الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 13-2-2024

سوريا في الصحافة العالمية 13-2-2024

14.02.2024
Admin




سوريا في الصحافة العالمية 13-2-2024
إعداد مركز الشرق العربي

الصحافة الامريكية :
الصحافة الروسية :
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن : تفسير وقف التصعيد الواضح من جانب "المقاومة" منذ 28 كانون الثاني/يناير
بواسطة مايكل نايتس
الدكتور مايكل نايتس هو زميل أقدم في برنامج الزمالة "جيل وجاي برنشتاين" في معهد واشنطن، ومتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج العربي وهو أحد مؤسسي منصة "الأضواء الكاشفة للميليشيات"، التي تقدم تحليلاً متعمقاً للتطورات المتعلقة بالميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا. وقد شارك في تأليف دراسة المعهد لعام 2020 "التكريم من دون الاحتواء: مستقبل «الحشد الشعبي» في العراق".
تحليل موجز
منذ مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم على قاعدة عسكرية بالقرب من الحدود الأردنية- السورية، بقيت الجماعات التي تُطلق على نفسها اسم "المقاومة" غير نشطة تقريباً، باستثناء شنها موجة من الهجمات الوهمية والمحبطة وتلك التي تم التنصل منها، في إشارة إلى أمر من إيران بتهدئة الأمور.
في 28 كانون الثاني/يناير 2024، ضربت الميليشيات المدعومة من إيران خمسة أهداف أمريكية في العراق وسوريا والأردن، من ضمنها الهجوم الدامي بطائرة بدون طيار الذي أدى إلى مقتل ثلاثة أمريكيين وإصابة عدد أكبر في قاعدة "البرج 22". ومنذ ذلك الحين، وفي ظل الزيادة المفاجئة في تصميم الولايات المتحدة على الانتقام، أوقفت الجماعات المدعومة من إيران بشكل شبه كلي الهجمات الفعلية، محوّلةً الهجمات المتبقية إلى سوريا بوتيرة أقل، ومتبنيةً على ما يبدو هجمات وهمية فقط داخل العراق.
التداعيات الفورية لهجوم 28 كانون الثاني/يناير - "كتائب حزب الله" تتوقف على ما يبدو وحركة "النجباء" تريد تزييف الهجمات المستمرة
حتى قبل وصول قائد "فيلق القدس" التابع "للحرس الثوري الإسلامي"، إسماعيل قاآني، إلى بغداد في 30 كانون الثاني/يناير، كانت "كتائب حزب الله" وشبكة "صابرين نيوز"، الخاضعتان بشدة لسيطرة إيران، تخفضان حدة الصراع بين الولايات المتحدة والميليشيات. ووفقاً لما أفادت به "الأضواء الكاشفة للمليشيات"، أصبحت مسألة تبني الهجمات على الفور غريبة للغاية، حيث أظهرت بوادر الارتباك والانشقاق حول مواصلة الهجمات:
    في 28 و29 كانون الثاني/يناير، تبنى "الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في العراق" شنّ هجوم بطائرة بدون طيار على المبنى الملحق التابع للتحالف في مطار أربيل، دون توفر أي دليل مرئي أو مسموع بشأنه. واستناداً إلى أنماط سابقة، وقع هذا الهجوم في منطقة عمليات حركة "النجباء". وقد تضمن تبني هجوم ضد إسرائيل تفاصيل أقل من المعتاد.
    في 29 كانون الثاني/يناير، يبدو أن حركة "النجباء" نفذت "هجومين" آخرين، وأدى كلاهما إلى نتائج غريبة جداً. فعلى الحدود بين العراق وسوريا، تم على ما يبدو إحباط عملية إطلاق صواريخ عيار 122 ملم عابرة للحدود (يُعتقد أن حركة "النجباء" هي التي أطلقتها) عندما تخلى طاقم الصواريخ عن المركبة بعد أن تعرض أفرادها للمضايقة من القوات العراقية. وفي 30 كانون الثاني/يناير، تحطمت طائرة مسيّرة من طراز "كي إيه إس-04" بعد وقت قصير من إقلاعها في منطقة كركوك دون اختراق المجال الجوي الكردستاني. وتعد كلتا الحالتين غير عاديتين إلى حد ما، وكانت النتيجة النهائية أن إحدى الجماعتين - ربما حركة "النجباء" - آظهرت نية مستمرة على شنّ هجمات دون إنهائها فعلياً.
    في 31 كانون الثاني/يناير، أعلنت حركة "النجباء" (وليس "الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في العراق") مسؤوليتها عن هجوم آخر بطائرة مسيّرة على "قاعدة حرير الجوية" دون توفر أي دليل بشأنه، وقد تبرأت منه شبكة "صابرين نيوز"، مما أدى إلى خلاف بين "النجباء" و"كتائب حزب الله" والإغلاق المؤقت لشبكة "صابرين نيوز". ونشر "الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في العراق" (ملخصاً) تبنى فيه الهجوم على إسرائيل في الأول من شباط/فبراير ثم قام بإزالته، وهو (مجدداً) تصرف غريب جداً.

حركة "النجباء" تتولى السيطرة على "الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في العراق" والضربات على الأمريكيين

    تغيرت بعد ذلك إدارة حساب "الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في العراق" في 2 شباط/فبراير، وفي تقييمنا ما زالت تحت سيطرة حركة "النجباء" وليس "كتائب حزب الله".
    منذ الغارات الجوية الأمريكية داخل مناطق عمليات "كتائب حزب الله" في غرب العراق وسوريا، فإننا نقدر أن حركة "النجباء" وحدها ضربت القواعد الأمريكية وتلك الكائنة داخل سوريا ومن نقاط إطلاق سورية فقط (على سبيل المثال، تم شن هجوم على "منطقة هبوط رميلان" بشكل غير عادي بطائرة مسيّرة من وادي نهر الفرات السوري، وليس بإطلاق الصواريخ التقليدية من عيار 122 ملم من منطقة الحدود العراقية السورية). وعلى الرغم من مقتل عناصر من "قوات سوريا الديمقراطية" الشريكة للولايات المتحدة في إحدى هذه الهجمات، يبدو أنه تم استهدافهم بعناية بغارة أطلقت من طائرة مسيّرة - على خلاف الطائرة بدون طيار الدقيقة التي تضرب الأفراد الأمريكيين.

نظرية حول سلوك "المقاومة" منذ 28 كانون الثاني/يناير

في أعقاب قيام الولايات المتحدة بقتل اثنين من كبار عناصر "كتائب حزب الله" في بغداد في 7 شباط/فبراير، والرد الأولي الخافت بشكل مفاجئ لـ "كتائب حزب الله"، يجدر تقديم النظرية التالية كنوع من الافتراض القابل للدحض:

    لتجنب ضرب إيران وتفادي الاستهداف الحركي لعناصر "كتائب حزب الله" المنتشرة عبر "قوات الحشد الشعبي" أو فرض عقوبات عليها، هل بعث "فيلق القدس" التابع "للحرس الثوري الإسلامي" رسالة حازمة لوقف التصعيد ضد الولايات المتحدة، مغيراً مساره بعد عدة أسابيع من تخطيه الحدود عبر اتخاذه إجراءات محفوفة بالمخاطر بشكل متزايد في كانون الثاني/يناير؟
    منذ 28 كانون الثاني/يناير، تصرفت "كتائب حزب الله" وبتشجيع من قاآني بطريقة تتسم بالانضباط ونكران الذات، إذ قبلت إلقاء اللوم عليها وانتقادها لوقف الهجمات المعادية للولايات المتحدة، ثم تقبلت الأضرار المادية في 3 شباط/فبراير والخسائر في القيادات في 7 شباط/فبراير.
    سعت حركة "النجباء" خلال هذه الفترة إلى الاحتفاظ بحرية مهاجمة القوات الأمريكية، وقد مُنحت هذه الحرية، طالما أنها تتم بوتيرة منخفضة، وبطرق غير استفزازية نسبياً، وتبقى داخل سوريا تماماً. وبعد بضعة أيام من الجدال حول هذا الإعفاء، تم منح حركة "النجباء" زمام القيادة في العمليات المناهضة للولايات المتحدة في سوريا والسيطرة على حساب "الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في العراق".

إذا صحّ جزء كبير من هذه النظرية، فسوف تتجاهل "كتائب حزب الله" حتى ضربة 7 شباط/فبراير على اعتبار أنها ثمن لا مفر منه لقتل الأمريكيين وطريقة مفيدة لإظهار تفانيها وانضباطها تجاه "فيلق القدس" التابع "للحرس الثوري الإسلامي"، بينما ستقوم حركة "النجباء" بشن ضربات أقل خطورة، وأقل استفزازية في الأراضي السورية فقط. إذا لم يكن لهذه النظرية أي أساس من الصحة أو تم إبطالها بسبب ضربة 7 شباط/فبراير، فقد تقوم "كتائب حزب الله" و/أو حركة "النجباء" بالتصعيد ضد المواقع الأمريكية في العراق أو سوريا أو في كلا البلدين
====================
منتدى الخليج الدولي :كيف كشفت سياسة حزب الله في حرب غزة استراتجية الصبر الإيراني؟
ستمارس إيران وحزب الله صبراً استراتيجياً في صراع غزة، مما يشير إلى تدخل محتمل ولكنهما يعطيان الأولوية للأهداف طويلة المدى على العمل الفوري، على الرغم من الاستفزازات والخسائر.
ووفق تحليل لـ"منتدى الخليج الدولي"، وترجمه "الخليج الجديد"، يهدف هذا النهج الحذر إلى الحفاظ على أصول "حزب الله" الاستراتيجية، تحسباً لحرب مستقبلية محتملة مع إسرائيل والولايات المتحدة.
فمنذ بداية الصراع بين إسرائيل و"حماس"، حذر العديد من المسؤولين من إيران و"حزب الله" من أن القوى الشيعية البارزة في الشرق الأوسط لا يجوز لها أن تظل سلبية في الصراع، وهو ما دفع الزعماء في طهران وبيروت للإشارة إلى أنهم قد يتدخلون في حرب غزة لدعم الجانب الفلسطيني.
 وفي هذا السياق، ذهب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إلى حد تهديد إسرائيل بحرب استباقية.
بالإضافة إلى ذلك، نشرت سفارة طهران في دمشق، رسالة باللغة العبرية على "إكس" (تويتر سابقا)، تحذر فيها الإسرائيليين من أن "الوقت قد انتهى".
كما صرح زعيم "حزب الله" حسن نصرالله ، في خطاباته أن مقاتليه قد يدخلون المعركة، ولو على حساب حياتهم.
ومع تصاعد التوترات اللفظية والدبلوماسية، اشتد الوضع على الأرض، مع تبادل إطلاق النار بشكل متكرر عبر حدود لبنان مع إسرائيل.
وعلى الرغم من الخطب اللاذعة من المسؤولين الإيرانيين و"حزب الله" والوعود الفاترة بتقديم رد قوي ضد إسرائيل، إلا أنه لم يتم اتخاذ سوى القليل من الإجراءات الحركية، وفق التحليل، الذي يقول إن "محور المقاومة ظل على الهامش حتى في مواجهة التحديات المباشرة من إسرائيل نفسها".
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، هو تاريخ بدء الحرب في غزة، ارتبطت اسم إسرائيل بمقتل القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني في دمشق راضي موسوي، والرجل الثاني في قيادة "حماس" في بيروت صالح العوري، وقائد قوة الرضوان الخاصة في "حزب الله" وسام الطويل، كما قتلت إسرائيل أكثر من 140 من مقاتلي "حزب الله"، وهي خسارة كبيرة في الأرواح قوبلت برد فعل صامت، وفق وصف التحليل.
ويضيف: "يمكن القول إن قادة محور المقاومة، على النقيض من تصريحاتهم العلنية اللاذعة، قد التزموا بسياسة (الصبر الاستراتيجي)، أي التسامح في الواقع مع المصاعب قصيرة المدى في السعي لتحقيق الظروف التي من شأنها أن تمكن النصر على المدى الطويل".
ويتابع التحليل: "هذا يطرح السؤال: لماذا تجنب محور المقاومة حرباً شاملة مع إسرائيل؟"،؟ قبل أن يشير  إن أن الإجابة على هذا السؤال تتوقف على دافعين لسلوك الدولة: البقاء، وتفضيل المكاسب المحدودة على الخسائر الحاسمة.
ووفق التحليل، فإن إيران هي نظام قادر على البقاء، تدفعه رغبة عارمة في البقاء في مواجهة الضغوط الخارجية والداخلية.
وهذه ليست مجرد تكهنات، فقد كانت القيادة الإيرانية صريحة، حين قال مؤسس الثورة الإسلامية وقائدها آية الله الخميني، بوضوح أن "حماية النظام [النظام السياسي] هي أعلى ولاية [للحكومة الإيرانية]... ويجب حماية النظام حتى لو تطلب الأمر تعليق الممارسات المعتادة للنظام".
وفي هذا السياق، يقول التحليل، إن عدم رغبة إيران في الانخراط في حرب شاملة مع إسرائيل أمر معقول، حيث يدرك القادة الإيرانيون أن أي حرب مع إسرائيل ستؤدي إلى مواجهة عسكرية لن تجتاح الشرق الأوسط فحسب، بل ستجذب داعم إسرائيل القوي، وهي الولايات المتحدة.
وسبق أن أشارت الولايات المتحدة بالفعل إلى نيتها دعم إسرائيل، حيث نشرت حاملتي طائرات وغواصة نووية من طراز أوهايو في المنطقة، وهو ما يظهر بوضوح استعداد الولايات المتحدة للتدخل وشن حرب إذا هاجمت إيران إسرائيل بشكل مباشر.
وفي حين أن إحجام إيران عن إشراك إسرائيل بشكل مباشر أمر مفهوم، فإن ترددها في إشراك "حزب الله" في صراع "حماس" مع جيش الاحتلال أمر أكثر إثارة للشكوك.
ففي نهاية المطاف، كان أحد الأسباب الرئيسية لتأسيس "حزب الله" هو مواجهة إسرائيل ومساعدة الفصائل الفلسطينية.
وعندما غزت إسرائيل لبنان عام 1982 لطرد منظمة التحرير الفلسطينية، نشر الحرس الثوري الإسلامي الإيراني فرقة مؤلفة من 5000 مقاتل، أطلق عليها اسم "فيلق النبي محمد"، في سوريا، ثم تم نقل هذه الوحدة إلى لبنان، ونشرها ضد جيش الاحتلال، إيذانا بميلاد "حزب الله".
ويثير الهدف التأسيسي لـ"حزب الله"، وفق التحليل السؤال التالي: "لماذا تجنبت الجماعة المسلحة المواجهة حتى الآن؟، والإجابة المختصرة هي أن حزب الله يمثل رصيداً قيماً للغاية، بحيث لا يمكن نشره على نحو متهور".
ويضيف: "منذ نشأته، تحول حزب الله من مجموعة حرب عصابات من الشباب في جنوب بيروت إلى واحدة من أكثر المنظمات المسلحة غير الحكومية تطوراً وتجهيزاً والتي تعمل في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتمتلك أكثر من 130 ألف صاروخ موجه نحو إسرائيل".
ويتابع: "مع تطور قدرات حزب الله، اتسع أيضًا دوره وهدفه بالنسبة لإيران".
ويشير إلى أنه في الثمانينيات، كان "حزب الله" في المقام الأول جهة فاعلة محلية في لبنان، وكان هدفه محدودًا نسبيًا وهو طرد القوات الفرنسية الأمريكية والإسرائيلية من البلاد.
وعلى مدى العقود الأربعة الماضية، توسع نطاق أنشطة "حزب الله" بشكل كبير، وعزز مكانته باعتباره الفاعل الشيعي الرئيسي في لبنان، متحديا حركة "أمل" المدعومة من سوريا.
وأدت هذه المنافسة إلى سلسلة من الاشتباكات المسلحة بين "حزب الله" والقوات السورية بقيادة حافظ الأسد خلال الثمانينيات.
وبحلول منتصف التسعينيات، برز "حزب الله" باعتباره القوة المهيمنة.
وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق، تطور دور "حزب الله" بشكل أكبر تحت إشراف إيران، مستفيدا بعلاقاته الطويلة الأمد مع حزب الدعوة العراقي، ما دفع "حزب الله" لتوسيع نفوذه إلى العراق.
وفي عام 2003، وبناء على طلب من قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني آنذاك الجنرال قاسم سليماني، أنشأ "حزب الله" (الوحدة 3800) المعروفة أيضًا باسم "مكتب العراق"، وتم إرسال هذه الوحدة، التي تضم مقاتلين ذوي خبرة إلى العراق لتدريب المئات من أعضاء الميليشيات الشيعية العراقية.
وتضمن التدريب مهارات في مجال أخذ الرهائن والعمليات التكتيكية واستخدام العبوات الناسفة المتطورة.
وامتد نطاق أنشطة "حزب الله" بالفعل إلى ما هو أبعد من العراق، ففي عام 2011، مع بداية الانتفاضة السورية، بدأ "حزب الله" يلعب دوراً مهماً من خلال دعم نظام بشار الأسد.
وبدءاً من عام 2012، بدأ "حزب الله" بنشر قواته في سوريا، مما أدى إلى مشاركته الكاملة في جميع أنحاء البلاد بحلول عام 2014.
وتميزت مشاركة "حزب الله" في سوريا بخوض المعارك الرئيسية، وإظهار دوره الإقليمي الموسع وقدراته العسكرية.
وشملت ساحات المعارك الرئيسية هذه معركة القصير 2013، وحصار دير الزور الذي دام 3 سنوات، وهجوم شرق حلب (يناير/كانون الثاني-أبريل/نيسان 2017)، ومعركة الباب، وهجوم درعا (فبراير/شباط-يونيو/حزيران 2017)، وهجوم درعا (فبراير/شباط-يونيو/حزيران 2017).
وقد عزز تورط "حزب الله" في الحرب الأهلية السورية مكانته كواحد من أهم وكلاء إيران الدوليين، حيث يعمل جنبًا إلى جنب مع الذراع الأجنبية للحرس الثوري الإيراني
 ولم تفعل الخسائر المتكبدة في سوريا سوى القليل لردع "حزب الله" عن توسيع نفوذه في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ومنذ عام 2012، في أعقاب سيطرة الحوثيين على صنعاء في اليمن، قام "حزب الله" بالتنسيق مع إيران لإنشاء موطئ قدم في اليمن، من خلال توفير التدريب لقوات الحوثيين.
وفي حين أن المدى الكامل لتورط "حزب الله" في اليمن لا يزال غامضا، إلا أن هناك دلائل تشير إلى أن تأثير الجماعة هناك كبير.
ووفقاً لمسؤولين أمريكيين، يواصل "حزب الله" لعب دور حاسم في توجيه هجمات الحوثيين في منطقة البحر الأحمر.
وفي ضوء تورط "حزب الله" في صراعات إقليمية مختلفة، يقول التحليل إنه "من المعقول القول إن الجماعة التي كانت ذات يوم مجرد عنصر من عناصر سياسة إيران في لبنان، أصبحت واحدة من الأدوات الأساسية لسياسة إيران الإقليمية الأوسع".
ويضيف: "لا يمثل حزب الله المصالح الإيرانية في لبنان فحسب، بل يعمل أيضًا بنشاط على تعزيز أجندة إيران الإقليمية حيثما كان ذلك ضروريًا، سواء كان ذلك في سوريا ضد الثائرين، أو في العراق ضد القوات الأمريكية، أو في اليمن ضد التحالف الأمريكي العربي".
ويتابع: "كانت هذه التدخلات مكلفة بالنسبة لحزب الله من حيث القوة البشرية، لكنها تعزز التزام المجموعة بتحقيق الأهداف الاستراتيجية لإيران".
وتشير التقديرات إلى أن الميليشيا فقدت ما بين 2000 إلى 2500 مقاتل في الحرب السورية وحدها، وهو رقم يفوق خسائرها في حرب عام 2006 مع إسرائيل.
وعلى الرغم من الخسائر الكبيرة، فإن تفاني "حزب الله" الذي لا يتزعزع، وفق وصف التحليل، يؤكد القيمة التي تستمدها إيران من ميليشياتها الإقليمية كوسيلة لبسط النفوذ وتحقيق الأهداف الاستراتيجية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وفي الواقع، يلعب "حزب الله" دوراً حاسماً في استراتيجية الردع الإيرانية، خاصة مع إدراك إيران التفاوت في القوة بينها وبين الشراكات التي تقودها الولايات المتحدة في منطقة الخليج.
وتفتقر طهران إلى القدرات العسكرية التقليدية، مثل القوات الجوية أو البحرية المتطورة، اللازمة لتحييد التهديدات الصادرة عن خصومها.
ومن دون قدرات حربية غير تقليدية مثل الأسلحة النووية لتكون بمثابة مظلة أمنية كملاذ أخير، اعتمدت إيران على أساليب حرب غير متماثلة لضمان سلامتها.
وتشمل هذه الأساليب تكتيكات حرب العصابات وتأجيج الصراعات في جميع أنحاء المنطقة.
ولا تهدف هذه الاستراتيجية إلى كسب الحرب ضد الولايات المتحدة وحلفائها بشكل مباشر، بل تهدف إلى زيادة تكلفة الصراع المستمر إلى درجة قد تتمكن فيها إيران من ردع العدوان الأمريكي وحلفائها.
ووفق التحليل، يلعب "حزب الله" باعتباره حليفًا رئيسيًا مجهزًا بآلاف الصواريخ الموجهة نحو إسرائيل، دورًا محوريًا في هذا الإطار الأمني، حيث من المقرر أن تشن الميليشيا هجومًا شاملاً ضد إسرائيل في حالة وقوع هجمات إسرائيلية (أو أمريكية) على إيران.
ويشكل "حزب الله" نفسه هدفا صعبا لأعداء إيران، لكن الجماعة المسلحة ليست رصيدا يمكن التخلص منه دون داع.
وحتى لو تمكن "حزب الله" من البقاء على قيد الحياة في صراع ضد الولايات المتحدة وحلفائها، فإن التعافي سيتطلب وقتاً وجهداً وموارد كبيرة، وهذا يجعل من "حزب الله" رصيداً استراتيجياً تفضل طهران الاحتفاظ به في المواقف الحرجة، بدلاً من نشره لدعم مجموعات أقل أهمية لمصالح أمنها القومي الأساسية، مثل "حماس"، وفق التحليل.
ويلفت إلى أن موطئ قدم "حزب الله" في سوريا يمكّن البلاد من العمل كجسر بري لتوريد المواد من إيران إلى لبنان، الأمر الذي يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى الديناميكيات الاستراتيجية الإقليمية.
وفي حالة نشوب حرب بين إسرائيل و"حزب الله"، هناك احتمال أن يقوم جيش الاحتلال بضرب أهداف في سوريا على نطاق واسع، مما قد يضعف شبكة الميليشيات الإيرانية في جميع أنحاء البلاد، حيث أن مثل هذه النتيجة يمكن أن تعرض للخطر سنوات من الجهود ومليارات الدولارات التي أنفقها محور المقاومة لدعم نظام الأسد.
ويخلص التحليل إلى أن هذه الظروف تفسر استخدام إيران الحذر لـ"حزب الله" ضد إسرائيل.
ويضيف: "يشكل خطر زعزعة استقرار توازن القوى الذي تم التوصل إليه بشق الأنفس في سوريا وتعريض نظام الأسد للخطر رادعاً كبيراً، وكذلك الدمار المحتمل الذي قد يلحق بأهم وكيل إقليمي له".
ويضيف: "نتيجة لذلك، قد تختار إيران استخدام مجموعات أكثر قابلية للاستهلاك، مثل الحوثيين في اليمن أو الميليشيات العراقية، لممارسة الضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل".
ويزيد: "يمكن لهذه الجماعات أن تنخرط في صراع دون المخاطرة بالمزايا الاستراتيجية التي يوفرها حزب الله، مما يسمح لإيران بمواصلة الضغط على خصومها مع الحفاظ على أصولها الأكثر قيمة في المواقف التي تعتبر فيها مشاركتها ضرورية للغاية".
المصدر | منتدى الخليج الدولي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد
====================
الصحافة الروسية :
أرغومينتي اي فاكتي :علاقات رفيعة المستوى. خبراء يقوّمون آفاق مشاريع روسيا وتركيا
العلاقات بين تركيا وروسيا حتى الآن جيدة، ولكن توازنها قلق. حول ذلك، كتبت فيكتوريا كوتوزوفا، في "أرغومينتي إي فاكتي":
العلاقات الاقتصادية بين روسيا وتركيا متناقضة للغاية. فالدولتان شريكتان من ناحية، ولكل منها مصالحها الخاصة من ناحية أخرى.
وبطبيعة الحال، من الصعب وصفهما بالحليفتين. ولكن، يجب الأخذ في الاعتبار أن كلا منهما تراعي مصالحها السياسية والاقتصادية بالدرجة الأولى. على سبيل المثال، لديهما رؤى مختلفة للوضع في سوريا وليبيا والشرق الأوسط ومنطقة القوقاز ومناطق أخرى، كما أوضح المؤرخ والمحلل السياسي رومان ماسيف، وقال: "ومع ذلك، هناك أيضًا العديد من النقاط التي تتطابق فيها مصالحنا. لكنها تتزامن على وجه التحديد في الاقتصاد. من المعروف أن تركيا، رغم عضويتها في حلف شمال الأطلسي، لم تنضم إلى العقوبات الاقتصادية المناهضة لروسيا. وهنا تجدر الإشارة إلى أن تركيا تقتدي بمصالحها الوطنية، ولا تضع مصالح الولايات المتحدة فوق مصالحها، مثل دول أوروبا الشرقية أو دول البلطيق على سبيل المثال".
وبحسب ماسيف، يمكن وصف العلاقات بين القيادتين السياسيتين في البلدين بالمستقرة. وهذا يمهد الطريق لمزيد من تطوير العلاقات الاقتصادية وزيادة حجم التجارة، وأضاف: "خلال العام 2023، تجاوز حجم التجارة بين روسيا وتركيا 70 مليار دولار: وهي قيمة كبيرة، والرقم يسير نحو الزيادة".
التعاون الاقتصادي بين روسيا وتركيا وثيق، ومتبادل المنفعة. لكنه مرتهن بقوة للعنصر السياسي. الآن، العلاقات بين بلدينا جيدة. ولكن ماذا سيحدث، على سبيل المثال، إذا تغير الرئيس في تركيا، أو وصل حزب سياسي آخر إلى السلطة، يختلف جذريًا عن الحزب الحالي؟ تساءل ماسيف.
وختم بالقول: "ولذلك، من الصعب التنبؤ بتطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين على المدى الطويل "دعونا نأمل أن تبقى ديناميكية".
====================