الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 12/5/2016

سوريا في الصحافة العالمية 12/5/2016

14.05.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. البايس: قصة الإفراج عن 3 صحفيين محتجزين لدى "النصرة"
  2. فيسك يعلق على خطاب زعيم القاعدة ويتهم قطر بدعم "النصرة"
  3. تلغراف: خسائر إيران بسوريا تشكك بحجم مشاركتها في الحرب
  4. صحيفة أمريكية تعيد التذكير: روسي من أصل سوري هو حلقة الوصل “النفطية” بين النظام والتنظيم
  5. ميدل ايست بريفريغ :حلب تُصلَب وأمريكا تتفرج!
  6. «نيويورك تايمز»: خطة أوباما لإعادة توطين اللاجئين تسير ببطء
  7. لوفيغارو: كيف استفادت موسكو من تخاذل واشنطن لتعزز نفوذها الدبلوماسي والعسكري في سوريا
  8. ديلي تلغراف: يجب تدبر العواقب قبل التورط بسوريا
  9. 'التايمز”: كارثة بريطانيا هي سوريا
  10. صنداي تايمز البريطانية: يمكننا أن نترك سوريا لشأنها إلا أنها لن تتركنا
  11. ايرنست: استقبال 10 آلاف لاجئ سوري لا يزال أولوية
  12. "آي": السوريون الذين احتجوا ضد الأسد اكتشفوا أن خروجهم من سوريا لم يجعلهم أكثر أمنا
  13. الحياة على “كف الموت”.. قصة “حاتم” طبيب حلب الشجاع
  14. فورين أفيرز :كيف فشل القانون الدولي في سوريا؟
  15. وور أون ذا روكس  :استراتجية تنظيم القاعدة لحكم سوريا: التغلغل في نسيج المجتمع السوري
  16. ذا ناشيونال :الدروس المستفادة من حصار سراييفو للأزمة السورية اليوم
  17. واشنطن بوست :الوجه المتغيّر للمشاركة السياسية للمرأة في الشرق الأوسط
 
البايس: قصة الإفراج عن 3 صحفيين محتجزين لدى "النصرة"
عربي21- وطفة هادفي# الأربعاء، 11 مايو 2016 02:40 م 0135
نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية، تقريرا عن عملية تسليم الرهائن الثلاثة الذين كانوا محتجزين لدى جبهة النصرة لمدة 10 أشهر، مبينة الأطراف المتدخلة في عملية تحرير الرهائن، والوسطاء الذين نسّقوا بين هذه الأطراف.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن عملية استلام الرهائن الثلاثة؛ بامبلايجا، ولوبيز وساستري، دامت أكثر من ثلاث ساعات، مشيرة إلى أن العملية تمت في المنطقة الحدودية الرابطة بين محافظة هاتاي التركية وحلب السورية.
وبينت أنه في الجهة الأولى من المنطقة الحدودية؛ اجتمعت مجموعة من جهاديي جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، بالرهائن. أما في الجهة المقابلة؛ فقد اجتمع أفراد من الجيش التركي، مع مسؤول في المخابرات الإسبانية، ووزير الخارجية الإسباني، كما لوحظ وجود وسطاء محليين لتنسيق العملية بينهما.
ويذكرنا هذا المشهد بتبادل الجواسيس عند نقطة التفتيش "تشارلي" في برلين خلال الحرب الباردة، حيث لم يتم الاتفاق على التفاصيل المتعلقة بعملية تحرير الصحفيين المحتجزين إلا قبل يوم من تنفيذ هذه العملية، كما أنه خيّم على العملية الكثير من التوتر خوفا من الفشل في تحرير الصحفيين من أيدي عناصر تنظيمالقاعدة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد تناول الطعام؛ اقتاد عناصر التنظيم الصحفيين الثلاثة إلى الحدود السورية التركية، حيث تم اختطافهم منذ 10 أشهر. في حين مكث بانتظارهم، في الجانب المقابل، مسؤولون من الجانب الإسباني برفقة الجيش التركي، حيث كان يفصل بين كلا الطرفين منطقة محظورة تقدر بحوالي 30 مترا، وهي المجال المخصص للشخصيات المحلية البارزة التي لعبت دور الوسيط.
وأوردت "البايس" أنه خلال عملية تحرير الرهائن؛ تم التأكد في البداية من أن الرهائن هم فعلا الصحفيون المختطفون، وأن عناصر جبهة النصرة لم يحاولوا خداعهم، حيث لجأ المسؤولون إلى طرح أسئلة شخصية على الصحفيين؛ أكدت عائلاتهم أنهم الوحيدون القادرون على الإجابة عنها.
وأشارت إلى أنه بعد مرور ساعات، وبعد التثبت من هوياتهم؛ عبّر الصحفيون الواحد تلو الآخر الحدود التركية برفقة الوسطاء، وقد استغرقت عملية تسليم الرهائن وقتا طويلا؛ ظلّ خلاله مقاتلو جبهة النصرة يعاينون كل التفاصيل المتعلقة بالعملية، نظرا للشكوك التي اعترتهم، ولعدم ثقتهم في الطرف المقابل.
وبينت الصحيفة أنه بمجرد انتهاء العملية؛ أعلَمَ المسؤولون الإسبان السلطات في مدريد بأن الصحفيين في حالة جيدة، وأنهم الآن في مكان آمن. ومن ثم أجرت نائبة الرئيس ثريا ساينز دي سانتاماريا، اتصالا معهم، لتعلن وكالة الأنباء التركية "إيفي" بعد ساعة تقريبا عن عملية تحرير الرهائن.
وذكرت أن مقاتلي "النصرة" أبقوا على جوازات سفر الصحفيين معهم، لكن رئيس قنصلية إسبانيا في تركيا، بابلو غوتييريز سيغو، مدّهم بوثيقة تسمح بمرورهم، واستقبلهم في مطار مدريد نائب الرئيس الإسباني، ومدير جهاز المخابرات، والعديد من الأصدقاء والأقارب.
وأوضح الصحفيون في وقت لاحق لوكالة الأنباء "إيفي" أنه خلال فترة اعتقالهم؛ كانت معاملة عناصر تنظيم جبهة النصرة لهم حسنة، كما أنه تم نقلهم من مكان الاحتجاز ست مرات دون أن يتمكنوا من تحديد مكانهم من سوريا. وبحسب المعلومات التي تمكنت الصحيفة من جمعها؛ فقد كان الرهائن يتقاسمون مع المقاتلين الطعام نفسه، كما أن أحدهم حاول إقناعهم باعتناق الإسلام.
وصرّح الصحفيون بأنه "رغم اشتداد القصف الروسي والسوري على حلب؛ فإن المناطق التي تواجدوا فيها لم تشهد كثيرا من القصف، كما أنه لم يتم ضمهم إلى باقي المحتجزين لدى جبهة النصرة".
وفي الختام؛ أكد الصحفيون أنهم كانوا متخوفين من أن يتم بيعهم إلى عناصر تنظيم الدولة، موضحين أن جبهة النصرة لا تستخدم رهائنها للدعاية، إلا أنها تشترط فدية لتحريرهم بهدف الحصول على العملة الصعبة.
======================
فيسك يعلق على خطاب زعيم القاعدة ويتهم قطر بدعم "النصرة"
عربي21- عبيدة عامر# الأربعاء، 11 مايو 2016 11:16 ص 0103
علق الكاتب البريطاني روبرت فيسك على الخطاب الأخير لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، والذي دعا فيه إلى "النفير إلى الشام والانضمام إلى جبهة النصرة"، متهما قطر بدعم جبهة النصرة.
وفي عموده مع صحيفة "الإندبندنت" البريطانية؛ وصف فيسك، الأربعاء، خطاب الظواهري بأنه "علاقات عامة جيدة".
اقرأ أيضا: تسجيل جديد للظواهري عن آخر تطورات سوريا والمنطقة
وأوضح فيسك أن ذلك يأتي لأن "النصرة" لا تحب خليفة تنظيم الدولة كثيرا، لكنها ما دامت مرتبطة بتنظيم القاعدة فإنها ستبقى في قوائم الإرهاب الأمريكية، ولا يمكنها الانضمام للمعارضة السورية المعتدلة، التي قال إنها غير موجودة، بحسب تعبيره.
قطر والنصرة
واتهم فيسك قطر بدعم جبهة النصرة، مؤكدا وجود علاقات بين الطرفين، ومشيرا إلى المقابلة التي أجراها أحمد منصور مع زعيم الجبهة أبي محمد الجولاني على قناة الجزيرة، وإطلاق "النصرة" لسراح سبعة صحفيين إسبان بوساطة قطرية، بحسب ما كشفت قناة الجزيرة.
وأشار فيسك إلى إطلاق "النصرة" لسراح الراهبات عام 2013، بوساطة قطرية كذلك وإخراجهن عن طريق لبنان.
واعتبر الكاتب البريطاني أن ذلك يأتي "لانتشال" المعارضة السورية المسلحة من أيدي تنظيم الدولة والسعودية، بحسب تعبيره.
تشارلز ليستر
وهاجم فيسك مقالة للباحث البريطاني تشارلز ليستر، نشرها مع مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية "التي أسسها صمويل هنتنغتون صاحب صراع الحضارات، وتملكها واشنطن بوست"، بحسب تعبير فيسك.
وقال ليستر في مقاله، بحسب ما أشار فيسك، إن "القاعدة تسعى لتجاوز تنظيم الدولة عبر التكامل مع الطيف الواسع للمعارضة السورية، وتسعى لمهاجمة جنوب حلب لإفشال الجهود الأمريكية والروسية في المدينة"، داعيا لدعم المعارضة السورية والمكونات المدينة للمعارضة في سوريا.
وأشار ليستر في مقاله إلى أن "جبهة النصرة تسعى للانفصال بشكل أكبر عن تنظيم القاعدة، كما أنها أرسلت سيف العدل، الشخصية الثانية في التنظيم بعد الظواهري، وثلاث شخصيات كبيرة إلى سوريا لتأسيس إمارة في إدلب".
وتابع فيسك اقتباسه من ليستر، بلغة ساخرة، ناقلا عن أحد القياديين في الجيش الحر عداؤه لتنظيم لقاعدة، لكنهم لا يملكون خيارا آخر.
وبعد اقتباسه، فقد هاجم فيسك الباحث البريطاني ليستر، بقوله إن "من بين مهماته الأكاديمية المتعددة عمله كمستشار في مجموعة الشيخ، ضمن مبادرة المسار الثاني لسوريا"، مع سلمان الشيخ، مدير معهد "بروكنغز" للأبحاث في الدوحة، والباحث في مركز سياسات الشرق الأوسط، "الذي كان مركز "سابان" لسياسات الشرق الأوسط، نسبة إلى الإمبراطور الإعلامي حاييم سابان، الأمريكي الإسرائيلي، الذي تبرع بـ13 مليون دولار للمركز، ومول حملة هيلاري كلينتون".
وقال فيسك إن معهد "بروكنغز" الموجود في الدوحة، يتبع لمعهد "بروكنغز" العالمي، ويرأسه حمد بن جاسم آل ثاني، عضو العائلة القطرية الحاكمة ووزير الخارجية ورئيس الوزراء الأسبق.
واعتبر أن كل هذا يأتي ضمن سعي قطري لـ"تنظيف" سمعة جبهة النصرة، وتقديمها معارضة معتدلة حقيقية تستحق دعم المخابرات الأمريكية، بحسب تعبيره.
======================
تلغراف: خسائر إيران بسوريا تشكك بحجم مشاركتها في الحرب
لندن- عربي21- باسل درويش# الأربعاء، 11 مايو 2016 10:45 ص 095
كتب ديفيد بلير تقريرا في صحيفة "ديلي تلغراف"، عن خسائر إيران الكبيرة في الحرب السورية، وظلال الشك التي تلقيها حول حجم تلك المشاركة في ضوء مزاعم قادة إيران حول محدوديتها.
وقال بلير إن حوالي 700 جندي وعنصر مليشيا إيراني قتلوا في الحرب الأهلية السورية، بشكل يكشف بوضوح الثمن الذي تدفعه إيران، جراء تدخلها في سوريا؛ دفاعا عن نظام بشار الأسد، ومن أجل استمراره في السلطة.
ويشير التقرير إلى أن الحكومة الإيرانية لا تزال مصرة على أن مشاركتها في الحرب السورية لم تتعد إرسال "مستشارين عسكريين"، مستدركا بأن الإعلام الرسمي الحكومي أشار إلى سقوط عدد كبير من مقاتلي الحرس الثوري، حيث كشف الأسبوع الماضي عن مقتل 13 عنصرا من عناصره في حلب.
وتذكر الصحيفة أن هناك حوالي ألفي مقاتل من فيلق القدس، المتخصص في العمليات الخارجية بالحرس الثوري، الذي يقوده اللواء قاسم سليماني، مشيرة إلى أن هذه التقديرات الجديدة هي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، الذي قال إن هناك 13 مليشيا شيعية تقاتل إلى جانب الأسد.
ويكشف بلير عن أن الحرس الثوري يقدم لهذه المليشيات المقاتلين والأسلحة والتدريب العسكري والتخطيط، لافتا إلى أنه يقدر عدد المقاتلين الإيرانيين في سوريا بثلاثة آلاف عنصر.
ويعلق التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن "خسائر الإيرانيين وحلفائهم من المليشيات أصبحت كبيرة، حيث إنه في الفترة ما بين التدخل الروسي في سوريا في نهاية أيلول/ سبتمبر 2015 و2 أيار/ مايو هذا العام، قتل 280 إيرانيا، بحسب إحصائيات جمعتها مجموعة المشرق، وهي شركة استشارات، أما الإعلام الإيراني فقد ذكر أن 400 (شهيد) سقطوا في سوريا ما بين عام 2013 إلى 2015".
وتلفت الصحيفة إلى أن عدد القتلى الإيرانيين يصل مع الـ13 قتيلا في حلب في الأسابيع الماضية، إلى 693 قتيلا، مستدركة بأن هناك العديد من الوفيات لم يتم الإعلان عنها؛ حيث إن التدخل الإيراني في سوريا بدأ عام 2012، فمن المحتمل أن وفيات من الحرس الثوري لم يتم الإعلان عنها.
ويرى الكاتب أن حجم الخسائر في صفوف الحرس الثوري وحلفائه من المليشيات يلقي بظلال من الشك على مزاعم إيران، التي تؤكد فيها أن لا دور عسكريا تؤديه إيران، مشيرا إلى أنه في 16 شباط/ فبراير، أكد وزير الخارجية محمد جواد ظريف للبرلمان الأوروبي أنه "لا وجود لقوات إيرانية على الأرض في سوريا"، وقال: "لدينا مستشارون عسكريون في سوريا كما لدينا في مناطق أخرى".
وينوه التقرير إلى أنه في الوقت الذي كان يتحدث فيه ظريف، كان الجيش الإيراني يساعد قوات الأسد على كسر مقاومة المعارضة في حلب، وإحكام الحصار عليها، لافتا إلى أنه قبل 16 يوما من تصريحات ظريف، خسر الإيرانيون 50 عنصرا بشكل يوصف بأنه أكبر الخسائر التي تعرض لها الإيرانيون منذ بداية الحرب الأهلية السورية.
وتعلق الصحيفة بأن وجود القوات الإيرانية إلى جانب عناصر حزب الله اللبناني، المدعوم من إيران، أصبح بالنسبة للأسد خيارا لا يستغني عنه في محاولاته التمسك بالسلطة.
وينقل بلير عن إميل هوكاييم من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، قوله: "الأمر معقد، وبالتأكيد كان الدعم الإيراني، المالي والعسكري، عاملا حاسما في نجاة الأسد"، مشيرا إلى أن الأخير يعد الحليف العربي الوحيد، الذي يمنحها خطا بريا لتزويد حزب الله بالسلاح.
ويستدرك التقرير بأن إيران حاولت إخفاء دورها في سوريا، خاصة بعد ظهور تنظيم الدولة في العراق وسوريا، حيث تحاول تقديم نفسها على أنها تقدم الكفاح ضد تنظيم الدولة قبل كل شيء. ويعلق هوكاييم قائلا إن "ظهور تظيم الدولة اعطى الإيرانيين الذريعة لتبرير حضورهم في سوريا"، ويضيف: "من السهل اليوم تبرير وجودهم في سوريا، فإن لديهم شهداء يحتفلون بهم".
وتورد الصحيفة أنه كشف عن القناع الشهر الماضي، عندما أعلن النظام عن وصول جنود من الكتيبة 65 المحمولة جوا إلى سوريا، مشيرة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تنشر فيها إيران قوات نظامية في حرب خارج حدودها منذ الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات من القرن الماضي، حيث قتل جنديان على الأقل منذ وصولهم.
ويجد الكاتب أن وصول وحدات عسكرية قد تكون محاولة من الجيش الإيراني الادعاء أنه شارك في الحرب ضد تنظيم الدولة، وربما كان وجود الجيش إشارة إلى عدم توفر القوة القتالية للحرس الثوري، خاصة أنه يشارك في اليمن والعراق ولبنان.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى قول هوكاييم: "ربما تعلق الأمر بتوسع الحرس الثوري فوق طاقته"، مشيرا إلى أن "لديه العديد من المهام في المنطقة، وربما احتاج للمقاتلين".
======================
صحيفة أمريكية تعيد التذكير: روسي من أصل سوري هو حلقة الوصل “النفطية” بين النظام والتنظيم
نُشر في مايو 11, 2016
نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، عن مسؤولين أمنيين أميركيين، قولهم إن رجل الأعمال الروسي من أصل سوري، جورج حسواني، يتوسط بين تنظيم “الدولة الإسلامية”، وحكومة نظام الأسد في صفقات لشراء النفط.
وهذه ليست المرة الأولى التي يُسلط فيها الضوء غربياً على دور حسواني في ترتيب صفقات النفط والغاز بين النظام والتنظيم.
وأوضحت الصحيفة أن السلطات المعنية في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فرضت حظراً على أصول حسواني الموجودة بكل منهما، مضيفة أن الدور الذي يؤديه أشخاص مثل حسواني، هو أحد الأسباب التي مكّنت التنظيم من الإنفاق المالي على نشاطاته، رغم الضربات الجوية التي يقوم بها التحالف الدولي على مواقع التنظيم.
وأضافت الصحيفة أن أرباح التنظيم من النفط انخفضت إلى النصف العام الماضي، مستدركة بأن المبيعات استمرت لتكون بنداً كبيراً في عائداته العامة، التي تُقدر بما يتراوح بين مليار وملياري دولار سنوياً.
وأشارت الصحيفة إلى أن حسواني هو أحد أكبر رجال الأعمال في مجال الطاقة بسوريا، وأنه يبرر وساطته المشبوهة بتجنيب بلاده من الانحدار إلى العصور المظلمة.
وذكّرت الصحيفة أن حسواني توسط في صفقة للإفراج عن راهبات اعتقلتهن جبهة النصرة عام 2014، مقابل إطلاق مئات المعتقلين من أعضاء الجبهة لدى النظام.
وأرجعت الصحيفة نفوذ حسواني إلى علاقاته القوية مع روسيا، وقالت “لقد ظل شريكاً لسنوات عديدة لرجل الأعمال الروسي جينادي تيمشنكو، أكثر المقربين من الرئيس فلاديمير بوتين، في بناء مرافق معمل الغاز الكبير بمنطقة توينين السورية، الذي أثار اهتمام الرئيس الأميركي باراك أوباما”.
وذكرت الصحيفة أن المعمل الذي يملكه حسواني، يعمل فيه مهندسون يأتمرون بأوامر تنظيم “الدولة”، ولا يجدون خياراً غير الانصياع، للحفاظ على سير العمل، حسب وصف الصحيفة.
وقال حسواني في تصريحات منسوبة له، إن “الحرب الأهلية السورية” وضعت معمل غاز توينين والعاملين به تحت التهديد المستمر، مشيراً إلى أن المنطقة التي يقع فيها المعمل، شمال شرق مدينة حمص، سيطر عليها أولاً الجيش السوري الحر، ثم جبهة النصرة وأخيراً تنظيم “الدولة”.
======================
ميدل ايست بريفريغ :حلب تُصلَب وأمريكا تتفرج!
الأربعاء 11 آيار 2016
Middle East Briefing - ترجمة بلدي نيوز
كما نَصَحَ سابقاً السفير الأمريكي جيمس جيفري، حين كتب عن نائب الرئيس جو بايدن، إلى كيري في 2 أيار قائلاً: "نظراً للرّفض الفطري المتأصّل في أوباما اتّجاه العراق، والفوضى المزمنة لسياسة الإدارة في أماكن أخرى، فإن البيت الأبيض محظوظٌ، لوجود بايدن كعاقل راشد في الإدارة، ولكن كما يعلم أي والد، فمن الصعب جدّاً القيام بترتيب تلك الفوضى التي يخلّفها الأطفال".
وكما كان لبايدن أخطاء في ملف العراق، فإن لكيري حصّته أيضاً هذه الأيام، فوزير الخارجية الأمريكي يسير في مسار ضيق حددته سوزان رايس وبن رودس ودنيس ماكدونو، فيما يحاول كيري فعل أي شيء بيديه الخاويتين، فقد اقترح بهدوء إنشاء منطقة حظر طيران لإنقاذ الأرواح في حلب، ولكن وعلى الفور اصطدم ذلك الاقتراح بالرّفض العام من البيت الأبيض، حيث أن سوزان رايس عازمة على تسليم النصر في سوريا للأسد وبوتين، وبالفعل، سيكون من الصعب جداً ترتيب "فوضى الأطفال".
هذا وصرّحت واشنطن بوست في 2 أيار أن الولايات المتحدة وروسيا يدرسون السبل الممكنة لفصل القوات المتناحرة في سوريا، ومن ضمنها احتمال إنشاء مناطق آمنة لمقاتلي المعارضة، ومع ذلك وفي نفس اليوم صرح السكرتير الصحفي للبيت الأبيض جوش إرنست بأن "الرئيس الأمريكي لا يعتقد في هذه المرحلة، بأن المناطق الآمنة هي بديل عملي لما يحدث في الوقت الراهن في سوريا".
وبالفعل، القضية الحقيقية هي الرئيس أوباما، حيث إنه يعاني من الصعوبة في إخفاء كراهيّته إزاء سوريّا والعراق والشرق الأوسط، فالمنطقة لم تتساهل مع الرئيس الأمريكي حيث وضعته وإدارته تحت اختبارات لا هوادة فيها، وكشفت كل عيوب الإدارة وفقاعاتها التي تُرك كيري ليتنقل من خلالها، وفي كل منعطف طريق كان على أوباما إيجاد متهمين غيره على الساحة، فتارة كان يتهم العرب والأتراك، وتارة يضع اللوم على الأوروبيين والروس، أي شخص وأي كيان إلا بيته الأبي !.
إذ لا يختفي تاريخ من التوجّهات العقائدية في لحظة ما، من دون ترك آثارها الخاصّة، بل إن آثارها قد أثبتت دوماً وجود تأثيرها الضار على التفكير الاستراتيجي والسياسي، وإن طريقة تجنّب ذلك التّأثير تكمن في إخضاع أزمة معقّدة كتلك، لجدال ومناقشة نشِطة، ولكن النّقاش في البيت الأبيض عادةً ما يكون دائراً ضمن دائرة ضيّقة من الأيديولوجيات، فلامبالاة الرئيس أوباما تجاه الشرق الأوسط متبادلة، ولكن النتيجة المؤلمة لهذه الفوضى "السخيفة" من سياسات الإدارة في المنطقة، تظهر اليوم في مأساة حلب، حيث المئات من المدنيين يموتون في كل يوم.
لن يكون هنالك من منطقة آمنة في سوريا، بل عوضاً عن ذلك، ستقوم الولايات المتحدة وروسيا بتشكيل لجنة مراقبة مشتركة لوقف إطلاق النار في جنيف، فهل لهذا أن يرسي قواعد عمليات عسكرية مشتركة لفرض وقف إطلاق النار؟
على أي حال، من الواضح الآن بأنه قد تم إعطاء الدور للروس للقيام بما يشاؤون، فبدلاً من الذهاب إلى دمشق، التي من المفترض بأنها الجهة التي تسبب المأساة الإنسانية المستمرة في حلب، أعلن مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا في مؤتمر له مع كيري في جنيف 2 أيار بأنه سوف يتوجه إلى روسيا عوضاً عن ذلك.
وفي حين صرّح كيري للصحفيين، بعد يوم من اجتماعات طارئة في جنيف قائلاً "إن لم يتقيّد الأسد بتلك الاتفاقات، ستكون هنالك عواقب واضحة، وإن أحداً منهم لربّما يكون المدمّر التام لوقف إطلاق النار ومن ثمّ العودة ثانية إلى الحرب"، إلا أن هذه التهديدات تعيد ذكريات سيئة حول خط أوباما الأحمر، ولذلك من الأفضل لكيري أن يتجنّب مثل تلك الوعود الكاذبة، طالما أنها غير مدعومة من البيت الأبيض.
نحن نعلم بأنّ "العنوان" الذي يجب فيه الذهاب إليه لمناقشة مأساة حلب هو الكرملين ! كما نعلم أيضاً بأن كُلّاً من دي ميستورا وكيري "يأملان" بأن روسيا ستقوم بالضغط على الأسد لوقف "رياضة صيد البشر"، ولكن آمالهم تلك مبنيّة على ماذا؟ ماذا الذي يدفع أي منهما للاعتقاد بأن روسيا ستقوم بفعل أي شيء لإجبار حليفها "السفّاح" على التخلّي عن إدمانه للدم؟ لأسباب
إنسانية؟ ومع بوتين؟ منذ متى؟
ولكن اللّوم الحقيقي ينبغي له أن يوضع هنا: على واشنطن، حيث يتوجّب على الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن يشعر حقّاً بالعار من نفسه ومن فريقه، الذي كان بعض منهم يتبجحون متفاخرين بمبدأ responsibility to protect أو "مسؤولية الحماية"، تلك الأحرف الثلاثيةR2P التي يجب أن لا يتشدق بها السياسيون إن لم تطبق! في الوقت الذي تُقصف فيه المستشفيات، ويُقتل الأطفال، وتُهدم مدن بكاملها لتصبح على مستوى الأرض.
 
لكنّ الكوميديا السوداء تتجلّى في إعلان دمشق بنفس اليوم الذي كان قد صرّح فيه دي ميستورا بأنه سيقوم بالتوجّه إلى موسكو، بأنّ القوات الجوية الروسية ستقوم باستئناف عملياتها العسكرية في جميع أنحاء سوريا إذا انتهى وقف إطلاق النار رسمياً، ووفقاً لمسؤولين حكوميين في سوريا، بحسب ما نقلته الأخبار في 1 أيار "أكّدت وزارة الدفاع الروسيّة استمرار حملتها الجوية في أنحاء البلاد وذلك بعد انتهاء وقف إطلاق النار" في حين رفضت وزارة الدفاع الروسية نفي أو تأكيد هذا التقرير.
إن هذه هي الحلقة المفرغة ذاتها، تعيد نفسها مراراً وتكراراً، اتفاق يليه خرق الأسد له، يليه إنكار بوتين أن تكون قوّاته قد شجّعت تلك الخروقات، يتبعه أمل الولايات المتحدة بشيء ما، أو تحذير أحدٍ ما، ومن ثمّ العودة إلى لافروف للعمل على ترتيبات جديدة والتي سرعان ما يتمّ خرقها من قبل الأسد وميليشياته الإيرانية، وبدء الكَرّة تلك في الحلقة المفرغة نفسها، من جديد ولمرّة أخرى.
أليس من الواضح بأن هنالك شيءٌ خاطئٌ في هذا النّهج المتّبع؟ ألا نعلم بأنّ الأسد سفاح؟ بينما نعرف الآن من خلال التحقيق الذي أجرته سكاي نيوز، بأنّ الأسد قام في الواقع بتسويةٍ مع تنظيم "داعش"، بما في ذلك، التمثيليّةُ الكاملةُ في تسليمه لمدينة تدمر لجماعةٍ إرهابيةٍ متطرفة ومن ثمّ "استردادها" لجعله يظهر بمظهر منقذ التراث الإنساني، وللتغطية على هوايته المحبّبة في قتل شعبه؟
إن استراتيجية روسيا-الأسد-إيران، واضحةٌ وضوح الشمس: استعادة السيطرة على "سوريا المفيدة" ويقصد بها هنا، "غرب البلاد" تقريباً، ومن ثمّ قبول نشر "قوات حفظ السلام" الدولي، وذلك على الخط الفاصل ما بين شرق وغرب سوريا، ونحن على يقين كُلِّي بأنّ مسألة "قوات حفظ السلام" سيتم طرحها في وقت ما، حيث تكون فيه حلب، إدلب، وريف حماة وحمص، والغوطة وأكبر قدر ممكن من المناطق المحيطة بدمشق، مسيطر عليها بإحكام من قِبَلِ قوات الأسد وحلفائه من الميليشيات الإيرانية والروسية.
إن الخطوط العامة لهذه الاستراتيجية، ستتضمن التخلي عن شرق سوريا للمعارضة وأنصارها، مع مُهمّة إلحاق الهزيمة بتنظيم "داعش" وفي اللحظة المناسبة، ستستأنف المحادثات لتوحيد البلاد، أو بعبارة أخرى، للجمع ما بين الأسد القوي والمستريح في الغرب، والمعارضة في شرق البلاد وذلك بعد استخدامهم في تخليص العالم من معضلة تنظيم "داعش"، ولكنّ ردّ المعارضة السوريّة، وفقاً للجدال الراهن على أرض الواقع، هو التركيز بشكل رئيسي على قتل العسكريين الروس النّشطين في سوريا.
وليس هنالك من دلائل موثوقة تشير إلى أنّ إدارة أوباما تعارض سيناريو التقسيم الذي يؤمل له أن يكون غير حقيقي، ولكن لماذا قتل المدنيين وتدمير المستشفيات؟ لماذا على نِفاقِ الإدارة الأمريكيّة أن يُحطِّم كل الأرقام القياسية على حساب الأطفال والعائلات؟
نعم، يمكن للولايات المتحدة إيقاف هذه المجزرة، القليل من منظومات الدفاع الجوي المحمولة في حلب وما حولها، ستمنع طائرات الأسد من إلقاء براميلها المتفجّرة على رؤوسهم، المنطقة الآمنة بوسعها المساعدة، تقديم المساعدات تحت حماية القوات الجوية الأمريكية ممكنة، كما من الممكن استكشاف العديد والكثير من السبل المتاحة، ولكن وعوضاً عن ذلك، عندما يهرب المدنيّون في حلب من ذلك الموت المُحدِقِ بهم إلى تركيا، بطريقٍ يَحفُّهُ الموتُ والمخاطرُ، وإن حالفهم الحظّ في الوصول إليها بأمان، وأرادوا اللجوء إلى أوروبا، فإنهم يواجهون الرّفض الكامل، أين من الممكن أن يذهب أولئك الناس؟ إنّ الطريق الوحيد المتاح والمفتوح أمامهم، هو ذلك الطريق المؤدّي إلى العالم الآخر.
إنه لعارٌ علينا كُلّنا !!!
======================
«نيويورك تايمز»: خطة أوباما لإعادة توطين اللاجئين تسير ببطء
التحرير
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: إن "جهود الرئيس الأمريكي باراك أوباما الخاصة باللاجئين تسير ببطء شديد، وبهذا الحال لن يمكنها تلبية الموعد النهائي الذي حدده الرئيس لقبول 10 آلاف لاجئ نهاية العام المالي".
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد مرور 7 أشهر على تعهدات الرئيس بإعادة توطين أكثر اللاجئين السوريين تضررًا، قبلت الولايات المتحدة 1\5 العدد فقط بما يساوي 1736 نهاية أبريل القادم، وفقًا للبيانات الحكومية.
وأضافت "البطء في التنفيذ يمكن أن يقوض من الحملة الدبلوماسية للإدارة الأمريكية، لتعزيز قضية اللاجئين في الوقت الذي تضع البلدان الأخرى حواجز أمام دخولهم".
وقال أوباما والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنهما سوف يقدموا قضية إعادة توطين اللاجئين في دورة الجمعية العامة لهذا العام، حيث أصدر كي مون يوم الاثنين خطابًا يطالب قادة العالم بالتجمع حول "تقاسم المسؤولية تجاه اللاجئين".
وحث المدافعون عن حقوق اللجوء في الولايات المتحدة إلى بذل المزيد من الجهد، مُحذرِّين من أن أي تأخير في عملية فحص اللاجئين سوف يصعب من تحقيق هدف الإدارة الأمريكية بحلول نهاية سبتمبر القادم أي عند انتهاء السنة المالية الحالية.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن أكثر من أربعة ملايين لاجئ سوري في العالم يعيشون في بلدان المنطقة: تركيا ولبنان والأردن.
كما عرضت كندا تأشيرة دخول لأكثر من 48 ألف لاجئ سوري، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة، بينما تسمح أيضًا للجماعات الخاصة برعاية العائلات السورية، فيما طلب أكثر من 400 ألف لاجئ سوري اللجوء إلى المانيا هذا العام، وأصدرت البرازيل 8500 تأشيرة دخول إنسانية للاجئين.
من جانبها لم تستقبل روسيا أكبر داعمي نظام الأسد أي لاجئ سوري واحد.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أعلن في سبتمبر الماضي أن الولايات المتحدة ستقبل ما لا يقل عن 10 آلاف لاجئ سوري خلال السنة المالية الجالية، كجزء من الجهود الرامية لإعادة توطين اللاجئين السوريين، كمتوسط يتراوح بين 70 ألف إلى 85 الف لاجئ خلال الثلاث سنوات المقبلة.
======================
لوفيغارو: كيف استفادت موسكو من تخاذل واشنطن لتعزز نفوذها الدبلوماسي والعسكري في سوريا
11/05/2016 مقالات
 كان لموسكو السبق العسكري والدبلوماسي على البيت الأبيض في الصراع السوري، حيث تم الإعلان، ليلة الجمعة من موسكو، عن تمديد الهدنة بين قوات الأسد والمعارضة المسلحة بثلاث أيام في حلب، شمال سوريا، وكانت روسيا أول من أعلن أن الهدنة ستبدأ يوم 7 مايو/ أيار عند منتصف الليل.
فيما بعد رحّبت وزارة الخارجية الأمريكية، من واشنطن، بعد 24 ساعة، بهذا التمديد، مضيفة أن الهدف هو “الوصول إلى نقطة لا تُحسب فيها عدد ساعات الهدنة، وتَحترم فيها جميع الأطراف وقف العنف”.
ولم تنجح موسكو وواشنطن، بعد جهد جهيد، إلا في فرض يوم هدنة إضافي في سوريا، وهذا دليل على صعوبة مهمة الوصول إلى حل دبلوماسي لحرب تدخل عامها السادس.
ويتبين أنه لن يكون هناك حل بدون مشاركة فعالة من روسيا، التي قدّم دورها الجديد بُعد آخر للصراع السوري. فروسيا وأمريكا أبرز قوّتين فاعلتين في سوريا: واشنطن بصفتها حليف لدول الخليج وتركيا، التي تسعى للإطاحة ببشار الأسد وتدعم المعارضة المسلحة، وموسكو بصفتها مساندا للنظام السوري، حيث أنقذ تدخلها العسكري في الأشهر الأخيرة انهياره للأبد.
ولكن منذ أشهر توجهت روسيا، بشكل متصاعد، نحو الخيار الدبلوماسي والعسكري على حساب الولايات المتحدة، وحلفائها، الذين لم يحركوا ساكنا، حيث قلب التدخل العسكري الروسي، في ديسمبر/ كانون الأول، موازين الحرب رأساً على عقب، كما ساهم الغطاء الجوي الروسي في دعم نظام بشار الأسد وفي فك الحصار عن دمشق، مع استعادة أجزاء من محافظة إدلب وحلب، التي تسيطر عليهما المعارضة، كما ساهم في تكثيف الحصار على منطقة تواجد المعارضة المسلحة. وتوّج هذا التدخل، نهاية مارس/ آذار، باستعادة النظام لمدينة تدمر من يد تنظيم الدولة.
اتفاق موسكو وواشنطن
يتوجه الفاعلين الأساسيين في الأزمة إلى موسكو لفهم ورصد نوايا روسيا ولإبلاغها رسائلهم، حيث زار، يوم الجمعة، رئيس الدبلوماسية القطري، أحد الدول الداعمة للمعارضة المسلحة، مدينة سوتشي، الواقعة على البحر الأسود، لملاقاة فلاديمير بوتين. وتقريبا فإن هذين البلدين متعارضين في كل شيء يتعلق بالملف السوري، ومع ذلك فإنهما يتفقان على أهمية المحافظة على وحدة التراب السوري.
وقد ساهم الاتفاق الأمريكي الروسي في فرض وقف إطلاق النار، وفي عودة محادثات السلام في جنيف، عبر إقامة اتصال غير مباشر بين النظام والمعارضة، الذي تحقق يوم 27 أبريل/ نيسان، وفي الوقت الذي أصبحت فيه الهدنة على المحك، يحاول الدبلوماسيون إعادة فرضها.
وهكذا ستملي روسيا، من الآن فصاعدا، رؤيتها في أي اتفاق في سوريا، ففي الوقت الذي تكرر فيه أمريكا نفس الطلب، فرض الهدنة على كامل الأراضي السورية، تصر موسكو على أن جبهة النصرة وتنظيم الدولة غير معنيين بوقف إطلاق النار، لتبرر قصف طائراتها والطائرات السورية لحلب في خرق واضح للهدنة، بتعلة وجود جبهة النصرة في المدينة.
======================
ديلي تلغراف: يجب تدبر العواقب قبل التورط بسوريا
 
في تعليقه على إسقاط تركيا المقاتلة الروسية، رأى جون نيكول -طيار سابق بسلاح الجو الملكي البريطاني ومؤلف- أن هذا الأمر يؤكد حجم الفوضى الهائل في سوريا وأنه ينبغي على بريطانيا أن تتريث في التفكير قبل التدخل فيها.
وقال الكاتب في مقاله بصحيفة ديلي تلغراف إن التاريخ المعاصر كشف عن نقص كارثي في وضوح الرؤية والفهم لدى القادة السياسيين وهم يستعرضون قوتهم العسكرية.
وقال أيضا إن الحلول البسيطة للمشاكل الكبيرة لا وجود لها في أكثر الأحيان، والدليل على ذلك "المغامرات الخارجية الأخيرة في العراق"، وأضاف أن لا شيء يوضح هذا المسعى الساذج في البحث عن حلول بسيطة أكثر من التناقضات التي تواجه الغرب وهو يتأمل أفضل طريقة لمواجهة التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف أن كل تدخل في الفترة الأخيرة أطلق في النهاية أوضاعا أكثر كارثية نتيجة ما يعرف بـ"قانون العواقب غير المقصودة"، وهو نظرية في علم الاجتماع تتحدث عن نتائج غير متوقعة لإستراتيجية أو قرار ما.
وأوضح أنه بينما كان تدخل الغرب في الصراع الليبي بأفضل النوايا دفاعا عن المظلومين، إلا أنه هيأ الظروف في النهاية للمتطرفين ليزدهروا، ونجم عن ذلك "دولة فاشلة" تشكل تهديدا لنا أكبر بكثير من "دكتاتورها" السابق معمر القذافي.
ورأى الكاتب أن على القادة السياسيين أن يتذكروا هذا الأمر عندما يقررون بشأن أي تدخل آخر في سوريا ويجب أن تُطرح بعض الأسئلة الأساسية في ذلك: ما الذي نريد تحقيقه؟ وما هي نهاية اللعبة لنا؟ وهل سنزيد هذا الأمر سوءا في نهاية المطاف؟
وختم بأن تاريخ الغرب الحديث في العراق وأفغانستان وليبيا كشف جليا ضرورة توخي الحذر الشديد عند الشروع في مباشرة هذه التدخلات وإدراك أنه نادرا ما تكون هناك إجابات متوقعة للأسئلة المطروحة.
 
======================
'التايمز”: كارثة بريطانيا هي سوريا
١٢ ايار ٢٠١٦
نشرت صحيفة 'التايمز” البريطانية مقالاً يقول فيه ديفيد آرونوفيتش إنّ الكارثة التي وقعت فيها الخارجية البريطانية، ليست في العراق وإنّما في سوريا.
وقال آرونوفيتش إنّ الدرس الذي ينبغي أن نتعلمه هو كيف تحولت انتفاضة من أجل الديمقراطية عام 2011 إلى حرب انتشرت في كامل المنطقة وهي تهدد استقرار قارة بأكملها.
وأضاف أن الغرب، بعد هجمات 11 أيلول، كان يتمنى أن يتفهم الأسد المتظاهرين المطالبين بالإصلاحات، ولكنه أدانهم وأطلق النار على المحتجين، واعتقل الآلاف منهم، وقتل الكثير من المعتقلين.
وفي عام 2013 انتشرت صور التقطها مصوّر متخصص في الأدلة الجنائية لـ10 آلاف جثة تعود لأشخاص ماتوا في معتقلات النظام.
======================
صنداي تايمز البريطانية: يمكننا أن نترك سوريا لشأنها إلا أنها لن تتركنا
بوابة المواطن الاستراتيجية
نشرت صحيفة "الصنداي تايمز" مقالًا بعنوان "يمكننا أن نترك سوريا لشأنها، إلا أنها لن تتركنا لوحدنا". وقالت الصحيفة إن " الضربة الجوية للطائرات البريطانية من دون طيار التي استهدفت المقاتلين البريطانيين في تنظيم "داعش" بسوريا والتي أعلن عنها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الأسبوع الماضي، تعتبر حدثًا هامًا". ورأت الصحيفة أن "هذه الضربة الجوية تؤكد أن "الحكومة البريطانية ليست قلقة فقط من خطر عودة المقاتلين البريطانيين الذين كانوا يقاتلون في صفوف تنظيم "داعش"  إلى أرض الوطن، بل من قيامهم بالتخطيط لشن هجمات قاتلة في بريطانيا من مدينة الرقة السورية". وتطرقت الصحيفة إلى ضرورة تأمين الحماية للنازحين السوريين في الدول المحيطة بسوريا، مشيرة إلى أن أحد المخيمات الأردنية تحتضن 600 ألف سوري، إلا أن هذه المخيمات أضحت بحاجة للمساعدة والعون. وأوضحت أن على الدول الغربية تأمين الحماية لهم على طول الحدود السورية وداخلها.
======================
ايرنست: استقبال 10 آلاف لاجئ سوري لا يزال أولوية
الخميس 12 أيار 2016   آخر تحديث 00:43
 
أوضح المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، ان "هدف استقبال 10 آلاف لاجئ سوري لا يزال أولوية"، رغم الأرقام التي تشير إلى تأخر السلطات الاميركية عن هدفها.
واستقبلت الولايات المتحدة 1736 لاجئا سوريا خلال الأشهر السبعة الأولى من السنة المالية التي بدأت في الأول من تشرين الأول الماضي وحتى نهاية الشهر الماضي، حسبما أظهرت الأرقام الأميركية.
======================
"آي": السوريون الذين احتجوا ضد الأسد اكتشفوا أن خروجهم من سوريا لم يجعلهم أكثر أمنا
النشرة الدولية
الخميس 12 أيار 2016   آخر تحديث 07:39
لفتت صحيفة "آي" البريطانية الى إن الحرب في سوريا والعراق دفعت بنحو 7.2 مليون سوري و300 ألف عراقي إلى منطقة غازي عنتاب التركية.
واوضحت انه يقضي الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي بشأن اللاجئين، أن تستقبل تركيا جميع اللاجئين الذي يعبرون بحر إيجه في اتجاه اليونان، ويقدم الاتحاد الأوروبي لأنقرة مقابل ذلك مليارات اليورو لخدمة اللاجئين ورعايتهم.
وأشارت إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رفض إصلاح القوانين المتعلقة بالإرهاب مقابل تعديل إجراءات التأشيرة.
وأضافت أن الناشطين السوريين الذين بدأوا الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد، تعرضوا لاعتداءات، وأنهم اكتشفوا أن خروجهم من سوريا لم يجعلهم أكثر أمنا.
======================
الحياة على “كف الموت”.. قصة “حاتم” طبيب حلب الشجاع
نشر في : الأربعاء 11 مايو 2016 - 11:26 م   |   آخر تحديث : الخميس 12 مايو 2016 - 01:13 ص
لوفيغارو- التقرير
يبذل رئيس مستشفى الأطفال في شرق حلب، الدكتور حاتم جهودا حثيثة ومذهلة لإنقاذ حياة وأرواح الأطفال من الغارات الجوية المتواصلة التي تشهدها حلب والحياة القاسية التي يعيشها سكانها.
وفي أواخر شهر نيسان/ أبريل الماضي، سافر الدكتور حاتم إلى تركيا لاجتياز اختبار اللغة الإنجليزية، واعدا صديقه المقرب، الدكتور وسيم محمد معاذ، الذي قامت صداقة قوية بينهما بسبب العمل والحرب في سوريا بالعودة سريعا.
وأعرب الدكتور حاتم عن أسفه وحزنه أنّ نار الحرب السورية قد سرقت منه رفيق دربه في النضال الإنساني، حيث أنهما كانا يمضيان أكثر من ست ساعات يوميا معا، باعتبار أن الدكتور وسيم كان المدير الطبي للمستشفى.
يقول الدكتور حاتم إن الدكتور وسيم كان ينتقل في الليل إلى مستشفى القدس في حلب بعد مباشرته لعمله في مستشفى الأطفال، لإسعاف حالات الطوارئ. مضيفا أنه عندما وصل إلى إسطنبول ليلة الأربعاء 27 نيسان/ أبريل، وصلته رسالة على هاتفه المحمول حوالي الساعة التاسعة ونصف ليلا، تعلمه بأن  مستشفى القدس يتعرض للقصف، وقد أصيب وسيم بجروحٍ بليغةٍ.
كان هذا الخبر صاعقا بالنسبة للدكتور حاتم الذي أكد أنّه شعر بأن الأرض تدور من حوله من شدة وطأة الخبر عليه. وأفاد أنه على الرغم من الهدنة السارية، إلا أنّ الطائرات الروسية والسورية سرقت منه صديقه، وقد أدت هذه الغارات يومها إلى مقتل حوالي خمسين شخصا آخرين.
وذكر الدكتور أيضا أنه يشعر بالذنب لأن صديقه لم يسمح له بالذهاب مكانه خلال هذا الامتحان، مشيرا أن صديقه كان أكثر خبرة منه في إضحاك الأطفال والتخفيف من معاناتهم. وأضاف أنه أصابته حالة من الذهول، وهو جالس في مقهى القسطنطينية عندما جاءه الخبر.
ويضيف الدكتور حاتم متحسرا، أن اسم وسيم سيُضاف إلى قائمة 730 طبيبا سوريا قتلوا خلال خمس سنوات من الحرب السورية، وتخضع حلب الشرقية لسيطرة القوات المعارضة المناهضة للأسد منذ عام 2012، وهذه المنطقة تمتلك بالكاد ما معدله 80 طبيبا لكل مئة وخمسين نسمة. وها هي الآن تخسر طبيبا آخر من أطباء الأطفال الذي تحتاجهم.
وأشار حاتم متنهدا “أنه دون وسيم، أصبحنا في الوقت الحالي خمسة أطباء أطفال فقط”، لكنّه أكد حرصه على العودة بسرعة من تركيا، للقيام واجبه الذي يناديه للحفاظ على مستقبل الأطفال الذي أصبح على المحك.
ويبلغ الدكتور حاتم من العمر 29 سنة على الرغم من الحكمة والنضج التي تبدو عليه. وهو رجل ذو وجه بشوش، ولحية خفيفة، كما لو أنه بطل من أبطال المسلسلات التلفزيونية.
ويقول الدكتور إنّه قرر أن يصبح طبيب أطفال لإنقاذ أطفال آخرين، عندما مرض أخاه الأصغر في عمر السنتين، وكان يعاني آنذاك من التهاب السحايا.
لم يتخيل الدكتور حاتم الذي ابتدأ مشواره المهني في مستشفى بمدينة حماة، أنه سيأتي يقتصر فيه عمله على معالجة بالأطفال من جروح الحرب المدمرة. وأضاف أنّه “أطفال حلب يعانون اليوم أسوأ الإصابات، بسبب الغارات الجوية، فضلا عن انتشار حالات التوحد والاضطرابات العصبية من هول الحرب السورية”.
وأضاف الدكتور”عندما استأنفت الغارات الجوية بعد وقف إطلاق النار في 22 نيسان/ أبريل الفارط، قبل أيام قليلة من الغارة القاتلة، عالجنا العديد من حالات الربو المزمنة بسبب المتفجرات، وكذلك حالات لأطفال لم يتجاوز عمرهم سنوات قليلة، تمّ انتشالهم من تحت الأنقاض وكان وضعهم يستوجب أحيانا بتر أطرافهم، وكنّا غالبا ما نقوم بإرسالهم لإجراء عملية جراحية في مستشفيات أخرى”.
وأوضح الدكتور حاتم أن المصابين بجروح خطيرة يُنقلون بصعوبة على متن سيارة إسعاف إلى تركيا. ومنذ أوائل شهر فبراير/ شباط قُطع الطريق الرئيسي إلى المركز الحدودي باب السلامة بالقرب من مدينة غازي عنتاب، بعد هجوم شنّه الجيش السوري بدعمٍ من القوات الجوية الروسية. ولم يبق إلا مسار واحد، أكثر خطورة،  في الطريق إلى باب الهوى.
ويضيف حاتم، أنه لتجنب الكمائن، كان على سائق سيارة الإسعاف أن يقود بسرعة تفوق مائتي ميلا في الساعة، مؤكدا أنه اعتاد على هذا المسار المحفوف بالمخاطر حتى إنه اضطر إلى إطلاق النار  بنفسه في بعض الحالات.
وذكر الدكتور أن التطويق الكلي لشرق حلب من قبل القوات الموالية لبشار المدعومة من روسيا وإيران، من شأنه أن يكون مأساويا لسكان المدينة. كما إن خسارة العديد من المعدات الجراحية والأدوية بسبب الحرب وتزايد عدد المصابين وعدم القدرة على تجديد المعدات قد يؤدي إلى كارثة كبيرة.
وأكّد الطبيب الشاب أنه “منذ بداية الحرب، واصلت الطائرات السورية تعمّد استهداف المستشفيات، وأشار إلى الهجوم الذي استهدف مستشفى القدس  والعديد من المراكز الصحية الأخرى. كما أنه في غضون خمس سنوات، غيّر مستشفى الأطفال ثلاث مرات موقعه، بدعم من جمعية الأطباء المستقلين، هروبا من الصواريخ. وهو الآن يعمل في الطابق الأرضي والسفلي في مبنى مطوق بأكياس الرمل من جميع الجهات. مشيرا إلى أنه في كل مرة يرمون فيها القنابل بطائراتهم، يقوم المستشفى بنقل حاضنات الأطفال إلى الطابق السفلي”.
وأفاد حاتم أن وطأة الحرب أنجبت جيلا من الأطفال الذين ولدوا في وضعٍ كارثي، والمستشفى أصبح بالنسبة لهم ملجأ وبيتا في نفس الوقت. وأضاف “أنه من المحزن أن أقول ذلك، ولكن لا أستطيع حتى أن أضمن لهم الأمن والسلام الكافي للمحافظة على حياتهم. فإذا كان القصف النظامي عشوائيا، فالغارات الروسية هي دقيقة للغاية ولا تخطئ الهدف أبدا”.
وبالنسبة لحاتم، “فإن الروس فعلوا نفس الشيء في الشيشان بهدف إبادة المعارضين، ولا يتوقفون عن القصف إلاّ لسبب ولا يستأنفون إلا لسبب آخر.  كما قال أيضا “أريد أن يعرف الأسد وبوتين شيئا واحدا، أن أطباء الأطفال هم آخر من سيُغادر حلب!”.
ويشير حاتم إلى أن هذه الحرب خلقت فيهم شجاعة غريبة وأصبحوا لا يخافون رصاص النظام منذ بداية ثورة 2011، فإذا كان المرء يعيش في مدينة حلب، يستيقظ وينام على دوي التفجيرات. في كثير من الأحيان حتى أنك لا تنام،  من كثرة الصواريخ، والبراميل المتفجرة! سيصبح الموت جزءا من حياتك اليومية. حتى إن السوريين أصبحوا لا يبكون عند تضميد جراح الأطفال  المشوهين بسبب القنابل.
وأكّد هذا الطبيب الشاب حاجتهم الماسة، إلى توظيف جيل جديد من المتخصصين والممرضات، لأن معظم الممرضات ليس لهم شهادات كفاءة، بل تمّ تدريبهم في غضون أشهرٍ من هذه الحرب.
وفي مواجهة اختبارات الحياة اليومية، تعتبر الصداقة حصنا ثمينا يحتمي به السوريون، كما قال الطبيب حاتم أنه أنشأ مع أطباء آخرين مجموعة على واتس أب يقومون فيها بتبادل الآراء وتقديم النصائح حول كيفية التعامل مع بعض الحالات وكيفية طمأنة الطفل، مشيرا إلى أن صديقه الدكتور وسيم هو من بادر بفكرة إنشاء هذه المجموعة.
كما أعرب حاتم عن أسفه لفقدان رفيق دربه الذي توفي في الخامسة والثالثين من عمره، والذي قضى وقتا جميلا معه في لعب كرة القدم، وهو ينظر إلى صورته في هاتفه المحمول مرتديا ثوبا أخضرا حاملا الكرة في يده. مضيفا أن وسيم حتى عندما كان يلعب الرياضة، كان يحمل زي العمل في حقيبته دائما، مستعدا للذهاب إلى المستشفى في أي حالة طارئة، حيث أن حياته كانت مكرسة للأطفال فقط.
ويوم الخميس، شقّ الدكتور حاتم طريقه إلى حلب. وعند وصوله، أراد أن يصلي عند قبر صديقه، قبل أن يذهب إلى مستشفى الأطفال. حيث أن شقته لم تكن بعيدة عن مستشفى القدس، لكنها تضررت من جرّائه. ورغم ذلك خاطر بالنوم في المستشفى، مثلما كان يفعل صديقه الدكتور وسيم.
وفي الختام، يطلب “مستشفى الرجاء” في حلب المساعدة للحصول على جهاز مسح ضوئي مستخدم، ويدير هذا المستشفى الأستاذ قطي، الذي يعمل جاهدا مع فريقه للترحيب ولرعاية بجميع المرضى والجرحى دون تمييز. ويعتبر هذا الجهاز ضروريا جدا لعلاج العديد من المرضى والجرحى بشكل فعالٍ.
======================
فورين أفيرز :كيف فشل القانون الدولي في سوريا؟
نشر في : الخميس 12 مايو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 11 مايو 2016 - 09:19 م
فورين أفيرز – إيوان24
البحث عن أو توفير الرعاية الصحية يجب ألّا يكون حكم إعدام”، هكذا أكّد جوان ليو، رئيس منظمة أطباء بلا حدود، خلال كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن الدولي في الثالث من مايو الحالي. قبل أيام قليلة، قصفت طائرات النظام السوري مستشفى القدس في مدينة حلب مما أسفر عن مقتل آخر طبيب أطفال بالمدينة، وبعد ذلك قصفت مستشفى للولادة. صوّت مجلس الأمن بالإجماع لصالح قرار يطالب بفرض حماية مشددة على العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى والمستشفيات. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: “في كثير من الأحيان، لا يتم الاعتداء على المنشآت الصحية والعاملين في المجال الطبي بمعزل عن تداعيات المعركة، بل يكون الهدف المنشود للمقاتلين. وهذا أمر شائن وغير مبرّر”.
الاستهداف المتعمّد للمستشفيات والطواقم الطبية لا يقتصر على الحرب السورية. لقد تمّ قصف المستشفيات في الحروب في اليمن، وجنوب السودان، وسري لانكا كذلك. في الواقع، إنّها مشكلة خطيرة لدرجة أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أطلقت مشروعًا جديدًا يسمى “الرعاية الصحية في خطر” لرفع الوعي بهذه المشكلة النظامية.
ولكن الوضع في سوريا، في بعض النواحي، لم يسبق له مثيل. وفقًا لمنظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، وهي مؤسسة حقوقية في الولايات المتحدة، فإنَّ “حجم ووحشية الهجمات على المنشآت الطبية السورية والمهنيين الصحيين غير مسبوقة” في تاريخها من الهجمات الموثّقة على منشآت الرعاية الطبية طوال 30 عامًا. وقال مايكل فان روين، مدير المبادرة الإنسانية في جامعة هارفارد، إنَّ “سوريا اليوم هي أبرز وأسوء مثال” على الاتجاه المتزايد للهجمات المتعمدة على مؤسسات الرعاية الصحية. لقد أصبح الوضع مأساويًا لدرجة أن منظمات المهن الطبية والمنظمات غير الحكومية هناك أُجبروا على تقديم الرعاية في أماكن غير متوقعة على الإطلاق، بما في ذلك المصانع والكهوف، وأقفاص الدجاج.
حالات الوفاة الفورية والإصابات الناجمة عن الهجمات على المستشفيات هي مأساة حقيقية. ولكن الآثار على المدى الطويل قد تكون أكثر تدميرًا، والرعاية الروتينية للأمراض التي يمكن التحكم بها لن تصبح متوفرة. وبالتالي، لا عجب أن استهداف البنية التحتية الطبية هي جريمة حرب بموجب القانون الإنساني الدولي.
والسؤال هنا: لماذا لا تزال يزال القانون الدولي يتحمل العبء الأكبر من العنف؟ بغض النظر عن العديد من العوامل الأخرى ذات الصلة بالصراع المعني، فإنَّ القانون الإنساني الدولي في حد ذاته قد يلعب دورًا كبيرًا في ذلك. في الواقع، الرعاية الطبية أثناء النزاع ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتاريخ القانون الإنساني الدولي. هنري دونان مؤسس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تأثر للغاية بمحنة الجنود الجرحى الذين أطلقوا حركة لوضع قوانين دولية لحمايتهم. وسرعان ما تمّ توسيع قائمة الأشخاص المحميين لتشمل المهنيين والمستشفيات الطبية وتوفير الرعاية المحايدة لجميع الجرحى من المقاتلين والمدنيين.
لكنَّ نظام الحماية لا يزال غامضًا بشأن بعض المفاهيم الأساسية. على سبيل المثال، فإنَّ القانون ليس واضحًا تمامًا فيما يتعلق بالقواعد التي تجعل الوحدات الطبية المؤهلة تحصل على الحماية التي يوفرها. ووفقًا للبروتوكول الإضافي الثاني الملحق باتفاقيات جنيف، يجب حماية الوحدات الطبية “ما لم يتم استخدامها للقيام بأعمال تضر بالعدو، خارج مهمتها الإنسانية”. ولكن كما لاحظت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فإنَّ “القانون الدولي الإنساني لا يعرّف مفهوم “الأعمال الضارة بالعدو،” ولا العواقب الدقيقة لفقدان الحماية أو متى يستمر هذا الوضع. “على سبيل المثال، إذا كان المستشفى لا يشارك في” أفعال ضارة بالعدو، “هل يتحول تلقائيًا إلى هدف عسكري مشروع أم يبقى مؤسسة مدنية؟
البروتوكول الإضافي الأول، الذي ينظّم النزاعات الدولية المسلّح، يوفر بعض المساعدات من خلال إدراج الأنشطة التي تزيل مثل هذه الحماية، بما في ذلك أفراد تسليح للدفاع عن أنفسهم، والحفاظ على الحرّاس، وعلاج أفراد القوات المسلّحة أو المقاتلين الآخرين. ولكن البروتوكول الثاني الإضافي، الذي يحكم النزاعات المسلّحة غير الدولية، مثل الصراع في سوريا، لا لا يحتوي على مثل هذه الأحكام.
هذه اللغة الغامضة لا تغذي الألعاب الفكرية الأكاديمية فحسب؛ بل إن لها عواقب وخيمة. على سبيل المثال، بعد الهجوم على مستشفى القدس، أصدر النظام السوري بيانًا يجادل بأنَّ “أجزاء كبيرة من الشرق تقع تحت سيطرة المتمردين الجهاديين، من بينهم جبهة النصرة … ولذلك تعتبر المستشفيات الخاضعة لسيطرتها أهدافًا مشروعة “. وهذا الموقف يتفق مع المرسوم الذي أصدره النظام في الأيام الأولى للصراع، والذي يجرّم توفير الرعاية الطبية في المناطق التي تسيطر عليها تلك الجماعات التي يعتبرها إرهابية.
وفي تقرير نُشر عام 2015، أشار الباحثون القانونيون داستن لويس، وناز ك مديرزاده، وغابرييلا بلوم أنَّ سياسة الأمم المتحدة لا تسمح بتقديم الرعاية الطبية لأعضاء تنظيم القاعدة، على الرغم من أن القانون يدعو للنزاهة الطبية: “هذه المراجع تشير إلى أن لجنة العقوبات، وبالتالي، الهيئة المشرفة عليها، مجلس الأمن نفسه، تعتبر الرعاية الطبية والمستلزمات الطبية كشكل من أشكال الدعم غير المسموح به لتنظيم القاعدة والمرتبطين به.”
ما الذي يمكن القيام به بعيدًا عن إنهاء الصراع، أو على الأقل، خلق مناطق إنسانية آمنة؟ المجتمع الدولي لديه عدد قليل من الخيارات. إنّه بحاجة إلى الاستمرار بقوة في إدانة هذه الأعمال، وقد فعلت ذلك الأمم المتحدة وعدد من الدول والمنظمات غير الحكومية بعد حملات القصف الأخيرة على المستشفيات والطواقم الطبية في سوريا. وعلى الرغم من أن المجموعات الرئيسية التي تعمل على هذه القضية أعلنت عن رأيها، أعرب ليو وبيتر موير، رئيس اللجنة الدولية، عن قلقهما إزاء ما يعتبرانه الطبيعي الجديد، وقال: “ثمة حالة خطيرة من الرضا تظهر حيث بدأ اعتبار مثل هذه الهجمات بأنها القاعدة وليست الاستثناء.” إنّهما جزء من نسيج الصراعات المسلّحة اليوم حيث يتمّ اعتبار استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية … والمرافق الصحية على أنها “لعبة عادلة”. وقد أشارا إلى أنّه ما بين عاميّ 2012 و2014 وثّقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر 2400 هجمة ضد منشآت الرعاية الصحية في 11 دولة فقط. ولم يكن هناك أي رد فعل من الأمم المتحدة. وقد اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة لأول مرة في عام 2014 بشدة الهجمات ضد المؤسسات الطبية والموظفين التي تحدث في الصراعات حول العالم. لكن أن تأتي متأخرًا خير من ألّا تأتي مطلقًا. الصمت أمام انتهاك المعايير ليس فقط يضعف هذه المعايير، ولكن يخلق مساحة لانتهاكات جديدة، ربما تكون أكثر خطورة.
يتعيّن على المجتمع الدولي عقد أولئك الذين ينتهكون القوانين والأعراف للمساءلة. منظمة أطباء بلا حدود انسحبت في الآونة الأخيرة من قمة الإنسانية العالمية، التي وصفتها بأنها “ورقة التوت التي تخفي العورات تحت ستار من النوايا الحسنة،” لأنه لم يكن لديها خطة حقيقية للتعامل مع المخالفين للقانون الإنساني الدولي سواء من الجهات الحكومية أو غير الحكومية. الإدانات، في حين أنها مهمة وضرورية، لكن لا يمكنها الحفاظ على نظام الحماية.
يجب أن يوضح المجتمع الدولي النقاط الغامضة في القانون لمنع الجناة المحتملين من إخفاء جرائمهم تحت عباءة الشرعية. النظام القانوني الذي ينظّم النزاعات المسلّحة غير الدولية يحتاج اهتمامًا خاصًا؛ فهو أقل تطورًا من النظام الذي ينظّم النزاعات المسلّحة الدولية. ويرجع هذا جزئيًا إلى أنَّ السيادة أخذت محل حماية المدنيين في الصراعات الداخلية.
العلماء والممارسون بحاجة إلى تكريس مزيد من الوقت لبحث انتهاكات القانون الإنساني الدولي. ووفقًا لليونارد روبنشتاين، من مدرسة جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة، وميلاني بيتل، من معهد الولايات المتحدة للسلام، “لا توجد تقارير بصورة منتظمة عن الاعتداءات على المنشآت الطبية في النزاعات المسلّحة، ولم يتم إجراء مراجعة شاملة لتلك المشكلة في السنوات الأخيرة.” دون تقدير ما يحدث على أرض الواقع، لن يستطيع المراقبون فهم حجم وأسباب جرائم الحرب. هذا النوع من البحوث يمكن أن يساعد في تحديد أفضل السُبل لتحسين القانون الإنساني الدولي. كما أنَّ الجهود المبذولة على غرار حملة “الرعاية الصحية في خطر ” التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر هي خطوة ضرورية في الاتجاه الصحيح، ولكن هناك الكثير مما ينبغي القيام به.
لا يمكن المبالغة بشأن أهمية حماية المرافق الطبية والموظفين. طبيب أطفال السوري محمد وسيم معاذ، الذي بقى في منطقة الصراع لتقديم رعاية صحية منقذة للحياة، كان ينبغي حمايته. موته، وغيره من جرائم الحرب المشابهة في جميع أنحاء العالم، سيكون لها عواقب وخيمة. القيام بأعمال مجدية في سوريا الآن يمكن أن يرسل إشارة قوية إلى الجناة في مناطق الصراع الأخرى. كما قال موير: “الهجوم على مستشفى، وتهديد الأطباء، وإجبار الممرضات على تقديم معاملة تفضيلية للمقاتلين المسلّحين، واختطاف سيارات الإسعاف، واستخدام المرضى كدروع بشرية، كل هذه الجرائم ليست أضرار جانبية. هذه ليست حقائق محزنة علينا أن نعتاد عليها. إنها أعمال بغيضة يجب محاربتها واتجاهات يجب التراجع عنها”. لقد حان الوقت أن يلبي العالم هذا النداء.
======================
وور أون ذا روكس  :استراتجية تنظيم القاعدة لحكم سوريا: التغلغل في نسيج المجتمع السوري
نشر في : الخميس 12 مايو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 11 مايو 2016 - 08:55 م
وور أون ذا روكس – إيوان24
دخلت جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة سوريا في أواخر العام 2011. وبحلول منتصف عام 2014، تحولت جبهة النصرة من قوة متوسطة الحجم يعصف بها الصراع مع الجماعات المسلحة الأكثر قوة إلى واحدة من الجماعات القليلة المتبقية من اللاعبين الرئيسيين في شمال سوريا. وخلال سنواتها الأولى، كان التركيز الرئيسي والوحيد للجماعة هو تنفيذ العمليات العسكرية ضد النظام السوري. ونادرا ما تدخلت في الشؤون المدنية والحكم المحلي. ومع ذلك، منذ شهر يوليو عام 2014، عملت جبهة النصرة عمدا على استخدام قوتها الميدانية لفرض نفسها كقوة ثورية رئيسية، مع التلميح تدريجيا إلى أدوار في الحكم بهدف تنفيذ الرؤية السياسية لتنظيم القاعدة في سوريا.
وعلى عكس تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، الذي يعتمد على التخويف ومستويات مروعة من العنف من أجل حكم السكان المحليين في المناطق التي يسيطر عليها ولتسويق نفسه بين الجهاديين العالميين، تستخدم جبهة النصرة نهج الإقناع والتغيير التدريجي لزيادة نفوذها وسيطرتها. وقد تشكلت هذه الاستراتيجية بوضوح بفعل التجارب الفاشلة لتنظيم القاعدة في الماضي في إقامة قاعدة دعم شعبي في العراق. وكانت هزيمة الدولة الإسلامية في العراق في العام 2007 يرجع إلى حد كبير إلى فشلها في الحفاظ على علاقات جيدة مع المتمردين العراقيين القوميين ووكلاء السلطة المحلية. وعلى النقيض من ذلك، سمح النهج التدريجي لجبهة النصرة بتوطيد نفسها في المجتمع السوري، وتقديم مشروعها باعتباره أحد البدائل القليلة المتبقية القابلة للحياة للشعب السوري، مما يجعل سيناريو حكم سوريا من قبل تنظيم القاعدة الآن أمرا أكثر قبولا من أي وقت مضى.
وقد بدأت جبهة النصرة بالانخراط مع قوات المعارضة، ثم انتقلت تدريجيا إلى الهيمنة على القوى الثورية سواء المدنية أو العسكرية. وقد استخدمت هذا الأسلوب في جميع أنحاء سوريا. وعلى عكس تنظيم الدولة الإسلامية، يُعرف منطق سيطرة جبهة النصرة بالسعي إلى تحقيق هيمنة عسكرية وسياسية فضفاضة، بدلا من إحكام السيطرة الكاملة، على الرغم من أن هذه الأخيرة هي الهدف المقصود على المدى الطويل. وتختار الجماعة بعناية المكان والزمان اللذين تؤكد فيهما على سلطتها في الحفاظ على توازن دقيق بين أهدافها طويلة الأجل -السيطرة الكاملة وإقامة إمارة إسلامية في سوريا- وبين الحاجة إلى استرضاء القوى الثورية والسكان المحليين. وعلى سبيل المثال، تمتنع جبهة النصرة في كثير من الأحيان عند دخول أراضي جديدة عن فرض سيطرتها على السكان أو مؤسسات الحكم. وبدلا من ذلك، تتقاسم في البداية السلطة مع الجماعات القوية بالفعل على الأرض، حتى لو كانت جماعات علمانية تعارض رؤية جبهة النصرة في سوريا. وتستخدم جبهة النصرة هذا النهج من أجل منع حدوث رفض مفاجئ من قبل السكان المحليين مما قد يؤدي إلى اندلاع مواجهة شاملة مع جماعات المعارضة المسلحة، بالإضافة إلى ترسيخ وجودها في المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة. ولكن تشارك السيطرة لا يعزز بالضرورة الاتفاق بين النصرة وبين غيرها من الجماعات. بل هو تكتيك لتأخير المواجهة حتى تمتلك جبهة النصرة الوسائل العسكرية والسياسية للاستغناء عن حلفائها المؤقتين أو التخلص منهم أو استيعابهم داخل الجماعة.
ويتفق هذا النهج التدريجي مع استراتيجية جبهة النصرة لكسب الدعم الشعبي الحقيقي لتنفيذ مشروعها السياسي على المدى الطويل. وكسب تأييد الشعب السوري هو قلب استراتيجية جبهة النصرة في سوريا. وهي تعتمد على نهج مقنع لنشر نفوذها، وأيديولوجيتها، وسيطرتها في نهاية المطاف. وتستخدم جبهة النصرة هذا النهج التدريجي من أجل تنفيذ أجندة إصلاح اجتماعي، باستخدام أساليب معتدلة للحصول على الدعم المحلي لرؤيتها طويلة المدى في سوريا. وهذا غالبا ما يعني البدء من الدعوة التي كثيرا ما تنشرها جبهة النصرة من خلال منشوراتها، وفعالياتها العامة، والتعاملات اليومية مع غير المنتمين إليها. وغالبا ما تطلق سلسلة من حملات الدعوة الواسعة التي يقودها رجال الدين والمقاتلين من المحليين والأجانب. ويتم استخدام هذه الحملات كأداة للتجنيد وكمنصة لتعزيز المشروع السياسي. وبخلاف الفعاليات العامة الكبرى، ترسل جبهة النصرة الرجال إلى زوايا الشوارع والأسواق لنشر أيديولوجيتها، وتقدم دورات في الشريعة، وترسل قوافل دعوية متنقلة إلى المناطق الريفية، وتوزع الكتيبات والمنشورات المتنوعة، وتستبدل ائمة المساجد برجال أكثر تعاطفا مع أفكار الجماعة، وتنظم مسابقات للأطفال المحليينلاختبارهم في علوم القرآن والنصوص الإسلامية الأخرى والتاريخ. ولا تقتصر هذه الجهود على المناطق التي توجد فيها جبهة النصرة. فبحسب بعض النشطاء الذين قابلهم المؤلف، ترسل جبهة النصرة قوافل دعوية إلى الأماكن الأخرى من سوريا.
ويسيطر الجيش السوري الحر، وأحرار الشام على أجزاء من سوريا، ويقومون بضم الأفراد والفصائل المسلحة الأخرى لصفوفهم، كما فعلوا في حي البارح وإدلب. وعلاوة على ذلك، تعطي جبهة النصرة الأولوية على نحو متزايد لإحكام سيطرتها على المؤسسات التي من خلالها سوف تؤثر وتسيطر بشكل غير مباشر على المجتمع السوري. وتتراوح هذه المؤسسات بين المحاكم الشرعية ومجالس الشورى والتحالفات العسكرية للجان الشريعة. وتعتبر المحاكم الشرعية أحد أبرز أدوات جبهة النصرة. وعلى عكس الجماعات المسلحة الأخرى، تعمل جبهة النصرة دائما على التأكد من أن المحاكم الشرعية التابعة لها مهنية وفعالة، وتوفر لها قوة أمنية تنفيذية لتطبيق أحكامها. ونتيجة لذلك، يتم تفضيل المحاكم التابعة لجبهة النصرة مقارنة بمحاكم المنافسين التي تعرف بعدم فعاليتها وانحيازها وعدم قدرتها على تنفيذ أحكامها. وتراجع مجلس القضاء الحر ما هو إلا مثال على ذلك. وفي عدة مناطق في إدلب، أشارت المقابلات التي أجريتها مع السكان والنشطاء إلى أن الناس تثق وبالتالي تفضل المحاكم الشرعية التابعة لجبهة النصرة. وأخبرني محام من محافظة إدلب قوله  “إذا كانت هناك محكمة لا يمكنها فرض تنفيذ أحكامها، فلا يمكن أن يثق بها أو يلجأ إليها أحد”. وأضاف أن المحاكم العلمانية التابعة لجماعات الجيش السوري الحر موجودة بالفعل، ولكن نظرا لعدم قدرتها على تنفيذ أحكامها، يلجأ عدد قليل من السكان المحليين إلى تلك المحاكم.
وتمنح السيطرة على النظام القضائي جبهة النصرة تأثيرا قويا داخل المجتمعات. حيث تمكنها أولا من إصدار الأحكام والقضاء بين الناس وفقا لتفسيرها الخاص للشريعة وهو تفسير سلفي متشدد. وهذا بدوره يؤدي إلى نمذجة المعايير الاجتماعية ويضغط على المجتمعات من أجل التوافق مع تعاليم جبهة  النصرة فائقة المحافظة. ثانيا، في بعض الحالات، تمنح سيطرة جبهة النصرة على النظام القضائي الجماعة فرصة حيازة العمليات والوثائق المهمة مثل عقود الزواج، والملكية، وعقود البيع. وفي كثير من الحالات، نجحت محاكم جبهة النصرة في الاستيلاء على الممتلكات الخاصة والعامة. وتتغلغل جبهة النصرة ببطئ داخل قطاع كبير من السكان بسبب امتلاك الوثائق الأساسية لإثبات النسب، وملكية الأراضي، والزواج، وغيرها من مسائل قانون الأحوال الشخصية. وفي حين أنها تتغلغل داخل نسيج المجتمع السوري، تستطيع الجماعة بذلك التأثير على المعايير الاجتماعية للشعب السوري.
كما تعتمد استراتيجية جبهة النصرة لتكييف البيئة على التوافق مع حكمها في المستقبل والاستئثار بالسلطة في نهاية المطاف أيضا على تصفية جماعات المجتمع المدني، ومؤسسات الحكم المحلي، والجماعات المسلحة ذات التطلعات الديمقراطية، واستبدالها بمؤسساتها الخاصة. ومنذ شهر يوليو 2014، قامت جبهة النصرة بتهجير ومضايقة وسجن العشرات من نشطاء المجتمع المدني. وفي كل الحالات تقريبا، تستخدم جبهة النصرة المحاكم والسلطات الحاكمة لتقييد أنشطة الجهات الفاعلة في المجتمع المدني. وتحتاج منظمات الإغاثة المحلية ومنظمات المجتمع المدني إلى الحصول على موافقة خطية من مجلس الشورى (الذي تسيطر عليه جبهة النصرة) قبل الشروع في أي عمل. وغالبا ما تمنع هذه القيود تلك المنظمات من العمل في المناطق التي تسيطر عليها جبهة  النصرة، وخصوصا عندما تطلب الجماعة  من نشطاء المجتمع المدني الكشف عن أسماء الجهات المانحة وأهداف العمل الخاصة بهم. ونتيجة لذلك، يتم رفض الأنشطة التي تعزز القيم الديمقراطية والحكم المدني، وحقوق الإنسان، مما يزيد من قدرة جبهة  النصرة على تشكيل المجتمعات المحلية.
وعلاوة على ذلك، استولت جبهة النصرة أيضا على العديد من المجالس المحلية – وهي منظمات مجتمعية توفر الخدمة ويتم تمويلها غالبا من قبل منظمات المساعدات الدولية- لفرض سلطتها عليهم، ولكن دون تحقيق نجاح يذكر. والعامل الرئيسي وراء فشل جبهة النصرة في هذا المجال هو عدم قدرتها على توفير الخدمات التي تقدمها هذه المجالس وكذلك معارضة أحرار الشام لنزعات جبهة النصرة التوسعية. وفي مقابلة أجريتها، على سبيل المثال، مع ناشط مدني في مدينة سراقب، قال إن جبهة النصرة حاولت تثبيت أشخاص تابعين لها في المجلس المحلي، لكنها فشلت بعد قيام احتجاجات شعبية من قبل السكان المحليين بدعم من أحرار الشام. وقد حاولت جبهة النصرة أيضا أن تفعل نفس الشيء في سلقين وكفر نبل، ولكنها فشلت بعد تدخل أحرار الشام. ومع ذلك، إذا لم تتدخل أحرار الشام في المستقبل، فلن يكون هناك الكثير من الأمور التي يمكن أن تقدمها هذه المجالس ومجتمعاتها من أجل إحياء المشروع السياسي لجبهة النصرة في سوريا.
ومع ذلك، تسعى جبهة النصرة قبل حل هذه المجالس إلى تقديم منظمات بديلة للسكان المحليين لتحل محل المنظمات التي ستهجم عليها. وقد ظهرت العديد من المنظمات التعليمية والخدمية والدينية التابعة لجبهة النصرة في محافظة إدلب بعد صعود جبهة النصرة في العام 2014. وتقدم جبهة النصرة الخدمات الأساسية للمجتمعات التي توجد فيها كبديل لهذه المجالس المنتخبة. وفي الشمال، أنشأت جبهة النصرة منظمة خدمية خاصة بها ،الإدارة العامة للخدمات، على الرغم من أنها لم تكن قادرة على توفير الحد الأدنى من الخدمات الأساسية في جميع المناطق التي توجد فيها. وتوفر الإدارة العامة للخدمات المياه والكهرباء في عدة مجتمعات محلية في محافظات حلب وإدلب وحماة. كما تدعم جبهة النصرة المخابز المحلية في بعض المناطق، وتسيطر على أسعار السوق من خلال المحاكم والشرطة الإسلامية.
وعلى الرغم من أن خدمات جبهة النصرة  تبقى ذات كثافة منخفضة وموارد محدودة، إلا أنه من المرجح أن تحل الإدارة العامة للخدمات محل المجالس المحلية لتقديم نفسها للشعب السوري على أنها بديل عملي للمعارضة العلمانية.
كما هاجمت جبهة النصرة العديد من الجماعات المسلحة التابعة للجيش السوري الحر استنادا إلى مجموعة متنوعة من المبررات (ذات الشرعية المتفاوتة) تتراوح بين الفساد و النزاعات المحلية. وكانت جبهة ثوار سوريا بقيادة جمال معروف أحد أولى الجماعات التي استهدفتها جبهة النصرة، وهي جماعة معروفة في محافظة إدلب. وتستخدم جبهة النصرة الفساد الموجود داخل صفوف جبهة ثوار سوريا كذريعة لإعلان الحرب عليها. ولكن الأسباب الحقيقية وراء عدوان جبهة النصرة تتجاوز مجرد عمليات تهريب النفط التي يقوم بها بعض المنتمين لجبهة ثوار سوريا. أولا، ترغب جبهة النصرة في التوسع والاستيلاء على عمليات التهريب المربحة التي تسيطر عليها جبهة ثوار سوريا. وكانت أسهل طريقة ويمكن القول بأنها الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك في الوقت الحالي هي الاستيلاء على أراضي جبهة ثوار سوريا. ثانيا، تشكل علاقات جبهة ثوار سوريا مع الولايات المتحدة تهديدا استراتيجيا لوجود جبهة النصرة في سوريا. وتتضمن قائمة الجماعات التابعة للجيش السوري الحر التي تستهدفها جبهة النصرة مجموعات عديدة من بينها جبهة الحق وكتائب أبي العلمين والكتيبة 30 ولواء الأنصار والكتيبة 13، وكلها جماعات مسلحة تابعة للجيش السوري الحر، وبعضها جماعات مدعومة من قبل الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من الاعتراض الشعبي الواضح ضد حملة جبهة النصرة على الجماعات التابعة للجيش السوري الحر، إلا انها تمكنت من تجاوز الأمر نسبيا دون خسائر. وفي العام الماضي، اندلعت عدة احتجاجات شعبية ضد جبهة النصرة في محافظات حلب وإدلب. وعلى عكس تنظيم الدولة الإسلامية، ردت جبهة النصرة على هذه الاحتجاجات بضبط النفس. وعلى الرغم من أنها استخدمت القوة لتفريق بعض هذه الاحتجاجات، إلا أنها امتنعت عن استخدام العنف المفرط. وبدلا من ذلك، عملت جبهة النصرة على انتظار خمود تلك الاحتجاجات، أو نظمت احتجاجات مضادة خاصة بها، وأحيانا كانت تتسلل بشكل سلمي براياتها ومتظاهريها إلى الاحتجاجات المنافسة.
وكان تصفية هذه الجماعات قرارا استراتيجيا لزيادة نفوذ جبهة النصرة وتهيئة الشمال لحكم جبهة النصرة في نهاية المطاف. وحتى الآن، لازال هناك العديد من الجماعات التابعة للجيش السوري الحر تعمل في مجال نفوذ جبهة النصرة، ولكنها لا تشكل تهديدا استراتيجيا لوجودها. وينطبق هذا بشكل خاص على محافظات إدلب وحماة، حيث تقاتل جماعات مثل فرسان الحق وجبهة ثوار سراقب النظام جنبا إلى جنب مع جبهة النصرة، على الرغم من تلقي الأخيرة المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة. ومع ذلك، إذا واصلت جبهة النصرة سياساتها، فلن يكتب لهذه الجماعات البقاء، ومن المرجح أن يتم حلها وأن تترك ثورتها لتختطفها جبهة النصرة.
وعلى الرغم من أن البعض يقول إن جبهة النصرة “سوف تواصل بالتأكيد خططها وتقيم إمارة إسلامية في إدلب بحلول نهاية العام 2016،” إلا أنه لن يكون من الحكمة أن نتوقع مثل هذا الجدول الزمني الحاد: حيث تشارك النصرة سيطرتها مع الجماعات الاسلامية القوية المسلحة ،أحرار الشام على وجه التحديد، التي تتعارض أهدافها السياسية مع أهداف جبهة النصرة. ومن المؤكد تقريبا أن ترفض أحرار الشام مثل هذه الخطوة ومن المرجح أن تعمل على وقفها. وكونها جهة براجماتية، تدرك جبهة النصرة عدم قدرتها في هذا الوقت على تصفية أحرار الشام دون أن تعرض بقائها في سوريا للخطر. ومن أجل أن تتحرك جبهة النصرة ضد مثل هذا المنافس القوي ، فلابد من إحداث تغيير جوهري في ميزان القوى في محافظة إدلب، وهو تغيير من غير المرجح أن يحدث في سبعة أشهر.
ومع ذلك، فإن توسع جبهة النصرة التدريجي والثابت إلى حد كبير لا يتراجع ​​بأي شكل من الأشكال المؤثرة. ويواصل مقاتلوها المدربون جيدا الفوز في المعارك، ويلعبون دورا مهما في مكافحة النظام السوري وحلفائه، وهي لازالت الأولوية الرئيسية لكثير من السوريين المؤيدين للمعارضة. وتسمح المحاكم التابعة للنصرة وسيطرتها على مجالس الشورى بتشكيل المجتمع السوري وفقا لتأويلها الخاص للإسلام وتنفيذ رؤية تنظيم القاعدة في سوريا. وقد وطدت نفسها بحيث لا يمكن لأي قوة كبرى في الشمال أن تتحرك ضدها ،سواء كانت أحرار الشام أو غيرها من الجماعات الإسلامية المسلحة الأخرى، دون أن تعرض موقفها العسكري للخطر بشدة. وبدون حدوث تغيير كبير، مثل حدوث تحول في سياسة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تجاه مهاجمة تنظيم القاعدة في سوريا، أو تغيير في موقف أحرار الشام الحالي تجاه جبهة النصرة، فمن الممكن أن نرى تنظيم القاعدة يحكم أجزاء من البلاد في المستقبل القريب، بما ينهي كل الآمال من أجل سوريا ديمقراطية.
======================
ذا ناشيونال :الدروس المستفادة من حصار سراييفو للأزمة السورية اليوم
نشر في : الخميس 12 مايو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الخميس 12 مايو 2016 - 02:29 ص
ذا ناشيونال – إيوان24
قبل عشرين عامًا، انتهى حصار سراييفو. كان هذا الحصار جزءًا من الحروب المختلفة التي ضربت منطقة البلقان لسنوات عديدة بعد عام 1991. ولكن يُنظر إلى نهاية هذا الحصار على أنها لحظة محورية في تفكّك يوغوسلافيا. وسط الصراعات المختلفة والمنازعات السياسية – وعلى خلفية تاريخ البلقان المعقدة للغاية – كان من السهل فهم طبيعة الحصار.
بعد مرور عقدين من الزمن، ثمة حصار آخر على وشك أن يبدأ. الهدنة في سوريا، أول توقف كبير في السنوات الخمس الماضية، ما زالت مستمرة. ومن المغري أن نرى في طياتها بذور نهاية الصراع، لكنَّ مصير أكبر مدينة في البلاد، حلب، لا يزال غير معروف حتى الآن. ومع قطع خطوط إمداد الجماعات المعارضة، فإنَّ نظام بشار الأسد على وشك السيطرة على المدينة بأكملها. كيف تعتزم الهدنة التأكيد على أنَّ السيطرة ليست واضحة، بينما يشعر السوريون داخل المدينة بالخوف إما من الموت جوعًا أو من البراميل المتفجرة. ولذلك، قد يدشن حصار حلب لأسوأ مرحلة في هذه الحرب.
ومثل أهمية حلب لسوريا، كانت سراييفو أكبر مدينة في البوسنة. في عام 1992، سعت القوات الصربية إلى اجتزاء بعض الأراضي البوسنية وضمها للدولة الصربية، ومن ثمّ حوصرت المدينة. ولمدة أربع سنوات عاش سكّانها خوفًا من القناصة وتحت قصف مستمر بلا هوادة. لكن بعد توقيع اتفاق دايتون في نهاية عام 1995 انتهى الحصار الذي استمر لفترة أطول من حصار لينينغراد، وهو الحصار الأسوأ أثناء الحرب العالمية الثانية.
الجدير بالتحري هنا هو كيف انتهى حصار سراييفو وما هي الدروس المستفادة منه لسوريا اليوم. إنَّ الذين يرون أوجه الشبه بين اتفاق دايتون وعملية جنيف يشيرون إلى أن اتفاق دايتون جمع بين العديد من اللاعبين الأكثر أهمية في الحرب، وكان مدعومًا من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي وغيرهم. تنتشر الحُجة نفسها اليوم عن إدراج مختلف الأطراف الفاعلة في الصراع السوري، وتفضيل قيمة الدبلوماسية على العمل العسكري.
هذا صحيح، ولكن المقارنة تتجاهل عنصرًا أساسيًا؛ وهو أنّه لم يكن التعب من الحرب هو الذي أنهى حصار سراييفو وجلب الأطراف إلى طاولة المفاوضات، بل كان استخدام القوة العسكرية. لقد أثبتت تفجيرات حلف شمال الأطلسي في عام 1995 للقيادة الصربية أن أوروبا مستعدة لاستخدام القوة، وبدونها لما تمّ اتفاق دايتون في ديسمبر/ كانون الأول عام 1995.
وفي ضوء ذلك، يشبه تورط الروس في سوريا بشكل وثيق دور حلف شمال الأطلسي في يوغوسلافيا. من خلال إظهار أن نظام الأسد لا يمكن أن يُهزم بالسلاح، جعلت روسيا عملية السلام – أيًا كان تعريفها –  عملية محتملة، حتى لو أنَّ النتيجة النهائية لن تكون على هوى العرب ولا الغرب ولا حتى معظم السوريين.
ثمة اختلاف جوهري آخر؛ وهو الإرادة السياسية. بعد أن أصبح بيل كلينتون رئيسًا للولايات المتحدة في عام 1992، شارك في الحرب بعد مذبحة سربرنيتشا. وبدون ضغط الولايات المتحدة للتوصل إلى حلّ واستعدادها لاستخدام القوة لتحقيق تلك الغاية، لكان من غير المحتمل انتهاء هذه الحرب. ولذلك، فإنَّ التناقض مع دور الولايات المتحدة الحالي في سوريا واضح للغاية.
ولكن هناك اختلافات أخرى تشير إلى أن حصار حلب سيكون أسوأ مما كان عليه في سراييفو. والشيء الرئيسي هنا هو أنه في حين تمّ احتواء الحروب المختلفة في يوغوسلافيا داخل جغرافيا منطقة البلقان، إلّا أنه لم يتم احتواء الحرب في سوريا. وإذا وقعت حلب تحت حصار طويل، أو اعتداء خطير على الأجزاء التي يسيطر عليها الثوار في المدينة، لن يكون هناك أي طريقة لوقف تدفق المزيد من اللاجئين إلى دول الشرق الأوسط وأوروبا.
وعلاوة على ذلك، ليس هناك في سوريا اليوم أي خطة واضحة من المعارضة لوضع حدّ لهذا الصراع. هناك أوجه تشابه بين خطط السلام المختلفة التي طُرحت في يوغوسلافيا في تسعينات القرن المنصرم وبين خطط السلام في سوريا فيما يتعلق بالتقسيم المتوقع للمواقع الجغرافية على أساس عرقي. في الواقع، كان هذا ما أراده الصرب بالأساس، وكان يُنظر إليه على أنه الحل الأكثر وضوحًا نظرًا لأنه كان من غير المحتمل أن يعيش الصرب وأهل البوسنة معًا بعد الحرب.
ليس هناك خطة مماثلة لسوريا. اعتبارًا من الآن، الخطة الوحيدة طويلة الأجل هي تلك التي اقترحها الأسد: استعادة السيطرة على المدن الرئيسية في سوريا، ومن ثمّ خوض حرب مطوّلة ضد الجماعات المتمردة في بقية أنحاء البلاد، في حين القتال ضد شعبه بوحشية تامة. وبدون بديل واضح لهذه الخطة، سيستمر الصراع في سوريا.
في يوغوسلافيا، تمّ قبول الخطوط العريضة لمناطق مقسّمة على أسس عرقية – وإن كان على مضض – وكان السؤال الحقيقي الوحيد هو أين سيتم وضع هذه الخطوط الفاصلة. وفي سوريا، لا يوجد اتفاق. تريد كل من جماعات المعارضة والنظام السيطرة على سوريا بأكملها.
وهذا هو الجانب الأكثر إثارة للخوف في الحرب السورية؛ لأنه بدون خطة واضحة، لن يكون هناك أي دور للدبلوماسية. وهذا قد يعني إمكانية حدوث شيء مرعب لم يفكر فيه سوى القليل. إنَّ مصير حلب هو الذي سيحدد نهاية الحرب السورية أو بداية النهاية، وقد تتحول أيضًا إلى أن تكون مجرد نهاية البداية. وفي مأساوية الوضع السوري، قد تستمر الحرب في سوريا لسنوات عديدة.
======================
واشنطن بوست :الوجه المتغيّر للمشاركة السياسية للمرأة في الشرق الأوسط
نشر في : الخميس 12 مايو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 11 مايو 2016 - 09:00 م
واشنطن بوست – إيوان24
الحواجز التي تحول دون المشاركة السياسية للمرأة في الشرق الأوسط شغلت تفكير الباحثين والمحللين لفترة طويلة. عطّلت الانتفاضات العربية في أوائل عام 2011 كل أبعاد السياسة والمجتمعات العربية، مما أدى إلى إعادة تقييم منهجي للعديد من نظريات العلوم السياسية والافتراضات القديمة، ومكانة المرأة في السياسة والمجال العام لم يكن استثناءً.
وقد سمحت التجارب المتباينة للثورات العربية وما أعقبها لعلماء السياسة بإلقاء نظرة جديدة على كثير من هذه الأسئلة الهامّة. وقد حفّزت المصادر الجديدة للبيانات والمجموعة متنوعة من الحالات مجتمع الباحثين للتركيز على المشاركة السياسية العامة للمرأة. جلبت ورشة عمل تابعة لمشروع العلوم السياسية في الشرق الأوسط مجموعة متعددة التخصصات من أكثر من عشرة باحثين لإجراء فحص دقيق لهذه المسألة.
كانت مشاركة النساء واضحة للغاية في الانتفاضات العربية عام 2011، من المتظاهرات في الخطوط الأمامية بميدان التحرير إلى توكل كرمان الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، وجه الثورة في اليمن. مشاركة المرأة في تلك الاحتجاجات، كما لاحظت شيرين حافظ، أصبحت نقطة خلاف رئيسية، مع اشتباك سرديات التحرر مع تجارب التحرش الجنسي الجماعي والممارسة الجندريّة لعنف الدولة في شكل “كشوف العذرية“.
لقد شكّلت التحوّلات التي تلت الانتفاضات العربية تحديات هائلة للنساء. النجاحات الانتخابية الأوليّة للأحزاب الإسلامية في مصر وتونس دفعت الكثير من الناشطات النسويّات والمنابر الإعلامية الليبرالية والغربية للتعبير عن قلقهم من أنَّ الحكومات الجديدة سوف تقلّل من حقوق المرأة وتحدّ من الحريات السياسية. هذه المخاوف، كما توثقها إلين ماكلارني، تصاعدت مع المفاوضات المثيرة للجدل حول صياغة دساتير جديدة.
خاف العديد من المدافعين أن القوانين الأخرى التي تحمي حقوق المرأة، ولا سيما داخل الأسرة، قد تتغيّر أيضًا. الأنظمة الاستبدادية تدعم مبادرات معينة تعمل – على الأقل ظاهريًا – على تحسين حقوق المرأة. في مصر، كما تلاحظ ميرفت حاتم، شكّلت السيدة الأولى السابقة سوزان مبارك المجلس القومي للمرأة في عام 2000 الذي ساعد في تمرير العديد من القوانين وزيادة حقوق المرأة والفتيات في العقد التالي. تونس في عهد الرئيس زين العابدين بن علي كانت بمثابة منارة لتمكين المرأة على النمط الغربي في المنطقة، حيث ركز النظام الاهتمام الدولي على التشريعات المتعلقة بحقوق المرأة، بعيدًا عن قمعها الممنهج، الذي، كما توثّق هند أحمد زكي، شمل الاعتداء الجنسي على الناشطات على نطاق واسع.
لذا شعرت ناشطات حقوق المرأة بالقلق من أن التمكين الديمقراطي للإسلاميين المحافظين سيأتي على حساب تقدّمهنّ الذي تحقق بشق الأنفس. وشعر العديد بالقلق من أن الدستور الجديد الذي تشكّل تحت قيادة الرئيس السابق محمد مرسي في عام 2012 سينهي بعض هذه التطورات. لم يتأكدوا، كما تصف إلين ماكلارني، من أنَّ العديد من الأقسام المتنازع عليها التي تصف دور المرأة في الأسرة والمجتمع كانت نتاج الدساتير “العلمانية” في الحقبة الناصرية، وأنَّ لها جذور في إعلان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
لم يكن هذا التسييس لحقوق المرأة شيئًا جديدًا، بطبيعة الحال. ترى شيرين حافظ أنَّ الأنظمة الاستبدادية والحكومات الإسلامية المنتخبة ديمقراطيًا كلاهما يتلاعب بلغة حقوق المرأة ويستغل أجساد النساء لتبرير وتعزيز أهدافهم السياسية.
لكن فاعلية المرأة، مثل غالبية الأشكال الأخرى من الحشد السياسي في أعقاب انتفاضات عام 2011، لا يمكن احتوائها وتخصيصها بسهولة كما كانت من قبل. رفعت الناشطة السياسية سميرة إبراهيم دعوى قضائية ضد المؤسسة العسكرية للاعتداء الجنسي في “كشوف العذرية”، وعلى الرغم من تجاهل القيادة العسكرية المصرية ووصفها بأنها “ليست مثل ابنتك أو بناتنا،” إلّا أنها نجحت في نهاية المطاف في إلغاء هذه الممارسة.
وعلى الرغم من التراجع السلطويّ الإقليمي في ظلّ استعادة بعض من النخبة الحاكمة السابقة السلطة، فإنَّ التنظيم الاجتماعي للمرأة والتعبئة السياسية لهما تأثير كبير في المنطقة. توضح فيكي لانجور كيف بدأت أشكال جديدة من الفاعلية والتوسّع على نطاق واسع لوسائل الإعلام في تغيير الخطاب العام حول العنف الجنسي في مصر. تصف هند أحمد زكي هيئة الحقيقة والكرامة في تونس التي أعطت النساء فرصة لسرد قصصهم عن العنف الجنسي التي مارسته الدولة في ظلّ نظام بن علي – وإن لم يفوزوا حتى الآن في الدعاوي القضائية ضد المعتدين عليهنّ.
وقد أبرزت كتابات العلوم السياسية حول التحديات التي تواجه مشاركة المرأة في الحياة السياسية بعض المتغيّرات مثل الحركات الإسلامية، وخطابات القومية والمواطنة، وأنماط تنمية الدولة والمعايير الثقافية للنظام الأبويّ. ولكن هذه المناقشات الواسعة فشلت في كثير من الأحيان بسبب التباين في تجارب المرأة، ليس فقط بين الدول المختلفة، ولكن أيضًا على المستوى المحلي. وقد استفاد الباحثون في ورشة عمل مشروع العلوم السياسية في الشرق الأوسط من المصادر الجديدة للبيانات والمنظمات الجديدة والحملات والمتغيرات لتسليط الضوء على تنوع تجارب النساء في جميع أنحاء المنطقة.
تشير ليندسي بينستيد، على سبيل المثال، إلى أنَّ البلدان التي لديها نسبة متطابقة وعالية نسبيًا من النساء في قوة العمل الرسمية (مثل اليمن وليبيا وتونس والمغرب) يكون لديها قوانين أحوال شخصية تتراوح بين الأكثر تقدميّة إلى الأشد محافظة في المنطقة.
ومع اختلاف الأداء على مؤشرات المساواة بين الجنسين بشكل كبير حتى داخل البلد الواحد، فإنَّ الإشارة إلى حُجج غير متمايزة عن النظام الأبويّ كمتغيّر تفسيريّ دون اعتبار اختلافات الطبقة أو الامتياز أو العِرق هو معيار محدود القيمة. وبالمثل، في دراسة سكوت واينر عن النظام الأبوي والعلاقات القبلية في الكويت وسلطنة عمان وجد أنّه في حين أنَّ علاقات القرابة بارزة سياسيًا في الكويت، وربما سهّلت المستويات المنخفضة من التمثيل النسائي في البرلمان، إلّا أنها كانت الأعلى مرتبة بين الدول العربية في التقرير العالمي للفجوة بين الجنسين لعام 2014.
في المقابل، المغرب لديها واحد من قوانين الأحوال الشخصية الأكثر تقدمًا في المنطقة، وتمتلك واحدة من أكبر النسب المئوية للنساء في البرلمان، ولكن الفجوة بين محو الأمية بين الذكور والإناث في المغرب تأتي في المرتبة الثانية بعد اليمن من بين 20 دولة عربية. دراسة زكية سليم للمرأة الريفية المعروفة باسم “السلاليات” اللاتي يقاتلنّ من أجل الحصول على الأراضي القبلية في المغرب توضح لنا كيف تعمل روابط محددة في المجتمعات القبلية بين خضوع المرأة في الأسرة والمجال العام في البلاد مع وجود اختلافات واسعة في الأداء حول مؤشرات نموذجية للنظام الأبويّ.
هذا النقص في التطابق بين المؤشرات المختلفة للتمييز دفع بينستيد للإشارة إلى أنّه بدلًا من استخدام النظام الأبويّ كمصطلح شامل، سيكون من الأفضل أن يتعلم علماء السياسة من النظرية النسويّة، وخاصة مفهوم دينيز كانديوتي “الصفقة الأبويّة.” في مثل هذه الصفقة، يعتمد وضع المرأة عبر مجموعة متنوعة من المجالات على نتائج المفاوضات مع الرجال، وبالتالي، في المجتمع نفسه، يمكن أن تختلف النتائج على مؤشرات مختلفة من التمييز على نطاق واسع.
وفي حين أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد مدى تأثير مؤشرات التمييز السياسي، هناك إجماع حول كيفية تحسين التمثيل السياسي للمرأة. وقد أثبتت العديد من الأبحاث عبر الوطنية، مثل أبحاث آيلي ماري تريب وأليس كانغ، فعّالية نظام الكوتا النسائية. لا يقتصر دور الكوتا/ الحصص على زيادة التمثيل السياسي، ولكن، كما تجادل بينستيد، فإنها أيضًا تحسّن وصول المواطنات إلى الموارد الحكومية. وعلى الرغم من البعض يجادل بأن الضغوط الغربية لمثل هذه الحصص من شأنها أن تقوّض آفاقها، وجدت سارة بوش وأماني جمال أدلة كافية تبرر مثل هذا التأثير وفق تصوّرات شعبية.
وبالرغم من أنَّ المتشائمين قد يفترضون أن النساء في البرلمانات العربية ليسوا سوى شكل من أشكال التمثيل الزائف، تلاحظ مروة شلبي أنّه في حين تشكّل النساء 17 بالمئة من البرلمان المغربي، إلّا أنَّ النساء طرحت 58 بالمئة من إجمالي الأسئلة أثناء جلسات البرلمان. ومع ذلك، ركّزت النائبات في الأردن والكويت والمغرب مع القليل من الاهتمام على القضايا المتصلة بحقوق المرأة والطفل، وأعطت الأولوية لقضايا مثل الاقتصاد والتعليم. ونظرًا للقيود الكبيرة على حقوق المرأة داخل الأسرة، وخاصة في الأردن والكويت، كيف نفسّر عدم انتباه النائبات لهذه المسألة؟
ربما النائبات، مثل زملائهنّ الرجال، قررنّ استخدام مناصبهم للعمل في المجالات التي يمكنها من خلالها توفير الخدمات لناخبيهم.  توضح منى تجالي كيف خلقت الأحزاب الإسلامية في إيران وتركيا مساحة للنساء اللاتي ربما لا يتفاعلنّ سياسيًا، للوصول إلى المناصب السياسية. في إيران، الشبكات السياسية التي وضعتها النساء أثناء الحركة الخضراء عام 2009 ساهمت في نجاحهم الانتخابي في الانتخابات البرلمانية عام 2016. وهناك الآن عدد من النساء أكبر من رجال الدين في البرلمان الإيراني، وسيكون من المثير للاهتمام تتبع كيفية مقارنة أجندات هؤلاء النائبات “مع نظرائهم العرب.
ترتبط حقوق المرأة والتطلعات السياسية ارتباطًا وثيقًا بالصراعات السياسية الأخرى التي شكلها السياق المحلي أكثر من الأنماط الثقافية الثابتة. يشير البحث الذي نشره مشروع العلوم السياسية في الشرق الأوسط إلى حيوية الجهود العلمية الجديدة لدراسة الآفاق السياسية المتغيّرة للمرأة في الشرق الأوسط.
=====================