيارة له لدمشق، لأحد الصحفيين أن “سوريا اليوم تمتلك موقع قوة لم تعهده من قبل”، مضيفا أن “إيران ستفعل ما في وسعها لمحاربة الإرهابيين، مرتكبي الجرائم في المنطقة. وهذه الجهود ستتطلب التضحية بمزيد من الأرواح في صفوف الإيرانيين والأفغان”.
======================
جيروزاليم بوست: إسرائيل تعترف للمرة الأولى بنيتها إرسال قوات خاصة الى دولة عربية
النشرة الدولية
كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية ان إسرائيل اعترفت للمرة الأولى بنيتها إرسال قوات خاصة الى دولة عربية، وقد كشف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال حفل تكريم دبلوماسيين قتلوا في الخارج خلال تمثيل بلادهم، ان الحكومة الاسرائيلية هددت مصر بإرسال فرقة عسكرية خاصة لتحرير الدبلوماسيين المحاصرين في السفارة الاسرائيلية في القاهرة في العام 2011، مشيرا الى ان هذا التهديد فعل فعله في مصر ودفع السلطات المصرية الى فك الحصار عن السفارة وتحرير الدبلوماسيين.
ولفتت الصحيفة الى ان السفارة الاسرائيلية كانت قد تم حصارها من قبل متظاهرين غاضبين في بداية حكم الرئيس المخلوع محمد مرسي والذي أعطى الأمر بعد تبلغه التهديد الاسرائيلي الى الشرطة المصرية بفك الحصار عن السفارة وتحرير الدبلوماسيين الذين تحصنوا آنذاك في غرفة محصنة، في حين دخل المتظاهرون الى حرم السفارة وبعثروا محتوياتها ورموا بأثاثها من النوافذ على الطريق.
======================
"الاندبندنت":جبهة النصرة لا تحب "داعش" ولكنها طالما بقيت تابعة للقاعدة
النشرة الدولية
لفتت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية الى ان زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، قال لجماعة "جبهة النصرة" إن بإمكانها أن تنأى بنفسها عن تنظيم القاعدة.
ورات إن ذلك ليس محاولة لتحسين صورة الجماعة الجهادية التي تنشط في سوريا، مشيرة الى ان "جبهة النصرة لا تحب تنظيم "داعش ولكنها طالما بقيت تابعة للقاعدة، لا يمكن أن يتم إبعادها من قائمة الولايات المتحدة للجماعات الإرهابية، ولا يمكنها الانضمام للتصنيف الغربي للمعارضة المسلحة المعتدلة في سوريا".
واوضحت أن علاقة جبهة النصرة بقطر تثير الكثير من التساؤلات، حيث تنفي قطر وجود أي صلة مع الجماعة، ولكن منذ ستة اشهر أجرت قناة الجزيرة القطرية مقابلة مع محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة، الذي قال إنها لا خلاف لديها مع المسيحيين والعلويين والأميركيين، وإنها ليست ضد أحد سوى الرئيس السوري بشار الأسد.
ورات إنه لا شك في أن لجبهة النصرة صلات بقطر، حيث أطلقت جبهة النصرة مؤخرا سراح ثلاثة صحفيين أسبان كانوا محتجزين في سوريا مدة 10 أشهر، وإثر ذلك فاخرت وكالة الأنباء القطرية بدور السلطات القطرية في إطلاق سراحهم.
ولفتت الى أنه على النقيض مما يبدو أنه محاولات جبهة النصرة أن تنأى بنفسها عن تنظيم القاعدة، فإن القاعدة في واقع الأمر تحاول السيطرة بصورة كاملة على جبهة النصرة لاستخدامها في إنشاء إمارة وخلافة في محافظة إدلب السورية لتنافس بهما نفوذ تنظم "داعش".
======================
واشنطن بوست – الدروس المستفادة من حصار سراييفو في حلب 
نشر في : الأربعاء 11 مايو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 10 مايو 2016 - 08:22 م
واشنطن بوست – إيوان24
القصف الأخير الذي استهدف مستشفى حلب ينذر بحصار طويل أكثر دموية لأكبر مدينة ومركز تجاري حيوي في سوريا. وفيما يمكن أن تكون نقطة تحول في الحرب المستمرة منذ خمس سنوات، فإنَّ حصار حلب يشبه بشكل غريب حصار سراييفو في البوسنة. ديناميكيات هذا الصراع (1992-1995) تحمل دروسًا مهمّة لسوريا اليوم، في ظلّ تعثر المحاولات الدبلوماسية لوقف إطلاق النار وتصارع العالم مع قائمة من الخيارات العسكرية غير المرضية.
كان حصار سراييفو أطول حصار لمدينة كبرى في الحروب الحديثة. ومثل النظام السوري، كان لدى صرب البوسنة أفضلية عسكرية كبيرة على مسلمي البوسنة (البوشناق) والمعارضين الكروات البوسنة في الجيش البوسني. ولكن على الرغم من تلك الأفضلية العسكرية، لم يسيطر صرب البوسنة على المدينة. ووصفت ضحايا الحصار بأنّه عمل جبان؛ فحصار المدينة وفرض حرب استنزاف بطيئة خاطر بأقل الخسائر. ومع ذلك، وصف كبار المسؤولين العسكريين البوسنيين الذين تحدثنا إليهم خلال العمل الميداني في الصيف الماضي هذا الحصار الطويل بشكل مختلف: من خلال إلزام أقل عدد ممكن من القوات لإخضاع الجيش البوسني والتركيز الدولي على العاصمة، تمكنوا من تحرير القوات في أماكن أخرى. لم يكن هدفهم، بدعم من صربيا، الاستيلاء على العاصمة في معركة حاسمة فقط.
ولضمان نجاح هذا الأسلوب، كان يجب أن تكون الظروف في سراييفو سيئة بدرجة كافية للفت الاهتمام الدولي، ولكن ليست سيئة لدرجة إجبار المجتمع الدولي على التدخل عسكريًا. لتحقيق هذا التوازن، أشار قادة الجيش البوسني أنَّ صرب البوسنة تركوا عمدًا طرق الإمداد مفتوحة. ولعلّ أبرز مثال كان نظام الأنفاق المعقدة. وأصبحت هذه الشبكة تحت الارض طريقة الجيش البوسني الرئيسية لنقل المواد الغذائية والإمدادات الإنسانية والأسلحة إلى داخل المدينة ومنع سراييفو من التدهور في حالة من الفوضى.
ونحن نرى ديناميكيات مماثلة في حلب اليوم. لقد سمحت القوات السورية حتى وقت قريب بإنشاء “ممرات إنسانية” كطرق إمداد للثوار، وكذلك اختباء أكثر من 200 ألف مواطن في الأحياء الشرقية في حلب. وهذه قد تكون وسيلة متعمدة للحفاظ على حلب في حالة “تجمد” ولكن ليست حالة مدمرة لدرجة التحريض على تدخل عسكري مؤيد للثوار من قوات مدعومة من حلف شمال الأطلسي. ومع ذلك، إذا كانت حلب مصدر تشتيت للانتباه مثل سراييفو، فالسؤال هنا: هل هناك مكان آخر يجب أن يراقبه المجتمع الدولي الآن؟
يحمل حصار سراييفو الكثير من الدروس الاستراتيجية الهامة الأخرى لفهم السياق السوري. أولًا، في سراييفو، لم يكن لدى أي طرف نهج فعّال للقتال في منطقة حضرية كبرى، والوقوع في مواقع ثابتة يذكّرنا بحرب الخنادق أثناء الحرب العالمية الأولى، والتي لم يستطع أي طرف الخروج من هذا المأزق. ينبغي لنا أن نتوقع الشيء نفسه في حلب، في حال كانت القوات المتحالفة مع النظام السوري تريد تحقيق نصر عسكري سريع وحاسم، وربما لا يمكنهم تحقيقه، حتى مع الدعم الجوي الروسي.
ثمة جانب هامّ في الدفاع عن أي مدينة؛ وهو كيف يتم حشد المواطنين لحماية مناطقهم. في حالة سراييفو، مجموعة صغيرة من جنود الجيش البوسني في المدينة نفسها اعتمدوا اعتمادًا كبيرًا على المواطنين العاديين لحمل السلاح وحماية المدينة. هذه المجموعات المخصصة من المواطنين الجنود تمّ تنظيمها حول الهياكل الاجتماعية القائمة وفي بعض الحالات حول الشبكات الإجرامية السريّة. حلب هي مدينة مترامية الأطراف من التجّار والوسطاء، دون نواة تنظيمية مماثلة للجيش البوسني، ومن غير الواضح ما إذا كانت المناطق التي يسيطر عليها الثوار يمكنها الاستفادة من شبكات مماثلة لحشد المواطنين للصمود أمام حصار طويل.
النقطة الثالثة هي أن صرب البوسنة خاضوا معركة مكلّفة في محاولة للسيطرة على مدينة – فوكوفار في كرواتيا – وأصبحوا أكثر قدرة على تجنب وقوع ضحايا. وبالمثل، خاض الجيش السوري عددًا من المعارك الحضرية الضارية – في حمص وحماه وتدمر، من بين أماكن أخرى – معتمدًا على مجموعة من التكتيكات العشوائية، من الأسلحة الكيميائية إلى البرميل المتفجرة، مع نتائج متفاوتة. ولكن خلافًا لما حدث في سراييفو، لم يكن دافع النظام السوري لمحاصرة حلب هو الخوف من حمل السلاح أو تجنب وقوع ضحايا بل كانت محاولة عقابية تقويمية لتجنب إشراك الكثير من القوات البرية.
الدرس الأخير من سراييفو هو أنَّ وقف إطلاق النار يمكن أن يكون فعّالًا في إنهاء الحصار ولكن يمكن أن يأتي بنتائج عكسية. نجح وقف إطلاق النار في مايو 1992 في مبادلة الرئيس البوسني المختطف علي عزت بيغوفيتش، مقابل عدد من قوات الجيش الشعبي اليوغسلافي الذي كان يحيط بالمدينة. ومع ذلك، أظهر وقف إطلاق النار أيضًا أن قوات الجيش الشعبي اليوغوسلافي لا يمكن أن يكون قوة معتدلة في المدينة، مما أدى إلى زيادة التركيز على بناء الجيش البوسني وما أصبح جيش صرب البوسنة فيما بعد. حتى عندما التعامل مع وقف إطلاق النار بشكل جيد، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تصلب أو تطرف المواقف الحالية. لذلك، يمكن القول إنَّ ديناميكيات مماثلة موجودة اليوم في حلب.
معركة أخرى من حرب البوسنة تقدّم لنا بعض الدروس في هذه المرحلة: معركة موستار. في هذه المعركة، استطاعت أصغر قوة من كروات البوسنة هزيمة قوات صرب البوسنة في عام 1992. ولكن عندما انقلب الكروات ضد مسلمي البوسنة من أجل السيطرة على موستار، انحدر الصراع إلى عنف شديد، وحالة من الجمود لمدة عامين ولم يستطع أي طرف هزيمة الآخر. ونظرًا للمعارضة السورية المنقسمة، يمكننا أن نتوقع ظهور ديناميكيات مماثلة في حال استعاد الثوار السيطرة على مركز حضري رئيسي مثل حلب. الطبيعة المنقسمة للمعارضة السورية تجعل من الصعب تخيّل سيناريو لا تنحدر فيه معركة حلب في مستنقع قتالي محلي
انتهى حصار سراييفو بعد تدخل المجتمع الدولي وإجبار صرب البوسنة على التفاوض بشأن اتفاقات دايتون عام 1995 في نهاية المطاف. في حلب، تدخل الروس عسكريًا إلى جانب قوات الأسد، ولكن ليس بدرجة كافية لترجيح كفة التوازن المحلي للقوة بشكل دائم. وإذا كان التاريخ يعلمنا شيئًا، فهو أننا لا يمكن أن نتوقع تحقيق سلام دائم دون تدخل طرف ثالث ساحق لإجبار الأطراف المتحاربة للجلوس على طاولة المفاوضات. والسؤال هو ما إذا كان هذا الطرف الثالث سيكون روسيا، أو قوات مدعومة من حلف شمال الأطلسي، أو ربما كليهما، للعمل معًا في زواج مصلحة داخل سوريا.
ظاهريًا، الهدف من أي حصار هو تحطيم معنويات العدو والاستعداد للقتال، وليس الاستيلاء على المدينة. في البداية يأخذ الحصار شكل من أشكال الحرب الشعبية أيام الرومان، ويكون الهدف هو استنزاف سكان المدينة ببطء للاستسلام بعد عدم فاعلية الهجوم الأول. وبالرغم من أنَّ التحصينات القوية خلال العصور الوسطى كانت تفضّل الدفاع، كما لاحظ ستيفن فان إفيرا من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، تفضل حروب الحصار الهجوم عن طريق أسلحة المشاة من الحديد الرخيص. ولكن في العصر الحديث، فإنَّ زيادة الامتداد العمراني الذي يعمل بمثابة منطقة عازلة جعل حروب الحصار أكثر تحديًا للهجوم. وحتى مع مساعدة من الأسلحة والطائرات الروسية، لم يستطع الجيش السوري طرد قوات المعارضة السورية المتواضعة من مواقعها الراسخة.
بالطبع هناك اختلافات هامّة بين البوسنة وسوريا. حلب استراتيجيًا هي الجائزة الكبرى لمَن يسيطر عليها نظرًا لموقعها على طول مفترق طرق مهمّ للغاية. وعلاوة على ذلك، فإنَّ مقاتلي المعارضة في حلب أكثر انقسامًا ويفتقرون إلى القيادة والسيطرة أكثر من نظرائهم من مسلمي البوسنة. كما أنَّ موقع البوسنة في أوروبا جعلها أكثر عُرضة للتدخل الخارجي، وإعطاء الطرف الثالث المزيد من النفوذ. وأخيرًا، فإنَّ الدمار المادي وتشريد البشر، بالرغم من بشاعته في حالة البوسنة، لم يكن على نفس المستوى كما في سوريا. لا تزال المباني والأحياء في سراييفو في حالة يرثى لها حتى يومنا هذا ولكنها سليمة تقريبًا. في المقابل، تحولت حلب إلى ركام.
ومع ذلك، فإن التاريخ الحديث للحصار يشير إلى وجود حرب استنزاف طويلة في حلب، معركة طويلة الأمد بدلًا من مجرد هجوم استفزازي شامل لإنهاء الحرب بضربة واحدة. وعلى عكس الحصار في العصور الوسطى، فإنَّ التخطيط الحالي للمدن يمكن القول إنّه صالح للدفاع، مما يجعل حرب الاستنزاف أكثر احتمالًا. ونتيجة لذلك، يمكن للحصار المؤجل في حلب أن يستمر لسنوات عديدة، ويؤدي إلى قتل أو تشريد عشرات الآلاف من السوريين.
هاشتاج #حلب_تحترق هو أداة تأطيرية مناسبة لمعركة حلب، ولكنه يتوقع حرق بطيء بدلًا من جحيم مستعر. لدينا خارطة طريق حول كيف يتكشف الحصار في الحروب الحديثة. نجت سراييفو من حصارها، وذلك بفضل تدخل ناجح. لكنَّ مستقبل حلب غير معروف حتى الآن.
======================
وول ستريت جورنال –كيف ينتشر تنظيم الدولة والجماعات التابعة له في جميع أنحاء العالم؟
نشر في : الأربعاء 11 مايو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 11 مايو 2016 - 12:14 ص
 إيوان24
أعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قيام الخلافة في قلب الشرق الأوسط في يونيو عام 2014. والآن، وبعد مرور نحو 22 شهرًا، يمتلك التنظيم العديد من الجماعات التابعة له في عدة بلدان مثل نيجيريا وروسيا وأفغانستان. طبيعة العلاقات بين داعش والجماعات التابعة له تختلف على نطاق واسع، ويمكن أن تكون غامضة، لا سيما وأنّه من الصعب الحصول على معلومات حول التنظيم. ينشط تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات التابعة له في نشر المواد الدعائية على مواقع الإنترنت، بما في ذلك أشرطة الفيديو التي تصوّر عمليات إعدام الرهائن والتدريبات العسكرية وتهديدات البلدان الغربية. هنا نظرة على بعض الجماعات التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية التي ظهرت في الآونة الأخيرة.
ليبيا
طرابلس، وبرقة، وفزان
العدد: حوالي 5000 مقاتل، وفقًا للمخابرات الليبية ومسؤولين أمريكيين
في ليبيا، ترسّخ تنظيم الدولة الإسلامية وسط الاضطرابات السياسية في البلاد منذ الإطاحة بالدكتاتور معمر القذافي عام 2011. ومنذ أواخر عام 2014، أعلنت ثلاث جماعات إسلامية مسلّحة الولاء لزعيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي: طرابلس في الغرب، وبرقة في شرق البلاد، وفزان في الجنوب. يتم التفريق بين الجماعات الثلاث بحسب الموقع، وهناك اعتقاد بأنها مرتبطة بقيادة مركزية واحدة. تمتلك هذه الفصائل مقاتلين في المدن الليبية الكبرى، بما في ذلك العاصمة طرابلس ومصراتة ودرنة وبنغازي، وكثيرًا ما تقاتل قوات الأمن في مناطق متفرقة من البلاد. ومع مرور الوقت، أصبحت جماعة طرابلس المهيمنة بين الجماعات الثلاث، التي تعمل في أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان في ليبيا.
كما تتحكم أيضًا في مدينة سرت الساحلية المطلة على البحر المتوسط، مسقط رأس القذافي، وهي المدينة الوحيدة خارج سوريا والعراق التي تسيطر عليها جماعة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية. وقد استهدفت الولايات المتحدة وقتلت بعض المقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية في الأراضي التي تسيطر عليها طرابلس. وفي الوقت نفسه، تعمل باقي الفصائل في المناطق التي توجد فيها احتياطيات كبيرة من النفط مما قد يدعم قوتها الاقتصادية.
اليمن، صنعاء
العدد: يُعتقد أن يكون بالمئات، وفقًا للمحللين
كانت مدينة صنعاء أول فرع رئيسي لتنظيم الدولة الإسلامية يظهر في اليمن في مارس عام 2015. وبعد فترة قصيرة، أعلن التنظيم مسؤوليته عن سلسلة من التفجيرات المميتة في المساجد في جميع أنحاء العاصمة اليمنية صنعاء، والاستفادة من الفراغ الأمني الناتج عن الحرب بين التحالف العسكري الذي تقوده المملكة العربية السعودية والمتمردين الحوثيين.
مثل الجماعات الصغيرة الأخرى في اليمن المتحالفة مع تنظيم الدولة الإسلامية، كما يقول المحللون، تمتلئ مدينة صنعاء بشكل رئيسي بالمنشقين عن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية باليمن، وهو فرع تابع لتنظيم القاعدة يعتبر من أخطر الجماعات الإرهابية في العالم. وقد أغرت بروباجندا ووحشية تنظيم الدولة الإسلامية الكثيرين في اليمن.
مصر، شبه جزيرة سيناء
العدد: يصل إلى بعضة آلاف من المقاتلين، وفقًا للباحثين في شؤون الإرهاب
تعهدت “ولاية سيناء”، الجماعة المستقلة الأكثر نفوذًا في مصر، والمعروفة سابقًا باسم “أنصار بيت المقدس”، بالولاء لتنظيم الدولة الإسلامية في نوفمبر عام 2014. وتعمل هذه الجماعة في شبه جزيرة سيناء، وتتكّون من الجهاديين المصريين الذين قاتلوا في أفغانستان والعراق، جنبًا إلى جنب مع البدو الأصليين والمنشقين المصريين عن تنظيم القاعدة.
ازدادت هجمات تلك الجماعة من حيث القوة والتطور: في يوليو عام 2015، نفّذت موجة منسّقة من التفجيرات الانتحارية ضد مواقع للجيش المصري في سيناء، وحاربوا قوات الأمن الحكومية، مما أسفر عن مقتل 21 جنديًا على الأقل. وبعد ثلاثة أشهر، أعلنت مسؤوليتها عن إسقاط طائرة ركاب روسية وعلى متنها 224 شخصًا في شمال سيناء، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب وأفراد الطاقم. وبالرغم من “ولاية سيناء” لا تدّعي السيطرة على الأراضي، إلّا أنها تحظى بدعم من بعض السكّان في سيناء لتوزيعها للسلع الأساسية وسط العمليات العسكرية المصرية التي عزلت المنطقة. وتنفي الحكومة المصرية أن تنظيم الدولة الإسلامية يحظى بأي دعم شعبي في البلاد.
أفغانستان، إقليم نانجارهار وأجزاء من مقاطعة هلمند
العدد: عدة آلاف من المقاتلين، وفقًا للحكومة الأفغانية
في يناير عام 2015، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية عن تشكيل مقاطعة أو ولاية جديدة في أفغانستان، سُميت على اسم منطقة تاريخية تضم أجزاء من أفغانستان وباكستان؛ وهي “ولاية خراسان” التي تتكون في معظمها من أعضاء ساخطين على حركة طالبان الباكستانية، فضلًا عن المقاتلين السابقين لحركة طالبان الأفغانية، والحركة الإسلامية في أوزبكستان، وغيرها من الجماعات الإسلامية المتشددة.اشتبكت “ولاية خراسان” مع قوات الأمن الأفغانية وحركة طالبان الأفغانية، مع إعداد الجماعة الأخيرة لوحدة قتال خاصة لمكافحة منافسيها من الجماعات الجهادية الناشئة. وقد حاربت كل جماعة الأخرى، وعلى الأخص في إقليم نانجارهار الشرقي، حيث سعت “ولاية خراسان” إلى إقامة معقل لها هناك. وقد استهدفت الولايات المتحدة والجيش الافغاني وقتلوا العديد من قادة ولاية خراسان. وأعلنت الجماعة هذا العام مسؤوليتها عن أول هجوم في أفغانستان، قائلةً إنها نفذّت الهجوم على القنصلية الباكستانية في مدينة جلال آباد شرق أفغانستان، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل من أعضاء قوات الأمن الأفغانية في 16 يناير الماضي. وبعد أسبوع، تعهّد الرئيس الأفغاني أشرف غاني بــ “دفن” الجماعة.
شمال شرق نيجيريا، مع هجمات عبر الحدود في الكاميرون والنيجر وتشاد
بوكو حرام
العدد: يصل إلى بضعة آلاف، وفقًا لتقديرات الحكومة النيجيرية
بعد مغازلة تنظيم الدولة الإسلامية لعدة أشهر، تعهّد جماعة بوكو حرام في مارس عام 2015 بالولاء للتنظيم وتغيير اسمها رسميًا إلى “ولاية غرب أفريقيا”. بعد الهجوم الأخير من الجيش النيجيري، لا تسيطر بوكو حرام على الكثير من الأراضي في شمال شرق نيجيريا كما كانت في السابق.
وقد استسلم المئات من أعضاء الحركة لقوات الحكومة النيجيرية منذ التماهي الجديد مع الدولة الإسلامية، ويشكو البعض من سلسلة القيادة المضطربة. لكن الحركة لا تزال تشكّل تهديدًا خطيرًا على نيجيريا وجيرانها، مع تصاعد الهجمات عبر الحدود في الكاميرون والنيجر وتشاد. وقد أعلنت بوكو حرام مسؤوليتها عن جميع الهجمات الإرهابية في نيجيريا في السنوات الأخيرة، بما في ذلك اختطاف مئات التلميذات من إحدى المدارس في مدينة تشيبوك التي أدت إلى إطلاق حملة عالمية تحت عنوان “أعيدوا الفتيات”. كما قُتل أكثر من 28 ألف نيجيري في أعمال عنف وسط حرب بوكو حرام ضد الحكومة، وفقًا لمجلس العلاقات الخارجية بمدينة نيويورك. وهرب 2.5 مليون شخص من ديارهم، وفقًا للأمم المتحدة.
المملكة العربية السعودية
ولاية نجد
العدد: قد يصل إلى المئات، وفقًا لخبراء مختصين في شؤون المملكة العربية السعودية
أعلنت “ولاية نجد” مسؤوليتها عن هجمات على ثلاثة مساجد شيعية في المملكة العربية السعودية والكويت منذ مايو عام 2015، مما أسفر عن مقتل 50 شخصًا. وقد أثارت الهجمات على المؤسسات الأمنية في كلا البلدين مخاوف من أن تنظيم الدولة الإسلامية يحرز تقدّمًا في تجنيد السعوديين والكويتيين.
ويبدو أن أعضاء ولاية نجد، التي سميت على اسم المنطقة الوسطى في المملكة، هم مزيج من عناصر تنظيم القاعدة السابقين والشباب عديم الخبرة. غالبية الرجال الذين نفّذوا الهجمات لا تتجاوز أعمارهم 25 سنة. وتعتبر الجماعة الشيعة بأنهم زنادقة يجب تحويلهم إلى المذهب السني. كما تريد إسقاط الحكّام السُنة للمملكة بسبب تحالفهم مع الغرب. وقد اعتقلت السلطات السعودية عشرات من أعضاء الجماعة منذ أواخر عام 2014.
منطقة شمال القوقاز في روسيا
إمارة القوقاز
العدد: غير واضح، وفقًا للمحللين
في أواخر عام 2014، أعلن عدد من قادة الجهاد البارزين في مناطق القوقاز، إنغوشيا والشيشان وداغستان في جنوب روسيا، ولائهم لأبي بكر البغدادي. وبعد أشهر، في يونيو عام 2015، اعترف المتحدث باسم تنظيم الدولة الإسلامية، أبو محمد العدناني، بتعهداتهم بالولاء للتنظيم رسميًا. تمّ تعيين أبو محمد قدري لقيادة تلك الجماعة. تعتبر نجاحات تنظيم الدولة الإسلامية في القوقاز ضربة قوية للإمارة الإسلامية التابعة لتنظيم القاعدة في منطقة القوقاز، التي نفّذت منذ فترة طويلة معظم أعمال العنف المناهض للحكومة في المنطقة. وقد انشق عدد من كبار قادتها عن إمارة القوقاز.
======================
كونسرتي يوم ام نيوز :سياسة أمريكا المزدوجة تجاه إيران
نشر في : الأربعاء 11 مايو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 10 مايو 2016 - 11:01 م
كونسرتي يوم ام نيوز – إيوان24
في مقال بعنوان “لماذا تحتاج أمريكا إيران في العراق”، يقول السفير الأمريكي السابق في العراق زلماي خليل زاد إن “الفوضى في بغداد، والتي بلغت مداها بالاحتلال المؤقت للبرلمان من قبل أتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، تقوض الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وتضعف الاقتصاد العراقي. وتعجل بتفكك البلاد”.
وأضاف أنه “بدون التعاون بين الولايات المتحدة وإيران وأكبر رجل دين شيعي في العراق آية الله السيستاني، يمكن للأزمة أن تؤدي إلى انهيار النظام السياسي برمته الذي تم إنشاؤه في العراق خلال الاحتلال الأمريكي المؤقت … ولمنع هذا من الحدوث، تحتاج واشنطن إلى مساعدة طهران . ويجب على إيران أن تكون متحفزة بنفس مستوى واشنطن لجلب الاستقرار في العراق، لأن ايران تفقد زخمها حاليا في العراق “.
وبغض النظر عن السياسة الضمنية المشكوك فيها التي تقضي بأن إيران تعزز من مكانتها بين العراقيين بطريقة أو بأخرى من خلال التعاون مع أمريكا، يفترض خليل زاد أن إيران يجب أن تساعد الآن على تحقيق احتياجات أمريكا في العراق، إلى جانب إصرار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على أن إيران يجب أن تساعد أمريكا على انهاء الصراع في سوريا أيضا، بما يبرز المفارقة الكامنة في قلب الدبلوماسية الأمريكية تجاه إيران، وروسيا (والصين أيضا).
وقد أطلق جيريمي شابيرو ،المستشار الخاص السابق لمساعد وزير الخارجية، على هذ النهج اسم “الطريق الوسط” حيث قال إن الإدارة الأمريكية لا ترغب في القيام بمواجهة شاملة مع هذه الدول الثلاث. فتلك الدول قوية عسكريا، وليس هناك رغبة سائدة بين الرأي العام الأمريكي المنهك والمتحفظ تجاه المزيد من المواجهات العسكرية بعد الإحباط المستمر الذي تسبب فيه المحافظون الجدد.
بالإضافة إلى أن النظام المالي العالمي الآن هش للغاية، ولن يكون احتمال تصعيد الصراع مفيدا بالنسبة للاقتصاد الأمريكي المتعثر ولا لنهج الطريق الوسط.
ويشير شابيرو إلى التناقض الواضح لهذا النهج المزدوج حيث يقول: لم يعد بإمكان الولايات المتحدة أن تتجاهل تلك الدول القوية. لقد مر عهد سلطتها الأحادية المطلقة غير القابلة للتحدي. وتحتاج أمريكا إلى مساعدة هذه الدول، ولكن في الوقت نفسه، تسعى على وجه التحديد إلى مواجهة احتمالات منافسة أو تحدي هذه الدول للقوة الأمريكية في أي شكل من الأشكال.
وتتجاهل أمريكا ببساطة القضايا الأساسية التي تغذي التوتر بينها وبين هذه الدول. وترفض ببساطة معالجتها. ويخلص شابيرو إلى القول بأن هذا النهج في السياسة الخارجية لا يمكن احتماله، ومحكوم عليه بالفشل: “هذا النهج المزدوج ، الذي يدين روسيا [أو إيران] باعتبارها دولة معتدية في يوم، بينما يسعى للعمل مع موسكو [أو طهران] في اليوم التالي … سوف يؤدي في النهاية إلى مواجهة أكبر من أي وقت مضى “.
الطريق الوسط
بطريقة ما، يبدو أن نهج الولايات المتحدة تجاه إيران يعكس ما يسمى سياسة “الطريق الوسط” التي تواصل الإدارة الأمريكية انتهاجها تجاه روسيا، فقد تم تنحية نهج “إعادة التأهيل” جانبا عندما تولى الرئيس فلاديمير بوتين الرئاسة للمرة الثانية، وقرر أوباما – بدلا من السعي لمواجهة مباشرة مع روسيا – التعاون  مع روسيا عندما يكون ذلك مناسبا، ولكن الولايات المتحدة لن تتنازل عن التعامل مع دور روسيا “الغريب” في أوروبا، أو نهج الاحتواء الذي تتبعه في آسيا، أو بواعث قلقها بشأن النظام العالمي الذي كان يُستخدم لمحاصرة روسيا وسحق الدول المعارضة التي ترفض الدخول في النظام العالمي بشروط أمريكا وحدها. ولم يبذل أوباما الكثير من أجل معالجة الجوانب السلبية في نظام الصواريخ الدفاعية لحلف الناتو على الحدود الروسية. وظاهريا، يبدو أنه أعاد إلى الأذهان مسألة إنقاذ أوروبا من الصواريخ الإيرانية.
وظاهريا أيضا، يمكن أن تكون خطة العمل المشترك الشاملة هي طريقة نهج أمريكي لـ”إعادة تأهيل” إيران. ويعتقد البعض، بما في ذلك عدد من الساسة الإيرانيين البارزين، أن الأمر كان كذلك.
ولكن مستشارة الأمن القومي سوزان رايس كانت واضحة جدا عندما تحدثت إلى جيفري غولدبرغ في مجلة ذا أتلانتك بأن هذا لم يكن هو مقصد أوباما على الإطلاق وقالت: “من المفترض، على الأقل بين منتقديه، أن أوباما سعى إلى الاتفاق مع إيران لأن لديه رؤية للتقارب التاريخي الأمريكي- الفارسي . ولكن رغبته في الاتفاق النووي نتجت عن التشاؤم بقدر ما نتجت عن التفاؤل. فلم يكن الاتفاق النووي مع إيران يهدف أبدا في المقام الأول إلى محاولة فتح صفحة جديدة من العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران. بل كان اتفاقا براجماتيا يهدف ببساطة إلى تحويل بلد خطير إلى حد كبير إلى بلد أقل خطورة. فلم يكن أحد يتوقع أن إيران سوف تصبح لاعبا أكثر اعتدالا”.
وهكذا، نرى نمطا مماثلا مرة أخرى، حيث تم تنحية نهج “إعادة تأهيل” إيران جانبا (بحسب رايس)، في حين تم اتباع نهج مزدوج يدين إيران بسبب تجارب الصواريخ الباليستية (والتي ليس لها أي علاقة بخطة العمل المشترك الشاملة)، ويدين دعمها لحزب الله في يوم، ثم يطلب مساعدة إيران في العراق وسوريا في اليوم التالي.
وفي الوقت نفسه، لا يتم التعامل مع جوهر النزاع بين ايران والولايات المتحدة والمتمثل في شكاوى إيران بشأن عدم تسريع دمجها في النظام المالي الدولي كما اقتضت خطة العمل المشترك الشاملة ذلك. وقد قوبلت هذه الشكاوى باستهزاء أمريكي يعني “هل كنتم تتوقعون حقا أي شيء آخر؟
وقد قام بعض (وليس كل) السياسيين الإيرانيين بإثارة توقعات الشعب الإيراني بأن جميع العقوبات – سوى بعض العقوبات الأمريكية المحددة – سوف يتم رفعها. وقد راهنوا بمصداقيتهم على ذلك، وربما يدفعون ثمنا سياسيا في نهاية المطاف.
وفي الوقت الذي يرسل فيه حلف شمال الاطلسي 4000 جنديا اضافيا إلى دول البلطيق وبولندا، على الحدود الروسية، لازال الكونجرس الأمريكي يحقق تقدما رمزيا على الحدود الايرانية.
وتقول صحيفة كيهان الايرانية المحافظة: “لقد تم عرض مشروع قانون جديد على الكونجرس الأمريكي يتهم إيران بخلق التوتر في الخليج الفارسي، وقد حثت الحكومة الأمريكية على مواجهة إيران وفرض عقوبات جديدة ضد بلدنا. وقد صاغ راندي فوربس، وهو عضو جمهوري في مجلس النواب الأمريكي، مشروع القانون، وفي حال إقرار الكونجرس له، سوف تتم إدانة الوجود العسكري الإيراني في الخليج الفارسي باعتباره استفزازت “.
وقد كان تحذير شابيرو المحدد بشأن نهج “الطريق الوسط” هو أن “العوامل السياسية والبيروقراطية على الجانبين من شأنها أن تقود إلى مواجهة أكبر من أي وقت مضى”. ولكن هذا ليس هو الخطر الوحيد، فهناك خطر تقويض أولئك الموجودين في إيران وروسيا ممن يناصبون العداء لأي شخص يفكر في الوفاق مع الولايات الدولة المتحدة.
اعتقاد أمريكا الخاطئ
من خلال تعميم هذ النهج ليرقى إلى مستوى السياسة العامة تجاه هذه الدول (روسيا وإيران والصين) التي أخذت على عاتقها عبء طرح رؤى بديلة غير غربية، فسوف يؤدي هذا إلى مخالفة فحوى خطة العمل المشترك الشاملة (على الأقل)، مما سيكون له تداعيات أوسع نطاقا.
وقد أنفقت كل من روسيا والصين على حد سواء رأسمال سياسي من أجل المساعدة في اقناع ايران بالتوقيع على خطة العمل المشترك الشاملة، فهل لم تتسائل روسيا والصين عن مدى موثوقية الاتفاق مع الولايات المتحدة؟ فقد عقدت الصين من المفاوضات مع أمريكا حول القضايا التجارية والمالية، بينما تحاول روسيا حل مسألة الصواريخ البالستية، وكذلك مسألة العقوبات بشأن أوكرانيا، مع أمريكا. إلا أن الكاتب الروسي البارز، فيودور لوكيانوف، وهو ليس معادي على الإطلاق لمسألة التقارب مع الغرب، يقول إن محاولة استخدام عضوية روسيا في مجموعة الثماني كأداة للضغط على روسيا أمر لا طائل منه.
ويقول: ” لقد عكست مجموعة الثماني فترة معينة من التاريخ عندما أرادت روسيا حقا أن تندمج مع ما يسمى بالغرب المتمدد. فلماذا لم يحدث هذا؟ هل حدث شيء خطأ؟ هذه مسألة أخرى. الشيء الأكثر أهمية هو أن هذا الأمر لم يحدث على الإطلاق … وقد بدا في التسعينيات أن هذه العضوية لم تكن تعني المشاركة فقط في منتدى آخر، بل كانت قرارا استراتيجيا يهدف إلى المستقبل. ومع ذلك، فإن المستقبل المرغوب فيه لم يأت، وربما لن يأتي. وبات من الواضح الآن، أن العالم لا يتطور باتجاه النموذج الغربي. لذلك، الآن لدينا ما لدينا، وليس هناك أي سبب لاستعادة مجموعة الثماني”.
فهل يمكن أن ينعكس هذا الشعور العام في إيران أيضا حيث لازالت مسألة رفع العقوبات مستمرة؟ هل انتصرت الولايات المتحدة على إيران من خلال عقد اتفاق خطة العمل المشترك الشاملة ثم تجاهلت الشكاوى الإيرانية؟ هل كانت إيران مجرد دولة ساذجة؟ وهل تعتقد حقا أن الولايات المتحدة كانت ستمكن إيران ببساطة من الناحية المالية؟
من الواضح تماما أن المرشد الأعلى قد تفهم الوضع على وجه التحديد؛ حيث لديه بعض الخبرة حول عدم امتثال الولايات المتحدة لمعاهداتها مثلما حدث في أزمة الرهائن في الثمانينات.
ولكن ما الذي خسرته إيران من توقيع خطة العمل المشترك الشاملة ؟ قد يكون هناك عدد قليل من الإيرانيين الناقمين على هذا الاتفاق، ولكنه حقق لإيران ثلاثة أشياء مهمة، وهي أن العالم يعرف الآن أن إيران لم تكن هي العائق أمام الصفقة النووية، غير الاتفاق الصورة العامة لإيران وأتاح فرصة الاندماج  مع بقية العالم (بما في ذلك أوروبا)، قامت إيران خلال هذه العملية بتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية الاستراتيجية مع روسيا والصين.
ولكن الأهم من ذلك كله، تم معالجة الصدع الموجود داخل إيران والناتج من الشعور السائد بين بعض التوجهات الإيرانية بأن خطاب الرئيس أحمدي نجاد كان هو العقبة الرئيسية أمام تطبيع العلاقات مع الغرب.  وقد تم منح الحكومة الإيرانية، ذات الوجه الصديق للغرب، فرصة كاملة للتفاوض على حل للقضية النووية. ومهما كانت النتيجة النهائية، فقد تكشفت الحقائق.
لا، لم تكن القيادة الإيرانية ساذجة.
======================
مركز كارنيغي: التحديات المقبلة أمام المعارضة السورية
– POSTED ON 2016/05/11
يزيد صايغ: مركز كارنيغي
تواجه المعارضة السورية تحدّيات متزايدة. ولعل التحدّي الأكثر إلحاحاً هو التهديد للأرواح البشرية ومناطق السيطرة الذي يشكّله التصاعد الحادّ في أعمال العنف من جانب روسيا ونظام الرئيس السوري بشار الأسد في الأسابيع الأخيرة. ومع ذلك فإن الأمر الأكثر مدعاة للقلق هو احتمال أن تسمح الإدارة الأميركية لنفسها، وهي العضو الرئيس في التحالف الخارجي الذي يدعم المعارضة والراعي الشريك لمحادثات السلام في جنيف، بأن تُكرَه على التنازل بشأن العديد من القضايا ذات الأهمية الحيوية بالنسبة للمعارضة. وتشمل هذه القضايا الإصرار على رحيل الأسد عن منصبه بحلول نهاية الفترة الانتقالية (إن لم يكن قبل ذلك)، والتفاوض على الصلاحيات والترتيبات الانتقالية قبل مناقشة التعديلات الدستورية (علاوة على عدم الاستناد إلى دستور النظام المعدّل لعام 2012)، ومقاومة محاولات الروس والنظام الرامية لفرض مرشحيهم على وفد المعارضة.
الجهود الدولية الرامية لتجديد وقف الأعمال العدائية في سورية وإنقاذ محادثات السلام مبررة وضرورية في آن. و لكن يجب ألّا تركِّز المعارضة أكثر من اللازم على هذا الهدف قصير الأمد. فمن المستبعد تماماً التوصّل إلى حل سياسي معقول للصراع قبل أن تنشغل الولايات المتحدة بانتخاباتها الرئاسية، ولن تبدي الإدارة الأميركية الجديدة اهتماماً جدياً بما تعتبرها قضية ثانوية في السياسة الخارجية قبل ربيع العام 2017 على أقرب تقدير. لذلك، وبينما يتعيّن على المعارضة السورية أن تتعامل بفعالية مع الضغوط العسكرية والدبلوماسية المعقدة خلال الاثني عشر شهراً المقبلة، فإنها بحاجة أيضاً إلى استباق التحدّيات التي ستواجهها في نهاية تلك المدة، وإعداد الردود المناسبة.
ستتزايد التحديات لأسباب ليس أقلها أن نظام الأسد سيمضي الوقت الفاصل في تعزيز المزايا السياسية والعسكرية التنظيمية التي منحته تفوقاً طفيفاً منذ بداية الصراع. وكما هو الحال دائماً، سيقدم النظام نفسه على أنه يمثّل الدولة القادرة والتي لا تزال تسيطر على نحو ثلثي السوريين الذين لا يزالون في البلاد. وسيدّعي النظام، كما فعل في الماضي، بأنه يعيد الخدمات العامة والإمدادات الغذائية، ويباشر عملية إعادة الإعمار المادي دون انتظار انتهاء الصراع أو الحصول على مساعدات دولية، ويجدّد النشاط الاقتصادي. وفي موازاة ذلك، سيسعى للتفاوض على عقد هدنات محلية يمكنه من خلالها تحييد المجتمعات ومقاتلي المعارضة المحليين مقابل تحرير قواته للانتقال إلى مواقع أخرى، بينما يخطط لشنّ هجمات جديدة.
 يتوجّب على المعارضة تحسين أدائها في المجالات الثلاثة نفسها بدرجة كبيرة كي لا تتخلف نهائياً، وفي هذه الحالة سيتم تهميشها، إذا لم تهزم. سياسياً، قدمت الهيئة التمثيلية الرئيسة للمعارضة، الائتلاف الوطني، أداء معقولاً بتشكيل الهيئة العليا للمفاوضات، وتقديم مقترحات عملية ذات مصداقية في جنيف. ولكن إذا سارت المحادثات قدماً، ستواجه المعارضة مهمة أصعب بكثير للحفاظ على وحدتها بينما تتعامل مع مقترحات تقاسم السلطة الانتقالية التي تقدم لها أقل بكثير مما تسعى للحصول عليه، والتي لم تستطع فرض أفضل منها في ميدان القتال. وهذا يتطلب بناء قدر كبير من التماسك داخل أطر المعارضة الرئيسة، والحصول على دعم قوي بين النشطاء المدنيين والمجالس الإدارية المحلية والفصائل المسلحة على الأرض.
يجب على المعارضة التغلب على نقطة الضعف الرئيسة المتمثلة في افتقار القيادة والهيكلية الفاعلتين. عملياً، هذا يعني تأسيس هيئة تنفيذية قادرة على اتخاذ القرارات اليومية، وتحديد وتفويض المسؤوليات، ووضع الاستراتيجيات السياسية. كما يتطلب بناء هياكل تسمح بالاندماج الحقيقي مع المعارضة داخل سورية، وإيصال الأخيرة إلى المناصب القيادية، ووضع تفاهمات وعمليات لصنع القرار السياسي تضع حداً للسياسة المنهكة وضيقة الأفق التي ينتهجها الائتلاف الوطني والفصائل المكونة له ومنافسوه. وبهذه الطريقة وحدها ستتوفر المعارضة على الفرصة، أولاً، لإعداد نفسها للمشاركة في حكم البلاد، وهي مهمة غير مألوفة ولم يهيئها لها أداؤها في المناطق المحررة، وثانياً لتجنّب الالتفاف أو الاستيعاب من قبل شبكات الظام الأكثر خبرةً و تكاملاً والتي تتخلّل كل شيء في سورية.
عسكرياً، أظهرت المعارضة تحسناً في قدراتها عندما أحبطت الهجوم الكبير الذي شنّه النظام في شمال حماة في تشرين الأول/أكتوبر 2015. غير أن خسائرها اللاحقة في شمال محافظة اللاذقية، وحول مدينة حلب، وفي مدينة الشيخ مسكين في الجنوب أيضاً كشفت عن أوجه القصور المستمر التي تعاني منها. ومن الواضح أن جيش النظام استفاد من المساعدة الروسية المباشرة لتحسين إدارة المعركة، ما مكّنه من تحويل ثقل الهجمات العسكرية بسلاسة من جبهة إلى أخرى. في المقابل، لا يزال الطابع المحلي و المتشظي يغلب على جماعات المعارضة المسلحة، التي لم تتعلم بعد كيف تعوض عن محدودية القوة البشرية والنارية من خلال تحسين الإدارة الاستراتيجية. كما أنهم لم يطلقوا أو يواصلوا المبادرات العسكرية لمواجهة القوة الجوية الروسية، على سبيل المثال عبر شنّ هجماتعصابية متكررة على القواعد الجوية أو استنباط تكتيكات ناجعة لاستخدام أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات الروسية والصينية الصنع التي استولوا عليها من مخازن الجيش  أو حصلوا عليها من السوق السوداء الإقليمية.
كما تعاني القوى الخارجية الداعمة للمعارضة المسلحة من قصور خطير في الأداء. ذلك أن مركزي العمليات العسكرية المنفصلين في تركيا والأردن يتبعان مقاربات مختلفة تعكس الأجندات المتباينة للحكومات المشاركة فيهما، أي الولايات المتحدة وتركيا وقطر والأردن والمملكة العربية السعودية. وقد أرسلت تركيا بالفعل كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر إلى سورية، ونقلت مقاتلين من محافظة إدلب إلى جيب المعارضة في أعزاز شمال حلب، غير أن بوسعها أن تقوم بما هو أكثر عبر إخضاع مقاتلي المعارضة لعملية إعادة تدريب شاملة على مدى الاثني عشر شهراً المقبلة، خصوصاً في أدوار قيادية، ومساعدتهم على تطوير الإدارة الاستراتيجية والخطط العملياتية. بيد أن قدرات الأجهزة التركية ذات الصلة لا تكفي واهتمامها مشتّت بسبب التحديات الداخلية، ولا تزال تنظر إلى الولايات المتحدة لتولي القيادة. أما في جنوب سورية، فإن تدخل مركز العمليات العسكرية في عمان بأدق تفاصيل إدارة الجبهة الجنوبية للمعارضة قد أضعفها ومنح الجماعات التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية الفرصة كي تتوسع. الولايات المتحدة يمكنها أن تفعل المزيد لتغيير الأمور، ولكن جماعات المعارضة المسلحة لا تستطيع أن تعتمد على ذلك؛ بل يجب عليها بذل المزيد من الجهد لتوحيد الموارد القتالية والاستخباراتية، والاتفاق على أولويات استراتيجية تتجاوز قطاعاتها المحلية، وتشكيل قيادات عمليات على مستوى المحافظات.
الشيء نفسه مطلوب إذا كانت المعارضة تريد مواجهة التحدي الأخير، المتمثّل في وجوب توفير إدارة مدنية فعالة في المناطق السورية التي تسيطر عليها. ويكتسب هذا الأمر أهمية إذا كانت المعارضة تريد الاحتفاظ بالدعم الشعبي-أو استعادته في المناطق التي خضعت فيها المجتمعات المحلية لهياكل منافسة أو ضعيفة الأداء، كما هو الحال في مدينة إدلب-ومواجهة تفوق النظام.  ومن شأن تجدّد وقف الأعمال العدائية أن يسمح للمجالس المحلية ولجان الإغاثة وغيرها بتوطيد وتوسيع خدماتها، ولكن حتى لو تم استئناف القتال يجب على المعارضة أن تفعل الكثير لدمج المهام الإدارية داخل كل بلدة أو منطقة ولتكرار وتعميم النماذج والإجراءات الناجحة في كل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وهذا يعني أن تلتفت المعارضة إلى قضايا توليد الإيرادات وجمع ونشر البيانات، وتحديد ومعالجة الثغرات في توفير السلع الأساسية والنواقص في المهارات والقدرات، ودعم كل ذلك بنظام إداري واستراتيجية اتصالات وإطار موحد للمحاكم والشرطة المحلية. وهو يعني أيضاً الاعتراف بالمجالس الإدارية المحلية كجزء من القيادة السياسية للمعارضة، وليست تابعة لها، وبالتالي تمكين المجالس وتعزيز تمثيل المعارضة للانتفاضة السورية على حد سواء.
يشكل التصدي لأي من هذه التحديات، ناهيك عن التصدي لها كلها، أمراً بالغ الصعوبة بالنسبة للمعارضة التي فشلت إلى حدٍ كبير في مواجهة أي منها والتي أخفقت في تعلّم الدروس خلال السنوات الخمس الماضية. من المسلّم به أن ما يمكن إنجازه في الوقت المتبقي محدود للغاية. غير أن المعارضة لا تستطيع تكرار الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبته في العام 2012، عندما تجنّبت مواجهة هذه التحديات من خلال التشبّث بالأمل في أن الولايات المتحدة سوف تتدخل في سورية. ومن المرجّح أن تمنى التوقعات بأن الرئيس الأميركي الجديد قد يعتمد سياسة أكثر حزماً تجاه نظام الأسد (وروسيا) في العام 2017 بخيبة أمل، نظراً إلى تغيُّر المعطيات الداخلية والدولية المحيطة بصنع السياسة الخارجية الأميركية. فلا يمكن للمعارضة أن تعتمد على هذا. بليجب عليها بدلاً من ذلك أن تبني عناصر القدرة على التحمّل والاستدامة بصورة منهجية. مجرّد التفكير بما هو قادم سيكون بداية جيدة، حتى لا تؤخذ المعارضة على حين غرّة في غضون عام من الآن.
======================
ديفيد إغناتيوس (الواشنطن بوست) 3/5/2016 :إرث سايكس-بيكو.. كيف تمكن إعادة تجميع اجزاء الشرق الأوسط
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
ساري راش، العراق-  تصادف هذا الشهر ذكرى مرور 100 عام على إبرام اتفاقية سايكس-بيكو التي صنعت العراق وسورية وغيرهما من الدول الهشة في الشرق الأوسط الحديث. وقد وفرت الأسابيع القليلة الماضية أدلة جديدة مثيرة، إذا كان ثمة حاجة إلى المزيد، على أن الإطار الاستعماري القديم الذي وضعته بريطانيا وفرنسا لا يعمل.
العراق وسورية يتمزقان: فالعراق مقسم عملياً إلى ثلاث مناطق متحاربة: منطقة سنية تحكمها مجموعة "الدولة الإسلامية"؛ ودويلة كردية تتمتع بحكم شبه ذاتي؛ ومنطقة في جنوب العاصمة يسيطر عليها النظام الذي يقوده الشيعية. وثمة هيكل ممزق على نحو مماثل في سورية. وقد اختفت الحكومة المركزية في كلا البلدين.
من مقره الجبلي المطل على أربيل، يعرض مستشار الأمن القومي الكردي، مسرور البرزاني، رأياً صريحاً فيما يجري في إحدى المقابلات: "على مدى 100 عام، كان هناك نظام معمول به في العراق، والذي انتهى الآن إلى الفشل. لم يكن العراق قد بُني على الأسس الصحيحة مطلقاً. لقد بني ليخدم مصالح القوى العظمى. تكفي مائة عام من الفشل. يجب أن ننظر في خيارات جديدة".
وثمة شعور مماثل بأن العراق والمنطقة أصبحا يقفان على مفترق طرق، والذي أعرب عنه برهم صالح، رئيس الوزراء السابق في حكومة كردستان الإقليمية ونائب رئيس الوزراء العراقي سابقاً. وكنا قد تحدثنا في السليمانية؛ المدينة الكردية الواقعة على بعد 90 ميلاً إلى الجنوب الشرقي من هنا، حيث يدير الآن الجامعة الأميركية في العراق-السليمانية.
ويقول صالح: "لا يتعلق هذا الأمر بتعديل وزاري. إن النظام السياسي لما بعد 2003 الذي وضعته الولايات المتحدة آخذ في التفكك. هذه حقبة جديدة. والخيار هو بين انهيار فوضوي إلى إقطاعيات يحكمها أمراء الحرب، وربما بين ترتيب دستوري جديد يمكن أن يخلق عراقاً كونفدرالياً أقل مركزية".
وقد سمعت خلال زيارتي للعراق وجهات نظر مشابهة من كل زعيم كردي التقيت به، ومن بعض القادة السنة أيضاً. لقد وصل العراق وسورية إلى نقطة انعطاف، كما يقولون. ومع أن الأولوية الفورية هي هزيمة "داعش"، فإن على الولايات المتحدة أن تكون بصدد الحديث مع حلفائها حول بنية سياسية مستقبلية -حول بديل عن "الخطوط في الرمال" التي رسمها السير مارك سايكس وفرانسوا جورج بيكو، وما بعد مغامرة الولايات المتحدة الفاشلة في الكولونيالية في العام 2003.
للاسترشاد بمنوذج حول كيف يجب على الولايات المتحدة أن تفكر بشكل خلاق بشأن حل هذه الكارثة، يمكن النظر إلى السياسة الأميركية في العام 1944. وفي ذلك الحين، كان الانتصار في الحرب العالمية الثانية ما يزال على بعد سنة منقوعة بالدم. لكن الرئيس فرانكلين دي. روزفيلت امتلك البصيرة للشروع في التفكير ملياً حول المؤسسات التي يمكن أن تديم السلام والازدهار بعد نهاية الحرب. وبحلول نهاية ذلك العام، كان التخطيط التفصيلي قد بدأ لتأسيس صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي والأمم المتحدة.
ثمة الآن هذا التحدي لبقية فترة ولاية الرئيس أوباما والأشهر الأولى للرئيس التالي في المنصب: ابدأوا في إرساء الأسس لنظام جديد في الشرق الأوسط، والذي يمكن أن يوفر أمناً وحكماً ورفاهاً اقتصادياً أفضل -للسنة والشيعة والأكراد، وللأقليات الأصغر المنضفرة في نسيج المنطقة. ساعدوا شعوب هذه المنطقة المحطمة على بناء وإدامة هياكل الحكم التي يمكن أن تكون عاملة.
ربما يطرح الأكراد السؤال بقوة قريباً، مع إقامة استفتاء يسأل الناس عما إذا كانوا يريدون كردستاناً عراقية مستقلة. ويجب على الولايات المتحدة أن تدعم مثل هذه العملية، وإنما إذا -وفقط إذا- تم إنشاؤها من خلال اتفاق متفاوض عليه مع الحكومة المركزية في بغداد.
 وكان العديد من القادة السنة والشيعة في العراق قد أخبروني في أحاديث خاصة بأنهم يفضلون دستوراً جديداً لعراق كونفيدرالي، والذي يضم حكومة إقليمية سنية، فضلاً عن واحدة كردية. وينبغي أن تكون مفاوضات مماثلة حول سورية فيدرالية أو كونفيدرالية فضفاضة جزءا من التحول السياسي هناك أيضاً.
لن يُكتب النجاح لمحاولة وصل القطع في دول موحدة مركزية في المنطقة. وقد حاولت أميركا وفشلت في العراق. والآن، تجد إيران نفسها غير قادرة أيضاً على إدامة النظام هناك أيضاً. ولعل هذا هو الدرس المستفاد من فوضى الأسابيع الأخيرة التي وقعت في مجلس النواب العراقي الذي يهيمن عليه الشيعي، والتي كانت إلى حد كبير شجاراً شيعياً داخلياً.
ويشرح أحد العراقيين البارزين بالقول: "إن الإيرانيين يرتكبون الأخطاء نفسها التي كانت قد ارتكبتها الولايات المتحدة بعد العام 2003. لقد تدخلوا بشكل كبير جداً. اعتقدوا أنهم يستطيعون أن يفعلوا كل شيء. لكن وحدة الصف الشيعي آخذة في الانهيار".
سوف يكون إصلاح الشرق الأوسط الممزق عمل جيل كامل بالتأكيد. لكن الوقت حان لكي تشرع الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والسعودية وإيران في التفكير بشكل عاجل مع شعوب سورية والعراق حول البنى الجديدة التي يمكن أن تتمكن أخيراً من معالجة الأخطاء والمظالم التي وقعت قبل قرن من الزمن.
 
======================
فورين أفيرز :ديمتري ترينين: الجيش الروسي يستيقظ... وطموحات موسكو التوسّعية متواضعة
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١١ مايو/ أيار ٢٠١٦ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
إثر انهيار الاتحاد السوفياتي، تفسخ الجيش الروسي. وفي أكبر عملية عودة عن العسكرة في العالم، بين 1988 و1994، قلّصت موسكو قواتها المسلحة من 5 ملايين إلى مليون جندي، وهبطت موازنة الدفاع الكرملينية من 246 بليون دولار في 1988 إلى 14 بليوناً في 1994. وسحبت الحكومة 700 ألف عنصر من أفغانستان وألمانيا ومنغوليا وأوروبا الشرقية. فتبدّدت مكانة الجيش الروسي في التسعينات. وحين غرقت الغواصة «كورسك» النووية في العام 2000، كان راتب ربانها يساوي 200 دولار في الشهر. وبين 1991 و2008، في عهد بوريس يلتسين وولاية بوتين الأولى، لجأت روسيا إلى جيشها المتقلص لاحتواء نزاعات أو تجميدها في حدود الاتحاد السوفياتي السابق. وفي التسعينات، تدخّلت وحدات روسية في نزاعات إتنية في جورجيا ومولدافيا والحرب الأهلية في طاجيكستان. وفي عمليات الشيشان حيث أرسل يلتسن جيشه في 1994 لسحق المتمردين الانفصاليين، لم يسع القائد العام للقوات المسلحة حشد أكثر من 65 ألف جندي من قوة تعد نظرياً مليون جندي. ووراء حدود الاتحاد السوفياتي، كانت روسيا خانعة أو وديعة. وسعت إلى شراكة مع الولايات المتحدة وتعاونت في بعض الأحيان مع الـ «ناتو»، وانضمت إلى عملية حفظ السلام التي نظمها «الأطلسي» في البوسنة والهرسك في 1996. وحين أدركت في منتصف التسعينات أن أبواب الـ «ناتو» مغلقة في وجهها وأنها لن تفوز بالعضوية فيه، عارضت موسكو توسّع الحلف إلى الشرق وعملية قصف يوغوسلافيا في 1999، واجتياح العراق في 2003. ولكنها كانت ضعيفة ولم يسعها وقف هذه العمليات أو الحؤول دونها.
هذه الأيام أفلت. ففي مطلع 2008، باشر بوتين عمليات إصلاح عسكري، ورفع الإنفاق العسكري لتطوير ترسانة الجيش الروسي المتآكلة. وفي شباط (فبراير) 2014، أرسلت موسكو جنودها في بدلات من غير شارات، إلى القرم للسيطرة عليها، وهدّدت كييف ضمناً باجتياح أوسع. ثم مدّت الانفصاليين الأوكرانيين المؤيدين لروسيا في الدونباس بالعتاد والمعلومات الاستخباراتية والدعم القيادي والتوجيهي. وفي خريف 2015، أمر بوتين سلاح الجو والبحر الروسي بقصف المقاتلين في سورية ضد بشار الأسد، وتدخل مباشرة للمرة الأولى في الشرق الأوسط. ولا تضاهي هذه التدخّلات الحملات السوفياتية العسكرية الضخمة، ولكن روسيا استعادت القدرة على ردع القوى العظمى وقدرة الدفاع عن نفسها وبسط نفوذها في جوارها القريب والبعيد. وبعد ربع قرن من الضعف العسكري، صارت قوة عسكرية يعتدّ بها في أوراسيا.
وفي حرب جورجيا في 2008، أطاحت القوات الروسية قوات موالية للرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي، ووضعت أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية في حمايتها وكأنهما متصرفيتان إستراتيجيتان ملحقتان بها. فهما قريبتان من مقرّ الرئاسة الروسية الجنوبي في سوتشي، عاصمة روسيا الثالثة غير الرسمية. وحملة الأيام الخمسة في جورجيا تكلّلت بالنجاح: الحؤول دون توسع الـ «ناتو» إلى دولة سوفياتية سابقة، وتسليط الضوء على التفوّق الروسي الإستراتيجي في جوارها الجنوبي والغربي، ووضع حدود للتدخل العسكري الغربي في المنطقة. وعلى رغم هذه المكاسب، استعانت روسيا في حربها الوجيزة على جورجيا بفلول الجيش السوفياتي المتهالك. وألزم الجنود الروس باستخدام أسلحة متقادمة، وأشرف ضباط روس على وحدات غير جاهزة للقتال، واضطروا إلى إصدار الأوامر من طريق هواتف مدنية إثر فشل الراديو العسكري. وفي نهاية النزاع، خسرت روسيا 5 مقاتلات جوية، وبينها قاذقة إستراتيجية. ولا شك في أن موسكو فازت في حرب على خصم أضعف منها، ولكن كان من العسير تجاهل إخفاقات جيشها. وعليه، بعد شهرين على حرب جورجيا، بدأ الكرملين مشروع تحديث القوات الدفاعية وهيكلة جديدة للجيش الروسي. وكلفة هذا المشروع 700 بليون دولار من 2008 إلى 2020، وهو يرمي إلى تحويل الجيش الروسي من قوة معدّة لحرب قوى كبرى إلى قوّة خفيفة الحركة للمشاركة في نزاعات محلية وإقليمية.
وبدأت وزارة الدفاع الروسية تزويد الجيش أنظمة أسلحة متطوّرة. وفي 2009، وبعد عقدين على قطع الإنفاق على تدريبات فرق الجيش، نظّمت موسكو مناورات عسكرية واسعة النطاق من غير إبلاغ دول الجوار. وارتفعت رواتب البحارة والجنود وطياري المقاتلات الجوية. ووسع الجيش الروسي مصادرة شبه جزيرة القرم من غير خسائر كبيرة. ولم تكن عملية القرم «نارية». فعوض شن اجتياح عسكري واسع على شرق أوكرانيا، لجأت حكومة بوتين إلى ما يسميه الغرب «الحرب الهجينة»، أي مدّ الانفصاليين الموالين لها في الدونباس بدعم لوجيستي واستخباراتي، وتنظيم مناورات عسكرية جوار الحدود الأوكرانية لزعزعة توازن كييف. وأرسلت موسكو ضباطاً روساً إلى شرق أوكرانيا. ولكن القوات الروسية التي شاركت في النزاع هناك تألفّت من متطوعين.
وفي هذه الحرب الهجينة، دعت موسكو دول الـ «ناتو» إلى البقاء خارج النزاع وإلا صارت طرفاً فيه وانتقلت الحرب إلى ديارها. وحلقت المقاتلات الروسية على مقربة من حدود بريطانيا والولايات المتحدة وعدد من الدول الإسكندينافية واقتربت من طائرات غربية في بحر البلطيق والبحر الأسود. وانتهت حملة روسيا الأوكرانية إلى ضم القرم، وبثّ الخوف في أوصال كييف من اجتياح شامل فتخلّت القيادة الأوكرانية عن فكرة حشد قواتها كاملة للدفاع عن الدونباس، من جهة، ومن جهة أخرى إلى تحدي الهيمنة الأميركية في المنطقة، وإخافة بعض الدول المجاورة، ودول البلطيق على وجه التحديد. ولكن ثمة وجهاً قاتماً لهذه الحملة. فهي ساهمت في تعميق العداء لروسيا في أوساط النخب الأوكرانية والأوكرانيين على حد سواء. على رغم ما حمله من تجديد، الهجوم على أوكرانيا لم يطوِ ميل موسكو إلى قصر استخدام القوة على الدول السوفياتية السابقة. فتدخلت في الحرب السورية الأهلية. وأرسلت عشرات المقاتلات الجوية إلى سورية لضرب «داعش» وغيره من القوى المعارضة لقوات الأسد، ونشرت أسلحة دفاع جوي متقدمة هناك، ونظّمت دوريات لقاذفاتها الإستراتيجية انطلاقاً من قواعدها في وسط روسيا، وأمرت البحرية الروسية بإطلاق صواريخ على أهداف سورية من بحر قزوين والبحر المتوسط. فقوّضت احتكار الولايات المتحدة للقوة منذ أفول الاتحاد السوفياتي. ولكن الوجه السلبي لهذا التدخل برز حين أسقطت مقاتلة تركية مقاتلة روسية على مقربة من الحدود السورية - التركية. وامتنعت موسكو عن الرد العسكري، ولكن علاقاتها بتركيا، وهي شريك اقتصادي كبير، تدهورت حين فرضت (موسكو) عقوبات على الاقتصاد التركي كبّدته خسائر قيمتها بلايين الدولارات. وانحيازها إلى الأنظمة الشيعية في إيران والعراق وسورية، قد يؤجّج النفور في أوساط 16 مليون مسلم روسي، شطر راجح منهم من السنّة. لذا، سعت روسيا إلى التقرّب من قوى سنية بارزة مثل مصر، وراهنت على أن دعمها نظام الأسد والحؤول دون انهياره سيحول دون عودة جهاديين من روسيا وآسيا الوسطى يقاتلون مع داعش إلى مسقط رأسهم. فالحرب الرامية إلى دعم الأسد عسكرياً ومكافحة «داعش» تسعى كذلك إلى قتل من يهدّد الاستقرار الروسي.
 
المتجمد الشمالي
وعين موسكو على منطقة القطب الشمالي حيث انحسار الكتلة الجليدية يكشف مخازن باطنية غنية بالطاقة ويشق طريقاً تجارية بحرية سالكة. والدول المشاطئة للمحيط المتجمد الشمالي، وكلها من أعضاء الـ «ناتو» فيما خلا روسيا، تتنافس على بلوغ هذه الموارد. وتأمل موسكو بتوسيع منطقتها الاقتصادية في المحيط «الأركتيكي» (المتجمد الشمالي) لتبسط سيادتها على المعادن وحماية طريق بحر الشمال، وهو ممرّ بحريّ بين أوروبا وآسيا يمتد على طول ساحل سيبيريا. وأعادت روسيا العمل في بعض قواعدها العسكرية في أقصى الشمال، وتشيد منشآت عسكرية في المنطقة. والتوتّر اليوم في المحيط المتجمد الشمالي فاتر، ولكنه قد يسخن ويتأجّج إذا تفاقمت الأمور في منطقة أخرى من العالم أو إذا تقدمت كل من فنلندا والسويد، وهما دولتان شماليتان وقفتا تاريخياً على الحياد، بطلب العضوية في حلف شمال الأطلسي.
وقد تشن روسيا عمليات عسكرية على حدودها الجنوبية، إذا تمدّد «داعش» من أفغانستان إلى دول آسيا الوسطى الضعيفة نسبياً. واقتصاد كازاخستان وأوزبكستان هما الأكبر في المنطقة، والدولتان على مشارف انتقال سياسي مرتقب إثر تنحّي الرئيسين المتقدمين في السن أو وفاتهما. ويرجّح ألا تعرف هاتان الدولتان حيث تنشر روسيا جيشاً صغيراً ومواقع عسكرية جوية، الاستقرار في الأمد الطويل. وشأن تركمانستان، معدّلات البطالة فيهما بالغة الارتفاع، والفساد مستشر والتوترات الإتنية على مداها، شأن التطرّف الديني. وهذه المشكلات هي من طينة تلك التي أشعلت الربيع العربي.
وذكرى الغرق السوفياتي في المستنقع الأفغاني ماثلة في الكرملين. لذا، لن تجتاح موسكو أفغانستان لإطاحة «داعش» هناك، بل ستواصل دعم الحكومة الأفغانية وطالبان في حربهما على التنظيم الإرهابي. وترى روسيا أن آسيا الوسطى هي حاجز أمني يحميها، لذا، لن تتردّد في التدخل سياسياً وعسكرياً لمؤازرة حكومات كازاخستان أو طاجيسكتان إذا واجهت هذه تحديات إسلامية متطرّفة.
 
الناتو
ترى موسكو أن رفع الـ «ناتو» قدراته العسكرية هو خطر من طينة الخطر المترتّب على تطوير أميركا قدرات صواريخها الباليستية الدفاعية وسعي البنتاغون من غير هوادة إلى حيازة القدرة على ضرب أي هدف على وجه المعمورة بواسطة أسلحة تقليدية في ساعة من الوقت. وتجبه موسكو هذه الخطوات «الأطلسية» من طريق تحديث ترسانتها النووية ودفاعاتها الجوية. وتراجع خطط نشر قواتها على حدودها الغربية، وتعزّز قدراتها العسكرية في كاليننغراد. ولا شك في أن إستونيا ولاتفيا وبولندا في مأمن من هجوم روسيّ، على رغم مخاوف هذه الدول. فالكرملين لن يغامر بحرب نووية من طريق مهاجمة دولة أطلسية، ولا يطمح إلى التوسع إلى هذه الدول. وعلى رغم أن موسكو تسعى إلى مكانة دولية بارزة وإلى الارتقاء إلى مصاف قوّة كبرى، تخلّى قادتها عن طموحات العهد السوفياتي الرامية إلى هيمنة شاملة ولم ينسوا بعد سباق التسلح الذي ساهم في إصابة الاتحاد السوفياتي بضعف قاتل. وموارد روسيا محدودة، واقتصادها صغير قياساً إلى الاقتصاد الأميركي، وعدد سكانها أقل من نصف عدد سكان أميركا. وكادت الصناعة الروسية الدفاعية ألا تنجو من عقدين من الإهمال والتقادم، وهي تعاني من تقلّص القوّة العاملة (نتيجة شيخوخة المجتمع)، وضعف في مجال الإلكترونيات وغيره من المجالات الحيوية، وخسارة مزوّديها التقليديين مثل أوكرانيا. وليس في الإمكان مواصلة الإنفاق العسكري، وهو بلغ 4.2 في المئة من الناتج المحلي في 2015، من غير تقليص الإنفاق العام على حاجات السكان في غياب نمو اقتصادي متحفّز.
 
 
* مدير مركز «كارنيغي» في موسكو، عن «فورين أفيرز» الأميركية، 4/2016، إعداد منال نحاس
======================
لوفيغارو»  :رينو جيرار :روسيا ذات الوجهين ... القوة والضعف
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١١ مايو/ أيار ٢٠١٦ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
دعت فرنسا فلاديمير بوتين إلى باريس للمشاركة في حفل افتتاح كاتدرائية أورثوذكسية في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، فخرجت عن قرار الأنظمة الديموقراطية تعليق العلاقات الديبلوماسية مع موسكو منذ ضمها القرم إلى أراضيها. ومذ ذاك (قضم القرم)، روسيا أشبه بنسر ذي رأسين: اقتصادها يتداعى ومجتمعها يغرق من جهة، ونهضة استراتيجية وديبلوماسية أخاذة تدحض ما قيل إنها هبطت إلى مصاف قوة إقليمية فحسب، من جهة أخرى.
وأركان سلطة بوتين ثلاثة: استعادة هيبة سلطة الدولة، والاحتجاج على نظام ما بعد الحرب الباردة والطعن في هيمنة الولايات المتحدة، وتعافٍ اقتصادي حفزه ارتفاع أسعار المواد الأولية وساهم في تقوية القدرة الشرائية وبروز طبقة وسطى عدادها 90 مليون نسمة. ويبدو أن الركن الأول ينهار على وقع الفساد، والثالث على وقع الركود. وتعصف بروسيا الأزمة الأكثر عنفاً منذ انفراط عقد الاتحاد السوفياتي. فالنشاط الاقتصادي تراجع 3.7 في المئة في 2015، ويتوقع أن ينخفض 3.5 في العام الجاري، وهروب رؤوس الأموال يتواصل، وسعر الروبل يهبط. وتتقلص سنوياً قيمة الرواتب 10 في المئة، ومعدلات البطالة ترتفع ارتفاعاً كبيراً. ونتائج الأزمة الاقتصادية بالغة الشدة على الروس.
وعاد متوسط الأمل في الحياة إلى الانخفاض بعد أن ارتفع منذ العام 2000 من 59 سنة إلى 66 سنة. وتقلص حجم الطبقة الوسطى إلى 20 في المئة من مجمل السكان. والفقر المدقع يصيب أكثر من 19 مليون روسي. والتفاوت الاجتماعي يتفاقم ويتعاظم.
وساهمت الأزمة النفطية والعقوبات النفطية في مفاقمة فشل الاقتصاد الروسي. وإخفاق قمة الدوحة في 17 نيسان (أبريل المنصرم) هو ضربة قاسية ألمّت بموسكو، فتقويم الخلل في سوق النفط (ارتفاع أسعاره من جديد) غير مرتقب في القريب العاجل.
ولا يخفى أن جذور الأفول الاقتصادي الروسي داخلية، فالنمو يعتمد على ارتفاع أسعار المواد الأولية، وأصحاب الكفاءات والموهبة يغادرون البلاد، شأن رؤس الأموال. والمصارف تفتقر إلى السيولة. والشلل أصاب عجلة الاستثمار والابتكار، فهبطت الصادرات العالية القيمة المضافة، في ما خلا الأسلحة. وطريق الاستدارة الروسية إلى الشرق مسدود. ولا يسع روسيا منافسة أو مضاهاة الصين. فوزن هذه البلاد الاقتصادي يفوق نظيره الروسي بـ12 ضعفاً.
ولا يخفى أن قوة الدولة في روسيا تتغذى من بؤس الروس، فالكابوس الاقتصادي يترافق مع انبعاث ديبلوماسي واستراتيجي. وفي عامين، قوضت روسيا الجديدة النظام الأوروبي ما بعد الحرب الباردة، واستعرضت قوتها في سورية ثم في ناغورني قره باخ، وعادت إلى صفوف الديبلوماسية الأولى وكسرت طوق العزلة في المجتمع الدولي جراء ضم القرم وتقطيع أوصال أوكرانيا.
ولا يُستخف بإنجازات روسيا في عهد بوتين منذ 2014. ولكن هذه الإنجازات هشة، فالانهيار هو مصير دولة تجافي اقتصادها ومجتمعها ومواطنيها، وتنشب الأنياب فيهم وتلتهم مواردهم وتطيح فرص حياتهم. ولكن سياسة روسيا الأخيرة تنبه إلى أن القوة لا تزال ناجعة وترتجى منها فائدة في القرن الواحد والعشرين. وهذا التذكير هو في مثابة دعوة إلى إيلاء الأولوية للمخاطر الاستراتيجية المترتبة على يقظة التوسعية الإمبريالية (الروسية) وعدم الانشغال فحسب بالقضاء على «داعش»، فموسكو تروج لنظام بديل عن نظام الأمم الحرة والديموقراطية وتسعى في مراجعة راديكالية لنظام ما بعد الحرب الباردة.
 
 
* معلق، عن «لوفيغارو» الفرنسية، 1/5/2016، إعداد منال نحاس
======================
«فيدوموستي» الروسية : الهدنة في حلب... نارية
الحياة
يتعرض، على الدوام، وقف إطلاق النار المعلن في سورية منذ 27 شباط (فبراير)، للخرق. وحوادث حلب – وهي المنطقة السورية الأكثر تعقيداً - في الأسبوعين الماضيين، قد تضع حداً لهذه الهدنة النارية. ووفقا للأمم المتحدة، منذ 22 نيسان (أبريل) بلغ عدد ضحايا القصف على حلب 279 مدنياً، 155 في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، و124 في مناطق سيطرة الحكومة. وأعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» أن حلب في الأيام الـ10 الماضية تعرضت لنحو 300 ضربة جوية.
وأدت غارة جوية على مستشفى في حلب في 27 نيسان (أبريل) إلى مقتل 30 شخصاً على الأقل، بينهم طبيب الأطفال اليتيم المتبقي في هذا الجزء من المدينة. والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ألقى المسؤولية على الحكومة السورية، فيما نفى الجيش السوري أي تورط في القصف، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أولاً بأن طائرات التحالف كانت تحلّق فوق حلب، ثم نفت حصول قصف. وفي 3 أيّار (مايو) ونتيجة قصف مستشفى بالهاون في شطر من حلب تسيطر عليه الحكومة، قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 16 (ووزير الخارجية الأميركي جون كيري حمل المعارضة السورية مسؤولية هذا القصف).
ودعت منظمة «أطباء بلا حدود» ومنظمات إنسانية أخرى الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا إلى بذل كل الجهود الممكنة لوقف الكارثة الإنسانية. ولكن وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه أميركا وروسيا في دمشق واللاذقية لم يشمل حلب، وهي من أكبر مراكز الجماعات المناهضة للحكومة. لذا، من العسير تحديد الإرهابيين - وهم الذي يجوز ضربهم وفق الهدنة التي لا تشملهم - بين هذه الجماعات.
في المقابل، النجاح في حلب بالغ الأهمية في حسابات الأسد، فهي كبرى المدن السورية. لكنها، كذلك مركز استراتيجي رئيسي للمعارضة.
وتشارك موسكو وواشنطن في مجموعة الدعم الدولية لسورية، وترغبان في إثبات قدرتهما على فرض احترام الهدنة. وإذا بدا أنّ دمشق خارج السيطرة، تهددت عملية التسوية برمتها بانفراط العقد، من جهة، وأطلقت يد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش»، من جهة أخرى. ويطرح تقوية موقف الأسد سؤالاً حول مشاركته في عملية التسوية التي تتصدر بنودها موضوع استقالته.
ومن السذاجة اعتبار أنّه في حرب أهلية واسعة النطاق يستطيع أحد أن يؤثر جدياً في الأسد، ناهيك عن مجموعات متنافرة من جماعات المعارضة. فقدرات موسكو وواشنطن محدودة في مثل هذا الوضع. وجل ما في مقدورهما هو إظهار وحدة الموقف التفاوضي.
ولا يستخف بأهمية هذا الموقف في مثل هذا الوضع الخطير. ومن المهم حصول تقدم قبل لقاء جنيف المقبل، فالجولة السابقة كانت فاشلة تقريباً. وذكرت وكالات أنباء أن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على ضم حلب إلى الهدنة. وليس في المتناول سوى مراقبة ما ستؤول إليه الامور.
* افتتاحية، عن «فيدوموستي» الروسية، 5/5/2016، إعداد علي شرف الدين
======================
بان كي مون :أزمة تضامن لمعالجة مشكلة اللاجئين
في سبتمبر المقبل، ستنعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة بحضور قادة العالم لمعالجة واحدة من أكبر التحديات في عصرنا الحالي، هي: الاستجابة للتحركات والانتشار الواسع للاجئين والمهاجرين. كما أن الحروب، وانتهاكات حقوق الإنسان، والفقر، وتغيُّر المُناخ، والكوارث الطبيعية، تؤدي إلى ترك مزيد من الناس منازلهم أكثر من أي وقت مضى منذ أن بدأت تكون لدينا بيانات موثوق بها. لقد فرَّ من أعمال العنف والاضطهاد أكثر من 60 مليون شخص - نصفهم من الأطفال - وهم الآن من اللاجئين والمشردين داخلياً. هذا بالإضافة 225 مليون من المهاجرين الذين غادروا بلدانهم بحثاً عن فرص أفضل أو لمجرد البقاء على قيد الحياة.
ولكن هذه ليست أزمة أرقام. إنها أزمة تضامن. فلقد استضافت الدول النامية ما يقرب من 90 % من اللاجئين في العالم، علماً بأن ثمانية بلدان نامية استضافت أكثر من نصف اللاجئين في العالم. وتوفِّر 10 بلدان فقط 75 % من ميزانية الأمم المتحدة لتخفيف محنة اللاجئين الحرجة.
ولا شك في أنه بتقاسم المسؤولية بشكل عادل، لن يكون هناك أي أزمة للبلدان المضيفة. يمكننا أن نتحمل عبء المساعدة، ونحن نعرف ما يلزم القيام به للتعامل مع التحركات الكبيرة للاجئين والمهاجرين، ومع ذلك، فإننا في كثير من الأحيان نسمح للخوف والجهل بأن يقفا عقبة في الطريق، وهكذا تُصرف الأنظار عن الاحتياجات الإنسانية في نهاية المطاف ويعلو صوت كراهية الأجانب على صوت العقل.
في 19 سبتمبر المقبل، ستعقد الجمعية العامة اجتماعاً رفيع المستوى لتعزيز جهودنا على المدى الطويل. ولمساعدة المجتمع الدولي على اغتنام هذه الفرصة، أصدرتُ للتو تقريراً، بعنوان "أمان وكرامة"، مع توصيات بشأن الكيفية التي يمكن بها للعالم أن يتخذ إجراءات جماعية أكثر فاعلية.
علينا أن نبدأ الاعتراف بإنسانيتنا المشتركة، فلقد تعرض ملايين الأشخاص أثناء انتقالهم إلى معاناة شديدة، حيث لقي الآلاف حتفهم في عرض البحر الأبيض المتوسط وبحر "أندامان" وفي منطقة الساحل وفى أميركا الوسطى. اللاجئون والمهاجرون ليسوا مجرد "أشخاص آخرين"، فهم من الأسرة الإنسانية نفسها، وتنقلات الناس هي في جوهرها ظاهرة عالمية تتطلب تقاسم المسؤولية على الصعيد العالمي.
لقد ظل البشر يتنقلون من مكان إلى آخر عبر آلاف السنين، بمحض اختيارهم وتحت الإكراه، وسيظلون كذلك في المستقبل المنظور، ولا سبيل إلى تحقيق مستقبل أكثر ازدهاراً وإنصافاً للجميع، إلا بالتمسك بواجبنا في حماية الأشخاص الذين يفرون من الاضطهاد والعنف، وبتقبل الفرص التي يتيحها اللاجئون والمهاجرون لمجتمعاتهم الجديدة
======================