الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 12/2/2022

سوريا في الصحافة العالمية 12/2/2022

13.02.2022
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • نيو لاينز :العنف الطائفي العلوي.. الوجه الخفي للحرب في سوريا
https://www.noonpost.com/content/43200
  • نيويورك تايمز: تفاصيل جديدة حول اغتيال زعيم "داعش" والوصول إليه
https://arabi21.com/story/1417255/NYT-تفاصيل-جديدة-حول-اغتيال-زعيم-داعش-والوصول-إليه
  • المونيتور يحذر من كارثة صحية شمالي سوريا بسبب انقطاع الدعم عن المشافي
https://eldorar.com/node/173303
  • واشنطن بوست: رجل برجل واحدة يتشمس على السطح.. تفاصيل العثور على زعيم تنظيم الدولة وقتله
https://www.alquds.co.uk/واشنطن-بوست-رجل-برجل-واحدة-يتشمس-على-ال/
  • "المجلس الأطلسي": قضاء فرنسا يثير شكوكا بعد إفلات ضابط سوري من العقاب
https://arabi21.com/story/1417108/تقرير-قضاء-فرنسا-يثير-شكوكا-بعد-إفلات-ضابط-سوري-من-العقاب
 
الصحافة التركية :
  • أحوال تركية :ثغرات بين العراق وسورية يستغلها “داعش” للعودة
https://alghad.com/ثغرات-بين-العراق-وسورية-يستغلها-داعش/
 
الصحافة الروسية :
  • نيزافيسيمايا غازيتا :يشتبهون في تقديم واشنطن تنازلات جديدة لبشار الأسد
https://arabic.rt.com/press/1323539-يشتبهون-في-تقديم-واشنطن-تنازلات-جديدة-لبشار-الأسد/
 
الصحافة البريطانية :
  • قاتل في سوريا ... "الغارديان" تُسلط الضوء علدى مذكرات مقاتل سابق بـ "فاغنر الروسية"
http://www.shaam.org/news/syria-news/قاتل-في-سوريا-الغارديان-تُسلط-الضوء-على-مذكرات-مقاتل-سابق-بـ-فاغنر-الروسية.html
  • الغارديان :نساء وأطفال بريطانيون..ضحايا للإتجار بالبشر في مخيمات سوريا
https://www.almodon.com/arabworld/2022/2/11/نساء-وأطفال-بريطانيين-ضحايا-للإتجار-بالبشر-في-مخيمات-سوريا
 
الصحافة العبرية :
  • القناة 12 :هل نجح الاحتلال في استراتيجية "المعركة بين الحروب" بسوريا؟
https://arabi21.com/story/1417259/هل-نجح-الاحتلال-في-استراتيجية-المعركة-بين-الحروب-بسوريا
 
الصحافة الامريكية :
نيو لاينز :العنف الطائفي العلوي.. الوجه الخفي للحرب في سوريا
https://www.noonpost.com/content/43200
كتب بواسطة:أوغور أوميت أونغور
كان علي خزام "شيخًا محاربًا" ينتمي للطائفة العلوية ويتمتع بشعبية وشخصية جذابة وكان يبرر قسوته الشديدة تجاه المعارضة بالتاريخ والهوية.
"ونحن من أنصار علي بن أبي طالب؛ نحن لسنا خائفين. كان السلطان سليم اللعين يذبح العلويين. هبطنا في الجبال ليأكلها الوحوش، لكننا أكلنا الوحوش. كان أخي علي مؤمنًا وشيخًا. كان مثل الشيخ صالح العلي. لا أستطيع إخبارك على الهاتف بالعديد من الأسرار أريد فقط أن أراك شخصيًا حتى أتمكن من إخبارك بالعديد من الأشياء السرية".
- فواز خزام عن شقيقه علي خزام
تمتلئ وسائل التواصل الاجتماعي بصفحات المعجبين والمرثيات الهجائية وحتى الشعر الذي يمجد علي خزام (1966-2012)، وهو عقيد في الجيش السوري وشيخ علوي، وتدعم الدعاية والتقارير التي يقدمها النظام السوري عنه صورة البطل هذه، ولكن بعد مقابلات مكثفة مع شقيقه الأكبر، فواز نظير خزام، ومقاتلين ومشايخ آخرين، إلى جانب شهادات من ضحاياه، تظهر صورة مختلفة تمامًا، وهي صورة هي صورة قاتل لا يرحم؛ استخدم صلاته بعائلة الأسد وصورته العامة الكاريزمية لتقديم مبررات طائفية ودينية لقمع النظام القاتل ضد معارضيه.
وغالبًا ما تقتصر المناقشات العامة والسياسية حول "العنف الطائفي" في سوريا على الجهاديين السنة الذي يعرفون بالسلفيين، لكن هناك العديد من الأبعاد الأخرى التي تتسم بالطائفية لهذا الصراع الوحشي، ليس أقلها هذا التورط الديني العلوي في العنف، فمشايخ مثل خزام الذين يكبرون ويبرزون كقادة عسكريين أو ضباط مخابرات (الشرطة السرية) شكلوا ظاهرة أساسية في الصراع السوري ولكن تم تجاهلها بشكل كبير؛ حيث كانوا من المجرمين غير البارزين في البداية ولكن كانوا ذوي تأثير كبير في العمليات القتالية، وتحولوا من مجرد جنود في ساحات القتال في سوريا إلى مجرمي الحرب الذين ارتكبوا فظائع ضد المدنيين.
علي خزام
وبدأ الدين العلوي في التبلور في القرن الحادي عشر كتطور توفيقي للمعتقدات والممارسات الإسلامية وما قبل الإسلامية، ولا سيما الوثنية والمسيحية والإسلام الشيعي، وخلال الحكم العثماني؛ عانى العلويون من عدة تقلبات شملت فترات المواجهة مع الحكومة السنية اسميًا، وكان فيها أيضًا فترات من التعاون، والتعايش غير المريح بشكل عام؛ مثلهم مثل العديد من المجتمعات المحلية الأخرى.
وفي دراسته الحاسمة "تاريخ العلويين"؛ يفضح ستيفان وينتر أسطورة الإيذاء الدائم للطائفة التي يُفترض أنها مضطهدة بلا توقف؛ فقد أتاحت فترة الانتداب الفرنسي – التي امتدت من 1923 إلى 1945- فرصًا لاندماج المجتمع؛ حيث بدأ العلويون في التمتع بالتعليم والحرية؛ كما منح الفرنسيون بعض زعماء القبائل العلوية مناصب سياسية حتى أسسوا دولة علوية، استمرت من عام 1920 إلى عام 1936.
وبعد الاستقلال السوري؛ أثر عدم الاستقرار والمنافسة السياسية على المجتمع العلوي؛ حيث تضاءلت فرصهم وسعى الكثيرون إلى التقدم من خلال العمل في الخدمة العامة، بما في ذلك الوظائف العسكرية، كما يتضح من صعود الرئيس السابق حافظ الأسد؛ الذي في ظل نظامه الذي دام ثلاثة عقود، ترسخ تطوران متناقضان إلى حد ما في سوريا:
أولاً: على الرغم من أن عددًا من العلويين تولوا العديد من المناصب البارزة في الحكومة وازدهروا سياسيًّا وماليًّا؛ إلا أن معظم العلويين لم يستفيدوا.
ثانيًا: كما قدمت القومية العربية العلمانية لحزب البعث درعًا وقائيًا ضد الإسلام السياسي؛ لكنها في الوقت نفسه أضعفت الدين العلوي لأن الأجيال الجديدة لم تشربه كما كان من قبل، كما أدت فترة حكم الرئيس بشار الأسد إلى مزيد من التغييرات في العلاقات بين الطوائف في سوريا، لكن الصراع الحالي هو الذي أدى إلى تحولات جوهرية في الطريقة التي ينظر بها العلويون إلى أنفسهم، وكيف ينظر إليها الآخرون.
وتعتبر العلاقات الطائفية خلال حكم عائلة الأسد قضية مثيرة للجدل بشدة، فمن ناحية تندر الأبحاث حول هذه القضية وهو ما يعتبر جزءًا من الصعوبة الأوسع في إجراء البحوث الاجتماعية في سوريا، ومن ناحية أخرى فإن الطبيعة المحرمة للموضوع تمنع من ذلك، كما لم تغطي المناهج المدرسية السورية الأديان المختلفة في محاولة لخلق أجيال جديدة من السوريين بعيدة الطائفية، وهو ما يذكرنا بيوغوسلافيا على عهد رئيسها جوزيف تيتو.
وتختلف الآراء حول طبيعة العلاقات الطائفية وانتشار التحيز والعنصرية بشكل كبير بين السوريين من جميع الخلفيات؛ حيث سيجادل البعض بأن سوريا مجتمع طائفي في الأساس وأن الصراع كان نتيجة حتمية وطبيعية بالفعل؛ وسينكر آخرون أي شكل من أشكال الطائفية الأصلية ويلومون الإيرانيين والسعوديين على طائفية سوريا المسالمة.
ويأخذ التقييم الأكثر واقعية للطائفية السورية في الاعتبار البيئات المحلية والخاصة التي يكون فيها المزاح بين الطوائف شائعًا، بما في ذلك حول العلويين ومن قِبَلِهِم؛ فالنكات التي يرويها الشيوخ العلويون عن الإسماعيليين والسنة، على سبيل المثال، منتشرة على نطاق واسع، مثل هذا الذي يُقال في أنطاكية: يذهب شيخ علوي إلى المدينة ويلتقي بشيخ سني، والذي عندما يدرك أن نظيره علوي، يريد قتله، فيسأله الشيخ العلوي "لماذا؟"، فيجيبه الشيخ السني: "لأن كل مسلم يقتل كافرًا يذهب إلى الجنة"، فيرد الشيخ العلوي بحدة: "خطأ"، ثم يضيف: "إذا كنت تريد حقًا الذهاب إلى السماء، فيجب أن يقتلك كافر، لذا إذا قتلتك، ستذهب إلى الجنة"، وهو ما يشير إلى أن التحيز وحده قد لا يؤدي إلى العنف بشكل مباشر، ولكنه بالتأكيد يشكل الخلفية الثقافية التي يبنى عليها العنف.
غالبًا ما يُرى الشيخ موفق غزال في زي عسكري مموه وبلحيته البيضاء الطويلة، مسلحًا ببندقية من طراز AK-47، ويدافع علنًا وبلا خجل عن الشباب العلوي الذي يحمل السلاح
وأدى الاستيلاء الزاحف على مناصب السلطة الرئيسية من قبل بعض أتباع العلويين المقربين من عائلة الأسد إلى تسييس الهويات والعلاقات الطائفية بسرعة، وقد لخص فنار حداد – باحث في معهد الشرق الأوسط - ذلك بشكل جيد عندما كتب قائلًا: "علاقات القوة المحلية... تم تقسيمها طائفيًّا إلى حد كبير بالنظر إلى دور التضامن العلوي في نظام شخصي غير مؤسسي يقوم على المحسوبية والإجراءات غير الرسمية".
وهناك شيء واحد مؤكد: أدى الصراع إلى تصعيد التوترات الطائفية، واستقطاب المجتمع بشكل عميق، وأثر بشدة على المشاعر الجماعية للعلويين، فقد كانت الطائفية نتيجة وسببًا في نفس الوقت في الصراع؛ حيث اتبع النظام إستراتيجية الطائفية بتسليح الميليشيات العلوية وتوجيهها لذبح سكان المناطق السنية، مما أثار ردًا إسلاميًا مسلحًا طائفيًا لا يرحم.
وفي دراسة واسعة النطاق للهوية العلوية؛ بناءً على مقابلات متعمقة مع القادة الدينيين، قال ليون جولدسميث – باحث آخر في معهد الشرق الأوسط - إن "التفضيلات السياسية" للشيوخ يبدو أنها تستند إلى ثلاثة مبادئ رئيسية: الأمن والمساواة والتنوع"، وهذا يعني بشكل ملموس أمن المجتمع العلوي، والمساواة بين الطوائف وتنوع المجتمع.
وقد تعرضت هذه المبادئ الهشة لضغوط شديدة في بداية الانتفاضة، وذلك عندما تم وضع الطائفة العلوية في موقف مستحيل: إما الوقوف مع النظام أو مواجهة عواقب وخيمة، وشعر الشيوخ أيضًا بالضغط؛ لكنهم يكونوا على موقف واحد؛ فقد انضم عدد قليل جدًا (إن وجد) من المشايخ إلى حركات المعارضة الناشئة، وبقي معظم الآخرين في الداخل ولجأوا إلى الهدوء، وألقى البعض الآخر بثقلهم بالكامل خلف النظام، وفي حين أن هدوء الشيوخ العلويين مشهور، فإن فئة الشيوخ المؤيدين للنظام لم يتحلوا بتلك الصفة.
ودعم البعض في هذه الفئة الأخيرة النظام من خلال تشجيع الشباب على التجنيد في الميليشيات؛ فغالبًا ما يُرى الشيخ موفق غزال في زي عسكري مموه وبلحيته البيضاء الطويلة، مسلحًا ببندقية من طراز AK-47، ويدافع علنًا وبلا خجل عن الشباب العلوي الذي يحمل السلاح، وكان غالبًا ما يقف جنبًا إلى جنب مع قادة شبه عسكريين سيئي السمعة مثل ميهراك أورال المعروف أيضًا باسم علي كيالي، مما يضفي جوًا من الشرعية الدينية على التعبئة المؤيدة للنظام، (وكان شقيقه بدر الدين غزال شيخًا معروفًا في اللاذقية وتم إعدامه في عام 2013 على يد جبهة النصرة).
ويظهر الشيخ شعبان منصور أيضًا إلى جانب ضباط الجيش وقادة الميليشيات، مما يوفر تبريرًا دينيًا لجرائمهم.
ومن الأمثلة الأخرى محمد بركات؛ الذي عمل منذ فترة طويلة مديرًا لمستشفى حمص العسكري وكان طبيبًا وشيخًا ولواءً في الجيش، وفي سنة 2011؛ اقترب من الشباب العلوي واقترح عليهم إنشاء "مجموعة" مع رئيس المخابرات الجوية في ذلك الوقت، جميل الحسن.
ومع ذلك؛ لا يوجد دليل على أن هؤلاء الشيوخ قد شاركوا شخصيًا في القتال، ويبدو أنهم عملوا فقط كرؤساء صوريين أو سماسرة أو "علماء دين" يقدمون التوجيه والرعاية الروحية، مع أن هذا لا يجعلهم أقل تورطًا.
وأخيرًا؛ ضمن فئة الشيوخ الذين يحملون السلاح، فإن أولئك الذين يرتكبون العنف هم جزء من مجموعة فرعية أصغر، ولا يُعرف عنهم، ومن بين هؤلاء تحديدًا؛ يحتل خزام.
في نيسان/أبريل 2016؛ قام عدد كبير من الشيوخ العلويين بكتابة وتوزيع كتيب بعنوان "إعلان إصلاح الهوية" على العديد من وكالات الأنباء الأوروبية الكبرى، وفي هذه المخطوطة حسنة النية، نأوا بأنفسهم وبالطائفة العلوية عن نظام الأسد وحددوا انتقالًا سياسيًا لمستقبل سوريا كان شاملاً وديمقراطيًا، ومع ذلك؛ امتنع الإعلان عن التعليق التفصيلي على الحرب المستمرة أو النقد المباشر للنظام ولكنه قدم أطروحة مجردة عن المكانة الأخلاقية والمجتمعية للعلويين في سوريا.
وفي الواقع؛ لا يتضمن الإعلان أي مناقشة لما أدى إلى الصراع، ولا تحذيرات ضد العنف الطائفي ولا حتى اعتراف بالمذبحة الطائفية التي عانت منها سوريا في السنوات الخمس السابقة له؛ حتى أن حسن منيمنة – الوزير اللبناني السابق - جادل بأن هذا الإعلان هو "إنكار للطبيعة الطائفية لحقول القتل السورية”، ولا يعالج في أي مكان فيه "عمق التواطؤ الذي دفع إليه النظام السوريين العلويين... في معارضة صارخة للتجربة الحية للسنوات العديدة الماضية ".
وبعد كل هذا القتل؛ الذي مارسه حتى المشايخ المحاربين، كان يُنظر إلى هذه الأطروحة على أنها تقدم القليل جدًا وأنه جاء متأخرًا جدًا؛ حيث يقول الإعلان في ثناياه إن الشيوخ، بغض النظر عن سلطتهم الدينية أو استقلالهم الذاتي، غير قادرين على الوقوف ضد القوة السياسية والعسكرية للنظام، ولقد أصبحوا هم أيضًا - وفي الحال - رهائن وشركاء في نظام لم يؤدي إلا إلى عسكرة المجتمع، وتقسمه طائفيًّة، وفرض حربًا وحشية لم يكن العلويون فيها رابحين، بل خاسرين.
ولد خزام عام 1966 في القرداحة، وهي قرية أسلاف عائلة الأسد وتقع في ريف اللاذقية، لعائلة علوية من الطبقة المتوسطة الدينية؛ حيث كان والد خزام، نظير خزام، ضابطًا في إحدى وكالات المخابرات الأربع الرئيسية للنظام، أمن الدولة، وكانت والدته ابنة عائلة شاليش المرتبطة بعائلة الأسد، وكان علي نفسه قريبًا من الابن الأكبر لحافظ، باسل (1962-1994) – الذي كان يعتبر وريثًا لوالده -، حتى وفاة ذلك الأخير المفاجئة في حادث سيارة، وبعد ذلك انتقلت صداقة خزام ورعايته إلى ماهر الأسد، الشقيق الأصغر لباسل وبشار، والذي بدأ ماهر في ممارسة مهنة في الجيش وأصبح قائدًا للواء في الحرس الجمهوري، وتولى في النهاية المسؤولية الفعلية للفرقة المدرعة الرابعة التابعة للجيش العربي السوري.
وهكذا كان خزام في وضع جيد في النظام وفي طريقه ليصبح اليد اليمنى للرئيس السوري المستقبلي، لكن حافظ اعتقد أن ماهر كان متحمسًا أكثر مما تتطلبه القيادة الفعالة وبالتالي لم يكن يمتلك الشخصية التي تستطيع تخلفه، وبدلًا من ذلك؛ تم إعداد بشار الخجول وصعب المراس لخلافة الرئيس، لكن رعاية خزام وعلاقته الحميمة مع الأسرة ظلت لا يمكن المساس بها؛ ففي إحدى الصور التي التقطت بين عامي 1994 و1999؛ يقف بجوار بشار، مرتديًا الزي الرسمي الكامل والأنيق.
ترقّى خزام في الرتب العسكرية طوال فترة التسعينات، وعندما بدأت الثورة، تحتم عليه أن يلعب دورًا كبيرًا في قمعها
بالنسبة لأصدقائه، كان خزام معروفًا باسمه الحركي؛ أبو حيدرة، على اسم ابنه، وبعد وفاته؛ سيُعرف باسم "قائد الشهداء"، وأنشأ معجبوه صفحة على فيسبوك مخصصة له: "عشاق قائد الشهداء علي خزام أبو حيدرة".
ولم ينحدر خزام من عائلة تنجب المشايخ تقليديًّا، لذا كان لا بد أن يصبح شيخًا من خلال التنصيب ضمن احتفال خاص لإثبات معرفته بالديانة العلوية أمام الشيوخ الآخرين، وفي نفس ذلك الوقت تقريبًا، في منتصف الثمانينيات التحق بالأكاديمية العسكرية، في تدريب مزدوج المسار (ديني وعسكري)، وغير مألوف إلى حد ما؛ حيث إنه تخصص في سلاح المشاة وحل في المرتبة الأولى في مسابقة الرماية الوطنية.
وانتسب خزام بعد ذلك إلى الحرس الجمهوري برتبة ملازم، وشق طريقه ليصبح عقيدًا في وحدة العمليات الخاصة، وهي الوحية التي خضعت لعملية تدريب جسدي قاسي، وتطلبت الولاء المطلق لنظام الأسد، فضلاً عن الشراسة في التعامل مع منتقديه وأعدائه، وبحسب أخيه؛ فقد رافق خزام حافظ الأسد في العديد من رحلاته كجزء من فريقه الأمني.
ومع اندلاع الثورة في عام 2011؛ اندمجت مهنته وهويته المزدوجة كشيخ وضابط في هوية واحدة، تمثل مزيجًا من العسكرة والدين؛ حيث إن خروجه الطوعي سواء كشيخ أو كضابط عسكري لم يكن خياره، فمصيره ارتبط ارتباطاً وثيقاً بمصير النظام: فقد نشأ خزام في بيئة مجتمعية تعتير استمرار النظام وحماية المجتمع العلوي أمراً أساسياً، فكانت الهويتان تعززان بعضهما البعض من بعض الوجوه، فعلى سبيل المثال؛ تحتوي الديانة العلوية على عناصر لاهوتية محددة وسرية، لا يجوز كشفها للغرباء، وكانت دكتاتورية نظام الأسد أيضًا تتطلب السرية: في هياكله وسياساته وموظفيه.
ومن هذا المنظور؛ فإن كونه شيخًا علويًّا غير بارز قد سهل وظيفته كضابط في مؤسسة عسكرية سرية للغاية، فترقّى خزام في الرتب العسكرية طوال فترة التسعينات، وعندما بدأت الثورة، تحتم عليه أن يلعب دورًا كبيرًا في قمعها.
ولا يوجد دليل يذكر على أن خزام كان منخرطًا في الأيديولوجية البعثية أو ناشط بقوة في حزب البعث، ومن ناحية أخرى؛ فإن كراهيته الطائفية موثقة توثيقًا جيدًا؛ فهي لا تظهر جليًّاً في خطابه العام والخاص فحسب، بل أيضًا من خلال الأعمال التي يراها زملاؤه وضحاياه على حد سواء.
وبحسب أخيه؛ كان خزام يتحدث عن السلطان العثماني التاسع سليم الأول (1470-1520)، الذي كان معروفاً بمذابحه ضد العلويين والشيعة أثناء حملته العسكرية ضد الإمبراطورية الصفوية الفارسية في أوائل القرن الرابع عشر؛ حيث ارتبط سليم الأول بصورة البعبع في الذاكرة الجماعية للعلويين في كل من سوريا وتركيا، ولهذا نمت فكرة الاضطهاد العلوي المفترض في مخيلة خزام التاريخية، وكانت عداوته ضد أهل السنة صريحة.
ويظهر خزام في أحد الفيديوهات التي قد تعود لسنة 2012 ضمن حفل زفاف مرتديًا بدلة بيضاء وهو مخمور بشدة ومحاط بمجموعة من المعجبين الشباب، وبعدها يرسل زوجته بعيدًا، ويبدأ بغناء بعض الأغاني واصفاً مقاتلي المعارضة "بالكلاب" ثم يتحدث إلى معجبيه عن إصابته في ساحة المعركة وفقدانه بعض رفاقه، وأخيراً يحرض الأولاد قائلاً:
"يا شباب، ادعوا رب العالمين لإنقاذ هذه البلاد من أجل الخير، حتى يكون السيد الرئيس بخير، وتكون الطائفة بخير، وأقسم بأمير المؤمنين أنكم تجاهدون نفس الجهاد الذي بدأ منذ 1400 سنة، وما زلتم تحاربون مع علي بن أبي طالب ".
وهذا المقطع ذو أهمية بالغة؛ لأن ما يقوله خزام في هذا السياق الخاص لا يعكس شيئاً من موقف النظام الرسمي من الصراع، فهو لا يشير إلى القومية السورية أو البعثية أو حتى حملة مكافحة الإرهاب المزعومة التي يشنها النظام، ولا يوجد سوى التحريض الطائفي بدلاً من ذلك؛ حيث إنه يستحضر علي بن أبي طالب (ابن عم و صهر النبي محمد صلى الله عليه وسلم)، الذي يحمل رمزية إلهية بالنسبة للعلويين.
ولم يكن خزام شيخًا فحسب، بل كان شاعرًا أيضًا؛ فالساحل السوري مشهور بمقطوعاته الشعرية غير المحدودة، والتي تسمى "العتابا"؛ حيث تكون هذه الأشكال اللحنية التقليدية من الشعر الغنائي ارتجالية وتغنى من قبل الرجال كتعبير عن الرثاء أو الغضب أو التوبيخ، وكان خزام مغني "عتابا" غزير الإنتاج ولكن بطريقة غير عادية اشتملت على تنميقات طائفية، فيظهر في أحد الفيديوهات وهو يجلس مع الحراس للشرب والسمر في إحدى الغرف، ثم يبدأ في غناء "العتابا" الشهيرة، لكنه يغير كلماتها إلى رسالة طائفية:
"في منهم ناس لا ذمة ولا دين
بأموالي لا تعاملهم ولا دين
شوية عميان لا عندهن رجولة ولا دين
وما فيهم نخوة ليوم الدين"
يشير خزام هنا بوضوح إلى أهل السنة، أو السنة المقاتلين على الأقل؛ فأغاني العتابا ليست فقط أغاني تحفيزية لإلهام الرجال والتودد للمجندين، ولكنها تُستغل أيضًا كدعاية وقت الحرب لتشويه سمعة العدو، وفي جميع الفيديوهات التي يُرى فيها أنه يغني، يستمع إليه المقاتلون الأصغر سناً برهبة وتصفيق ويكررون كلمات الأغاني بصوت عال.
ويظهر خزام في فيديو آخر وهو يقود رجاله في دبكة (رقصة دائرة فولكلورية سورية) خاصة بمنطقة اللاذقية؛ حيث يُظهر الفيديو بوضوح حرص الرجال على فولكلور هويتهم الإقليمية والطائفية أثناء رقصهم في منطقة داريا التي سيتم غزوها قريبًا، مع جرافة تنذر بالشؤم كانت مركونة خلفهم.
أصبح خزام خلال سنة 2011 و 2012 معروفًا بصداقته الدافئة مع عصام جدعان زهر الدين (1961-2017)، وهو لواء في الحرس الجمهوري، وينحدر - بشخصيته الجذابة وشواربه اللامعة وبناءه العضلي - من عائلة درزية عسكرية مشهورة؛ حيث كان جده الأكبر جنيد عبد الكريم زهر الدين (1917-2009)، وزير الدفاع في فترة الستينيات.
ومن الناحية التقنية؛ كان زهر الدين الضابط المسؤول عن خزام، ولكن في الواقع؛ بدا أنهم أشبه بالرفاق في السلاح؛ حيث كان الثنائي الديناميكي مثالاً للهياكل الأمنية المكونة من الأقليات والتي بُني عليها نظام الأسد؛ فقد تم تصوير الدروز والعلويين على أنهم يقاتلون التمرد الإسلامي السني للحفاظ على مظاهر نظام شامل، ولكن كان هناك بعد طائفي واضح خلف الكواليس، ويوجد عدد لا يحصى من الصور والفيديوهات للرجلين يقاتلان في ساحات المعارك جنبًا إلى جنب، أو يستريحون في الخطوط الخلفية أو يمزحون ويضحكون.
علي خزام وعصام زهر الدين
ويظهر جنود الحرس الجمهوري في أحد الفيديوهات وهم يطبخون وجبة مسائية في المطبخ، في جو يبدو وكأنه غير رسمي؛ حيث يمزح الجنود ويستمتعون، بينما يقف خزام مرتديًا بدلة رياضية سوداء في الزاوية، وهو يبكي بسبب البصل الذي يقطعه، مما حفّز المصور على مضايقته قائلاً: "انظروا إلى بطل بابا عمرو علي خزام وهو يقطع البصل"، وانفجر الجميع في الضحك، ثم دخل زهر الدين وقام بتقليد تقطيع خزام للبصل بشكل ساخر، ويبدو المقطع وكأنه مشهد من حفلة منزل أخوية، ولكن تم تصويره وسط حملة التطهير الوحشية التي كان يقوم بها الحرس الجمهوري في حمص.
وفي فيديو آخر من دير الزور هذه المرة، يستلقي زهر الدين وخزام على الأرض باسترخاء في خيمة لقبيلة بدوية مؤيدة للنظام؛ في حين يغني الضابط التابع لهم ميرابو العقل (1988-2012) العتابا تمجيدًا لبشار الأسد، وهذه الفيديوهات التي تظهر "الترابط" بين خزام وزهير الدين تضفي الطابع الإنساني على الرجلين من خلال تصويرهما على أنهما تكبدا المصاعب في ساحة المعركة، وتظهر للجمهور أيضًا أنهم قادرون على الاسترخاء من تلك المصاعب في بيئة غير رسمية.
وأنشأ خزام مجموعة من حوالي 50 رجلًا يشكلون مجموعته الأساسية من الموالين له والذين يشاركون في قتاله داخل سوريا وكلهم تقريبًا كانوا من العلويين، والمجموعة القليلة جدًّا من غير العلويين منهم التي انشقت وتمكنتُ من العثور عليها رفضتْ أن اقترب منها فضلاً عن مقابلتها، غير أنهم أكدوا أن جميع رجال خزام استلموا خاتمًا يرمز إلى ولائهم الشخصي له، وكان شقيقه الأكبر فواز وأحد مرؤوسيه السابقين على استعداد للتحدث عنه وعن حياته، وقدموا معلومات سياقية وتفاصيل قيمة ولكنهم تجنبوا بحزم الخوض في المحظورات مثل العنف ضد المدنيين أو الدوافع الطائفية الصريحة.
والموضوع المشترك الذي أعرب عنه جميع هؤلاء الأشخاص الذين عرفوا خزام هو أنه يحظى بإعجاب وترحيب الجميع، ويتذكره العديد من جنوده كمقاتل لا يخاف على الإطلاق من أن يواجه الرشاشات وجهاً لوجه، وفي وسائل الإعلام الموالية للنظام، كان معروفًا "بشجاعته" أو "جرأته"، ولكن في واقع الأمر لا توجد أي لقطات من بين ملايين مقاطع الفيديو لمعارك الصراع السوري لقتال خزام في معركة فعلية، والاستثناء الوحيد هو مقطع فيديو يٌشَاهَد فيه وهو يطلق النار من بندقية آلية على الثوار في حمص، ولكنه يبدو أنه مفبرك.
ومن الممكن أن تفسر "شجاعته" على أنها فظاعة؛ حيث إن سجل خزام في جرائم الحرب طويل ومتنوع: فقد عذب وأعدم وقتل الناس، ووجه الطائرات المقاتلة لقصف الأحياء المدنية، واستخدم المدنيين في عدة مناسبات كدروع بشرية أثناء التقدم على الخطوط الأمامية خلال القتال في المدن، وتورط في قمع المظاهرات في ثلاثة أماكن على الأقل: أولاً في ضواحي دمشق في الغوطة الشرقية في عام 2011، ثم حي بابا عمرو المحاصر في حمص في عام 2012، وأخيراً في مدينة دير الزور الشرقية، وانتهت جميع حملاته بمذابح واسعة النطاق ضد المدنيين المعارضين.
ابتداءً من آذار/ مارس 2011، أصبحت سوريا مستقطبة سياسيًا،؛ حيث بدأت بعض الأحياء احتجاجات حاشدة ضد النظام، وشوهد البعض يدخلون في تجنيدات شبه عسكرية كبيرة لقمعها، ومع ذلك ظل جزء ثالث غير متورط إلى حد ما وجلس مؤجلًا اتخاذ قرار لعدة أسباب.
تم رفع الحجاب عن قسوة خزام بالكامل، وذلك في أحد مقاطع الفيديو من حي سقبا بالغوطة الشرقية
وفي ذلك الصيف؛ ومع تصعيد النظام قمعه ضد الثورة وتحوله ليكون قمعًا عسكريًّا، بدأ ضباط الجيش السوري وجنوده في الانشقاق والاختباء في بلداتهم أو الأحياء المعارضة، وكان رد الفعل الأولي هو الدفاع عن المظاهرات، لكن الدفاع تصاعد إلى مناوشات، وبحلول نهاية سنة 2011، كانت حرب أهلية منخفضة الحدة في طور التكوين بالتوازي مع التظاهرات الجماهيرية المستمرة.
وفي 29 من تموز/ يوليو 2011؛ أعلن ضباط الجيش المنشقون عن تشكيل الجيش السوري الحر، وتطورت حركات القمع الانتفاضية إلى نزاع غير متساوي الأطراف؛ حيث كان رد النظام مزيجًا وحشيًّا من الاعتقالات وتهديدات بالقتل، والفصل المتعمد للمدن عن طريق نظام من نقاط التفتيش، وكان خزام ووحدته ذوي أثر عظيم في تلك الفترة؛ فوفقًا لبعض المصادر؛ فإنه خضع لدورة تدريبية مع الحرس الثوري في إيران لعدة أشهر، ثم عاد لسوريا في 2012، لكن هذه الفترة يكتنفها الغموض.
تعد دمشق مثالًا رئيسيًا على هذه الاستراتيجية القمعية؛ حيث ظل الناس في الأحياء المركزية القديمة غير مبالين، في حين تظاهر أولئك الساكنين في الضواحي الأكبر والأكثر فقرًا في الغوطة الغربية والشرقية وبأعداد كبيرة، وتم نشر الحرس الجمهوري لقمع المظاهرات التي بدأت في صيف عام 2011، ومن المحتمل أن تلك الفترة هي التي بنى خزام فريقه من المجندين، وكسب لنفسه موقعًا بالغ الأهمية؛ حيث تم إرساله بعد ذلك للأحياء الشمالية الشرقية "مسرابا" و"دوما"، وقام بتنفيذ عمليات التطهير من خلال الخروج في حشود للشارع وإطلاق النار على المتظاهرين، وفي مقاطع الفيديو الموجودة؛ شوهد العديد من الحراس يسيرون في الشوارع الرئيسية للغوطة، وهم يصرخون بشعارات مخيفة ويطلقون بنادقهم الـ"إيه كي 47" في الهواء في صوت يصم الآذان.
وإذا قرر أي شخص تبادل إطلاق النار معهم؛ فقد تم التغلب عليه وتصفيته، كما أن أحد الفيديوهات يتخطى لنقطة ما بعد العنف؛ حيث شوهد الحراس في مبنى مع غنائم الحرب، وهم يمررون (وربما ينهبون) إمدادات شقة للمعارضة في دوما؛ مستعرضين لافتات تحمل شعارات مناهضة للنظام وهواتف محمولة وأجهزة توجيه إنترنت وكاميرات رقمية وأجهزة كمبيوتر محمولة، ولافتة تقول: "توقع سقوط النظام السوري في رمضان حصريًّا على يد الشعب السوري. جمعة صمتكم يقتلنا- دوما 29 تموز/ يوليو 2011"، ويبدو أن الحراس قاموا بتصوير هذا الفيديو للإشارة إلى أن المعارضة المحلية منظمة بشكل جيد، كما يلمح للدعم الأجنبي للمعارضة.
أخيرًا، وحسب علمي؛ لا يوجد سوى مقطع فيديو واحد يظهر فيه خزام وزهر الدين مع جثث موتى؛ حيث يُظهر مقطع فيديو عالي الجودة مدته دقيقتان؛ الحراس في أعقاب مجزرة في حي مسرابا في ربيع 2012، وهم يقفون منتصرين حول جثث رجال مشوهين ملقاة في الوحل، ويصرخون متحمسين بشعارات مشهورة مؤيدة للنظام، ويركلون أجساد الموتى ويخطون بأحذيتهم على وجوه الضحايا، ويظهر زهر الدين وهو يلقي المواعظ رافعًا إصبع السبابة، بينما يسرق الجثث ويوزع الأموال والأشياء الثمينة التي يجدها في جيوب الموتى، ثم تنتقل الكاميرا بعدها إلى خزام، الذي يقف بسلاحه صامتًا متأملًا مهيبًا إلى حد ما، وعندما يخاطبه المصور، يشير إلى الجثث ويقول: "كلاب".
وتم رفع الحجاب عن قسوة خزام بالكامل، وذلك في أحد مقاطع الفيديو من حي سقبا بالغوطة الشرقية؛ حيث شوهد شاب نحيف يرتدي ملابس مدنية يقف على حافة سطح، ويبدو أنه هرب إلى هناك وحده خلال المذبحة المستمرة، ويقف مرعوبًا من إعدام أكيد، بينما يُشاهد زهر الدين وهو ينظر للأعلى ويتجادل معه للنزول، بينما تقوم مجموعة من الحراس بتصوير المشهد في تسلية، ويحاول زهر الدين أولًا أن يؤكد للرجل أنه لا ينبغي له أن يخاف، بل يجب أن ينزل ويوقع ببساطة على تعهد بعدم التظاهر، لكن بينما يرفض المراهق المتحجر من الرعب النزول، يفقد زهر الدين أعصابه ويأمره "أن ينزل على الفور" وهو يشتمه، ثم شوهد خزام وهو يسير في المشهد، داعيًا زهر الدين: "يا زعيم! الآن كل من يراه في الحي يناله عقاب مثل هذا؛ دعني أقذفه من هناك!” هنا؛ سلوك خزام يبدو فظًا وغير صبور وشرس، فيظهر لمحة نادرة عن سلوكه في ساحة المعركة؛ حيث أكد السكان المحليون من سقبا؛ والذين يعيشون الآن في ألمانيا، أنه تم القبض على الصبي وإعدامه في وقت لاحق.
وابتداء من آذار/ مارس 2011؛ خرجت مظاهرات جماهيرية يومية أو أسبوعية في أحياء حمص ذات الأغلبية السنية والطبقة العاملة في بابا عمرو وجوبر والخالدية والوعر والبياضة ودير بعلبة، وإلى حد ما في المناطق المختلطة السنية والمسيحية من الطبقة الوسطى مثل إنشات وباب صبع وكرم الزيتون وباب دريب؛ حيث أقفل النظام الميادين وقطع الاتصالات، وانسحبت المظاهرات إلى أحياء مثل بابا عمرو؛ حيث حاولت مجموعة متنافرة من فصائل الجيش السوري الحر سيئة التسليح وقف هجوم النظام الضاري، وبحلول تشرين الأول/ أكتوبر 2011؛ أغلق النظام بابا عمرو، وأصبحت المناوشات بين الجيش السوري الحر والجيش العربي السوري أحداثًا منتظمة، وبدأ النظام بعد ذلك في محاصرة المتمردين في الحي والتضيق عليهم بشكل أكثر جدية في محاولة لخنقهم ودفعهم للخضوع والاستسلام.
وكان اقتحام بابا عمرو في 28 شباط/ فبراير 2012؛ وحشيًّا بشكل استثنائي؛ حيث حاصر الجيش الحي وقصفه، وبعد ذلك شن الحرس غزوًا بريًّا على المنطقة المقصوفة مع أفراد أمن المنطقة وميليشيات الشبيحة، وأعدموا مئات الأشخاص، وكان الجيش السوري الحر قد انسحب، وأولئك الذين بقوا كانوا من المدنيين، غير القادرين أو غير الراغبين في المغادرة؛ حيث تُظهر مقاطع الفيديو التي أعقبت المجزرة مباشرة مدنيين أعدموا على الجدران وعلى الأرصفة مع جروح خارجية كبيرة في رؤوسهم، بينما يتجول الحراس يهينون الضحايا ويصورون الجثث.
ولم يكن حضور خزام في بابا عمرو بسيطًا؛ فقد حصل على اسمه الحركي "أسد بابا عمرو" نتيجة لمشاركته في الحملة، ولم أجد أي شهود عيان على قيد الحياة لتأكيد وجوده هناك، لكن وحشيته موثقة بطرق أخرى؛ فعلى سبيل المثال، اقتحم خزام منزل زوجين من الطبقة المتوسطة يعيشان الآن في أوروبا؛ حيث يتذكران "رجلاً كبيرًا ومتغطرسًا ذا لحية"، مضيفا: "كان كوحش، كنا مرعوبين من مظهره".
كان بابا عمرو حدثًا رئيسيًا لمسار الصراع ولمهنة خزام؛ فلقد دفعته إلى الشهرة الوطنية، مما غيَّر مكانته بشكل أساسي وعزز سمعته، لدرجة أنه وفقًا لأخيه، كان لخزام خط اتصال مباشر مع بشار، الذي كان يتصل به عبر الهاتف ويتحدث عن أحدث التطورات، متجاوزًا بالتالي السلسلة الرسمية للاتصال العسكري. ويزعم أن خزام دعا الأسد للحضور ليرى بنفسه مدى الأمان الذي أصبح عليه حي بابا عمرو.
في 27 آذار/ مارس 2012؛ بعد ثلاثة أسابيع فقط من المجزرة، زار الأسد بابا عمرو في زيارة مرحلية وعد فيها بالعودة إلى الحياة الطبيعية، والتقى بعدد قليل من السوريين المختارين الذين رددوا شعارات وتعهدوا بالولاء له.
بعد الحملة يُظهر شريط فيديو مسرب جنرال الحرس الجمهوري "بادية العلي" وهو يلقي كلمة لعشرات الحراس الذين يقفون في مسجد في بابا عمرو، وفي الفيديو – الذي كانت مدته طويلة - يمجد الجنرال قواته على أنهم "أقوى الرجال الذين واجهوا المسلحين وقتلوهم وطاردوهم"، ومن اللافت للنظر؛ أنه وضع اقتحام بابا عمرو في سياق دولي، بحجة أن "العالم كله كان يراهن على بابا عمرو" وأن "الوضع السياسي الدولي تغير بعد سقوط بابا عمرو"، والذي - وفقًا للعلي - تم مقارنته بمعركة "ستالين جراد"، ثم اختتم ببيان ضخم: "(الحرس الجمهوري) يعني أننا نقاتل على كل أراضي الجمهورية العربية السورية، لتُبني كلمات القائد المحترم بشار الأسد. السيد الرئيس، هو الذي يعطينا القوة من خلال حكمته وصبره وإدارته الناجحة للأزمة، والعالم كله مندهش من حكمة هذا الرئيس وصموده وصبره"، وبينما خالط حديثه الشعارات المعتادة الموالية للأسد، فيعد الجنرال بالمكافآت ويحتفل لتدمير بابا عمرو، ويرى زهر الدين ويتدخل في الكلام؛ وكان خزام موجودًا أيضًا، على الرغم من أنه يقف بشكل غير واضح على الجانب.
تمت ترقية خزام؛ وانتقل إلى حقول القتل التالية؛ فبعد سقوط بابا عمرو؛ قاتل في معركة (داريا) في سنة 2012 لاستعادة المدينة، واشتمل مسرح المعارك هذا على معركة "ضريح السيدة سكينة"، ابنة سيدنا الحسين المقدس من قبل الشيعة، وابن الإمام على.
في ذلك الوقت يبدو أن الصراع قد أرهقه: فبدا مرهقًا، ويبدو أنه كان يشرب أكثر من ذي قبل؛ لكن دوره لم ينته بعد؛ ففي صيف 2012، تم نقله إلى محافظة دير الزور؛ حيث ارتكب بعضًا من أبشع المجازر على جسر معلق بارز يقع على نهر الفرات في مدينة دير الزور الشرقية، والمعروفة محليًّا باسم "دير" والتي تضم الطلاب وموظفي الخدمة المدنية والعاطلين عن العمل والجماعات القبلية والمهنية، والذين أصبحوا يتظاهرون بأعداد كبيرة منذ أوائل نيسان/أبريل 2011.
وجاء القمع الأولي في هذه المدينة من الشرطة وميليشيات الشبيحة، ولكن مع استمرار الاحتجاجات؛ انشق الجنود المحليون واستخدموا الأسلحة الخفيفة للدفاع عن أحيائهم، لم يمض وقت طويل قبل أن تبدأ هذه الفرق الطليقة في تنظيم وتطوير استراتيجيات هجومية على شاكلة الجيش السوري الحر، والتي رد عليها النظام بإرسال أسلحته الثقيلة.
في أواخر أيلول/سبتمبر 2012؛ أرسل النظام اللواء 105 من الحرس الجمهوري بقيادة زهر الدين، وكالعادة؛ سار خزام على خطى زهر الدين؛ فكانت هناك لقطات توثق جلوسهما معا في خيمة بدوية، وفي 25 أيلول/ سبتمبر، اقتحما المدينة مستعينين بحوالي 2400 جندي ومعدات مدرعة، بما في ذلك 150 مركبة ثقيلة، معظمها دبابات ومركبات برمائية.
كانت المذابح التي ارتكبها رجال خزام في الجورة وحي القصور المجاور عبارة عن حملة قتل جماعي من طرف واحد وبلغت ذروتها في صباح ذلك اليوم الموافق 25 أيلول/سبتمبر؛ لكنها استمرت لعدة أيام
ووفقا لشهود عيان؛ حضر التدريب على الاقتحام ضباط استشاريون من الحرس الثوري الإيراني، وأيضًا كانت هناك مقاطع فيديو تُظهر المجموعة القتالية والصاخبة وهي تصرخ مردّدة بعض الشعارات مثل: "الله، سوريا، بشار، الحرس، فقط!".
وكان رجال زهر الدين وخزام يستعدون على ما يبدو لمعركة كبرى، لكن الجيش السوري الحر أدرك أنه أقل عددًا، فانسحب نحو الشرق، مما ترك شبكات الدعم المدني والبنية التحتية التابعة للجيش السوري الحر عرضة لهجوم الحرس الجمهوري الذي أغلق حي الجورة الغربي وقصفه بشكل عشوائي، ومن هنا بدأ خزام باحتجاز المدنيين الذين يدخلون أو يخرجون من دير الزور، ويستخدمهم كدروع بشرية لدخول الحي، وبالتالي؛ كان احتلال الجورة سهلا، نظرًا لوجود مقاومة مسلحة قليلة أو معدومة من قبل الجيش السوري الحر.
وكانت المذابح التي ارتكبها رجال خزام في الجورة وحي القصور المجاور عبارة عن حملة قتل جماعي من طرف واحد وبلغت ذروتها في صباح ذلك اليوم الموافق 25 أيلول/سبتمبر؛ لكنها استمرت لعدة أيام؛ حيث ترسم جميع شهادات السكان المحليين تقريبًا، من الذين شهدوا المذبحة، صورة متكرّرة لعمليات القتل المنهجية والمتعمدة: حيث قام مقاتلو الحرس الجمهوري بإخلاء المنازل واحدًا تلو الآخر، وصفوا المدنيين على طول الجدران ثم أعدموهم رميًا بالرصاص باستعمال المسدسات أو بنادق الكلاشنكوف.
ووفقًا لشهادة أحد الناجين، فقد نفّذ خزام بنفسه عمليات إعدام لمدنيين؛ حيث يقول: "كان هناك منزل تستخدمه فصائل المعارضة كمخزن للأدوية في حي القصور، وكان قد استأجره أشرف الجيجان، الذي اعتقلته القوات الحكومية. وأخضع علي خزام، وهو مسؤول في الحرس الجمهوري، الجيجان للتحقيق إلى جانب خمسة أشخاص آخرين معتقلين في منزل في الحي. وقد أجبر خزام أصحاب المنزل على البقاء داخل إحدى الغرف إلى أن ينتهي من التحقيق، إذ أعدم أشرف أثناء خضوعه للتحقيق في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2012."
وألقى زهر الدين القبض على رجل كان قادمًا من مدينة الرقة في الليلة السابقة، وأجبره على تسليم مفاتيح سيارته، وبينما كان زهر الدين مشغولًا بمحاولة تشغيل السيارة، هرب الرجل ونجا من إعدام مؤكد، فيما "ثائر"، والذي يعيش في حي القصور، كيف تم القبض على جاره، أبو عمار، بسبب نظره لفرقة خزام من شرفته، قائلًا:
"دخلت مجموعات كبيرة حينا وبدأت البحث، وبعد أن انتهوا من تفتيش منزلنا، سمعت أحد الضباط يصرخ على جارنا أبو عمار: "تعال إلى هنا!" فنزل أبو عمار، وكنت أسمع بوضوح ما كان يحدث، حيث قال له: "انزل على الأرض!" ثم سمعت عدد من الطلقات النارية ... انسحبت قواتهم ليلًا فوجدنا جثة أبو عمار، الذي كان ذنبه الوحيد أنه نظر إليهم من الشرفة".
ومن بين ضحايا مجزرة الجورة كان هناك مهنيون من الطبقة العليا مثل الدكتور حيدر الفندي، الذي كان مسؤولًا عن مستشفى ميداني في حي الجورة، ورجال دين مثل الإمام المحلي أمين محمد السلامة، لكن معظم الضحايا كانوا رجالًا ونساءً وأطفالًا من عامة الشعب، ففي كثير من الحالات؛ كان يتم إطلاق النار على عائلات بأكملها من مسافة قريبة في غرف المعيشة أو على الأرصفة أمام منازلهم، وغالبًا ما تتواجد فتحات الرصاص في وجوه الضحايا على مستوى الجبين والخدود والعينين، وكل من يتجرأ على العودة لدفن الجثث المتناثرة في الحي كان يتم القبض عليه وإعدامه بطريقة مماثلة.
وتؤيد لقطات الفيديو المسجلة في ذلك اليوم الشهادات الموثقة؛ حيث تُبرز ثلاثة مقاطع فيديو بشكل خاص ما حدث قبل مذبحة دير الزور وأثناءها وبعدها، فيُظهر أحد مقاطع الفيديو قناصة الحرس الثوري وهم يقتلون أي شيء يقع عليه بصرهم عند دخولهم الحي لإخلاء الشوارع؛ فقد قُتل ثلاثة رجال غير مسلحين بعد إطلاق النار على سيارتهم، وتركهم ينزفون على الرصيف، وكان الذعر يملؤ المكان مع صراخ النساء ومحاولة نقل الجرحى إلى المستشفى.
ويُظهر مقطع فيديو آخر الحرس الجمهوري، الذين يمكن التعرف عليهم من خلال الشعارات الحمراء على ملابسهم، وهم يجمعون كبار السن والشباب على حد سواء، والمراهقين أيضُا في بعض الحالات، ويصفونهم أمام الجدار، ويضحك ميرابو العقيل وهو يجبرهم على الهتاف بشعارات مؤيدة للنظام: "من هو رئيسكم؟" فيجيب الرجال في انسجام: "بشار الأسد!" ثم تُطفأ الكاميرات ويُعدم المعتقلون.
كانت دير الزور المعركة الأخيرة لخزام؛ إذ كشفت مصادر مختلفة أن قناصًا من لواء حمزة بن عبد المطلب قد أطلق عليه النار على مستوى الرأس في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 2012 أثناء القتال في دير الزور، وقد احتفظ مسؤولو النظام بجثته في المشرحة وأجلوا الإعلان عن وفاته لمدة خمسة أيام لتتزامن مع ذكرى اندلاع حرب أكتوبر عام 1973، ليصنعوا منه أسطورة، ووفقًا لرواية أخرى؛ أصيب خزام برصاصة قناص، ونُقل إلى مستشفى عسكري في دمشق وتوفي هناك.
اجتاح خزام أرجاء سوريا بطرق تذكرنا بشخصية ماكسيميليان أوي، ضابط قوات الأمن الخاصة الذي يلعب دور بطل رواية جوناثان ليتيل التي بعنوان "ذا كايندلي وانز The Kindly Ones"، (وبالصدفة؛ كان ليتل في حمص عندما شن النظام هجومه وكتب تقريراً قوياً عن الحصار والعنف).
وكان لإرث خزام من العنف الطائفي تأثير عميق على مسار الصراع السوري؛ فقد ارتكب مجازر في الغوطة وحمص ودير الزور لمعاقبة الجماعات المتمردة، انتقامًا من إخفاقات النظام العسكرية، وبالتالي قدم مساهمة كبيرة في إستراتيجية النظام المتعمدة لتقوية الطائفية ضد السنة.
وعلى الرغم من الطبيعة العلمانية الرسمية لنظام الأسد، فإن الديانة العلوية، وهي عبارة عن مؤسسة تشمل علم الأخرويات وعلم الإلهيات، وتمثّل تجربة جماعية وشخصية، كانت مصدر إلهام لعدد من المشايخ المحاربين مثل خزام، وكل هذا ساهم في جعل القتل الجماعي أمرًا طبيعيًّا بالنسبة لهم من خلال تهميش السنة وتبرير الإبادة.
وبهذه الطريقة؛ لم يكن شيوخ المحاربين العلويين، مثل خزام، مختلفين عن غيرهم ممن قتلوا وأجرموا باسم الدين "بحجة أنهم كانوا أعضاء من فئة عليا تم اختيارهم لمهمة خاصة، مبرّرين أن هذا التفوق وهذه المهمة يعود لانتمائهم للمؤسسات الدينية، أو أوامر أو طوائف عرقية أو إثنية".
بعد وفاته، نُقل جثمان خزام بالطائرة العسكرية من دمشق إلى مطار اللاذقية، وصولًا إلى القرداحة؛ حيث تدفقت حشود ضخمة إلى الشوارع لحضور جنازته الرسمية، وسط زغاريط النساء وتحية وقوف من الحرس الجمهوري في مشهد أعده إعلام النظام بعناية.
في جنازته؛ قال شقيقه فواز وهو شيخ علوي أيضًا: "لا نشعر سوى بالفخر والشرف والكرم السماوي في استشهاد شقيقنا الحبيب علي، لأنه كرمنا بالتضحية بحياته"، وكان شاهد قبره الرخامي بسيطًا وعليه صورة شهيرة له وهو يحدق في عدسة الكاميرا بنظرة ثاقبة، ووبعد وفاته شرع النظام في تقديسه من خلال تكريمه في احتفال أقيم في مكتبة الأسد.
وأنتجت قناة سوريا التلفزيونية الموالية للنظام فيلمًا وثائقيًّا في سيرة تقديسية عن خزام بعنوان "أسرار الصمود"، والذي عمل على تعزيز أسطورة خزام من خلال تقديس ذكراه، وفي هذا الفيلم؛ كانت عائلته وأصدقاؤه يرددون شعارات البعثيين والمؤيدين للأسد تمجيدًا "لوطنيته" و"كفاحه ضد الإرهاب"، بينما تم تصوير ابنه حيدر جالسًا في غرفة المعيشة بقبعة والده العسكرية وسلاحه الأوتوماتيكي بين يديه.
وبالإضافة إلى ذلك؛ صُورت ابنته بتول وهي تبكي على قبره وتتذكر كم كان أبًا عظيمًا؛ حتى إن والدة خزام المسنة ظهرت أمام الكاميرات لتمجد فضائل ابنها وإخلاصه، ولم تظهر أي إشارات طائفية، ولم تُستخدم كلمة "علوي" في أي مقطع من الفيلم المصمم بعناية، والذي كان بمثابة دعوة من النظام لمواصلة تأمين ولاء المجتمع العلوي.
لا تُعدُّ قصة خزام فريدة من نوعها؛ فهي تمثّل مجموعة فرعية من الشيوخ العلويين الذين لم يدعموا النظام في عام 2011 فحسب، بل حملوا السلاح أيضًا واحتشدوا لقمع الانتفاضة، فلقد دفعهم قلقهم كزعماء للأقليات الدينية إلى ارتكاب أعمال عنف ربما اعتقدوا أنها كانت نوعًا من الدفاع عن النفس، ووسيلة لمنع تكرر هذا العنف ضد طائفتهم في المستقبل.
وتحوّل هذا العنف الاستباقي أو الوقائي إلى نبوءة ذاتية التحقق؛ مما أدى في الواقع إلى تطرف العديد من الضحايا ومجتمعاتهم، لينتهى الأمر بنشوب أعمال عنف انتقامية، وبعد مرور 11 عامًا من الصراع، أصبح مدى فشل هذا النهج واضح للجميع: إذ لم يكن هناك أي منتصر من أي طائفة.
المصدر: نيو لاينز
===========================
نيويورك تايمز: تفاصيل جديدة حول اغتيال زعيم "داعش" والوصول إليه
https://arabi21.com/story/1417255/NYT-تفاصيل-جديدة-حول-اغتيال-زعيم-داعش-والوصول-إليه
عربي21- باسل درويش# السبت، 12 فبراير 2022 01:53 ص بتوقيت غرينتش0
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا أشارت فيه إلى أنه بعد عامين من البحث الصعب عن زعيم تنظيم الدولة "المراوغ"، رصدت طائرة تجسس أمريكية مسيرة رجلا ملتحيا يستحم فوق مبنى من ثلاثة طوابق في شمال غرب سوريا. كان الرجل فقد ساقه اليمنى، وكان هذا الدليل الحيوي.
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21"، أنه تطابق تلك الإعاقة الجسدية وصف الرجل الذي كان الجواسيس الأمريكيون والحلفاء يبحثون عنه: أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، زعيم تنظيم الدولة.
سرعان ما سلط محللو المخابرات كاميرات المراقبة الجوية وأجهزة التنصت على الأسطح والمناطق المحيطة. وخلال أسابيع، قال المسؤولون الأمريكيون؛ إن ما بدأ كمعلومة من مخبرين على الأرض تم تأكيده بواسطة أجهزة الاستشعار في الأجواء. تلك المعلومات، التي أوردتها صحيفة واشنطن بوست في وقت سابق، أدت إلى غارة كوماندوز أمريكية جريئة أدت إلى مقتل القرشي الأسبوع الماضي.
وقال مسؤولون أمريكيون؛ إن القرشي، البالغ من العمر 45 عاما والمولود في العراق، فقد ساقه في غارة جوية أمريكية بالقرب من الموصل بالعراق في عام 2015. وقال مسؤول كبير: "أطلقنا النار عليه في 2015.. لقد كان على قائمة أهدافنا منذ الأيام الأولى للحملة".
وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون يوم الخميس؛ إن الانفجار الذي أودى بحياة القرشي خلال الغارة، كان على الأرجح بسبب قنبلة كبيرة قام بإعدادها لتدمير معظم مقر إقامته في الطابق الثالث.
كان الانفجار قويا لدرجة أن المسؤولين العسكريين يشتبهون الآن في أن طفلا عثر عليه ميتا في الطابق الثاني من المبنى، قد قُتل جراء قوة الارتجاج الناجمة عن الانفجار، وليس في تبادل لإطلاق النار بين والدي الطفل ورجال الكوماندوز. قال المسؤولون إن الطفل لم تظهر عليه إصابات واضحة جراء طلقات نارية أو حطام متساقط.
أقرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بسقوط سبعة قتلى - أربعة مدنيين وثلاثة من مقاتلي تنظيم الدولة - في غارة للقبض على القرشي أو قتله. لكن المسؤولين العسكريين أقروا يوم الخميس بأنه ربما تم انتشال المزيد من الجثث من تحت الأنقاض بعد مغادرة الكوماندوز مكان الحادث. وقال عمال الإنقاذ إن النساء والأطفال كانوا من بين 13 قتيلا على الأقل خلال الهجوم.
تظهر تفاصيل جديدة حول الهجوم الذي وقع قبل الفجر بعد أسبوع من إعلان الرئيس بايدن أنه أمر الكوماندوز بالقبض على زعيم داعش، بدلا من قصف المبنى المكون من ثلاثة طوابق بالكامل، لتقليل المخاطر على المدنيين. وقال مسؤولو البنتاغون إنه تم إجلاء 10 أشخاص، بينهم ثمانية أطفال، بسلام.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن؛ إن الجيش سيراجع ما إذا كانت المهمة قد أضرت بالمدنيين.
جاءت الغارة التي استمرت ساعتين في بلدة أطمة بالقرب من الحدود التركية بعد أيام من انتهاء أكبر مشاركة قتالية أمريكية مع تنظيم الدولة منذ سقوط ما يسمى بخلافة الجهاديين قبل ثلاث سنوات. دعمت القوات الأمريكية مليشيا يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا، خلال قتالها لأكثر من أسبوع لطرد مقاتلي تنظيم الدولة من سجن احتلوه في مدينة الحسكة.
أسفرت معركة السجن عن مقتل مئات الأشخاص، وقدمت تذكيرا قاتما بأنه حتى بعد انهيار الخلافة، والآن بعد وفاة القرشي، استمرت قدرة الجماعة على زرع العنف الفوضوي. في الواقع، قدر تقرير مكافحة الإرهاب الصادر عن الأمم المتحدة هذا الأسبوع أن تنظيم الدولة لا يزال يحتفظ بما يتراوح بين 6000 و 10000 مقاتل في جميع أنحاء العراق وسوريا، "حيث تقوم بتشكيل خلايا وتدريب ناشطين لشن هجمات".
هذا الأسبوع أيضا، عرضت وزارة الخارجية مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار للحصول على معلومات تؤدي إلى تحديد هوية أو مكان سناء الله غفاري، زعيم تنظيم الدولة في خراسان، فرع التنظيم في أفغانستان. وكان التنظيم قد أعلن مسؤوليته عن هجوم على مطار كابول الدولي في 26 آب/ أغسطس، أسفر عن مقتل 13 من أفراد الخدمة الأمريكية، وما يصل إلى 170 مدنيا خلال عملية الإجلاء بقيادة أمريكا.
يوم الخميس، وصف اثنان من كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين تخطيط وتنفيذ الغارة لمجموعة صغيرة من المراسلين في مؤتمر عبر الهاتف. تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة أمور تتعلق بالعملية العسكرية.
تم إطلاق المهمة، بقيادة قوات دلتا، في أيلول/ سبتمبر الماضي مع معلومات تفيد بأن زعيم داعش كان مختبئا في الطابق العلوي من منزل في شمال غرب سوريا. تحت إشراف القيادة المركزية للجيش، تدربت قوات الكوماندوز عشرات المرات، وتم إطلاع بايدن على الخطة على نموذج مصغر للمبنى. كما تدربت القوات باستخدام نموذج بالحجم الطبيعي للمبنى الذي سيقتحمونه في النهاية.
بحلول أواخر كانون الأول/ ديسمبر، كان الكوماندوز جاهزين، ووافق بايدن على المهمة. لكن سوء الأحوال الجوية في شمال غرب سوريا والرغبة في تنفيذ المهمة في ليلة غير مقمرة، دفعت بالعملية إلى 2 شباط/ فبراير.
الهجوم الأمريكي على أطمة، بدعم من مروحيات أباتشي وطائرات بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper وطائرات هجومية، يشبه الغارة في تشرين الأول/ أكتوبر 2019 التي قتل فيها أبو بكر البغدادي، الزعيم السابق لتنظيم الدولة، عندما فجر سترة ناسفة بنفسه، بينما أغارت القوات الأمريكية على مخبأ ليس ببعيد عن مكان وقوع عملية الأسبوع الماضي.
تم إطلاق طائرات هليكوبتر أمريكية من قاعدة في شمال شرق سوريا تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من أمريكا، وتوقفت عدة مرات للتزود بالوقود خلال مهمة ليلية على بعد 800 ميل في الطرف الآخر من البلاد. وقال المسؤولون الأمريكيون إنهم نبهوا إسرائيل وتركيا وروسيا، التي لها قوات في شمال غرب سوريا، قبل وقت قصير من بدء المهمة لتجنب أي تماس عرضي.
قال مسؤولون أمريكيون في وقت سابق؛ إن القرشي، المعروف أيضا باسم الحاج عبد الله، يعيش مع زوجته وطفليه في الطابق الثالث من المبنى. لم يغادر المبنى إلا من حين لآخر ليستحم على السطح. اعتمد على مساعد كان يعيش في الطابق الثاني من المبنى، الذي قام مع شبكة من السعاة، بإيصال أوامره لفروع التنظيم في العراق وسوريا وأماكن أخرى في العالم. كانت عائلة سورية لا علاقة لها على ما يبدو بالتنظيم تعيش في الطابق الأول.
بعد وقت قصير من وصول الكوماندوز بعد منتصف الليل بقليل، تم إطلاق التحذيرات بالعربية باستخدام مكبرات الصوت حثت السكان في الطابق الأول - وكذلك أي شخص آخر - على الإخلاء. وفر رجل وامرأة وأربعة أطفال من الطابق الأول.
قال مسؤولون يوم الخميس؛ إن انفجارا كبيرا -أكبر بكثير من سترة ناسفة بمتفجرات تتراوح بين 5 و 10 أرطال من المتفجرات- وقع في الطابق الثالث في الوقت نفسه تقريبا. كان الانفجار قويا لدرجة أن الجثث، بما في ذلك جثة  القرشي، تطايرت من النافذة.
وقال بايدن الأسبوع الماضي؛ إن القريشي توفي عندما فجر قنبلة قتلته وأفرادا من عائلته. وقال مسؤولون عسكريون يوم الخميس؛ إنه ليس لديهم دليل على أنه فجر القنبلة، لكنهم اعتقدوا ذلك نظرا لمنصبه. وأكد المسؤولون أن الكوماندوز لم يهاجموا الطابق الثالث أو يفجروا أي متفجرات ولم يتسببوا بوقوع أي إصابات.
بعد الانفجار، اقتحم الكوماندوز المبنى واشتبكت مع مساعد القرشي وزوجته، اللذين كانا متحصنين في الطابق الثاني مع أطفالهما. قال مسؤولون أمريكيون إنهما ماتا، وكذلك طفل واحد، لكن تم إجلاء أربعة أطفال.
وصف صبي يبلغ من العمر 13 عاما كان من بين الذين تم إجلاؤهم من الطابق الأول رعب عائلته من إخراجهم من منزلهم في منتصف الليل.
قال الصبي؛ إن الكوماندوز طرحوا والده أرضا وركلوه قبل أن يلتقطوه ويفتشوا جسده بحثا عن أسلحة، ولم يذكر سوى اسمه الأول، محمد، خوفا من الانتقام.
وقال لمراسل صحيفة نيويورك تايمز بعد يومين من الغارة: "شعرت وكأنني وصلت إلى نهايتي وأنه لا مفر.. ظننت عندما رأيتهم يطرحون والدي أرضا أنهم سيقتلونه، سيطلقون النار عليه".
فرت والدته من المنزل في وقت لاحق، وقام أفراد الكوماندوز بتمزيق غطاء رأسها وجروها من شعرها، على حد قوله.
بعد العملية، استجوب الأمريكيون الأسرة عن جيرانهم في الطابق العلوي، وأجابوا أنهم لم يعرفوهم جيدا، على حد قوله.
قبل أن يغادر الأمريكيون، قالوا للعائلة: "نحن هنا قتلنا زعيم القاعدة"، بحسب ما قاله الصبي.
قال الصبي؛ إن الكوماندوز تركوهم مع أسرته، وأخذتهم في صباح اليوم التالي هيئة تحرير الشام التي تسيطر على المنطقة.
=============================
المونيتور يحذر من كارثة صحية شمالي سوريا بسبب انقطاع الدعم عن المشافي
https://eldorar.com/node/173303
 حذر موقع “المونيتور” الأمريكي اليوم الخميس من كارثة صحية تهدد الشمال السوري المحرر بسبب انقطاع الدعم عن مشافي المنطقة.
وقال الموقع: “أدى التراجع المستمر في الدعم المالي واللوجستي لعدد من المستشفيات في محافظة إدلب شمال غرب سوريا إلى تعطيل الخدمات الطبية مع اقتراب كارثة إنسانية”.
وأضاف: “وبحسب بيانات مديرية صحة إدلب فإن حوالي 18 مستشفى في مناطق حيوية بإدلب تخدم الآلاف في كل من المدن الرئيسية وفي مخيمات النازحين باتت بلا دعم الآن”.
وأردف: “كل هذه المستشفيات مهددة الآن بالإغلاق مما سيؤثر على أكثر من 4 ملايين سوري، فالمرضى الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية حرجة لن يتمكنوا من استقبالهم”.
وكان موقع “ميدل إيست آي” قد نشر في وقت سابق تقريرا حذر فيه من خطورة تدهور القطاع الصحي في إدلب بسبب توقف الدعم عن المشافي.
يذكر أن نظام الأسد وروسيا يتعمدون استهداف المنشآت الطبية في المناطق المحررى مما تسبب في تدمير عدة مستشفيات وارتقاء العشرات من الأطباء والممرضين وظهور أزمة في القطاع الصحي ما زالت آثارها مستمرة حتى الآن.
=============================
واشنطن بوست: رجل برجل واحدة يتشمس على السطح.. تفاصيل العثور على زعيم تنظيم الدولة وقتله
https://www.alquds.co.uk/واشنطن-بوست-رجل-برجل-واحدة-يتشمس-على-ال/
إبراهيم درويش
لندن ـ “القدس العربي”:
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا أعده جوبي واريك ودان لاموث ومات فايسر وكروان دميرجيان استعرضوا فيه الكيفية التي توصلت فيها الولايات المتحدة إلى تحديد مكان زعيم تنظيم الدولة أبو إبراهيم الهاشمي القرشي. وقالوا إن كون القرشي كان مبتور القدم ساعد المسؤولين على تحديد مكانه في شمال- غرب سوريا.
وقالت الصحيفة “في الخريف الماضي، تحركت طائرة بدون طيار أمريكية إلى جانب بيت وسط بستان زيتون في شمال-غرب سوريا، وكانت كاميراتها تركز للحصول على نظرة لرجل ملتح قيل إنه يعيش في الداخل. وفقد الرجل الذي يطلق عليه أحيانا “البرفيسور” رجله في الحرب ومن النادر ما كان يغادر شقته بالطابق الثالث. ولهذا ركزت الطائرة المسيرة عدساتها على شرفة سطح البناية وانتظرت”.
وشاركت أرصدة أمنية بكاميرات وأجهزة استشعار عن بعد في عملية المراقبة فوق البيت وحوله، حيث أثمرت الجهود. ففي بعض الأيام وعندما يكون الطقس جيدا، كان الرجل يظهر وهو يعرج نحو الشرفة وبسجادة لأداء صلواته اليومية. وفي بعض الأحيان كان يأخذ منشفة ويعصرها من حنفية على السطح. وفي بعض الأوقات كان يخرج من البيت لوقت قصير أو يقف على الباب ليأخذ بعض الهواء النقي. وكان وضع الرجل الذي فقد رجله مهما للجهات التي تراقبه، فصورته تطابق تماما وصف الرجل الذي كان محلا للبحث الدائم: أبو إبراهيم الهاشمي القرشي. وبرقابة إضافية أكد محللو الاستخبارات الأمريكية هوية الرجل.
وبعد عامين من الملاحقة تم التعرف على القرشي المراوغ من خلال جواسيس على الأرض ثم تم التأكيد على هويته من عدسات تلسكوب في طائرة مسيرة. لكن التعرف على هويته كان شيئا وعملية القبض عليه أو قتله كان شيئا آخر. فالمسؤولون الأمريكيون المنخرطون في العملية تساءلوا عن مخاطر إرسال أعداد من القوات الأمريكية وتخفيض حجم الضحايا بين المدنيين، ذلك أن أعدادا من النساء والأطفال كانوا يعيشون في نفس البناية. أما السؤال الآخر، فهو يتعلق بتوقيت العملية، هل يجب القيام بها حالا أو الانتظار لحين جمع المزيد من المعلومات عن شبكة القرشي الإرهابية والخلايا السرية. وأثمر الانتظار حسب مسؤولين أمريكيين سابقين وحاليين ومسؤولين في مخابرات الشرق الأوسط، الذين وصفوا بدقة تفاصيل العملية التي أنهت مسيرة واحد من أخطر الإرهابيين في العالم.
 وقال مسؤول أمني سابق اطلع على الأحداث “كان هناك سيل من الاتصالات بين الخلايا” وتم كل هذا عبر سعاة وحملة رسائل. وأضاف أن المسؤولين “قاموا بتحليلها وجمع ما يمكنهم من بيانات حتى يعرفوا عن ماذا يتحدثون”. وجاء إعلان الرئيس جوي بايدن عن مقتل القرشي في الأسبوع الماضي تتويجا لعملية قامت بها قوات العمليات الخاصة (دلتا فورس) وحاصرت ملاذه الآمن الذي قال المسؤولون إنه كان ملغما بالقنابل والمتفجرات بشكل أدى لمقتل القرشي وعائلته. وأشارت الصحيفة إلى أن الرواية التي جمعتها من مقابلات وإيجازات رسمية  وبتعاون وكالات الاستخبارات الأمريكية وحكومة أجنبية واحدة تقدم رؤية ثاقبة عن البحث المنهجي والذي أدى للوصول إلى القرشي، إلى جانب أسابيع من الرقابة الحذرة للزعيم الإرهابي وحدث في وقت حاول فيه تنظيم الدولة إعادة بناء شبكته بعد ستة أعوام من النكسات والهزائم. وأظهرت الصورة أن القرشي كان متحكما في كل أمور التنظيم ولديه طموح بإعادة بناء ما اطلق عليها الخلافة التي سيطرت مرة على مناطق بحجم إنكلترا.
وقال المسؤولون إن علاقة القرشي المباشرة في تفاصيل عمل التنظيم جعلت منه شخصا خطيرا، وهو ما عرضه للخطر مع مرور الوقت. ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في إدارة بايدن “كان إلى حد كبير على رأس القيادة”. وكان قادته وسعاته “في حالة نشاط دائم” و”التأكد من أن تعليمات وأوامر حاج عبد الله وصلت”، في إشارة إلى واحد من ألقاب القرشي، 45 عاما، الذي ولد في العراق باسم أمير محمد سعيد المولى. وكان يعرف بأسماء أخرى مثل “البرفسور” أو “برفسور عبد الله” لحصوله على درجة أكاديمية في العلوم الإسلامية.
وأضافت الصحيفة أن المداهمة في الأسبوع الماضي كانت نتاج بحث استمر مدة عامين بدأ بترفيع القرشي لقيادة تنظيم الدولة. وجاء ترفيعه إلى منصب “خليفة” بعد مقتل سلفه أبو بكر البغدادي والذي فجر حزاما انتحاريا كان يرتديه في تشرين الأول/أكتوبر 2019. وكانت نهاية البغدادي في مكان لا يبعد سوى 15 ميلا عن المكان الذي قتل فيه القرشي. وتكشف الوثائق أن الطابق الثاني تم استئجاره في آذار/مارس من رجل يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنه أبو أحمد الحلبي، أحد رجالات القرشي البارزين. وانتقل الحلبي قبل أسبوعين وحصل على عقد إيجار للطابق العلوي كذلك. وبعد وقت، انتقل القرشي إلى الطابق الثالث وبشرفة تطل على بساتين الزيتون. ومن أجل تجنب الذين يلاحقونه، تبنى زعيم الدولة بروتوكولا أمنيا دقيقا، كما يقول المسؤولون الأمريكيون.
فبالإضافة إلى منع الهواتف النقالة واتصالات الإنترنت اعتمد على السعاة والمراسيل ممن اعتبرهم التنظيم شخصيات موثوقة. وتأكدت الترتيبات من الزيارات إلى أطمة، وهي مكان إقامة القرشي الأخير، والقريبة من الحدود التركية والبعيدة ماديا وثقافيا عن معقل التنظيم في وادي الفرات. وينظر الكثير من السكان المحليين للتنظيم بمزيج من الخوف والاحتقار، وعادة ما ينظرون بنوع من الشك للزوار الجدد. وقال المسؤولون إنه كان من السهل تمييز القرشي بسبب فقدانه رجله والتي يعتقد المحللون في سي آي إيه أنها قطعت بعد غارة جوية في 2015.
 وكان يظهر وهو يتشمس على السطح أو يتنزه بين حقول الزيتون. ووصلت أخباره من المخبرين إلى قوات سوريا الديمقراطية التي بدأت تراقب مع الأمريكيين دخول وخروج السعاة. وتم توسيع عمليات الرقابة لتشمل أحدث الكاميرات وأجهزة الاستشعار، ركب معظمها على طائرات بدون طيار تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية. وقام “المسؤولون عن الأهداف” في سي آي إيه بالنظر في كم من المواد الخام التي جمعت وكرسوا مئات من ساعات العمل وأضافوا إلى جهود الاستخبارات العسكرية والمحللين الذين استمروا بمراقبة البيت والحي. وقال مسؤول عسكري يوم الخميس “عملنا بجهد كبير مع المجتمع الأمني كي نطور فهما عميقا عن الناس المقيمين في البناية ومعرفة أشكال الحياة لهم”. وثار في نفس الوقت نقاش حول كيفية استهداف القرشي، بغارة جوية قد تؤدي لقتل أعداد من المدنيين أو إرسال قوات خاصة إلى منطقة مضطربة.
 وبحلول أيلول/سبتمبر بدأت القوات الخاصة بالتدرب على مداهمة المنزل باستخدام منزل يحاكي محل إقامة القرشي ومحيطه. وكان المخططون على ثقة بأن المكان محاط بمتفجرات ومفخخات. وتم التفكير بغارة جوية لكن تم التخلي عنها سريعا. وقال مسؤول عسكري “كانت هناك عائلات غير مقاتلة منها عائلة بأطفال تحتل الطابق الأرضي”. وكانت غارة من خلال مروحية بوحدة كوماندو محفوفة بالمخاطر للفريق حسب المسؤول. و “كان الهدف للمهمة هو إلقاء القبض على زعيم تنظيم الدولة وجمع أكبر قدر من المعلومات وتجنب قتل المدنيين”.
والتقى الرئيس بايدن في 20 كانون الأول/ديسمبر مع قادة الأمن القومي للموافقة على العملية. وسأل الرئيس عن المدنيين الذين يعيشون في الطوابق الأخرى وإن كان البيت سينهار لو فجر زعيم الدولة نفسه. وبحسب المهندسين العسكريين الذين درسوا البناء فإنه لن ينهار. ولم تكن هناك عجلة للقيام بالعملية غير التدريب واعتبارات أخرى مثل الطقس وانتظار ليلة مظلمة لتوفير الغطاء على الوحدة المنفذة. وفي الوقت نفسه سمحت المراقبة المستمرة للمخابرات الأمريكية توسيع معرفتها بشبكة القرشي الممتدة في العراق وسوريا. وبسب الرقابة الشديدة كان المسؤولون على ثقة بالكشف عن أية محاولة لمغادرة المبنى. وبأي حال ستكون فرصة لتوجيه ضربة جوية بعيدا عن سكان المبنى المدنيين.
وفي الأسابيع التي تبعت لقاء بايدن وتنفيذ العملية جمعت المخابرات كنزا من المعلومات حيث تزايدت الزيارات والرسائل إلى المقر في أطمة، وبخاصة بعد عملية احتلال السجن بالحسكة وتحرير سجناء التنظيم هناك. وقال مسؤول سابق في المخابرات “كان هذا الرجل يخطط”، في إشارة إلى القرشي الذي كان يشرف على سلسلة من الاغتيالات والتفجيرات في سوريا والعراق “وأنت ترى رجلا يديه ملوثتين بالدم”. وبحلول الأول من شباط/فبراير قرر المخططون أن الوقت سانح للعملية، وفي لقاء مع بايدن في المكتب البيضاوي، تم إطلاع الرئيس على التحضيرات النهائية. وفي 2 شباط/فبراير وفي الساعة الخامسة مساء بتوقيت واشنطن استدعي بايدن إلى غرفة الأزمة في البيت الأبيض لمراقبة العملية من خلال رابط بالفيديو مع البنتاغون. وقال مسؤول واصفا المزاج في الغرفة “كان هادئا ومتوترا” و “لم يكن هناك حديث كثير”.
 ومما زاد في الضغط هو أن القوات الخاصة كانت تتحرك نحو منطقة معادية وتحلق في مجال جوي يسيطر عليه الروس. واتخذ قرار بعدم تحذير الروس مقدما والاعتماد على قنوات خفض التوتر. وفي الساعة الواحدة صباحا، 3 شباط/فبراير بالتوقيت المحلي، السادسة مساء بواشنطن كانت مروحيتان تحملان عددا من القوات الخاصة تحلقان فوق البيت في أطمة. وعندما كانت قوات دلتا تتحضر للنزول بالحبال حلقت طائرات أباتشي في الجو لمراقبة الوضع. وأيقظ صوت المروحيات الناس في المنطقة وخرجوا من منازلهم لمعرفة ما يجري. وسمع صوت بالعربية يقول “من يريد الحفاظ على حياته عليه الخروج”.
  وقام الجنود الذين نزلوا بالحبال بإخراج العائلة في الطابق الأول. ولم يكن القرشي ليسمح لنفسه أو عائلته بالنجاة، فالمكان كان مفخخا، ولكن لا يعرف من بدأ التفجير أولا، القرشي أم شخص آخر. ويعتقد بعض المسؤولين أن زوجته هي التي فجرت. وتبع التفجير الأول الذي دمر الجدران ونثر الجثث فترة سكون، ولهذا أرسلت الوحدة “قدرات أخرى” أي روبوت ومسيرة لمسح المكان. وفي أثناء البحث تعرض الجنود للنيران من مساعد القرشي وزوجته في الطابق الثاني، وقتل كلاهما. وتم سحب الأطفال من المكان وتسليمهم لعائلة أخرى في المكان. وبعد ساعتين كانت العملية قد انتهت، وانشغل الجنود بالبحث عن معلومات أمنية وأخذ عينات الحمض النووي من جثة القرشي التي تركت في مكانها. وتم التأكد من هوية القرشي والانتهاء من الفحوص في الساعة السابعة صباحا بتوقيت واشنطن أي بعد 12 ساعة من المداهمة. وأعلن بعد ذلك بايدن مقتل زعيم الدولة.
=============================
"المجلس الأطلسي": قضاء فرنسا يثير شكوكا بعد إفلات ضابط سوري من العقاب
https://arabi21.com/story/1417108/تقرير-قضاء-فرنسا-يثير-شكوكا-بعد-إفلات-ضابط-سوري-من-العقاب
لندن- عربي21# الجمعة، 11 فبراير 2022 11:59 ص بتوقيت غرينتش1
تناول تقرير  لمعهد التفكير الأمريكي "المجلس الأطلسي"، ما قال إنها شكوك حول القضاء في فرنسا، بعد إفلات ضابط سابق بمخابرات النظام السوري من العقاب.
وقال في التقرير الذي ترجمته "عربي21"؛ إن نجاة أحد مرتكبي الجرائم لصالح النظام السوري من القضاء الفرنسي بعدما أبطلت أعلى سلطة قضائية في البلاد محاكمته، يلقي بظلال من الشك على عمليات متابعة السوريين المشتبه في ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية.
وقال الباحث ميشيل دوكلوس، الذي أعد التقرير؛ إن عبد الحميد شعبان، 32 عاما، كان عضوا في أمن الدولة في نظام بشار الأسد في سوريا، واعتقل في فرنسا في شباط/ فبراير 2019.
وكشف تحقيق اعتمد على "قانون قيصر"، أن شعبان متورط في اعتقال المتظاهرين بين عامي 2011 و2013 في العاصمة دمشق.
وأوقف القضاء الفرنسي متابعة قضية شعبان في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، بعدما قضت محكمة النقض، وهي أعلى سلطة قضائية في فرنسا في القضايا المدنية والجنائية بأن الإجراءات التي بدأت ضده غير قانونية.
وشدد تقرير المعهد الأمريكي على أن قرار المحكمة "يقوض مصداقية باريس في مكافحة الإفلات من العقاب".
وأشار التقرير إلى تمكن رفعت الأسد، عم رئيس النظام السوري بشار، من الفرار من فرنسا، رغم حكم بالسجن أصدرته في حقه محكمة فرنسية في تشرين الأول/ أكتوبر 2021.
وقال؛ إن ما حصل مع رفعت الأسد، والضابط السوري شعبان يعيد إلى الأذهان "تهاون" فرنسا منذ فترة طويلة تجاه كبار الشخصيات السابقة في نظام الأسد، رغم أن الدبلوماسية الفرنسية سعت في السنوات الأخيرة إلى تعبئة المجتمع الدولي لمكافحة الإفلات من العقاب.
ولفت إلى أن هاتين الحادثتين هزتا الأوساط القضائية ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان، التي تخشى أن يكون لهما انعكاسات على تحقيقات أخرى مماثلة.
وأشار إلى وجود 36 تحقيقا أوليا من أصل التحقيقات الـ75 التي تجريها حاليا النيابة العامة الوطنية لمكافحة الإرهاب في قضايا جرائم ضد الإنسانية، مؤكدا أن ما حصل مع شعبان قد يضر بـ13 تحقيقا قضائيا من أصل 80 جارية حاليا.
ويستند القضاء الفرنسي على مبدأ "التهمة المزدوجة" الذي نصّ عليه قانون 9 آب/ أغسطس 2010، ويقضي بأن الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، يجب أن يكون معترفا بها في بلد المشتبه به الذي تعتزم فرنسا محاكمته.
والنظام السوري لا يعترف بهذه الجرائم، ولم يصادق على نظام روما الأساسي، الذي نصّ على إنشاء المحكمة الجنائية الدولية.
=============================
الصحافة التركية :
أحوال تركية :ثغرات بين العراق وسورية يستغلها “داعش” للعودة
https://alghad.com/ثغرات-بين-العراق-وسورية-يستغلها-داعش/
تقرير – (أحوال تركية) 2/2/2022
جلولة (العراق)- يقول أكثر من عشرة من المسؤولين الأمنيين والقيادات المحلية والسكان في شمال العراق إنه بعد قرابة ثلاث سنوات من فقدان التنظيم سيطرته على آخر جيوبه، عاود مقاتلوه الظهور كمصدر لخطر قاتل يدعمهم غياب السيطرة المركزية في مناطق كثيرة.
ولم يعد التنظيم يملك القوة الهائلة التي تمتع بها في فترة من الفترات، غير أن خلايا المتشددين التي تعمل مستقلة عن بعضها بعضا في الغالب ظلت موجودة عبر قطاع من شمال العراق وشمال شرق سورية. وفي الأشهر الأخيرة ازدادت جرأتها في شن الهجمات.
يقول جبار ياور، المسؤول الكبير في قوات البشمركة في إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي في شمال العراق: “لم تعد عند داعش قوة مثل السابقة في 2014. ولا عنده قيادة مشتركة قوية ولا هو قادر على السيطرة على المدن”. لكنه يضيف: “إذا لم يكن هناك استقرار سياسي، لا يوجد استقرار اقتصادي. وإذا لم يوجد استقرار اقتصادي، لا يوجد استقرار أمني وداعش ينتعش”.
وينتاب الخوف البعض من أن يكون ذلك قد بدأ يحدث بالفعل. ففي أواخر كانون الثاني (يناير) نفذ “داعش” أكثر عملياته دموية ضد الجيش العراقي منذ سنوات، وقتل قتل 11 جنديا في بلدة بالقرب من جلولة، حسب مصادر أمنية. وفي اليوم نفسه اقتحم مسلحوه سجنا في سورية تحت سيطرة فصيل كردي تدعمه الولايات المتحدة في محاولة لتحرير نزلاء موالين له.
وكان ذلك هو أكبر هجوم يشنه التنظيم منذ أن انهارت في 2019 “دولة الخلافة” التي أعلنها. وراح ضحية هذا الهجوم ما لا يقل عن 200 من نزلاء السجن والمتشددين، كما سقط 40 من المقاتلين الأكراد و77 من حراس السجن وأربعة مدنيين قتلى.
يقول حسين سليمان، الموظف بالحكومة في بلدة سنجار العراقية التي اجتاحها التنظيم في العام 2014 وقتل الآلاف من أبناء الطائفة اليزيدية: “بعد الهجوم على السجن في سورية، أصبحنا نخاف من عودة داعش”. وأضاف: “جاء داعش من سورية في المرة السابقة. وكانت القوات العراقية والقوات التركية موجودة هنا أيضاً، لكنها فرت”.
وعزا مسؤولون وسكان في شمال العراق وشرق سورية ما حدث إلى حد كبير إلى التنافس بين جماعات مسلحة. فعندما أعلنت القوات العراقية والسورية والإيرانية وقوات تعمل بقيادة أميركية هزيمة “داعش”، انقلبت هذه القوى على بعضها بعضا في مواجهات في أنحاء المنطقة التي كان التنظيم يحكمها. والآن، تهاجم فصائل تساندها إيران القوات الأميركية، وتقوم القوات التركية بقصف المتشددين الأكراد الانفصاليين. ويستمر كذلك نزاع قائم بين بغداد وإقليم كردستان الشمالي. وتقوض هذه التوترات الأمن والحكم النزيه، الأمر الذي يثير نوع البلبلة التي كان تنظيم “داعش” يستفيد منها من قبل.
وهذا بالنسبة ليوسف إبراهيم معناه المرور بحواجز أمنية يديرها جنود من الجيش العراقي وفصائل مسلحة من الشيعة من أجل الوصول إلى عمله في بلدة كانت حتى بضع سنوات مضت تحت سيطرة الأكراد. ويقول مسؤولون محليون إن الأراضي الزراعية في المناطق النائية بين كل موقع عسكري وآخر تمثل مخبأ لمسلحي “داعش”.
الآن، لم يعد إبراهيم يتنقل ليلا على الطرق المحيطة ببلدته، جلولة، في شمال شرق العراق. فهو يخشى أن يجد نفسه وسط هجمات يشنها مقاتلو “داعش”. ويقول العراقي البالغ من العمر 25 عاما ويعمل بائعا للأسماك في سوق قريب: “الشرطة والجيش لا يأتون إلى منطقتنا كثيرا الآن. وإذا حدث وأن جاؤوا، يطلق المتشددون النار عليهم”.
ويتكرر هذا الأمر نفسه عبر ممر طوله نحو 644 كيلومترا في منطقة جبلية وصحراوية تمتد من شمال العراق إلى سورية، كان التنظيم يهيمن عليها في وقت من الأوقات. وتحمل بلدات مثل جلولة آثار المعارك الضارية التي كانت قد دارت قبل نحو خمسة أعوام، ومنها مبان تحولت إلى أكوام من الركام أو امتلأت بثقوب الطلقات النارية. وتمتلئ ساحاتها برايات مرفوعة تكريما لقادة من مختلف الفصائل المسلحة سقطوا في المعارك.
نزاعات عراقية
يدور النزاع الرئيسي في بعض مناطق العراق التي يعمل فيها التنظيم بين الحكومة في بغداد وإقليم كردستان الذي يملك ثروة نفطية، وفيه منطقة استراتيجية يقول كل طرف من الطرفين إنها تابعة له.
وقد وقعت أسوأ هجمات المتشددين في العراق في الأشهر الأخيرة في هذه المناطق. وسقط العشرات من الجنود والمقاتلين الأكراد والسكان قتلى في أعمال العنف التي يعزوها المسؤولون المحليون إلى متشددين موالين للتنظيم.
ويقول المسؤول الكردي جبار ياور إن مقاتلي التنظيم يستخدمون المنطقة الحرام بين الحواجز الأمنية للجيش العراقي والأكراد والفصائل الشيعية كمكان لإعادة تجميع أنفسهم. ويضيف: “في بعض المناطق، المسافة بين الجيش العراقي والبشمركة هي 40 كم”.
وقال العقيد محمد الجبوري من قيادة عمليات صلاح الدين: “لحد هذه اللحظة ما يزال ’داعش‘ غير مسيطر (على الأرض) لكنه حسب معلوماتنا الاستخبارية يعمل ضمن مجاميع صغيرة من 10 إلى 15 عنصراً للقيام بعمليات سريعة وخاطفة والانسحاب فورا”.
وأضاف في مكالمة هاتفية مع وكالة “رويترز” أن مقاتلي التنظيم يستغلون “وجود بعض الثغرات الأمنية في مناطق انتشار القوات العراقية نتيجة لعدم تحصين مناطق التمركز بصورة جيدة… كما ينشط داعش أيضاً في مناطق تتوسط مناطق سيطرة البشمركة الكردية والجيش العراقي، وتقع في منطقة تسمى ’الحياد الأمني’ التي لا يسمح لقوات الطرفين بالدخول إليها”.
من الناحية النظرية، تعمل قوات الفصائل شبه العسكرية التابعة للدولة والمتحالفة مع إيران بالتنسيق مع الجيش العراقي، لكن بعض المسؤولين المحليين يقولون إن ذلك لا يحدث دائما.
وقال أحمد زركوش، رئيس بلدية السعدية في المنطقة المتنازع عليها: “المشكلة هي أن القادة المحليين من الجيش والفصائل… لا يعترف أحدهم أحيانا بسلطة الآخر”. وأضاف: “وهذا معناه أن مسلحي التنظيم يمكنهم العمل في الثغرات”.
ويعيش زركوش خارج المدينة التي يتولى إدارتها، ويقول إنه يخشى أن يغتاله مسلحو “داعش” إذا قضى الليل في البلدة.
سورية والحدود
على الجانب الآخر من الممر المتنازع عليه، يقول بعض المسؤولين والمحللين إن مسلحي التنظيم في سورية يستفيدون من تلك البلبلة للعمل في المناطق ذات الكثافة السكانية الخفيفة.
ويقول تشارلز ليستر، الزميل الباحث بمعهد الشرق الأوسط: “المقاتلون يدخلون القرى والبلدات ليلا ويتمتعون بمطلق الحرية في العمل ومداهمة الأماكن بحثا عن الطعام وترويع التجار وابتزاز الضرائب من السكان المحليين”. ويضيف: “لديهم انقسامات محلية كثيرة أخرى لاستغلالها لمصلحتهم، سواء كانت عرقية أو سياسية أو طائفية”.
وتسيطر قوات تابعة للحكومة السورية وفصائل تساندها إيران على الأراضي الواقعة غربي نهر الفرات، وترابط قوات كردية تدعمها الولايات المتحدة شرقي النهر، بما فيها المنطقة التي وقع فيها الهجوم على السجن.
وليست الصورة على الجانب العراقي من الحدود أقل تعقيدا؛ إذ يسيطر جنود ومقاتلون متحالفون مع إيران وتركيا وسورية والغرب على قطاعات من الأرض بحواجز أمنية لا تبعد عن بعضها بعضا سوى بضع عشرات من الأمتار.
وتسعى إيران والفصائل التي تعمل بالوكالة لحسابها للحفاظ على السيطرة على المعابر الحدودية بين العراق وسورية، والتي تعد بوابة طهران إلى سورية ولبنان وفقا لما يقوله مسؤولون غربيون وعراقيون.
ويرى المسؤولون الأميركيون أن هذه الفصائل مسؤولة عن مهاجمة قرابة 2000 جندي أميركي مرابطين في العراق وسورية لمحاربة تنظيم “داعش”. ولم تعلق طهران على ما إذا كانت ضالعة في هذه الهجمات.
في حين أن تركيا تنفذ ضربات بالطائرات المسيرة من قواعد في شمال العراق تستهدف المسلحين الأكراد الانفصاليين الذين يعملون على أي من جانبي الحدود.
=============================
الصحافة الروسية :
نيزافيسيمايا غازيتا :يشتبهون في تقديم واشنطن تنازلات جديدة لبشار الأسد
https://arabic.rt.com/press/1323539-يشتبهون-في-تقديم-واشنطن-تنازلات-جديدة-لبشار-الأسد/
تحت العنوان أعلاه، كتب إيغور سوبوتين، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول الحديث عن اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة على تخفيف الضغط عن دمشق.
وجاء في المقال: اتفقت روسيا والولايات المتحدة على صفقة ضمنية بشأن سوريا. فقد ذكرت مجلة "فورين بوليسي" أن الولايات المتحدة وافقت على تخفيف الضغط الدبلوماسي على دمشق الرسمية في مجلس الأمن الدولي. الحديث يدور عن كثافة الاجتماعات حول الأسلحة الكيماوية وقضايا التسوية السياسية في الجمهورية العربية السورية.
وقد أثارت المبادرة المزعومة انتقادات من أولئك الذين يعتقدون بأن اجتماعات مجلس الأمن الروتينية تشكل ضغطا فعالا على الحكومة السورية. هؤلاء من جماعات الضغط المعارضة والعاملين في المجال الإنساني. وقد اعترض أحد ممثلي البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، وبقي اسمه مكتوما، على أطروحة إزاحة القضية السورية إلى الخلفية، ووصفها بالسخيفة.
المشكلة هي أن المبادرة المزعومة قوبلت بمقاومة من أعضاء آخرين في مجلس الأمن. وبحسب معطيات غير رسمية، فإن عدم الرضا لا يرتبط كثيراً بالمخاوف من تقليص حضور الملف السوري في جدول الأعمال، إنما بحقيقة أن الاقتراح يبدو وكأنه قضية محسومة، ما يحرم أعضاء آخرين في مجلس الأمن الدولي من فرص المناقشة في الجوهر. وقد جادل ممثلا فرنسا والمملكة المتحدة، وفقا لهذه المعلومات، بأن الخطة ينبغي أن تترك إمكانية إجراء بعض المناقشات مفتوحة، على الأقل خلف الأبواب المغلقة. وهما يريان أن المناقشات السرية ستوفر فرصا أكبر.
كما أقر الممثل الدائم لليختنشتاين لدى الأمم المتحدة، كريستيان ويناويزر، بوجود "اتجاه واسع نحو تطبيع" العلاقات مع دمشق، وخاصة في الشرق الأوسط وجامعة الدول العربية. ووفقا له، ربما تحاول روسيا بنشاط استخدام قوة هذا الدافع في منصة مجلس الأمن الدولي. خاصة وأن المناقشات في نيويورك، وفقا لدبلوماسيين، تعكس منذ فترة طويلة حقيقة تحول الولايات المتحدة، مثل العديد من البلدان الأخرى، إلى مشاكل أخرى أكثر إلحاحا من سوريا.
=============================
الصحافة البريطانية :
قاتل في سوريا ... "الغارديان" تُسلط الضوء على مذكرات مقاتل سابق بـ "فاغنر الروسية"
http://www.shaam.org/news/syria-news/قاتل-في-سوريا-الغارديان-تُسلط-الضوء-على-مذكرات-مقاتل-سابق-بـ-فاغنر-الروسية.html
سلط تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية، الضوء على مذكرات "مارات غابيدولين" وهو عضو سابق في مجموعة "فاغنر الروسية"، وشارك في المعارك التي دارت في سوريا، وكتب في مذكراته عنواناً عريضاً بقوله "يجب أن يعرفوا أن المرتزقة موجودون".
وقال غابيدولين، وهو يمسك بمذكراته التي تم الانتهاء منها مؤخرا، وهي أول تقرير منشور عن القتال من أجل جيش المرتزقة الروسية السرية فاغنر: "لقد كتبت هذا لأنني أدركت أن الوقت قد حان لبلدنا لمواجهة الحقيقة: المرتزقة موجودون".
يبلغ غابيدولين من العمر 55 عاما، وهو يصر على أنه "في روسيا يفضل عدم الحديث عن المرتزقة الخاصة بنا، لإنه لا يتناسب مع الرواية الرسمية"، وانضم غابيدولين، وهو جندي روسي قديم في القوات الجوية، إلى فاغنر بعد سنة من تأسيسها، والتي كانت في ذلك الوقت مجموعة مرتزقة غير معروفة، وسرعان ما تم نشرها للقتال في سوريا إلى جانب الجيش الروسي الداعم لرئيس النظام بشار الأسد، وسرعان ما ترقى لقيادة إحدى وحدات فاغنر الخمس هناك.
وعام 2014، أسس مجموعة "فاغنر" ديمتري أوتكين، الذي كان في السابق عضوا في القوات الخاصة الروسية، وهو يخضع حاليا لعقوبات أميركية لمساعدة الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا.
وتجادل الحكومات الغربية بأن مجموعة فاغنر هي أداة غير رسمية للسياسة الخارجية للكرملين، يتم نشرها حيث تريد روسيا توسيع نفوذها أو إحداث اضطرابات، وهذا ما تنفيه موسكو، ولم يحاول غابيدولين إنكار وجود فاغنر أو دوره النشط في المصالح الأمنية الروسية. ولكن قال إن أحد دوافعه الرئيسية وراء تأليف الكتاب هو إخراج المرتزقة من الظل، وتسليط الضوء على الفوائد المحتملة لأهداف السياسة الخارجية لروسيا.
وأضاف: "مجموعات المرتزقة لا يمكن الخجل منها، هي موجودة في كل مكان، ولديها مهارات متخصصة يفتقر إليها الجيش العادي"، وتحدث غابيدولين عن الأحداث التي يزعم أنه شهدها في سوريا، مشددا على أن "إنجازات الجيش الروسي في سوريا كانت إلى حد كبير بسبب تضحيات المرتزقة، ولكن هذه الحقيقة تتجاهلها المؤسسة العسكرية تماما".
ولفت غابيدولين إلى أنه شارك في معركة خشام 2018، حيث قُتل مئات من المرتزقة الروس بعد غارات جوية أميركية ضد القوات الموالية للنظام، فيما يُعتقد أنه أعنف اشتباك بين روسيا والولايات المتحدة منذ الحرب الباردة.
وقال: "ما كان يجب أن نكون هناك أبدا، قيادتنا أخطأت (..) الأميركيون يعرفون بالضبط أين كنا"، وبعد سوريا، ازدادت شهرة فاغنر بعد التقارير عن العمليات في جمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا، الدول الغنية بالموارد والتي تمتلك فيها روسيا مصالح استراتيجية.
كما أدى النفوذ المتنامي للجماعة إلى انقسام مالي وشركائها الأوروبيين بعد أن نشرت الدولة الواقعة في غرب إفريقيا مقاتلي فاغنر في ديسمبر، ومع تصاعد التوترات بشأن أوكرانيا في الأشهر الأخيرة ، ذكرت وكالة رويترز أنه تم إرسال مرتزقة روس لم يتم تسميتهم إلى شرق أوكرانيا الذي يسيطر عليه الانفصاليون.
وفي الأسبوع الماضي ، أفادت صحيفة "ديلي بيست" بأن جنود فاغنر يتم نقلهم من أفريقيا، وربما باتجاه أوكرانيا، وقال غابيدولين إنه "سمع بشكل غامض" عن نشر المرتزقة في أوكرانيا، مضيفا بسرعة أن الغزو الروسي سيكون خطأ "قاتلا".
وتابع: "أعتقد أن الحرب بين أوكرانيا وروسيا ستكون كارثة كاملة لروسيا، تحت أي ظرف من الظروف لا ينبغي السماح بذلك"، وتشهد أوروبا الشرقية توترا ناجما عن حشد روسي قرب الحدود الأوكرانية، قابله حشد عسكري لقوات حلف شمال الأطلسي، وتنديدات بفرض عقوبات على موسكو في حال اجتياحها أوكرانيا.
وردا على تقارير الأمم المتحدة التي تتهم عملاء فاغنر باغتصاب المدنيين في جمهورية إفريقيا الوسطى أو ارتكاب انتهاكات بحق السجناء في سوريا، يقول المقاتل السابق: "يجب أن تحقق في ذلك، هذه الجرائم كانت متوقعة".
=============================
الغارديان :نساء وأطفال بريطانيون..ضحايا للإتجار بالبشر في مخيمات سوريا
https://www.almodon.com/arabworld/2022/2/11/نساء-وأطفال-بريطانيين-ضحايا-للإتجار-بالبشر-في-مخيمات-سوريا
كشف تقرير برلماني بريطاني عم وجود "أدلة قاطعة" على إتجار بالنساء والأطفال البريطانيين في مخيمات شمال شرق سوريا من قبل تنظيم "داعش"، مشيراً إلى أنهم "وصلوا إلى سوريا قسراً".
وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن التقرير الذي جاء بعد تحقيق استمر ستة أشهر من قبل مجموعة برلمانية بريطانية تضم جميع الأحزاب، يسلط الضوء على إخفاق الهيئات العامة في بريطانيا في حماية النساء وأطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 عاماً واستغلال ذلك من قبل تنظيم داعش.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه "خلال التحقيق حصلت المجموعة البرلمانية على أدلة من خبراء قانونيين وفي مجال مكافحة الإتجار بالبشر ومسؤولين حكوميين حاليين وسابقين في بريطانيا وحلفائها، بالإضافة لمسؤولين في الشرطة ومدعين عامين سابقين ومستشارين للأمن".
وأضافت أنه "من بين الأدلة التي استمعت لها اللجنة واحدة تتعلق بوجود "نهج منعزل في مكافحة الإرهاب ومكافحة الإتجار بالبشر من قبل الشرطة البريطانية والسلطات الأخرى".
وتابعت أنه نتيجة لذلك فقد "فشل صانعو القرار الرئيسيون في التعرف على علامات استمالة واستدراج الأطفال" وأن "الفتيات الصغيرات الضعيفات كنّ معرضات لخطر إغرائهن بالخروج من البلاد من قبل المتاجرين بالبشر".
وسلط التقرير الضوء على العديد من الفرص الضائعة لحماية النساء والأطفال المستضعفين من خطر الالتحاق بداعش.
وفي إحدى الحالات التي أوردها التقرير تقول الصحيفة إن "السلطات البريطانية منعت في البداية طفلة من مغادرة البلاد مع شخص بالغ ليس من أقربائها"، لكن "السلطات لم تبلغ الأسرة بالحادث وغادرت الطفلة البلاد عبر طريق مختلف في اليوم التالي".
وتعتقد أسرة الطفلة أنه لو اتصلت بهم السلطات في ذلك الوقت، فربما تمكنوا من منع الشخص البالغ من نقلها إلى سوريا، وفقاً ل"الغارديان".
وقال النائب المحافظ وأحد أعضاء اللجنة البرلمانية أندرو ميتشل إن "نهج الحكومة تجاه الرعايا البريطانيين المحتجزين في سوريا مستهجن أخلاقياً ومشكوك فيه قانونياً ومهمل تماماً من منظور أمني". وحذر من أن "التقاعس المستمر في إعادة العائلات البريطانية من سوريا ستكون له عواقب كارثية".
وقالت الصحيفة إن "رفض بريطانيا إعادة العائلات البريطانية المحتجزة في سوريا سيفاقم من خطر تعرضهم مجدداً للإتجار بالبشر من خلال إجبار النساء على التفكير في وسائل أخرى للهروب من المعسكرات، ووضع حياتهن وحياة أطفالهن في أيدي مهربين عديمي الضمير".
وعلى الرغم من هذه المخاطر، وجد التقرير أن "الحكومة البريطانية رفضت تقديم المساعدة القنصلية الأساسية ولم تبذل أي جهد لتحديد ما إذا كانت النساء والأطفال البريطانيين في معسكرات الاعتقال في شمال شرق سوريا ضحايا للإتجار بالبشر".
وبدلاً من ذلك، نفذت الحكومة البريطانية "سياسة التجريد الشامل من الجنسية على أساس أن النساء سافرن إلى سوريا بمحض إرادتهن، بينما في الواقع هناك الكثير منهن أجبرن على ذلك أو خُدعن".
وكانت منظمة "ريبريف" غير الحكومية الحقوقية قد ذكرت في نيسان/أبريل 2021 أن ما يقرب من ثلثي النساء والأطفال البريطانيين المحتجزين في مخيمات في شمال شرق سوريا هم ضحايا للإتجار بالبشر.
وكشف تحقيق المنظمة ومقرها في بريطانيا أن بعض النساء اللواتي بالكاد كان بعضهن يبلغ من العمر 12 عاماً عندما نُقلن إلى سوريا، كن ضحايا تنظيم داعش الذي عرضهن لصنوف من الاستغلال، بينها الاستغلال الجنسي.
وتقدر المنظمة غير الحكومية أن البريطانيين الذين ما زالوا في المنطقة هم 25 بالغاً و34 طفلاً. وتقول ريبريف إن ما لا يقل عن 63 في المئة منهم ضحايا للاتجار بالبشر.
=============================
الصحافة العبرية :
القناة 12 :هل نجح الاحتلال في استراتيجية "المعركة بين الحروب" بسوريا؟
https://arabi21.com/story/1417259/هل-نجح-الاحتلال-في-استراتيجية-المعركة-بين-الحروب-بسوريا
عربي21- عدنان أبو عامر# السبت، 12 فبراير 2022 03:05 ص بتوقيت غرينتش0
تدخل دولة الاحتلال في هذه الآونة السنة الخامسة لإطلاق استراتيجية "المعركة بين الحروب" التي شرعت بتنفيذها في الأجواء السورية، لاستهداف المواقع الإيرانية وقوافل الأسلحة المتجهة إلى حزب الله، وسط ضوء أخضر أمريكي، وغض طرف روسي، وعجز سوري وإيراني عن وقفها.
بعد خمس سنوات، واصل الاحتلال الإسرائيلي إلحاق الضرر بقدرات إيران والحزب، ولكن دون إشعال الحرب الشاملة، وتستمر في حملة إبعاد إيران من حدودها مع هضبة الجولان، وتسعى لنقل هذه الأساليب للعمل ضد حماس في قطاع غزة، دون التأكد من نجاحها هناك، في ظل اختلاف الظروف الميدانية والسياسية بين غزة سوريا
نير دفوري الخبير العسكري ذكر في مقاله بموقع القناة 12، ترجمته "عربي21"، أن "قاعدة القوات الجوية في منطقة "رمات دافيد" تشهد استعداد الطيارين في قمرة القيادة بانتظار الضوء الأخضر للإقلاع، وتخرج بالعادة ثماني طائرات مقاتلة من طراز إف16، وهي محملة بالوقود والأسلحة، وتختفي في الظلام، وعلى تحليق منخفض، وعبر مرتفعات الجولان، بعيدا عن العديد من أنظمة الرادار السورية المنتشرة في المنطقة، يتم تنفيذ الغارات الجوية باتجاه المواقع المستهدفة".
وأضاف أن "مثل هذه الغارات تحدث كل أسبوع تقريبا منذ خمس سنوات، ضمن حملة كاملة لم تنته بعد، اسمها "المعركة بين الحروب-مبام"، وتتركز في هجمات إسرائيلية ضد إيران وسوريا وحزب الله وحماس، وتشمل سلسلة من العمليات السرية، بما في ذلك الاغتيالات المستهدفة، والغارات الجوية، والحرب الإلكترونية، والعمليات الخاصة، ومفادها تنفيذ جملة من الإجراءات المتتالية ضد الخصم، دون اندلاع حرب شاملة".
تتحدث المحافل الإسرائيلية أنه خلال 2017، وصلت معلومات بأن قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قرر وضع 100 ألف مقاتل شيعي على حدود الجولان، وأن الإيرانيين في طريقهم للسيطرة على سوريا، لأن الأسد في حينه سيطر فقط على 60 بالمئة من الأراضي السورية، وطالما أن سلاح الجو الإسرائيلي يتمتع بحرية عمل في المنطقة عموما، فقد نشأت حالة من التفاهمات الضمنية مع روسيا لإخراج النفوذ الإيراني من سوريا، لأن موسكو تريد التفرد، والسيطرة على الموانئ والمطارات، والوصول للمعادن، بمعنى آخر نفوذ إقليمي وطريقة لكسب المال، مقابل أن تستمر إسرائيل بالعمل في سوريا.
وتكشف أن وزارتي الحرب في موسكو وتل أبيب نشأ نظام فعال لعدم التصعيد، وهناك اتصال هاتفي يومي يمنع الاحتكاكات غير الضرورية، ويسمح للقوات الجوية الإسرائيلية بمواصلة العمل في المنطقة، وهكذا تسمح روسيا لإسرائيل بالتصرف، وفي الوقت ذاته يساعد الضباط الروس الجيش السوري في الدفاع عن بلادهم بالبطاريات المضادة للطائرات التي تزودهم بها.
في جبهة أخرى، تركزت "المعركة بين الحروب" على منع تقدم حزب الله والمليشيات الشيعية في سوريا، ووقف بناء قوات حزب الله تحت رعاية الجيش السوري في الجولان، فضلا عن وقف تحرك جديد لتوجيه الأسلحة إلى قطاع غزة، وقد شهدت ليلة واحدة شن سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية، وهاجمت عشرات الطائرات المقاتلة أكثر من 50 هدفا في جميع أنحاء سوريا، ليس فقط ضد تهريب الأسلحة لحزب الله، ولكن ضد الوجود العسكري الإيراني في سوريا.
من الواضح أن هناك عدة أجهزة أمنية وعسكرية إسرائيلية تشارك في هذه الغارات، بدءا بفيلق القيادة والسيطرة، ومرافق جمع المعلومات الاستخبارية، وخزانات الصواريخ، ووحدات القيادة والتحكم، والأنظمة المضادة للطائرات، لاستهداف ترسانة ضخمة من الأسلحة المنتشرة في جميع أنحاء سوريا، بعضها ملاصق لمنشآت عسكرية روسية، وأي خطأ ملاحي أو على بعد أمتار قليلة، فمن المفترض أن تسقط قنبلة تشعل الشرق الأوسط، وكل ذلك بهدف إقناع المضيف "السوري" بعدم استضافة "إيران والحزب".
ليس من شك في أن أحد أهداف استراتيجية "المعركة بين الحروب" الضغط على الأسد الذي يعاني جيشه من أضرار جسيمة من سلاح الجو الإسرائيلي؛ لأن بطارياته المضادة للطائرات تطلق النار على طائرات سلاح الجو، وتم تدمير 30 من أحدث البطاريات المضادة للطائرات من طراز SA-17 وSA-2، فضلا عن استهداف مواقع غير تقليدية مثل مجمع السارس قرب حمص الخاص بتطوير غاز الأعصاب.
بقراءة إجمالية لنتيجة هذه الحملة الإسرائيلية، تزعم أوساطها العسكرية أن الجيش شهد تحسنا في منع تهريب الأسلحة من إيران إلى الحزب مرورا بسوريا، وإغلاق 70 بالمئة من طرق نقلها: بحرا وجوا وبرا، وبلغة الأرقام، فقد شهد 2021 تنفيذ سلاح الجو لعشرات الهجمات، ليس فقط في سوريا، التي تشهد غارات أسبوعية، بل بتنفيذ عمليات بحرية في البحرين الأحمر والمتوسط، وبجانب الجيش، دأب الموساد جنبا إلى جنب على جمع معلومات استخبارية دقيقة، لمعرفة طرق تهريب الأسلحة، شرط ضمان ألا تنزلق الأمور إلى حرب واسعة في الجبهة الشمالية.
=============================