الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 12/1/2016

سوريا في الصحافة العالمية 12/1/2016

13.01.2016
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. إسرائيل هيوم :حماس وحزب الله: اللعب بالنار
  2. يديعوت: حزب الله بات حليفا إستراتيجيا لروسيا
  3. الديلي بيست: روسيا تسلح حزب الله في سوريا
  4. الجارديان: وفاة 5 أطفال آخرين فى منطقة "مضايا" السورية جوعا
  5. "اندبندنت": حرب سوريا انست العالم غزة المحاصرة
  6. الإندبندنت”: ما قام به مناصروا حزب الله “مثير للإشمئزاز” !
  7. واشنطن بوست”: حصار مضايا يعرقل السلام في سوريا
  8. التايمز: خاطبات يقمن باستغلال ضعف اللاجئات السوريات
  9. الاندبندنت: لا تخلطوا بين العنف الجنسي واللاجئين
  10. هآرتس :فلاديمير بوتين ـ بطل إسرائيل
  11. واشنطن بوست :أميركا وتوترات الشرق الأوسط
  12. بيير كونيسا* – (لوموند ديبلوماتيك) كانون الأول (ديسمبر) 2015 :ما يجري في الشرق الأوسط.. أهو حربنا -نحن الغربيين- حقا؟
  13. أتلانتك مونثلي: ماذا لو خسر بوتين الحرب في سوريا؟
  14. البايس: استراتيجية أوباما بالشرق الأوسط معقدة وغير بناءة
  15. لوفيغارو: شركات أمريكية متورطة بترويج دعاية تنظيم الدولة
 
إسرائيل هيوم :حماس وحزب الله: اللعب بالنار
إسرائيل هيوم
ايال زيسر  11/1/2016
خط مستقيم يصل بين إلقاء القبض على خلية حماس الذي بُشرنا به في نهاية الأسبوع الماضي ومحاولة عملية حزب الله على الحدود الشمالية ضد الجيش الإسرائيلي في هار دوف. في الحالتين تم إفشال العمليات أو انتهت بدون إصابات. لكن الأقل أهمية هو حقيقة أن الحديث يدور عن منظمات مرتدعة وليس من مصلحتها إحداث تصعيد على الحدود. ومع ذلك لم يرتدع التنظيمان عن اللعب بالنار وتحمل مسؤولية الاشتعال الشامل.
حماس وحزب الله غير معنيان بالمواجهة مع إسرائيل. فحماس ما زالت تلعق الجراح بسبب المواجهات السابقة، ورغم محاولتها إعادة اعمار الدمار في غزة فالدمار ما زال قائما. وهي معزولة ايضا في الساحة الاقليمية أكثر من أي وقت آخر؛ حيث أن حلفاءها مثل تركيا، تسعى الآن من اجل المصالحة مع إسرائيل.
وضع حزب الله ليس أفضل كثيرا. فالتنظيم غارق في السنوات الاخيرة في الحرب الاهلية السورية وقد كلفه ذلك حياة أكثر من ألف من خيرة مقاتليه، وهذا رقم مؤثر بالنسبة لتنظيم يشتمل على عشرات آلاف المقاتلين فقط. والحرب ستجعله يدفع ثمنا اقتصاديا كبيرا. إضافة إلى ذلك فهو تسبب بجلب العنف إلى شوارع ومدن وقرى الشيعة في لبنان.
الامر الاخير الذي يريده هذان التنظيمان هو المواجهة الشاملة مع إسرائيل. مع ذلك فإنهما لا يرتدعان عن اللعب بالنار ولا يتوقفان عند الضوء الأحمر حتى لو كان واضحا لهما أن اللهب الذي يشعلانه قد يخرج عن السيطرة.
يعمل حزب الله في السنوات الاخيرة على إقامة خلايا تابعة له في حدود إسرائيل – سورية في هضبة الجولان. وهو يفعل ذلك من أجل عدم التورط في مواجهة مع إسرائيل على الحدود اللبنانية. لكن الحقيقة هي أنه قبل سنة في أعقاب اغتيال جهاد مغنية وفي الاسبوع الماضي في اعقاب اغتيال سمير قنطار، قد رد بشكل كان يمكن أن يشعل كل المنطقة.
ولحسن الحظ انتهت الحادثة بدون اصابات وبفشل كبير لحزب الله. ولم يكن ينقص الكثير كي تنتهي العملية بشكل مختلف مع إصابات في اوساط قواتنا. صحيح أن إسرائيل استوعبت في السنة الماضية وقبل ذلك أحداثا كهذه، وهي بذلك أرسلت رسالة خاطئة لحزب الله أنها مستعدة لاستيعاب هذه الاحداث وستُسلم بتحرشاته على طول الحدود في هار دوف، لكن هناك حدود لقدرة إسرائيل على الاستيعاب.
حماس من ناحيتها تحافظ ايضا على الهدوء على طول الحدود في قطاع غزة، بل وتعمل في مواجهة جهات راديكالية تحاول تأسيس قواتها في القطاع، خصوصا أن هذه تشكل أولا وقبل كل شيء خطرا عليها. وهي لا تعمل بشكل متشدد تجاه الفلسطينيين الذين يتعاونون معها ويحاولون بين الفينة والأخرى، وبشكل مستقل، اطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. لكن حماس ايضا تسمح لنشطائها في الضفة، سواء من خلال التوجيهات من أعلى أو التشجيع والدعم، بأن ينتظموا وينفذوا العمليات ضد إسرائيل.
الحديث لا يدور عن اولئك الافراد الذين نشاهدهم في الاشهر الاخيرة، بل عن الخلايا المنظمة التي تخطط افعالها مسبقا، ولذلك فهي قد تكون أكثر دموية. قبل سنتين أدى عمل كهذا تمثل بخطف ثلاثة إسرائيليين وقتلهم إلى عملية الجرف الصامد.
السطر الاخير من محاولات العمليات، سواء من قبل حماس أو حزب الله واضح. فرغم الفرضية المقبولة علينا وهي أن المنظمتان مرتدعتان وستفعلان أي شيء من اجل عدم حدوث مواجهة مع إسرائيل، فإن الحقائق تقول غير ذلك. المنظمتان على استعداد للعب بالنار ودفع الثمن والتدهور إلى مواجهة لا ترغبان فيها. لكنهما لا تخافان ولا ترتدعان بالمستوى الذي نعتقده.
يتبين أن لكل ردع ناجع يوجد تاريخ انتهاء. في ظل هذا الواقع فإن محاولات تنفيذ عمليات اخرى هو مسألة وقت. ونأمل أن تفشل هي أيضا ولا تتسبب بدخول المنطقة في جولة مواجهة جديدة.
======================
يديعوت: حزب الله بات حليفا إستراتيجيا لروسيا
 
ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن قادة من حزب الله اللبناني يقاتلون إلى جانب النظام السوري اعترفوا في لقاء أجروه مع موقع "ديلي بيست" الأميركي في الضاحية الجنوبية بـ ببيروت، بأن روسيا تزودهم بصواريخ موجهة بالليزر وصواريخ بعيدة المدى، بدون شروط أو التزامات مسبقة.
وقال مراسل الصحيفة روعي كايس إن هذا الدعم يأتي على خلفية اعتبار الروس حزب الله حليفا لهم إلى جانب سوريا وإيران، ويسمحون للحزب باستخدام السلاح في أي اتجاه يريده، بما في ذلك ضد إسرائيل، لأن الحزب اليوم يعتبر حليفا إستراتيجيا للروس بالشرق الأوسط.
وقال أحد القادة للموقع الأميركي إن "الضربات الروسية في سوريا غيرت طبيعة المواجهة العسكرية هناك، وبات الوضع يعمل لصالحنا بفعل الطيران الروسي، فالروس يعتمدون علينا في المعلومات الاستخبارية، واختيار أماكن القصف، وبدون الدعم الجوي الروسي لم يكن بالإمكان لحزب الله التقدم في القتال داخل سوريا".
وأضاف "الروس لا يمكنهم منحنا الغطاء الجوي دون تزويدهم من طرفنا بالمعلومات الأمنية على الأرض" كاشفا أن "الجيش الروسي وضع قوات خاصة في منطقة اللاذقية، خاصة حول المطار الذي ترابط فيه الطائرات الروسية".
من جهته، قال قائد عسكري آخر في حزب الله إن الروس باتوا يعتمدون على مقاتلي الحزب أكثر من الجيش السوري، خاصة في تأمين المواقع التي توجد فيها الأسلحة والذخيرة الخاصة بالجيش الروسي في سوريا.
مس بمصالح
وفي مقال آخر بصحيفة يديعوت أحرونوت، نفى الخبير العسكري الإسرائيلي وثيق الصلة بالقيادة العسكرية رون بن يشاي أن يكون الروس زودوا حزب الله بتلك الصواريخ، كاشفا عن زيارة عسكرية قام بها وفد عسكري روسي قبل ثلاثة أسابيع إلى إسرائيل، والتقى قادة عسكريين على رأسهم نائب رئيس الأركان يائير غولان.
وقدر بن يشاي أن المعلومات التي كشف عنها حزب الله تأتي بغرض الإيقاع بين روسيا وإسرائيل، في ضوء الاتفاق الروسي الإسرائيلي بعدم المس بمصالحهما، عشية بدء التدخل الروسي في سوريا في سبتمبر/أيلول الماضي، والقيام بعملية تنسيق ميداني للعمليات العسكرية لمنع احتكاك قواتهما.
واعتبر الخبير العسكري أنه في ضوء إقامة جهاز التنسيق بين القوات الروسية العاملة في "سوريا الصغيرة" التابعة للأسد، وبين الجيش الإسرائيلي، فإن هذا التنسيق سيقيم حلقة اتصال ليس بين إسرائيل وروسيا فقط، بل بين إسرائيل وكل من الجيش السوري وحزب الله وإيران.
 
======================
الديلي بيست: روسيا تسلح حزب الله في سوريا
أخبار الآن | دبي - الامارات العربية المتحدة - ( منى عواد)
ذكرت صحيفة الديلي بيست ان روسيا تزود حزب الله اللبناني باسلحة وصواريخ متطورة في الاونة الاخير , وتدعم القادة الميدانيين من الحزب الذين يقاتلون في سوريا , وان عملية تزويد روسيا للحزب تتم من خلال تعاون وتنسيق عالي المستوى بين حزب الله وسوريا وايران وروسيا ..تقرير الزميلة منى عواد والتفاصيل ...
لم يقتصرِ التدخلُ الروسيُّ  في سوريا على الجانب العسكري بل تخطاهُ إلى دعم حزبِ الله على الأرض فقد نقلتْ صحيفةُ الديلي بيست الأمريكيةُ عن قادةٍ ميدانيين في حزبِ اللهِ اللبناني، أن مقاتلي الميليشيا في سوريا يتلقَون أسلحةً ثقيلةً من روسيا مباشرةً ومن دون شروطٍ ، مؤكدين أن هناك تنسيقًا وعلاقةً تامةً بين نظامِ الأسد في دمشق وكلٍ من إيرانَ وحزبِ الله وروسيا.
 وبحسَب القادةِ الميدانيينَ في الحزب فإن هناك ترابطًا وعلاقةً مباشرةً بين روسيا وحزبِ الله وإن هذه العلاقةَ آخذةٌ في الازدياد.
 الديلي بيست الأمريكيةُ التقت قادةً ميدانيينَ من حزب الله نهايةَ ديسمبر الماضي وبدايةَ يناير الجاري ، تحدثوا معَ الصحيفةِ شريطةَ عدمِ كشفِ أسمائِهم، وأكدوا أن الحزبَ يتلقى من روسيا مباشرةً صواريخَ موجهةً بالليزر وصواريخَ قصيرةَ المدى وأسلحةً مضادةً للدبابات.
 ووَفقَ القادةِ فإن الحزبَ أصبح حليفًا مهمًا لروسيا في الشرق الأوسط ، وإن الروسَ يمُدُّونَ الحزبَ بما يحتاجُ من سلاح.
ويؤكدُ قادةُ حزبِ الله، أن التدخلَ الروسيَّ في سوريا أسهم كثيرًا في تغيير مَجرىَ الحربِ البريةِ، الأمرُ الذي عززَ مواقعَ حزبِ الله المدعومِ مباشرةً من إيران.
أحدُ قادةِ حزب الله وصف في حديثه للصحيفة، معركةَ اللاذقيةِ، وصعوبتَها البالغةَ ومعاناةَ حزبِ الله فيها ، لكنَّ الأمرَ تغيرَ بعد القصفِ الروسيِّ في سبتمبر الماضي، مبينًا أن الروسَ يعتمدون  مباشرةً على المعلومات الاستخباريةِ التي يرسلُها إليهم حزبُ الله من الأرض.
ويؤكدُ القائدُ في حزب الله، الذي اتخذ من اسم بكر اسمُا بديلاً له، أن العلاقةَ بين الحزبِ وروسيا نشَطتْ منذ لقاءِ ميخائيل بوغدانوف نائبِ وزيرِ الخارجيةِ الروسيِّ ، حسن نصر الله زعيمَ الحزبِ سنةَ أربعَ عشْرةَ في بيروت، وما تبعَ ذلك من تصريحٍ روسيٍ لا يرى في حزبِ الله جماعةً إرهابية.
 عسير قائدٌ آخرُ في حزب الله، أكد للصحيفة أن الروسَ معجبون بإدارة الحزبِ المعركةَ مع الجماعات السوريةِ المسلحةِ، مؤكدًا أن مقاتلي الحزبِ هم من دربوا جنودَ الجيشِ السوري على استخدام كثيرٍ من الأسلحة الجديدةِ التي سلحتهم بها روسيا.
 وبيَّنَ أن روسيا لم تضعْ أيَّ شروطٍ على كيفية استخدامِ حزبِ الله الأسلحةَ التي تَمُدُّهم بها .
 يأتي هذا في وقت تدرج كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي على السواء، حزب الله على لائحة المنظمات الإرهابية ذات الامتداد العالمي والتي لها علاقة بايران ومصالحها.
ويعتبر حزب الله منظمة إرهابية تم تمويلها وتدريبها وتسليحها من قبل إيران عام 1982
======================
الجارديان: وفاة 5 أطفال آخرين فى منطقة "مضايا" السورية جوعا
اليوم السابع
الإثنين، 11 يناير 2016 - 06:47 م أطفال مضايا كتبت نورهان فتحى أكدت جريدة "الجارديان" البريطانية وفاة 5 أطفال آخرين فى منطقة "مضايا" فى سوريا جوعاً قبل وصول المساعدات الغذائية والدوائية الدولية إليهم، بسبب وجود مجاعات فى عدة مناطق هناك. وقالت الجريدة، إن 200 شخص آخرين، يعانون من تدهور حالتهم الصحية، وقد يصبحون فى وضع خطير، إذا استمر الحال بهذا الشكل، وطالما أن المساعدات تصل بصعوبة أو لا تصل لأطفال وشعب سوريا الذى يعيش فى مجاعات حقيقية. وأضافت أن منظمة الصليب الأحمر، أكدت على إرسال شحنة جديدة من المساعدات يوم الاثنين للسوريين، كما سمحت الحكومة السورية بمرور المساعدات بعد نشر عدة صور لأطفال وكبار تبدو عليهم آثار الجفاف والجوع، وانتشارها فى أنحاء العالم. وقالت الجريدة، إن السوريين أجبروا على العيش طوال الفترة الماضية على تناول ورق الأشجار، والماء المحلى، كما أجبر الأطفال على تناول المحاليل الطبية مباشرة فى فمهم، حتى يظلون على قيد الحياة. على الجانب الآخر، أكد برنامج الغذاء العالمى التابع للأمم المتحدة، أنهم يحاولون توصيل شحنات محملة بالغذاء والأدوية فعلا لإغاثة السوريين، إلا أن التشديدات الأمنية، والصراعات السياسية تحول دون وصولها إلى المحتاجين.
======================
"اندبندنت": حرب سوريا انست العالم غزة المحاصرة
المركزية- رأت صحيفة "اندبندنت" البريطانية أن "العالم نسي تقريبا 1.8 مليون شخص في غزة بعد إندلاع الحرب في سوريا، وهو ما كان بمثابة نبأ سار لإسرائيل التي تواصل بموافقة سرية من مصر حصار القطاع اقتصاديا"، معتبرة ان "حركة "حماس" تحكم غزة بأسلوب استبدادي، غير أن اتخاذ إسرائيل أيديولوجية الحركة المتشددة سببا لجعل القطاع بمثابة سجن مفتوح هو أمر مخز".
واشارت الى أن "بعض المجتمعات المسيحية في العالم العربي مصممة على البقاء في أوطانها كما يحصل في غزة، في وقت يشهد توترا بين المسلمين والمسيحيين وسعيا حثيثا من مسلحين إسلاميين لدفع الأقليات المسيحية بعيدا عن المنطقة"، لافتة الى ان "مسيحيي غزة يعيشون بسلمية مع جيرانهم، وهو ما يُبرهن على أن التعايش بين أناس من ديانات مختلفة ما زال ممكنا".
======================
الإندبندنت”: ما قام به مناصروا حزب الله “مثير للإشمئزاز” !
11 يناير 2016آخر تحديث : الإثنين 11 يناير 2016 - 11:14 صباحًا“الإندبندنت”: ما قام به مناصروا حزب الله “مثير للإشمئزاز” !
إنه انحطاط جديد للإنسانية” كان هذا تعليق صحيفة “إندبندنت” البريطانية في استعراضها تغريدات وصور نشرها أنصار الرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله على مواقع التواصل الاجتماعي يسخرون فيها من الحصار المفروض على بلدة “مضايا” منذ أكثر من ستة أشهر، والذي أودى بحياة 63 شخصاً بسبب الجوع ومحاولة كسر الحصار.
ووصفت الصحيفة العريقة الحملة المضادة لحملة #‏متضامن_مع_حصار_مضايا بالحملة السادية والمقرفة؛ حيث قام نشطاء مقربون من حزب الله بنشر صور موائد الطعام والشوي مستخدمين نفس الهاشتاغ مع عبارات طائفية. حتى أن البعض نشر صور هياكل عظيمة بلاستيكية في سخرية من أجساد أهل “مضايا” الهزيلة.
كما سلطت الصور الاستفزازية الضوء على عمق الشرخ الطائفي الذي أحدثه حزب الله، وفقاً للنشطاء السوريين، الذين أشاروا إلى جرح لن يندمل في العلاقة بين السوريين وقسم كبير من اللبنانيين حتى بعد انتهاء الحرب.
وسيبدأ دخول المساعدات إلى “مضايا” صباح الإثنين وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية التي تعمل على تحضير القوافل.
======================
واشنطن بوست”: حصار مضايا يعرقل السلام في سوريا
وكالات ـ مدار اليوم
قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية إن حصار مضايا يلقي بظلاله على الجهود نحو السلام في سوريا، مشيرةً إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، “لنتخيل أنه لا تفصلنا سوى أسابيع عن إمكانية حدوث انتقال في سوريا”، إلا أن أكثر من 7 أسابيع، مضت دون أن يصل إلى مضايا المحاصرة من قبل قوات الأسد وميليشيا “حزب الله” اللبناني، كسرة خبز أو قطعة من مادة غذائية.
وأشارت إلى أن كيري لا يزال يأمل التوصل إلى تسوية سياسية شاملة بين نظام الأسد والمعارضة، ولكن مأساة مضايا الصادمة تشير إلى أن الأسد وحلفاءه ليست لديهم نية لإنهاء الإعتداءات المروعة على المدنيين، وذلك بغض النظر عن ما يقال بقاعة المؤتمرات في جنيف أو بأروقة مجلس الأمن الدولي.
بدوره تساءل الكاتب البريطاني ديفد بلير لماذا لايكون سلاح الجو البريطاني مستعداً لإسقاط المواد الغذائية على بلدتي مضايا والزبداني، إذا كان بمقدوره إسقاط القنابل، فلماذا لا يسقط المساعدات لإنقاذ المتضورين جوعاً؟ ولماذا هو موجود من الأصل، لافتاً إلى أن مضايا لا تبعد سوى نحو 10 كيلومترات عن الحدود الغربية لسوريا، وهذا يعني طيران لمدة 40 ثانية فقط بالنسبة لطائرات النقل من طراز “هيركوليز” المعروفة.
وقال بلير في مقالٍ له بصحيفة “صنداي تلغراف” البريطانية، إن “الآلاف يموتون جوعاً في بلدتين بسوريا، وذلك في ظل سياسة الحصار التي تنفذها قوات الأسد و”حزب الله”، مستخدمةً سلاح التجويع ضد مضايا والزبداني بريف دمشق.
وأوضح أن أساليب الحصار والتجويع تعود للعصور الوسطى، لكنها تشكل محور الإستراتيجية التي يستخدمها الأسد لسحق أعدائه، مضيفاً الطاغية السوري يستخدم الحصار والتجويع ضد مناطق المعارضة، كي يجبرها على الخضوع.
وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة “ذي ديلي ميل” البريطانية إلى أن الأهالي في 3 بلدات سورية يتضورون جوعاً، وأنهم أجبروا على أكل القطط والكلاب والأعشاب، في ظل عدم توفر ما يأكلونه من غذاء آخر.
======================
التايمز: خاطبات يقمن باستغلال ضعف اللاجئات السوريات
لندن - عربي21 - بلال ياسين# الإثنين، 11 يناير 2016 11:55 ص 05
ذكرت صحيفة "التايمز" في تقرير لها الكيفية التي يتم فيها استغلال اللاجئات السوريات من "خاطبات" يقدمن لعائلات اللاجئات مغريات لا يمكن ردها.
وتقول حانا لوسيندا سميث، من إسطنبول في تركيا، في تقرير للصحيفة: "تختفي الخاطبات في صفحات (فيسبوك) وراء أسماء مستعارة، مثل (الفراشة)، وهن الباحثات عن السوريات العازبات في مخيمات اللاجئين السوريين في جنوب تركيا. مع أن الجميع يعرفونهن، ويعدهن البعض منقذات، فيما ينظر آخرون إليهن بسخط".
وتضيف الكاتبة: "في المدن الحدودية، التي ينتشر فيها اللاجئون في دول الجوار السوري، تبحث خاطبات، مثل (الفراشة)، والوكيلات العاملات معها عن الفتيات العازبات والأرامل والمطلقات، ويقدمن لهن عروضا لا يمكن رفضها".
وتتابع سميث قائلة: "فقد وعدت أمل بالحصول على مبلغ 10 آلاف دولار أمريكي للزواج من رجل سعودي. وتقول عن الخاطبة: (ظنت أنه من السهل إقناعي لأنني مطلقة). وتستدرك أمل (30 عاما) قائلة: (لكنني رفضت، مع أن الكثيرات يقبلن هذا المبلغ بناء على الوضع الذي يعشن فيه. ونعرف أنه عندما يطلبون الزواج بهذه الطريقة فهم يسعون إلى الجنس، وهم يستغلون النساء السوريات والوضع الذي نواجهه".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن المستوى السكاني السوري قد تأثر، خاصة أن الـ250 ألف قتيل في الحرب السورية هم من الرجال، ولكن معظم الذين سافروا إلى أوروبا هن النساء، حيث يشكلن غالبية الـ200 ألف لاجئ سوري. وفي الوقت الذي تستقبل فيه الدول الأوروبية أعدادا كبيرة من طالبي اللجوء السياسي الذكور، فإن مجتمعات اللاجئين في الدول المحيطة بسوريا، بل وفي داخلها، هي من النساء والأطفال. وتتعرض هؤلاء النساء للاستغلال؛ نظرا لعدم وجود من يحميهن، حيث يجبرن على الزواج أو الدعارة.
وتنقل الصحيفة عن الخبيرة في قضايا الأنوثة والأمن فاليري هدسون، قولها: "هناك محاولات افتراس للمرأة؛ لأنها أنثى، خاصة عندما تفتقد الحامي أو القريب. ولهذا السبب فالنساء يتعرضن لضغوط كي يزوجن البنات في أسرع وقت، وهو ما يعني إجبار فتيات صغيرات في العمر على الزواج من رجال متزوجين لأكثر من زوجة. وهو نوع من الاتجار بالجسد، ولكن تحت غطاء (الزواج)، ومن أجل تجاوز الحساسيات الدينية".
وتقول الكاتبة إن ريم (21 عاما) رفضت عرضا لخاطبة بأن تصبح زوجة ثانية لطبيب يعمل في قطر، مستدركة بأن هناك الكثيرات من الفتيات الخائفات من الفشل بالعثور على زوج، وتحولن إلى عبء على عائلاتهن، يقبلن عروضا كهذه. وتقول ريم: "شعرت بالغضب وكنت مستعدة لقتل الخاطبة، ولكن أمي دعمتني، وقالت إنني لا أبحث عن زوج، وهناك الكثير من الفتيات لا يحصلن على دعم كهذا".
ويلفت التقرير إلى أنه في دمشق، التي تعد هادئة وبعيدة عن الحرب، ارتفع مستوى عدم التناسب بين الرجال والنساء، حيث زاد عدد سكان العاصمة بسبب الهجرة إليها من المناطق التي تشهد قتالا. ويقول علاء غندور، الذي حصل على لجوء سياسي في ألمانيا الصيف الماضي: "قبل مغادرتي دمشق، كنت لو قابلت رجلا في عمري لجريت وعانقته"، مشيرا إلى أنه مثل بقية الشباب، هرب من العاصمة خشية تعرضه للاعتقال، أو تجنيده في الخدمة العسكرية.
وتبين الصحيفة أن النظام السوري لبشار الأسد زاد منذ تشرين الأول/ أكتوبر، عمليات التجنيد للخدمة الإجبارية، فعلى الرجال كلهم ممن هم دون سن الأربعين التسجيل والخدمة في الجيش، سواء خدموا من قبل أم لا، وهو ما دفع الشباب للهجرة.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه بغياب الرجال عن المشهد، فإن النساء يقمن بمهام كانت حصرا على الرجال. ووصف  رجل من حي الميدان في دمشق دهشته لرؤية نساء يعملن في المخابز، قائلا: "لم نشاهد نساء يعملن في هذه الأعمال في حي محافظ كهذا، والآن لم يبق رجال للقيام بالوظيفة".
======================
الاندبندنت: لا تخلطوا بين العنف الجنسي واللاجئين
 
تناولت صحف بريطانية أحداث التحرش الجماعي بمدينة كولونيا الألمانية عشية رأس السنة، ودعت إلى عدم الخلط بين قضيتي العنف الجنسي واللاجئين، وإلى ضرورة استمرار الترحيب الألماني باللاجئين وتجاوز تلك الأحداث، كما نشرت إشادة المتنافس لترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية بأميركا دونالد ترامب بالرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وقالت الكاتبة الألمانية كلوديا هامرمولر في مقال لها بصحيفة إندبندنت البريطانية "يجب علينا نحن الألمان ألا نخلط بين قضيتي العنف الجنسي واللجوء والهجرة"، مضيفة أن أحداث كولونيا بالنسبة لمن يخافون من انفتاح ألمانيا على اللاجئين والترحيب بهم هي من قبيل عبارة "ألم أقل ذلك من قبل؟".
وأضافت "صحيح أن المجتمع الألماني يجب أن يتحدث عن الاختلافات الثقافية والاندماج، لكن كقضايا في ذاتها دون ربطها بأي حوادث، وليس بتلك الطريقة التي تضع كل لاجئ ومهاجر تحت الشك".
متعجل وانفعالي
وقالت إن أيا من ارتكب انتهاكا أو تحرشا يجب أن ينال عقابه بغض النظر عن خلفيته القومية أو الدينية أو الثقافية، وإن تشديد القوانين المتعلقة بطلب اللجوء ليس هو السبيل الصحيح، إنه رد فعل متعجل وانفعالي.
"الاغتصاب لم يصبح جريمة في ألمانيا إلا عام 1997، وفي عام 2014 كانت هناك أكثر من 7400 حالة اغتصاب واعتداء جنسي، وإن العدد غير المبلغ عنه يُتوقع أن يكون أكثر من ذلك أضعافا"
وقالت إن الاغتصاب لم يصبح جريمة في ألمانيا إلا عام 1997، وفي عام 2014 كانت هناك أكثر من 7400 حالة اغتصاب واعتداء جنسي، وإن العدد غير المبلغ عنه يُتوقع أن يكون أكثر من ذلك أضعافا. وأعربت عن أملها في أن تساهم أحداث كولونيا في رفع الوعي بالعنف الجنسي.
كذلك نشرت صحيفة غارديان مقالا مماثلا للكاتبة دوريس عقرب دعت فيه إلى تجاوز أحداث كولونيا، قائلة إن ألمانيا كانت تشهد توترا حتى قبيل رأس السنة، ومن يدافعون حقيقة عن الضحايا يجب ألا يخضعوا للتخويف الذي ينشره أقصى اليمين.
المعلومات المؤكدة
وأشارت إلى أن ما حدث بكولونيا غير واضح تماما حتى الآن. وقالت إن الشرطة سجلت 379 ادعاءً بوقوع عنف ضدهن، 40% منها عنف جنسي بينها حالتا اغتصاب، وإن المتهمين الذين تم تحديدهم 31 فردا بينهم على الأقل ألمانيان وصربي وأميركي و18 من طالبي اللجوء من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وعلقت بأن أي حادث يتورط فيه عدد من اللاجئين يصبح، في بيئة التوتر السائد، حدثا مهما وبارزا بسبب النزوع النفسي القوي لخلق قصص مرعبة حول العنف في "الثقافة الأخرى".
إشادة ترامب
ونشرت تايمز وديلي تلغراف البريطانيتان خبرا عن دونالد ترامب وهو يشيد بالرئيس الكوري الشمالي كيم أونغ أون قائلا "إنه مهووس، لكن يجب أن تعترفوا بما هو إيجابي لديه، فهو يتحرك ويسيطر، إنه قيادي، قضى على عمه، قضى على هذا وعلى ذاك، هذا الفتى لا يلعب".
وقالت الصحيفتان إن إشادة ترامب بالرئيس الكوري تأتي بعد أيام من إعلان بيونغ يانغ إجراء تجربة ناجحة على قنبلة هيدروجينية، وإنها ليست الإشادة الأولى بعدو لأميركا، فقد تقبل من قبل إشادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين به بإشادة مماثلة له ببوتين حين قال "إنه لشرف عظيم أن يمدحني شخص على مستوى عال من الاحترام داخل بلاده وخارجها"
======================
هآرتس :فلاديمير بوتين ـ بطل إسرائيل
صحف عبرية
JANUARY 11, 2016
حسب الاستطلاع الذي أجري في اوساط زوار موقع «واللاه» فان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو رجل العام في العالم لعام 2015. للوهلة الاولى، اختيار الاسرائيليين هذا يثير الاستغراب. حتى لو كانت روسيا بوتين مثل الاتحاد السوفييتي سابقا لم ترفع اصبعها من اجل الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، موقفها الرسمي والمعلن في الموضوع الفلسطيني لم يتغير منذ سنوات وهو: اقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 هو الحل العادل والوحيد للصراع الاسرائيلي الفلسطيني. هذا خلافا لموقف اغلبية اليهود الاسرائيليين الذين يقفون من وراء حكومة المستوطنين الحالية.
سياسة روسيا الشرق اوسطية تؤيد بشكل علني الخط الشيعي بما في ذلك «الشيطان الإيراني»، حيث أن الحرب الوهمية معها قد لعبت دورا في تعزيز سلطة التخويف لنتنياهو. واذا لم يكن هذا كافيا، انطلاقا من كون اسرائيل حليفة استراتيجية قديمة للولايات المتحدة -العدو الاكبر للدولة الروسية ـ فان روسيا تستمر في التعامل معها بقدر كبير من الاشتباه.
رغم ذلك وبنظرة عميقة، يمكن رؤية عدة مميزات في سياسة روسيا بقيادة بوتين، التي من شأنها اثارة التضامن والتأييد من قبل كثير من الاسرائيليين. أولا، منذ أخلّت وبشكل فظ بالقانون الدولي حينما سيطرت على دولة جارة (ضم شبه جزيرة القرم التي كانت تابعة من قبل لاوكرانيا)، فان المزيد والمزيد من مواطني اسرائيل المحتلة، يشعرون بالمصير المشترك بين دولتهم وبين الفيدرالية الروسية.
صحيح أنه بسبب مكانة اسرائيل في المجتمع الدولي كدولة ناجين من الكارثة فليس من المتوقع أن تعاقب قريبا حتى بأقل العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا في اعقاب ازمة اوكرانيا.مع ذلك فان من يحاولون تبييض صورة الاحتلال بدأوا بالخوف من أن الحصانة أمام القانون الدولي التي اشترتها اسرائيل لنفسها عن طريق اوشفيتس، لن تصمد إلى الأبد. وعندها إذا نجح «اللاساميون» الذين يؤيدون الفلسطينيين في اقناع المجتمع الدولي أن الاحتلال الاسرائيلي هو اجحاف يستحق الرد الشديد بواسطة المقاطعة والعقوبات، تماما مثلما هو سلوك روسيا بوتين ـ طريقة صمود بوتين الناجحة في وجه العقوبات الدولية ستكون مثالا يحتذى ومصدرا للتشجيع من محامي الاحتلال عندنا.
ثانيا، مثل نتنياهو فان بوتين يفهم أن ورقة «مقاومة اللاسامية» قد تشكل تذكرة دخول إلى نادي الدول المتنورة ايضا لمن يُخل بمنهجية بالقانون الدولي. وبذلك فان اعتداءاته في اوكرانيا يصفها الرئيس الروسي كادارة الظهر للقومية المتطرفة اللاسامية، ويعتبر كل من يعارض الامبريالية الروسية كمن تعاون مع النازيين في الحرب العالمية الثانية.
الشائعات حول الحرب التي تديرها روسيا ضد الورثة الروحانيين لبوغدان حملنتسكي، سيمون باتليورا وستيفان بندارا، تُسخن بدون شك قلب الكثير من اليهود الاسرائيليين.
في الوقت الذي لا خلاف فيه على أن المذابح التي تمت ضد اليهود في اعقاب الثورة البلشفية والتعاون البارز للشرطة الاوكرانية من اجل القضاء على اليهود في الكارثة، هي مراحل مؤلمة في تاريخ الشعب اليهودي وفصول مخزية في تاريخ الشعب الاوكراني ـ الكثير من الاسرائيليين يفهمون أن قصة الصراع القومي الاوكراني الحالية ضد مطامح الانتشار الروسي ـ هذا الصراع يشارك فيه ايضا المواطنون اليهود في اوكرانيا ـ يختلف تماما عما تُحدثنا به الديماغوجيا «اللافاشية» لبوتين.
ثالثا، حتى لو أننا لم ننكر أنه قياسا مع ايام الحكم العسكري، فان اسرائيل اليوم تتميز بالانفتاح في عدد من المجالات، لكن شعور الاشتباه بالديمقراطية في اوساط الاسرائيليين في دولة نتنياهو يقترب أكثر فأكثر في قوته وحجمه من ظواهر الخوف من «الفوضى الديمقراطية» التي تميز جموع المواطنين في دولة بوتين.
في الدولة التي تعتقل الفنانة نتالي كوهين فاكسبرغ بسبب الحاق الضرر برموز القومية، ووضع اشارات على ممثلي منظمات المعارضة، ليس غريبا أن المزيد والمزيد من المواطنين الذين يتضامنون مع حكومتهم المنتخبة ينظرون بنوع من التأييد لرئيس دولة تقوم بسجن فنانات فرقة للروك وتجد طرق فعالة أكثر من اييلت شكيد لاسكات من ينتقدون السلطة.
تضامن الحركة الصهيونية ودولة اسرائيل مع الثقافة الروسية وتقاليدها له تاريخ طويل. ففي الماضي البعيد عندما كانت حركة الكيبوتسات في ذروة قوتها تم اعتبار الاتحاد السوفييتي من قبل اوساط في اليسار الاسرائيلي مثل برج للمساواة والاخوة بين الشعوب.
صحيح أنه لا يجب التباكي على تلك الايام. ففي الواقع الاسرائيلي وكذلك السوفييتي تم تشويه القيم. لكن على الأقل كان الحديث في حينه عن مباديء سامية بحد ذاتها ترضع من المباديء الانسانية المتنورة. في المقابل، القيم والمصطلحات التي تجذب الكثير من الاسرائيليين في روسيا اليوم، يمكن تلخيصها بالقومية المتطرفة واستخدام القوة واحتقار الديمقراطية.
دمتري شومسكي
هآرتس 11/1/2016
صحف عبرية
======================
واشنطن بوست :أميركا وتوترات الشرق الأوسط
جاكسون ديل
الاتحاد
أثار إعدام السعودية لرجل الدين الشيعي «نمر النمر» ردود فعل قوية عبر الشرق الأوسط الأسبوع الماضي؛ ولكن ما كان أقل لفتاً للانتباه– وربما أقل قابلية للاغتفار- هو ردود الفعل الحزبية الضيقة والطائفية تقريباً التي أثارها في واشنطن. فـ«الجمهوريون»، وفي مقدمتهم المرشحون الرئاسيون، سارعوا إلى تفهم أو الدفاع عن إعدام السعودية لرجل الدين الشيعي حيث قال السيناتور ماركو روبيو: «إن رد الفعل الأميركي ينبغي أن يكون هو الوقوف إلى جانب حلفائنا».
وفي الأثناء، كانت إدارة أوباما تميل نحو إيران، التي نددت بإعدام رجل الدين الشيعي بشدة وسمحت لمحتجين ونشطاء بالهجوم على السفارة السعودية في طهران؛ حيث تحاشت وزارة الخارجية الأميركية تحميل نظام آية الله علي خامنئي مسؤولية أعمال العنف، وتبنت موقفاً محايداً إزاء الخلاف بين البلدين– وهو ما يُعتبر موقفاً استثنائياً بالنظر إلى عقود من التحالف الأميركية مع السعودية ومشاعر العداء مع إيران.
ثم سرعان ما تبين أن أولى أولويات البيت الأبيض هي تجنب أي كلمات أو أعمال من شأنها عرقلة التطبيق الحالي للاتفاق النووي مع إيران، على غرار تراجعها في اللحظات الأخيرة يوم الثلاثين من ديسمبر عن فرض عقوبات على طهران بسبب عمليات إطلاق صاروخي شكّلت خرقاً لقرار مجلس الأمن الدولي، ووعد بالتخلي عن قيود جديدة من قبل الكونجرس على التأشيرات بالنسبة للأجانب الذين يزورون إيران.
وباختصار، يمكن القول إنه إذا كان «الجمهوريون يميلون للسعودية»، مثلما كتب «بيتر بينارت» في مجلة «ذي أتلانتيك»، فإن أوباما وفريقه للسياسية الخارجية «مالوا نحو طهران»، مثلما كتب جوش روجن وإيلاي لايك في «بلومبيرج». ولكن كلا الموقفين ينمان عن ضيق أفق في الحقيقة.
والواقع أن إدارة أوباما لم تتخل عن السعودية في الحقيقة؛ ذلك أنها ما انفكت تغدق عليها أسلحة جديدة منذ اتفاقها مع إيران. ولكن «الجمهوريين» محقون على الأرجح حين يجادلون بأن مصالحة أوباما غير المسؤولة مع إيران هي التي تدفع السعودية للصرامة والتشدد، مما يؤجج النزاع الطائفي ويفاقمه.
ويمكن القول إن التراجع الأميركي المحرج عن فرض عقوبات صاروخية كان مضراً بشكل خاص. ففي البداية، اتهمت الإدارة الأميركية طهران بخرق قرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بالاتفاق النووي من خلال إجرائها اختبارات لصواريخ طويلة المدى، ولكنها بعد ذلك عمدت لسحب مجموعة من العقوبات المالية الخفيفة نسبياً على الشركات والأفراد بعد ساعات على إشعار الكونجرس بذلك. وقد وصف المسؤولون الأميركيون التأخير بـ«التقني»، ولكن رغم مرور 11 يوماً لم يصدر القرار بعد. وبالتالي، فإن الرسالة التي يبعث بها كل ذلك، وبغض النظر عن صحتها، هو أن واشنطن تفتقر للإرادة لمعاقبة إيران بسبب انتهاكات واضحة.
إن الغائب في خطاب «الجمهوريين» وسياسات أوباما هو إدراك للمصالح الأميركية الجوهرية وطويلة المدى في الشرق الأوسط، أو كيف يمكن حماية تلك المصالح والدفاع عنها وسط الاضطرابات الطائفية. وتبعاً لذلك، على الأميركيين أن يتساءلوا حول ما ينبغي تغييره في المنطقة حتى يتسنى استقرارها وتحديثها- وحول القوى التي يمكن أن تساهم في الدفع بذلك.
وإذا كان يراد لإراقة الدماء أن تتوقف، فيجب أن تحصل الأقليات– سواء السنة أو الشيعة، المسيحيين أو الأكراد– على حقوقها الأساسية. وهذا يعني دعم أنصار الإصلاح السلمي ومطالبة حكوماتهم بالتجاوب مع مطالبهم قبل أن يحصلوا على مزيد من الأسلحة الأميركية. ويعني التخلي عن الموقف غير الأخلاقي وغير العملي المتمثل في أن إعادة تشكيل العراق وسوريا أهم وينبغي أن تقدَّم على السماح بوطن للأكراد. ويعني كذلك إزالة نظام بشار الأسد الخبيث الذي تُعتبر جرائمه ضد الإنسانية مسؤولةً عن كثير من الفوضى التي تعم المنطقة حالياً.
وعلى غرار الأكراد، فإن الليبراليين العلمانيين في المنطقة يُعتبرون حلفاء طبيعيين للولايات المتحدة– وخاصة في مصر وتونس والأردن والمغرب- غير أن إدارة أوباما وخصومها «الجمهوريين» كثيراً ما يتجاهلونهم، بينما يقومون بدعم واحتضان زعماء مستبدين يسجنونهم ويقتلونهم. والحال أن الاضطرابات الأخيرة في المنطقة كشفت عن شرق أوسط في حاجة ماسة لقوة خارجية مساعدة تساهم في إعادة الهدوء والاستقرار. ولكن رد الفعل في واشنطن يشير إلى المساعدة الأميركية ليست قريبة!
محلل سياسي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
======================
بيير كونيسا* – (لوموند ديبلوماتيك) كانون الأول (ديسمبر) 2015 :ما يجري في الشرق الأوسط.. أهو حربنا -نحن الغربيين- حقا؟
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
الغد
ليست هناك حرب واحدة تجري الآن: الغرب ضد "داعش" -ليس حتى بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة في باريس. ثمة طبقات من الأزمات في الشرق الأوسط، وكلها مرتبطة بالتدخل الدولي، والتي تتفاقم أسوأها وأكثرها صعوبة بالانقسام السني-الشيعي.
أسست الثورة الإيرانية في العام 1979 أول نظام إسلامي رسمي. لكن كونه نظاماً شيعياً حصرياً جعله يعيد إحياء ذكريات الصراع القديم بين السنة والشيعة. ولدى وصوله إلى السلطة، طالب آية الله روح الله الخميني بأن تدار المواقع الإسلامية المقدسة في مكة والمدينة بشكل جماعي. ونُظر إلى هذا الطلب في المملكة العربية السعودية على أنه تحدٍ لا يطاق ولا يمكن التسامح معه. (كان جهادي سني شاب، هو خالد كلكال، الذي شارك في تفجيرات في فرنسا في العام 1995، قد قال إنه يعتقد أن "اليهود هم الذين اخترعوا الشيعية من أجل تقسيم الإسلام"). وليست ممارسة العنف ضد الشيعة من وهابيي السعودية شيئاً جديداً: في العام 1802، أفضى نهب كربلاء (الآن في العراق) إلى تدمير المزارات والأضرحة الشيعية، بما في ذلك ضريح حفيد النبي، الحسين، وقتل العديد من سكان المدينة.
هذه الحرب الدينية تمزق الآن كلاً من أفغانستان، والعراق، وسورية، وباكستان، ولبنان، واليمن والبحرين. كما تطفو على السطح بشكل متقطع في الكويت والسعودية. والشيعية محظورة رسمياً في ماليزيا. وفي جميع أنحاء العالم، تقوم التفجيرات العشوائية، وبعضها خلال مواسم الحج، بقتل مسلمين بمقدار عشرة أضعاف غير المسلمين؛ والبلدان الأكثر تأثراً هي أفغانستان والعراق وباكستان. واليوم، تغطي الأمة (مجتمع المؤمنين)، التي يزعم الجهاديون السلفيون بأنهم يدافعون عنها، منطقة جغرافية هائلة تتميز بالعديد من الاشتباكات والصدامات الطائفية. وفي هذا الوضع، من السهل رؤية السبب في أن السعودية كانت أسرع كثيراً إلى استخدام الطائرات والقوات البرية لمحاربة الحوثيين في اليمن –الذين تصنفهم على أنهم شيعة- من أن تهب لمساعدة النظام الموالي للشيعة في بغداد. ومن الصعب رؤية السبب في انحياز الغرب إلى أحد الأطراف، وكيف يتمكن من إضفاء الشرعية على قيامه بذلك.
الأكراد أيضاً يخوضون حرباً من أجل السيطرة على مصيرهم، وخاصة في تركيا. وقد بدأ الصراع وسط أنقاض الإمبراطورية العثمانية مع إبرام معاهدة 1923 في لوزان، والتي قسمت كردستان بين تركيا وسورية والعراق وإيران. وبعد ذلك، قام مصطفى كمال أتاتورك بسحق الثورات في كردستان التركية في الأعوام بين 1925 و1939. ومنذ الستينيات، تسببت كل الانتفاضات الكردية في تركيا والعراق وإيران بالكثير من إراقة الدماء، وهو ما كان المجتمع الدولي غير مبال إزاءه. ومنذ العام 1984، حصد هذا الصراع أرواح أكثر من 40.000 شخص في تركيا، حيث تم تدمير 3.000 قرية تركية. وتقدر الأضرار المادية الناجمة عن ذلك الصراع بنحو 84 مليار دولار.
لا ينبغي أن يستغرب أحد سماح تركيا للجهاديين المستقبليين بالسفر بحرية عبر أراضيها وحدودها للانضمام إلى القوى الرئيسية التي يريدونها –جبهة النصرة، وما تدعى الدولة الإسلامية- لأنهما تقاتلان الأكراد في العراق وسورية، ولدى الأكراد السوريين روابط وثيقة بالأكراد في تركيا. وتعتبر الحكومة التركية أن الخطر الرئيسي الذي يتهددها هو حزب العمال الكردستاني، الذي يصنفه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كمنظمة إرهابية، وبذلك لا يستطيع تلقي أي مساعدات عسكرية غربية. وباعتبارها عضو حلف شمال الأطلسي الوحيد في المنطقة، الذي يمتلك قدرة تغيير الوضع العسكري على الأرض، فقد انتهى المطاف بتركيا وقد انضمت أخيراً إلى التحالف المعادي لمجموعة "الدولة الإسلامية". لكن مواردها ما تزال مركزة على الاشتباكات المتجددة مع حزب العمال الكردستاني، وهي لا توافق على استقلال الأكراد العراقيين والسوريين بحكم الأمر الواقع.
ثمة صراع ثالث قسم الإسلاميين المتنافسين منذ حرب الخليج في العامين 1990-91، وخاصة منذ الانتفاضات العربية في العام 2011. ولعل الخصومة الأكثر شهرة فيه هي تلك القائمة بين جماعة الإخوان المسلمين (المدعومة من قطر) والسلفيين (المدعومين من السعودية) في مصر وليبيا وتونس. وهناك خصومة أكثر حداثة أيضاً بين تنظيم القاعدة وفروعه، وبين أتباع أبو بكر البغدادي، زعيم "الدولة الإسلامية". وفي الأشهر الأولى من العام 2014، تمكنت "الدولة الإسلامية" من التغلب على "جبهة النصرة"، التابعة لتنظيم القاعدة في سورية، ومات 6.000 شخص في ذلك الصراع. وأدى إعلان مجموعة "الدولة الإسلامية" عن إقامة خلافة إلى جعل الكثيرين يتقاطرون إليها، حيث يجتذب التنظيم الآن مقاتلين من مائة بلد. وبتسمية البغدادي باعتباره عدوه الرئيسي، عمل الغرب بقوة على توجيه المجاهدين المستقبليين في اتجاه "الخليفة" ومنظمته بالتحديد.
وأخيراً، يقاتل الرئيس السوري بشار الأسد العديد من الخصوم في حرب قتلت أكثر من 250.000، وصنعت الملايين من اللاجئين.
ظلال الحقبة الاستعمارية
تبدو المعركة التي يشنها الغرب أشبه بحلقة جديدة من حرب أقدم بكثير، والتي تحاول تبرير نفسها تاريخياً بطريقة لا يمكن أن يتسامح معها سكان المنطقة. ويعود الصراع وراءً إلى اتفاقية سايكس-بيكو، التي قسمت منطقة الشرق الأوسط بين فرنسا وبريطانيا بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية. كما يتصل الصراع بسياسات ونستون تشرشل، الذي كان قد تسبب، كوزير الدولة البريطاني للحرب، في تدمير القرى الكردية (وقصفها بغاز الخردل)، ومقتل ثلثي سكان السليمانية الأكراد، وقمع العراقيين الشيعة بعنف في السنوات بين 1921 و1925. كما تستدعي المعركة الراهنة ذكريات الصراع الإيراني العراقي من 1980 إلى 88، الذي دعم فيه الغرب والاتحاد السوفياتي الطرف المهاجم، العراق، وفرضوا حظراً على الضحية، إيران. وقد أصبح باراك أوباما الآن رابع رئيس أميركي يأمر بتوجيه ضربات جوية في العراق، الجريح سلفاً بفعل ثلاثة وعشرين عاماً من الضربات العسكرية الغربية. وبعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة بين العامين 2003 و2011، مات في العراق أكثر من 120.000 مدني. وفي العام 2006، أحالت مجلة "لانسيت" الطبية ما قدرته بنحو 655.000 وفاة إلى الحرب، حيث تسبب الحظر الدولي بنحو 500.000 وفاة في العراق في الأعوام بين 1991 و2002. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت لمحطة (سي. بي. أس) في العام 1996 إن ذلك الحظر كان "يستحق تطبيقه".
وإذن، هل يتدخل الغرب ضد مجموعة "الدولة الإسلامية" من أجل الدفاع عن المبادئ الإنسانية؟ يبدو هذا موضع شك، بالنظر إلى أن كلاً من قطر والإمارات العربية المتحدة والسعودية، وكلها جزء من التحالف، تعاقب المجرمين بقطع الرأس، والرجم وبتر الأطراف. هل هو للدفاع عن حرية الدين؟ لا أحد يجرؤ على طلب ذلك من العربية السعودية، التي دانت محكمة استئنافها مؤخراً شاعراً فلسطينياً بالإعدام بتهمة الردة. هل هو للحيلولة دون وقوع المجازر؟ لن يصدق الرأي العام العربي ذلك بعد أن قتلت الغارات الجوية الإسرائيلية 1.900 شخص في غزة مع القليل من رد الفعل من الغرب، بينما أفضى قطع رؤوس ثلاثة غربيين إلى جعل الغرب يقرر شن حملة جوية على شمال العراق. وقد علق موقع سلفي على هذا بالقول: "1000 ماتوا في غزة، ولم يفعلوا شيئاً؛ وثلاثة غربيين تقطع حناجرهم، فيرسلون الجيش".
هل هو النفط؟ معظم كربوهيدرات المنطقة تذهب الآن إلى الدول الآسيوية، التي ليس منها أي واحدة في التحالف. وإذا كان الهدف هو وقف تدفق اللاجئين، فإنه لا يمكن أن يكون من الصواب أن لا تقبل دول الخليج فائقة الغنى أياً منهم. هل هو لحماية حقوق الإنسان عن طريق الدفاع عن العربية السعودية؟ قام نظام الرياض مؤخراً بالحكم على نمر النمر، أحد المحتجين الشباب الشيعية، بقطع رأسه وصلبه، والذي يتم بعده عرض جثته على الجمهور حتى تتعفن.
بل إن التناقضات العسكرية أكثر وضوحاً أيضاً. فحتى الآن، كانت الطائرات الحربية الغربية فقط هي التي قصفت "داعش". وقد نشرت الولايات المتحدة نحو 400 طائرة، وفرنسا نحو 40 كجزء من عملية الشمال، بما في ذلك حاملة طائراتها "تشارل ديغول". ولدى العربية السعودية نحو 400 طائرة قتالية، لكن 15 منها أو نحو ذلك فقط هي التي تشارك في العراق، وهو نفس عدد الطائرات المشاركة من هولندا والدنمارك مجتمعتين. وفي اليمن، تشارك نحو 100 طائرة سعودية في الضربات الجوية التي يشنها تحالف مكون من 10 دول سنية تقودها السعودية ضد الحوثيين (الشيعة). ولا شك أن مشاركة عشر دول ضد الشيعة في اليمن، وخمس دول فقط ضد "الدولة الإسلامية" هي خلل غريب في التوازن. وقد حشدت السعودية جميع قواتها ضد الحوثيين، بدلاً من حشدها ضد مجموعة "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" (التي ادعى شريف كواشي، العقل المدبر للهجوم على مجلة شارلي إيبدو في باريس، أنه عضو فيها). وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السابق ديفيد بترايوس، قد وصف مجموعة القاعدة في شبه الجزيرة العربية بأنها أخطر تابعات القاعدة؛ وقد استولت هذه المجموعة على عدن، ثاني كبريات المدن اليمنية.
أهداف استراتيجية
حتى الآن، حققت مجموعة "الدولة الإسلامية" ثلاثة أهداف استراتيجية. أولاً، إنها تبدو المدافع الرئيسي عن السنة المضطهدين في سورية والعراق؛ وبينما يتكون 90 % من ضحاياها من المسلمين، فإنها تزعم أن ضحايا تفجيراتها في أفغانستان والعراق وسورية وباكستان هم بشكل أساسي من الشيعة، يليهم "المسلمون السيئون" (الصوفيون بشكل أساسي)، ثم ممثلو الأنظمة العربية، وأخيراً أعضاء الأقليات الدينية والغربيون.
ثانياً، تمكنت مجموعة "الدولة الإسلامية" من نزع الشرعية عن تنظيم القاعدة وفرعه المحلي في سورية "جبهة النصرة". وكان أيمن الظواهري، خليفة أسامة بن لادن، قد طالب أبو بكر البغدادي بأن يضع نفسه تحت قيادته، في عرَض للعجز المطلق. ويشير عدد المنشقين عن الجماعات الجهادية في 13 بلداً إلى الدينامية الجديدة التي خلقتها مجموعة "الدولة الإسلامية".
ثالثاً، استطاعت "الدولة الإسلامية" أن تصبح العدو رقم واحد للغرب، الذي شن حملة يقدمها دعائيو الجهاديين بسهولة على أنها حملة صليبية. وتضم عملية العزم المتأصل التي تقودها الولايات المتحدة 12 دولة من أعضاء حلف الناتو -بالإضافة إلى أستراليا، وسوف يزيد التحالف المتجدد مع روسيا أيضاً من طابع "الجبهة المسيحية" للحلفاء، والتي كانت دعاية الإنترنت سريعة إلى استغلالها. ووفقاً لالتماس على الإنترنت وقعه 53 رجل دين سعوديا، فإن الضربات الجوية الروسية قد ركزت بشكل رئيسي على استهداف "المقاتلين في الحرب المقدسة في سورية... الذين يدافعون عن الأمة الإسلامية ككل". وإذا ما هُزم هؤلاء المقاتلون، فإن "دول الإسلام السني سوف تسقط جميعها، واحدة تلو الأخرى".
تأسست الاستراتيجية العسكرية المضادة للمملكة العربية السعودية بشكل لا لبس فيه على النضال ضد الشيعة. ومثل الأعضاء الآخرين في مجلس التعاون الخليجي، فإنها لا تستطيع أن تضع مجموعة "الدولة الإسلامية" باعتبارها التهديد الرئيسي من دون المخاطرة بمواجهة معارضة شعبية في الوطن. وقد هدف التدخل العسكري السعودي في البحرين في العام 2012 إلى سحق حركة الاحتجاج الجمهوري الشيعية بشكل رئيسي، والتي كانت تهدد النظام الملكي السني لآل خليفة. وفي اليمن، تهدف عملية عاصفة الحزم التي انطلقت في شهر آذار (مارس) إلى إعادة تنصيب الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي أطاحت به الثورة الحوثية. ولا تبدو العربية السعودية على وشك استخدام قوات برية ضد "الدولة الإسلامية" عندما تكون قد نشرت نحو 150.000 جندي على الحدود مع اليمن.
يجب أن يكون هدف "الدولة الإسلامية" القادم هو تأسيس شرعية دينية لـ"خليفتها"، الذي أعطى لنفسه الاسم الكبير، إبراهيم "أمير المؤمنين"، (وهو لقب من الحقبة العباسية)، وأبو بكر (على اسم الخليفة الأول)، والبغدادي الحسيني القرشي (على اسم قبيلة النبي). ويضع ذلك "الدولة الإسلامية" في تنافس مباشر مع القوة الأخرى التي تدعي قيادة الأمة وتمثيل الإسلام –العربية السعودية- ومن المرجح أن "الخليفة" سوف يضع ذلك البلد نصب عينيه بمجرد الاستيلاء على المناطق الشيعية.
المزيد من اللاجئين، مع ذلك ماذا ستكون التداعيات على أوروبا؟ بعد الأفغان والعراقيين والسوريين، سوف تشهد أوروبا قريباً وصول اللاجئين اليمنيين. وفي اليمن عدد سكان أكبر من سورية، ولا يستطيع مواطنوه الهرب إلى الدول المجاورة التي هي كلها أعضاء في التحالف الذي يقصفه. ومنذ العام 2004، صنعت الحرب في اليمن نحو 340.000 من المشردين داخلياً، 15 % منهم يعيشون في المخيمات، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. كما يستضيف اليمن أيضاً نحو 246.000 لاجئ من بلدان أخرى، 95 % منهم من الصوماليين. ولم تقبل دول مجلس التعاون الخليجي باللاجئين السوريين من قبل، ومن غير المحتمل أن تقبل باليمنيين، الذين سيكون خيارهم الوحيد المتبقي هو الهرب إلى أوروبا.
من الأسهل فهم السبب في أن التحالف يشن حرباً من دون أهداف استراتيجية واضحة. إن كلاً من الحلفاء يقاتل عضواً آخر في التحالف. وتشبه التدخلات في العراق وسورية ومالي وأفغانستان أمر معالجة سرطان منتشر –السرطان السلفي الذي تأسس في دول الخليج، التي تحميها القوى الغربية. فهل يمكن تدمير "الدولة الإسلامية" الآن من دون تقوية الحركات الجهادية الأخرى، ونظام الأسد أو إيران؟ سوف تكون الحرب طويلة، ويستحيل كسبها، لأنه ليس هناك أي حليف إقليمي سيكون مستعداً لتقديم قوات برية ويخاطر بمصالحه الخاصة.
لقد فشلت الاستراتيجية الغربية القائمة على الضربات الجوية وتدريب المقاتلين المحليين في سورية والعراق، كما كانت قد فعلت في أفغانستان. ويبين ذلك الطابع خارجي المنشأ للأهداف الأميركية والأوروبية في الأزمات الداخلية للعالم العربي الإسلامي. وكلما زاد تورط الجيش، زادت مخاطر الإرهاب، قبل حدوث مواجهة مدمرة لا مفر منها بين "الدولة الإسلامية" والسعودية. فهل هذه حربنا حقاً؟
 
*محاضر رفيع في معهد العلوم السياسية في باريس، ومسؤول سابق في وزارة الدفاع الفرنسية ومؤلف كتاب "ما هي سياسة مناهضة التطرف في فرنسا"؟
*نشر هذا المقال تحت عنوان: Is this really our conflict?
======================
أتلانتك مونثلي: ماذا لو خسر بوتين الحرب في سوريا؟
لندن - عربي21 - باسل درويش# الإثنين، 11 يناير 2016 08:33 م 0156
ماذا سيحدث لو خسر بوتين الحرب في سوريا؟ سؤال طرحه الكاتب دومينك تيريني في مجلة "ذا أتلانتك مونثلي"، وناقش فيه قائلا: "نشرت روسيا في أيلول/ سبتمبر مقاتلات في سوريا لإنقاذ النظام المريض لبشار الأسد. وهدف فلاديمير بوتين إلى حماية ما تبقى من حلفاء موسكو، وتحقيق نفوذ في المفاوضات السياسية حول إنهاء الحرب الأهلية السورية. وصور الإعلام الروسي العملية بأنها محاولة بطولية لإنقاذ العالم المتحضر من الإرهاب الإسلامي".
ويضيف تيريني أنه ينظر إلى بوتين، خاصة في الولايات المتحدة، على أنه يخوض في مستنقع، بحسب مجلة "إيكونوميست"، التي قالت: "لو وافق المراقبون للوضع في سوريا على شيء، فهم متفقون على فشل الحملة الروسية التي ساعدت قوات الأسد على تحقيق بعض التقدم الثانوي، وستشجع في هذه الحالة روسيا للتخلي عن حرب الوكالة، وسيكون ذلك بالتالي دفعة قوية للعملية السلمية التي تدعمها الأمم المتحدة ومحادثات السلام، التي يرعاها وزير الخارجية جون كيري، والتي تهدف إلى استبدال الأسد بحكومة انتقالية العام المقبل".
ويتساءل الكاتب قائلا: "السؤال هنا، هل ستكون خسارة بوتين خبرا جيدا؟ ففي الوقت الذي يمكن أن ترضي فيه الأفعال التافهة لبوتين في سوريا رغبة المراقبين لسوريا، فإن هزيمته هناك لن تحقق السلام".
ويجد تيريني أنه "من السهل بالتأكيد رؤية أن التدخل الروسي في تراجع، وفي الأسابيع القليلة الماضية حقق النظام بعض التقدم حول مدينة حلب، ولكن الوضع الاستراتيجي لدمشق لا يزال بشكل عام غير ثابت. ففي العام الماضي تكبد النظام السوري خسائر فادحة، واعترف رئيس النظام السوري بشار الأسد وبشكل علني بحالة (إجهاد) أو (قلة المصادر) المتوفرة لدى الجيش، الذي انسحب من مواقع لا يمكن الدفاع عنها، للدفاع عن مواقع مهمة لا تزال ضمن ما تبقى من الدولة السورية، التي لا تمثل سوى نسبة واحد من ستة. ومن هنا فإن المقاتلات الروسية لا تكفي لتحقيق النصر، وهناك حاجة إلى عشرات الآلاف من القوات للسيطرة من جديد على الرقة وحلب".
ويشير الكاتب إلى أن "روسيا في وضع خطير دوليا، وهي معزولة، ويعاني اقتصادها من اضطرابات، ولهذا فقد غمر بوتين نفسه في المجهول. والمشكلة الأخرى هي أن موسكو لا تمتلك خبرة في تنسيق العمليات العسكرية مع سوريا وإيران وحزب الله، فهذه أول عملية عسكرية روسية في الخارج منذ نهاية الحرب الباردة، كما أن بوتين وضع آماله كلها على ديكتاتور عاجز، فالتعذيب الذي مارسه الأسد والبراميل المتفجرة كانا وراء الجحيم في سوريا، بالإضافة إلى أنه يخوض حربا بالوكالة مع رعاة المعارضة في سوريا، مثل تركيا ودول الخليج، التي قد تقوم بتعزيز الدعم العسكري لحلفائها في سوريا وتزويدهم بالصواريخ المضادة للدبابات. فالحرب الأفغانية في الثمانينيات من القرن الماضي انتهت عندما زودت (سي آي إيه) المجاهدين بصواريخ (ستنغر)".
ويقول تيريني في تقريره، الذي ترجمته "عربي21": "من أجل الحصول على شعور لما ينتظر بوتين، أنظر إلى تجربة إيران في سوريا، فعندما اختارت طهران تقديم المساعدة للأسد، فهي لم تتوقع تحول سوريا إلى المجرى الذي سيجرف معه مئات الضباط الإيرانيين ومليارات الدولارات، أو أنظر إلى وكيل إيران في لبنان حزب الله، الذي زحف نحو الحدود لإنقاذ الأسد، وخسر لاحقا ما بين 1200 إلى1700 مقاتل".
ويضيف الكاتب: "بعبارات أخرى، فقد تفشل حرب بوتين، وإن حدث هذا، فهل سيقدم تنازلات ويتخلى عن حليفه؟ ولو فكر الرئيس الروسي بطريقة منطقية فإنه سيقلل من خسائره، فعندما قمت بالبحث حول الكارثة العسكرية، وأعددت كتابي (الطريق الصحيح لخسارة الحرب) دهشت للفقر الذي تظهره الحكومات في إدارة الحروب، فمن حرب الولايات المتحدة في فيتنام إلى الاتحاد السوفييتي السابق في أفغانستان، رد القادة في العادة على الهزائم والقرارات الكارثية بقرارات عمقت من بؤسهم. وبدلا من البحث عن طرق صحيحة لإخراجهم من معضلتهم، فهم يعبرون عن غضب لمن يموتون في ضوء النهار".
ويتابع تيريني قائلا: "إن جزءا من المشكلة هو ما يطلق عليه المحللون النفسيون "الخوف من الخسارة"؛ لأن هذا يؤذي مرتين، كما أنه يشعرك بالفوز وبالفرح، سواء في لعبة تنس أو في الحرب. ففكرة التقبل بهزيمة صغيرة أمر لا يمكن التسامح معه، وهو ما يغري الناس في العادة بالمخاطرة بهزائم من أجل انتصار صغير، فالمقامر الذي يخسر عشرين دولارا في كازينو لا يخرج منه، بل يزيد من مقامرته، وفي المقام ذاته، فإن الرئيس الذي يخسر ألف جندي في حرب فيتنام، لا ينهي الحرب، بل يرسل نصف مليون أمريكي إلى المستنقع".
ويعلق الكاتب قائلا: "من الصعب في هذه الحالة أن يتقبل بوتين الهزيمة، فقد بنى صورة لنفسه بأنه أب للروس، يقوم بإعادة صورة البلاد كونها قوة عالمية. وفي حالة انهار نظام الأسد، فلن يخسر الروس سوى المنشأة الوحيدة خارج أراضي روسيا الاتحادية، أي قاعدة طرطوس. وعليه، فلو انهارت جهود الحرب، فربما حاول بوتين إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الحطام، ونقل الحرب إلى مرحلة خطيرة. وقد يقوم بتكثيف الغارات الجوية الروسية، أو نشر قوات (رجال خضر)، كما يطلق على الجنود الروس، الذين يقاتلون بطريقة غير رسمية في شرق أوكرانيا. وعندما يبدأ الجنود الروس بالموت في سوريا، فعندها ستتوقف الرهانات كلها".
ويلفت تيريني إلى أن "بوتين رد بشكل متكرر على خسارة محتملة لوكيل له باستخدام القوة العسكرية، ففي عام 2008، تدخل الجيش الروسي في جورجيا لمعاقبة الرئيس المؤيد للغرب ميخائيل سكاشفيلي، ودعم استقلال مناطق أبخازيا وجنوب أوسيتيا. وبعد ستة أعوام في عام 2014، دعم بوتين المقاتلين الأوكرانيين، وضم القرم بعد الإطاحة بالرئيس المؤيد لبوتين فيكتور يانوكوفيتش، وفي عام 2015، تدخل لحماية الأسد. وعبر بوتين عن استعداده للتصعيد، حيث قال إن بلاده لم (تستخدم بعد كل ما لديها من قدرات) في سوريا، وأضاف: (لدينا أشياء أخرى، وسنستخدمها إن دعت الضرورة)".
ويتساءل الكاتب قائلا: "فما هو الحل؟ فلو هزم الروس، فهل سيؤدي هذا إلى تصعيد خطير؟ وهذا لا يعني أننا نفضل انتصارا روسيا. وبعد هذا كله فلو حصل على موقع المنتصر، فما هو الداعي للتفاوض لتسوية تعترف بمصالح الجماعات السورية كلها؟ وعليه، فإن الفرصة المثلى هي وضع يعترف فيه بوتين بأن النصر الحاسم غير ممكن، ويمكنه حفظ ماء وجهه بتقديم النتيجة على أنها نجاح. وبعبارة أخرى، يريد قصة كي يحكيها للروس عن النتائج الإيجابية للمهمة، ويجب أن تكون القصة صحيحة، ويجب أن تحتوي على عناصر الصحة أو أن تكون تلك العناصر أمرا ظاهرا".
ويختم تيريني تقريره بالإشارة إلى أنه "بناء عليه، فمن أجل إخراج بوتين من سوريا يجب على الولايات المتحدة أن تتجنب موقف المتفاخر حول تعرض روسيا لهزيمة فادحة، ففي عام 1989، وبعد انهيار جدار برلين، رفض الرئيس الأمريكي جورج هيربرت بوش الإعلان عن التطور باعتباره نصرا؛ لتجنب تعقيد وضع الزعيم السوفييتي ميخائيل غورباتشوف. فما يحتاجه بوتين هو خطاب نصر، ويجب على أمريكا مساعدته على كتابته".
======================
البايس: استراتيجية أوباما بالشرق الأوسط معقدة وغير بناءة
عربي21 - منذر بن علي# الإثنين، 11 يناير 2016 11:40 م 00
نشرت صحيفة البايس الإسبانية تقريرا حول طريقة تعامل الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع الشرق الأوسط، وقالت إن الرئيس الأمريكي يعتمد سياسة معقدة وغير بناءة، أدت لتأجيج الصراع السعودي الإيراني وتعميق الأزمة السورية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته عربي21، إن "التوتر بين الرياض وطهران يصعّب مهمة أوباما في سوريا، حيث إن إيران التي دخلت في عداء مع الولايات المتحدة منذ ثورة سنة 1979، والسعودية التي أصبحت حليفا لها منذ الحرب العالمية الثانية، تمثلان شريكين مهمين في جهود إنهاء الحرب في سوريا وتجنب سباق نووي في المنطقة، ولكن رغم ذلك تصر الإدارة الأمريكية على اتخاذ مواقف غامضة، وتكتفي بالدعوة للتهدئة.
ونقلت الصحيفة عن تريتا بارسي، رئيسة مجلس العلاقات الأمريكية الإيرانية، أن "واشنطن ترى في مواقف الرياض محاولة لتسليط الضغط عليها، من أجل إجبارها على اتخاذ موقف مساند لها بدل الحياد، وثنيها عن تحسين علاقاتها مع إيران؛ ولذلك فهي ترفض الانخراط في هذه الأزمة الأخيرة".
وذكرت للصحيفة أنه خلال فترة الحرب الباردة، كانت المملكة وإيران أهم الشركاء السياسيين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ففي مقابل الحماية العسكرية، أمّن النظام السعودي إمدادات النفط لحليفه الأمريكي. أما إيران فقد لعبت دور الشرطي بالوكالة في المنطقة خلال حكم الشاه رضا بهلوي، وكانت الدولتان السنية والشيعية تحكمهما أنظمة  دكتاتورية.
وأضافت أن استراتيجية الاعتماد على هذين الشريكين انهارت في سنة 1979، بعد الثورة التي أطاحت بالشاه وجاءت بالملالي الذين اعتمدوا منذ البداية سياسة عدائية تجاه الغرب. ومنذ ذلك الوقت، تطورت العلاقة الأمريكية السعودية بشكل لافت، حيث إنه في سنة 1991 كانت أراضي المملكة هي القاعدة الرئيسية التي انطلقت منها حرب الخليج الأولى ضد قوات صدام حسين في العراق.
ثم بعد عشر سنوات، تعرضت الولايات المتحدة لهجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، حين نجح تنظيم القاعدة في إسقاط برجي مركز التجارة العالمي بواسطة طائرات مدنية. وبعد ذلك تم الكشف عن أن 15 من أصل 19 مشاركا في تلك الهجمات كانوا سعوديين، وهو ما أثار تساؤلات كثيرة حول العلاقة بين البلدين، وجلب انتقادات كبيرة للإدارة الأمريكية؛ بسبب اعتمادها المفرط على النفط السعودي.
واعتبرت الصحيفة أن العلاقات بين البلدين بلغت مستوى غير مسبوق من التدهور في عهد الرئيس أوباما، في مقابل تقارب ملحوظ مع الجانب الإيراني، كما أن التوتر بين البلدين تزايد؛ لأن المملكة لم تتفهم كيف سمح أوباما بسقوط نظام حسني مبارك في مصر خلال ثورة 25 يناير، ورحب بثورات الربيع العربي التي مثلت تهديدا لكل الأنظمة الحليفة لواشنطن في المنطقة، ويضاف إلى ذلك تغيير الولايات المتحدة لسياستها الطاقية، من خلال البدء بالتنقيب عن النفط الصخري، للحد من تبعيتها للمملكة.
كما أن إصرار أوباما على عدم التدخل في سوريا في سنة 2013 لوضع حد لمجازر نظام بشار الأسد وحلفائه من المليشيات الشيعية، دفع بالسعودية للأخذ بزمام الأمور بنفسها والتدخل عبر دعم فصائل المعارضة السورية، ردا على دعم إيران لنظام بشار الأسد.
وقالت الصحيفة إن الخلافات  بلغت قمتها مع التوصل للاتفاق النووي بين إيران والقوى الست الكبرى، في مدينة فيينا في حزيران/ يونيو 2015، ورغم أن هذا الاتفاق اعتبر نجاحا في إبطاء جهود إيران الرامية لتصنيع القنبلة النووية، في مقابل الرفع التدريجي للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، فإنه اعتبر من قبل المملكة فرصة لإيران للعودة للساحة الدولية، وتشجيعا لها على مواصلة سياساتها التوسعية والطائفية في المنطقة.
ولكن، رغم هذا التوتر فإن إدارة أوباما لم تقطع علاقاتها مع السعودية، بل إنها واصلت التعاون العسكري معها، وقد وافق الكونغرس منذ سنة 2010 على بيع عدد من الطائرات المقاتلة وطائرات الهليكوبتر، والأنظمة المضادة للصواريخ، والقنابل، والمدرعات، ومعدات عسكرية أخرى تبلغ قيمتها 90 مليار دولار.
كما كشف تقرير مؤخرا أن المخابرات الأمريكية قدمت دعما لسلاح الجو السعودي في قصفه لمواقع الحوثيين في اليمن، وهي تحتاج أيضا للشريك السعودي في مسألة أخرى شديدة الأهمية، وهي الحرب على تنظيم الدولة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الواقع الجديد في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط يمكن أن يتغير في سنة واحدة، مع وصول مرشح جمهوري للبيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث سيعمل الرئيس المقبل على الأرجح على استعادة التحالف الاستراتيجي مع السعودية، ويحاول تعطيل أو إجهاض الاتفاق النووي الإيراني.
وصرح السيناتور الأمريكي والمرشح الرئاسي، ماركو روبيو، خلال جملته الانتخابية الأسبوع الماضي؛ بأن "السعودية ليست خصما لأمريكا، والعدو الحقيقي هو إيران، ولذلك فمن غير المعقول أن يقف أوباما على الحياد أو يكتفي بدعوة الطرفين للتهدئة".
======================
لوفيغارو: شركات أمريكية متورطة بترويج دعاية تنظيم الدولة
عربي21 - وناس بن نية# الإثنين، 11 يناير 2016 09:30 م 09
نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا حول الاتهامات الموجهة لشركات أمريكية بدعم نشاطات تنظيم الدولة على شبكة الإنترنت، وبسبب تصرفها بطريقة سلبية وصلت إلى حد التواطؤ معه.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن تنظيم الدولة يستفيد من "التواطؤ السلبي" لشركات غربية في دعم نشاطات الدعاية والاستقطاب على الشبكة العنكبوتية، حيث أظهرت هذه الشركات "عدم رغبتها في التعاون" من أجل كشف المعطيات التي تتعلق بنشاطات التنظيم على مواقعها الإلكترونية.
واعتبرت الصحيفة أن تراجع تنظيم الدولة في مناطق شاسعة في العراق وسوريا تحت تأثير الضربات الجوية للتحالف الدولي؛ لم يؤثر على قدرات آلته الإعلامية، حيث تواصلت نشاطات الاستقطاب والدعاية للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي، مستفيدا من "تخاذل" شركات أمريكية.
وذكرت الصحيفة أن تحقيقات هيئة الأركان العسكرية الفرنسية؛ أثبتت تورط شركات أمريكية في توفير الدعم اللوجيستي لنشاطات تنظيم الدولة على شبكة الإنترنت، من خلال "التخاذل في تعقب المعطيات الرقمية للتنظيم".
وأضافت الصحيفة أن إحدى الوثائق التي أصدرتها خلية الدفاع الرقمي في هيئة الأركان الفرنسية؛ أشارت لوجود "شكوك قوية حول تورط الدولة التي تقود عمليات التحالف الدولي ضد مواقع تنظيم الدولة في العراق وسوريا، في توفير الدعم الرقمي لنشاطات التنظيم على الشبكة العنكبوتية".
وقد اعتبرت خلية الدفاع الرقمي الفرنسية أن تواطؤ الشركات الرقمية الأمريكية أمام انتشار الدعوات المحرضة على العنف، يمثل "محاولة لتدمير النموذج الاجتماعي للشعب الفرنسي".
وذكرت الصحيفة أن تنظيم الدولة يعتمد على الخدمات الرقمية التي توفرها الشركتان الأمريكيتان "أرشيف أورغ" و"كلاود فلاير"، لحفظ فيديوهات الدعاية والقتل التي يقوم بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث توفر شركة "أرشيف أورغ" موارد متعددة الوسائط يستغلها التنظيم لنشر الفيديوهات، وكذلك مجلتي "دابق" و"دار الإسلام".
وأضافت الصحيفة أن شركة "كلاود فلاير" توفر خدمات تساهم في حماية المعطيات الرقمية للمنظمات الجهادية على مواقع الإنترنت، وهو ما يمثل عائقا ضدالعمليات التي تقودها الوحدات الأمنية الخاصة لتعقب نشاطات تنظيم الدولة على الشبكة العنكبوتية.
وذكرت الصحيفة أن مسؤولين أمريكيين في وكالة الأمن القومي ومكتب التحقيقات الفيدرالي؛ اجتمعوا يوم الجمعة الماضي بممثلين عن شركات فيسبوك وتوتير ويوتيوب وجوجل، للتعاون في التصدي لدعوات التطرف على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضافت الصحيفة أن الممثلين عن أبرز شركات التواصل الاجتماعي؛ أبدوا تحفظهم على بعض النقاط التي تتعلق بكشف المعطيات الشخصية، إلا أنهم أكدوا استعدادهم للتعاون مع أجهزة المخابرات الأمريكية لمواجهة نشاطات المنظمات الجهادية المتطرفة.
وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت تدرك أن العمليات العسكرية لا يمكنها أن تؤدي وحدها لإرباك تنظيم الدولة، وهو ما دفعها للضغط على شركات التواصل الاجتماعي لكشف المعطيات التي تملكها حول نشاطات التنظيم، والتصدي لحملة الدعاية التي يعتمد عليها في الترويج للفكر المتطرف واستقطاب عناصر جديدة في صفوفه.
وذكرت الصحيفة أن مختصين في المنظمات الجهادية؛ أكدوا أن الحرب الإلكترونية ضد تنظيم الدولة ستكون "صعبة ومكلفة"، إلا أن خلية الدفاع الرقمي في هيئة الأركان الفرنسية تعمل على التنسيق مع مكاتب شركات توتير وفيسبوك في فرنسا، لتعقب حسابات الجهاديين على مواقع التواصل الاجتماعي وإلغاء المنشورات المحرضة على العنف.
وأضافت الصحيفة أن مجهودات الأجهزة الأمنية الفرنسية تواجه عدة عقبات، خاصة أن شركات أمريكية مثل "كلاود فلاير" و"أرشيف أورغ"، رفضت التعاون مع خلية الدفاع الرقمي، وهو ما دفع بالسلطات الفرنسية لتقديم نتائج التحقيقات للرئيس الأمريكي باراك أوباما بهدف الضغط على هذه الشركات.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تواجه بدورها إشكاليات قانونية في الحرب الإلكترونية ضد مصالح تنظيم الدولة على شبكة الإنترنت، تتعلق بالإطار القانوني الذي يلزم هذه الشركات بحماية المعطيات الشخصية للأفراد.
======================