الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 11/12/2021

سوريا في الصحافة العالمية 11/12/2021

12.12.2021
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة البريطانية :
  • ايروايرز البريطانية : الضربات الإسرائيلية على سوريا قتلت 631 شخصًا نصفهم مرتبطون بإيران
https://www.enabbaladi.net/archives/531309
 
الصحافة الامريكية :
  • بوليتيكو: سوريون يتحدثون عن معاملة "وحشية" من قوات بيلاروسيا
https://arabi21.com/story/1403503/بوليتيكو-سوريون-يتحدثون-عن-معاملة-وحشية-من-قوات-بيلاروسيا#category_10
  • معهد واشنطن :لبنان يقف على مفترق طرق بين عملية إنعاش مؤلمة وخضوع كامل لإيران
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/lbnan-yqf-ly-mftrq-trq-byn-mlyt-anash-mwlmt-wkhdw-kaml-layran
 
الصحافة العبرية :
  • صحيفة عبرية تكشف حجم الخسائر المدنية التي خلفهتا الهجمات الإسرائيلية في سوريا
https://eldorar.com/node/171358
 
الصحافة البريطانية :
ايروايرز البريطانية : الضربات الإسرائيلية على سوريا قتلت 631 شخصًا نصفهم مرتبطون بإيران
https://www.enabbaladi.net/archives/531309
تحدث تقرير بعنوان “لماذا قصفونا” صادر عن موقع “الحروب الجوية” (Airwars) البريطاني، عن احتمالية مقتل بين 14 و40 مدنيًا جراء غارات جوية إسرائيلية على سوريا استهدفت البنى التحتية العسكرية الإيرانية، خلال الثماني سنوات الماضية.
وقال التقرير، الذي قارن بين نتائج الضربات الجوية الإسرائيلية على سوريا وعلى غزة، إن الحملة الجوية المكثفة للجيش الإسرائيلي على سوريا منذ عام 2013 كان لها تأثير أقل بكثير على المدنيين، مع تركيز معظم الهجمات على أهداف عسكرية حصرًا، بعيدًا عن المراكز السكانية.
وتحدث التقرير، استنادًا إلى تقارير محلية، عن مقتل ما لا يقل عن 631 من أفراد الأطراف المتحاربة في سوريا، جراء الضربات الإسرائيلية منذ كانون الثاني 2013 وحتى تشرين الأول 2021، إذ أفادت مصادر محلية أن 50% من المجموعات المستهدفة كانت على الأرجح جهات عسكرية مرتبطة بإيران.
وبدءًا من كانون الثاني 2013، نفذت إسرائيل بشكل دوري هجمات داخل سوريا لمواجهة الوجود الإيراني، واستهدفت الضربات القوات الإيرانية والسورية، وكذلك ميليشيات من عدة دول متحالفة مع طهران.
ونقل التقرير عن تقارير محلية أن الأغلبية العظمى من العمليات الإسرائيلية في سوريا استهدفت مواقع عسكرية مثل القواعد الجوية وقوافل القوات ومخازن الأسلحة، بعيدًا عن المدن والبلدات الرئيسة.
بدأت العمليات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا في كانون الثاني 2013، عندما قصفت طائراتها قافلة زُعم أنها كانت تحمل أسلحة من سوريا إلى مقاتلي “حزب الله”، بحسب التقرير، ومنذ ذلك التاريخ، نفذت إسرائيل مئات الضربات المعلَنة وغير المعلَنة ضد الجماعات المسلحة المرتبطة بإيران.
وعلى الرغم من عدد الغارات الكبير نسبيًا للحملة الإسرائيلية في سوريا، أبلغ السوريون أنفسهم عن مستويات منخفضة من الضحايا المدنيين في هذه الغارات، ويبدو أن هذا مرتبط بضرب إسرائيل في الغالب أهدافًا عسكرية، في المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة.
وقال الشريك المؤسس ومدير شركة “Airwars”، كريس وودز، إن إسرائيل تستهدف في سوريا بشكل شبه حصري الأصول العسكرية بعيدًا عن المراكز السكانية، مثل القوافل والقواعد الجوية، ومن النادر للغاية أن تشنّ إسرائيل ضربات في مناطق حضرية، بحسب صحيفة “Jerusalem Post” الإسرائيلية.
وأضاف وودز، “عندما تحدث ضربات في مناطق حضرية، مثل الضربة التي تعرض لها ميناء (اللاذقية) في وقت سابق من الأسبوع الحالي، أو مطار (دمشق الدولي)، فإن الأضرار وتأثير تلك الضربات تكون محلية، تهتم إسرائيل بقدر كبير بكيفية ضربها، التي لا تخلو من المخاطر”.
ونقلت الصحيفة أنباء تفيد بأن الضربات الإسرائيلية دمرت صواريخ إيرانية، وأنظمة دفاع جوي، وطائرات من دون طيار، وبنى تحتية لإنتاج الأسلحة، ومخازن أسلحة.
وتعد إيران أحد الحلفاء الرئيسين للنظام السوري في حربه ضد المعارضة منذ عام 2011، ودعمته بالآلاف من مقاتلي الميليشيات والمعدات العسكرية.
وكثّف الطيران الحربي الإسرائيلي من استهدافه مواقع في سوريا، منها مواقع إيرانية، منذ تعيين الحكومة الأخيرة برئاسة نفتالي بينيت في حزيران الماضي، مع تصريحات مسؤولين إسرائيليين بشأن عدم نية إسرائيل تحمّل الوجود الإيراني في سوريا.
وعلى الرغم من عدم تبني إسرائيل للهجمات الصاروخية على سوريا، توعد وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، بعدم الاكتفاء بالجلوس وانتظار “الإرهاب الإيراني الموجه ضد الإسرائيليين”.
وقال في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” الروسية، في 10 من تشرين الأول الماضي، إنه يجب على المنطقة والعالم أن يفهموا ما ستفعله إسرائيل حيال الوجود الإيراني، إذ إن إسرائيل لا تنوي تحمّل الوجود الإيراني في سوريا، ولا يمكن أن تتسامح مع “تصديرها الإرهاب في المنطقة”.
وحول القصف الإسرائيلي الذي تتعرض له المواقع الإيرانية في سوريا، أشار لابيد إلى أن إسرائيل تعمل بشكل وثيق جدًا مع الشركاء الروس، “حتى لا يتطور ذلك إلى تصعيد خطير”، حسب تعبيره.
ومع كل استهداف إسرائيلي لمواقع في سوريا، يعلن النظام تصديه للهجمات عبر المضادات الأرضية، في حين أن صور الأقمار الصناعية تظهر دمارًا في بعض مواقع النظام العسكرية والمنشآت بعد الاستهداف.
=============================
الصحافة الامريكية :
بوليتيكو: سوريون يتحدثون عن معاملة "وحشية" من قوات بيلاروسيا
https://arabi21.com/story/1403503/بوليتيكو-سوريون-يتحدثون-عن-معاملة-وحشية-من-قوات-بيلاروسيا#category_10
عربي21- بلال ياسين# الجمعة، 10 ديسمبر 2021 03:48 م بتوقيت غرينتش0
تناولت مجلة "بوليتيكو" في تقرير معاناة لاجئين سوريين في غابة بولندية مظلمة مغطاة بالثلوج، والتعامل الذي وصفه اللاجئون بـ"الوحشي" من قوات لوكاشينكو.
وأشار اللاجئ السوري "علي" وهو معلم في تقرير للمجلة ترجمته "عربي21"، إلى خشيته من إعادته إلى بيلاروسيا.
ولفت "علي"، إلى أنه قضى في الغابة حوالي ثلاثة أسابيع، وعبر الحدود البولندية خمس مرات، وتم القبض عليه من حرس الحدود مع كل محاولة جديدة ودفعه مرة أخرى إلى بيلاروسيا. في المرة السادسة، كان أكثر حظا. فقد عثر عليه ناشطون رتبوا له ولرفيقيه "حسن" البالغ من العمر 42 عاما وهو قاض سابق، و"ميدو" البالغ من العمر 25 عاما الذي كان يعمل في الموارد البشرية، لقاء بثلاثة برلمانيين بولنديين بالبرلمان الأوروبي زاروا المنطقة الحدودية الأسبوع الماضي مع مجموعة من الصحفيين.
كان الهدف هو الضغط على حرس الحدود البولنديين لمعالجة طلبات اللجوء الخاصة بهم بالفعل، بدلا من إعادتهم إلى بيلاروسيا في انتهاك للقانون الدولي.علي هو واحد من آلاف الأشخاص الذين سافروا جوا إلى مينسك من الشرق الأوسط بتشجيع من رجل بيلاروسيا القوي ألكسندر لوكاشينكو، والذين حاولوا عبور الحدود مع الاتحاد الأوروبي.قال إن "الناس يتحدثون" في سوريا عن طريق جديد إلى الاتحاد الأوروبي. تبلغ تكلفة الرحلة، اعتمادا على الوجهة النهائية، حوالي 2500 دولار.ولكن ما لا يتحدثون عنه في سوريا هو أن المهاجرين يمكن أن يُحاصروا لأسابيع في المنطقة الحدودية، ويعيشون في مستنقعات وغابات متجمدة، حيث مات ما لا يقل عن 13 شخصا أثناء محاولتهم العبور.
قال علي بلغة إنجليزية بطلاقة: "لم نكن نتوقع أن يضعونا بين الحدود وأن نكون عالقين هناك، بدون طعام، بدون ماء، في ظروف سيئة، مثل النوم في مكان مبلل. في بعض الليالي كنا نتجمد".
في بيلاروسيا، أوضح مهاجرون أنهم احتجزوا في معسكر مؤقت من قبل الجنود، وكانوا يجمعونهم معا كل ليلتين ويدفعونهم إلى بولندا. وقالوا: "إنهم يحاولون دفع السياج وجعل الناس يركضون". كما أعطى الجنود المهاجرين حجارة لرميها على السياج وعلى حرس الحدود البولنديين.
شعر الثلاثة بالمرارة بشأن تجربتهم. قال حسن: "أناس سيئون جدا في بيلاروسيا، أناس سيئون جدا".
قالوا إن القوات البيلاروسية سلبتهم وضربتهم وأعطتهم مياها قذرة للشرب، مما أصابهم بالمرض. بينما تقول الحكومة البيلاروسية إنها تمد المهاجرين على الحدود بالمساعدات الإنسانية.
قال علي: "في بعض الأحيان كانوا يضربون الناس. ويطعمونهم أقراص الدواء أحيانا، ويستخدمون الكلاب لتتبع الناس في الغابة".
وأشار إلى أن الحراس البيلاروسيين أجبروهم على خلع ملابسهم، وبحثوا فيها عن أشياء لسرقتها، ثم أشعلوا النار في فيها. في هذه المرحلة من القصة، ابتعد ميدو وبدأ في البكاء.
عندما كانوا يجتازون بنجاح سياج الأسلاك الشائكة الذي أقيم على الحدود بعد أن بدأ لوكاشينكو في إرسال المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي، كان يعيش الثلاثة على الطعام والماء الذي وجدوه في الغابة أو الذي حصلوا عليه من السكان المحليين والناشطين، الذين قدموا لهم أيضا ملابس جديدة وأكياس نوم.
في محاولاتهم الأولى لم يتمكنوا من تجاوز المنطقة الحدودية المغلقة - شريط من الأرض يبلغ عرضه 3 كيلومترات على طول الحدود البولندية البيلاروسية حيث يصعب على المراسلين والناشطين الدخول - قبل أن يتم القبض عليهم من قبل السلطات البولندية وإعادتهم إلى بيلاروسيا.
وكان اللقاء بالناشطين الأسبوع الماضي خارج تلك المنطقة العازلة مباشرة.
أطلق لوكاشينكو العنان لأزمة الهجرة كوسيلة للانتقام من الاتحاد الأوروبي بسبب العقوبات التي فرضها الاتحاد بعد أن سرق لوكاشينكو الانتخابات الرئاسية العام الماضي. ويطلق الاتحاد الأوروبي على ذلك "الهجوم الهجين".
على الرغم من أن الحكومة البولندية تعرضت لانتقادات من جماعات حقوق الإنسان بسبب معاملتها للمهاجرين ورفضها العام لمعالجة طلبات اللجوء، تقول وارسو إنها تحاول ببساطة مراقبة الحدود. سمح الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي للدول المتاخمة لبيلاروسيا بتشديد إجراءات اللجوء.
قال ماتيوز موراويكي، رئيس الوزراء البولندي، لصحيفة بيلد الألمانية في تشرين الثاني/ نوفمبر: "من الواضح أننا إذا لم نتمكن من إبقاء آلاف المهاجرين في مأزق الآن، فإن مئات الآلاف، أو الملايين، سيتجهون نحو أوروبا. إذا لم نحم حدودنا في أوروبا وندافع عنها بحزم، فإن مئات الملايين من أفريقيا والشرق الأوسط سيحاولون الوصول إلى أوروبا، وخاصة ألمانيا".
بدأت الأزمة تتراجع، حيث مارس الاتحاد الأوروبي ضغوطا على شركات الطيران ودول الشرق الأوسط لوقف نقل الناس إلى بيلاروسيا. الآن هناك رحلات جوية تعيد الناس إلى العراق وسوريا. في تشرين الأول/ أكتوبر، كانت هناك 17500 محاولة عبور، وفقا لحرس الحدود البولندي، لكن الشهر الماضي كانت هناك 8900 محاولة.
ومع ذلك، يظل الكثير من الناس في الغابات المظلمة على طول الحدود.
قالت ماريا زلوكيفيكز من غروبا غرانيكا، وهي منظمة غير حكومية تحاول مساعدة المهاجرين، إنهم يتلقون عددا أقل من طلبات المساعدة. ويرجع ذلك على الأرجح إلى قيام البيلاروسيين بتنظيم المهاجرين في مجموعات أكبر، وقيام الآلاف من القوات البولندية والشرطة وحرس الحدود بدوريات على الحدود والظروف الجوية القاسية.
وقالت: "عدد أقل وأقل من الناس أصبحوا قادرين على العبور".
أصر علي وحسن وميدو جميعا على أنهم يريدون اللجوء في بولندا، ورفعوا لافتات بهذا المعنى عندما حملهم حرس الحدود واقتادوهم بعيدا في شاحنة عسكرية مفتوحة. وارسو ملزمة بالتعامل مع طلباتهم، ولكن إذا لم يستوفوا المعايير، فيمكن ترحيلهم.
في اليوم التالي، قال حرس الحدود على تويتر إن الرجال طلبوا اللجوءـ وقبل أن يحملهم حرس الحدود، سأل الصحفيون علي عما إذا كان سيشجع أي شخص آخر على القيام برحلة شبيهة برحلته إلى بولندا.
قال: "يمكن أن تموت هناك، أو يمكن أن تموت هنا.. نحن هنا ليس لإيذاء أي شخص أو التسبب في أي مشاكل، أردنا فقط أن نكون في مكان آمن".
=============================
معهد واشنطن :لبنان يقف على مفترق طرق بين عملية إنعاش مؤلمة وخضوع كامل لإيران
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/lbnan-yqf-ly-mftrq-trq-byn-mlyt-anash-mwlmt-wkhdw-kaml-layran
حنين غدار
حنين غدار هي زميلة زائرة في زمالة "فريدمان" الافتتاحية في معهد واشنطن ومديرة تحرير سابقة للنسخة الانكليزية لموقع NOW الإخباري في لبنان.
مقالات وشهادة
ترتبط الأزمات التي يشهدها لبنان حاليًا بشكل وثيق بالتحديات الداخلية التي يواجهها "حزب الله"، ما يخلق فرصة حقيقية للتغيير في حال وفر الغرب الدعم اللازم لإجراء انتخابات عادلة ومساءلة قضائية وممارسة ضغوط مستهدفة.
لقد شهد لبنان تحولات هائلة خلال السنتين الماضيتين. فقد انهار اقتصاده، وتصدّع نظامه المالي، وتأزمت علاقاته التي يعود تاريخها إلى عقود طويلة مع الدول الخليجية، وأثبت "حزب الله" المدعوم من إيران أنه السلطة المطلقة بدون منازع في البلاد. ولم تؤدِ الاحتجاجات التي هزت شوارع لبنان في 2019 إلى الإصلاحات الضرورية أو إعادة خلط الأوراق السياسية التي تُعتبر البلاد بأمس الحاجة إليها؛ بل على العكس، تفاقم الانهيار. غير أن الاحتجاجات، التي ترافقت مع أزمة إنسانية متصاعدة، أحدثت تغييرًا على مستوى أساسي أكثر يتطلب اعتماد نهج غير تقليدي لحل الأزمة.
والملفت أن أزمة لبنان ليست اقتصادية أو مالية – فالوضع الاقتصادي والمالي يمثل تداعيات المشكلة الأساسية التي هي ذات طبيعة سياسية بشكل رئيسي، تتمثل بالطبقة السياسية عمومًا و"حزب الله" وسلاحه خصوصًا. ويمكن في نهاية المطاف حل الأزمة الاقتصادية من خلال اتخاذ مجموعة واضحة من الإصلاحات، حددها المجتمع الدولي عدة مرات، خلال اجتماعات باريس العديدة، فضلًا عن مؤسسات أخرى على غرار "صندوق النقد الدولي" و"البنك الدولي". ولا تكمن المشكلة الحقيقية في غياب الإرادة لتطبيق هذه الإصلاحات بل في الإصرار على منعها.
هذا وكانت الاحتجاجات التي عمّت الشوارع في العام 2019 أدت إلى استقالة حكومة سعد الحريري، ومن ثم استقالت حكومة حسان دياب في 2020 بعد انفجار مرفأ بيروت، واليوم تواجه حكومة نجيب ميقاتي دعوات إلى الاستقالة على خلفية الأزمة الدبلوماسية الخليجية التي اندلعت مؤخرًا. لكن المشكلة الرئيسية لطالما كانت عجز هذه الحكومات جميعها عن تطبيق أي إصلاح أو التصرف كحكومة سيادية. وفي حين يأمل المجتمع الدولي أن تتمكن الحكومة المقبلة من المضي قدمًا بالإصلاحات، ولا سيما وسط تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية، إلا أن المشكلة تكمن على صعيد آخر: سلاح "حزب الله" مصوّب نحو أي شخص يجرؤ على محاولة القيام بإصلاحات أو على المساءلة أو تحقيق السيادة.
ومنذ فوزه بأغلبية نيابية خلال انتخابات 2018، منح الحزب العسكري-السياسي المدعوم من إيران باستمرار الأولوية لمصالحه على مصالح الشعب اللبناني من خلال عدة ممارسات على غرار إنتاج المخدرات غير الشرعية، والتهريب والاتجار بالأشخاص لأغراض الاستغلال الجنسي – وبالطبع – بناء ترسانته العسكرية. فبالنسبة لـ"حزب الله" لا يزال الفساد من أبرز السياسات التي ينتهجها؛ حيث أنه يتيح له إضعاف مؤسسات الدولة وبناء الولاءات في المجتمعات اللبنانية لكتلته السياسية وطائفته وليس للدولة. فالحزب يفضل لبنان أشبه بالمجتمع الشيعي الذي سعى جاهدًا إلى عزله: لبنان يفتقر إلى التنوع والحرية والقوة. ومنذ احتجاجات 2019، لم يعد يحرص على إخفاء استراتيجيته – فالسلطة بيده ولن يدعها تفلت منه.
ومن الأمثلة البارزة على ضعف مؤسسات الدولة واستراتيجيات "حزب الله" بعد عام 2019 هي التحقيق في انفجار المرفأ الذي يتولاه القاضي طارق بيطار. فقد بدأت الأمور تسوء عندما دعا بيطار مسؤولين سياسيين وأمنيين للاستجواب وأصدر مذكرة توقيف بحق آخرين. ومنذ ذلك الحين، قاد "حزب الله" حملة سياسية ضد القاضي وحتى أنه أرسل مسؤوله الأمني الأعلى لتهديده. وعندما لم يتراجع بيطار عن موقفه، جرب "حزب الله" مقاربة أخرى: الصدامات في الشارع التي تجسدت في أحداث الطيونة في تشرين الأول/أكتوبر 2021، حيث لا يزال شبح الحرب الأهلية يخيّم.
غير أن قوة الحزب السياسية والعسكرية باتت مصحوبة بعدة تحديات. أولًا، خسر حليفاه الرئيسيان – "التيار الوطني الحر" و"حركة أمل" – جزءًا كبيرًا من الدعم الشعبي. فبحسب استطلاعات جرت في لبنان، لم يعد "التيار الوطني الحر"، الذي كان يتمتع بتأييد أكثر من 50 في المائة من الشارع المسيحي اللبناني، يحظى بدعم أكثر من 13 في المائة من المسيحيين اليوم. ومن دون حلفائه، لا يمكن لـ"حزب الله" الفوز بأغلبية في الانتخابات البرلمانية المقبلة – المزمع إجراؤها في آذار/مارس 2022. وسيحاول الحزب وحلفاؤه تأجيل أو إلغاء الانتخابات إن لم يتمكنوا من إبقاء الوضع على ما هو عليه، كما يمكنهم افتعال أحداث أمنية أو استغلال الأزمة الاقتصادية لتجنب إجراء الانتخابات.
ثانيًا، لم يعد "حزب الله" يتمتع بالدعم الأعمى والمطلق من المجتمع الشيعي. فغياب البديل السياسي بالنسبة للشيعة سيجعل سيطرته المستمرة ضمن الطائفة أسهل، لكن الشيعة وحدهم لا يستطيعون أن يحققوا له الأكثرية. والأهم، أن الحزب فقد جاذبيته كشخصية أبوية للشيعة. ففي الثمانينيات، قدّم الحزب نفسه بصورة الأب-المعيل-الحامي للمجتمع الشيعي وطلب ولاء الشيعة مقابل القوة والمكانة والخدمات. لكن هذه الصورة دمرتها الصعوبات المالية التي يواجهها الشيعة بسبب العقوبات الأمريكية على إيران، والغطاء الذي يوفره الحزب للفساد وانكشاف أنشطته غير الشرعية، ولا سيما التهريب وإنتاج المخدرات.
فقد علّق الحزب الخدمات الاجتماعية بسبب الصعوبات المالية وعدم امتلاكه للعملة الصعبة. ووحدهم القادة العسكريون والمقاتلون بدوام كامل يقبضون رواتبهم بالدولار الأمريكي – في حين يُطلب من الآخرين أن يتحلوا بالصبر. والحال أن الفجوة في أوساط الشيعة (أعضاء الحزب وغير الأعضاء فيه، والأعضاء العسكريون وغير العسكريين، و"حركة أمل" مقابل "حزب الله") تتسع وتولد تحديات داخلية خطيرة.
ثالثًا، لم يعد لـ"المقاومة" وجود فعلي. فبالنسبة للحزب، أصبح التهديد باستخدام الصواريخ والقذائف أقوى الآن من الصواريخ والقذائف بحدّ ذاتها. وهو يدرك أنه في وقت لا تتمتع فيه إيرن بقدرات مالية كبيرة وتزداد فيه الهجمات الإسرائيلية على قواعده ومنشآته العسكرية في سوريا، سيكون من الصعب للغاية استبدال الأسلحة التي بحوزته. فبعد سنوات من الانتشار في المنطقة والخسائر الفادحة في صفوف مقاتليه وأفراده العسكريين، أصبح يفتقر الآن إلى قوة مقاتلة قوية ومنظمة، علمًا بأن إعادة بنائها ستستغرق سنوات.
كذلك، يدرك الحزب أن الحرب القادمة مع إسرائيل لن تؤدي إلى "النصر الإلهي" الذي حققه عام 2006، ولن تليها عملية إعادة إعمار فورية. لكن الأهم، أنه يدرك أن لبنان وشعبه وبالأخص المجتمع الشيعي لن يسامحوه قط إن جرّهم إلى حرب أخرى مع إسرائيل.
ولهذا السبب دائمًا ما يلجأ أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله إلى التهديد بالحرب لكنه لن يجازف بها. فإعلانه مؤخرًا أنه يملك مئة ألف مقاتل، ورغم أنه رقم مبالغ فيه بوضوح، يُعتبر عمومًا رسالة سياسية إلى أعدائه الداخليين والخارجيين – وهو تهديد بالحرب وليس احتمالًا حقيقيًا.
وبالتالي، فإن حركة لبنان مشلولة وسط هذه التحديات التي تواجه الحزب الذي لن يسمح بإجراء أي إصلاحات أو انتخابات أو إعادة هيكلة مالية ما لم يتجاوز الحزب المدعوم من إيران تحدياته الخاصة ويجد وسيلة لحماية نفوذه والحفاظ على الوضع القائم. وهذا يعني أن التركيز على الإصلاحات في هذه المرحلة من دون التعامل مع العوامل السياسية التي تقف في طريقها هو مضيعة للوقت.
هذا ويمتلك المجتمع الدولي أدوات لتحقيق أهداف قصيرة وطويلة المدى في لبنان، أبعد من مقاربة المساعدة الإنسانية، التي تُعتبر حيوية لكنها لن تحل جذور المشكلة. وإذا كان الاستقرار والأمن من أهداف السياسة فعلًا في لبنان، عندها يمكن للولايات المتحدة استخدام ميزة المساعدة (الأمنية والإنسانية) للضغط على الطبقة السياسية.    
أولًا، يمكن السعي نحو توفير مراقبة دولية شديدة للانتخابات، ولكن الأهم الحرص على إجراء الانتخابات في وقتها وفي ظل بيئة آمنة. فقد أثارت الانتخابات العراقية التي جرت في الآونة الأخيرة بعض القلق في بيروت وتخشى العديد من الأحزاب السياسية من النتيجة؛ حيث إن الكثير من اللبنانيين يرغبون في التصويت للتغيير وثمة للمرة الأولى بديل فعلي مطروح. إنها فرصة لا يجب تفويتها ولكن يجب حمايتها.   
ثانيًا، لا بدّ من الحفاظ على المجال المحدود المتبقي من المساءلة من خلال حماية القاضي بيطار ومساعدته في تحقيقاته حول انفجار مرفأ بيروت. ومن شأن ذلك أن يعزز أيضًا قسمًا مستقلًا نسبيًا من الجسم القضائي ومجالًا صغيرًا من المساءلة ضمن إحدى مؤسسات الدولة التي يمكنها المساعدة على تقليص خطر العنف وحماية المرشحين المستقلين ودعم مؤسسات أخرى تواجه صعوبات، ولا سيما قبل الانتخابات.  
ثالثًا، يجب الاستفادة من العقوبات لاستهداف شخصيات فاسدة، فضلًا عن الشخصيات التي تعيق الإصلاحات ومسار التغيير. ففي تشرين الأول/أكتوبر، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على رجليْ الأعمال جهاد العرب وداني خوري، المقربين من رئيس الوزراء السابق سعد الحريري ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل على التوالي، بتهم فساد مرتبطة بعقود مع الدولة. كذلك، فُرضت عقوبات على النائب جميل السيد بسبب سعيه إلى "الالتفاف على السياسات والأنظمة المصرفية المحلية" وتحويل 120 مليون دولار إلى الخارج، "وذلك لإثراء نفسه وشركائه"، وفق وزارة الخزانة
وقد رحّب الشعب اللبناني بشكل خاص بهذه العقوبات لاستهدافها الفساد على نطاق واسع. غير أنه لا بدّ من فرض المزيد من العقوبات المماثلة قبل الانتخابات، لتكون بمثابة رسالة جيدة للشعب وتحذير من أعمال العنف على السواء. فضلًا عن ذلك، وفي ظل فرض الأوروبيين أخيرًا إطارًا للعقوبات خاصًا بلبنان، سيكون من المفيد أن تتعاون الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وتفرض المزيد من العقوبات المرتبطة بالفساد بالتزامن. فإذا انضم الاتحاد الأوروبي إلى هذه الحملة، ستصبح من دون شك أكثر فعالية
رابعًا، تُعتبر المساعدة الأمنية الأمريكية المقدمة إلى الجيش اللبناني حيوية، ولكنها الميزة الفعلية الوحيدة للولايات المتحدة في لبنان. وصحيح أنه من الصعب فرض شروط على هذه المساعدة في هذه المرحلة، ولا سيما في وقت تواجه فيه المؤسسة العسكرية تحدياتها المالية الخاصة وترزح تحت وطأة ضغوط سياسية، إلا أنه من المهم ألا تستفيد عناصر محددة ضمن هذه المؤسسة من المساعدة، وبخاصة المحكمة العسكرية المسؤولة عن محاكمة صحفيين وناشطين وإعاقة العدالة والمساءلة.  
وعلى المدى الطويل، لا بدّ من وضع سياسة خاصة بلبنان لاحتواء "حزب الله" وترسيخ الأمن في زمان ومكان يشهدان تقلبات كبيرة. ويتطلب هذا الأمر أكثر من مجرد مساعدة إنسانية وعقوبات. فتستلزم سياسة طويلة الأمد تغييرات جدية في الأدوات التقليدية المتاحة تعكس التغييرات الأساسية في المشهد السياسي في لبنان ومواقف وطموحات الشعب اللبناني المتغيرة، ولا سيما في أوساط المجتمع الشيعي.  
وحتى إن استمرت واشنطن في محاولة التفاوض للتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع طهران، تمثل نقاط ضعف "حزب الله" الحالية فرصة استراتيجية لتغيير ميزان القوة في لبنان وتعزيز التنوع السياسي. فالحزب يفقد سلطته وشرعيته بسبب العقوبات الأمريكية واتساع رقعة الاحتجاجات السياسية المحلية. كما يخسر قيمة خطاب المقاومة بسبب عدم قدرته على الردّ على الهجمات الإسرائيلية. ويخسر أيضًا دعم القسم الأكبر من شيعة لبنان الذين يخضعون له حاليًا بسبب الخوف وحسب وليس انطلاقًا من إيمانهم الفعلي بالحزب ومعتقداته. إن الأزمة اللبنانية والتحديات التي يواجهها الحزب مرتبطة ببعضها البعض، وتقدم كلتاهما فرصًا للتغيير.  
حنين غدار هي "زميلة فريدمان" في " برنامج غيدولد للسياسة العربية" التابع لمعهد واشنطن. نُشر هذا المقال أساسًا على موقع كارافان الإلكتروني.
=============================
الصحافة العبرية :
صحيفة عبرية تكشف حجم الخسائر المدنية التي خلفهتا الهجمات الإسرائيلية في سوريا
https://eldorar.com/node/171358
الدرر الشامية:
كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن حجم الخسائر المدنية في سوريا جراء الغارات الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة: "قُتل أقل من 50 مدنياً في سوريا خلال حملة إسرائيل التي استمرت ثماني سنوات واستهدفت البنية التحتية العسكرية الإيرانية بسوريا".
وأضافت: "أت الخسائر المدنية في سوريا جراء الضربات التي يشنها سلاح الجو الإسرائيلي هي الأدنى مقارنةً بكثير من الجهات الأجنبية الأخرى في سوريا".
وأردفت: "أن الغالبية العظمى من العمليات الإسرائيلية في سوريا استهدفت المواقع العسكرية، بعيدًا عن المدن والبلدات الرئيسية".
وذكرت الصحيفة أن روسيا والتحالف الدولي بقيادة أمريكا اتخذوا خيارا عسكريا استراتيجيا في سوريا أدى إلى مقتل الآلاف من المدنيين.
الجدير بالذكر أن إسرائيل كثفت في الآونة الأخيرة من غاراتها الجوية على مواقع الميليشيات الإيرانية في سوريا وسط صمت مطبق من نظام الأسد وإيران.
=============================