الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 11/7/2017

سوريا في الصحافة العالمية 11/7/2017

12.07.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : http://www.all4syria.info/Archive/425419 http://www.eda2a.com/news.php?menu_id=1&news_id=155511 http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=94964 https://newsyrian.net/ar/content/روسيا-تكرِّس-المكاسب-المادية-سلاحاً-فعالاً-في-الحرب-السورية http://www.raialyoum.com/?p=706824
الصحافة البريطانية : http://www.shafaaq.com/ar/Ar_NewsReader/27d240f7-e352-473f-ba31-eeda626f0e1e http://www.raialyoum.com/?p=706734
الصحافة الالمانية : https://newsyrian.net/ar/content/نظام-الأسد-يُظهر-بنفسه-دليلاً-على-تورطه-بالهجوم-بغاز-السارين http://idraksy.net/near-east-war-history-sykes-pico/
الصحافة التركية والعبرية : http://www.turkpress.co/node/36687 http://www.turkpress.co/node/36679 http://www.alquds.co.uk/?p=751065
 
الصحافة الامريكية :
واشنطن بوست: هل تجرؤ إيران وبشار الأسد على إفسادوقف إطلاق النار ؟
http://www.all4syria.info/Archive/425419
كلنا شركاء: واشنطن بوست- ترجمة هاف بوست عربي
بدأت أول محاولة من جانب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتعاون مع روسيا حول أزمة دولية، الأحد 9 يوليو/تموز 2017، مع تنفيذ وقف إطلاق النار فى جنوب غربى سوريا، والذي بدا سارياً على نطاق واسع.
وإذا ما تم الحفاظ على الهدنة فإن ذلك قد يفتح الباب أمام تعميق التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا حول سبل القضاء على العنف والتقدم فى اتفاقات وقف إطلاق النار الأخرى التى يتم الضغط لتطبيقها فى أماكن أخرى فى سوريا، حسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية.
وسرى وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا والأردن جنوب غربي سوريا، الأحد 9 يوليو/تموز 2017.
وتقول التقارير الواردة من المنطقة إنه يبدو أن الهدنة صامدة حتى الآن، حسب “بي بي سي”.
كما قال مراقبون محليون إن المنطقة لم تشهد غارات جوية أو اشتباكات.
وشارك الأميركيون والروس والأردنيون في التوسّط في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة.
ويستهدف اتفاق وقف إطلاق النار وقف القتال في منطقة حساسة من الأراضي السورية المجاورة للحدود مع إسرائيل والأردن.
وبحسب السلطات الأردنية، فإن الهدنة تشمل مناطق وافقت عليها القوات الحكومية السورية ومجموعات المعارضة.
وكان بوتين قد صرّح بأن اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سوريا جاء “نتيجة تغير في موقف أميركا تجاه الوضع في سوريا بعد أن أصبح أكثر واقعية”.
ونقلت واشنطن بوست عن السكان في منطقة وقف إطلاق النار إن دوي المدافع توقف قبل الموعد النهائي المحدد، معربين عن أملهم فى أن يتوقف العنف لفترة من الوقت وتُحقن الدماء.
اتفاق غامض
وهذا الاتفاق لوقف إطلاق النار فى سوريا هو أول نتائج اجتماع الرئيس ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة 7 يوليو/تموز 2017. ولا تزال التفاصيل غامضة، ومن غير الواضح ما إذا ما كان الاتفاق سيؤدي إلى التعاون من أجل التوصل إلى حل دائم للحرب السورية التي استمرت 6 سنوات.
ويُشار إلى وقف إطلاق النار بين البلدين على أنه “خفض التصعيد”، ما يعكس التوقعات المتواضعة للنجاح بعد عدة محاولات فاشلة سابقة من قبل الرئيس الأميركي السابق أوباما للعمل مع روسيا لإنهاء القتال.
ومع ذلك، فإن ما يجعل هذا الجهد مختلفاً هو الدفع باتجاه السلام الذي تقوم به الآن هي روسيا، التي تولت قيادة الدبلوماسية الدولية بعد هزيمة قوات المعارضة السورية في معقلهم في حلب في ديسمبر/كانون الأول 2016.
ويشير وقف إطلاق النار إلى موافقة الولايات المتحدة على خطة روسية أوسع لإنهاء العنف من خلال خلق سلسلة من مناطق خفض التصعيد فى أنحاء البلاد تحت رعاية القوى الإقليمية أو الدولية ذات النفوذ فى كل منطقة.
والفعل فإن محاولة إنشاء منطقة مماثلة لخفض التصعيد في الشمال بالتعاون مع تركيا، الجارة الشمالية لسوريا، قد خففت إلى حد ما من العنف هناك.
ويخلق هذا الاتفاق آلية منفصلة للولايات المتحدة والأردن لاستخدام نفوذهما مع قوات المعارضة المتحالفة في جنوب غرب سوريا لوقف القتال في حين تمارس روسيا ضغوطاً على حليفتها؛ حكومة بشار الأسد.
المنطقة التي يطبق فيها وقف إطلاق النار تشمل درعا، المدينة التي اندلعت فيها الثورة ضد الأسد لأول مرة في عام 2011، حيث اشتد القتال في الأشهر الأخيرة حين شنت الحكومة هجوماً يستهدف استعادة المدينة.
وتشمل أيضاً محافظة القنيطرة المجاورة التي اندلع فيها القتال في الأشهر الأخيرة بين إسرائيل والقوات الحكومية، بما فيها الميليشيات المدعومة من إيران التي أثار تقدمها نحو مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل قلق تل أبيب.
إيران، الحليف الرئيسي لبشار الأسد، ليست طرفاً في هذه الصفقة. رغم أن لها تأثير كبير على المنطقة من خلال شبكتها من الميليشيات، بما في ذلك حزب الله اللبناني، وهناك مخاوف من أن طهران، بالاشتراك مع الحكومة السورية، قد تعمل على إحباط الاتفاق الذي من شأنه أن يزيد من نفوذ الولايات المتحدة بشكل كبير في هذه المنطقة من سوريا.
ولا يزال يتعين تحديد الكثير من التفاصيل، بما في ذلك آلية التنفيذ. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى طلب عدم الكشف عن هويته إنه من المتوقع نشر قوات من الشرطة العسكرية الروسية في المنطقة.
موقف إسرائيل
لكنه من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستقبل بوجود القوات الروسية على طول حدودها بسبب المخاوف من أن موسكو لن تكون قادرة، أو غير راغبة فى احتواء توسع إيران وحلفائها فى هذه المنطقة، وفقاً لما ذكرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
ورحّب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوقف إطلاق النار لكنه حذر من التدخل الإيراني.
ونقل تقرير لـ”بي بي سي” عن نتنياهو قوله: “ترحب إسرائيل بوقف حقيقي لوقف إطلاق النار. لكن وقف إطلاق النار لا يجب أن يفتح الباب لإيران لترسيخ أقدامها في سوريا أو للمجموعات القتالية التي تدور في فلكها في سوريا بصفة عامة وفي جنوب سوريا على وجه الخصوص”.
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه تحدث الأسبوع الماضي بشكل مفصل مع وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وقال: “الاثنان يتفهمان موقف إسرائيل وسيأخذان مطالبنا في الاعتبار”.
وأضاف نتنياهو: “سنستمر في مراقبة الأحداث عند حدودنا مع التشبت التام بخطوطنا الحمراء: منع حزب الله من الحصول على أسلحة عبر الحدود السورية مع التشديد على الأسلحة الدقيقة”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي: “هذا يعني منع حزب الله أو القوات الإيرانية من إقامة حضور بري على طول حدودنا ومنع القوات الإيرانية من إقامة حضور عسكري في سوريا ككل”.
وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي اتش.ار ماكماستر أن هذه الهدنة أولوية للولايات المتحدة وخطوة مهمة من أجل سلام دائم.
وأوضح ماكماستر في بيان أنه “في منتصف نهار الأحد بالتوقيت المحلي في سوريا، يدخل اتفاق وقف التصعيد جنوب غربي سوريا حيز التنفيذ”.
هل يفشل الأسد وإيران الهدنة؟
لا تزال هناك علامة استفهام أكبر حول التحدي طويل الأمد لجهود السلام في سوريا، وهو ما إذا كانت روسيا تمارس ضغطاً كافياً على الحكومة السورية وإيران لإقناعهما بالالتزام بالهدنة.
وقال فيصل عيتاني من مجلس الأطلسي الذي يتخذ من واشنطن مقراً له إن هذه الصفقة، إذا ما نفذت بشكل كامل، ستشكل تهديداً لهدف إيران المتمثل في إقامة منطقة نفوذ على الحدود الإسرائيلية والأردنية وهدف الأسد لاستعادة سيطرته على سوريا بالكامل.
وأضاف “إن الطرفين سيقبلان بوقف إطلاق النار فقط حين يكون في خدمة أغراضهما. ولكن من سيوقفهم عندما يستأنفون الهجوم؟ فروسيا إما تقف في صف نظام بشار الأسد أو غير قادرة على فرض إرادتها على أية حال”.
وقال أحمد المسالمة، رجل الأعمال والناشط الذي يعيش في منطقة تسيطر عليها المعارضة في محافظة درعا، “لا يزال هناك الكثير من التساؤلات حول كيفية تطبيق وقف إطلاق النار، حتى أن السكان ليسوا متأكدين مما إذا كان عليهم أن يكونوا متفائلين أم لا”.
وأضاف، متحدثاً عبر سكايب: “إن بعض الناس متشائمون لأن النظام السوري وروسيا وإيران اعتادا على استغلال الهدنة لإعادة تجميع قواتهم ثم التقدم. من ناحية أخرى هناك بعض التفاؤل لأن الناس بحاجة إلى الاستقرار للعودة الى حياتهم ونأمل أن يؤدي ذلك إلى حل سياسي”.
========================
"واشنطن بوست": نجاح الهدنة في سوريا يفتح الباب أمام تعاون عميق بين الولايات المتحدة وروسيا
http://www.eda2a.com/news.php?menu_id=1&news_id=155511
كتب ماري مراد | الإثنين 10-07-2017 09:55
 بدأت أول محاولة من قبل إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للتعاون مع روسيا حول أزمة دولية، أمس الأحد، مع تنفيذ وقف إطلاق النار في جنوب غربي سوريا.
 وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإنه إذا تم الحفاظ على الهدنة، فإن هذا يفتح الباب أمام تعاون عميق بين الولايات المتحدة وروسيا، حول سبل القضاء على العنف والتقدم في صفقات أخرى لوقف إطلاق النار في أماكن أخرى في سوريا.
وأشار التقرير إلى أن الاتفاق على العمل على وقف إطلاق النار في سوريا، هو أول إعلان نُشر الجمعة، نتيجة لقاء ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين،  ولا تزال التفاصيل غامضة، ومن غير الواضح ما إذا كان الاتفاق سيؤدي إلى التعاون من أجل التوصل إلى حل دائم للحرب السورية التي استمرت ست سنوات.
 ويشار إلى أن وقف إطلاق النار من قبل الدولتين بـ "تخفيف التصعيد"، ما يعكس التوقعات المتواضعة للنجاح بعد عدة محاولات فاشلة سابقة من قبل الرئيس أوباما للعمل مع روسيا لإنهاء القتال.
ولفت التقرير إلى أن ما يجعل هذا الجهد مختلفا، هو أن دفع السلام الآن يقوده روسيا، التي أخذت زمام المبادرة في الدبلوماسية الدولية بعد هزيمة المعارضة السورية في حلب، ديسمبر 2016.
 وذكرت الصحيفة أن وقف إطلاق النار يشير إلى موافقة واشنطن على خطة روسية أوسع لإنهاء العنف، من خلال خلق سلسلة من مناطق خفض التصعيد في جميع أنحاء البلاد، ترعاه القوى الإقليمية أو الدولية ذات النفوذ في كل منطقة، موضحة أن محاولة تطبيق منطقة خفض تصعيد مماثلة في الشمال بالتعاون مع تركيا، الجارة الشمالية في سوريا، قد خفضت إلى حد ما من العنف هناك.
ووفقًا للتقرير، يخلق هذا الاتفاق آلية منفصلة لواشنطن والأردن لاستخدام نفوذهما مع المعارضة المتحالفين في جنوب غرب سوريا لوقف القتال، في حين تمارس روسيا ضغوطا على حليفتها الحكومة السورية للرئيس بشار الأسد.
وتتضمن المناطق المتأثرة بوقف إطلاق النار "درعا"- المدينة التي اندلعت فيها الثورة ضد الأسد لأول مرة في عام 2011، حيث اشتد القتال في الأشهر الأخيرة، إذ شنت الحكومة هجوما يستهدف استعادة المدينة- وكذلك القنيطرة، التي شكلت نقطة انطلاق في الأشهر الأخيرة بين إسرائيل والقوات الحكومية بما فيها الميليشيات المدعومة من إيران التي أثار تقدمها نحو مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل قلق تل أبيب.
 ولفت التقرير إلى أن إيران، الحليف الرئيسي للرئيس بشار الأسد، ليست طرفا في هذه الصفقة، كما أن طهران لها تأثير كبير على المنطقة من خلال شبكتها من الميليشيات، بما في ذلك حركة حزب الله اللبناني، وهناك مخاوف من أن إيران، جنبا إلى جنب مع الحكومة السورية، قد تعمل على خنق صفقة من شأنها أن تزيد بشكل كبير من نفوذ واشنطن على هذا الجزء من سوريا .
من جانبه، توقع مسئول أمريكي رفيع، رفض ذكر اسمه، نشر الشرطة العسكرية الروسية بالمنطقة في النهاية.
وبحسب الصحيفة، لا تزال هناك علامة استفهام أكبر على تحدي طويل الأمد لجهود السلام في سوريا، وهو ما إذا كانت روسيا تمارس نفوذا كافيا على الحكومة السورية وإيران لإقناعهما بالالتزام بالهدنة.
 وقال فيصل عيتاني، من مجلس الأطلسي الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، إن هذه الصفقة، إذا ما نفذت بشكل كامل، ستشكل تهديدا لهدف إيران المتمثل في إقامة منطقة نفوذ على الحدود الإسرائيلية والأردنية وهدف الأسد فى استعادة سيطرته على كل سوريا.
وتابع: "جميع هذه الأطراف ستنفذ هذا الاتفاق، حتى يتوقف عن خدمة أهدافها، من سيوقفها عندما تستأنف الهجوم؟ روسيا إما في صف النظام السوري أو غير قادرة على فرض إرادتها على أى حال".
 وقال أحمد المسالمة، رجل الأعمال والناشط الذي يعيش في منطقة يسيطر عليها المتمردون في محافظة درعا: "لا يزال هناك الكثير من التساؤلات حول كيفية عمل وقف إطلاق النار، والسكان ليسوا متأكدين مما إذا كانوا ينبغي أن يكونوا متفائلين أم لا".
وأضاف، عبر "سكايب": "بعض الناس متشائمين لأن لدينا تجربة سابقة من استخدام النظام وروسيا وإيران الهدنة لإعادة تجميع قواتها والتقدم،  ومن ناحية أخرى هناك بعض التفاؤل لأن الناس بحاجة إلى الاستقرار للعودة إلى حياتهم، ونأمل أن يؤدي ذلك إلى حل سياسي".
========================
واشنطن بوست :أسئلة الهدنة السورية!
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=94964
توقف القتال يوم الأحد في جنوب سوريا فيما دخل اتفاق وقف إطلاق النار الذي تدعمه الولايات المتحدة وروسيا حيز التنفيذ، إيذاناً ببدء المحاولة الأولى للتعاون بين موسكو وواشنطن منذ أن تولى الرئيس دونالد ترامب السلطة في شهر يناير الماضي، وقد تنفس السكان المحليون الصعداء أخيراً بعد توقف صوت إطلاق النار قبل ظهر الموعد النهائي لتنفيذ الهدنة في منطقتين جنوبيتين من الأراضي السورية، وأعربوا عن أملهم في أن هذه الهدنة ستنجح على الأقل لفترة في وقف العنف.
وكان الاتفاق على وقف إطلاق النار في سوريا هو أول إنجاز معلن للقاء الأول التاريخي يوم الجمعة الماضي بين ترامب ونظيره الروسي بوتين. ولا تزال التفاصيل غامضة، ومع ذلك من غير الواضح ما إذا كان الاتفاق سيؤدي إلى تقاربات أخرى حول سبل إيجاد حل دائم للحرب الدائرة في سوريا منذ ست سنوات.
وتشير القوتان الكبرَيان إلى وقف إطلاق النار باعتباره "خفضاً للتصعيد"، ما يعكس التوقعات المتواضعة للنجاح بعد فشل محاولات عديدة سابقة من قبل إدارة أوباما لإنهاء القتال بالتعاون مع روسيا، وما يجعل هذا الجهد مختلفاً، رغم ذلك، هو أن جهود السلام تقودها الآن روسيا، التي أخذت زمام المبادرة في الدبلوماسية الدولية بعد هزيمة المعارضين السوريين في معقلهم في حلب في شهر ديسمبر الماضي.
وسعت روسيا منذ ذلك الحين إلى تخفيف العنف من خلال إنشاء مناطق لعدم التصعيد بالتعاون مع القوى الإقليمية الأخرى التي تمارس النفوذ في سوريا. وثمة محاولة مستمرة لإنشاء منطقة تهدئة في الشمال بالتعاون مع إيران وتركيا، جارة سوريا الشمالية، قللت بالفعل إلى حد ما من العنف الدائر هناك.
وتؤيد الأردن، الجارة الجنوبية لسوريا، هذا الاتفاق، الذي ينطبق على محافظتي درعا والقنيطرة الجنوبيتين. وهناك توقعات بأن تمارس الولايات المتحدة والأردن نفوذاً على حلفائهما بين المعارضين لمراقبة الهدنة، بينما تقنع روسيا حليفها، النظام السوري، بوقف القتال.
أما إيران، الحليف الآخر لنظام الأسد، فليست طرفاً في الاتفاق، حيث تمارس نفوذاً في المنطقة من خلال شبكتها من الميليشيات، التي تضم منظمة "حزب الله" اللبنانية، وهناك ما يدعو للاعتقاد بأن طهران قد تعمل على إفشال الاتفاق الذي قد يزيد بصورة كبيرة من نفوذ الولايات المتحدة على هذا الجزء من سوريا.
ليز سلاي
مديرة مكتب "واشنطن بوست" في بيروت
ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفس "
========================
نيويورك تايمز :روسيا تكرِّس المكاسب المادية سلاحاً فعالاً في الحرب السورية.
https://newsyrian.net/ar/content/روسيا-تكرِّس-المكاسب-المادية-سلاحاً-فعالاً-في-الحرب-السورية
موسكو – أفادت مصادر إخبارية روسية بأن الكرملين يقوم باستخدام سلاح جديد في الحرب ضد ميليشيا الدولة الإسلامية في سوريا، ألا وهو تقديم حوافز تسويقية وامتيازات متعلقة بالنفط وحقوق التنقيب كنوعٍ من المكافأة لشركاتٍ أمنية خاصة تتعهد بحماية مناطق معينة من المتطرفين.
وفقاً لهذه المصادر، فقد تأكد حصول شركتين روسيتين على عقودٍ نتيجةَ تطبيق السياسة الجديدة وهما: "ايفرو بوليز"، والتي يفترض أن تحقق أرباحاً من حقول النفط والغاز التي ستستحوذ عليها من تنظيم الدولة الإسلامية عن طريق مقاتلين متعاقدين، و"ستروي ترانز غاز"، التي وقعت عقداً للتنقيب عن الفوسفات في مواقع كانت لا تزال تحت سيطرة الدولة الإسلامية حين توقيع العقد.
يُنظر لهذه الاتفاقيات التي تم عقدها مع الحكومة السورية على أنها بمثابة عوامل محفزة للشركات المرتبطة بالجهات الروسية المختصة بتعهد المسائل الأمنية، والتي تقوم بتشغيل حوالي 2500 جندي في سوريا لمحاربة الدولة الإسلامية المعروفة بداعش، ودفعها خارج المناطق المحيطة بمدينة تدمر في وسط سوريا.
أغلب الظن أن معظم الحروب الدائرة في الشرق الأوسط  تتضمن عقوداً مشابهة، لكنه من النادر أن تكون علنيةً بالشكل الذي يقوم به الروس.
يقول ايفان كونوفالوف، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في موسكو، بأن الموضوع بسيط للغاية، وأوضح هاتفياً بأن هذه الاتفاقيات قد تم إبرامها فعلياً في شهر كانون الأول، ولكنها خرجت مؤخراً إلى العلن، واستكمل قائلاً "إنْ قامت شركةٌ ما بتوفير الحماية لبلدٍ معين، ينبغي لهذا البلد أن يدفع مقابل هذه الخدمات، ولا يهم شكل هذا المقابل وآلية دفعه".
في اتفاقية آبار النفط، ستتحصل شركة ايفرو بوليز، والتي تأسست في الصيف الماضي، على حصة تبلغ 25% من النفط والغاز الطبيعي المستخرج من أي منطقة تقوم بالاستيلاء عليها من تنظيم الدولة الإسلامية، كما أفاد موقع Fontanka.ru الاخباري.
يمتلك الموقع تاريخاً جيداً في تقديم التقارير الدقيقة المتعلقة بالشركات الأمنية الخاصة الروسية. في الشهر الماضي مثلاً، قامت واشنطن بتأكيد صحة أحد تقارير الموقع السابقة والتي ذكر فيها إقرار بعض العقوبات على الروس الذين تورطوا بنشاطات غير قانونية كشفت على الملأ.
في آخر مقالات الموقع المرتبطة بالموضوع والذي نشر الأسبوع الماضي، ذُكرت تفاصيل عن تعامل شركة "ايفرو بوليز" مع مجموعة أمنية روسية خاصة تعمل من خلف الكواليس، تدعى فاغنر Wagner، والتي ترزخ أيضاً تحت العقوبات الأمريكية لقيامها بإرسال مقاتلين متعاقدين للمشاركة في الحرب الأوكرانية.
طبيعة هذه الصفقات مختلفة عن الممارسات التقليدية للشركات النفطية الكبيرة، أو سياسات الشركات التي تسعى لتوفير الأمن في المناطق الساخنة في الشرق الأوسط وأماكن أخرى. فوفقاً لهذه الصفقات، لن يتم حماية وتأمين الآبار فحسب، إنما وبشكلٍ أدق سيتم الاستيلاء عليها، كما ذكرت المقالة.
تعود تفاصيل الاتفاقية إلى بنودٍ مشابهة تم وضعها أيام فرانسيس دريك و سيسل رودز، كما أوضحت المقالة، مشيرةً إلى الاسمين المعروفين في التاريخ البريطاني اللذين اشتهرت حياتهما المهنية بالمزج بين شؤون الحروب والنزاعات وبين تحقيق المرابح الخاصة.
بحسب موقع فونتانكا وسجلات الشركات العامة في روسيا،  فإن ايفرو بوليز جزءٌ من مجموعة شركات مملوكة من ايفيني بريغوزين، وهو رجل أعمالٍ من سان بطرسبورغ مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومعروفٌ باسم "طباخ الكرملين"، لإبرامه عقودَ تزويد طعامٍ حصرية مع الإدارة الروسية. وتقوم شركته المسماة "أغذية كونكورد" بتزويد العديد من المدارس الحكومية في موسكو بالطعام، وفقاً لتقارير إخبارية روسية.
وأفاد صحفيون بأن السيد بريغوزين منخرطٌ أيضاً في مشروع روسيا لاستعادة نفوذها العالمي دون تكبد مصاريف كبيرة، فقام بإنشاء مصنع لما يسمى "السخرية الالكترونية" في سان بطرسبورغ، وهو عبارة عن مكتب يضم عاملين منخفضي الأجور يقومون بنشر تغريدات ومنشورات الكترونية  تحت أسماء مستعارة للتأثير بالرأي العام في دولٍ أجنبية، من ضمنها الولايات المتحدة.
في الشهر الماضي قامت وزارة المالية الأمريكية بفرض عقوبات على ديميتري أوتكين، مؤسس مجموعة فاغنر الأمنية الخاصة والتي ذكر التقرير أنها ستقوم بالاستيلاء على حقول النفط والغاز السورية لصالح شركة ايفرو بوليز. يُذكر بأن موقع فونتانكا قد نوه سابقاً للارتباط بين السيد أوتكين ومجموعة فاغنر في مقالةٍ تعود لعام 2015.
في الصفقة الأخرى، حازت شركة الطاقة الروسية "ستروي ترانز غاز" على حق التنقيب عن الفوسفات في وسط سوريا بشرط تأمين وحماية المناطق المحيطة بالحقل، كما أفادت وكالة الأنباء الروسية RBC.
قامت ستروي ترانز غاز والتي يملك أغلب أسهمها رجل أعمالٍ روسيٍ آخر يخضع للعقوبات الأمريكية وهو جينادي تيمشينكو، بتوقيع صفقة مع الحكومة السورية لاستكمال التنقيب عن الفوسفات في حقول المنطقة الشرقية، والتي كانت خاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية عند إبرام الصفقة، وأفادت وكالة RBC أيضاً بأن بنود الصفقة تنص على أن مجموعة عسكرية روسية خاصة لم تحددها ستتعهد تأمين وحماية الحقل.
ولكن RBC ذكرت أنه برغم هذا كله، فإن الجنود الروس والإيرانيين والسوريين هم من قاموا بقيادة العمليات العسكرية التي انتهت بطرد مسلحي الدولة الإسلامية من مواقع التنقيب، عوضاً عن قيام الشركات المتعهدة الخاصة بذلك.
وفي استباقٍ للصفقة التجارية، ذكر التقرير أن سفينة روسية محملة بمعدات تنقيب رست في ميناء طرطوس السوري، حيث تمتلك روسيا قاعدة عسكرية بحرية، وهذا كله قبل حتى أن تبدأ العملية العسكرية.
ولم يقم أيٌ من المسؤولين الروس بالتعليق علناً على أي من الصفقتين.
ولم تقم وزارة الطاقة الروسية بالرد على أسئلة تم توجيهها لها متعلقة بصفقة النفط والغاز المذكورة. ولم يجب مالك شركة ايفرو بوليز على بريد الكتروني تم إرساله إلى أحد العناوين المذكورة في سجلات الشركة.
وفي مكالمة هاتفية جماعية مع عددٍ من الصحفيين سُئِلَ المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف عن الصفقات النفطية في سوريا، وأجاب قائلاً "نحن لا نقوم بإدارة النشاطات التجارية الحرة التي تنفذها الشركات الروسية في الخارج".
وقال الخبير العسكري كونوفالوف إن الحكومة السورية كانت على أتم الاستعداد لإبرام صفقاتٍ مشابهة، مقايضةً الموارد الطبيعية بالأمن.
"سيكونون المستفيد الأكبر من الصفقة، سيكسبون مشاركتنا في توفير الأمان في سوريا، وهو شيءٌ قيمٌ للغاية"، قال كونوفالوف.
وبحسب التقرير الصادر عن موقع فونتانكا، فإن الشركات الروسية الخاصة المتعهدة قد باشرت بتنفيذ بنود الاتفاقية، وشرعت بقتال تنظيم الدولة وطرده من المواقع المجاورة لحقول الغاز الطبيعي قرب تدمر.
يقوم الروس بالتدريب والقتال جنباً إلى جنب مع وحدة من الجيش السوري تدعى "صيادو داعش"، وهي مجموعةُ يتناول الإعلام الرسمي الروسي إنجازاتها بكثرة هذه الأيام. وتحدث تقرير موقع فونتانكا عن فيديو تم تصويره باستخدام كاميرا مربوطة إلى جسد جنديٍ يتحدث الروسية إلى جانب مقاتلي "صيادو داعش" أثناء تبادلٍ لإطلاق النار في الصحراء.
"إنهم أصدقاء، لا تطلقوا النار!" صاح الجندي بالروسية، مخاطباً جنوداً روس بجواره على ما يبدو.
========================
"فورين بوليسي": كيف ستستمر "داعش" إذا صح نبأ مقتل البغدادي؟
http://www.raialyoum.com/?p=706824
تناول كولين كلارك بالتحليل الشائعات المتداولة حول مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أبو بكر البغدادي في غارة جوية روسية، مشيرًا إلى أنّ قطع رأس الأفعى لا يعني موتها. وقال كلارك في مقال له على موقع مجلة "فورين بوليسي" إنّه إذا صحت تلك الأنباء، فهذا لن ينهي الخطر الذي يمثله التنظيم على العالم.
كانت تقارير قد نقلت في منتصف يونيو (حزيران) أنباءً تفيد بأن الروس ربما يكونون قد قتلوا البغدادي قرب الرقة في سوريا. وقد أعاد الروس تأكيد هذه الأنباء بعدها بأسبوع، زاعمين أن نسبة مقتله تتعدى 90%.
يرى كلارك أنه إذا صحت هذه الأنباء، فإن هذا ليس سوى نصر معنوي على الدولة الإسلامية، إذ إن هيكل التنظيم لا يقوم على شخص واحد، وإنما هو منظمة عالمية لها ما يسمونه ولايات. وهذا يجعل المنظمة متصلة ببعضها، وليس مثل القاعدة، وتتمتع بمرونة لم نشهدها في جماعات العنف من قبل. وبينما ساعد تولي البغدادي زعامة التنظيم على تجنيد مقاتلين أجانب وتدشين شرعية مزعومة لدولته، فإن الهدف الأهم هو مواصلة تقطيع أوصال التنظيم على ولايات في مصر وليبيا وأفغانستان وغيرها.
قال كلارك: إنّ التنظيم مُني بخسائر قاسية خلال العام الماضي، وجرى تجفيف معظم منابع تمويله، وانخفض بشدة عدد الملتحقين به، لكن هذا لم يمنعه من شن هجمات دامية في أنحاء مختلفة من العالم، مثل لندن وطهران وأماكن أخرى. وحتى لو لم يكن مسؤولًا بشكل مباشر عن هذه الهجمات، فإن قدرته على إلهام المتشددين على تنفيذ هجمات باسمه تظهر حجم تغلغله في العالم.
ومع ازدياد حدة القتال في الموصل والرقة، بدأ التنظيم في سحب رجاله ومعداته نحو مدينتي دير الزور والميادين، مما ينذر باحتمالية اندلاع صراع دموي بالقرب من حدود العراق والأردن. وبصرف النظر عن مكان المعركة مع التنظيم – يؤكد كلارك – سيتعين على أمريكا وضع استراتيجية طويلة الأمد لمواجهة التنظيم على مستوى العالم. إنّ قتل البغدادي غير كافٍ، ولكن يتوجب على واشنطن أن تعد العدة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في هذه المواجهة.
ويرى كلارك أن العنف الطائفي والحرب الأهلية السورية والفقر والاستبداد في المنطقة هي الدوافع الرئيسة لوجود تنظيم الدولة، ولا بد من وضع حد لها. إنّ التهديد الذي تمثله منطقة الشرق الأوسط سيمتد إلى شتى بقاع العالم. ففي عصر العولمة، يمكن للمتشددين الترويج لأفكارهم وتجنيد أجانب كي يشنوا عمليات فردية في أوطانهم. كما أن الإرهابيين العائدين إلى بلدانهم يشكلون تهديدًا كبيرًا للغرب.
ومع تراجع تنظيم الدولة في سوريا والعراق، قد ينتقل مقاتلوه إلى فرع آخر، مثل ولاية سيناء، أو لعلهم يدشنون أذرعًا جديدة في مناطق مثل جنوب شرق آسيا، مثلما رأينا في الفلبين. إن الدول الفاشلة والمناطق التي يغيب فيها القانون هي ملاذ آمن للتنظيم وأنصاره.
وحتى اليوم، لم تكشف أمريكا عن خطتها للقضاء على تنظيم الدولة، على الرغم من تناثر شائعات تفيد أن مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب ومسئولين آخرين يعكفون على صياغتها. ويؤكد التقرير أن الخطة المزعومة تشبه خطة أوباما، ولكن مع تركيز أكبر على قطع التمويل عن الجهاديين والطعن في أفكارهم وملاحقتهم أينما كانوا.
يتساءل كلارك عما يمكن فعله أكثر من ذلك للقضاء على التنظيم في الشرق الأوسط؟ ويجيب بأنه على المستوى السياسي، يجب مواجهة الأسباب الحقيقية للإرهاب، التي تتمثل في رأي الكاتب في حتمية إقامة حكم شرعي قوي في مناطق الطائفة السنية.
ويرى كلارك أن ما يسميه المسؤولون الأمريكيون بمناطق الاستقرار لا تفي بالغرض. فالمحافظات السنية في العراق يجب أن تتمتع بقدر من الاستقلال السياسي. أما في سوريا، ستكون الفدرالية غير المركزية هي السبيل الواقعي للوصول إلى تسوية سياسية في المستقبل المنظور. ويمكن للتحالف الدولي مواصلة تقديم الدعم للفصائل التي تقاتل تنظيم الدولة على الأرض، مع ضرورة مواصلة عمليات القصف الجوي التي يشنها التحالف.
إذا صح نبأ مقتل البغدادي، سيعمل التنظيم على تعيين بديل له سريعًا عبر ما يسمى مجلس أهل الحل والعقد، لكن التنظيم لن يتعجل في توصيف زعيمه الجديد بالخليفة، لأنها مرتبة شرفية تمنح لمن هم من نسل النبي محمد.
ويشدد كلارك على ضرورة أن تعيد الولايات المتحدة تقييم استراتيجيتها الحالية لمعرفة تأثيرها على طموحات الأكراد الساعين إلى الاستقلال. أعلنت أمريكا عزمها استعادة الأسلحة التي منحتها لوحدات حماية الشعب الكردية التي تقاتل تنظيم الدولة في شمال سوريا بعد القضاء عليه، بالرغم من صعوبة ذلك على أرض الواقع. إن إدارة ترامب أمامها اختبار صعب، فإما تبديد المخاوف الكردية، أو مواصلة دعم القوة الأكثر فعالية على الأرض.
لا يمكن التنبؤ بعواقب أي استراتيجية في المستقبل – يضيف كلارك – لكن استخدام القوة العسكرية مع استراتيجية سياسية تهدف إلى حرمان الإرهابيين من الشرعية، سيفقد تنظيم الدولة القدرة على شن هجمات عالمية، وسيقوي من أنظمة الحكم في الشرق الأوسط مما يضمن الاستقرار الإقليمي.
إذا صح نبأ مقتل البغدادي، سيعمل التنظيم على تعيين بديل له سريعًا عبر ما يسمى مجلس أهل الحل والعقد، لكن التنظيم لن يتعجل في توصيف زعيمه الجديد بالخليفة؛ لأنها مرتبة شرفية تمنح لمن هم من نسل النبي محمد.
ومع ذلك – يؤكد كلارك – فإن أهمية البغدادي رمزية أكثر من كونها استراتيجية عسكرية. وكانت شخصية البغدادي قد اكتسبت شهرة كبرى بين عامي 2014 و2016، وهي الفترة التي شهدت تدفقًا غير مسبوق للمقاتلين الأجانب على مناطق التنظيم في سوريا والعراق.
يختتم التقرير بالقول إنّ قتل البغدادي لا يعني القضاء على الأفكار السلفية الجهادية، ولا حتى القضاء على التنظيم بشكل كامل. ولا بد من مواصلة طرد التنظيم من المناطق التي استولى عليها في العراق وسوريا وليبيا، مما سيساعد على أفول نجمه. وعلينا ألا نتوقع أن موت رجل واحد سيقرر مصير منطقة بأسرها.
========================
الصحافة البريطانية :
فاينانشال تايمز: الكثير من مسلحي داعش غادروا الموصل وسيكون لهم هدفان
http://www.shafaaq.com/ar/Ar_NewsReader/27d240f7-e352-473f-ba31-eeda626f0e1e
شفق نيوز/ نشرت صحيفة فاينانشال تايمز تقريرا بعنوان "نهاية تنظيم الدولة لإسلامية وشيكة ولكن خصومه يخشون استعداد مسلحيه للظهور باسم جديد".
وتقول الصحيفة إن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية يواجهون ساعاتهم الأخيرة في الموصل، كما أن مدينة الرقة معقلهم في سوريا تحت الحصار. ويبدو أن الدولة التي كان التنظيم يسعى لإقامتها توشك على الانتهاء.
وتضيف أنه يعتقد أن الكثير من مسلحي التنظيم فروا وسط جموع المدنيين التي غادرت الموصل، وسيكون هدفهم الآن زعزعة الاستقرار واستعادة بعض المناطق. وزاد التنظيم عدد القنابل التي زرعت على جانب الطريق والهجمات الانتحارية على البلدات الواقعة جنوبي الموصل.
وتضيف أن التنظيم يعد العدة لخسائره في المناطق منذ نحو عام، ونقل كبار قادته إلى محافظة دير الزور الثرية بالنفط شرقي سوريا، وعلى وجه الخصوص بلدة الميادين والبلدات الصحراوية على طول الحدود بين سوريا والعراق.
وتقول الصحيفة إنه لايبدو أن هناك خطة لحكم الموصل أو السيطرة الأمنية عليها بعد طرد مسلحي التنظيم، وهو الحال ذاته في المناطق الأخرى التي تم تحريرها من التنظيم.
وتضيف أن التنظيم نشأ نتيجة للفوضى الطائفية في العراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003. وكان وقودها هو مقاومة الأقلية السنية لما يبدو أنه الأجندة الموالية للشيعة في بغداد.
وتحذر الصحيفة من أن التطرف الجهادي سيستمر طالما لم تتغير الظروف.
========================
الغارديان: تنظيم الدولة خسر أحد معاقله إلا أن أيديولوجيته المشوهة لم تهزم
http://www.raialyoum.com/?p=706734
لندن ـ نشرت صحيفة الغارديان التي نشرت مقالا لسايمون تسيدال بعنوان “تنظيم الدولة خسر أحد معاقله إلا أن أيديولوجيته المشوهة لم تهزم”.
وقال كاتب المقال إنه قد مر تقريباً ثلاث سنوات على إعلان زعيم تنظيم الدولة الإسلامية قيام “دولة الخلافة” في مسجد النوري في الموصل.
وأضاف أن “ثاني اكبر معقل لتنظيم الدولة تم تحريره من التنظيم”، مضيفاً أن ” المدنية حررت، إلا أن البغدادي ما زال طليقاً”.
وأردف أن “مدينة الموصل دفعت ثمنًاً باهظاً خلال عملية التحرير، حيث تركت مدمرة”، مشيراً إلى أن آلاف من العراقيين في المدينة أصيبوا أو قتلوا خلال عملية تحرير المدينة”.
وتابع بالقول إن “العديد من الجهاديين ارتكبوا أعمالاً وحشية في الموصل وغيرها من المدن ، وقد ذاع صيتهم من خلال هذه الممارسات”.
وأشار كاتب المقال إلى أن “نحو مليون عراقي من سكان المدينة أضحوا اليوم إما مرضى أو نازحين”، مضيفاً إن إعادة إعمار المدينة سيكون تحدياً كبيراً ، كما أنه سيستغرق أعواماً، هذا إذا استمر السلام في المدينة.
وقال تسيدال إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أسرع في إعلان تحرير الموصل خلال الزيارة التي قام بها للمدينة أمس، إلا أنه حمله مسؤولية سقوط المدينة في السابق في أيدي عناصر التنظيم.
وختم كاتب المقال بالقول إن “الجهادين قد يكونوا خسروا معقلهم، إلا أن أيدولوجيتهم المشوهة لم تهزم”، موضحاً أن الأخبار من الموصل جيدة فتنظيم الدولة هزوم هناك ولم يطرد منها”. (بي بي سي)
========================
الصحافة الالمانية :
سبيجيل :نظام الأسد يُظهر بنفسه دليلاً على تورطه بالهجوم بغاز السارين
https://newsyrian.net/ar/content/نظام-الأسد-يُظهر-بنفسه-دليلاً-على-تورطه-بالهجوم-بغاز-السارين
المحققون على يقين: تم استخدام السلاح الكيميائي على المدينة السورية خان شيخون في أبريل الماضي. والدليل على ذلك جاء على وجه التحديد من دمشق.
 مرت ثلاثة أشهر منذ وقوع الهجوم بالأسلحة الكيميائية - في 4 أبريل/نيسان - على بلدة خان شيخون السورية. ظهر الآن تقرير للجنةِ التحقيق المستقلة التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ووقع التقرير في 78 صفحة.
المعلومة الأكثر أهمية في التقرير هي: في الرابع من شهر نيسان الماضي تم استخدام السارين أو مادة شبيهة للسارين في بلدة خان شيخون، وكانت نقطة بداية هذا الدليل في المكان الذي يقع على مشارف البلدة الشمالية، حيث وجدت حفرة في الشارع أحدثها القصف. استُدل على ذلك بعد تحليل عينات التربة الموجودة في الحفرة من قبل مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وقد قام الباحثون بفحص العينات المقدمة من طرف قوات المعارضة في خان شيخون، كما فحصوا عينات من الموقع تم تسليمها من قبل الحكومة السورية. والذي على ما يبدو، بأن النظام قد حصل عليها من أحد عملائه بعد أن جمع موادا من الموقع. وكان النظام السوري قد فحص العينات في مختبراته وأحال النتائج إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
ووجد الخبراء التابعون للنظام السوري على ضوء التحليل موادا من مخلفات السارين. وبالتالي فإنه من المستحيل أن يكون قد وقع تلاعب بالعينات من محققي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وهذا هو الاتهام المكرّر من قبل أنصار الأسد الذي يروج له في الشبكة العنكبوتية.
مهمة محدودة لمحققي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية
خلص محققو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أنه تم استخدام السارين كسلاح، وهذا يعد جريمة حرب.
لكن المفتشين لا يملكون السلطة إلا في التحقق من استخدام الغازات السامة في سوريا - ولا يقع في نطاق عملها تحديد الطرف الذي استخدمها.
حيث عرقلت موسكو قرارا في منظمة الأمم المتحدة كان من شأنه أن يسمح للمنظمة بالتحقيق وتحديد المسؤولين عن استخدام هذا السلاح.
ولكن التقرير يقدم دليلاً آخر على عدم صحة الرواية الرسمية للحكومة السورية والروسية، والتقرير أيضا يدحض نظرية الصحفي الأمريكي سيمور هيرش، الذي كان قد أكد مؤخرا في صحيفة  "die welt"، بأن سلاح الجو السوري في 4 نيسان، على حد قوله، قد قصف مبنى كانت قد خُزنت فيه أسلحة ومواد كيميائية.
وتدعي الحكومتان في موسكو ودمشق حتى الآن، بأن سلاح الجو السوري قد قصف في 4 نيسان الذي صادف يوم الثلاثاء ما بين الساعة 11:30 حتى 12:00 في خان شيخون مستودعاً تابعاً للإرهابيين وبسبب هذا الهجوم تسربت  المواد الكيميائية وتسببت في مقتل العديد من الناس.
إن هذا التوقيت المذكور بالادعاء قد تعرض سابقا للتكذيب، حيث أفاد شهود عيان بأن الغارات الجوية وقعت على المدينة في الساعة السادسة والنصف صباحا حسب التوقيت المحلي وفي الساعة 7:59 صباحاً قام الصحفي محمد سلوم العبد الذي كان في خان شيخون بنشر شريط فيديو على موقع يوتيوب يظهر الهجوم. وتبين أن الفيديو قد صور بعد وقت قصير من شروق الشمس. جدير بالذكر أنه في ذلك اليوم قد أشرقت الشمس في خان شيخون حوالي الساعة السادسة والربع.
ولم يقم حتى الآن لا الكرملين ولا النظام السوري بنشر الإحداثيات الدقيقة لمستودع الأسلحة الذي زعما باستهدافه بالقصف. فقط ذكرت وزارة الدفاع الروسية بأن الموقع المستهدف يقع في الأطراف الشرقية من مدينة خان شيخون. لكن صور الأقمار الصناعية التي التقطت بعد  الهجوم لا تظهر أي مبنى تعرض للتدمير في المكان الذي يدعيه كل من السوريين والروس.
 
منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تفند ادعاءات سيمور هيرش
الأمر نفسه ينطبق على نظرية هيرش، الذي ادعى بأن قنبلة تزن 500 رطل أطلقتها طائرة سورية قد ضربت حوالي الساعة 6:55 مبنى خرساني مكون من طابقين يقع في شمال خان شيخون. وتسربت على إثر ذلك المواد الكيميائية كغاز الكلور.. وليس من بين هذه المواد السارين حسب نظريته. صحيح أنه هناك عدة بيوت مدمرة تقع في محيط الحفرة التي أخذت منها العينات، لكن تثبت صور الأقمار الصناعية بأن هذه المنازل قد دمرت قبل تاريخ 4 نيسان بمدة طويلة.
ويدعي هيرش أيضا، نقلا عن موظف سابق في وزارة الدفاع الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية، أن طائرة بدون طيار روسية قد رصدت هذا المبنى لعدة أيام، ولكن من العجيب ألا يقوم الكرملين بتأكيد ذلك، إن كانت ادعاءات هيرش صحيحة - فإن وجدت مثل هذه الصور من شأنها أن تدحض ادعاءات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وحكومات الولايات المتحدة الأمريكية والمخابرات الخارجية لكل من فرنسا وألمانيا.
بدلا من ذلك، فقد تم التأكيد - وأيضا بواسطة الأدلة التي تم تمريرها من قبل النظام السوري- أنه تم استهداف الجزء الشمالي من خان شيخون صباح يوم 4 نيسان بذخيرة معبأة بغاز السارين. ويؤكد تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ذلك بعد سماع أقوال الشهود العيان بعد وقت قصير من وقوع الهجوم. لذا فإنه لم يعد بإمكان دمشق وموسكو الدفاع عن ادعاءاتهما.
وجدير بالذكر أنه تم العثور على مواد سامة أخرى بجوار السارين بعد تحليل العينات التي تم استخدامها في خان شيخون، فقد ثبت وجود مركب يتكون من توليفة من اثنين من المواد المستخلصة من غاز السارين إضافة إلى كل من الأيزوبروبانول، والهيكسامين. وكان تركيز هذه المادة الكيميائية المرتفع بشكل كبير قد ظهر أيضا من خلال تحليل عينات من المواد التي استخدمت قبل ذلك في الهجوم بالغاز السام على ضواحي دمشق في عام 2013، وبعد ذلك تم تأكيد وجود هذه المواد من خلال التفاصيل المعلنة والتي أوجبت تدمير مخزونات الأسلحة الكيميائية السورية.
 
ميزة السارين السوري
وفقاً لبيان أكي سيلستروم، رئيس فريق التحقيق الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة والذي حقق في عام 2013 حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، فإن مادة الهيكسامين يستخدمها الجيش السوري للحماية من التآكل، وينظر إلى هذه المادة إلى حد ما كعلامة لغاز السارين السوري.
لقد عمدت الحكومتان السورية والروسية على تشويه سمعة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بعد أن ظهرت نتائج التحقيقات التي لم تجرِ على هوى البلدين. وجدير بالذكر أن البلدين قد وافقا بعد وقوع الهجوم على إجراء تحقيق مستقل تجريه المنظمة.
في الواقع لا تزال هناك نقاط مهمة غير موضّحة حتى بعد نشر تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، فبعد تحليل عينات دماء ضحايا الهجوم وعينات من التربة التي أخذت من مسرح الجريمة والمقابلات التي أجريت مع شهود العيان، بعد كل ذلك لم يوجد أي مجال للشك حول استخدام السارين أو مادة شبيهة للسارين. لكن امتنعت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن إرسال محققين خاصين إلى خان شيخون واعتبرت المنظمة مهمتها قد أنجزت عند هذا الحد، دون التحقيق حول من قام باستخدام هذه المواد المحرمة دوليا.
وقد أصبحت القضية الآن متروكة إلى لجنة ثانية، والتي تعرف بـ (آلية التحقيق المشتركة)، والموكل إليها مهمة تحديد المسؤولين عن الهجوم. وسيقوم أعضاؤها - الذين من بينهم خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومنظمة الأمم المتحدة - من بين أمور أخرى، بزيارة مطار الشعيرات العسكري الذي انطلق منه الهجوم على خان شيخون. وينتظر من هذه اللجنة أن تصدر تقريراً حول الذخائر المستخدمة في الهجوم، ولا يتوقع أن يظهر هذا التقرير قبل شهر نوفمبر/ تشرين الثاني.
 
يمكن القول بأن الأسد وحلفاءه يملكون الكثير من الوقت لتزوير حقائق الحرب السورية.
 
------------------
الكاتب:
درس العلوم الإسلامية والتاريخ الإسلامي في جامعة برلين الحرة. أسس في عام 2005 منتدى الشرق الأوسط المسمى بـ " الشرق ". يعمل منذ عام 2009 كمحرر في مجلة زينيث - مجلة الشرق". ويعمل منذ 2012 متطوعا في الموقع الإلكتروني لـ spiegel .
========================
صحيفة “تسايت”: لماذا تعيش منطقة الشرق الأوسط تحت وطأة الحروب؟
http://idraksy.net/near-east-war-history-sykes-pico/
نشرت صحيفة تسايت الألمانية دراسةً حول أسباب الصراعات المتواصلة في منطقة الشرق الأوسط، التي تعزى أساساً إلى الدور البارز الذي قامت به ثلاث شخصياتٍ بريطانية في عملية رسم حدود العالم. وقد كانت القرارات الصادرة عن هذه الشخصيات السبب المباشر في اندلاع مختلف الحروب في منطقة الشرق الأوسط منذ القرن الماضي.
في الوقت الراهن، تعيش منطقة الشرق الأوسط تحت وطأة حروبٍ حامية الوطيس في كل من اليمن وسوريا، فضلاً عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لتراق بذلك دماء الأبرياء وتزهق الأرواح. وتعود جذور هذه الصراعات إلى القرن الماضي، حيث حاول ثلاثة أشخاص مدفوعين بأطماعهم ورغباتهم تغيير العالم.
تعتبر الحدود من أهمّ ما يشغل بال الحكومات سواءً أكانت على شكل جدارٍ من الأسلاك الشائكة، أو سياجٍ عازل، أو جدارٍ رملي في الصحراء، أو مجرد خطٍّ وهميّ يظهر على الخريطة. وفي الوقت عينه تقوم الحدود بتوحيد الشعوب بمختلف أطيافها وأعراقها، فضلاً عن أنها تعدّ أداةً لتحقيق النظام، وفي أسوأ الحالات تؤدي إلى العنف.
تقع مدينة اللاذقية على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، وتتميز هذه المدينة السورية بشاطئها الجميل، حيث يتدفق عددٌ من المصطافين خلال فصل الصيف لتدخين النرجيلة. وفي المقابل نجد مدينة إدلب السورية، حيث يتعرض الأهالي للقصف اليومي بالبراميل المتفجرة. وخلال فصل الربيع الماضي راجت في جميع أنحاء العالم صور الأطفال المختنقين بالغاز في بلدة خان شيخون القريبة من هذه المدينة.
والجدير بالذكر أن مدينتي اللاذقية وإدلب تبعد كلٌّ منهما عن الأخرى مسافة 120كم، وتقعان تحت حكم بشار الأسد. في الواقع يساند أهالي اللاذقية المنتمون للطائفة العلوية الأسد، في حين يرغب مواطنو إدلب ذوو الأغلبية السنية في سقوط النظام السوري، علماً بأن أغلب الأهالي يحلمون بالفرار من جحيم الحرب. وعلى بعد 100كم من شرق سوريا، يقع موطن الأكراد، حيث نجد قمم الجبال الشامخة وتقاطع الأنهار والوديان.
أما في صحراء النقب فاتجه الفتى الفلسطيني “محمد ناصر طرايرة”، البالغ من العمر 17 سنة، خلال صيف 2016 إلى مستوطنة كريات أربع، حيث تسلل إلى منزلٍ وطعن طفلةً إسرائيلية تبلغ من العمر 13 سنة حتى الموت. وفي الحقيقة لا يحمل طرايرة أي ضغينة تجاه هذه الفتاة، بل أراد أن يوجّه رسالةً إلى الحكومة الإسرائيلية مفادها أن هذه الأرض فلسطينية.
تحيل كلمة الشرق الأوسط إلى مشاهد العمليات التفجيرية وحقول النفط المحترقة، والحروب الأهلية في سوريا والعراق، فضلاً عن الهجمات الإرهابية المنتشرة في كل مكان. وفي القرن الماضي شهدت منطقة الشرق الأوسط قرابة 80 حرباً وأزمة، خلفت ما يناهز 6.5 ملايين ضحية. لذلك لسائلٍ أن يسأل: ما هي أسباب اندلاع هذه الحروب؟ ولماذا يعتبر الشرق الأوسط دون سواه أرضاً خصبة لسفك الدماء ونشر الفوضى؟
تبدو الإجابة واضحة؛ إذ إن السبب الأساسي لهذه الحروب يعود إلى التناحر الديني بين مختلف الشعوب والطوائف في مجالٍ جغرافيٍّ ضيق. ومن يريد أن يطلع على السر الكامن وراء تواصل الحروب في منطقة الشرق الأوسط، عليه أن يعود إلى القرن الماضي، حيث كان الشرق الأوسط إمبراطوريةً واحدةً قويّة دون حدود.
ثلاثة رجال حاسمين
كان الشرق الأوسط فيما مضى إمبراطوريةً تسمى “الإمبراطورية العثمانية” وعاصمتها القسطنطينية، وهي إسطنبول حالياً، يحكمها السلطان. وطيلة سبعة قرون كانت مختلف الشعوب من أتراك وعرب وأكراد، على اختلاف أديانهم، يعيشون في رقعةٍ جغرافية واحدة في كنف السلام. وهذا لا ينفي أن المنطقة شهدت اندلاع بعض الحروب والصراعات، لكنها لم تكن بحدّة حروب العصر الحالي.
إثر اندلاع الحرب العالمية الأولى، وتحت أصوات المدافع، اختفت دولٌ وتشكلت أخرى، كما سقطت إمبراطوريات وظهرت أخرى. وقد شمل هذا التغيير القارة الأوروبية، وبصفة خاصة المشرق العربي.
وانطلاقاً من الإمبراطورية العثمانية ظهرت مجموعة من الدول التي بقيت قائمةً إلى حدّ الآن. وفي واقع الأمر حدثت هذه التحولات بفضل جهود عددٍ من السياسيين والقادة العسكريين والجنود، الذين أدّوا دوراً هاماً في هذه التغييرات عن طريق المدافع الحديثة تارةً، ووسائل بدائية على غرار السيوف والرماح تارةً أخرى.
وفي هذا السياق نذكر ثلاثة رجالٍ بريطانيين كانوا حاسمين في أغلب التغييرات. وكان أحدهم انتهازياً، أما الآخران فكانا مفكرين. وقد قدّم هؤلاء الأشخاص تصوّرات تتعلق بإعادة تقسيم منطقة الشرق الأوسط، لكن هذه التصورات لم تكن منسجمةً، لكن هذا لا ينفي أنها أدت دوراً بارزاً في تحديد معالم الشرق الأوسط الحديثة.
ومن بين هؤلاء الأشخاص نذكر الضابط إدوارد لورانس، الذي كتب أكثر القصص مأساوية سنة 1917، والأرستقراطي مارك سايكس، الذي قال عنه الكاتب الأمريكي “سكوت أندرسون”: “من الصعب أن تجد في القرن العشرين شخصاً تسبب في الدمار، دون نيةٍ خبيثة وبلا جيش، مثل مارك سايكس”. فضلاً عن الكيميائي حاييم وايزمان، الذي يعتبر الحلقة الأضعف في هذا الثلاثي، والذي لم يكن سياسياً ولا صاحب جاهٍ وأموال، وإنما تمكن من تحقيق نجاحٍ منقطع النظير. ولو كان تصرف هؤلاء الرجال مختلفاً فما كانت سوريا لتحترق، وما كان محمد ناصر طرايرة ليطعن الطفلة الإسرائيلية.
لم يبدأ تاريخ هؤلاء الأشخاص من منطقة الشرق الأوسط، بل انطلقت الحكاية من مدينة لندن، وبالتحديد من مقر إقامة رئيس الوزراء البريطاني “10 داونينغ ستريت”، حيث تجمع مجلس الوزراء في خريف 1915 لتدارس السبل الممكنة لهزم ألمانيا. في تلك الفترة كان الجنود الألمان من جهة والجنود الفرنسيون والبريطانيون من جهةٍ أخرى يتنافسون كالذئاب، ويحاولون الصمود في الحرب. باختصار شديد كانت الحكومة البريطانية تخشى في ذلك الوقت ألمانيا.
خلال الحرب العالمية الأولى كانت الإمبراطورية العثمانية تقف في صفّ ألمانيا، ودعت العالم الإسلامي إلى المشاركة في الحرب المقدّسة ضدّ الحلفاء، علماً بأن الملايين من المسلمين كانوا يعيشون آنذاك في المستعمرات البريطانية.
وفي ظلّ الحرب كانت بريطانيا في حاجةٍ لإيجاد استراتيجيةٍ تمكنّها من احتواء الخطر الألماني؛ لذلك قام المندوب السامي البريطاني في القاهرة بوضع خطةٍ تهدف لإخماد ثورةٍ مرتقبة للمسلمين وهزيمة الألمان في آن واحد.
في القاهرة كان يعيش “إدوارد لورانس”، وهو شاب بريطاني يبلغ من العمر 27 سنة، يعتبر أكثر الشخصيات إلماماً بشأن الشرق الأوسط وقدرةً على العمل لمصلحة الحكومة البريطانية.
وتجدر الإشارة إلى أن لورانس هاجر خلال مراهقته إلى الشرق الأوسط، حيث زار مختلف القلاع الصليبية. كما قام بعدد من الحفريات في المواقع السورية، ورسم خرائط صحراء جنوب فلسطين. فضلاً عن ذلك، أتقن الضابط اللغة العربية واطلع على الثقافة العربية؛ ممَّا شجع المخابرات البريطانية على انتدابه للعمل لمصلحتها بمجرد اندلاع الحرب العالمية الأولى.
من جانب آخر قام لورانس بتعليق خرائط عملاقة للإمبراطورية العثمانية في كلّ غرف الإدارة البريطانية، كما أمعن التفكير بشأن حدود هذه الإمبراطورية، التي تقع تحت حكم السلطان الذي يعد أكبر عدوٍّ بالنسبة لبريطانيا. وكان يجول بخاطره السؤال التالي؛ هل يسيطر هذا السلطان فعلياً على إمبراطوريته مترامية الأطراف؟
اتفاق الحسين
خلال صائفة 2015 وصلت رسالة من الشريف الحسين إلى القاهرة أثارت اهتمام البريطانيين. وتجدر الإشارة إلى أن الحسين كان زعيماً قبلياً من مكة المكرمة، وأقوى رجلٍ في شبه الجزيرة العربية في ذلك الوقت. وكان الحسين يرغب في إضعاف الإمبراطورية العثمانية، ويحلم ببناء الإمبراطورية العربية التي تمتد إلى مستوى الحدود التركية السورية الحالية.
كان السلطان يسعى إلى الحفاظ على نفوذه في المنطقة الشمالية، في حين يرغب الحسين في السيطرة على المنطقة الجنوبية التي يتحدث أهاليها اللغة العربية. عموماً كانت ستتشكل إمبراطوريةٌ ضخمة تضمّ سوريا ولبنان والعراق وفلسطين، فضلاً عن شبه الجزيرة العربية بأسرها. طلب الحسين في رسالته من بريطانيا أن تساعده على تحقيق حلمه بتأسيس الإمبراطورية المنشودة، مقابل تقديم يد المساعدة للبريطانيين حتى يتمكنوا من الانتصار خلال الحرب العالمية الأولى. وفي الأثناء دعا الحسين العرب للثورة على الإمبراطورية العثمانية.
إثر ذلك حمل لورانس رسالة الحسين إلى لندن، مشيراً إلى أن العرض الذي قدمه الشريف الحسين كان مغرياً نوعاً ما. وبناءً عليه رسمت الحكومة البريطانية الخطوط الأولى للمخطط الذي دعا له الشريف الحسين، المتمثّل في تدمير الإمبراطورية العثمانية من طرف العرب. عموماً قد يؤدي هذا المخطط إلى إعلان حرب. وفي هذا السياق يطرح التساؤل التالي؛ هل يمكن بناء دولةٍ عربيّة بعد نهاية الحرب؟ والإجابة الممكنة عن هذا السؤال هي أن كل السيناريوهات واردة.
لندن تهاجم
يعتبر الاتفاق مع الحسين بالنسبة للبريطانيين أمراً إيجابياً للغاية، حيث سيمكنهم هذا الاتفاق من تحقيق أهدافهم المنشودة. ومن جهة أخرى بادر العرب بإعداد العدّة للتمرد. أما في القاهرة فكان لورانس متحمّساً لهذه الخطة، في حين وعدت الحكومة البريطانية العرب بمساعدتهم على بناء الإمبراطورية المنشودة لدوافع استراتيجية.
في الحقيقة عبّر لورانس عن إعجابه بالعرب، فعندما كان في سنّ المراهقة كان يتجوّل في الصحراء ممسكاً بخريطتين وكاميرا ومسدس من طراز “ماوزر”؛ ممَّا مكّنه من ربط علاقات صداقةٍ مع عدد من العرب. وعندما كان يشرف على أعمال الحفريّات، كان مهتماً بطريقة عيش أقرانه، ومن بينهم شابٌّ سوري أصبح في البداية مساعده ثم صديقه المفضل.
وسنة 1912 بعث لورانس رسالةً لعائلته جاء فيها “إن هذا البلد رائعٌ جداً بالنسبة للأجانب”. وبعد ثلاث سنوات عمل لورانس جاهداً على ضمان الوعد البريطاني بإنشاء دولةٍ عربيّةٍ مستقلة. في المقابل شكّلت الرسالة التي أرسلها الشريف الحسين صدمةً بالنسبة لأطراف أخرى. ففي تشرين الثاني/نوفمبر من سنة 1915، اجتمع دبلوماسيون بريطانيون مع ملحق السفارة الفرنسية بلندن “فرانسوا جورج بيكو” وأخبروه بالوعد البريطاني فكانت ردة فعله عنيفة.
بعد مقتل عددٍ كبير من الفرنسيين أثناء الحرب، أكد بيكو أنه لا يمكن التخلي عن الغنائم في منطقة الشرق الأوسط. و في هذا الصدد، أفاد أحد المشاركين خلال الاجتماع أن “بيكو يعتقد أن سوريا وفلسطين تابعتان لفرنسا على غرار النورماندي”.
في السابق كانت فرنسا وبريطانيا تنتهجان سياسةً استعمارية، حيث اقتسمت كل من لندن وباريس العالم، ليسيطر الفرنسيون على غرب أفريقيا، في حين تمتد الإمبراطورية البريطانية من شرق أفريقيا إلى الهند وتصل إلى حدود أوقيانوسيا. ومن الملاحظ أن فرنسا تريد استغلال هذه الحرب لتوسيع مجال نفوذها. في الحقيقة، أراد بيكو إبلاغ رسالةٍ مفادها أن فرنسا ترغب في احتلال سوريا وفلسطين. وفي المقابل، يرى هذا الدبلوماسي الفرنسي أن فكرة إنشاء إمبراطوريةٍ عربية عظمى فكرةٌ مضحكة.
في سياقٍ متصل شعر البريطانيون بالخطر، لكنهم في الآن نفسه لا يرغبون في خوض صراعٍ ضدّ الفرنسيين. وفي نهاية المطاف مثّل المحور الفرنسي البريطاني العمود الفقري للحرب ضدّ ألمانيا. ومن جهتهم يرغب الدبلوماسيون في لندن في إنهاء الصراع، ولكن هل يملك هذا البرلماني الشاب المسمى سايكس فكرةً عن الشرق الأوسط؟
عند دخوله إلى مكتب رئيس الوزراء البريطاني في وقتٍ متأخر بتاريخ 16 كانون الأول/ديسمبر من سنة 1915، كان بيكو يحمل خريطةً. وتجدر الإشارة إلى أن سايكس كان في ذلك الوقت برلمانياً شاباً يبلغ من العمر 36 سنة، كما أنه سافر إلى منطقة الشرق الأوسط ونشر كتاباً بشأنها، علماً بأن هذا الكتاب تضمّن العديد من المعطيات الخاطئة بشأن الشرق الأوسط. والتقى سايكس بأهم السياسيين وكله ثقة في نفسه، باعتباره ينحدر من طبقة النبلاء الإنجليز.
وضع خريطته على الطاولة، وقال ممرّراً يده على الخريطة: “أقترح رسم خط يمتد من عكا إلى كركوك”، ممَّا يعني أن كل الدول والمناطق التي تقع فوق الخط ستكون من نصيب فرنسا، مثل سوريا ولبنان وجنوب تركيا وشمال العراق؛ في حين تتحصل بريطانيا على الدول الواقعة تحت هذا الخط، على غرار فلسطين والأردن والجزء الأكبر من العراق وشبه الجزيرة العربية. وبهذا الخط سيتم تقسيم مختلف الشعوب والقبائل في الشرق الأوسط.
 
لورانس العرب
 
يعتبر مقترح سايكس استعمارياً، إلا أنه أثار إعجاب رئيس الوزراء البريطاني، فهو يرضي فرنسا وبريطانيا على حدٍّ سواء. في الواقع يعي رئيس الوزراء البريطاني جيداً أن هذا الحل يتعارض مع الوعد الذي قطعه مع الشريف بن الحسين. وفي هذه الحالة، ما الذي عليه فعله؟ فإذا وقف في صف العرب وعارض الفرنسيين، فإن ذلك سيهدّد تحالفه مع فرنسا ضدّ إيطاليا. وإذا عمل بمقترح الفرنسيين فقد يصطف العرب خلف العدوّ.
في واقع الأمر يرغب وزير الخارجية البريطاني في العمل بالمقترحين؛ لذلك التجأ إلى العمل في كنف السرية حتى لا يتفطّن العرب إلى اتفاقه مع فرنسا، التي تعتبر الطرف الأهم في ذلك الوقت؛ نظراً لأن رئيس الوزراء البريطاني يفكّر في الانتصار في الحرب.
وعندما غادر سايكس “10 داونينغ ستريت”، كان قد أقنع مجلس الوزراء البريطاني باتباع مقترحه نظراً لأن الوزراء البريطانيين يعتقدون أن بيكو يتقن اللغتين العربية والتركية، إلا أن الحقيقة عكس ذلك تماماً. عموماً يجيد سايكس أساليب المناورة والمراوغة، كما أنه متقلب المزاج لا همّ له سوى النجاح السريع.
وبعد خمسة أيام التقى سايكس بالفرنسي بيكو للمرة الأولى. وفي غضون أيامٍ معدودة تمكّنا من إبرام اتفاقٍ مؤثّرٍ بشكل كارثي، تضمن 13 صفحة وخريطةً الشرق الأوسط بما في ذلك الخطّ الذي اقترحه سايكس خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء البريطاني.
كان “لويد جورج” يحتاج للأسيتون لتصنيع القذائف المعدنية، ومن جهته كان “وايزمان” يعمل ليلاً نهاراً لإنتاج كمياتٍ كبيرة من الأسيتون في وقتٍ قصير، وفي الوقت نفسه يحاول إقناع “لويد جورج” بفوائد بناء دولةٍ يهوديّةٍ في فلسطين بالنسبة لبريطانيا.
وفي هذا الإطار تُطرح التساؤلات التالية: هل يمكن أن تكون هذه الدولة اليهودية الجسر الرابط بين مصر والهند؟ وهل تتأقلم فكرة فلسطين اليهودية مع وجهة نظر لويد جورج تجاه اليهود؟ وهل من العدل أن يستوطن اليهود في فلسطين؟ وهل يستحق وايزمان مكافأةً مقابل مساهمته في صنع الذخيرة؟
يعتبر لويد جورج صاحب الفكرة الصهيونية. وفي كانون الأول/ديسمبر من سنة 1916، اكتشف وايزمان أنه اختار الرجل المناسب، حيث أصبح “لويد جورج” رئيس وزراء. وعندما انطلق لورانس في مهمة تخريب اتفاق سايكس بيكو، التقى بقائد الثوار العرب فيصل، وهو نجل الحسين، ومنذ ذلك الوقت أصبح لورانس مستشار فيصل وقائد الجيش العربي.
وفي شهر كانون الثاني/يناير من سنة 1917، ذهب كل من فيصل ولورانس إلى الشمال، حيث كان فيصل في المقدمة مرتدياً زياً أبيض اللون، في حين كان لورانس بجانبه مرتدياً زياً أبيض وأحمر، وخلفهما ثلاث راياتٍ من الحرير، بالإضافة إلى ثلاثة طبالين مرفوقين بنحو 1200 جمل يمتطيها عددٌ من الفرسان حاملين خناجر ذهبية.
وفي الأثناء أخبر لورانس صديقه فيصل باتفاق سايكس بيكو، ووضع خطةً جديدة تفضي إلى تحقيق الأهداف المرجوّة. وفي ذلك الوقت، راج في كل أنحاء العالم الاعتقاد السائد بأن الدولة المحتلّة تسيطر على الدولة التي تحتلها. وقد أراد لورانس الحصول على مدينة العقبة التي تعتبر الحامية العثمانية الأخيرة في البحر الأحمر، والمحميّة من كل الجهات البحرية. وبات الوصول إلى المناطق النائية أمراً صعباً نظراً لانتشار العديد من الجبال الوعرة، لكن يوجد الوادي الذي يمكن للجيش عبوره لشن هجوم.
وبتاريخ 7 شباط/ فبراير 1917، استقبل 7 صهاينة من بينهم وايزمان مارك سايكس، الذي عينه رئيس الوزراء البريطاني الجديد “جورج لويد” كاتب حكومة مكلفاً بالشرق الأوسط.
والجدير بالذكر أن سايكس يعلم جيداً أن لويد متعاطفٌ مع الكيان الصهيوني. وقد أخبره وايزمان وبقية الحاضرين بأنهم يطمحون إلى إنشاء دولةٍ يهودية، والتقليص من النفوذ الفرنسي في فلسطين. وفي 3 نيسان/أبريل من سنة 1917، اتجه سايكس إلى الشرق الأوسط. وقبل سفره أوصاه لويد بعدم قطع الوعود للزعيم العربي الحسين خاصةً فيما يتعلق بفلسطين، كما أخبره بأن الصهيونية جزءٌ من السياسة الخارجية البريطانية.
 
خدعة عظيمة
 
في مطلع شهر أيار/مايو 1917، التقى سايكس ولورانس في ميناءٍ بشبه الجزيرة العربية. ورغم شح المعلومات بشأن فحوى هذا اللقاء، أدرك لورانس أن لندن تخلت أخيراً عن وعودها تجاه العرب، ومن الممكن أن يكون سايكس قد أخبر لورانس بشأن وايزمان. وفجأةً علّق لورانس ومقاتلوه المعركة، ثم عبروا الصحراء في اتجاه مدينة العقبة؛ نظراً لأنه شعر بالصدمة بعد أن تفطن إلى أن حكومة بلاده خانته، وذلك وفق ما ورد في مذكراته. وفي هذا الصدد، أورد لورانس أنه “كان عليّ أن أنصح العرب بمغادرة أرض المعركة وعدم المخاطرة بحياتهم؛ نظراً لأنني مستشارٌ موثوقٌ به بالنسبة لهم”.
وفي شهر تموز/يوليو 1917، واجه الجيش العربي في مدينة العقبة فرقةً مكونة من 500 جنديٍّ عثماني قتل منهم نحو 300. وقد كانت المعركة شرسة إلى درجة أن لورانس أطلق النار عن طريق الخطأ على جمله. وإثر ذلك واصل الجيش العربي طريقه في اتجاه العقبة عن طريق الوادي، ليتمكن من احتلال المدينة دون إطلاق رصاصاتٍ أخرى، وليصبح لورانس بطل حربٍ بين عشية وضحاها. وتبعاً لذلك أصبح لورانس يتحدث مع الجنرالات البريطانيين مرفوع الرأس، في الوقت الذي يستعدّ فيه الجيش البريطاني لخوض المعركة في فلسطين، علماً بأن لورانس قدّم يد المساعدة في وضع مخطط هذه المعركة.
من جهةٍ أخرى، أحس سايكس بأن لورانس قد يشكل خطراً عليه، فبادر بكتابة رسالةٍ لأحد أصدقائه في الشرق الأوسط جاء فيها أن “مخطط لورانس عظيم. أخبره بأنني أرغب في منحه لقب فارس نظراً لأنه رجل عظيم. أصبح العرب أمةً واحدة بعد عشر سنوات من المعارك تحت قيادتنا. إن الاستقلال الفوري يؤدي إلى الفقر والفوضى”.
في أعقاب ذلك، كتب لورانس رسالةً في سبع صفحات بدا فيها في قمة الغضب، إلى درجة أن أحد الجنرالات رفض إرسال هذه الرسالة إلى سايكس. توقف لورانس عن القتال وقرر خوض حرب عصاباتٍ ضدّ الجيش العثماني ونسف الجسور وتخريب السكك الحديدية. في حين كان وايزمان أيضاً على عجلة من أمره، فلم يكتف بالمطالبة بإنشاء دولةٍ يهودية، بل أصبح يطالب ببيانٍ علنيّ من طرف الحكومة البريطانية يمكن أن يستند عليه اليهود فيما بعد.
وفي هذه الحالة، لم يتبق أمام بريطانيا سوى حلّين: إما مواصلة روسيا الحرب أو دخول الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب في صف الحلفاء. وعد وايزمان بالتدخل في الحرب، حيث اقترح إقناع يهود روسيا بالتأثير على الحكومة الروسية لمواصلة الحرب، كما يمكن إقناع يهود الولايات المتحدة الأمريكية بالتأثير على الرئيس الأمريكي “وودرو ويلسون” للدخول في الحرب.
وفي هذا الصدد أفاد المؤرخ الإسرائيلي “موتي غولاني”: “أن وايزمان أقنع البريطانيين بفكرته عن طريق التطرق إلى ظاهرة معاداة السامية”. كما أشار وايزمان إلى استعداد ألمانيا للتعاون مع الصهاينة في حال رفض البريطانيين ذلك. في الحقيقة خدع وايزمان الحكومة البريطانية؛ إذ إن وعوده لا يمكن أن تتحقق فلا يمكن ليهود روسيا التأثير على الحكومة الروسية، كما لا يمكن ليهود الولايات المتحدة الأمريكية التأثير على ويلسون، وكذلك لم يعرب الألمان عن استعدادهم للتعاون مع الصهاينة. وفي 31 تشرين الأول/أكتوبر من سنة 1917، انعقد مجلس الوزراء البريطاني بقاعة المؤتمرات بوزارة الخارجية البريطانية. وفي الخارج كان وايزمان واقفاً أمام الباب إلى حين ظهور مارك سايكس.
 
ولادة إسرائيل
 
خلال اجتماعهم، اعتمد الوزراء على وثيقة وايزمان. وبعد يومين أصدر المجلس بيان بلفور الذي ينص على الآتي “تأمل الحكومة البريطانية في تأسيس دولةٍ يهودية في فلسطين، وستبذل بريطانيا قصارى جهدها من أجل تحقيق ذلك”.
وفي الوقت نفسه كان لورانس برفقة جنوده بصدد قتل الجنود الأتراك، وبذلك مهدوا الطريق أمام الجيش البريطاني لشنّ هجومٍ على القدس. وفي 11 كانون الأول/ديسمبر، تمكن الجيش البريطاني من احتلال القدس، ليكون بذلك أول جيش أوروبيّ يحتل هذه المدينة المقدسة. وفي هذا الصدد أظهرت تسجيلات مصورة (فيديو) مشاهد احتلال المدينة العتيقة من قبل قائد الجيش البريطاني، معلنةً بذلك عن تحقق الحلم البريطاني المنشود.
وفي مساء اليوم نفسه التقى بيكو بقائد الجيش البريطاني وقال له: “سيدي الجنرال سأبادر منذ الغد باتخاذ الإجراءات اللازمة لتشكيل حكومةٍ مدنية في دولة اليهود”. ومن جهته يريد لورانس أن يستغل الوقت لمواصلة الحرب في الشمال وسط تشجيع العرب، وعند وصول الجيش العربي إلى مدينة دمشق، هلّل أهالي المدينة فرحاً ورمت النسوة الورود على الجنود من الشرفات.
خسر العثمانيون الحرب، ولكن ما قيمة ذلك؟ هل سيحقق لويد جورج وعده؟ عندما التقى لورانس بوايزمان بمدينة رام الله الفلسطينية، اعتقد لورانس أن جهوده ذهبت سدى، إذ إن وايزمان لم يتحدث عن دولةٍ يهوديةٍ بصريح العبارة، بل أكد أن الهجرة اليهودية ستفيد الشعب العربي. وبعد اللقاء، كتب لورانس أن “الدكتور وايزمان يأمل في فلسطين يهودية بالكامل خلال 50 سنة “.
بهذه الكلمات وصف لورانس المستقبل، لكنّه أخطأ فيما يتعلق بالمدة، حيث تحققت الدولة اليهودية خلال 30 سنة وتمكنت من حمل اسم إسرائيل، وكان حاييم وايزمان أول رئيس لهذه الدولة. اتصل لويد جورج في مطلع شهر كانون الأول/ديسمبر 1919 بنظيره الفرنسي، “جورج كليمانصو”. وخلال هذا اللقاء أعرب لويد عن رغبته في احتلال مدينتي الموصل والقدس.
بذلك نقضت الحكومة البريطانية وعودها تجاه العرب، وخلال مؤتمر السلام قال لويد جورج: “إن صداقتنا مع فرنسا أهمّ من سوريا بعشر مرات”. ومن ثم أعطى لويد جورج الضوء الأخضر لاحتلال كلٍّ من سوريا ولبنان. وفي نهاية المطاف استمر الاحتلال الفرنسي لسوريا قرابة 30 سنة. وفي الوقت نفسه كان العرب منشغلين بطرد الاحتلال الفرنسي من سوريا متغاضين بذلك عن قضية الحدود. ومن جانبٍ آخر أنشأ البريطانيون دولتين مصطنعتين وهما العراق والأردن. وفي بغداد نصب البريطانيون الزعيم فيصل ملكاً كمكافأةٍ له على مشاركته في الحرب. وفي عمان نصبوا أخاه عبد الله ملكاً. وهو ما يخدم مصالح أبناء الحسين الذين يسعون للحفاظ على مناطق نفوذهم.
تقع فلسطين تحت حكم البريطانيين الذين شجعوا الهجرة اليهودية. وطيلة 30 سنة من الاحتلال البريطاني، توافد نحو نصف مليون يهوديّ على فلسطين؛ من بينهم عددٌ كبير من اليهود الذين فروا من الاضطهاد النازي. على خلفية ذلك ثار الفلسطينيون ضدّ اليهود، وفي سنة 1948 انسحب البريطانيون من فلسطين ليتولّى اليهود دواليب الحكم في البلاد، حيث أنشأوا البنية التحتية التي لم يستفد منها العرب، معلنين بذلك عن ولادة إسرائيل.
 
الحدود المشكوك فيها
 
شرّعت الحدود التي رسمها “جورج كليمانصو” للإمبريالية. وفي هذا الصدد كتب المؤرخ الأمريكي “دافيد فرومكين”: “أن الشرق الأوسط اتّبع مساراً أدى إلى اندلاع حروبٍ لا تنتهي وإلى تفاقم الإرهاب”. بقيت الحدود القديمة على حالها. وفي هذا السياق، نطرح الأسئلة التالية: ماذا كان سيحدث لو تمكن الحسين من تحقيق حلمه وتمكن من تأسيس الإمبراطورية العربية؟ هل كان السلام سيعمّ في المنطقة؟ هل كانت الشعوب العربية ستعيش في كنف السلام؟
ربما كانت الإمبراطورية العربية شبيهةً بالإمبراطورية العثمانية؛ أي بلدٌ شاسع لا حدود له تحت حكم سلطةٍ مركزيّةٍ ضعيفة. ومن المؤكد أن هذه الإمبراطورية كانت ستشهد عدداً من الحروب. وفي هذا الصدد أورد الكاتب سكوت أندرسون أنه “من الصعب أن نتصور أن العالم سيعيش قصةً أكثر حزناً من تلك التي حدثت في الواقع خلال القرن الماضي”. ربما كانت فرضية وجود حكومةٍ مركزيّةٍ ضعيفة وبعيدة أفضل من حاكمٍ قويّ وقريب. وفي إمبراطورية مترامية الأطراف، حيث تحكم المجموعة العرقية نفسها، لا يعني أي موقفٍ شعبيٍّ رافضٍ انتفاضة يجب إخمادها.
وفي العديد من الأراضي، يعيش العديد من الأشخاص الذين لا يرغبون في العيش معاً ويكنّ بعضهم العداء لبعض. فعلى سبيل المثال تعيش في العراق المجموعات السنية والشيعية والكردية. وأما في سوريا فنجد السنة والعلويين والأكراد، إلى جانب المسيحيين. وعموماً يعتبر العراق وسوريا دولتين قوميتين.
لم يعبّر أي طرف عن رضاه بالحدود المرسومة باستثناء الدول الاستعمارية والحكام المعينين من قبل الحكومات الاستعمارية، على غرار “فيصل بن عبد الله” وصدام والأسد. وبذلك نصّب البريطانيون فئةً جديدةً من الفاعلين السياسيين، وقد دافع هؤلاء الحكّام عن الحدود المرسومة بكل ضراوة.
نظراً لأن هذه المناطق مأهولة بسكانٍ متناقضين خاصةً على مستوى العقلية، تسنت للحكام العرب فرصة ممارسة السياسة الاستبدادية، في حين واجه الحكام الضعفاء مشاكل جمة. فقد شهدت سوريا 20 محاولة انقلابية خلال 21 سنة، وقد كللت بعض هذه المحاولات بالنجاح، في حين باءت أخرى بالفشل. وفي أثناء ذلك تمكن الرئيس السوري السابق “حافظ الأسد” من إرساء نظامٍ ديكتاتوري وضمان الاستقرار داخل البلاد.
في الوقت الراهن، يمكن إلقاء اللوم على القوى الاستعمارية، ولكن كان من الممكن أن تسنح العديد من الفرص خلال القرن الماضي لتغيير هذه الحدود. في هذه الحالة قد يضطر الحكام إلى التنازل عن السلطة، علماً بأن ذلك أمرٌ نادر الحدوث سواءً في الأنظمة الديمقراطية أو الديكتاتورية. وفي حال قرر ديكتاتور ما الاستقالة أو التنحي جانباً، فسيبقى متخوّفاً بشأن مصيره ومستقبله.
بالإضافة إلى ذلك، لم تكن دول الشرق الأوسط قادرة على الحكم بعد انسحاب الفرنسيين والبريطانيين خلال الأربعينات منها. ونظراً لأن المنطقة غنية بالثروات النفطية بالإضافة إلى أهميتها الاستراتيجية، عادت الأطماع الاستعمارية والهواجس لمختلف القوى العالمية.
كان الأمريكيون والروس يدعمون بقاء كل الحكام المتحالفين معهم. وإذا كان الحاكم لا يحظى بدعم شعبه فإنهم يدعمونه بالمال والسلاح؛ وذلك لإخماد صوت المعارضين من المواطنين. ومن خلال دراسة تاريخ الشرق الأوسط طيلة القرن الماضي، من الصعب جداً أن نجد حاكماً عمل على اتخاذ قرارٍ للحيلولة دون سقوط ضحايا خلال الحروب. فماذا علينا فعله لوضع حدٍّ للحروب؟ هل من السهل طرد المواطنين من أراضيهم؟
في الواقع يتخاصم الروس والأمريكيون بشأن هذه المسائل في سوريا، ولكن صراعهم يخفي أصل المشكلة، فلا يكفي سقوط الأسد لإنهاء الحرب السورية على غرار ما حصل في عهد الرئيس العراقي الأسبق “صدام حسين” حيث لم يعمّ الأمن والاستقرار البلد بعد سقوط صدام. وما دام سكان الشرق الأوسط يتعاملون فيما بينهم على أساسٍ عرقيٍّ، فإنهم غير قادرين على العيش معاً في سلام.
تقريباً تلت كل حروب الشرق الأوسط مؤتمراتٌ سلمية لم تفض إلى أي نتيجةٍ تذكر؛ نظراً لأن معظم هذه المؤتمرات تطرقت إلى نقاط هامشية وأهملت أصل المشكل؛ إذ إن أغلب هذه المؤتمرات لم تراجع الحدود المشكوك فيها والمرسومة منذ قرن. وفي نهاية المطاف، يمكن وضع حدٍّ لمختلف الحروب باستثناء الصراع العربي الإسرائيلي.
========================
الصحافة التركية والعبرية :
صحيفة تركيا :مساع لإثارة التحريض على اللاجئين
http://www.turkpress.co/node/36687
جيرين كينار – صحيفة تركيا – ترجمة وتحرير ترك برس
شهدت مدينة أنقرة الأسبوع الماضي مشادة كلامية بين أرباب عمل أتراك وعمال من تركمان العراق، اتخذت منحى مغايرًا تمامًا لحقيقتها. فقد تحولت المشادة من خلال أخبار كاذبة انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى حملة ضد اللاجئين السوريين على الرغم من أنه لا علاقة لهم بها. انتشرت مشاركات تحريضية في وسائل التواصل الإعلامي أن لاجئين سوريين تورطوا في حادثة تحرش، أسفر عنها شجار بين اللاجئين والأتراك، وتلا المشاركات هاشتاغ مناهض للاجئين جعلته الحسابات المزورة من المواضيع الأكثر تداولًا.
وعلى الرغم من تبين أن الأمر لا يتعلق باللاجئين السوريين، وإدلاء المسؤولين الأتراك بتصريحات توضح حقيقة الأمرإلا أن خطاب الكراهية ضد السوريين لم يتراجع.
اتبعت تركيا بدولتها وشعبها سياسة بمثابة نموذج يحتذى للعالم بأسره. وفتحت أبوابها أمام ملايين الأبرياء الذين اضطروا لترك بيوتهم وأحبتهم. وبينما كانت الأحزاب في كافة أنحاء العالم تزيد من أصواتها باستخدام خطاب الكراهية للاجئين، حافظ حزب العدالة والتنمية في تركيا على أصوات ناخبيه، بل إنه نجح في زيادتها، من خلال اتباعه سياسة في غاية التسامح مع اللاجئين.
لكن ذلك لا يعني أن الأمر يخلو من معارضة وجود اللاجئين في تركيا. يقول النائب السابق في البرلمان التركي محمد ألغان، الذي أجرى دراسات حول اللاجئين، إن "محدودي الدخل في البلاد يعتبرون السوريين سببًا في الأزمات المادية وضيق العيش الذي يواجهونه، رغم أنه لا علاقة للسوريين بذلك... وعلينا أن نجد حلًّا لذلك. ينبغي علينا فعل أمور تريح مواطنينا ذوي الدخل المحدود الذين يتقاسمون مع السوريين مساحات معيشة أكبر من غيرهم".
تركيا في الحقيقة هي بلد أسسه المهاجرون من البلقان والقوقاز. وملايين الشباب القادمين من المنطقة العربية وجدوا في الجهورية التركية بيتًا يأويهم واتحدوا تحت هوية مشتركة. كما كُتب على شواهد قبور شهداء معركة جناق قلعة تجدون عليها اسم حلب أيضًا...
وعلاوة على ذلك فإن نسبة ارتكاب الجرائم بين اللاجئين السوريين منخفضة للغاية. أي أن الادعاء بأن السوريين زادوا من نسبة ارتكاب الجرائم لا يمت إلى الحقيقة بصلة. لكن ذلك، كما يشير محمد ألغان، لا يخفف من حدة انفعال الأتراك ذوي الدخل المحدود على وجه الخصوص.
مما لا شك فيه أننا بحاجة إلى خطوات تسرّع اندماج اللاجئين السوريين في المجتمع، وتشرح مدى الإسهام الذي يقدمونه إلى الاقتصاد التركي على الأخص. وبطبيعة الحال تقع المسؤولية أولًا على عاتق الحكومة، لكن ينبغي على القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والإعلام أن يأخذ زمام المبادرة أيضًا. وإلا فإن الأوساط المتربصة ستواصل استغلال  هذا الوضع، الذي هو عرضة لجميع أنواع التحريض والاستفزاز مع الأسف...
========================
ملليت :ألا ليت السوريين يرحلون...
http://www.turkpress.co/node/36679
آسو مارو – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
يا له من أمر مريح، عندما يكون بإمكان المرء في بلد ما أن ينحي باللائمة على "الآخرين" ويلقي المسؤولية عليهم حتى في حال لمعان البرق.
تقول: "لدينا نظام رائع، الأمن والأمان مستتبان، كل ما يقع يحصل بسبب السوريين"، وينتهي الأمر.
لم تعد الكرة في ملعبك.
على سبيل المثال، لم يكن هناك سرقة عندنا قبل سنوات، كنا ننام وأبواب بيوتنا مفتوحة، وكنا نترك سيارتنا مفتوحة وعليها مفاتيحها. هل يمكن أن يسرق تركي مال تركي؟ من قتلوا حماتهم أو جارتهم المسنة من أجل سرقة ذهبها، كانوا من طلائع السوريين.
حوادث الغصب والنهب كذلك... هل نُشلت محفظة أحد قبل مجيء السوريين؟ هل هناك من سُحلت وراء سيارة لصوص لأنها لم تتخل عن حقيبها؟ لم نسمع بذلك من قبل، تخطر هذه الأمور على بال السوريين ولا تخطر على بال الشيطان نفسه.
أما التحرش... فهو خط أحمر عند الرجال الأتراك. هل يعقل أن يتحرش رجل بامرأة أو فتاة؟ هذا ما لا نعلمه، عرفناه حديثًا من السوريين.
نحمد الله أن هناك أبطالا من الرجال الأتراك لا يسمحون بوقوع مثل هذه الأمور. قبل أيام كان مجرد الادعاء بأن شابين سوريين يصوران تركيات على ساحل مدينة صامصون كافيًا ليوسعهما من هناك ضربًا وتنكيلًا..
وفي حي يني محلة بأنقرة انتظم الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهرعوا ليداهموا بيوت السوريين. لماذا؟ بسبب مزاعم عن تعرض فتاة للتحرش. نحن شعب لا يحتمل حتى الادعاء بالتحرش، ناهيك عن التحرش نفسه. إنه غير موجود في عاداتنا وأعرافنا، لكنه معروف لدى السوريين.
ولهذا فإن هذه الحملات المطالبة بعودة السوريين إلى وطنهم في محلها. حتى موجة الحر هذه سترحل إن هم عادوا إلى وطنهم. هل كان يمضي علينا صيف بمثل هذا القيظ قبل السوريين؟ كانت النسائم العليلة تزين صيفنا، ولم تكن هناك رطوبة أيضًا، هي أيضًا جاءت من سوريا.
مغنية البوب ديميت آق آلن أعربت عن تأييدها التام لهذه الحملات لأنها ضجرت من "أخبار السرقة والغصب والطعن".
وفي هذه الأثناء بالذات، ألقي القبض على رجل في إزميت وهو يغتصب كلبًا. والتقطت الكاميرات رجلًا آخر في إسطنبول وهو يتحرش بامرأة لأن زوجته حامل. أتابع قراءة الأخبار فأرى: القبض على رجل في السابعة والثمانين من عمره تحرش جنسيًّا بجارته البالغة من العمر 66 عامًا، جميع هؤلاء أتراك.
أولئك الذين ينظمون الحملات كي يعود السوريون إلى وطنهم، وينفثون نفس العداوة والبغضاء تجاه الأجانب هل لديهم أي فكرة إلى أين سنرسل هؤلاء المواطنين الأتراك؟ 
أم أن القضية هي "إذا كان هناك سرقة فنحن لها، وإن كان هناك تحرش فنحن نقوم به، ما شأن الأجانب بمالنا ونسائنا؟".
========================
إسرائيل اليوم 9/7/2017 :قمة ترامب ـ بوتين: هل هي بداية جديدة في هامبورغ؟
http://www.alquds.co.uk/?p=751065
ابراهام بن تسفي
Jul 10, 2017
قبل 56 سنة، أي في حزيران/يونيو 1961، عقد في فيينا مؤتمر قمة دراماتيكي بين الرئيس الأمريكي الجديد جون كنيدي وبين الزعيم السوفييتي المجرب، نيكيتا خروتشوف. ورغم محاولة كنيدي اظهار تشدده وتحذير الكرملين من أي محاولة للاخلال بالوضع القائم في الاماكن المتوترة مثل برلين وكوبا، فقد ترك خروتشوف فيينا مع الشعور بأن الشخص الذي أمامه ليست له تجربة وليس ناضجا، وقام بتسميته باستخفاف "فتى التسلية". والنتيجة المباشرة لهذا التصور كان قراره وضع قاعدة صواريخ بالستية متوسطة المدى في كوبا. في تشرين الاول/أكتوبر 1962، بعد انشاء الموقع والكشف عنه، دفع هذا الامر القوتين العظميين إلى السير على شفا المواجهة النووية.
ورغم أن فترة الحرب الباردة زالت وتم نسيانها، الآن ايضا الحديث يدور عن علاقة معقدة بين واشنطن وموسكو، لا سيما على خلفية الظل الثقيل لتدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية للرئاسة، الذي ما زال يؤثر على الساحة السياسية في أمريكا. على خلفية ذلك، كانت لقمة هامبورغ أول أمس أهمية خاصة في كل ما يتعلق ببلورة معايير سلوكية وقوانين تصرف جديدة، خاصة من قبل موسكو، الامر الذي يُمكن من فتح صفحة جديدة والتعاون بين الولايات المتحدة وروسيا بعد سنوات من المد والجزر في الفترة الاخيرة.
من هذه الناحية الانطباع الأولي من اللقاء المستمر بين الرئيسين يشير إلى أن "سيناريو فيينا" لن يتكرر. رغم أنه في هذه المرة ايضا، مثلما حدث قبل 56 سنة، يقف الرئيس الأمريكي بدون تجربة وبدون خلفية سياسية أمام رئيس روسي مخادع، والنقاش بينهما لم يركز مثلما حدث في قمة فيينا على ايصال رسائل ردع عمومية من قبل ترامب، بل جهود لاقامة اجهزة رقابة محددة تضمن العمل المشترك لتحقيق الهدوء أو على الاقل الاستقرار النسبي في مناطق القتال والمواجهة، خاصة تجاه اتفاق وقف اطلاق النار في جنوب غرب سوريا، الذي سيدخل إلى حيز التنفيذ اليوم. وتقييد حرية عمل سلاح الجو السوري وايجاد مناطق آمنة. وفي نفس الوقت ابعاد إيران عن المناطق المحاذية لإسرائيل والاردن.
الحديث لا يدور فقط عن اتفاق موضعي بخصوص جزء من الموضوع السوري المنقسم والدامي، بل ايضا عن بلورة نموذج جديد للعمل الأمريكي الروسي في قضايا اخرى. وهذا بروح "خطوة تلو خطوة" التي أيدها هنري كيسنجر، وليس الطموح إلى التوصل إلى خل شامل بخطوة واحدة. هكذا ولد في هامبورغ أساس نظام جديد بين واشنطن وموسكو. وفي جميع الحالات، من الواضح منذ الآن أن الشائعات حول تبني خط أمريكي متسامح تجاه موسكو، كانت سابقة لأوانها، وهذا على خلفية الصيغة الجديدة التي تعتمد على مبدأ التبادلية.
إسرائيل اليوم 9/7/2017
========================