الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 12/3/2022

سوريا في الصحافة العالمية 12/3/2022

13.03.2022
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • ذا نيويوركر :تدخلات بوتين العسكرية في الشرق الأوسط وانعكاساتها على حرب أوكرانيا
https://www.noonpost.com/content/43511
  • منتدى الخليج الدولي :وسط التحولات الإقليمية والدولية.. ماذا تريد السياسة الخارجية الإيرانية في 2022؟
https://thenewkhalij.news/article/260452/ma-althy-ymkn-ytokaah-alghrb-mn-alsyas-alkhargy-alyrany-fy-aaam-2022
  • بوليتكو: تدفق المتطوعين الأجانب لمواجهة روسيا في أوكرانيا يثير القلق.. وتجارب الماضي دليل
https://www.alquds.co.uk/بوليتكو-تدفق-المتطوعين-الأجانب-لمواج/
  • معهد الشرق الأوسط” يكشف عن سياسة نظام الأسد بمناطقه في ظل الحرب بأوكرانيا
https://eldorar.com/node/1185362
 
الصحافة الفرنسية :
  • أوريان 21 :الطائرات المسيّرة في الشرق الأوسط: انتشار لا يغير التوازنات الاستراتيجية
https://alghad.com/الطائرات-المسيّرة-في-الشرق-الأوسط-انت/
 
الصحافة البريطانية :
  • الغارديان: حقائق حول التمييز العنصري الأوروبي بين اللاجئين
https://arabi21.com/story/1424129/الغارديان-حقائق-حول-التمييز-العنصري-الأوروبي-بين-ا#category_10
  • الغارديان”: “بوتين” يستخدم ذرائع كاذبة لتبرير وحشيته في أوكرانيا على غرار ما فعله بسوريا
https://eldorar.com/node/1185420
  • الغارديان: النظام السوري يستعد لإرسال جنوده للقتال في صفوف القوات الروسية بأوكرانيا
https://mubasher.aljazeera.net/news/2022/3/12/برواتب-تصل-إلى-3000-دولار-هل-تستعد-سوريا
 
الصحافة العبرية :
  • معاريف :إسرائيل في رسالة لإيران: سنستمر بضربكم في سوريا وسنعزز قوتنا الإقليمية بتركيا
https://www.alquds.co.uk/إسرائيل-في-رسالة-لإيران-سنستمر-بضربكم/
  • موقع نيوز ون :تخوف إسرائيلي من استغلال إيران الحرب ورفع نشاطها بالجولان
https://arabi21.com/story/1424082/تخوف-إسرائيلي-من-استغلال-إيران-الحرب-ورفع-نشاطها-بالجولان#category_10
 
الصحافة الامريكية :
ذا نيويوركر :تدخلات بوتين العسكرية في الشرق الأوسط وانعكاساتها على حرب أوكرانيا
https://www.noonpost.com/content/43511
كتب بواسطة:إسحاق شوتنر
ترجمة وتحرير: نون بوست
في أيلول/ سبتمبر 2015، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجيش بالتدخل نيابة عن الرئيس السوري بشار الأسد، الذي كان في السنة الخامسة من حرب وحشية ضد المعارضة الداخلية والمقاتلين من الخارج. بحلول ذلك الوقت، كانت الحكومة الروسية قد قدمت بالفعل أسلحة إلى النظام السوري، الذي ارتكب انتهاكات مروّعة ضد حقوق الإنسان. وبفضل المجهود العسكري الروسي، انقلبت موازين الحرب بشكل حاسم لصالح الأسد.
وفي السنة الماضية، قدّرت مجموعة "إيروارز" أن التدخل الروسي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، بينما اتهمت الأمم المتحدة روسيا بارتكاب جرائم حرب. ويقدم التدخل أيضًا أدلة عن مدى رغبة بوتين في ممارسة القوة العسكرية في الخارج، وهو ما لوحظ في الأسابيع الماضية في الغزو الروسي المستمر لأوكرانيا.
لقد تحدثت مؤخرًا مع زميلي أناند غوبال الذي كتب كثيرًا عن الحرب السورية في المجلة وأماكن أخرى ويعمل حاليًا على تأليف كتاب حول هذا الصراع. خلال حديثنا، الذي تم تعديله من أجل اختصار التفاصيل وتوضيح الأفكار، ناقشنا الاستراتيجية العسكرية الروسية، ولماذا كانت مواجهة أوكرانيا أكثر صعوبة على القوات الروسية مقارنة بسوريا، وما يكشفه التدخل السوري حول رؤية بوتين لمكانة روسيا في العالم.
عندما بدأ بوتين تدخّله في سوريا سنة 2015، كيف كانت حالة الصراع السوري، وما هي الأهداف الروسية التي حدّدتها في البداية؟
في تلك المرحلة، أي في سنة 2015، كان الصراع في حالة جمود ولم يتمكن كلا طرفي النزاع من إحراز تقدّم. تدخلت إيران وحزب الله لدعم النظام السوري وهو ما ساعد على عرقلة تقدّم الثوّار بحلول سنة 2013. ومنذ 2013 إلى غاية 2015، شهد الصراع نوعا من الجمود. وكان التدخل الروسي هو الذي قلب الموازين. لكن في ذلك الوقت، لم يكن هذا التحوّل واضحا لأن روسيا تدخلت بشكل أساسي في إطار مشاركة محدودة للغاية لمنع الجماعات الجهادية المختلفة من الوصول إلى الساحل السوري، حيث تعيش الأقليات. كان هذا الهدف المعلن للتدخل الروسي ولكن سرعان ما اتضح أن الروس لم يكونوا يستهدفون الجماعات الجهادية بالأساس وإنما المعارضة الديمقراطية.
ما هي أهدافهم الفعلية في نظرك؟
كان من الجلي أن هدفهم الأول هو دعم نظام الأسد ضد ما أعتقد أنه أخطر تهديد للنظام، ولا يُقصد بذلك الجماعات الجهادية وإنما المعارضة الديمقراطية. ولهذا السبب، وجّهت القوات الروسية الغالبية العظمى من قوتها النارية ضد المعارضة الديمقراطية. منذ ذلك الحين، أعتقد أن الهدف كان إنهاء الحرب أولًا ثم الاستفادة من بيئة ما بعد الحرب ثانيًا. لقد كانوا يأملون أن يتمكنوا من تأمين عقود إعادة الإعمار على وجه الخصوص. ومن بين الأمور التي أرادتها روسيا إنهاء نظام العقوبات ضد سوريا، كما كانت تأمل جذب أموال إعادة الإعمار الغربية التي ستجد الشركات الروسية نفسها في وضع مناسب للاستفادة منها.
بالنسبة للطريقة التي خاض بها الروس الحرب، أعتقد أنهم كانوا فعالين وسريعين إلى حد ما في قلب موازين الحرب. هل تشاطرني نفس الرأي أيضًا؟ ما مدى فعالية العملية العسكرية الروسية على الأراضي السورية؟
نعم، سرعان ما اتضح أن هذا التدخل قادر على تغيير قواعد اللعبة. أولًا، كانت روسيا السبب الرئيسي وراء تمكن النظام من استعادة حلب بالكامل، ثم تمكنه أيضًا من استعادة بعض المناطق في ريف دمشق التي كانت معاقل للمعارضة. وقد حققوا ذلك في المقام الأول من خلال استعمال القوة الجوية الساحقة، لذلك كانت حملتهم في سوريا حملة جويّة في الأغلب. نعتقد أن آلاف الجنود الروس كانوا ولا يزالون على الأرض، لكنهم لم يكونوا في الحقيقة يقودون المعارك. في الواقع، جيش النظام السوري هو الذي كان يقود القتال على الأرض، بينما ساهمت القوة الجوية الروسية في تغيير نتيجة اللعبة. لقد استخدموا قوتهم الجوية بطريقة أكثر تعقيدًا من الناحية التكنولوجية مقارنة بالنظام السوري وبطريقة أكثر تدميرًا، إذ أنهم لم يستهدفوا مواقع الثوّار فحسب بل كانوا يستهدفون أيضًا الأسواق والمستشفيات والمدارس، وفي كثير من الحالات، ترتب عن هجماتهم خسائر بشرية ضخمة بين صفوف المدنيين.
من الواضح أن الحرب كانت وحشيّة ومروّعة بشكل لا يُصدّق، من القوات الجهادية وكذلك النظام السوري والنظام الإيراني الذي كان يدعم الأسد وصولًا إلى التدخل الأمريكي الذي تسبب بدوره في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.
كيف يُقارن النظام السوري بالأطراف المختلفة التي تدخلت في الحرب، هل كان أكثر وحشيةً منها؟
كان تدخّل الروس قائمًا على القوة الجوية وهذا ما ميزهم عن الجماعات الجهادية. لقد كان تنظيم الدولة وحشيًا للغاية، وارتكبت الجماعات الجهادية الأخرى التي كانت معادية له وللنظام عديد الجرائم بالتأكيد، لكنني لا أعتقد أن أيًا منها يرتقي لفظاعة الجرائم التي ارتكبها النظام السوري أو الروس، علما بأن المجازر الروسية كانت عديدة حيث كانوا يستخدمون الذخائر العنقودية ويهاجمون الأسواق المزدحمة.
من بين الأمثلة التي تكشف مدى وحشية الروس في سوريا، حقيقة استخدام الروس قائمة بمواقع المستشفيات والعيادات في محافظة إدلب قدمتها لهم الأمم المتحدة مع الحكومة السورية على أمل جعلهم يتجنبون استهداف هذه الأماكن عن طريق الخطأ، ولكن ما حدث هو العكس.
كانت مهاجمة المستشفيات جزءًا من الاستراتيجية الروسية وأعتقد أن الغاية من ذلك هي جزئيا تحطيم الروح المعنوية لحركة التمرد والسكان على حد سواء. يعتقد الروس أنه إذا كنت تخوض حربًا ضد أي عدو فإن تدمير مراكزه الصحية من شأنه أن يصعب عليه إعادة توحيد صفوفه في ساحة المعركة. نتيجة لهذا الوضع، اضطر الناس في إدلب إلى بناء عياداتهم تحت الأرض حرفيًا، وقد رأيت حتى مستشفيات تحت الأرض لأن الروس كانوا يستهدفون أي شيء يبدو كمركز إنساني أو مستشفى.
ماذا عن القوات الروسية غير الجوية؟ قلت إنه كان هناك قوات روسية على الأرض وما زالت متواجدة هناك. ما مدى فعاليتها؟ وماذا تفعل بالتحديد؟
لقد كان هناك بضعة آلاف من الجنود الروس لكننا لا نعرف الرقم بالتحديد لأن موسكو لم تصرّح به. بعض هؤلاء الجنود من الشرطة العسكرية، والبعض الآخر يعمل عن كثب مع قوات النظام السوري، بينما يشارك آخرون في شن غارات جوية. هناك أيضًا متعاقدون عسكريون خاصون روس، مثل مجموعة فاغنر، التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالدولة الروسية ولكنها - على ما أعتقد - مستقلة تقنيًا. هناك أيضًا الميليشيات، وهي ميليشيات سورية بالأساس، لكن الحكومة الروسية هي التي تمولها وتسيطر عليها. وإذا جمعنا كل ذلك، فنحن نتحدث على الأغلب عن آلاف الأشخاص المسلحين إما بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل روسيا.
إلى أي مدى تعتقد أن نجاح روسيا مرتبط بوحشيّتها؟ هل أن سبب نجاحها الجزئي يُعزى إلى كونها على استعداد للقيام بأي شيء ولامتلاكها قوة جوية؟ وهل تعتقد أن هناك سببًا آخر يُكسب التدخل الروسي قيمة استراتيجية؟
أعتقد أن الأمر يتعلق بالفعل بالقوة الجوية الساحقة، فقد نفذوا أكثر من عشرين ألف غارة جوية، وهذا قدر هائل من القوة النارية التي يتم استغلالها، لكنهم ليسوا الوحيدين إذ سبق أن ساعدت القوة الجوية الولايات المتحدة على هزيمة تنظيم الدولة أيضًا. ولا يمكن إنكار أوجه الشبه بين الاستراتيجية الأمريكيّة والروسية: فهما تعتمدان بشكل كبير على القوة الجوية مع وجود عدد صغير من القوات على الأرض. وفي كلتا الحالتين، تمكن كلاهما من قلب نتيجة الحرب ضد أعدائهما، لكن من المهم التذكير بأن كلاهما يواجه قوات غير نظامية وقوات غير مدربة ورجال حرب. وبالتالي، يختلف الأمر إذا كنا نتحدث عن مواجهة جيش محترف مزود بأسلحة مضادة للطائرات وقوة جوية.
ماذا كان رد فعل السوريين على التدخل الروسي أو على الوجود الروسي على الأراضي السورية عمومًا؟
يُنظر إلى الروس في المناطق التي تُسيطر عليها المعارضة على أنهم محتلّون وأنّهم القوة الدافعة لحكومة الأسد التي ما كانت لتصمد حتى اليوم لولا التدخل الروسي، خاصة أن الدعم الإيراني ـ في اعتقادي ـ لم يكن كافيًا. كانت روسيا المُنقِذ الفعلي لنظام الأسد، لذلك يُحمّلها السوريون الذين خاطروا بحياتهم للقتال ضد النظام مسؤولية استمرار الديكتاتورية.
ما هي الدروس المستفادة من التدخل الروسي في سوريا لفهم طبيعة الحرب الدائرة في أوكرانيا؟
ما يمكن فهمه مما يحدث فعليًا في أوكرانيا - وإن كان ذلك صعبًا - هو أنّ تحرّكات روسيا تبدو مُقيّدة إلى حد ما مقارنة بتدخلها في سوريا. والآن، قد يعزى ذلك جزئيًا إلى حقيقة أنها تواجه في أوكرانيا خصمًا أكثر قوة وتسلّحًا وسط تزايد الاهتمام الدولي. أما في سوريا، فقد كانت القوات الروسية مستعدةً بشكل أساسي لتجاوز أي حدود لتحقيق أهدافها. لذلك، أعتقد أن سوريا تمثّل السيناريو الكابوس بالنسبة لأوكرانيا - الذي لحسن الحظ لم يتحقق بعد.
لماذا تعتقد أنهم لا يقدمون أفضل ما عندهم في أوكرانيا؟
أعتقد أنّ الاهتمام الدولي هو السبب وراء ذلك، بينما الوضع مختلف في سوريا حيث يخوض نظام الأسد حربًا وجودية دون قيود، لم تُمانع روسيا الداعمة له المشاركة فيها. ومن هذا المنطلق، أعتقد أنه ليس من المستغرب أن توائم روسيا نوعًا ما هجومها مع مستوى هجمات النظام السوري. لكنّ الوضع في أوكرانيا مختلف تمامًا، فهي دولة تمتلك قوة جوية وأسلحة مضادة للطائرات، وهو ما يفتقر له السوريون الذين لا تُقارن ذخيرتهم العسكرية البسيطة بالعتاد العسكري الكبير لأوكرانيا. هذا إلى جانب اختلاف طبيعة العدو الذي يواجهونه الآن. أعتقد أن هذا يفسر الاختلاف أكثر من أي عامل آخر.
يبدو أن سوريا تتلاءم من بعض النواحي مع نظرة بوتين للعالم - أو على الأقل النظرة التي أظهرها للعالم - أكثر من أوكرانيا؛ أي أنه ركّز كثيرًا على عدم الإطاحة بزعماء الدول سواء في ليبيا أو العراق.
أوافقك في ذلك، لكنني أتساءل إلى أي مدى تخلق هذه النظرة للعالم نوعًا من دافع الضرورة. وإذا كان الأمر كذلك - دعنا نقل إن قوة أخرى قد استولت على سوريا وأطاحت بالنظام ـ فأنا لست متأكدًا من أن ذلك كان ليثني بوتين عن التدخل لا سيما أن روسيا لديها مصالح طويلة الأمد في سوريا منذ عقود، وكانت العلاقة السوفيتية-السورية وثيقة للغاية خلال الثمانينات وأوائل التسعينات، حين كان الاتحاد السوفيتي مصدر عون مهم بالنسبة لسوريا. لذلك، يُنظر إلى سوريا دائمًا على أنها جزء من دائرة نفوذ موسكو، وعندما اندلعت الثورة السورية مثل ذلك تهديدًا خطيرًا لها. وينطبق الأمر ذاته على أوكرانيا، حيث يُنظر إلى التوسع المحتمل لحلف الناتو على أنه تهديد للمصالح الإمبريالية الروسية. بناء على ذلك، أعتقد أن أوجه التشابه أكثر من الاختلافات.
هل يمكنك التوسع أكثر في الحديث عن علاقة الاتحاد السوفيتي سابقًا مع سوريا والسياسة الروسية في الشرق الأوسط؟
حسنًا، في ذلك الوقت كان الاتحاد السوفيتي حليفًا لدول أخرى في المنطقة تحكمها أنظمة يسارية، مثل مصر التي كانت تحت حكم جمال عبد الناصر، وقد تحالفوا مع الاتحاد السوفيتي بدرجات متفاوتة إبّان الحرب الباردة. وفي سوريا، لعب الاتحاد السوفيتي دورًا رئيسيًا في تشكيل اقتصاد البلاد السياسي.
وفي السنوات التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي، فقد النظام السوري مصدرًا مهمًا للمساعدات وذلك كان من بين الأسباب التي دفعت حافظ الأسد ثم خليفته بشار على خصخصة الصناعات الأساسية وتحرير الاقتصاد الجديد. وقد شكّل ذلك أساس احتجاجات سنة 2011 وما بعدها. لكن الوضع اليوم مختلف قليلاً، فروسيا تنافس إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط - حتى داخل سوريا. ومع أن كلا الطرفين يقفان في صفّ الأسد، إلا أنه لا يمكن إنكار وجود خصومات عميقة بينهما أدت في بعض الأحيان إلى حدوث أعمال عدائية مفتوحة بين الروس والإيرانيين، خاصة أنهما يدعمان فصائل مختلفة داخل الحكومة السورية. وفي روسيا، تدين الصحف الموالية للنظام صراحة نظام الأسد. وهناك شعور بأن إيران كسبت الكثير بعد سنة 2011 على حساب روسيا. وعلى هذا النحو، أصبحت هذه الدول مثل سوريا، التي شهدت هيمنة روسية في السابق، ميدان منافسة أكثر احتدامًا.
إن التنافس الروسي الإيراني آخذٌ في الازدياد لأن هناك نوعًا من التكالب على الغنائم بعد الحرب فيما يتعلق بعقود إعادة الإعمار واستغلال الموارد المعدنية وما إلى ذلك. تدعم روسيا رامي مخلوف ـ أغنى رجل في سوريا، وهو أحد أقطاب صناعة الاتصالات وعُرِف بقربه الشديد من الأسد قبل أن يتم إبعاده مؤخرًا. وقد اعتبر الكثير من المراقبين ذلك فرصة لإيران للتحرك ضد بعض كبار رجال الأعمال المقربين من النظام السوري في محاولة لدمج رجال الأعمال الإيرانيين فيه.
كيف غيّر التدخل في سوريا مكانة روسيا في المنطقة؟
حسنًا، إنه نصر باهظ الثمن لروسيا من بعض النواحي، لأن الدولة التي ترثها أو تدعمها الآن ليست دولة بالمعنى الفعلي بسيطرة مئات العصابات والميليشيات على أجزاء كبيرة منها. تدرك موسكو أن الفساد متغلغل في الحكومة بشكل ميؤوس منه، وأعتقد أنّ الطموحات التي دفعت روسيا للتدخل في سوريا لم تتحقق فعليًا، إذ أنها لم تتمكن من المشاركة في عملية إعادة بناء سوريا والاستفادة من عقود إعادة الإعمار أو استغلال احتياطيات الغاز والمعادن بالقدر المُراد.
يُنظر إلى هذا التدخل ـ على الأقل حتى الآن ـ على أنه نوع من الفشل والأمر سيان بالنسبة لتدخلاتها في أماكن أخرى. ففي ليبيا مثلا، تدخلت روسيا وحشدت نفسها بشكل فعال ضد القوات المدعومة من تركيا، لكنّها لم تُبلِ بلاءً حسنًا في ساحة المعركة. يبدو لي أن الروس ليسوا في موقف قوي كما كانوا يأملون من هذه التدخلات.
ما الذي كان من المفترض تحقيقه من التدخل في ليبيا؟
كانت روسيا تدعم الجنرال خليفة حفتر، بينما تدعم تركيا الفصائل الموالية لها والفصائل المناهضة لحفتر. كان الروس هناك يتعرضون لهجمات الطائرات التركية المُسيّرة، لكنّ هذا التدخل منخفض المخاطر وغير مُكلِف. أما التدخل في سوريا فقد كان بعد أربع سنوات من الصراع، عندما وصلت الأمور إلى طريق مسدود وكان الإحباط والاضطراب يشوب المعارضة في بعض النواحي.
اقتصر التدخل الروسي في سوريا على استخدام قوة جويّة ساحقة، بينما كانت الظروف في ليبيا مختلفة بعض الشيء. وعلى أيّ حال، وبناءً على كلا المثالين، من غير المستغرب رؤية الروس يتراجعون بعد التدخل العسكري في أوكرانيا في ظل مواجهتهم جيشا حديثا يتمتع بقوة جوية مع تلقي هذا البلد دعمًا من معظم المجتمع الدولي.
المصدر: ذا نيويوركر
=============================
منتدى الخليج الدولي :وسط التحولات الإقليمية والدولية.. ماذا تريد السياسة الخارجية الإيرانية في 2022؟
https://thenewkhalij.news/article/260452/ma-althy-ymkn-ytokaah-alghrb-mn-alsyas-alkhargy-alyrany-fy-aaam-2022
الجمعة 11 مارس 2022 05:01 م
تستهدف السياسة الخارجية الإيرانية تحقيق عدد من الأهداف خلال عام 2022 بما في ذلك إنهاء حالة العزلة الدولية التي تواجهها منذ عام 2018 وتوسيع دائرة نفوذها في الشرق الأوسط في الوقت الذي تسعى فيه إلى حل النزاعات مع الدول المجاورة والإقليمية.
وفيما يتعلق بالهدف الأول، تسعى إيران إلى الوصول إلى اتفاق من خلال المحادثات النووية في فيينا. ومن المرجح بعدها أن تسعى طهران إلى التركيز على التكامل الاقتصادي والدبلوماسية التجارية مع الدول الحريصة على العمل مع إيران خاصة الصين والدول الآسيوية الأخرى. ومن المتوقع أن تتبنى طهران موقفًا أكثر تصالحية مع دول الخليج لتقليل التوترات مع جيرانها.
وتنبثق السياسة الإقليمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية من بيان "المرحلة الثانية من الثورة"، وهي وثيقة تم جمعها بناءً على طلب المرشد الأعلى لإيران، "علي خامنئي" في فبراير/شباط 2019 بمناسبة الذكرى الأربعين للثورة. ويوصي البيان بضرورة السعى لتوسيع النفوذ الإيراني في الدول الإسلامية وغير الإسلامية التي تعارض السياسات الغربية، مثل سوريا وكوبا، من أجل مواجهة سياسات الدول الغربية.
وأدى الانسحاب الأمريكي المتسرع من أفغانستان وتركيز الولايات المتحدة المتزايد على شرق آسيا إلى تشجيع إيران على تحقيق أهدافها. ويأتي العراق ولبنان واليمن وأفغانستان وفلسطين وسوريا في طليعة السياسة الخارجية الإيرانية في الشرق الأوسط، وتعتبر إيران هذه الدول بمثابة الورقة الرابحة ضد الولايات المتحدة.
إيران تدور في الفلك الآسيوي
بعد توليه منصبه، تبنى الرئيس الإيراني المتشدد "إبراهيم رئيسي" استراتيجية "التوجه نحو الشرق" لتنويع علاقات إيران مع القوى الأجنبية ومواجهة الضغط الغربي. وبدلاً من التفاوض مع الغرب، فإن التوجه نحو الشرق يمنح إيران شراكات مهمة مع القوى العظمى غير الغربية (الصين وروسيا) ما يمكنها من الوقوف في وجه الضغوط الأمريكية.
وبدأت العلاقات الوثيقة بين إيران وروسيا في عام 1989، عندما سافر الرئيس "هاشمي رفسنجاني" إلى الاتحاد السوفييتي ودعوته إلى تحقيق التوازن ضد الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ومنذ عام 1989، انخرطت طهران مع روسيا في العديد من المجالات الاقتصادية والجيوسياسية. وقد أظهرت زيارة "رئيسي" إلى موسكو في يناير/كانون الثاني 2022 تصميم طهران على تعزيز العلاقات مع روسيا. وخلال الزيارة، أمر "رئيسي" و"بوتين" بإعداد "خارطة طريق للتعاون طويل الأمد" لمدة 20 عامًا.
وتتعاون إيران بالفعل مع روسيا في سوريا، ولكل منهما مصالح مشتركة في بقاء النظام السوري. وتدرك طهران أنها لا تستطيع مساعدة السوريين في إعادة إعمارها بسبب العقوبات الغربية، وهي بحاجة إلى روسيا لإقناع دول مجلس التعاون الخليجي الثرية بالاستثمار. كما أبدت إيران اهتمامها بالتعاون مع موسكو في أفغانستان واليمن وليبيا والخليج العربي.
وقبل الغزو الروسي لأوكرانيا، أبدت إيران استعدادها للمساعدة في حل الأزمة الأوكرانية. وترحب طهران بظهور نظام جيوسياسي جديد من شأنه أن يسمح لها بتوسيع دائرة نفوذها. وقد يؤدي الصراع الدائر في أوكرانيا بين روسيا والغرب إلى نظام عالمي جديد تنتظره النخب الإيرانية منذ عقود.
وتعتبر الصين الدعامة الرئيسية الأخرى لتوجه إيران نحو الشرق. وفي مارس/آذار 2021، وقّعت إيران اتفاقية تعاون مع الصين مدتها 25 عامًا. وتشتري الصين النفط الإيراني بالرغم من العقوبات الأمريكية، كما تستثمر بكين في صناعة النفط والغاز الإيراني. وتعد الصين أيضًا الشريك التجاري الأكبر لإيران. وتعتقد طهران أن القدرات المالية والاقتصادية للصين قد تساعد في زيادة النفوذ الإيراني في المنطقة. ويبدو أن بكين ترى مصلحة في توثيق العلاقات مع طهران حيث دعمت الصين انضمام إيران إلى منظمة شنجهاي للتعاون في سبتمبر/أيلول 2021، ما سيزيد من التواجد الإيراني في دول آسيا الوسطى ويفتح أسواقها أمام المنتجين الإيرانيين.
وفي يناير/كانون الثاني 2022، وقّعت بكين ودمشق مذكرة تفاهم من شأنها إدراج سوريا في مبادرة الحزام والطريق الصينية. ويمكن أن يكسر ذلك عزلة نظام "الأسد" عبر انخراطه في الدبلوماسية الاقتصادية الإقليمية وهو ما يخدم هدف إيران المتمثل في استقرار "نظام الأسد".
كما تريد الصين توسيع العلاقات مع أفغانستان حيث استقبلت بكين سفير طالبان الجديد لدى الصين في يناير/كانون الثاني 2022. وقد يُنظر إلى الود الذي يظهر بين الصين وطالبان على أنه مقدمة لاعتراف دبلوماسي نهائي بحكومة طالبان في كابل. في الوقت نفسه، تمتلك إيران قدرًا من النفوذ في أفغانستان ولها علاقات رسمية مع طالبان أيضًا. وقد زار وزير خارجية طالبان "أمير خان متقي" طهران في 8 يناير/كانون الثاني 2022. ويرى كثيرون ظهور "متقي" في العاصمة الإيرانية دليلاً على استعداد إيران لزيادة انخراطها مع طالبان. ويبدو أن لكل من بكين وطهران مصلحة مشتركة في الاعتراف بطالبان. ويمكن أن يؤدي ذلك بدوره إلى توسيع التعاون بينهما في أفغانستان.
من المرجح أن تركز السياسة الخارجية لإيران في عام 2022 على تعميق التعاون مع الصين. وبالرغم من بعض الأنشطة الصينية التي تقلق الإيرانيين، مثل تعاون الصين بشأن الصواريخ الباليستية مع السعودية - المنافس الإقليمي الرئيسي لإيران - سيتم تشجيع طهران على العمل مع الصين لزيادة نفوذها في سوريا وأفغانستان وآسيا الوسطى، ومن المحتمل أن تعتمد إيران على الصين للحصول على الدعم الدبلوماسي خلال محادثات فيينا.
الحد من التوترات الإقليمية
في الوقت الذي تتزايد فيه التصريحات المتفائلة بشأن محادثات فيينا، تتواصل مساعي إيران لتحقيق المشاركة الاقتصادية مع الدول المجاورة لتخفيف عبء العقوبات الأمريكية وتقليل التوترات مع جيرانها، لذلك بدأت إيران محادثات مع السعودية والإمارات.
وخلال زيارة نائب وزير الخارجية الإيراني "علي باقري كاني" إلى دبي في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 ، وعد بـ "فصل جديد" في العلاقات الإيرانية الإماراتية. بعد شهر، سافر الشيخ "طحنون بن زايد"، مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات، إلى طهران والتقى الرئيس "رئيسي". وتدل هذه التحركات على رغبة البلدين في تخفيف حدة التوتر وإيجاد أرضية مشتركة.
وفي الآونة الأخيرة، زار "رئيسي" الدوحة في إشارة أخرى على جهود طهران لزيادة التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي. وقد وقّع البلدان، قطر وإيران، عدة اتفاقيات لزيادة التعاون في عدة مجالات. وعقدت إيران والسعودية 4 جولات من المحادثات منذ أبريل/نيسان 2021، برعاية رئيس الوزراء العراقي. ودعم "رئيسي" إجراء مزيد من المحادثات بشرط وجود جو من "التفاهم والاحترام المتبادلين".
وما يزال اليمن هو أخطر نقطة خلاف بين السعودية وإيران. وبالرغم من انخراطها العميق في الصراع، فقد سئمت السعودية من الحرب وتسعى إلى انسحاب يحفظ ماء الوجه. وقد أكدت إيران مرارًا استعدادها للتوسط في وقف إطلاق النار بين الحوثيين والسعودية.
وبالرغم من المبادرة الإيرانية لتقليل التوترات مع دول الخليج، يبقى أن نرى ما إذا كانت إيران ستكون قادرة على التأثير على وكلائها في العراق واليمن ولبنان لنزع فتيل التوترات مع دول مجلس التعاون الخليجي.
عقب تصريحات بن سلمان.. إيران: مستعدون لتسريع استئناف العلاقات مع السعودية
المصدر | محمد السلمي | منتدى الخليج الدولي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد
=============================
بوليتكو: تدفق المتطوعين الأجانب لمواجهة روسيا في أوكرانيا يثير القلق.. وتجارب الماضي دليل
https://www.alquds.co.uk/بوليتكو-تدفق-المتطوعين-الأجانب-لمواج/
إبراهيم درويش
لندن ـ “القدس العربي”:
نشر موقع مجلة “بوليتكو” مقال رأي لنورين سي فينك المديرة التنفيذية بمركز صوفان وكولين بي كليرك، زميل البحث البارز في نفس المركز ومقره نيويورك، حذرا فيه من تدفق المقاتلين الأجانب إلى أوكرانيا و”هذه لحظة تثير القلق”. وقالا إن التطوع للقتال من أجل الحرية قد يكون عملا نبيلا لكنه يضيف مخاطر لوضع متفجر.
وأشارا إلى أن الوضع هناك يردد صدى الحرب الأهلية الإسبانية عندما تطوع آلاف من الأجانب المثاليين للقتال ضد الفاشية، فقد جذبت حرب حكومة أوكرانيا ضد الرئيس فلاديمير بوتين متطوعين أجانب عبروا عن استعدادهم للدفاع عن حكومة أوكرانيا المنتخبة. وأعلن الرئيس الأوكراني في الأسبوع الماضي عن إنشاء الفيلق الدولي للمتطوعين و”هذا سيكون دليلا رئيسيا على دعمكم للبلد” كما قال. ومع تزايد الأدلة على الجرائم الروسية، تشير التقارير إلى استجابة الكثيرين للدعوة، ومعظمهم من الأوكرانيين في الشتات، مع آخرين جاءوا من مناطق بعيدة. وبحسب الرئيس فولدومير زيلنسكي فقد سجل أكثر من 16.000 متطوع أجنبي في الأسبوع الأول من النزاع. وقبل أيام قدر وزير الخارجية ديمتري كوليبا الرقم بحوالي 20.000 متطوع.
وجاء المتطوعون من دول تضم الولايات المتحدة وكندا وجورجيا وجمهورية التشيك وفرنسا وبلجيكا والسويد وبيلاروسيا. بل وقدم عدد من القادة مصادقة على مشاركة مواطنيهم في حرب الوكالة ضد بوتين. وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس إنها تدعم البريطانيين الذاهبين للقتال في أوكرانيا لأن من يقاتلون الروس هم “يقاومون من أجل الحرية والديمقراطية وليس فقط من أجل أوكرانيا بل وأوروبا” (مع أنها تراجعت عن موقفها لاحقا). وقال رئيس وزراء الدانمارك ميتي فردريكسن “إنه خيار يمكن لأي شخص عمله، وهذا ينسحب على الأوكرانيين الذين يعيشون هنا بل وعلى الآخرين الذين يعتقدون أنهم يستطيعون المساهمة في النزاع”. ولا يحتاج بعض الدنماركيين السؤال مرتين.
ومهما كانت اللحظة وغريزة المساعدة نبيلة إلا أن المحاربين المتطوعين في النزاعات قد يجلبون معهم تداعيات غير مقصودة قد تعقد الصورة أكثر مما يقدمون من مساعدة. وظاهرة المقاتلين الأجانب ليست جديدة، ففي العصر الحديث شاهد العالم عددا من الأمثلة التي جذبت فيها الحروب الأجنبية متطوعين. وهذه تضم النزاع في أفغانستان (مرتين) والبوسنة والشيشان والعراق بأعداد مختلفة. بالإضافة إلى سوريا بعد الانتفاضة ضد نظام بشار الأسد وظهور تنظيم الدولة الإسلامية الذي جلب إليه أعدادا كبيرة من الغرب وحول العالم. ورغم الاختلاف بين ظاهرة التطوع لأوكرانيا والتطوع في صفوف تنظيم الدولة إلا أن التنظيم جذب ما بين 2011- 2016 أعدادا من المقاتلين الأجانب وصل عددهم حوالي 40.000 مقاتل ومن 110 دول حول العالم، وكشف هذا عن مخاطر المتطوعين الأجانب.
 وعادة ما ترتفع حوادث الإرهاب والموت وبشكل كبير في مواقع النزاع. وتكون الآثار اللاحقة للمشاركة خطيرة على الدول بعد عودة المقاتلين وهم يحملون معهم صدمات الحرب إلى بلادهم. وفي الحالة الأوكرانية، فدعم قادة الغرب للمتطوعين من بلدانهم قد تتخذه روسيا كدليل على أن دول الناتو منخرطة بشكل عملي في القتال ضدها.
ويقول الكاتبان إن الصدمة والرعب من سياسة الأرض المحروقة التي تبناها الروس في أوكرانيا أدت لتعبئة مفهومة من أجل الدفاع عن حكومة كييف. وهناك تقارير تشير إلى أن المتطوعين يتجمعون بطريقة سريعة ووتيرة أعلى من تطوع المقاتلين في العراق وسوريا عام 2014- وهما آخر مثال عن التدفق الضخم للمقاتلين.
ويحدد الكاتبان عددا من المخاطر وراء المتطوعين الأجانب وما يجلبه هذا على بلادهم. ومنها تباين طبيعة المتطوعين المتجهين إلى أوكرانيا، بعضهم لديهم خبرة قتالية، ولكن أعدادا من المدنيين يذهبون إلى هناك بدون أي خبرة أو معرفة بقوانين الحرب تضبط سلوكهم، وربما واجهوا مخاطر. وربما تم استخدام هذا الصنف بعد بناء شبكات التجنيد والخطوط اللوجيستية لإرسال متطرفين مباشرة إلى ساحة المعركة.
أما الأمر الثاني، فتدفق المتطوعين الأجانب قد يطيل أمد الحرب. وفي الحالة الأوكرانية فمن الصعب في هذه المرحلة المبكرة، معرفة الأثر الذي سيتركه المتطوعون الأجانب على ساحة المعركة. إلا أنه كلما زاد اللاعبون الخارجون في النزاع كلما طال أمد الحرب وزادت دمويتها.
وفي بعض الحالات يمكن للمقاتلين الأجانب اختطاف نزاع محلي بطبيعته وتحويله إلى معركة عابرة للحدود، كما في الشيشان. فقد أدى تدفق الجهاديين الأجانب إلى تحويل معركة من قضية قومية إلى دينية، بشكل منح الكرملين انتصارا دعائيا. وبنفس السياق استخدم بشار الأسد في سوريا وجود المقاتلين الأجانب كذريعة لوصف المعارضين له بالإرهابيين.
وهناك آثار أخرى ناجمة عن مشاركة المتطوعين الأجانب في الحروب الخارجية، فكما في السابق سيعود المتطوعون في أوكرانيا بخبرات قتالية وعزيمة، ومع أن البعض منهم لن يتسبب بمشاكل حالة عودته، لكنه ينتظر المشاركات في نزاعات أخرى. وقد يحتاج آخرون لرعاية خاصة، مثل إعادة التأهيل والدمج في المجتمع نتيجة لتعرضهم لآثار ما بعد الصدمة. وربما كان للبعض منهم تظلمات ضد حكومتهم التي لم تفعل الكثير لأوكرانيا أو تعرضوا لأفكار اليمين المتطرف الذي آمنت به بعض حركات المقاومة الأوكرانية.
ولاحظ الخبير في الإرهاب دانيال بيمان أن “محور الحرب قد يحول المتطوع الأجنبي المثالي إلى شخص متأثر بأيديولوجية راديكالية. وربما ذهبوا لقتال عدو، ولكنهم يعودون من ساحة الحرب وقد اختلطوا بالراديكاليين ويحملون أفكارهم وعلى علاقة بشبكاتهم”.
وكما تعلم النزاعات السابقة فالتطوع الحالي لأوكرانيا يفرض على البلد عددا من القضايا القانونية والعملية التي يجب التفكير بها. ويجب على الحكومات وضع معايير واضحة تتعلق بطريقة مشاركة المتطوعين وتسجيلهم في منظمات رسمية. كما ويجب عليها تقديم المعلومات الأساسية حول القانون الدولي الإنساني وقوانين الحرب المتعلقة بالمدنيين. وربما أنشأت مديرية خاصة لمن يسافرون للقتال وخطوطا هاتفية تساعد الذين يريدون العودة إلى بلادهم. وربما قاموا بمزيد من الجهد لتقديم النصح لمن يريدون التطوع أن مساهمتهم من داخل بلادهم أهم من حضورهم إلى ساحة القتال.
وبعد صعود تنظيم الدولة عام 2014 تبنى مجلس الأمن الدولي قرارين هامين (2178 و 2396) دعا فيهما لمنع جهود التجنيد وسفر الإرهابيين. وطبقت عدة دول سياسات جديدة ردا على هذا ولكن هناك أسئلة لم يجب عليها فيما يتعلق بالقانون الدولي الإنساني. وعلى المستوى التكتيكي، فالسياسات التي أقرت في السابق لمنع المقاتلين الأجانب السفر إلى محاور الحرب، مثل استخدام الجوازات البيومترية وتسجيل اسم المسافر والمعلومات الأولية عنه، يمكن استخدامها في بناء سجلات مفيدة عن المشاركين في القتال وتسهيل عودتهم وللتواصل معهم. ونظرا للموقف الأوروبي الواحد لمواجهة روسيا فمن الواضح أن التعاون في هذا المجال ممكن.
ولا يزال الوقت مبكرا للحكم على المتطوعين ضد روسيا، لكن أرقام المهتمين كبيرة ولا يحتاج المتطوع إلا أياما للتجهز والسفر. ولو صحت التكهنات عن معركة طويلة فإن تدفق المتطوعين سيستمر ويتطور. وعلى الدول التفكير من الآن عن المخاطر عليها وعلى مواطنيها قبل أن تصاب بالصدمة.
=============================
معهد الشرق الأوسط” يكشف عن سياسة نظام الأسد بمناطقه في ظل الحرب بأوكرانيا
https://eldorar.com/node/1185362
كشف “معهد الشرق الأوسط للدراسات” عن الاستراتيجية التي سيتبعها نظام الأسد في المدى المنظور، ضمن مناطق سيطرته، لتحمل تبعات الأزمة الأوكرانية.
ورأى المعهد، خلال دراسة جديدة، أنه من المرجح استمرار نظام الأسد في مواجهة الأزمة الاقتصادية الحادة، الناجمة عن تداعيات الحرب الأوكرانية، وأن تظل استراتيجيته ملتصقة بموسكو قدر المستطاع.
وأضاف المعهد أن الروس حرصوا، خلال الأسبوعين الماضيين، على إظهار موقف نظام الأسد المؤيد لغزوهم لأوكرانيا، وأبدوا عزمهم على استمرار دعم ديكتاتور سوريا، في فترة ما قبل الهجوم.
وأوضح أن النظام الحاكم في سوريا يحاول إظهار نفسه بمظهر المؤيد لكل ما يقوم به الجيش الروسي في أوكرانيا، ولذا فإنه حرص على أن يكون ضمن قائمة مكونة من خمسة بلدان صوتت ضد مشروع قرار الأمم المتحدة الذي يدين غزو روسيا لأوكرانيا.
ولفت إلى أن التنسيق الروسي مع النظام السوري قبل الحرب يشير إلى أن سوريا ستبقى ضمن أولويات روسيا، لكنه تحدث عن عواقب وخيمة ستقع على سوريا، ولا سيما من الجانب الاقتصادي.
ومع انتهاء الأسبوع الثاني من الغزو الروسي لأوكرانيا يستمر اقتصاد نظام الأسد بالتهاوي، في ظل اعتماده على المنتجات الروسية، وخصوصًا فيما يتعلق بالحبوب والنفط، وهو ما سيجعل أوضاع السوريين أشد بؤسًا في قابل الأيام.
=============================
الصحافة الفرنسية :
أوريان 21 :الطائرات المسيّرة في الشرق الأوسط: انتشار لا يغير التوازنات الاستراتيجية
https://alghad.com/الطائرات-المسيّرة-في-الشرق-الأوسط-انت/
جان لو سمعان* – (أوريان 21) 22/2/2022
الطائرات المسيرة هي أحدث الأسلحة التي تدخل ساحة الحرب في الشرق الأوسط. تقتنيها دول عدة في المنطقة وتنتجها أخرى. لكن هذا النوع من الطائرات لم يغير إلى الآن ميزان القوى الاستراتيجي.
* * *
في 17 كانون الثاني (يناير) 2022، تعرضت منطقة مصفح الصناعية في أبو ظبي لهجوم بطائرات مسيرة أودى بحياة ثلاثة عمال أجانب. وتلت ذلك الهجوم ضربات أخرى لاحقاً، لكنه ألقى الضوء على هشاشة دولة الإمارات أمام قوة ضرب الحوثيين. وعلى نطاق أوسع، أظهر الهجوم أيضاً الأهمية المتنامية للطائرات المسيرة -أي الطائرات صغيرة الحجم من دون طيار التي يتم التحكم بها عن بعد- في النزاعات في الشرق الأوسط. وخلال السنوات الأخيرة، تم استخدام هذه المسيرات من قبل مختلف الأطراف من ليبيا إلى غزة، مروراً بالمملكة العربية السعودية. ومع أن استخدامها لم يغير في طبيعة المواجهات المحلية، فإنه يسهم في تفاقمها.
تذكير بسباق التسلح بالصواريخ
يذكر هذا السباق الإقليمي على امتلاك الطائرات المسيرة في بعض جوانبه بالسباق الذي بدأ في الستينيات للتسلح بالصواريخ الباليستية، عندما حاولت إسرائيل ثم مصر وسورية والعراق تطوير ترساناتها الخاصة، إما من خلال اقتناء تلك الصواريخ من دول أخرى (فرنسا بالنسبة إلى إسرائيل حتى العام 1969 ثم الاتحاد السوفياتي بالنسبة للدول العربية)، أو عبر تطوير صناعاتها الوطنية الخاصة لهذه الصواريخ. وهو المنطق نفسه الذي يخضع له حالياً انتشار الطائرات المسيرة في الشرق الأوسط.
تقتني دول المنطقة أعداداً متزايدة من الطائرات المسيرة، وتلجأ أكثر فأكثر في ذلك إلى الصين التي أصبحت أحد المزودين الرئيسيين لهذا النوع من الطائرات خلال العشرية الأخيرة. وهذا حال الأردن والعراق. ومن جهتها، اشترت السعودية مسيرتين صينيتين من نوع “سي إتش-4” في العام 2014، وخمسة من نوع “وينغ لونغ 2”. وفي الوقت نفسه، تعتزم الرياض تطوير صناعتها الخاصة في هذا المجال معتمدة على الشراكة مع شركة الصين للعلوم والتقنيات الجو-فضائية، ومهمتها دعم المملكة في إنشاء مصنعها الخاص. ويشاع كذلك حصول الإمارات على طائرات مسيرة صينية من نوع “وينغ لونغ 2” في العام 2017، على الرغم من أن السلطات الصينية والإماراتية رفضت حتى الآن تأكيد هذه المعلومة.
أثار هذا الحضور المتزايد للصين في سوق الطائرات المسيرة في الشرق الأوسط قلق واشنطن. فلطالما أبدى كل من الكونغرس ووزارة الخارجية تحفظات تجاه تصدير هذه التكنولوجيا إلى الدول العربية. غير أن البنتاغون بدأت في العام 2020 بيع الطائرات المسيرة “بريداتور” للإمارات و”ريبر” لقطر، في سياق عزمها الوقوف أمام اللجوء المتزايد لشركائها الخليجين للأسلحة الصينية.
إسرائيل كتحد رئيسي
من جهة أخرى، اعتمدت دول عدة في العشرية الأخيرة على صناعاتها الوطنية من أجل تطوير قدرات إنتاج ذاتية. وكان هذا حال إسرائيل التي تعد منذ وقت طويل فاعلاً رئيسياً في مجال تطوير الطائرات المسيرة، وأيضاً تركيا وإيران والجزائر.
وتبدو الحالة التركية هنا جديرة بالاهتمام لكونها تعكس سرعة تغير المشهد الإقليمي في بضع سنوات فقط. فقد حمل الخلاف السياسي بين تل أبيب وأنقرة في نهاية سنوات 2000 رجب طيب أردوغان على حث الصناعة التركية على تعزيز قدراتها الذاتية، خصوصاً من أجل تعويض المسيرة الإسرائيلية “هيرون” بنظام آخر تصنعه بنفسها. وخلال عشر سنوات بالكاد، انتقلت تركيا من مصاف المستوردين إلى صفوف مصدري الطائرات المسيرة، إذ صممت مصانعها قرابة 130 نموذجاً مختلفاً من بينها “بيرقدار تي بي 2، التي أصبحت قصة نجاح حقيقية في مجال صناعة الأسلحة التركية، وقد لعبت هذه المسيرة دوراً تجاوز حدود البلد. ففي ليبيا، نشر الجيش التركي عشرًا منها دعماً لحكومة طرابلس في حزيران (يونيو) 2019. وفي ناغورني كاراباخ، لعب استخدامها من قبل أذربيجان دوراً حاسماً في نزاعها مع أرمينيا في العام 2020. وأخيراً في المغرب العربي، حصل المغرب على “بيرقدار تي بي 2” بالتوازي مع استثماره في شراء طائرات مسيرة إسرائيلية. وترى الرباط في ذلك وسيلة لتعويض النقص الذي تعاني منه في نزاعها المضمر منذ أكثر من سنة مع الجزائر (التي يبدو أنها اتجهت نحو الصين للحصول على طائراتها المسيرة الخاصة).
وظيفة رمزية وأخرى عسكرية
يأتي الحصول على الطائرات المسيرة، سواء كان ذلك من خلال الاستيراد أو الإنتاج المحلي، استجابة لدوافع عدة. ويدخل جزء لا يستهان به من تلك الدوافع في نطاق الشعور بالاعتزاز الوطني الذي صارت توفره قدرة بلد ما على الحصول على هذه النظم. فكما كان الأمر بالنسبة للصواريخ سابقاً، تقوم الطائرات المسيرة بوظيفة رمزية لتأكيد القوة والإحالة إلى شكل من أشكال “القومية التقنية”، في استعادة لعبارة روبرت رايخ.
ولكن، علاوة على هذا الاستغلال السياسي، تلعب الطائرات المسيرة وظيفة عسكرية حقيقية. فهي تمكن بداية دول المنطقة من سد أوجه القصور لدى جيوشها التقليدية، حيث يمكن للمسيرات في هذا الإطار أن تقوم مقام جيش سلاح الجو وبكلفة منخفضة، تمكن مسؤولي أي بلد من تعويض التأخر على مستوى المعدات أو الموارد البشرية سريعاً. وهو ما يعيدنا إلى المقارنة مع انتشار الصواريخ الباليستية في الستينيات والسبعينيات، عندما كانت الدول العربية ترى في تطوير ترساناتها الباليستية وسيلة لسد الفجوة مع إسرائيل من ناحية القوة الجوية.
بالنسبة لدول الخليج على غرار قطر والإمارات، تعد المسيرات وسيلة لتجاوز محدودية مواردها البشرية: تبلغ عدة الجيش القطري والإماراتي على التوالي 16.500 و63 ألف رجلٍ (من بينهم 2.000 و4.500 فقط للقوات الجوية). ويبقى التناقض صارخاً ما بين التطلعات الإقليمية لهذه الدول الصغيرة وحجم جيوشها الذي يعكس بدوره نتيجة منطقية للعدد المحدود من السكان المواطنين الذين يمكن تجنيدهم. ومن شأن هذا المعيار الديموغرافي تفسير الاستعانة بالروبوتات والذكاء الصناعي كمحور أساسي في السياسات الأمنية لهذه الدول، سواء في الداخل (كما رأينا ذلك في استخدام “الشرطي الآلي” في دبي) أو في الخارج (بنشر الطائرات المسيرة).
يتيح تطوير أسطول من الطائرات المسيرة لدول الشرق الأوسط التدخل أكثر خارج الحدود. بالنسبة لإسرائيل، يمكن للطائرات المسيرة القيام بمهام الاستطلاع لجمع المعلومات، أو أن يتم استخدامها في ضربات موجهة ضد خصومها في غزة ولبنان. ولئن كانت هذه الأجهزة لا تُعوض تماماً القوات الجوية أو القوات الخاصة الإسرائيلية، فقد أصبحت بالنسبة لأصحاب القرار في إسرائيل الخيار المحبذ في الحالات التي تعد أكثر تعقيداً وخطورة. كما نجد مقاربة مماثلة في تركيا، حيث يستعمل جيش أردوغان طائراته المسيرة أكثر فأكثر في إطار حملته الجوية ضد المجموعات الكردية في سورية وفي العراق.
ولكن، على الرغم من الفورة في اقتناء هذه الطائرات وكثرة استخدامها، فإنها حتى الآن لم تغير بصورة جذرية أسلوب دول الشرق الأوسط في خوض الحروب، إذ لم تشهد جيوش المنطقة تغييرات جوهرية في عقيدتها أو تنظيمها جراء استخدام هذه النظم الجديدة. وبالنسبة لإسرائيل وتركيا اللتين تعدان الأكثر تقدماً في هذا المجال، أتت الطائرات المسيرة لتكمل عمل قواتها أو لكي تتولى دورها في بعض الأحيان، ولكن من دون أن يهمش هذا الخيار القوات الجوية أو يقلل من شأنها. وبتعبير آخر، تُفاقم الطائرات المسيرة سباق التسلح في المنطقة لكنها لا تغير طبيعة النزاعات فعلياً.
المسار الإيراني
في ظل هذا المشهد المتباين، يبدو المسار الإيراني هو الأكثر تجسيداً للتناغم بين الطائرات المسيرة والاستراتيجية العسكرية لبلد ما، أو بشكل أدق، لقوات الحرس الثوري الإيراني. وتسيطر هذه المؤسسة على الجزء الأكبر من إنتاج واستخدام الطائرات المسيرة الحربية الإيرانية. وقد استُخدمت هذا الطائرات على وجه الخصوص في سورية والعراق ضد مقاتلي تنظيم “داعش” وحركات متمردة أخرى. كما أن طائرات مسيرة إيرانية قد تكون اخترقت في أكثر من مناسبة المجال الجوي الإسرائيلي انطلاقاً من قواعد جوية في سورية. ويلائم توسيع استخدام الطائرات المسيرة الإيرانية تماماً تنفيذ استراتيجية طهران العسكرية في منطقة الخليج، حيث تكمل الطائرات المسيرة الهدف من استخدام الصواريخ الباليستية وصواريخ الحرس الثوري الجوالة، من أجل تعزيز القدرات “غير المتكافئة” في ظل التفوق التقليدي للجيش الأميركي أو لدول الخليج.
كما أن إيران لم تتوانَ عن نقل الطائرات المسيرة إلى جماعات من غير الدول في المنطقة. فالمسيرات التي يستخدمها حزب الله اللبناني وحماس في غزة والحوثيون في اليمن هي ثمرة تعاون تقني مع الحرس الثوري الإيراني، وهو ما ترتب عليه بالنسبة لإيران في الحالة الأخيرة، اتهامها من قبل الإدارة الأميركية وفريق خبراء الأمم المتحدة بشأن اليمن.
تمكنت الجماعات المسلحة المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني أيضاً من الاستفادة من هذه الطائرات المسيرة. ويستخدمها حزب الله منذ سنوات لتنفيذ طلعات استطلاع فوق شمال إسرائيل. كما شهدت حرب أيار (مايو) 2021 على غزة استخدام الطائرات المسيرة لأول مرة من قبل حماس، لكنها لم تصل إلى تحقيق نتائج مرضية، حيث اعترض نظام “القبة الحديدية” ستا منها وتم إسقاط أخرى من قبل طائرة إف-16 إسرائيلية.
أخيراً، وكما أشرنا سابقاً، استخدم الحوثيون أيضاً الطائرات المسيرة في مناسبات عدة لاستهداف قوات التحالف السعودي في اليمن أو لضرب الأراضي السعودية والإماراتية. كما أظهر الحوثيون ميلاً إلى استخدام الطائرات المسيرة “الانتحارية”، فأرسلوا في مناسبات عدة مسيرات من نوع “قصف-1” (المستمدة من الطائرة المسيرة الإيرانية “أبابيل-تي”) للاعتداء على بطاريات “باتريوت” السعودية. وعلى أي حال، ليست إيران البلد الوحيد في المنطقة الذي اعتمد على الطائرات المسيرة لدعم فاعلين من غير الدول. فقد استخدمت الإمارات أيضاً في ليبيا طائرات مسيرة مستوردة من الصين لدعم قوات المشير خليفة حفتر في هجماته على حكومة طرابلس بين العامين 2019 و2020.
لا يبدو أن هذا السباق نحو امتلاك الطائرات المسيرة سيتراجع على المدى القصير، وتقتصر ردة فعل الدول التي أصبحت مستهدفة من خلاله على تعزيز وسائل دفاعها الجوية، في حال سمحت إمكاناتها بذلك. وهي ظاهرة يسهلها أيضاً غياب أدوات الحوكمة الإقليمية التي تمكن من مراقبة عمليات النقل هذه. فعلى سبيل المثال، لم توقع أي من دول الشرق الأوسط على “نظام تحكم تكنولوجيا القذائف” MTCR ووقعت ثلاث من بينها فقط (هي العراق والأردن وليبيا) على اتفاقية لاهاي للحد من انتشار الصواريخ الباليستية.
سيكون من غير الواقعي الأمل في تراجع إنتاج الطائرات المسيرة واقتنائها في الشرق الأوسط. غير أن إبرام مدونة سلوك إقليمية تحول على الأقل دون تحويل المسيرات الحربية إلى لاعب غير رسمي، سيتيح تقليص خطر التصعيد، وذلك من دون المساس بالصلاحيات الوطنية لدول المنطقة. وسوف يتطلب الأمر أولاً إقناع كل هذه الدول بأن هذا الأمر سيكون في صالحها.
*باحث في معهد الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة الوطنية وباحث مشارك في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (IFRI). ترجمت هذا المقال من الفرنسية بديعة بوليلة.
=============================
الصحافة البريطانية :
الغارديان: حقائق حول التمييز العنصري الأوروبي بين اللاجئين
https://arabi21.com/story/1424129/الغارديان-حقائق-حول-التمييز-العنصري-الأوروبي-بين-ا#category_10
عربي21- جهاد بالكحلاء
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، مقال رأي للكاتب دانيال هاودن، ترجمته "عربي21"، تحدث فيه عن ازدواجية المعايير الأوروبية في التعامل مع اللاجئين بحسب لون بشرتهم.
وقال الكاتب، إن اللاجئين غير البيض يتعرضون لمعاملة عنصرية منذ بداية الحرب في أوكرانيا، فمثلا أظهر أحد مقاطع الفيديو تعرّض رجل أسود البشرة للضرب على يد ضباط شرطة الحدود الإسبانية بسبب تسلقه سياجا حدوديا، كما أن إحدى الصور كشفت حشدًا من الرجال البيض يرتدون الزي العسكري يضربون بشراسة رجلاً من ذوي البشرة السوداء، وهو ما لم يقع في الحالة الأوكرانية.
وذكر الكاتب أن الحرب في أوكرانيا دفعت أوروبا إلى إعادة اكتشاف مشاعر الشفقة والرحمة لتخلق ازدواجية في تعريف "اللاجئ"، بعد فترة مظلمة ومثيرة للانقسام مثّل فيها اللجوء في أوروبا تهديدًا حقيقيًا.
لكن في الوقت الحالي، فإن اللاجئين الأوكرانيين يعبرون الحدود إلى بولندا، الدولة ذاتها التي تقوم ببناء جدار على امتداد حدود بيلاروسيا لمنع اللاجئين السوريين والأفغان والعراقيين من الدخول.
خلال الفترة الأخيرة، شوهدت مستويات مقلقة من التمييز ضد اللاجئين غير الأوروبيين الذين فروا من الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وكشفت بعض التقارير عن حالات تم فيها منع أشخاص من ذوي البشرة الملونة من دخول قطارات الإجلاء وعزلهم وإجبارهم على الانتظار لأيام عند المعابر الحدودية.
وأشار الكاتب إلى أنه من الصعب تخيل استقبال اللاجئين ذوي البشرة الملونة بنفس الترحيب الذي حظي به الأوكرانيون.
وخير مثال على ذلك وقوع عدد كبير جدًا من المعلقين في أوروبا في فخ التمييز إزاء الأشخاص الذين يحق لهم اللجوء عن غيرهم.
وتحدثت وسائل الإعلام بدورها عن الروح القتالية التي يتسم بها الأوكرانيون على الخطوط الأمامية والترحيب بهم، بينما استُقبل السوريون والأفغان وغيرهم بوحشية على الحدود نفسها.
وأورد الكاتب أن الفصل بين اللاجئين السود في بعض نقاط الخروج في أوكرانيا وازدواجية المعايير بشأن من سيبقى في الاتحاد الأوروبي، يقدمان لبوتين وغيره من الجهات الفاعلة ورقة رابحة من شأنها أن تساعده على زعزعة استقرار المنطقة.
وتكشف حالة الذعر التي استقبلت بها بولندا وبروكسل بضعة آلاف من العراقيين والأفغان والسوريين عبر بيلاروسيا أوجه قصور معايير اللجوء الأوروبية.
وتدرك الأنظمة الاستبدادية في موسكو ومينسك أن الابتزاز من شأنه أن يكون سلاحا فعالا ضد أوروبا، بدلاً من التوصل إلى توافق بشأن إعادة توطين طالبي اللجوء في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي.
كما أن الصفقات التي أُبرمت مع تركيا وليبيا بشأن استقبال اللاجئين والمهاجرين جعلت منهم سلعة، وحولت الأراضي الأوروبية الحدودية إلى بؤرة للانتهاكات المخالفة للقانون.
وذكر الكاتب أن بعض السياسيين سيحاولون الدفاع عن بلدانهم باللجوء إلى الأكاذيب التي تفيد بأن أوروبا تتحمل أعباء كبيرة جراء اللاجئين الذين لا تستطيع تحمل نفقاتهم.
قد تكون هذه الحجج منطقية إذا كانت صادرة عن دول مثل الأردن وتركيا، لكنها غير معقولة في حالة قادة القارة الأوروبية.
وبيّن الكاتب أن ترحيب أوروبا بالأوكرانيين ينسف الحجج القديمة الخادعة التي قدموها حول التكلفة المجحفة لاستقبال اللاجئين الفارين من بؤر النزاع في مناطق أخرى غير أوروبا.
وتجدر الإشارة إلى أن جهود إغاثة الأوكرانيين ستكلف 30 مليار يورو في سنتها الأولى، وفقًا لمركز التنمية العالمية.
وتتوقع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن يتم تهجير ما لا يقل عن 4 ملايين لاجئ قسرا، لكن حتى اللحظة الراهنة لم تتعال أي أصوات تندد بهذه التكاليف.
من المحتمل أن يحاول الأوروبيون تعزيز أسوار قارتهم بعد أن يضمنوا استقبال وإيواء جميع الأوكرانيين، ومن شأن هذه الأزمة أن توفر فرصة للقادة الأوروبيين لإعادة النظر في سياساتهم والأخطاء التي ارتكبوها خلال أزمات اللاجئين التي جدّت منذ سنوات قليلة مضت.
وأكد الكاتب أن الحرب الروسية الأوكرانية نسفت كل الحجج التي لطالما تحججت بها أوروبا الغنية للدفاع عن حصنها وكشفت مدى تجذر الممارسات العنصرية في النظم الأوروبية، ناهيك عن أنها فضحت النفاق المتعلق بالقيم الإنسانية.
=============================
الغارديان”: “بوتين” يستخدم ذرائع كاذبة لتبرير وحشيته في أوكرانيا على غرار ما فعله بسوريا
https://eldorar.com/node/1185420
رأت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” يستخدم ذرائع وحجج كاذبة لتبرير وحشية قواته في أوكرانيا، على غرار ما فعله بسوريا.
وأضافت الصحيفة أن تحذير المسؤولين الروس من برنامج الأسلحة البيولوجية في أوكرانيا هدفه تبرير قتل واستهداف المدنيين، على شاكلة اتهامها للثوار السوريين بالتحضير لهجمات كيميائية، لتبرير وحشيتها في مناطقهم.
وأوضحت أن موسكو كانت تطلق، بين الحين والآخر، اتهامات للثوار السوريين في شمال البلاد، بالتحضير لهجمات كيميائية، بالتعاون مع الخوذ البيضاء، علمًا أن من يستخدم تلك الأسلحة هو نظام الأسد.
وأشارت إلى أن روسيا تستخدم تبريراتها الكاذبة في أوكرانيا لتنفيذ تفجيرات وحشية، وهو ذات الأسلوب الذي استخدمته في سوريا، على مرأى ومسمع وسائل الإعلام الغربية.
ولفت التقرير إلى أن الحرب الروسية في أوكرانيا تشبه ما جرى في سوريا على عدة أصعدة، ولا سيما باستخدام الوحشية المفرطة، والدمار العشوائي، والهروب الجماعي للمدنيين الخائفين، والآن استخدام الذرائع المنذرة بقصف مناطق المدنيين.
وكانت صحيفة “الشرق الأوسط” تحدثت في تقرير سابق لها، عن تشابه التكتيكات الروسية المستخدمة في أوكرانيا، مع ما استخدمته في سوريا، كالقصف العشوائي، والحصار، والممرات الآمنة، واستخدام الذرائع لتبرير الجرائم.
=============================
الغارديان: النظام السوري يستعد لإرسال جنوده للقتال في صفوف القوات الروسية بأوكرانيا
https://mubasher.aljazeera.net/news/2022/3/12/برواتب-تصل-إلى-3000-دولار-هل-تستعد-سوريا
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، عن السماح للمقاتلين من الشرق الأوسط بالانضمام إلى العمليات العسكرية الدائرة في أوكرانيا.
وأكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن “16 ألف متطوع من الشرق الأوسط مستعدون للقتال في منطقة دونباس” الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا شرقي أوكرانيا.
وكشفت صحيفة (الغارديان) البريطانية أن قوات النظام السوري بدأت بتجنيد مقاتلين من صفوفها للذهاب إلى أوكرانيا، والقتال لصالح الجانب الروسي.
وقالت إن النظام وعد بدفع رواتب تصل إلى 3 آلاف دولار أمريكي شهريًا، أي ما يقارب 50 ضعف الراتب الشهري للجندي السوري، إذا قرر الانضمام لصفوف القوات الروسية في أوكرانيا.
ونُشرت إشعارات التجنيد على عدد من المواقع الإلكترونية المرتبطة بالنظام السوري، وتضمنت وصفًا وظيفيًا يشترط “الخبرة في المشاركة في العمليات العسكرية وإمكانية السفر إلى الخارج”.
وظهرت، اليوم لقطات مصورة لما بدا أنهم جنود سوريون في عرض عسكري يحملون العلمين السوري والروسي ويرددون هتافات مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد، ويحمل أحدهم شعار الرمز (z) الذي ارتبط مؤخرًا بتأييد العمليات العسكرية الروسية.
وكانت قوات النظام السوري استعادت السيطرة على ما يقرب من ثلثي مساحة البلاد بفضل الغطاء الجوي الروسي بعد قرابة عقد من الزمان على اندلاع الثورة.
وأشار عدد من المحللين السياسيين أن بعض وحدات القتال السورية “منهكة وليست مستعدة لخوض معارك جديدة”.
من جانبه، أمر الرئيس الروسي بتسهيل إرسال المقاتلين “المتطوعين” من الشرق الأوسط إلى أوكرانيا للقتال، وفقًا لما نشرته وسائل إعلام روسية.
وأضاف أن هذه الخطوة مبررة لأن “عرّاب النظام الأوكراني في الغرب لا يُدرك ما يفعل، ويجمع بشكل علني مرتزقة من جميع أنحاء العالم لإرسالهم إلى أوكرانيا”، في إشارة إلى انضمام متطوعين من مختلف دول العالم لصفوف الأوكرانيين للقتال ضد القوات الروسية.
ونفى بوتين في وقت سابق دفع رواتب للقوات السورية قائلًا “إذا رأيت أشخاصًا يرغبون من تلقاء أنفسهم وليس من أجل المال في أن يأتوا لمساعدة من يعيشون في دونباس، حينئذ سنقوم بمنحهم ما يريدون ومساعدتهم في الوصول إلى مناطق الصراع”.
وفي وقت سابق من اليوم، كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أيضًا عن نشر روسيا ما أسماهم “مرتزقة سوريين” في الهجوم العسكري الذي تشنه على بلاده.
وأضاف في خطاب وجهه إلى الشعب في اليوم السادس عشر من التدخل الروسي “رأيتم كيف عامل الجنود الروس شعبنا الناطق بالروسية تعاملوا بالصواريخ والقنابل والمدافع الآن المرتزقة السوريون الذين لا يميزون بين من يتحدث أي لغة ومن يرتاد أي كنيسة ومن يؤيد أي حزب يأتون إلى بلد أجنبي فقط ليَقتلوا”.
وتابع “نحن نقاتل عدوًا لا يهتم بمقتل الآلاف من جنوده، وجنّد جنودًا من جميع أنحاء روسيا لإلقائهم في جحيم الحرب، والآن جاء بفكرة جلب مرتزقة سوريين ضد الشعب الأوكراني. يجلبون اللصوص من سوريا”، وفق تعبيره.
البنتاغون يتهم موسكو بالاستعانة بمرتزقة
في السياق، اتهمت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الإثنين الماضي، روسيا بتجنيد مقاتلين سوريين وأجانب آخرين بالتزامن مع زيادة الهجمات العسكرية على العديد من المدن الأوكرانية.
وقال جون كيربي المتحدث باسم البنتاغون للصحفيين “نعتقد أن المعلومات التي تفيد بأن روسيا تُجند مقاتلين سوريين لتعزيز قواتها في أوكرانيا صحيحة”.
وأضاف “من المثير للاهتمام أن يكون الرئيس الروسي مضطرًّا لاستخدام مقاتلين أجانب بعد أن نشر في أوكرانيا 100% تقريبًا من القوات التي حشدها خلال الأشهر الماضية على الحدود”.
وبحسب هذه التقديرات فقد حشدت روسيا على حدودها مع أوكرانيا أكثر من 150 ألف جندي.
من جانبها، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال، الأحد الماضي، عن 4 مسؤولين أمريكيين قولهم إن موسكو “باشرت في الأيام الأخيرة تجنيد مقاتلين سوريين لاستخدامهم في السيطرة على مناطق حضرية في أوكرانيا”.
وصرح أحد هؤلاء المسؤولين للصحيفة بأن بعض المقاتلين السوريين موجودون بالفعل في روسيا، ويستعدّون للانضمام إلى المعارك في أوكرانيا.
وتتصاعد العمليات العسكرية الروسية ضد أوكرانيا منذ انطلاقها في 24 فبراير/شباط الماضي، وتتواصل المعارك بمحاور عدة أبرزها في محيط العاصمة كييف ومدينتي ماريوبول جنوبًا وخاركيف شرقًا.
=============================
الصحافة العبرية :
معاريف :إسرائيل في رسالة لإيران: سنستمر بضربكم في سوريا وسنعزز قوتنا الإقليمية بتركيا
https://www.alquds.co.uk/إسرائيل-في-رسالة-لإيران-سنستمر-بضربكم/
الهجوم المنسوب لإسرائيل هذا الأسبوع في سوريا، الذي قتل فيه ضابطان بمستوى متوسط من الحرس الثوري، لا يشكل في هذه المرحلة تعبيراً عن تغيير في السياسة الإسرائيلية وعن صعود درجة في المعركة تجاه إيران في محاولة لمنع تموضعها في المنطقة. في هذه المعركة، الجارية منذ نحو عقد من الزمان، نفذ سلاح الجو مهمات ذات مزايا مشابهة.
وبقدر ما هو معروف من المعلومات التي يمكن جمعها، لم يكن القتيلان الإيرانيان هدفاً للهجوم؛ لكنهما كانا في المكان والزمان غير الصحيحين، ويرتبط والهجوم الأخير أغلب الظن بمشروع الصواريخ الدقيقة. يدور الحديث عن عملية مخططة انتظرت نضج الظروف العملياتية والاستخبارية والتوقيت السليم، حيث إن إحدى الرسائل الإسرائيلية المهمة على خلفية حرب أوكرانيا والاتفاق النووي الذي يوشك على التوقيع، أن إسرائيل ستواصل العمل في هذا الوقت دون صلة بتطورات الساحة الدولية.
تمر الرسائل عبر الصواريخ والمواد المتفجرة، وتحافظ إسرائيل على مواصلة الأعمال العملياتية في ظل محاولة لقطع ما يجري عن الساحة الدولية. لكن الهدف الذي اختير للهجوم لم يكن رمزياً. درج الجيش على تسمية هدف كذاك الذي هوجم كهدف ذي قيمة عليا، هدف نوعي ذي أهمية عملياتية عالية نسبياً.
لم يكن ضباط الحرس الثوري هدفاً للهجوم، فكجزء من سياسة العمل الإسرائيلية منذ نحو عقد، فإن أحد شروط العمليات في المعركة الجارية بين الحروب هو إدارة المخاطر التي يسعى الجيش الإسرائيلي في إطارها للإيفاء بأهدافه ضد إيران و”حزب الله”، دون اجتياز النقطة التي تتحول فيها المعركة إلى تصعيد أمني وتقرب الحرب.
كجزء من هذا الفهم، أضحت إسرائيل حذرة جداً إزاء هوية القتلى في الطرف الآخر. في هذه المعادلة، يُعدّ مقاتلو الميليشيات الشيعية ذوي قيمة أقل وإن كان قتلهم ليس هدفاً، ويعمل الجيش الإسرائيلي على تقليص عدد المصابين حين تعمد المنظمات المعارضة للحكم السوري مرات عديدة إلى تضخيم أعداد القتلى عمداً.
أما تجاه نشطاء “حزب الله” من اللبنانيين العاملين في سوريا، فهذه المعادلة أكثر تشدداً، إدراكاً بأن القتلى اللبنانيين في سوريا سيؤدون إلى تصعيد أمني. ولهذا، فإن سلاح الجو والاستخبارات يفعلان كثيراً كي لا يحصل هذا.  في كل ما يتعلق بنشطاء الحرس الثوري، المعادلة الواضحة تجاه “حزب الله” أقل تشدداً بقليل، ولكنها موجودة، وإسرائيل لا تعمل وفق عقيدة المس بهؤلاء النشطاء في سوريا، وتتخذ تجاههم أيضاً جانب الحذر في الهجمات المنسوبة لسلاحنا الجوي.
الجيش الإسرائيلي معني بتحقيق أهدافه دون أن يدهور المنطقة إلى حرب. فقتلى كثيرون في الطرف الآخر ربما يخربون على هذه الأهداف، وبالتالي فإن الجيش الإسرائيلي يدير المخاطر وأحياناً باختياره ألا ينفذ عملية معينة.
وفي السنوات الأخيرة، كما تقدر محافل إسرائيلية، تم قتل نشطاء من الحرس الثوري الإيراني في سوريا جراء هجمات منسوبة لإسرائيل، لكن طهران التزمت الصمت. أما هذه المرة، فقد اتخذوا طريقاً آخر وأخرجوا أمر موت النشطاء بفارق ساعات طويلة بعد ادعائهم بأن القتيلين كانا مواطنين سوريين. وعبر هذا البلاغ، يبث الإيرانيون رسالة بأن الهجوم الأخير يخرج عن قواعد اللعب غير المكتوبة في المواجهة العسكرية بين الدولتين، والجارية منذ سنين على نار هادئة. كما أن هذا هو السبب الذي جعل الجيش الإسرائيلي يرفع مستوى التأهب في الشمال.
في نظرة إلى السنوات الأخيرة، حين كانت إيران تؤطر التعهد وتهدد بالثأر، كانت تعمل على إخراجه إلى حيز التنفيذ. وبشكل عام، يدور الحديث عن قرار مرتب لتنفيذ عملية رد. ولهذا يقدر الإسرائيليون رداً إيرانياً. أما التوقيت وهوية القوة التي ستنفذ ذلك باسمهم أو بشكل مباشر، فهي مسائل مفتوحة، ولهذا فإن التوتر في الساحة الشمالية كفيل بأن يتواصل لزمن طويل.
في السنوات الأخيرة، أحبط الجيش الإسرائيلي مثل هذه المحاولات، مظهراً قدرات استخبارية وعملياتية مبهرة، وبعضها لم ينشر حتى اليوم. وفضلاً عن القيمة العملياتية، فإن لإحباط هذه الأحداث أهمية كبيرة في جانب الوعي أيضاً
سقوط أول باستخدام “اف 35
يتعاطى جهاز الأمن بجدية مع تهديدات إيران. ويقدر بمجيء الرد، ولكن إيران ترتجل في ذلك، لأن أي فشل إضافي سيكون أسوأ من عدم الرد مطلقاً.
داني سترينوبتس، رئيس سابق لفرع إيران في شعبة الاستخبارات، قال لـ “معاريف”: “سواء قصدت إسرائيل المس برجال الحرس الثوري في سوريا أم لا، فقد يقدر محور المقاومة بوجود محاولة إسرائيلية لتغيير قواعد اللعب في سوريا”. ويتوقع سترينوبتس بأن إطلاق صواريخ دقيقة وطائرات مسلحة من سوريا ستكون الخيارات المفضلة لدى الإيرانيين.
التوازن في الرد من جانب الإيرانيين، والزمن المستغرق حتى إخراجه حيز التنفيذ، والذي ربما يستغرق أشهراً أحياناً، هي المبادئ التي تلاحظها إسرائيل كنمط دائم في السنوات الأخيرة. ولكنننا الآن لسنا في أيام عادية. وعندما تكون الساحة الدولية غير مستقرة، والقوى العظمى متناكفة، فمن شأن التدهور الأمني أن يكون أسرع من المعتاد.
على خلفية وعي مشابه، اختار الجيش هذا الأسبوع أن يكشف، حتى قبل الهجوم على سوريا، عن اعتراض مُسيرتين خرجتا من إيران في الطريق إلى إسرائيل مع إرسالية رمزية من الوسائل القتالية، وذلك لتنفيذ نوع من تجربة الأدوات. ويعظم النشر الإسرائيلي قدرة عملياتية لطائرة “اف 35” في إسقاط هو الأول في العالم لأداة طائرة.
 علينا ألا نستخف بقدرات إيران العسكرية، لكن إسقاط المسيرات وسقوط شظاياها في إسرائيل، خلق فرصة للتعرف على الطرف الآخر ومعرفة أنه رغم القدرات الإيرانية المبهرة بتنفيذ هندسة تكنولوجية في الوسائل القتالية التي لديهم، فإن نوعية المسيرات التي أسقطت وقدراتها على التملص لا تزال في فارق كبير جداً مع القدرات الموازية لدى سلاح الجو وجيوش غربية أخرى.
يخيل أن الجيش الإسرائيلي في الإحاطات التي قدمها، التي تتجاوز عرض النجاح العملياتي، دعا لإطلاق رسائل تكشف استمرار محاولات تنفيذ أعمال هجومية ضد إسرائيل إلى جانب نقاط الضعف العملياتية لدى إيران، وكذا التعاون الاستراتيجي الناشئ في السنوات الأخيرة بين إسرائيل ودول عديدة في المنطقة ضمن مفهوم العدو المشترك الواحد – أي إيران.
بعد أن حجبت هذه القضية عن النشر لسنة لاعتبارات استراتيجية، شرح الجيش توقيت الكشف كجزء من المعركة حيال إيران. والآن، قبيل التوقيع على الاتفاق النووي، نضجت الظروف. ورد الجيش الادعاءات القائلة بأن الكشف نبع من اعتبارات العلاقات العامة.
في الأيام العادية، كانت التطورات الأخيرة في الساحة الشمالية ستحظى بعناوين كبيرة، لكن الغزو الروسي لأوكرانيا حرف كل الانتباه الدولي والمحلي، مع آثار محتملة ذات مغزى كبير جداً على المصالح الإسرائيلية. ثمة مواضيع كثيرة جداً وثقيلة الوزن على جدول أعمال الساحة الأمنية – السياسية: الحرب في أوروبا وتداعياتها على  إسرائيل؛ ومنظومة العلاقات حيال الأمريكيين والروس؛ وحافة التوقيع على الاتفاق النووي مع  إيران وكيفية مواجهته في اليوم التالي للتوقيع في ضوء أن رفع العقوبات سيسمح لها باستثمار المزيد من الأموال في بناء القدرات العسكرية وتسليح حلفائها بالوسائل القتالية؛ وتهديدات إلى جانب فرص استراتيجية مثل زيارة رئيس الدولة إسحق هرتسوغ إلى تركيا هذا الأسبوع ليحل ضيفاً على اردوغان في تركيا، تلك الزيارة التي يشخص فيها جهاز الأمن، بحذر، فرصة إقليمية لتعزيز العلاقات بين الدولتين في المصلحة المشتركة تجاه إيران.
هذه مصلحة وليست قصة حب متجددة، ولكن لا يمكن التقليل من أهمية زيارة هرتسوغ؛ فإيران تسعى لتعميق هيمنتها الإقليمية، ولكنها من جهة أخرى معزولة من ناحية سياسية، حتى باتت طهران تنظر بقلق إلى هذا التحسن المعين في العلاقات بين إسرائيل وتركيا.  
بقلم: تل ليف رام
معاريف 11/3/2022
=============================
موقع نيوز ون :تخوف إسرائيلي من استغلال إيران الحرب ورفع نشاطها بالجولان
https://arabi21.com/story/1424082/تخوف-إسرائيلي-من-استغلال-إيران-الحرب-ورفع-نشاطها-بالجولان#category_10
عربي21- عدنان أبو عامر# الجمعة، 11 مارس 2022 08:51 م بتوقيت غرينتش0
في الوقت الذي قتل فيه ضابطان إيرانيان خلال قصف إسرائيلي على أهداف داخل سوريا قبل أيام، تستعد دولة الاحتلال لرد إيراني على هذا الاستهداف، وسط تقديرات إسرائيلية أن إيران تستغل الغزو الروسي لأوكرانيا لتعميق قواعدها العسكرية في سوريا، وتصعيد نشاط مليشياتها المسلحة على الحدود مع فلسطين المحتلة.
وكثفت مؤخرا من حالة التأهب على الحدود الشمالية بعد قصف موقع تابع للحرس الثوري الإيراني في منطقة مطار دمشق الدولي، وسط قلق من وصول الرد الإيراني عبر عناصر حزب الله في جنوب لبنان، أو العراق أو اليمن من قبل الميليشيات الموالية لإيران باستخدام الصواريخ أو الطائرات بدون طيار.
يوني بن مناحيم الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، ذكر في مقاله بموقع نيوز ون، وترجمته "عربي21" أن التقدير في إسرائيل مفاده أن الرد الإيراني سيصل في جميع الأحوال، لكنه سيتأخر بسبب المحادثات النووية في فيينا التي توشك على التوقيع على الاتفاق.
ولا ترغب إيران في المخاطرة بالتصعيد مع إسرائيل الآن، وفقدان الوضع الجديد الذي سيكتسبه الاتفاق، حيث يمكنها بيع النفط للدول الغربية، دون التقليل من خطورة تهديدها بالانتقام من إسرائيل، وسيكون خطيرًا، وينفذ في الوقت المناسب لإيران.
وأضاف أن "الأوساط الأمنية الإسرائيلية تعيد إلى الأذهان ما حصل في عام 2018 حين قتل 7 إيرانيين في قصف إسرائيلي لقاعدة تيفور شرق حمص في سوريا، ورد الإيرانيون بإطلاق 50 صاروخا على أهداف إسرائيلية في هضبة الجولان، مما قد يعيد تكرار ذات الرد في هذه الأيام، رغم عدم وجود نية للانجرار إلى مواجهة عامة مع إسرائيل، ولكن رغم أنه لا أحد من الطرفين يريد حرباً شاملة، لكن الرد يتعلق بتثبيت معادلات الردع".
وفي مثل هذه الأجواء، يمكن التقدير أن الحديث الأخير لرئيس الوزراء نفتالي بينيت مع الرئيس فلاديمير بوتين دار من بين موضوعات عديدة حول خطر إيران ووجودها العسكري في سوريا، في حين أن كبار المسؤولين الأمنيين يقدرون أن إيران تستغل الحرب في أوكرانيا لتعميق قاعدتها العسكرية في سوريا.
أما إسرائيل فإنها لم تنتظر، ويبدو أنها استغلت "الضوء الأخضر" الذي حصلت عليه من بوتين، وهاجمت لأول مرة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا أهدافاً إيرانية في منطقة دمشق.
وفي الوقت ذاته، فإن ما تشهده سوريا من هجمات إسرائيلية ضد مواقع إيرانية، يؤكد أن الأمر لم يعد في بؤرة الاهتمام الدولي بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، حتى أن توقيع الاتفاق النووي قد يتأخر بسبب الطلب الروسي، لكن عدم التوقيع عليه في الأيام المقبلة سيسمح للإيرانيين بالركض نحو القنبلة دون أي إشراف دولي في السنوات المقبلة، مستغلة تركيز الولايات المتحدة على محاربة الغزو الروسي لأوكرانيا، ومواجهة زيادة قوة الصين.
وفيما ينظر الإيرانيون للولايات المتحدة التي تتعرض لضغط كبير، و"يفركون أيديهم بسرور بينما حليفهم بوتين، يشد أعصاب بايدن، فقد بدأوا سلسلة من العمليات العسكرية في سوريا بالتزامن مع استمرار الحرب في أوكرانيا، وزادت من مستوى تعزيز التنسيق الأمني مع سوريا استعدادًا لأي تأثير محتمل للحرب في أوكرانيا عليها، وسعى الإيرانيون لتسريع تنفيذ مذكرات التفاهم مع سوريا في قطاعات الاقتصاد والطاقة والحبوب والنقل".
وفي إسرائيل، يرقبون تصعيد نشاطات المليشيات الإيرانية في سوريا من نشاطها في جنوب البلاد في منطقتي درعا والسويداء، مما أثار قلقها، وتخشى إسرائيل في الآونة الأخيرة أن تساعد روسيا الجيش السوري في اعتراض طائرات سلاحها الجوي، في ضوء مهاجمتها لأهداف إيرانية في سوريا باستخدام صواريخ أرض- أرض بدلاً من الضربات الجوية، وهناك تقدير إسرائيلي مفاده أن روسيا قد يتعين عليها نقل بعض قواتها العسكرية من سوريا إلى أوكرانيا، مما سيضعف قوتها في سوريا لصالح تعزيز القوة والنفوذ العسكري لإيران.
في الوقت ذاته، فإن إسرائيل قلقة من احتمال تسليم روسيا لمنظومة الدفاع الجوي المتطورة 300-S إلى سوريا، والموجودة بالفعل في سوريا، ولكن يديرها جنود روس، وقبل أيام أصدرت السفارة الروسية في إسرائيل بيانا أكدت فيه أن "التنسيق بين الجيشين الإسرائيلي والروسي سيستمر في كل ما يتعلق بسوريا، زاعمة أن الآلية أثبتت فعاليتها، وستستمر في العمل"، ومع ذلك فقد تتغير الأمور مع استمرار الحرب في أوكرانيا.
وقبل أسابيع قليلة فقط، نفذت الطائرات المقاتلة الروسية جولة جوية مشتركة مع الطائرات السورية على طول الحدود في هضبة الجولان، بمثابة تحذير لإسرائيل بشأن هجماتها في سوريا، و"هكذا يلعب الروس لعبة العصا والجزرة، ولا يريدون الدخول في مواجهة مع إسرائيل، ورغم ذلك فمن المستحيل على إسرائيل المشي بين القاطرات، دون عدم القدرة على الحفاظ على حرية عمل إسرائيل في سوريا".
ويخلص الإسرائيليون إلى أن بوتين ليس لديه وجبات مجانية، وهو يستخدم حاليا الخدمات الإسرائيلية لمحاولة تحقيق أهدافه، وفي النهاية هناك مصالح سياسية، وقد تتغير الصورة بسرعة خلال الحرب في أوكرانيا على حساب إسرائيل، وهذا هو التخوف الإسرائيلي.
=============================