الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 12/3/2016

سوريا في الصحافة العالمية 12/3/2016

13.03.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. لوتان الفرنسية :إتلاف "الكيميائي السوري" ثمرة سنوات من التواصل السري بين موسكو وواشنطن
  2. ستريت جورنال: اللاجئون السوريون يدعمون الاقتصاد المصرى والتركي
  3. واشنطن بوست.. الأسد فشل في تحطيم الثورة الشعبية بسوريا
  4. واشنطن بوست : مشاهدات صحافي دولي جال في سوريا في 5 أيام بحماية روسية
  5. ليبراسيون” الفرنسية تتحول لـ”تحرير”: الثورة بقلم السوريين
  6. الإندبندنت: السفر والسياحة بدلاً من الحرب في سوريا.. تطلّعات الشباب الإيراني بعد الانتخابات
  7. معهد واشنطن :«مجلس التعاون الخليجي» يصنّف «حزب الله» منظمة إرهابية... ولكن، ما هو موقف الشعوب العربية إزاء الحزب
  8. من الصحافة التركية: تركيا تعارض جميع أشكال الإرهاب في سوريا
  9. من الصحافة الإسرائيلية: الموساد فشل في اغتيال مغنية في لبنان ونحج في دمشق
  10. بروجيكت سنديكيت :أصحاب النزعة التدخلية الجدد
  11. حسن حسن ومايكل فايس* – (بي بي سي) 8/3/2016 :هل "داعش" قوة لا تُقهر؟
  12. فاينيارد ساكر — (أونز رفيو) 6/3/2016 :الأسبوع 21 من التدخل العسكري الروسي في سورية: هدوء ما قبل العاصفة؟
  13. أتلانتك مونثلي :أوباما في أطول مقابلة بدا أقرب لإيران منه للسعودية
  14. التايمز: ملفات تنظيم الدولة تكشف دور المقاتلين البريطانيين
  15. ميدل إيست آي: الدولة السورية تسير نحو الفيدرالية
  16. الغارديان :حكاية 10 أشقاء سوريين قاتلوا مع الثورة.. أين أصبحوا الآن؟
 
لوتان الفرنسية :إتلاف "الكيميائي السوري" ثمرة سنوات من التواصل السري بين موسكو وواشنطن
جاء الاتفاق على إتلاف الترسانة الكيميائية السورية نتيجة مفاوضات سرية بين موسكو وواشنطن دامت عدة سنوات، حسبما أفادت به صحيفة "لوتان" السويسرية.
وذكرت الصحيفة في مقال نشر الجمعة 11 مارس/آذار أنه كان يعتقد سابقا أن الاتفاق المذكور كان ثمرة لجهود الدبلوماسية الروسية في المقام الأول، ولكن هناك أدلة تشير إلى أنه نجم عن مبادرة روسية أمريكية مشتركة.
وتعيد "لوتان" إلى الأذهان أن بدء المفاوضات سبقته زيارة كل من السيناتور ريتشارد لوغار ونائب وزير الدفاع الأمريكي أندريو ويبر إلى موسكو في عام 2012.
وبحسب الصحيفة فإن الرئيس باراك أوباما أعرب في حديث معهما عن قلقه من احتمال استخدام السلاح الكيميتئي في سوريا. وبعد أسابيع مضت جرت سلسلة لقاءات سرية في عدد من المدن الأوروبية هي: هلسنكي، روما، فيينا، براغ، جنيف، وشارك فيها من جهة ممثلو البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية الأمريكية والبنتاغون، ومن جهة أخرى ممثلو مجلس الأمن الروسي ووزارتا الدفاع والخارجية الروسيتان.
وتحدث أندريو ويبر للصحيفة السويسرية أن اللقاءات لم تجر على المستوى الوزاري، لعدم رغبة الطرفين الروسي والأمريكي في جذب الاهتمام إليها.
وذكر الدبلوماسي الأمريكي أن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي روز غوتمولر لعبت دورا محوريا في حسم ملف السلاح الكيميائي السوري، وذلك عبر إجرائها اتصالات هاتفية أسبوعية مع نظيرها الروسي سيرغي ريابكوف.
وبحسب الصحيفة فإن الطرف الروسي وافق بعد تردد على التعاون مع واشنطن في هذه المجال وممارسة ضغوط لم يكن بد منها على دمشق. ولاحقا أثمرت لقاءات عديدة في وضع خطة أمريكية روسية مشتركة لسحب الترسانة الكيميائية السورية من البلاد.
وتتابع الصحيفة "لو تان" قولها إن حادث استخدام غاز السارين في ريف دمشق حفز موسكو وواشنطن على القيام بخطوات حازمة لاحقة.
فقد أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بعد هذا الحادث أن على دمشق أن تسلم ترسانتها الكيميائية خلال أسبوع، مع أنه أشار إلى استحالة ذلك. من ثمة فاجأ نظيره الروسي سيرغي لافروف المجتمع الدولي معلنا خطة لنقل الأسلحة الكيميائية من سوريا وإتلافها فيما بعد، الأمر الذي رأت وسائل الإعلام العالمية فيه مبادرة روسية بحتة.
وكانت عملية تدمير الأسلحة الكيميائية السورية قد بدأت الاثنين 7 يوليو/تموز عام 2014 على متن سفينة "كيب راي" الأمريكية في البحر الأبيض المتوسط.
هذا وشاركت في العملية نفسها سفينة "أرك فوتورا" الدنماركية والسفينة النرويجية "تايكو" التي نقلت دفعة من المواد الكيميائية قليلة الخطورة إلى فنلندا لتدميرها في المنشأة نفسها.
من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الروسية وقتها أن موسكو شاركت بقسط كبير في عملية التخلص من الإمكانيات العسكرية التقنية الكيميائية السورية.
وأوضحت الوزارة أن روسيا شارك بشكل فعال في تأمين المرحلة الأكثر مسؤولية على الأرض في عملية التخلص من الترسانة الكيميائية السورية، وقام الأسطول الروسي وطيران النقل العسكري في مدة وجيزة بتزويد سورية بالوسائط التقنية والمواد والمستلزمات خاصة التي رفضت تقديمها عدة دول لدواع سياسية.
كما أشارت الخارجية إلى مشاركة السفن الحربية الروسية في تأمين سلامة عملية نقل المواد الكيميائية السورية من ميناء اللاذقية إلى المياه الدولية، مضيفا أن روسيا قدّمت 2 مليون دولار لصندوق الأمم المتحدة الخاص بهذه العملية.
وفي 12 أغسطس/آب عام 2015 أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن تدمير جميع الهياكل لإنتاج الأسلحة الكيميائية في سوريا.
وقال بان في تقرير قدمه إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي إن "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تؤكد تدمير جميع الهياكل الخمسة المقامة تحت الأرض في إطار الجهود المبذولة من أجل تدمير مرافق إنتاج الأسلحة الكيميائية البالغ عددها 12، كما تم تدمير إحدى الحظائر باستخدام المتفجرات التي وصلت الشهر الماضي".
======================
ستريت جورنال: اللاجئون السوريون يدعمون الاقتصاد المصرى والتركي
   منيرة الجمل
 فيتو
سلطت صحيفة "وول ستريت جونال" الأمريكية، الضوء في تقرير لها اليوم الجمعة، على استفادة بعض الدول المستضيفة للاجئين السوريين اقتصاديًا نظرًا لهروب السوريين أصحاب رءوس الأموال والكفاءات من الحرب ببلادهم.
وأبرزت الصحيفة نجاح شركة "الدرة" للمنتجات الغذائية السورية للتجارة العامة والاستثمار في المدينة الحدودية الأردنية إربد مع 20 شركة سورية أخرى.
ونوهت الصحيفة، بأن نجاح تلك الشركات بمثابة تحدي لفكرة أن اللاجئين السوريين عبئًا على اقتصاد الدول المستضيفة ويسرقون فرص عمل السكان المحليين.
وبحسب الصحيفة، فإن هروب الكفاءات السورية من الحرب عاد بالنفع على الأردن ولبنان وتركيا اللاتي شهدن وظائف ومجالات عمل جديدة نتيجة لاستقبالهم هؤلاء اللاجئين.
وبدوره، قال "خالد خميس"، مدير بشركة الدرة: "الاستثمارات تحتاج للاستقرار والأمن، والأوضاع في سوريا أجبرتنا على نقل عملنا".
وأشارت الصحيفة إلى انتشار المطاعم السورية (شاورما وحلويات) في القاهرة منذ عام 2011، ووفقًا للهيئة العامة للاستثمار، فإن إجمالي رأس المال للأعمال التجارية للسوريين وشركائهم المصريين يُقدر بـ 792 مليون دولار أمريكي.
======================
واشنطن بوست.. الأسد فشل في تحطيم الثورة الشعبية بسوريا
أورينت نت - متابعات تاريخ النشر: 2016-03-12 09:55
قالت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحية لها إن الوقف الجزئي للأعمال العدائية في سوريا خلال الأيام الماضية خفف بشكل ملموس معاناة المواطنين التي طالت، لكن تكلفة ذلك كانت عالية لأنها ضمنت استمرار بشار الأسد وفقدان فرصة السلام الدائم.
وأوضحت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمخ موقع الجزيرة، أن بعض التقديرات تشير إلى انخفاض أعمال العنف بنسبة تزيد على 80%، وأن قوافل الطعام والأدوية قد وصلت حتى اليوم إلى 150 ألف سوري من أصل خمسمئة ألف كانوا تحت الحصار، بينما استأنفت المعارضة احتجاجاتها السلمية ضد بشار الأسد الأمر الذي يشير إلى أن الأسد قد فشل في تحطيم الثورة الشعبية التي بدأت ضده قبل خمس سنوات.
وأضافت أن الرابح في وقف إطلاق النار هي روسيا التي ظل رئيسها فلاديمير بوتين يصوّر نفسه مؤخرا على أنه صانع سلام وأنه رجل دولة، بينما يستمر في تنفيذ أهدافه العسكرية في مناطق إستراتيجية تحت غطاء قتال "الإرهابيين"، كما أن قوات الأسد مستمرة بالدعم الجوي الروسي في محاولاتها لقطع آخر طريق للإمدادات يؤدي إلى الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة في حلب، كما تحاول الاستيلاء على مناطق رئيسية قريبة من دمشق.
وأشارت الصحيفة إلى أن من المفترض أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى استئناف المباحثات حول مستقبل سوريا، لكنها أعربت عن تشاؤمها من أن يتم ذلك.
وقالت إن المسؤولين الأميركيين لا يزالون يتوقعون بشكل غير منطقي أن يتعاون بوتين في إجبار الأسد على مغادرة السلطة وفتح المجال لتشكيل حكومة جديدة، لكنها قالت إن أفضل ما يمكن أن يأمله المراقب هو تقسيم سوريا مع استمرار القتال وعدم الاستقرار بمستوى أقل من الآن.

واختتمت قائلة إن بوتين ربما يبدأ سعيا لرفع العقوبات الغربية ضد روسيا مقابل تهدئة الصراع في سوريا وتخفيف معدل اللجوء المرافق إلى أوروبا، أو استئناف هجماته العسكرية لاستعادة قبضة النظام على حلب، معلقة بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد منح بوتين هذه الخيارات مقابل تفادي تدخل واشنطن
======================
واشنطن بوست : مشاهدات صحافي دولي جال في سوريا في 5 أيام بحماية روسية
 12/03/2016 تقارير للوهلة الأولى، لا يبدو ميناء اللاذقية المطل على البحر المتوسط مدينة تعصف بها الحرب، حيث تعج الشوارع بحركة السيارات والنساء الأنيقات اللائي وقف بعضهن لتبادل أطراف الحديث تحت النخيل، بجانب روعة بساتين البرتقال الممتدة لأميال. بيد أنه مع إمعان النظر، ازدادت دلائل الحرب وضوحًا، مثل رجل يرتدي زيًا مموهًا يتسوق وهو يحمل بندقية «كلاشينكوف» على كتفه، ونقاط التفتيش العسكرية التي مررت بها من وقت لآخر، والمباني التي توقف بناؤها جراء الحرب الأهلية المشتعلة في سوريا منذ خمس سنوات حتى الآن. وبالنسبة لمجموعة من المراسلين الدوليين شاركوا في جولة على مدار خمسة أيام داخل سوريا، نظمتها وزارتا الخارجية والدفاع الروسيتان، بدت التناقضات مذهلة. مع بداية الجولة، ركبنا حافلة ترافقها حماية عسكرية، ومررنا عبر شوارع اللاذقية التي بدت هادئة تحت أشعة الشمس الساطعة. يذكر أن المدينة تقع في قلب الموطن العلوي للرئيس بشار الأسد. وأثناء جولتنا، مررنا بدبابات وناقلات جنود مدرعة وحافلات مدمرة ومحترقة داخل المناطق التي شهدت معارك مؤخرًا. وأثناء وجودنا بقرية جبلية، تعرضنا لسقوط قذائف حولنا، ما دفعنا إلى الفرار نحو الشارع لركوب شاحنة مصفحة بحثًا عن الأمن. من على الجدران والنوافذ بشوارع اللاذقية المزدحمة، تتدلى صور الأسد ووالده، حافظ. وتنتشر في المدينة المقاهي والمطاعم التي تقدم أطباق الكباب والحمص. ومع ذلك، فإنه على بعد قرابة خمسين كيلومترًا فقط (قرابة ثلاثين ميلاً)، كانت توجد الخطوط الأمامية لحرب أهلية مشتعلة منذ عام 2011 أسفرت حتى الآن عن مقتل ربع المليون شخص وتشريد نصف أبناء سوريا. مع اقتراب مجموعتنا من تلك الخطوط الأمامية، بدأت المباني التي لم ينجز بناؤها تمامًا في التلاشي، لتحل محلها منازل دمرها القتال. في بعض الأماكن، جرت الاستعاضة عن بعض الجدران بألواح، بينما ظهرت بعض المدارس المعلقة عبر مناطق خربة، في إشارة إلى وجود حياة في خضم الدمار. ومع اقترابنا من ميادين القتال، بدا الجنود في نقاط التفتيش أكثر توترًا وأكثر جاهزية لإطلاق النار. وعبر قلب حماه، رافقتنا شاحنة مصفحة يعلوها مدفع رشاش وجندي حرص باستمرار على مراقبة المنطقة المحيطة. وعند تقاطع طرق خارج حماه، جرى نقلنا إلى مركبات مدرعة تخص الجيش الروسي، في مؤشر واضح على الخطر الذي ينتظرنا. ومضينا في طريقنا في ظل حماية جنود روس. داخل قرية معرزاف، الواقعة على بُعد نحو 15 كيلومترًا (تسعة أميال) إلى الغرب من مدينة حماه، استقبلنا العشرات من الرجال المسلحين بشدة من المنتمين إلى ميليشيا خاصة تعرف باسم ميليشيا الشيخ أحمد مبارك، وهو زعيم بارز بالمنطقة. وقد شاهدناه يوقع اتفاقا يتعهد بمقتضاه باحترام وقف إطلاق النار الذي بدأ 27 فبراير (شباط). وكان عمر بعض مقاتليه لا يتجاوز 15 عامًا، ومع ذلك بدوا فخورين بأسلحتهم. وعندما بدأت شاحنة روسية في إنزال مساعدات إنسانية، تزاحم المقاتلون مع المقيمين للوصول إلى بعض منها، بل وهدد أحدهم بإطلاق النار لإبعاد بعض الصبية المشاكسين. إلا أنه بوجه عام، كان الشعور العام بالفضول أكبر من الشعور بالخطر. وسرعان ما تحولت مسؤولة إعلامية من وزارة الدفاع الروسية لبؤرة الاهتمام، مع تزاحم الرجال لالتقاط صورة معها. في المقابل، جاءت زيارة قرية جبلية قرب الحدود مع تركيا، مروعة بدرجة أكبر، حيث عانت معظم منازل قرية غنيمية، على سبيل المثال، التي سيطرت عليها قوات الجيش السوري من أيدي مسلحين مؤخرًا، من الدمار، مع وضوح آثار القذائف على الجدران وغياب النوافذ والأبواب كلية. وبدت الصدمة على وجوه سكان القرية الذين عادوا إليها بعد فرارهم لتفقد منازلهم. بعد
(موقع سوريتي)
======================
ليبراسيون” الفرنسية تتحول لـ”تحرير”: الثورة بقلم السوريين
لطالما ناصرت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسيّة، الثورة السوريّة. وها هي، اليوم تُكرّس عدداً خاصاً عن “الحياة اليومية للسوريين”، مستبدلةً، ليوم واحد، اسمها إلى العربية لتُصبح “تحرير”.
ولأن الصحيفة تنحاز إلى الثورة السورية، فإن العدد الخاص لهذا اليوم من الصحيفة أنجزه صحافيون ومثقفون وفنانون سوريون، وهم “يحكون لنا بلداً يعيش حرباً مستمرة منذ خمس سنوات”، لتنشره الصحيفة، قبل أيام من ذكرى الثورة السورية، باللغة العربية على موقعها.
الحالة في سورية هي موضوع العدد، وبالطبع تحضر مدينة حلب، رمز الثورة، في الملف، من خلال مقال لمصطفى محمد، مراسل صحيفة “صدى الشام”، وهو يروي أيام الهدنة التي تعرفها أكبر مدينة سورية. حيث يروي اليوم القاسي الذي تعيشه نساء وأطفال، في ظل الخوف رغم الهدوء السائد. أما هالة قضماني، فتكتب عن “استحالة إحصاء عدد ضحايا الثورة السورية”، لأن التقديرات الرسمية لا تتحدث سوى عن 260 ألف قتيل “وتوقف العدّاد على هذا الرقم”.
ولأن دور الأطباء مهم وحاسم في هذه الظروف، ترسم الصحيفة “بروفايلاً” عن رشا الحاج، الطبيبة السورية، في إدلب، وهي من الأطباء القلائل الذين ظلوا في عين المكان، للتخفيف عن الضحايا في هذه الحرب المستعرة.
لييراسيون” (“تحرير” اليوم) تتحدث عن وضع الاستخبارات الألمانية يدها على سجل لأسماء 22 ألف مقاتل من تنظيم داعش، وهو ما يعني أن “التنظيم ليس بالمناعة التي يتصورها الكثيرون”، وأنه “قابل لأن يُهزَم”.
وفي الصحيفة الفرنسية حوار مع قائد سابق في الجيش السوري، عبد الناصر العائد، أجرته هالة قضماني، يكشف الدور الروسي في سورية والمتمثل في خنق المعارضة المعتدلة للنظام الأسدي وجعل تنظيم “داعش” العدو الأوحد.
في الصحيفة تقرير حافل، أجراه مراسل صحيفة “كلنا سوريون” عن الحياة في مدينة اللاذقية، حيث يساهم الفساد المستشري ونتائج الحرب السورية في إرهاب هذه المدينة الساحلية، رغم استقبال بعض الأهالي للقوات الروسية، قبل خمسة أشهر، باعتبارهم منقذين.
وفي الصحيفة أيضاً، مقال عن الصراع الخفي/الظاهر بين القوى العظمى والإقليمية من أجل الاستفادة من الذهب الأسود (السوري) ومن أجل استخدام سورية ممرًا لتصدير النفط والغاز إلى أوروبا.
ولا يمكن للملف أن يغفل مدينة الرقة، عاصمة “داعش” في سورية، حيث يقول أحمد مهيدي، مراسل صحيفة “عين المدينة” في الرقة، إن سكان المدينة يعانون، إما من تصرفات التنظيم القمعية أو من الدمار الذي يسببه القصف الذي تتعرض له المدينة. ويبشر الصحافي أن التنظيم بدأ يعاني من صعوبات ومشاكل ووَهَن، وهو ما يعني أن هذا المعقل الداعشي لم يَعُد منيعاً كما كان في البداية.
قسم الرأي دشنه الباحث السوري فاروق مردم بيك بمقال: “من هم أصدقاء سورية حقيقةً؟”، وهو ذات السؤال الذي أجاب عنه أكثر من مرة المفكر السوري برهان غليون. وملخص المقال هو أن “منظمات إقليمية ودولية ونحو ستين بلداً، لم يفوا ـ أبداً، بتعهداتهم، ولم يقدّموا أي دعم، حتى حين تجاوز بشار الأسد الخطوط الحمراء، باستخدامه السلاح الكيماوي”.
نائبة رئيسة منظمة “سوريون مسيحيون من أجل السلام”، سميرة مبيض، تطرقت إلى دور المسيحيين السوريين في مقاومة تطرّف السلطة القمعي والتطرف الديني.
الثورة السورية شاملة، والفن ليس بمعزل عنها، إن لم يكن في الطليعة. وفي بانوراما عن الفنون في سورية، تكتب ندى قروي، بأن “التابوهات تحررت في الفنون التشكيلية السورية”. فالفنانون السوريون، المسكونون بالغضب والتمرد والثورة، لا يترددون في تناول الصراعات التي تعصف ببلدهم”.
موضوع آخَر، بتوقيع الكاتبة روزا ياسين حسن المقيمة في ألمانيا، (صاحبة رواية “حراس الهواء”)عن الكتابة بعنوان “القلم والرصاص”، وهو نص يفكر ويتأمل في أدب السجون في سورية.
أما الصفحة الأخيرة من صحيفة “ليبراسيون”، فكانت “بورتريه” عن فتى سوري، شاءت الأقدار أن يكون أول من يخربش رسماً معادياً للأسد على الحيطان في الثورة السورية، وقد تعرض للتعذيب من قبل الشرطة السورية، قبل أن يلتحق بصفوف الجيش الحر. البورتريه يرصد الثورة السورية منذ بداياتها وإرهاصاتها الأولى، إلى الآن. وقد أنجز البورتريه مراسل صحيفة “زيتون”، في درعا، أسامة عيسى.
ويأتي هذا العدد المكرّس للثورة السورية والمنحاز لها، في ظل أجواء غير متفائلة عن الحالة في سورية، تحديداً على وقع وقف إطلاق النار، وغموض المرحلة المقبلة، والتي دفعت موقع “ميديا بارت” (الفرنسي والمنحاز للثورة السورية) إلى تكريس مقال طويل عنها، يوم 10 مارس/آذار بعنوان مثير للقلق: “انتصار المحكيّ الروسي الإيراني في سورية”.
العربي الجديد
======================
الإندبندنت: السفر والسياحة بدلاً من الحرب في سوريا.. تطلّعات الشباب الإيراني بعد الانتخابات
 ترجمة هافينغتون بوست عربي
يتساءل نفيد وأصدقاؤه إلى متى سيظل الجنود الإيرانيون في سوريا. ارتفاع حصيلة ضحاياهم وجرحاهم في تلك الحرب التي لا تهدأ رحاها أمرٌ لا يبشّرهم بالخير مطلقاً. ورغم أنهم سمعوا بهدنة سارية، إلا أنهم يخشون ألا تستمر.
هم 4 من الطلبة وهذا كان ما يشغل بالهم لأنهم عمّا قريب سيكونون مطالبين بأداء الخدمة العسكرية، وما من أحد منهم متشوّق للظى الغربة وسعير الحرب، خاصة أنهم باتوا يتطلعون إلى عهد من الإصلاح والرخاء في أعقاب النجاحات التي حققها الليبراليون وحلفاؤهم في الانتخابات الأخيرة، وفق تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، الجمعة 11 مارس/آذار 2016.
وقف الأربعة خارج حرم جامعة طهران يتحدثون إلى مراسل الصحيفة البريطانية بحذر دون توجيه اللوم علناً أو بشكل سافر إلى حكومة بلادهم على تورطها في الحرب، بل كانت تلك غلطة الأميركان وسياساتهم الخرقاء، على حد قولهم.
تجنب المصير المجهول في سوريا
لكن لعل نفيد وأقرانه ممن هم دون سن الثلاثين –الذين يشكلون 60% من السكان- يفلحون في تجنب مصير مجهول في سوريا؛ فحكومة الرئيس الإيراني، حسن روحاني، تعززت مواقفها كثيراً بعد نتائج الانتخابات، فعزمت دون ضجة على إرجاع قرابة 2500 جندي من الحرس الثوري إلى البلاد، تاركين وراءهم 700 من المستشارين العسكريين في سوريا.
ظل الموقف الرسمي الإيراني حتى وقت قريب مصراً على أن وجوده العسكري في سوريا لا يعدو حفنة “مستشارين ومتطوعين” يعاونون قوات الأسد؛ لكن نعوات “الشهداء” في ساحة المعركة تتالت تباعاً، كما ظهرت لقطات جنائزية أثناء مواراة هؤلاء الثرى، فضلاً عن خطاب تأبيني ألقاه المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في رثاء جنرال لواء قضى في الحرب.
الآن هناك تحضير في الكواليس يتم على قدم وساق للإعلان للشعب الإيراني أن تضحياته في محاربة “الإرهاب” قد أثمرت وأن الوقت قد حان كي يعود رجالنا إلى طهران.
والواقع أن تقليص عدد رجال الحرس الثوري في سوريا كان قد بدأ بالفعل حتى من قبل الانتخابات؛ فقبل أسبوعين قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أمام الكونغرس الأميركي “إن الحرس الثوري الإيراني سحب قواته من سوريا وتقلص بالفعل وجودهم فيها.”
الاقتصاد المزري
هنالك عدة أسباب وراء ذلك؛ فالمهمة العاجلة التي تواجهها الحكومة حالياً هي حال الاقتصاد المزرية. الاتفاق النووي مع القوى العالمية أدى إلى رفع العقوبات الدولية عن إيران، ما يجعل الفرصة سانحة جداً لتصحيح مسار الاقتصاد وإنقاذه، ولا رغبة لأحد بإنفاق خيرات العائدات الثمينة على حرب مكلفة باهظة في سوريا.
إضافة إلى ذلك فإن المسؤولين الإيرانيين يرون أن تدخل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في سوريا والمكاسب التي حققتها قواته كلها قللت من دواعي الحاجة إلى حشد عسكري إيراني هناك.
حميد رضا دهقاني، رئيس قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية، أكد على أنه حتى لو كان 60% من أراضي سوريا واقعة في أيدي المعارضة، إلا أن تعداد السكان المنضوي تحت إدارتهم لا يتعدى 40%، وهو الرقم الذي انخفض بشكل كبير في الأشهر الأخيرة.
وقال دهقاني إن قوات المعارضة في تراجع مستمر، “لا يمكننا القول أن الأوضاع تغيرت بشكل تام، لكن الحرب على الإرهاب غدت أكثر جدية، والحكومة السورية اغتمنت الفرصة واستغلتها بشكل جيد.”
الحرس الثوري الإيراني
هنالك رأيٌ قائل أنه ليست هناك حكومة إيرانية يمكنها أن تتحكم بالحرس الثوري; فالحرس مؤسسةٌ قائمة على معاداة الغرب والقوى السنية، خاصة السعودية؛ لذا يقول أنصار هذا الرأي أن الحرس الثوري يريد البقاء في حالة مواجهة دائمة مع العدو.
ولكن قمة هرمهم القيادي صدرت عنها أخيراً مواقف لا تدعم هذه الرواية. فالحرس الثوري دعم الرئيس روحاني بشأن الاتفاق النووي، كما ساهم في ضمان الإفراج وبسرعة عن 10 من أفراد البحرية الأميركية كان قد تم القبض عليهم في المياه الإقليمية الإيرانية؛ كما انصاع الحرس الثوري لبدء الانسحاب من سوريا، وحرص أبرز قادتهم، اللواء قاسم سليماني، على تأييد رئيس البرلمان علي لاريجاني، المقرب من الإصلاحيين، في الانتخابات.
لعل في تجارب الصواريخ هذا الأسبوع، التي رافقتها تصريحات عدائية من قادة الحرس الثوري، تحدٍ سافر للغرب يضرب بالاتفاق النووي عرض الحائط؛ فواشنطن قالت إنها تحقق فيما إذا كانت هذه الاختبارات تمثل خرقاً للاتفاق، حيث صرح نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن بلاده “ستتخذ موقفاً” في حال تم خرق الاتفاق.
من جهتها أكدت الأمم المتحدة أن الاختبارات لم تخرق القرار الذي صدر الصيف الماضي. لذا لعل إطلاق الصواريخ كان على الأغلب بغرض طمأنة متشددي البلاد الذين يعانون من هزيمتهم في الانتخابات البرلمانية التي جرت أخيراً.
الفرصة سانحة لإيران
كذلك فإن طهران حريصة على طمأنة حلفائها في سوريا بأن فرقة عسكرية إيرانية ستبقى هناك لمساعدة قوات النظام. لكن ترى أي دولة سورية ستبقى في نهاية المطاف لتتلقى المساعدة؟
إن احتمال تقسيم البلاد إلى مناطق علوية وسنية ليس حتماً أمراً ضاراً بمصلحة إيران طالما احتفظت بسطوتها في لبنان وحليفها حزب الله.
كما أن إنشاء دويلة سنية يسيطر عليها الإخوان المسلمون (التنظيم المؤثر في صفوف المعارضة السورية) لا يلزم أن يكون مشكلة كبيرة بالنسبة لإيران أيضاً. فطهران كانت قد دعمت بقوة حكومة محمد مرسي في مصر، وأدانت الإطاحة بها.
هناك أيضاً قرار السعودية الأخير بمعاقبة لبنان على وجود حزب الله في البلاد، فعلقت مليارات الدولارات من المساعدات ومنعت السياح السعوديين من السفر إلى هناك، حيث رأت طهران في هذا القرار هدية غير متوقعة، لذا ستستغل الفرصة وستسعى لملء الفراغ وبسط نفوذها.
أما نفيد وأصدقاؤه فقالوا إن أحد منافع تحرر إيران وانفتاحها دولياً سيكون في الفرصة للسفر والتجوال حول العالم؛ فلبنان الذي حُرِم العائدات السياحية السعودية سيكون مضيفاً ممتناً جداً في المستقبل لهؤلاء المسافرين الشباب
======================
معهد واشنطن :«مجلس التعاون الخليجي» يصنّف «حزب الله» منظمة إرهابية... ولكن، ما هو موقف الشعوب العربية إزاء الحزب
ديفيد بولوك
متاح أيضاً في English
"منتدى فكرة"
8 آذار/مارس 2016
شهد الأسبوع الماضي تطوراً بارزاً حظي بانتباه قليل تضمن تصريحاً صادراً عن جميع دول «مجلس التعاون الخليجي» الست - المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر وعمان والبحرين - اعتُبر بموجبه رسمياً «حزب الله» اللبناني منظمة إرهابية. وهذا الأسبوع، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى هذه الخطوة بأنها "مهمة لا بل مدهشة". إلا أن الواقع لا يمت بصلة إلى إسرائيل بل هو في الحقيقة مرتبط بالموقف العربي الذي يزداد انشقاقاً، مع مرور السنين، عن رؤية الحزب وأهدافه نتيجة خلافات جمّة حول مجموعة متزايدة من المسائل الأخرى، أبرزها: دعم «حزب الله» العسكري الفعلي لنظام بشار الأسد الديكتاتوري، ودعمه المعارضة الحوثية الشيعية في اليمن، وعلاقته الوثيقة بأحد أعداء «مجلس التعاون الخليجي» اللدودين أي إيران، بالإضافة إلى المعلومات الموثوقة حول تورّط الحزب في أعمال إرهابية بما فيها استثارة الفتن ودس الجواسيس في معظم الدول الأعضاء في «مجلس التعاون».
وبالرغم من هذا التطوّر البارز، ردّ الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله على موقف «مجلس التعاون الخليجي» عندما كان يتحدث في 6 آذار/مارس، أكد من خلاله على وجود اختلاف بين وجهة نظر القادة السياسيين العرب ومنظور الشعب العربي حيال الحزب، مشيراً أيضاً إلى أن موقف الشعب العربي الرافض للكيان الإسرائيلي لا يزال ثابتاً بالرغم من كل الاعتبارات. وفي تصريحه، اعتبر نصر الله أنّ "ردود الفعل في العالم العربي تشجب بمعظمها الوجود الإسرائيلي، وهذا الواقع يخالف موقف بعض الأنظمة العربية، لاسيما في الخليج". وفي السياق ذاته، تجدر الإشارة إلى أنّه منذ حوالى عقد، وعقب انتهاء حرب «حزب الله» ضد إسرائيل في عام 2006، ارتفعت شعبية الحزب ارتفاعاً ملحوظاً وسريعاً وفقاً لجميع الاستفتاءات التي شملت الشارع العربي ككل، بالرغم من الموقف الحيادي الذي تبنته بعض الحكومات العربية إزاء ما سمّته بالميليشيا اللبنانية "المتهوّرة". ولذلك، يطرح رد نصر الله الناري بقدر ما يخدم مصلحة الحزب الذاتية سؤالاً مشروعاً: هل لا تزال الشعوب العربية تدعم «حزب الله» على خلاف موقف حكوماتها؟
بحثاً عن الجواب، لا بدّ من التوقف أولاً عند مواقف الصحف العربية، التي تخضع بمعظمها لرقابة الدولة ذات الصلة دون شك، ولو يُجاز لها أحياناً شيء من حرية النشر. وفي هذه الحالة، يبدو أن الصحف العربية الخليجية، لاسيما تلك التي تصدر في السعودية والإمارات، تدعم بقوة التصنيف الإرهابي الجديد المنسوب إلى «حزب الله» وتتبنى، بشكل عميق، موقفاً معادياً للحزب. على سبيل المثال، وصف الناقد الصحفي السعودي سعد الدوسري في مقالته في صحيفة "عرب نيوز" الإخبارية في عددها الصادر في 7 آذار/مارس، «حزب الله» على أنّه " كالسرطان المتفشّي... بدعم من أجندة إيرانية طائفية محض، سيطر الحزب تدريجياً على الدولة (لبنان) كمافيا". وبالنبرة ذاتها، كتب المحرّر السعودي البارز تركي الدخيل، مقالة مقابلة للصفحة الافتتاحية في صحيفة "عكاظ" اليومية الأشهر في البلد والصادرة بالتاريخ ذاته المذكور أعلاه. ونشر مقالته بعنوان "أنطرد اللبنانيين؟"، ذكر فيها مقالة أخرى بقلم زميل سعودي آخر نادى بطرد اللبنانيين، إلا أن الدخيل خالف الأخير في المضمون. وعلى العكس من ذلك، خلص الدخيل في مقالته إلى "ضرورة اتخاذ التدابير الحازمة تجاه أولئك الأشخاص الذين يعملون لصالح ميليشيات مسلّحة وينفذون أوامر إيران دون سواهم، وليس إزاء الدولة اللبنانية". وبمعنى آخر، لا مانع من استقبال الشعب اللبناني، ولكن لا مجال للبحث في استقبال مناصري «حزب الله».
وبالانتقال إلى الصحف الإماراتية، نشرت صحيفة "البيان" مقالة افتتاحية بتاريخ 4 آذار/مارس ندّدت فيها بـ "أعمال «حزب الله» أو حزب ' المقاومة ' المزعوم التي لم ينتج عنها إلا الدمار وسفك الدماء وشتّى المصائب سواء باستخدام قضية إسرائيل أو بإثارة الفتن في لبنان وغيرها من الدول العربية". وعلى نحو مماثل، نشرت صحيفة "ذا ناشيونال" في الصفحة الافتتاحية الرئيسية، بتاريخ 7 آذار/مارس، مقالة بعنوان "تدخُّل «حزب الله» الكاذب" أكدت فيها أن الحزب "يسعى سعياً مدمِراً إلى تنفيذ أجندة طهران لاسيما من خلال محاولاته الجمّة لتأسيس حركات أصولية مؤلفة من شبّان خليجيين من شأنها تنفيذ أعمال إرهابية في الوطن وخارجاً".
ولكن، بصرف النظر عن اتجاهات الصحافة العربية الخاضعة للرقابة الحكومية ومواقفها التي تعكس بمعظمها آراء المسؤولين السياسيين أو على الأقل نخبة من المفكرين النافذين، تشير نتائج الاستفتاءات بصورة أكثر جزماً إلى تراجع شعبية «حزب الله» تراجعاً ملحوظاً وسريعاً في الشارع الخليجي عموماً. ووفقاً لاستطلاعين للرأي أشرفتُ عليهما بنفسي في الشارع الخليجي، الأول في أيلول/سبتمبر 2014 والثاني في أيلول/سبتمبر 2015، حصد «حزب الله» دعماً شعبياً بنسبة 13-15 في المائة في السعودية والإمارات. أما في الكويت، فسجل الدعم الشعبي لصالح الحزب نسبة أعلى قليلاً بلغت 24 في المائة، علماً أن الأقلية الشيعية تشكل نحو ثلث عدد سكان الكويت. وعلى نحو مماثل، حشدت إيران، وهي الجهة الراعية لـ «حزب الله»، شعبية متراجعة تتساوى في النسبة مع شعبية الحزب. وفي الواقع، لم يختلف الدعم السعودي لإيران اختلافاً كبيراً مقارنة مع العام الماضي، إذ تراجع بنسبة بسيطة من 13 إلى 8 في المائة.
وفي الاتجاه ذاته، أظهرت نتائج استطلاع الرأي الذي أجرته شركة "زغبي" في أيلول/سبتمبر 2015 أن حوالى 85 في المائة من الجمهور في كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة يصف "الجماعات المدعومة من إيران لاسيما «حزب الله»" بأنّها "الآفة الأساسية" وراء الصراع الدامي في سوريا. كما أظهرت نسب عالية مطابقة تقريباً في كلا البلدين أن المعضلة الأساسية في المنطقة ككل منسوبة إلى "الميليشيات والجماعات المدعومة من قبل «الحرس الثوري» الإيراني".
بالإضافة إلى ذلك، تؤكد أحدث نتائج استطلاعات الرأي المتوفرة بأن «حزب الله» خسر معظم شعبيته في البلدان العربية الأخرى بنسب أعلى بكثير من تلك المسجّلة في دول الخليج. ففي مصر، وفقاً لاستطلاعين للرأي أشرفتُ عليهما بنفسي، الأول في أيلول/سبتمبر 2014 والثاني في أيلول/سبتمبر 2015، سجّلت غالبية ساحقة من الأصوات موقفاً سلبياً تجاه «حزب الله». وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها شركة "زغبي" في أيلول/سبتمبر 2015، أن 96 بالمائة من المصريين قالوا إن الجماعات المدعومة من إيران على غرار «حزب الله» تضطلع بدور أساسي في اندلاع الحرب في سوريا وتشكل مشكلة كبيرة في إثارة التطرف الإقليمي الشامل. أما في الأردن، فتشير أحدث استطلاعات الرأي أن 86 في المائة من الأردنيين يحملون نظرة سلبية عن «حزب الله»، بالرغم من أن الأصوات المندّدة بالحزب هي أقل نسبة في الأردن مقارنة مع تلك المسجّلة في مصر، إلا أنها لا تزال تعكس آراء غالبية الشعب الأردني التي تعتبر تلك الجماعات لاسيما «حزب الله» سبباً رئيسياً في اندلاع الحرب في سوريا (بنسبة 74 في المائة) وتحريض المنظمات المتطرّفة على نطاق المنطقة ككل (بنسبة 64 في المائة).
بيد، هناك مجتمع عربي واحد هو المجتمع الفلسطيني حيث نلمس بالفعل انقساماً حقيقياً في الآراء الشعبية ومواقف السلطة الرسمية حيال «حزب الله». فالسلطة الفلسطينية تؤيد موقف «مجلس التعاون الخليجي» الذي يصنّف الحزب منظمة إرهابية، إلا أن حركة «حماس» لم تبدِ أي تعليق حول الموضوع. وعلى نحو متباين بوضوح، أظهر استطلاع للرأي أُجري في منتصف عام 2015 أنّ «حزب الله» يحظى بغالبية شعبية راسخة بين الجمهور الفلسطيني في السلطتين: 69 في المائة في الضفة الغربية و57 في المائة في غزة. وفي هذا الصدد، كما في غيره من استطلاعات الرأي، أصبح موقف الجمهور الفلسطيني يختلف الآن كثيرا عن موقف باقي الشعوب العربية في البلدان الأخرى، لاسيما دول الخليج.
وعلى صعيد تلك الجماهير العربية، كما يشير التحليل السابق، توحي الأدلة المتوفرة، مهما تعدّدت، بوضوح إلى أن هذه الشعوب تؤيد إلى حد كبير موقف حكوماتها المعادي، مؤخراً، لـ «حزب الله». والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ما موقف السيد حسن نصر الله حيال هذا التغيير السلبي السريع في موقف الشعوب العربية تجاه «حزب الله» بعد مضي عقد واحد فقط؟ فها هو اليوم يُنعَت بـ "الإرهابي" بعد أن كان ذلك "البطل" في حربه على إسرائيل في عام 2006.
ديفيد بولوك هو زميل كوفمان في معهد واشنطن ومدير "منتدى فكرة". وقد تم نشر هذه المقالة في الأصل من على موقع "منتدى فكرة".
======================
من الصحافة التركية: تركيا تعارض جميع أشكال الإرهاب في سوريا
ابراهيم كالن: ديلي صباح
كلنا شركاء
تتجه الأعين اليوم لمراقبة الوضع الميداني في سوريا ترقباً لدخول اتفاقية ميونيخ لوقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ بعد منتصف ليلة السبت. في الوقت الذي يتنامى فيه القلق الأمني مع استمرار الحرب. وتدعم تركيا كدولة مشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، الإجراءات المتخذة ضد التنظيم الارهابي. إلا أن الحرب في سوريا تتعدى مجرد القضاء على داعش، بعد أن تحولت الحرب إلى خطر أمني كبير على تركيا من حدودها الجنوبية. حيث تنامى قلق أنقرة من نشاط تنظيم وحدات حماية الشعب (ي ب ك) بعد أن طرأ تطوران متتابعان في الأسابيع الأخيرة. كان أولهما الهجمات التي شنها التنظيم على المعارضة السورية المعتدلة في أعزاز وتل رفعت وإدلب ومناطق من حلب في محاولة للعبور إلى شرق عفرين، وهو ما يبدو جزءاً من خطة للسيطرة على المناطق الواقعة بين عفرين وشرق الفرات. وكما أشار أوفوق أولوتاش، فإن الهدف الأكبر لتنظيم الـ ي ب ك يكمن في توسيع بقعة سيطرته تحت ذريعة الحرب على داعش. يقوم تنظيم ي ب ك بتنفيذ خطته بدعم كامل من المقاتلات الروسية ونظام بشار الأسد. وبمساعدته لروسيا والنظام، فإن التنظيم يقوم في الوقت ذاته بإضعاف مجموعات المعارضة السورية. القلق الثاني متعلق بالعلاقة الطويلة بين تنظيم ي ب ك و بي كا كا المصنف على قائمة الإرهاب لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. فدعم ي ب ك لتنظيم بي كا كا بالسلاح والذخيرة والمقاتلين عبر الحدود السورية التركية، يقف خلف تنامي هجمات بي كا كا على تركيا في الآونة الأخيرة. وبينما تسعى تركيا إلى تأمين حدودها ضد داعش والمقاتلين الأجانب، فهي تتخذ أيضاً الإجراءات اللازمة لوقف تدفق السلاح والمقاتلين المرتبطين ببي كا كا من داخل الأراضي السورية. لقد تزايدت جرأة تنظيم بي كا كا بعد حصول فرعه السوري على الدعم في ما يسمى الحرب على داعش. كما استخدم التنظيم الحرب في سوريا لضم المزيد من الأعضاء إليه، وتنفيذ الهجمات في تركيا. في الوقت الذي يتناسى فيه المدافعون عن التنظيم حقيقة إفشاله من طرف واحد لعملية السلام الداخلي التي بدأتها الحكومة التركية. لو أن بي كا كا والمرتبطين به سياسياً يريدون حقاً استعادة طريق السلام الداخلي، لتوقفوا ببساطة عن القيام بالعمليات الارهابية واأعلنوا وضع السلاح. وبذلك يمكنهم إيقاف ما يسمونه زورا “بحرب الرئيس رجب طيب أردوغان على الأكراد”. إلا أن التنظيم يرفض القيام بذلك. بل على العكس، يستخدم التنظيم والمدافعون عنه لغة السلام والديمقراطية في الوقت الذي يدعمون فيه الإرهاب ويحاولون تبييض صفحته. تركيا تملك كامل الحق في طلب الدعم من حلفائها. كما أنه من الخطأ، أخلاقياً وسياسياً، تجاهل العلاقة الإرهابية بين بي كا كا والـ ي ب ك. فقد نشأ تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي ب ي د في عام 2003، بأوامر مباشرة من قائد بي كا كا السجين عبد الله أوجالان. كما يتبنى التنظيم ذات الأهداف الأيديولوجية والتشكيلة الهيكلية لبي كا كا ولم يخفِ يوما علاقته به. ومنذ الثمانينيات وحتى اليوم، شكل القادمون من سوريا 20% من مقاتلي بي كا كا الإرهابي. وكما أشار راغب سويلو في تقريره المفصل، فإن العديد من تقارير وتحليلات الاستخبارات الأمريكية أشارت إلى العلاقة بين تنظيمي بي كا كا وب ي د. لذا فإن من المغالطة محاولة إظهار رفض أنقرة للتنظيمين على أنه عداء للأكراد. بل على العكس مما ورد في افتتاحية النيويورك تايمز المجانبة للصواب، فإن تركيا ليس لها أي عداء مع الأكراد في تركيا أو العراق أو سوريا وإيران. تركيا تقف ضد التنظيمات الإرهابية، سواء أكانت تحمل أيديولوجيات دينية أو عرقية أو ماركسية لينينية. كما أن تركيا تتمتع بعلاقات ممتازة مع حكومة اقليم كردستان شمال العراق، بسبب عدم وجود علاقة تربطها ببي كا كا أو نظام الأسد. لكن يبدو أن الغرب معتاد على إضفاء الشرعية على التنظيمات الإرهابية عندما تخدم أهدافه. مع أن كراهية أردوغان لوحدها لا تعطي أيّ مبرراً لدعم التنظيمات الارهابية. وبحسب تحليل حديث لبلوميرغ، فإن مسؤولي الولايات المتحدة قد اعترفوا بالعلاقة التي تجمع بين تنظيم ي ب د والميليشيات التابعة للنظام وبين تنظيم بي كا كا، حيث أورد التحليل أن: “بعض المسؤولين قالوا أن الاستخبارات الأمريكية قامت بتوثيق لقاءات بين المجموعات الكردية المسلحة ومسؤولين في فيلق القدس من الحرس الثوري الإيراني، المحارب إلى جانب نظام الأسد ضد المعارضة السورية منذ عام 2011. كما يؤكد التحليل على أن “ي ب ك يعمل بتعاون وثيق مع بي كا كا التنظيم الكردي الإرهابي المعادي لتركيا”. إن ما ترفضه أنقرة هو نشوء كيان أو دولة إرهابية بقيادة بي كا كا، وهو ما يُسعى إليه الآن في شمال سوريا، بفضل الدعم الخاطئ من قبل الولايات المتحدة ودعم روسيا ونظام الأسد. إن هذا الأمر ليس له أي صلة بحصول الأكراد في سوريا على حقوقهم. بل على العكس، فانقرة دعمت حقوق الأكراد على السواء في سوريا والعراق. ومن الثابت أن أردوغان كان هو اول من تناول قضية حقوق الأكراد مع الأسد قبل أن تلتفت إليها أي جهة أخرى. كما أن تركيا فتحت أبوابها لدخول ما يقارب المئتي ألف من سكان عين العرب (كوباني)، إلى تركيا، عندما هاجم المنطقة تنظيم داعش في عام 2014. إن ما يحدث هو توسيع لحكم الأمر الواقع الذي يفرضه الجناح السوري لتنظيم بي كا كا، ليشمل حكمه المناطق غير الكردية في شمال سوريا. ويشتهر تنظيما ب ي د وي ب ك بانتهاكات حقوق الإنسان. وتشير منظمة العفو الدولية، إلى احتمال أن يكون التنظيمان قد ارتكبا جرائم حرب من خلال هدم وتدمير القرى في سوريا. وفي الحقيقة، فإن الولايات المتحدة تستخدم ي ب ك ضد داعش، فيما تستخدم روسيا التنظيم ذاته لتقوية الأسد، والأسد بدوره يستخدمه لتثبيت وجوده، وضد تركيا. بشار الأسد يستخدم نفس استراتيجية والده في التعامل مع الأكراد. فقد سمح حافظ الأسد بنشاط تنظيم بي كا كا في سوريا، ومنح قائده أوجالان الملاذ الآمن في الثمانينات، لأجل استخدامهم ضد تركيا. وعندما لم يعد بي كا كا قادرا على خدمة أهدافه، قام بطردهم. بشار الأسد كان يرى أكراد سوريا على أنهم بضاعة مستهلكة، قبل أن يتغير المشهد قبل عام من الآن. حين بدأ الأسد بمحاولة جذبهم إلى صفه، حيث ظهرت له مصالح في التعاون مع ب ي د وي ب ك، التنظيمين الذي يقدمان أسوء خدمة لأكراد سوريا في تحالفهما مع نظام الاسد الاجرامي. فالدعم المقدم إلى التنظيمين في سوريا اليوم، يخدم في الدرجة الأولى مصالح روسيا ونظام الأسد. على الجميع أن يفرق بشكل واضح بين تنظيمي ب ي د وي ب ك من جهة، وأكراد سوريا من جهة أخرى، دون أن يحمل أي عداء للأخير. فكما أن تنظيم بي كا كا لا يمثل الأكراد في سوريا، فإن ب ي د ليس الممثل الوحيد لأكراد سوريا. ففي الواقع، هناك الآلاف من الأكراد الذين لا يحملون أفكار وآيديولوجيات التنظيم، ويتخذون موقفا مشرفا ضد نظام الأسد. وفي الختام فإن ما يسمى الحرب على داعش، قد تحولت إلى لعبة قوى مضللة، تستخدم فيها سلسلة من الحروب بالوكالة في كل من سوريا والعراق. إن من المحير والشائن، أن يطلب البعض منا الآن، باسم الحرب على داعش، نسيان الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد وحلفاؤه، والتغافل عن مقتل أكثر من أربعمئة ألف شخص، وتهجير ملايين اللاجئين.
======================
من الصحافة الإسرائيلية: الموساد فشل في اغتيال مغنية في لبنان ونحج في دمشق
يوسي ملمان- معاريف: ترجمة القدس العربي
كلنا شركاء
في شهر أيار/مايو 2000 وصلت معلومات وصور جوية للاستخبارات العسكرية تثبت أن قادة حزب الله جاءوا من بيروت إلى جنوب لبنان في جولة. كان هدف الجولة هو فحص استعداد الجيش الإسرائيلي للانسحاب من الشريط الامني.
اعتقد حزب الله أن الجيش الإسرائيلي سينسحب في تموز/يوليو من ذلك العام. وكان هدف الجولة بلورة خطة عمل من اجل تشويش الانسحاب والاضرار به.
نجحت الاستخبارات العسكرية والموساد في الحصول على معلومات مؤكدة حول نوايا المنظمة الشيعية. «لقد أرادوا أن يكون الانسحاب تحت اطلاق النار»، قال عاموس غلبوع مؤلف كتاب جديد حول هذا الامر بعنوان «القصة الحقيقية عن خروج الجيش الإسرائيلي من لبنان». الخطة التي وضعها قادة حزب الله شملت اطلاق الصواريخ نحو قوات الجيش الإسرائيلي والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة ومخربين انتحاريين.
بدأ الجيش الإسرائيلي النقاش حول جولة قادة حزب الله في الجنوب. وفي 21 أيار/مايو كان نقاش لدى رئيس الاستخبارات العسكرية، الجنرال عاموس مالكا.
وشارك فيه ايضا «موفاز الصغير» (شلومو، شقيق رئيس الاركان في حينه شاؤول موفاز)، الذي كان رئيس ملف الإرهاب في الاستخبارات العسكرية. ويقتبس الكتاب اقوال مالكا: «قدم موفاز معلومات تقول إن زعماء حزب الله البارزين سيذهبون إلى جنوب لبنان. الامر مؤكد. وتم القيام بالتحضيرات العملياتية والاستخبارية لدى جهات مختلفة عندنا. هذه فرصة لمرة واحدة من اجل القضاء عليهم أو على الاقل القضاء على الأبرز من بينهم. سنقدم ذلك لرئيس الاركان». وقد قصد مالكا شاؤول موفاز، شقيق شلومو. وكُتب في السياق أن «شلومو تردد كثيرا واقترح نقل المسؤولية والقرار من شقيقه رئيس الاركان إلى رئيس الحكومة ووزير الدفاع»، اهود باراك في حينه.
غادي آيزنكوت الذي كان في حينه السكرتير العسكري لباراك كان يعرف عن الامر. وقد قال إن باراك كان يفترض أن يكون في اليوم التالي في الشمال في مراسيم افتتاح حديقة. وتقرر أن يصل إلى قيادة الجيش في موشاف شومرا. هدف التشاور كان اتخاذ قرار استغلال أو عدم استغلال الفرصة من اجل القضاء على رموز حزب الله.
الامر الذي لا يذكره غلبوع في كتابه ونشر في السابق من قبل كاتب هذه السطور، هو أن القادة الذين تم الحديث عنهم هم الخمسة الأوائل في الذراع العسكري لحزب الله. بمن فيهم رئيس الذراع عماد مغنية الذي قيل إن إسرائيل فشلت في محاولات اغتياله أكثر من مرة. وفي النهاية نجحت بذلك في دمشق في 2008؛ نائبه طلال حميه؛ مصطفى بدر الدين (إبن عم مغنية) وهو اليوم القائد العسكري للتنظيم الشيعي في لبنان واثنان آخران.
في المساء أبلغ آيزنكوت باراك وتم الاتفاق على أنه في صباح اليوم التالي حينما يتم اللقاء في مهبط الطائرات في الكنيست في القدس، سيبلغه بالتفاصيل. في ذلك اللقاء «دخل غادي إلى سيارة رئيس الحكومة ووزير الدفاع وأبلغه عن خطة اغتيال قادة حزب الله التي قدمها مالكا. باراك استمع وخياله متقد وهو يسمع اسم مغنية»، كتب غلبوع.
بعد هذا الحديث سافر آيزنكوت وباراك إلى الشمال. وشارك باراك في مراسيم افتتاح الحديقة وبعد ذلك توجه إلى مقر القيادة في شومرا. وانتظره هناك عدد من الضباط رفيعي المستوى في الجيش الإسرائيلي ومنهم مالكا وشلومو موفاز وقائد اللواء موشيه كابلنسكي والعقيد بني غانتس الذي كان قائد وحدة الارتباط للبنان وغيرهم.
تحدث مالكا عن الاغتيال، لكن الجميع لاحظوا أن باراك لا يهتم. فقد كان قلقا من مشكلة تخطيط انسحاب الجيش الإسرائيلي. وبعد بضع دقائق أوقف باراك مالكا عن الحديث. «استمروا في الصراع الاستخباري حول موضوع الاغتيال»، قال لمالكا. وكان واضحا للجميع ما معنى كلامه. باراك لم يوافق على الامر. أو كما قال غلبوع «الاغتيال الذي تم النقاش من اجله ألقي في القمامة».
لقد خاب أمل الضباط الذين شاركوا في اللقاء. فكل شيء كان جاهزا للعملية، المعلومات كانت دقيقة، الجاهزية عالية، الطائرات القتالية والطائرات بدون طيار كانت تحلق في السماء. ولو وافق باراك لكانت القيادة العسكرية لحزب الله قد صُفيت. وكان الحزب سيصاب بالصدمة ويحتاج إلى وقت من اجل الخروج منها. لقد تم تفويت هذه الفرصة.
واضطرت إسرائيل إلى الانتظار ثماني سنوات وحرب اخرى إلى أن توفرت المعلومات الاستخبارية التي مكّنت من اغتيال مغنية، الذي كان في حينه الإرهابي رقم واحد، ليس بالنسبة لإسرائيل فقط بل للولايات المتحدة ايضا.
حسب مصادر اجنبية، حادثة مغنية التي كانت في شباط 2008 في دمشق تم تنفيذها من قبل الموساد وبمساعدة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. وكانت مساهمة الوكالة من خلال تهريب المتفجرات التي تم وضعها في سيارة مفخخة انفجرت قرب سيارة مغنية. وقد كان مغنية مسؤولا عن تخطيط وتنفيذ العملية في السفارة الإسرائيلية في بوينس آيريس قبل 24 سنة حيث قتل فيها 29 شخصا منهم اربعة دبلوماسيين إسرائيليين أحدهم هو مبعوث الموساد.
بدل القتل في جنوب لبنان في صيف 2000، اضطر الجيش الإسرائيلي للقيام بما يسمى «تمرين استخباري». وهو تمرين بدون اطلاق نار حقيقي. ورفض باراك الموافقة على العملية خشية أن تؤثر نتائجها على خطته الاكبر. في لقاء شومرا، ومنذ انتخابه لرئاسة الحكومة في 1999، كان باراك معنيا بتنفيذ وعوده للناخبين وهي اعادة الجيش بعد 18 سنة إلى البيت واخراجه من وحل لبنان. في البداية أمل باراك أن يتم الانسحاب في اعقاب اتفاق أو تفاهمات بين إسرائيل وسوريا بوساطة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون. ولكن في سنة 2000 فهم أن فرص التوصل إلى اتفاق، ضعيفة. وأمر رئيس الاركان موفاز البدء في الاستعداد للانسحاب بدون اتفاق.
القرار حول موعد الانسحاب احتفظ به باراك لنفسه. وقد تحدد في اعقاب الانهيار السريع لجيش لبنان الجنوبي الذي تسلم من الجيش الإسرائيلي السيطرة على عدد من المواقع التي تم اخلاءها. وحينما فهم باراك أن جيش لبنان الجنوبي لن يستطيع حماية هذه المواقع عقد اجتماعا عشية 22 أيار لقادة الجيش، حيث كان قبل ذلك بيوم قد رفض خطة اغتيال قادة حزب الله.
اثناء الاجتماع قال باراك إنه طلب من رئيس الاركان موفاز ومن قائد المنطقة الشمالية غابي اشكنازي استكمال «التحضيرات لخروج الجيش الإسرائيلي واعادة الانتشار من هذه الليلة».
«موفاز أصيب بالصدمة»، كتب غلبوع. كانت هذه ذروة الدراما التي كان مخرجها وممثلها الرئيس هو باراك. وفي نهاية المطاف، بسبب اعتبارات لوجستية، نجح اشكنازي في تأجيل موعد الانسحاب 24 ساعة.
الجيش الإسرائيلي انسحب بدون أي خسائر في الارواح. وكقرار استراتيجي يمكن القول إن الانسحاب هو انجاز لرئيس الحكومة ووزير الدفاع اهود باراك. أما المواضيع الاخرى، الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، فان التاريخ سيقرر فيها.
صحيح أن ثمن الانسحاب كان باهظا. فمن جهة كان هذا انجاز على المستوى التكتيكي. حيث لم ينجح حزب الله في ضرب الذيل. لكن الانسحاب كشف خيانة إسرائيل لـ 2500 مقاتل من جيش لبنان الجنوبي الذين عملوا لسنوات طويلة في التنسيق والتعاون. وفجأة وجدوا أنفسهم يهربون هم وعائلاتهم إلى إسرائيل.
في ظل هذه الاحداث بقي السؤال الذي لا اجابة له: هل اخطأ باراك عندما لم يأمر باغتيال مغنية وقادة حزب الله، حيث كان سينشيء واقعا مختلفا في العلاقة بين إسرائيل وبين المنظمة الشيعية في لبنان؟.
======================
بروجيكت سنديكيت :أصحاب النزعة التدخلية الجدد
مارك ليونارد*
الغد
ميونيخ- تمتد العواقب المترتبة على تدخل روسيا في سورية إلى ما هو أبعد كثيراً من الشرق الأوسط. فقد تسببت حملة الكرملين العسكرية في إمالة حالة الجمود لصالح الحكومة السورية، وتقويض الجهود الرامية إلى صياغة تسوية سياسية لإنهاء الحرب هناك. بيد أنها تنذر أيضاً ببداية حقبة جيوسياسية جديدة لا تُدار التدخلات العسكرية الواسعة النطاق فيها بواسطة تحالفات غربية، وإنما تديرها دول تعمل في سبيل تحقيق مصالحها الذاتية الضيقة، وغالباً بما يتنافى مع القانون الدولي.
منذ نهاية الحرب الباردة، كانت المناقشة الدائرة حول العمل العسكري الدولي تحرض القوى الغربية العاتية الميالة إلى التدخل ضد الدول الأضعف، مثل روسيا والصين، والتي زعم قادتها أن السيادة الوطنية مقدسة وحرمتها مصونة. وتشكل التطورات المتتالية في سورية دليلاً آخر على انقلاب الأوضاع. ففي حين يفقد الغرب شهيته للتدخل -وخاصة التدخل الذي ينطوي على الاستعانة بقوات برية- تتدخل دول مثل روسيا والصين وإيران والمملكة العربية السعودية على نحو متزايد في شؤون الدول المجاورة.
في تسعينيات القرن العشرين، وبعد عمليات الإبادة الجماعية في رواندا والبلقان، تبنت الدول الغربية عقيدة ما يسمى التدخل الإنساني. وكان مبدأ "المسؤولية عن الحماية" يحَمِّل الدول المسؤولية عن رفاهة شعوبها ويلزم المجتمع الدولي بالتدخل عندما تفشل الحكومات في حماية المدنيين من الأعمال الوحشية الجماعية -أو عندما تهدد هي ذاتها المدنيين. وقد قَلَب هذا المبدأ المفهوم التقليدي للسيادة الوطنية رأساً على عقب، وسرعان ما بدأت دول مثل روسيا والصين في النظر إليه على أنه ليس أكثر من ورقة توت تواري سوءة محاولات تغيير الأنظمة الحاكمة برعاية الغرب.
من عجيب المفارقات أن تستخدم روسيا مفهوماً مماثلاً لمبدأ المسؤولية عن الحماية لتبرير تدخلها، غير أنها في حالتنا هذه تدافع عن الحكومة ضد مواطنيها وليس العكس. وتمثل الجهود التي تبذلها روسيا في واقع الأمر حجة للعودة إلى عصر السيادة المطلقة، عندما كانت الحكومات مسؤولة وحدها عن كل ما يحدث داخل حدود بلدانها.
ويعكس موقف روسيا أيضاً تفضيلها للاستقرار على العدالة، وقبولها لشرعية الحكم الاستبدادي. ومع انتشار "الثورات الملونة" في إماكن مثل جورجيا وأوكرانيا وقيرغيزستان اتخذت روسيا والصين موقفاً متحفظاً على نحو متزايد إزاء الانتفاضات الشعبية. وفي نظرهما لا يفضي تهديد التدخل الغربي إلا إلى مضاعفة احتمالات عدم الاستقرار. وقد صاغ الصينيون تعبيراً خشناً في السياسة الخارجية، ترجمته التقريبية إلى اللغة الإنجليزية: "مواجهة نزعة التدخل الغربية الجديدة".
بيد أن احترام روسيا للسيادة ليس بلا حدود. ففي شبه جزيرة القرم في العام 2014، تبنى الكرملين عقيدة مختلفة تماماً في التدخل، لتبرير تصرفاته في أوكرانيا على أساس أنه كان يدافع عن حقوق المنتمين إلى أصل عِرقي روسي. وكان ذلك بمثابة العودة إلى عالَم ما قبل صلح ويستفاليا الذي اتسم بالتضامن على أساس اللغة والدين والطائفة، على غرار المبادئ التي مارستها روسيا القيصرية عندما كانت تعتبر نفسها حامية حمى كل المنتمين إلى العِرق السلافي.
ليس من المستغرب أن يجتذب هذا المبرر للتدخل الأتباع بسرعة في أجزاء أخرى من العالم. ففي الشرق الأوسط، تبنت السعودية حجة مشابهة لتقديم الدعم للقوى السُنّية في اليمن وسورية، كما فعلت إيران في دعم حلفائها من الشيعة في البلدين. وحتى الصين تُدفَع على نحو متزايد باتجاه تحمل المسؤولية عن مواطنيها وشركاتها في الخارج. وكانت الصين قد أجلت في بداية الحرب الأهلية الليبية عشرات الآلاف من مواطنيها إلى خارج ليبيا.
يأتي كل هذا في وقت يخسر فيه الغرب تفوقه العسكري. ويساهم تحسين المؤسسة العسكرية في كل من روسيا والصين، والاستخدام متزايد الشيوع لاستراتيجيات غير متكافئة من قِبَل الدول ومنظمات من غير الدول، في تمهيد ساحة المعركة للجميع. ويعمل انتشار الجهات الفاعلة من غير الدول، والتي ترعاها دول بعينها في أماكن مثل ليبيا وسورية وشبه جزيرة القرم وإقليم دونباس، على طمس التمييز بين العنف الذي تمارسه الدول والعنف الذي تمارسه الجماعات من غير الدول.
بعد الحرب الباردة، فرض الغرب نظاماً دولياً يحدد المعالم الجيوسياسية للعالم. وعندما تعرض هذا النظام للتهديد، شعر قادة الغرب بأنهم مفوضون بالتدخل في شؤون أي "دولة مارقة" تتسبب في إحداث مشكلة. والآن، أصبح هذا النظام موضعاً للطعن على العديد من الجبهات في وقت واحد -على المستوى العالمي من قِبَل روسيا والصين، وعلى المستوى الإقليمي من قِبَل لاعبين متزايدي العدوانية في الشرق الأوسط، وأميركا اللاتينية، بل وحتى أوروبا.
مع تشكل النظام الجديد، بات من المحتمل أن تنقلب الأدوار التي لعبتها الدول على مدى ربع قرن من الزمن. ففي الغرب، من المرجح أن يعود إلى الساحة مفهوم السيادة والاستخدام المحدود للقوة، في حين يصبح القادة الوطنيون الذين كانوا تقليدياً يدعون إلى ضبط النفس أكثر جرأة في إطلاق العنان لقواتهم.
 
*مدير المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.
*خاص بـ "الغد"، بالتعاون مع "بروجيكت سنديكيت".
======================
حسن حسن ومايكل فايس* – (بي بي سي) 8/3/2016 :هل "داعش" قوة لا تُقهر؟
الغد
 ترجمة: علاء الدين أبو زينة
في حزيران (يونيو) 2014، استولى تنظيم "داعش" على مدينة الموصل العراقية. وفي غضون أسابيع، اجتاحت قوات المجموعة مساحات واسعة في العراق وسورية، مستولية على أراضٍ بحجم المملكة المتحدة.
لكن مناطق "داعش" تقلصت في العامين اللذين انقضيا منذ بدأ تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة حملة ضد مواقع المجموعة، أولا في العراق ثم في سورية. وقد تمكن هذا التحالف من إخراج "داعش" من مدينتي تكريت والرمادي العراقيتين، بالإضافة إلى إخراجها من قطاع يزداد اتساعاً من الأراضي السورية المحاذية للحدود العراقية.
والآن، أصبح أعداء "الخلافة"، المدعومون (غالباً) بالطائرات المقاتلة الأميركية، على بعد 50 كيلومتراً تقريباً من "عاصمة" المجموعة في الرقة، شمال سورية.
نعم، ما يزال "داعش" يحتفظ بالسيطرة على مناطقها الاستراتيجية الأكثر قيمة. ما تزال الأراضي التي استولت عليها المجموعة خلال أو قبل العام 2014 سليمة لم تُمس. وما تزال المجموعة متخندقة جيداً في الموصل والرقة، وفي أراضي القبائل العربية السنية في وادي نهر الفرات، التي تمتد من شرق سورية إلى غرب العراق.
وفي حين فقدت المجموعة الكثير من المناطق الحدودية في شمال سورية، فإنها وسعت تواجدها أيضاً في مناطق كانت حتى وقت قريب عصية وصعبة المنال، مثل ضواحي دمشق وبعض الأجزاء في ريف حلب.
غنائم الحرب
تتكون ترسانة مجموعة "داعش" العسكرية من أسلحة روسية وأميركية تم الاستيلاء على معظمها من القوات الحكومية وقوات الثوار في كل من العراق وسورية. ويشمل مخزونها من الأسلحة أسطولا من عربات "همفي" المدرعة التي استولت عليها بعد هزيمة الجيش العراقي المجهز بمعدات أميركية في الموصل وأماكن أخرى.
لكن قدرة المجموعة على حيازة غنائم حرب في شكل دبابات روسية أو أميركية، وبنادق عديمة الارتداد، ومنصات إطلاق للصواريخ، وأسلحة وذخائر خفيفة، تقلصت إلى حد كبير بعد أن أصبح الاستيلاء على مناطق جديدة بسرعة كبيرة أكثر صعوبة الآن.
عندما بدأت قوات التحالف بقيادة أميركا حملتها في العام 2014، قالت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية أن "داعش" ربما تكون قد حشدت ما بين 20.000 إلى 31.000 مقاتل، ارتفاعاً من تقدير أولي سابق بوجود 10.000 مقاتل لدى المجموعة. وعلى الرغم من أكثر من عام من الضربات الجوية، قال البيت الأبيض في شهر شباط (فبراير) من هذا العام أنه ما يزال لدى المجموعة ما يقدر بنحو 25.000 مقاتل، معظمهم من الأجانب القادمين من أكثر من 90 بلداً.
تحويل العقول
على الرغم من سمعتها المخيفة واستيلائها الخاطف والمذهل على الأراضي في البداية، فإن "داعش" لا تشكل قوة لا تقهر في ميدان المعركة. فالجزء الأكبر من صفوف مشاتها، وخاصة الأجانب، لا يقاتلون بشكل جيد في ميادين المعارك، وغالباً يرسلهم قادتهم ليكونوا وقوداً للمدافع.
وعلى الأغلب، يأتي معظم جنود المجموعة القادرين، "القوات الخاصة" لديها، نمطياً من المتشددين العراقيين والسوريين من أصحاب الخبرة الطويلة في القتال في هذه البلدان، ومن خريجي حركات التمرد الأخرى، وخاصة كتائب البتار الليبية إلى حد كبير، أو الوحدات المختلفة من المتشددين القادمين من الشيشان ودول القوقاز الأخرى.
 برع "داعش" بشكل خاص، بمملكة الاستخبارات. ويشمل ذلك إدامة آلة دعائية بالغة التطور ومتعددة اللغات، والتي تخاطب كافة الشرائح في كل مكان، من المسلمين الأميركيين إلى رجال القبائل العراقية.
باستخدام الرشوة والابتزاز ونسختها الشمولية الخاصة من التلقين الثقافي، تمكنت المجموعة من كسب الأصدقاء والتأثير على الأشخاص المنتشرين عبر الآلاف من الكيلومترات المربعة، بحيث تمكنت من أن تقهر بلدة أو مدينة أو قرية، حتى قبل وقت طويل من إطباق طوابيرها المتقدمة الحصار عليها.
وبالإضافة إلى ذلك، عادة ما ترسل "داعش" خلايا نائمة من العملاء المرتبطين بها مالياً إلى صفوف معارضيها، مثل قوات الأمن العراقية أو الجيش السوري الحر، ليقوموا سراً بشراء أو بناء دائرة من الأنصار.
النواة البعثية
تشكل "الدولة الإسلامية" في العديد من النواحي مشروعاً لبقايا حزب بعث صدام حسين المحظور حالياً، وإنما بأيديولوجية مختلفة. ويهيمن الجواسيس أو الضباط السابقون لنظام الرئيس العراقي السابق على قيادتها.
وعلى سبيل المثال، كان سمير عبد محمد الخلفاوي، المعروف أكثر باسم الحجي بكر، عقيداً في جهاز مخابرات قوة الدفاع الجوي لصدام حسين. وكان الخلفاوي هو المسؤول عن إنشاء البنية التحتية للمجموعة في شمال سورية في العام 2012، قبل أن يقتله ثوار مناهضون للأسد.
وهناك شخصية مهمة أخرى في المجموعة، هي أبو عبد الرحمن البيلاوي، النقيب السابق في الجيش العراقي. وقد قتل الببلاوي قبل يومين من استيلاء المجموعة على الموصل في حزيران (يونيو) 2014، في عملية كان هو نفسه الذي خطط نهايتها الخاطفة، ولذلك سُميت "الثأر للببلاوي".
وينحدر الببلاوي من قبيلة "الدليم" العراقية، أكبر قبيلة في البلاد. كما أنه كان وثيق الصلة بأبو مصعب الزرقاوي، مؤسس تنظيم "القاعدة في العراق" الذي مهد لنشوء "الدولة الإسلامية".
وهناك بعثي سابق آخر، هو أبو علي الأنباري، والذي كان هو أيضاً ضابط مخابرات في جيش صدام. والأنباري هو العقل المدبر لعمليات تجسس المجموعة وأجهزتها السرية، والذي ترأس مجلس الأمن والاستخبارات فيها، بحيث كان مكلفاً بإدارة شبكة واسعة من شبكات الجواسيس والعملاء والخلايا النائمة، بما فيه تلك التي تنشط الآن في بلدان خارج العراق وسورية.
بشكل عام، يقوم البعثيون السابقون بصياغة الأيديولوجية الجهادية للمجموعة، وإدارة أمنها (حيث يتعقبون المتسللين أو الانقلابيين المحتملين فيها)، وعملياتها العسكرية، وضمان مرونتها.
ويشكل هؤلاء نواة قتالية قوّتها المعارك وتتمتع بخبرة شؤون الدولة، والذين يرجح أن يدوموا (كما سبق وأن فعلوا خلال الاحتلال الأميركي وعقد من الحرب)، حتى لو هلكت الكوادر الوسطى والدنيا للمنظمة.
لقد أسس البعثيون السابقون شبكة سرية تعمل تحت الأرض، والتي غالباً ما يكون ناشطوها مستترون، حتى عن الأعضاء الآخرين. وتشكل هذه الشبكة من الخلايا النائمة والأعضاء ذوي العقليات الأمنية جوهر المجموعة ونواتها الصلبة، والذين سيكون القضاء عليهم جميعاً –حتى لو تم احتواء المجموعة وقهرها عسكرياً- أمراً بالغ الصعوبة.
 
*حسن حسن: زميل مشارك في تشاثام هاوس، لندن، وزميل مقيم في معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط في واشنطن. ومايكل فايس: هو محرر بارز في مجلة "ديلي بيست".
*نشر هذا الموضوع تحت عنوان:
======================
فاينيارد ساكر — (أونز رفيو) 6/3/2016 :الأسبوع 21 من التدخل العسكري الروسي في سورية: هدوء ما قبل العاصفة؟
الغد
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
على نحو يثير الاستغراب، يبدو أن وقف إطلاق النار في سورية (ليس وقف إطلاق نار حقيقي، بل تركيز على وقف العمليات القتالية) ما يزال صامداً بشكل جيد. ويعود ذلك في المقام الأول إلى التكتيك الحاذق القائم على إجبار كل مجموعة مقاتلة في سورية على تعريف نفسها بأنها "معتدلة طيبة" حتى تنال الأمان، أو "إرهابية شريرة" لتصبح هدفاً مشروعاً لا يقبل الجدل، والذي يستطيع أي طرف الاشتباك معه. أما الوحيدون القانونيون الذين يستطيعون إشراك أي أحد في سورية، فهم الروس والسوريون فقط، وكل ما عداهم -بما في ذلك الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة- موجودون هناك من دون شرعية بالكامل. لكن اتفاقية الأمر الواقع الأحدث تعترف أيضاً بحق كل الأطراف بالاشتباك مع "الإرهابيين الأشرار". وعبر إجبار كل مجموعة على تعريف نفسها بهذا الشكل، يكون الروس قد نزعوا كل مصداقية من الاتهام بأنهم يقصفون" الإرهابيين الجيدين"، بينما اختفت الفئة الأخيرة بشكل رئيسي من الصراع. وحتى تكون شريفة وحازمة في ذلك، أُجبرت الولايات المتحدة قبول التعريف الروسي للإرهابي بأنه "أي طرف يقاتل ضد الحكومة السورية". وأعرف أنهم لم يتفقوا أبداً على هذه العبارات. ولكن نظراً إلى أن أولئك الذين قاتلوها حتى الآن كانوا قد صنفوا إلى معارضة "جيدة" وأخرى "سيئة" للحكومة السورية، ونظراً إلى أن "المعارضة الجيدة" تقبل الآن الهدنة/ وقف إطلاق النار، فإن ذلك يعني أن كل الذين يقاتلون ضد الحكومة هم بطبيعتهم "أشرار". وهكذا، فإن أي أحد يحمل السلاح ضد الحكومة السورية هو "شرير" وهدف مشروع للقضاء عليه كلية.
لا بد أن الجزء الأسوأ بالنسبة للأميركيين يتمثل في سقوطهم في هذا الشرك المفاهيمي وعيونهم مفتوحة على وسعها، لكنهم لم يستطيعوا فعل أي شيء حياله. وكانوا يعرفون أن فرصتهم الوحيدة لتجنب هزيمة عسكرية مذلة تلحق بهم على الأرض تكمن في تحويلها إلى "وقف لإطلاق النار" متبوع بنوع من "الانتقال" المبهم. وهكذا نعم، إنهم يكرهون هذه المحصلة، لكن حتى المحصلة الأخرى أسوأ. كما أدرك بعض المسؤولين أن السياسة الأميركية في سورية كانت مجنونة تماماً، وتشبه نوعاً من اضطراب الهوية الانفصالي، حيث لم تكن الوكالات المختلفة المنخرطة فيه ماذا كان يفعل الآخرون، وفي بعض الحالات كانت تحارب بعضها –حرفياً- على الأرض. ويعني الإصرار على اتباع هذا النهج المجنون بشكل مطلق المخاطرة بالدخول في حرب رئيسية مع روسيا، وهو شيء لا يريده الأوروبيون ولا الدولة العميقة الأميركية (من غير المحافظين الجدد). وعليه، وبينما نستطيع أن ننتقد حماقة سياسة إدارة أوباما في سورية، دعونا نتذكر دائماً أيضاً أنها يمكن أن تكون أسوأ (وما عليك سوى تخيل هيلاري كلينتون في البيت الأبيض!). وبتراجعها عن حافة الهاوية، تكون الولايات المتحدة قد فعلت الشيء الصحيح.
لكن الأمر لا يعني أن علينا أن نختنق بالامتنان أيضاً. فأولا، كانت الولايات المتحدة هي التي خلقت هذه الفوضى من الأساس. وثانياً، إن الوقت لا يبدو مواتياً الآن لقول أنها استعادت عقلها. وليست الولايات المتحدة غاضبة من إذلال روسيا لها فقط، وإنما يريد بعض المحافظين الجدد العنيدين محاكمة الأسد وروسيا وإيران على "جرائم الحرب في سورية"! ويجيء هذا نتيجة مباشرة لخليط الخداع الأميركي الفريد من نوعه والغضب العاجز من روسيا ومن العالم برمته في الحقيقة -مثل طفل يكسر لعبة قيل له أنه لا يستطيع حيازتها.
بينما لا أستبعد أبداً احتمال أن تكون الولايات المتحدة بصدد القيام بعمل متهور مسبقاً، فإن الخطر الحقيقي اليوم يأتي، كما كان سابقاً، لا من الولايات المتحدة وإنما من مزييج حلفائها الإقليميين السمي والمتفجر.
الآن، يعطي هؤلاء الحلفاء كل الأدلة على تفكيرهم المتهور وممارسة كل الألعاب العسكرية الخطيرة. ويقال أنه يجري حشد الجيوش وإقامة التحالفات العسكرية الضخمة للتدخل. وقد يكون تهديد القوات والطائرات التي يجري الحديث عنها لقوة المهمات الجوية الروسية الصغيرة (50 طائرة هجومية) حقيقياً جداً، حتى وإن كان الطيارون الروس وطائراتهم يتفوقون على نظرائهم من قوى التدخل المحتملة. ومن جهتهم، يشعر الإيرانيون بأنهم مهددون وهم يحذرون من أي غزو لسورية.
ولكن، ما هو هجم هذا التدخل الجديد المحتمل. سوف يعتمد ذلك على افتراضاتك.
فإذا كنت تفترض أن القوى المعنية عقلانية بما يكفي، فلن يكون التهديد كبيراً لسبب مهم: إذا كان للقوى المعنية إمكانيات جوية، فإنها بعيدة برياً، ولا تتمتع بالإمكانيات للتصدي للقوات السورية والإيرانية وقوات حزب الله. ولأن القوة الجوية وحدها لا تستطيع كسب حرب، فإن القوة البرية التي يستطيع هؤلاء التعويل عليها ستكون "داعش. ولن يكون ذلك خياراً جيداً على الإطلاق، لا عسكرياً ولا سياسياً.
وإذا افترضتَ أن هذه القوى "خسرت اللعبة" وتحاول تفريغ حنقها نتيجة الفشل في الإطاحة بالأسد والسيطرة على سورية، فإنها تستطيع حتماً خلق صدام مباشر مع روسيا. ونظراً إلى أن القوة الروسية الضئيلة في سورية لا تستطيع حماية نفسها أمام هذا الخصم الضخم، فلن يكون أمام روسيا أي خيار آخر سوى استدعاء قدراتها الضاربة طويلة المدى (القوات الجوية وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية) إلى القتال. والأقرب هو أن تعمد روسيا إلى ضرب هذه القوات التي ستعمل من قواعد جوية مشتركة مع القيادة المركزية الأميركية الوسطى (سنتكوم) والناتو في المنطقة. وفي حالة هذا الهجوم الغرائبي على القوات الروسية، فإنني أميل إلى توقع أن تقوم طائرات الميغ 31 (ربما العاملة من إيران) بالاشتباك مع الطائرات العدوة. وفي نهاية اليوم، لن تسمح إيران ولا روسيا للقوى المنافسة باكتساح سورية. ولذلك تمس حاجة هذه القوى إلى سؤال نفسها عما إذا كانت تريد خوض غمار حرب في الحقيقة ضد روسيا وإيران وسورية وحزب الله، والتي تستطيع روسيا وإيران خلالها -وربما ستفعلان- ضرب قواتها العسكرية المنتشرة محلياً، وبنيتها التحتية الداعمة.
هناك سيناريو أكثر ترجيحاً يكمن في محاولة الولايات المتحدة وتركيا وحلفاء الخليج إيجاد طريقة ما لإنقاذ داعش وإقامة منطقة أصوليين سورية، والتي يمكن استخدامها لإبقاء سورية ضعيفة ونازفة في المستقبل المنظور. وهذه هي بوضوح الخيارات التي يفضلها الإسرائيليون: تقسيم سورية إلى كردستان سورية بحكم الأمر الواقع في الشمال، ودويلة أصولية في الشرق، وجمهورية سورية علمانية على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط. ولا تبدو حقيقة أن كل هذا يتناقض كلية مع قرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة تقض مضاجع الذين يتأملون يدرسون راهناً هذه الخيارات.
يبدو أننا نعيش حالياً فيما يصفه القول المعروف: "هدوء ما قبل العاصفة"، وأن الحرب في سورية سوف تعود لتشتعل قريباً، مع احتمال أن تكون أكبر وأكثر كثافة مما شهدناه حتى الآن.
 
*نشر هذا الموضوع تحت عنوان:
 Week Twenty-one of the Russian Military Intervention in Syria: The Calm Before the Storm?
======================
أتلانتك مونثلي :أوباما في أطول مقابلة بدا أقرب لإيران منه للسعودية
لندن - عربي21 - باسل درويش# الجمعة، 11 مارس 2016 06:29 م 451
شن الرئيس الأمريكي باراك أوباما هجوما لاذعا على رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون؛ لأنه سمح للوضع في ليبيا بالتدهور، وقال إنه توقف بعد عام 2011، عن الاهتمام بالوضع في ليبيا، "وانشغل بأمور متعددة".
وتستدرك مجلة "أتلانتك مونثلي" بأنه رغم إيمان أوباما بأن الولايات المتحدة خططت بنجاح للحرب في ليبيا، إلا أنه يقول: "لقد منعنا ما كان يمكن أن يكون حربا أهلية دموية، ورغم هذا كله، فإن ليبيا أصبحت فوضى".
وتنقل المجلة عن أوباما قوله تعليقا على نتائج الحملة في ليبيا: "عندما أعود إلى نفسي وأفكر في الموضوع، أجد أن هناك مساحة للنقد؛ لأنني آمنت بالأوروبيين؛ نظرا لقربهم من ليبيا"، ووصف أوباما بعض الدول الأوربية ودول الخليج بأنها لم تكن مستعدة للمساهمة، رغم معرفتها بخطر معمر القذافي، وقال إنهم "ركاب بالمجان"، مشيرة إلى أن الرئيس أوباما كان واضحا في إجباره كاميرون على زيادة نسبة الإنفاق الدفاعي التي يتطلبها الناتو بنسبة 2%، وعلق قائلا إن "الركاب المجانيين يزعجونني".
وجاءت انتقادات الرئيس الأمريكي في مقابلة مطولة أجراها جيفري غودلبرغ، ونشرتها المجلة، حيث دافع فيها عن قراره عدم ضرب نظام بشار الأسد لتجاوزه الخط الأحمر، بعد شن هجوم كيماوي على الغوطة في 2013. واعتبر أوباما تخليه عن الضربة العسكرية، وإحالته الأمر إلى الكونغرس لحظة مهمة، وقال إنه فخور بما أنجزه، وأضاف: "أنا فخور بهذه اللحظة"، لأن ما فعله هو التفكير بعقلانية تحت الضغط "التفكير بمصلحة أمريكا ليس فيما يتعلق بسوريا، لكن بديمقراطيتنا، كان قرارا صعبا اتخذته، وفي النهاية كان صائبا".
ويلفت الكاتب إلى أن أوباما أصبح يرى الشرق الأوسط منطقة مليئة بالمشكلات، وأنه لا داعي لتدخل الولايات المتحدة لتصحيح الأوضاع فيها، وأن "محاولة حكم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أمر غير صائب".  ويعتقد غودلبرغ أن تفكير الرئيس تغير بسبب الفشل في ليبيا، وصعود تنظيم الدولة، الذي فشلت المخابرات الأمريكية في تقديم تقييم حقيقي حول خطره
ويقول غودلبرغ إن سقوط الموصل وإعدام الرهائن الأمريكيين أقنعا الرئيس بأن تهديد تنظيم الدولة أخطر من الأسد، وفي الوقت ذاته اقتنع أن أمريكا لا يمكنها حل مشكلات المنطقة على الأقل في عهده.
 وتنوه المقابلة إلى خيبة أمل الرئيس بحكام المنطقة، خاصة رئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تضايق من محاولاته الدائمة للمحاضرة عليه، وإشعاره بأنه لا يعرف شيئا عن مشكلات المنطقة، وعبر عن خيبة أمله بالرئيس التركي أردوغان، الذي يراه مستبدا وفاشلا.
وتذكر المجلة، وفق ما ترجمته "عربي21"، أن قرار الرئيس الأمريكي بالتخلي عن ضرب الأسد نابع من شكوكه حول التدخل، خاصة بعدما قدم له مدير الأمن القومي ملفا أكد له فيه أن تقييم الاستخبارات يشير إلى مسؤولية الأسد، لكن لا توجد أدلة قاطعة، ويرى الكاتب أن محاولة أوباما تجنب التدخل العسكري نابعة من تردده في استخدام القوة الأمريكية.
ويجد الكاتب أن "أوباما واقعي، يرى أن أمريكا لا يمكنها (تخليص العالم من مآسيه)، ومع ذلك لا يتردد بالتدخل العسكري في حال تأثرت المصالح القومية، وهذا واضح في الطريقة التي استخدم فيها الطائرات دون طيار، وأجبر باكستان على السماح له بملاحقة الإرهابيين في أراضيها، وأصبح أكبر صائد للإرهابيين في تاريخ الرئاسة الأمريكية".
وتفيد المقابلة بأن أوباما عمد إلى مساءلة الكثير من ملامح السياسة الخارجية الأمريكية، مثل علاقة واشنطن مع الحلفاء التقليديين العرب، الذين انتقدوا محاولة استخدام القوة الأمريكية لخدمة مصالحهم الضيقة، وهذا يفسر توجهه نحو العدوة التقليدية إيران، التي لم يكن راغبا بإقامة علاقة معها، بقدر التخفيف من خطورتها كما تعلق مستشارة الأمن القومي سوزان رايس.
وتبين المجلة أنه لهذا قرر منذ البداية العمل على التقارب مع عدوة أمريكا "إيران"، ولم يكن الاتفاق مع إيران هو محاولة لفتح علاقات أمريكية فارسية، كما قال البعض، "بل كان براغماتيا ولتحقيق الحد الأدنى، وكان الهدف جعل بلد خطير أقل خطورة، ولا أحد يتوقع أن تتحول إيران إلى لاعب لطيف"، بحسب مستشارة الأمن القومي سوزان رايس.
ويورد غودلبرغ أن أوباما اعترف بفشله في تحقيق ما أراده من خطاب جامعة القاهرة، حيث قال إنه حاول إقناع المسلمين بالبحث في جذور تعاستهم، ويقول: "ما كنت أود قوله، دعونا نتوقف عن التظاهر بأن سبب مشكلات الشرق الأوسط هي إسرائيل"، و"نريد العمل من أجل تحقيق دولة وكرامة للفلسطينيين، لكن ما أملت تحقيقه من خطابي هو إثارة نقاش يفتح مجالا للمسلمين كي يواجهوا المشكلات الحقيقية، مشكلات الحكم، وحقيقة أن بعض تيارات الإسلام لم تتعرض للإصلاح بدرجة تساعد المسلمين لتكييف عقيدتهم كي تتواءم مع الحداثة".
ويشير الكاتب إلى أن أوباما تحدث بتفاؤل عندما بدأ الربيع العربي عام 2011، وظل متفائلا حتى بدأ الربيع يتحول شتاء، واليوم يقول أوباما ساخرا: "كل ما أحتاجه هو مجموعة من المستبدين في الشرق الأوسط".
وتكشف المجلة عن أنه "في الوقت الذي يتجنب فيه أوباما الحديث عن صدام الحضارات، وإثارة الحساسية ضد المسلمين، إلا أنه في أحاديثه الخاصة مع قادة الدولة يعترف بأن لا حل جذريا للإرهاب الإسلامي، حتى يتواءم الإسلام مع الحداثة، ويمر بحركة إصلاح كتلك التي غيرت المسيحية".
ويلاحظ غودلبرغ النبرة الناقدة للسعودية، خاصة التذكير بأن منفذي هجمات 9/11 كانوا سعوديين في الغالب وليسوا إيرانيين، بل إن أوباما انتقد طريقة معاملة المرأة هناك، وقال: "يمكننا قياس نجاح المجتمع بالطريقة التي يعامل فيها المرأة".
ويخلص الكاتب إلى أنه رغم تفهم الرئيس لإيران، وبأنها عدو لأمريكا منذ عام 1979، وأنه يجب عدم التخلي عن حلفاء أمريكا لصالح إيران، إلا أنه دعا إلى أهمية مشاركة إيران والسعودية في المنطقة بطريقة سلمية، "فالتنافس الذي ساعد في تغذية حروب الوكالة في اليمن والعراق وسوريا يقتضي منا القول لأصدقائنا، وكذلك للإيرانيين، إن عليهم التعايش في المنطقة، والبحث عن مصادر للسلام".
======================
التايمز: ملفات تنظيم الدولة تكشف دور المقاتلين البريطانيين
لندن - عربي21 - بلال ياسين# الجمعة، 11 مارس 2016 07:09 م 01.5k
نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمحررة الشؤون الأمنية في الصحيفة فيونا هاميلتون، حول تسريبات وثائق تنظيم الدولة، تكشف عن أسماء بعض الأشخاص الذين ينسبون المجندين للتنظيم، وأحد هذه الأسماء الشاب البريطاني افتكار جمان، الذي كان يعد المدخل لمجندي التنظيم من بريطانيا.
ويشير التقرير إلى أن افتكار جمان، الذي نشأ في مدينة بورتسموث البريطانية، هو واحد من أشهر مقاتلي التنظيم، وتظهر الوثائق أنه كفل العديد ممن التحقوا بالتنظيم من بريطانيا.
وتذكر هاميلتون أن اسم جمان الحركي وجد على "وثائق مقابلات الدخول" الموجودة بين الوثائق المسربة، التي بلغ عددها حوالي 22 ألف وثيقة، تظهر تفاصيل برنامج التجنيد للتنظيم على مستوى العالم، والمدى الذي يذهب إليه التنظيم للتأكد من أن المتقدمين للقتال في صفوفه ليسوا مدسوسين من المخابرات.
وتلفت الصحيفة إلى أن هناك تقارير صدرت الليلة الماضية تفيد بأن المتطرف المنفي عمر بكري محمد قام بتجنيد مقاتلين في التنظيم من مدينة كاردف، وكان بكري البالغ من العمر 58 عاما فر من بريطانيا، بعد أن وصف من قاموا بعمليات التفجير في لندن في 7 تموز/ يوليو عام 2005 بأنهم "الأربعة الرائعون".
ويكشف التقرير عن أن المجندين أشاروا إلى اسم عمر بكري كونه كفيلا لهم قبل الدخول، بحسب تقرير لصحيفة "ديلي تلغراف"، التي قالت إن الوثائق تحتوي على أسماء بريطانيين لم يعرف من قبل أنهم كانوا يقاتلون في سوريا، بما في ذلك مراهق اعتقل في أحداث الشغب في لندن، بالإضافة إلى مدرس ومسيحي متحول عن دينه.
وتقول الكاتبة إن السلطات البريطانية كانت تشك في علاقة جمان بتجنيد عشرات الشباب البريطانيين، مشيرة إلى أن استمارة تجنيد مسربة أكدت هذه الشكوك أمس، حيث ظهر اسمه الحركي، وهو أبو عبد الرحمن البريطاني، في بند التزكية لطالب بريطاني من أصول بنغالية، ويعتقد أن كلا من جمان ومجنده البالغ من العمر 18 عاما، الذي عرف باسم "أبو جبريل البريطاني" ميتان.
وتورد الصحيفة أن هذه الاستمارة هي بين آلاف الوثائق، التي يقال إنها تحتوي على أسماء مجندين وأسماء المزكين، كما تحتوي الوثائق على أسماء عائلات المجندين وأماكن إقامتهم، وحتى أرقام هواتفهم، لافتة إلى أنه تم توفير الوثائق أصلا للمخابرات الألمانية، لكن أجهزة مخابرات أخرى مثل "MI5" تقوم الآن بدراسة هذه الوثائق، التي يعتقد أنها تكشف عن أسماء العديد من الجهاديين غير المعروفين سابقا من بريطانيا وأوروبا والشرق الأوسط وأمريكا.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن هذه الوثائق تعود إلى نهاية عام 2013 وبداية عام 2014، ما يعني أنها قد تحتوي على مقاتلين عادوا إلى بريطانيا من سوريا والعراق، ويؤمل أيضا بأن توفر معلومات عن شبكات الإرهابيين الموجودين في البلد.
وتنقل هاميلتون عن مصادر قولها إنه يمكن استخدام هذه الوثائق في المحاكمات مستقبلا، وهي تستخدم الآن في محاكمة متهم بأنه جهادي في ألمانيا، مشيرة إلى أن مكتب الحكومة البريطانية رحب بهذا الخرق؛ كونه إنجازا نوعيا محتملا في الحرب على تنظيم الدولة.
وتورد الصحيفة نقلا عن المتحدثة باسم رئيس الدولة، قولها: "ما هو مهم الآن هو أن السلطات تستطيع أن تتفحص كيف يمكن الاستفادة من هذه المعلومات في الحرب ضد تنظيم الدولة"، وقال الخبراء إن التسريب أظهر أن تنظيم الدولة بدأ يتصدع، وأن هناك انشقاقات على مستوى عال في التنظيم، وهو ما يمكن استخدامه للقضاء عليه.
ويكشف التقرير عن أن مجموعة من الوثائق بينت أن التنظيم قام بإنشاء بيروقراطية كبيرة، وتبين أن على المجندين توفير أسماء الأشخاص والهواتف التي يمكن الاتصال بها في حال وفاتهم، في استمارة لا تختلف كثيرا عن استمارة "القريب" في الدول الغربية.
وتوضح الكاتبة أن الاستمارات تحتوي على فصيلة الدم، ربما لمساعدة الجرحى، كما يطلب من المجند أن يبين مستواه الدراسي، ومعرفته الدينية، والوظائف التي عمل بها سابقا، وتجاربه في السفر، وإن كانت لديه تجربة سابقة في الجهاد، وإن كان يرغب بالانضمام مقاتلا أو انتحاريا.
وتذكر الصحيفة أن عدد الجهاديين البريطانيين المذكورين في الوثائق لا يزال غير واضح، ولم ينشر من تلك الوثائق على الإنترنت سوى النذر اليسير، مشيرة إلى أن موقعا سوريا قام بنشر بعض الوثائق المحررة، وقال إن هناك 16 اسما بريطانيا، لكن "سكاي نيوز"، التي حصلت على الوثائق من مقاتل ساخط، قالت إن هناك العشرات.
ويشير التقرير إلى أن الوثائق احتوت على أسماء ثلاثة جهاديين بريطانيين معروفين جدا، اثنان منهما قتلا عن طريق طائرات دون طيار، هما رياض خان (21 عاما) وجنيد حسين (20 عاما) وهو "هاكر" حاسوب، والثالث هو عبد المجيد عبد الباري (26 عاما)، الذي عرف أنه شبك مع محمد إموازي، الذي عرف بلقب "الجهادي جون".
وتقول المصادر لصحيفة "التايمز" إنه لا شيء يشير إلى أن هذه الوثائق خدعة، وأن الكثير من الوثائق تبدو حقيقية، مستدركة بأن بعض الخبراء أشاروا أمس إلى وجود بعض التناقضات في استمارات التجنيد، حيث احتوت بعضها على شعارات غير مألوفة، كما أن هناك احتمالا بوجود تكرار، ما يجعل التقدير الأصلي (22 ألف وثيقة) متفائلا، وتم التأكد من صحة بعض الوثائق عن طريق فحص الأسماء والعناوين وأرقام الهواتف.
وتلفت هاميلتون إلى أن اسم أبي عبد الرحمن البريطاني ظهر على استمارات الالتحاق، وهو الاسم الحركي لـ "جمان"، وإن كان هناك احتمال بأن آخرين حملوا الاسم الحركي ذاته، إلا أن نشاط جمان بتجنيد شباب من بلد المنشأ في بورتسموث، يشير إلى أنه هو صاحب الاسم، حيث كان واحدا من خمسة شباب أطلقوا على أنفسهم "شباب بومبي"، وسافروا من غاتويك إلى أنطاليا في تركيا في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2013، وأطلقوا على أنفسهم اسم المشاغبين البنغاليين البريطانيين، وبايعوا تنظيم الدولة، وقاموا بالدعاية له على الإنترنت.
وينوه التقرير إلى أن جمان أنشأ شريان إمداد بالمقاتلين وشبكة دعم في بريطانيا، لافتا إلى أن نشاطه في الدعاية للتنظيم والتجنيد أكسبه سمعة كبيرة، فأصبح جيفارا تنظيم الدولة، وقبل مقتله في كانون الثاني/ ديسمبر 2013، قام جمان بإنشاء علاقات مع بريطانيين في أنحاء بريطانيا كلها، منهم من اختار الذهاب إلى "دولة الخلافة"، ومنهم من بقي ليتم عمله في الدعاية للتنظيم.
وبحسب الصحيفة فإنه من بين هؤلاء أستاذ كيمياء في مانشستر تمت إدانته بمحاولة الانضمام إلى أخيه في سوريا، وشقيقان من ويلز، تم قتل أحدهما في أول غارة جوية تشنها بريطانيا في سوريا، بالإضافة إلى متطرفين من مقاطعة نوتنغهامشير وغلوسترشير وغلاسكو، مشيرة إلى أن شبكة الدعم تلك ارتبطت أيضا بأقصى محمود، التي وصلت إلى سوريا بعد جمان بشهر، كما ذكر اسم رفائيل ماثيو (23 عاما) من مانشستر في الوثائق، بحسب التقارير، ويعتقد أن هناك استمارة تتعلق بأسد عثمان ابن عم جمان.
ويصف كبير الباحثين في معهد "رويال يونايتد سيرفيسز" الأمني شاشانك جوشي، التسريب بأنه "مهم جدا"، ويقول: "إنه كنز ذهب بالنسبة للسلطات الأمنية، وسيجعل من السهل محاكمة من عاد"، وفق التقرير.
وتورد الكاتبة نقلا عن المحاضر في علم الجريمة والاجتماع في جامعة ساسكس سراج لخنة، قوله: "التسريب يظهر أن هناك تصدعات في تنظيم الدولة، وأن هناك انشقاقات في أعلى المستويات، وهذا مشجع لمحاربي التنظيم".
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول لخنة: "أخيرا والأهم أن تلك الوثائق تسمح للمؤسسات الاستخباراتية حول العالم بتحديث قواعد بياناتها على المشتبه بأنهم سافروا إلى سوريا للقتال مع تنظيم الدولة، وهذا بدوره يساعد على حماية حدودنا".
======================
ميدل إيست آي: الدولة السورية تسير نحو الفيدرالية
عربي21 - يحيى بوناب# الجمعة، 11 مارس 2016 08:59 م 02.0k
نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا حول مساعي الأكراد لإقامة نظام فيدرالي في سوريا بدعم روسي، وقال إن الولايات المتحدة ربما تساند هذا السيناريو بشكل سري أو غير مباشر، في ظل رفض من تركيا وفصائل المعارضة السورية الذين يخشون أن تكون الفيدرالية تمهيدا للتقسيم.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن مصادر كردية ومراقبين سياسيين؛ أجمعوا على أن بشار الأسد وحلفاءه الروس أصبحوا أقرب من أي وقت مضى لقبول حل الحكم الذاتي للأكراد. وقد دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، يوم الجمعة الماضي الأمم المتحدة إلى إشراك الأكراد في المفاوضات القادمة، في إشارة إلى التطور الذي شهدته العلاقة بين روسيا والأكراد.
وأضاف التقرير أن واشنطن لا تزال تتمسك بشكل رسمي برفض فكرة الفيدرالية في سوريا، ولكنها في مواجهة تغير الأوضاع الميدانية وتطور مواقف موسكو والنظام السوري؛ ويقول بعض المحللين إنها قد تنظر في هذه الفكرة.
وأشار التقرير إلى أن هذه الفكرة ليست جديدة، حيث إن موسكو تفكر فيها منذ مدة، بهدف الحد من النفوذ التركي في شمال سوريا. ونقل في هذا السياق تصريح إدريس نعسان، المسؤول الكردي في منطقة عين العرب (كوباني)،الذي قال: "إن النظام السوري يعلم جيدا أنه لم يعد بإمكانه استعادة كامل سوريا، ولهذا فهو مستعد لقبول حل الفيدرالية، كما أن الأكراد أيضا يحاربون لهذا الهدف، حيث يريدون إدارة بلداتهم ومدنهم ذاتيا، ولذلك سيكونون في صف الأسد".
وقال نعسان: "إن الرغبة الروسية في مساعدة الأكراد ظهرت من خلال سلسلة الغارات الجوية التي قام الطيران الروسي بشنها لتوفير الغطاء الجوي لتقدمهم على الأرض، والهدف الحقيقي لروسيا من هذه العملية كان إضعاف النفوذ التركي في سوريا. كما أن روسيا تعرف جيدا أن تعطيل الدور التركي في سوريا يعني إضعاف فصائل المعارضة وتقوية نظام بشار الأسد، وهي تريد أيضا من خلال هذا التوجه لعب دور مستقبلي في الإقليم الكردي، جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة".
وأشار التقرير إلى أن التوتر بين موسكو وأنقرة بدأ بسبب تعارض المواقف من الحرب في سوريا، إلا أن العلاقات بينهما شهدت تدهورا حادا في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، عندما قام سلاح الجو التركي بإسقاط طائرة "سوخوي 24" روسية، بعد أن اخترقت الأجواء التركية. ومنذ ذلك الوقت أصبح المسؤولون الروس ووسائل الإعلام لا يخفون دعمهم لأكراد سوريا وتركيا ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأورد التقرير في هذا السياق أن تطور العلاقات بين روسيا والأكراد تمت ترجمته في شهر شباط/ فبراير الماضي، من خلال افتتاح تمثيلية دبلوماسية كردية في موسكو، في خطوة غير مسبوقة تهدف من خلالها روسيا لبناء علاقات قوية مع الأكراد لمرحلة ما بعد الحرب.
وذكر التقرير أن موقف واشنطن من هذه المسألة قد يكون بصدد التغيير، حيث إن الولايات المتحدة في العلن لا تزال تعارض بشدة فكرة منطقة حكم ذاتي للأكراد، إلا أن مسؤولين أكرادا يؤكدون أن هنالك دعما أمريكيا سريا لاتفاق سوري على نوع من الفيدرالية، تقسم بموجبه البلاد إلى ثلاث مناطق، للعلويين والأكراد والسنة.
ونقل التقرير في هذا السياق، موقف السفير الأمريكي السابق في سوريا، روبرت فورد، الذي قال: "إن الأولوية بالنسبة للولايات المتحدة هي جعل الحكومة المركزية في دمشق قوية بما يكفي لمواجهة المجموعات المسلحة الناشطة في البلاد". كما أكد أن "الولايات المتحدة ليست ضد الفيدرالية وليست في الوقت نفسه مع هذه الفكرة، وكل ما يهمها هو أن تكون الحكومة في دمشق قادرة على مواجهة تنظيم الدولة وجبهة النصرة".
ونقل التقرير رأي نيكولاس هيراس، الباحث في المركز الأمريكي للدراسات الأمنية، الذي أكد "أن الولايات المتحدة لا تريد أن تظهر كأنها تساند حل تقسيم سوريا، ولذلك فهي تقول إنها ضد التقسيم، إلا أن الفيدرالية لا تعني تقسيما، بل هي تحافظ على قدر من السلطة للعاصمة دمشق، وفي المستقبل المنظور يبدو أن الأسد هو الذي يسيطر على العاصمة".
وأشار التقرير إلى أن منظمة الأمم المتحدة أيضا بصدد النظر في هذا الاقتراح، حيث إن مبعوثها الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستوار، ناقش مسألة الفيدرالية مع المعارضة السورية خلال مباحثات جنيف الأخيرة، إلا أن المعارضة رفضت كل مقترحاته وشددت على أن سوريا يجب أن تظل دولة موحدة ذات حكم مركزي.
واعتبر التقرير أن فكرة الفيدرالية هناك ما يدعمها على الأرض، حيث إن الأكراد حققوا تقدما ميدانيا هاما في الفترة الأخيرة على حساب مناطق سيطرة تنظيم الدولة، بدعم روسي أمريكي كبير، إلا أن الفصائل الكردية لا تزال غير قادرة على التوحد على كلمة واحدة، إذ أن المجلس الوطني الكردي المدعوم من مسعود برزاني يفضل العمل مع المعارضة السورية في جنيف، بينما تم إقصاء حزب الاتحاد الديمقراطي من هذه المحادثات بطلب من تركيا.
كما أن هنالك اتهامات متبادلة بين الطرفين، حيث يوجه المجلس الوطني الكردي اتهامات لحزب الاتحاد الديمقراطي بالعمل مع الحكومة السورية، فيما يتهم الثاني الأول بالعمل مع تركيا التي ترفض فكرة الحكم الذاتي للأكراد في سوريا.
وفي المقابل أشار التقرير إلى أن فكرة الفيدرالية في سوريا تلقى معارضة كبيرة من تركيا وفصائل المعارضة المدعومة من السعودية. ونقل عن نيكولاس هيراس قوله: "إن تركيا تخشى من ظهور دولة كردية في شمال سوريا، ولهذا فهي ترفض بشكل قطعي فكرة الفيدرالية؛ لأن هذا سيمكن حزب العمال الكردستاني المصنف كتنظيم إرهابي من أن تكون له قواعد خلفية لشن هجماته على تركيا".
وختاما؛ أشار التقرير إلى إمكانية إيجاد حل وسط لتأليف هذه المواقف المتعارضة والاتفاق على الفيدرالية في سوريا، حيث إن بشار الأسد يمكنه أن يقنع تركيا بقبول هذا الحل إذا وعدها بالوقوف معها ضد حزب العمال الكردستاني، رغم أن هذا يبقى في الوقت الحاضر مستبعدا في ظل سيطرة روسيا على القرار السوري وتدهور علاقاتها مع تركيا.
======================
الغارديان :حكاية 10 أشقاء سوريين قاتلوا مع الثورة.. أين أصبحوا الآن؟
عربي21- صلاح الدين محمد# السبت، 12 مارس 2016 10:53 ص 00
روت صحيفة "الغارديان" البريطانية، قصة 10 أشقاء سوريين قاتلوا مع ثوار المعارضة، وتفاصيل مثيرة بعد انضمامهم إلى الكتائب المقاتلة ضد نظام بشار الأسد، إلا أنها قالت إن حكايتهم انتهت بأنهم "أصبحوا مخدوعين ومتفرقين".
وبحسب تقرير الصحيفة الذي ترجمته "عربي21"، فقد كانت بداية هؤلاء الأشقاء من محافظة إدلب، إذ سارعوا هناك للانضمام إلى الفصائل العسكرية التي شكلها الثوار في سوريا، للإطاحة بالنظام السوري، "مندفعين بالحماسة التي شهدتها بدايات الثورة، وقناعتهم بأنها الطريق لإزاحة النظام، وإعادة تشكيل الدولة السورية".
وقالت إنهم كانوا يعتقدون حينها بأن الإطاحة بالأسد ستؤدي إلى إعادة تقويم السلطة في سوريا، تتويجا للتيار الشعبي الذي خرج في بداية الثورة السورية، الذي كان واضحا في شوارع درعا في أوائل عام 2011.
وتابعت بأن الأمور بالنسبة للأشقاء العشرة "كانت أكثر بساطة في ذلك الوقت، إلا أن تطورات الأزمة السورية جعلتهم لا يعرفون جيدا العدو من الصديق"، معتبرة أن هذه كانت الانعطافة الرئيسة للوضع في سوريا، بعدما تحولت الثورة عن طريقها بدخول تنظيم الدولة إلى الساحة، ثم دخول روسيا، بحسب الصحيفة.
ووفقا للصحيفة، فقد تسللت خيبة الأمل ببطء إلى الأشقاء، وكان ذلك بسبب عوامل عدة. وبدأ ذلك مع إدراك أن خطوط الجبهة التي كانت قد ظهرت بدأت هشة وديناميكية في وقت مبكر من عام 2013، لتصبح بعد ذلك راكدة في وقت لاحق من ذلك العام.
وأوردت "الغارديان" أن الأشقاء توجهوا بعد ذلك إلى حلب ثاني أكبر مدن سوريا، ومركزها التجاري، للانضمام للفصائل الثورية المقاتلة هناك، ثم تحوّل بهم الأمر تدريجيا إلى أماكن شتى، بعدما شعروا بخيبة الأمل.
ونقلت الصحيفة عن أحدهم ويدعى رضا، حديثه عن موقف تعرّض له بصحبة خمسة من أشقائه، حين اعتقلتهم مجموعة مسلحة، وأخذت منهم أسلحتهم الشخصية، وكان يبدو أنهم سيقدمون على عمل شيء ما بشكل عنيف، لكنهم تراجعوا بعدما تأكدوا من هويتهم، وأنهم من إدلب، وأن لهم الكثير من الأشقاء وأبناء العمومة القادرين على الثأر، فتركوهم يرحلون.
وسردت الصحيفة ما وصل إليه حال الأشقاء في محطة رحلتهم الأخيرة؛ أنه بقي منهم ثلاثة أشقاء فقط على الساحة السورية حتى الآن، وذلك بعد مرور خمس سنوات على انطلاقة الثورة.
وأوضحت أن اثنين منهم يعملان في مركز طبي ميداني، والثالث يقاتل على إحدى الجبهات مع فصائل الثورة، بينما قتل أحدهم.. أما الستة الباقون، فنزحوا إلى أماكن مختلفة، ومنهم رضا الذي تحوّل إلى لاجئ في ألمانيا.
ونقلت الصحيفة كذلك عن رأفت، وهو أحد الأشقاء العشرة، قوله إنه لا يزال في حلب، لكنه فقد أمله في أن يرى أهداف الحرب قد تحققت، مضيفا أنه "بات من الصعب جدا الآن أن نرى ذلك.. خصوصا منذ تدخل الروس" في سوريا.
=====================