الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 13-4-2016

سوريا في الصحافة العالمية 13-4-2016

14.04.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. بلومبرغ فيو :سوريا هي أكبر أخطاء أوباما وليست ليبيا
  2. معهد واشنطن :الجيش الإيراني يتكبد أولى خسائره البشرية في سوريا
  3. نيويوركر الامريكية  :أضخم ملف من الوثائق السرية التي تفضح جرائم الأسد
  4. يديعوت: هذه رسالة نتنياهو لبوتين من اعترافه بهجمات بسوريا
  5. ناشيونال إنترست :دعم المعارضة يحل أزمة أميركا بسوريا
  6. معاريف 12/4/2016 :لماذا الآن؟
  7. لوبس الفرنسية :عن أبناء المهاجرين في فرنسا والتطرف والأصولية و «داعش»
  8. نيويورك تايمز :تقييد السريّة الماليّة في بنما وأميركا... دونه مخاوف
  9. شبيغيل أونلاين : ثغرات الاتفاق الأوروبي - التركي
  10. صحيفة لوموند تنشر ملخصاً عن قصة الطبيب الجراح هيثم سعد
  11. صحيفة إيرانية ناطقة باسم خامنئي: بشار الأسد يدين ببقاء نظامه لإيران
  12. صحيفة إسرائيلية: إسرائيل أخفت عملياتها العسكرية في سورية لمنع إهانة بشار الأسد
  13. معهد بروكنجز  :5 أولويات أمريكية لمحاربة التطرف العنيف.. ماذا عن "الاستبداد"؟
  14. واشنطن بوست :هل انسحبت روسيا من سوريا فعلا؟
  15. وول ستريت جورنال :سوريا تتحدى روسيا في محاولة لإبقاء الأسد
  16. فورين بوليسي :الجيش السوري الحر ومستقبل سوريا
  17. واشنطن بوست: الضربات الأمريكية قتلت 25 ألف مقاتل من تنظيم الدولة
  18. وول ستريت: أمريكا تعد خطة "ب" لتسليح المعارضة المعتدلة السورية
  19. نيويورك تايمز: الملك أبلغنا باكتشاف الجيش نفقاً حدودياً تستخدمه (داعش) لتهريب الأسلحة والمخدرات
  20. مجلة التايم تصف بشار الأسد بــ«وحش القرن»
 
بلومبرغ فيو :سوريا هي أكبر أخطاء أوباما وليست ليبيا
بلومبرغ فيو – إيوان24
قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الأحد الماضي إنَّ أكبر خطأ له كرئيس هو الفشل في التخطيط لمرحلة ما بعد سقوط نظام القذافي في ليبيا. لكن مثل سوء الوضع في ليبيا اليوم، الوضع في سوريا أسوأ بكثير، وذلك جزئيًا بسبب فشل إدارة أوباما، وهو الأمر الذي لم يعترف به الرئيس حتى الان.
في ليبيا، يأسف أوباما لعدم المثابرة على التدخل “بعد ما اعتقدت أنه الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله في التدخل”، هكذا قال في برنامج “فوكس نيوز صنداي”. والجدير بالذكر أنه في ذلك الوقت، كان البيت الأبيض فخورًا بالنهج الذي تبناه أثناء التدخل في ليبيا عام2011 والذي تركّز حول تقاسم العبء مع الحلفاء الأوروبيين، وتجنب نشر قوات برية أمريكية، والتخلي عن القذافي، فضلًا عن إعادة البناء السياسي والمادي لليبيين.
وفي عام 2011، قال لي نائب مستشار الأمن القومي بن رودس: “في حين أنّه سيكون هناك تحديات هائلة في المستقبل، إلّا أنَّ أحد الجوانب الإيجابية هنا هي أنَّ الليبيين هم الذين يقومون بتغيير النظام وهم مَن يقودون المرحلة الانتقالية”.
وأوضح رودس أنَّ مبادئ تقاسم الأعباء وترك القوات المحلية تأخذ زمام المبادرة كانت “الخصائص التي تميّز نهج الرئيس في السياسة الخارجية والتدخل العسكري”. وفي وقت لاحق وصف رودس هذا النهج بــ “القيادة من الخلف
التدخل في ليبيا، الذي كان مدعومًا بشكل كبير من هيلاري كلينتون عندما كانت وزيرة للخارجية آنذاك، يبدو مثيرًا للسخرية لآن؛ لأنه بعد مرور خمس سنوات لا تزال ليبيا تكافح لتحقيق الاستقرار والديمقراطية. لقد فشلت الميليشيات في تسليم السلطة، ولم تحصل حكومة الوحدة الوطنية الهشة على الشرعية على نطاق واسع حتى الآن، ولا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يتوسع في الأراضي الليبية
لكن ليبيا في وضع أفضل من سوريا، ولكن بدون تدخل عسكري يقوده حلف شمال الأطلسي أو الولايات المتحدة. وفي حين أن ليبيا قد تضم ما يصل إلى 6000 مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية، في سوريا هناك 20 ألف إلى 30 ألف من مقاتلي التنظيم، وذلك وفقًا لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. وتُقدّر جماعات حقوق الإنسان أن عدد مقاتلي التنظيم يصل إلى 50 ألف
والأهم من ذلك، تمثل سوريا والعراق جوهر تنظيم الدولة الاسلامية، حيث يسيطر التنظيم على المدن الكبرى ومن حيث تصدير عقيدته والمقاتلين إلى أماكن مثل ليبيا. كما أصبحت سوريا مكان تخطيط شنّ العمليات الإرهابية في أوروبا؛ فالمهاجمين المتورطين في هجمات في باريس وبروكسل تدربوا في سوريا، وليس ليبيا
على الصعيد السياسي، ليبيا وضعها أفضل بكثير من سوريا. بعد مفاوضات طويلة من الأمم المتحدة، تعمل حكومة الوفاق الوطني على توطيد السلطة. النجاح ليس مضمونًا في تلك الحالة، ومع ذلك هناك طريق واضح للمضي قُدمًا، وإجماع متزايد حول هذا الطريق، وفرصة مناسبة لمصالحة سياسية حقيقية.
في سوريا، تُظهر محادثات جنيف الجارية مؤشرات قليلة على حل الأزمة. في أفضل سيناريو، سيبقى بشار الأسد في السلطة لمدة تصل إلى 18 أشهر أخرى حتى إجراء الانتخابات، وقد يرشح نفسه في تلك الانتخابات. وهناك تقييم أكثر واقعية؛ وهو أنَّ نظام الأسد لن يعترف بأي سلطة وسوف يستمر في نّ الهجمات على المدنيين لسنوات عديدة.
عندما قرر أوباما مهاجمة نظام القذافي في عام 2011، كان السبب الذي أعلنه هو أن التدخل كان ضروريًا لمنع القذافي من ارتكاب إبادة جماعية ضد المدنيين في بنغازي.
وقال أوباما بعد أن قرر الهجوم: “إذا انتظرنا يومًا واحدًا، لشهدت بنغازي مجزرة تردد صداها في جميع أنحاء المنطقة ولأصبحت بقعة سوداء لا تُمحى في ضمير العالم. ل يكن في مصلحتنا الوطنية أن ندع ذلك يحدث. لذلك، رفضت حدوث ذلك.”
اليوم، المدنيون الليبيون هم أفضل حالًا من نظرائهم في سوريا. لقد أدت حملة نظام الأسد من الضربات الجوية والحصار والمجاعة إلى تحطيم مدن أكبر من بنغازي. وقد قُتل 300 ألف مدنيًا على الأقل، وتعرض أكثر من 10 آلاف شخص للتعذيب أثناء اعتقالهم في سجون النظام، ونزح 12 مليون داخليًا، وهرب 4 ملايين من سوريا، متجهين إلى البلدان المجاورة وأوروبا، الأمر الذي أدى إلى نشر حالة من عدم الاستقرار تجاوزت الحدود السورية. في ليبيا، قُتل نحو 1500 شخص نتيجة القتال في العام الماضي.
في مقابلة أجراها مؤخرًا مع صحيفة “ذي أتلانتيك”، تفاخر أوباما بإصراره على تجنب المزيد من التدخل الأمريكي في الأزمة السورية. وقال إنه قاوم في سوريا السير وفق “قواعد اللعبة التي تمارسها واشنطن،” والتي تخرج من “مؤسسة السياسة الخارجية”. ووصف قواعد اللعبة بأنها فخ يؤدي إلى قرارات سيئة في النهاية
في أوقات مختلفة، أعطى أوباما ومساعدوه عدة أسباب أخرى بشأن لماذا كانت ليبيا مكانًا جيدًا للتدخل ولم تكن سوريا كذلك. في ليبيا كان هناك اتفاق بين الأمم المتحدة وحلف شمال الاطلسي للهجوم. لقد كانت ليبيا مهمة أكثر سهولة. ولم يكن لدى القذافي داعمين أقوياء في روسيا وإيران.
كل هذه الحقائق تفتقد إلى عنصر أهم؛ وهو أنَّ سوريا أكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية والرمزية. إنَّ الفشل الأمريكي في سوريا يؤثر بشكل مباشر على مصالح الأمن القومي الأمريكي ومصالح حلفائها، وحاصة تركيا وإسرائيل. ولذلك، فإنَّ إعادة بناء سوريا في يوم من الأيام ستكلّفالمجتمع الدولي مئات المليارات من الدولارات.
وثمة فرق آخر بين ليبيا وسوريا عند رؤساء الولايات المتحدة في المستقبل؛ وهو نفوذ الولايات المتحدة هناك. مهما يحدث في ليبيا، سيكون هناك بعض النوايا الحسنة المتبقية تجاه الولايات المتحدة واعتراف بأنه عندما كان المدنيون في خطر التعرض للذبح، اختارت أمريكا عدم النظر في الاتجاه الآخر والتدخل. لكن الوضع ليس كذلك في سوريا، حيث ينشأ جيل كامل من الشباب داخل مناطق الحروب، ويشعرون بأنَّ الدول الرائدة في العالم قد تخلت عنهم.
وفيما يتعلق بفائدة ذلك على المصلحة الأمريكية، والمنطقة، والعالم، فإنَّ سياسة الرئيس أوباما في ليبيا، رُغم نقصها، إلّا أنها كانت ناجحة أكثر من سياسته في سوريا. وحتى سياسة القيادة من الخلف لحل المشكلة هي أفضل من تبني سياسة تسمح بدخول المشكلة في دوامة خطيرة خارجة عن نطاق السيطرة.
======================
معهد واشنطن :الجيش الإيراني يتكبد أولى خسائره البشرية في سوريا
فرزين نديمي
12 نيسان/أبريل 2016
في أعقاب سلسلة من التقارير غير المؤكدة وصور وسائل الاعلام الاجتماعية التي أشارت بأنه قد تم نشر أفراد من "الجيش الوطني الايراني" (أو "ارتش") في سوريا، تم تأكيد وجودهم هذا الأسبوع من خلال إعلانات جديدة عن الخسائر البشرية والتصريحات الرسمية. وكما اشتُبه، شارك أفراد من الجيش الإيراني في القتال حول نفس المنطقتين اللتين وضع فيهما «الحرس الثوري الإسلامي» قدماً له في وقت سابق، وهما دمشق وحلب.
في 10 نيسان/أبريل، ظهرت تقارير أشارت إلى أن رقيب (عريف) من "مغاوير اللواء 65 الخاصة المحمولة جواً" قد قُتل في سوريا. وفي اليوم التالي، ذكرت وسائل الاعلام الإيرانية أن العقيد مجتبى ذو الفقار نسب، قائد "وحدة الاستخبارات في اللواء  45 مغاوير في الجيش الإيراني" قد قُتل في إحدى المعارك أيضاً، إلى جانب ضابط من "اللواء 2"، "شعبة القوات الخاصة الـ 58" (وحدة الاستجابة السريعة)، وضابط من "لواء المشاة الميكانيكى 3"، "الفرقة المدرعة 88"، وضابط آخر على الأقل. وذكرت التقارير أنهم قتلوا في معارك مع «جبهة النصرة» - جماعة متمردة تدور في فلك تنظيم «القاعدة» - في منطقتي خان طومان وزيتان جنوب غرب حلب. بالإضافة إلى ذلك، أًصيب عدد من أفراد الجيش الإيراني.
ويوم الاثنين أيضاً، أكد قائد القوات البرية الإيرانية الجنرال أحمد رضا بوردستان رسمياً وللمرة الأولى أن أفراد "لواء النخبة 65 المحمول جواً" وغيره من فروع القوات المسلحة الوطنية قاموا بأدوار "استشارية" فضلاً عن جمع المعلومات الاستخباراتية في سوريا. وكان قد تم تشكيل "اللواء 65" في عام 1959 باسم "لواء القوات الخاصة 23"، مستكمَلاً بمدرسة [لتعليم وتدريب وتبادل المعلومات الخاصة] بالحرب غير النظامية. وقد ساعد بإنشائه مستشارو "القوات الخاصة الأمريكية". وفي عام 1991 أُعيد تنظيم اللواء كما أُعيدت تسميته، وهو يحتفظ الآن بوحدة نخبة متخصصة في عمليات مكافحة الإرهاب وإنقاذ الرهائن.
وخلال عهد الشاه، في عامي 1972-1973، نشر الجيش قوة عسكرية لا يستهان بها (من بينها قوات خاصة) في عُمان لمساعدة السلطنة في محاربة المتمردين الماركسيين. وفي سبعينيات القرن الماضي ساعدت عناصر الجيش الإيراني، القوات الكردية العراقية في قتالها ضد جيش الحكومة المركزية في بغداد. وفي عام 1982، تم نشر "اللواء 58" التابع للجيش الإيراني ما بعد الثورة الإسلامية، ولفترة وجيزة في سوريا كجزء من فرقة عمليات مشتركة تابعة لـ «الحرس الثوري» بهدف عرقلة تقدم إسرائيل في لبنان. إلا أنه تم استدعاؤها بعد وقت قصير، بعد أن غيّر آية الله روح الله الخميني رأيه.
وعموماً، إذاً، يتمتع الجيش بخبرة محدودة في الخارج - وباستثناء البحرية الإيرانية، نادراً ما أُرسلت وحدات أخرى من القوات المسلحة الوطنية لمهمات في الخارج - فوفقاً للمادة 148 من الدستور، لا يمكن نشرها إلا لحماية سيادة إيران وسلامة أراضيها. وفي المقابل، يتمتع «الحرس الثوري» الإيراني بهيكل قيادة مخصص للتعامل مع المهام الخارجية
ولمجاراة [التطورات المتسارعة]، قطع الجيش شوطاً كبيراً في تحسين قدراته القتالية غير المتماثلة، بتشكيله المزيد من الكتائب المتنقلة وإدخاله أسلحة وتكتيكات أكثر ملاءمة لمثل هذه البيئات. وفي شباط/فبراير، تطوع قادة القوات الجوية والدفاع الجوي الايراني لتقديم خدماتهم للمساعدة في حماية نظام الأسد ومجاله الجوي، في حين تشير تقارير غير مؤكدة أن القاذفات المقاتلة الإيرانية قامت بطلعات جوية محدودة فوق سوريا في أواخر عام 2015. ويبدو أن [الحكومة في] طهران والقيادة العسكرية على حد سواء يعتبران التدخل في سوريا بمثابة فرصة سانحة لاكتساب الخبرة في محاربة عدو مصمم ومجهز تجهيزاً جيداً في بيئات غير نظامية. بيد، يبدو أن جهود الجيش للاستفادة من هذه الفرصة على أرض الواقع أثبتت للتو أنها قاتلة.
وقد يكون أحد التفسيرات المحتملة لقرار طهران نشر عناصر "ارتش" في سوريا هو تحسين الرأي العام حول ما أصبح مغامرة خارجية لا تحظى بشعبية فضلاً عن كونها مكلفة نسبياً. وتلعب قوات «الحرس الثوري» دوراً أساسياً في محاربة أعداء النظام الإيراني المحليين والأجانب، وأثبتت أن بإمكانها أن تكون قاسية في إخماد الاضطرابات المدنية كما حدث في عام 2009. وجزئياً، بسبب هذه السمعة، فشل إصرار «الحرس الثوري» على دعم الجماعات المسلحة في سوريا وأماكن أخرى في كسب قلوب وعقول التيار السائد في إيران، لذلك قد يأمل قادة النظام بأن وجود القوات المسلحة الوطنية الشعبية والتضحيات التي تقدمها سيجذبان المزيد من التأييد في صفوف عامة الشعب. ومع ذلك، قد يأتي هذا الإسلوب بنتائج عكسية، إذا استمرت ضحايا "ارتش" في الزيادة في سوريا.
======================
نيويوركر الامريكية  :أضخم ملف من الوثائق السرية التي تفضح جرائم الأسد
عربي21- عبيدة عامر# الثلاثاء، 12 أبريل 2016 04:03 م 114.2k
كشفت مجلة "نيويوركر" الأمريكية عن ما يمكن اعتباره أضخم ملف من الوثائق السرية التي تفضح جرائم الأسد، والتي تربطه مباشرة بعمليات القتل والتعذيب الجماعي.
وفي ما أسمته المجلة "ملفات الأسد"، ونشرته الاثنين، سردت قصة نقل أكثر من مئة وثيقة مسربة من النظام السوري، تم دفنها في بيوت مهجورة وكهوف، قبل تهريبها بصعوبة خارج البلاد، وقد مر المحقق بما يقارب الـ11 حاجزا للثوار، تبعد 40 كم عن الحدود، في شاحنة مرت عليهم ما يقارب مئة مرة، لكنها مرت هذه المرة محملة بالوثائق.
وحال خروج المحقق، فقد توجه نحو سفارة غربية، حيث سلم الوثائق التي سلمها إلى كريس إنجلز، المحامي الأمريكي الذي يقود وحدة جرائم النظام في "لجنة العدالة الدولية والمحاسبة"، المستقلة التي تأسست عام 2012 بعد الأزمة السورية، والذي كان يدرب المساهمين بالتحقيق في الجرائم الدولية في البلقان وأفغانستان وكمبوديا.
واستطاع المحققون في هذه الوحدة تهريب أكثر من 600 وثيقة خلال الأعوام الأربعة الماضية خارج سوريا، كثير منها من مؤسسات استخباراتية عالية السرية، كانت تسرب إلى مقر المنظمة في أوروبا الغربية، وبعضها تحت غطاء دبلوماسية، حيث يتم مسح الوثائق، وإعطاؤها رمزا ورقما، وحفظها تحت الأرض.
وفي الأعلى، في غرفة مؤمنة بباب حديدي، توجد خرائط مفصلة بالقرى السورية، والأدوار المحتملة للمشتبه بهم في الحكومة السورية على لوح أبيض، والشهادات مترجمة وتملأ الجدران، حيث يشرف إنجلز، الأصلع ذو الواحد والأربعين عاما، والانضباط والدقة العالية، على هذه العملية، ويتسلم مباشرة من المحللين والمترجمين.
أوامر بالتعذيب
وسلمت اللجنة مؤخرا ملخصا من أربعمائة صفحة يربط التعذيب الممنهج وقتل عشرات آلاف السوريين بسياسات مكتوبة وموافق عليها من رئيس النظام السوري بشار الأسد، ويتم تنسيقها عبر أجهزته الأمنية، وتنفيذها عبر عملائه الذين ينقلون "نجاحات" حملتهم إلى مشرفيهم في دمشق، بحسب التقرير.
ويتحدث الملخص عن الأحداث اليومية في سوريا عبر عيون الأسد ومساعديه وضحاياهم، ويقدم سجلا للتعذيب الذي ترعاه الدولة، غير المتخيل بشدته وقسوته.
الجديد في التقرير هو ربط هذا التعذيب، الذي كان معروفا في سوريا، بأوامر موقعة، إذ قال ستيفن راب، الذي قاد فرق التحقيق للجان التحقيق الدولية في رواندا وسيراليون لستة أعوام كسفير الأمم المتحدة في "قضايا جرائم الحرب"، لتقرير "نيوروركر"، إن توثيق "لجنة العدالة الدولية والمحاسبة" أغنى من كل شيء رآه وحقق فيه في هذا المجال، بحسب تعبيره.
وأشارت "نيويوركر" إلى أن هذه الحالة هي المرة الأولى التي يتم بها تحقيق بلجنة مستقلة تمولها حكومات لكن بدون محاكمات، بالإضافة إلى أن مؤسس اللجنة بيل ويلي، محقق جرائم الحرب الكندي الذي عمل مع لجان تحقيق عالية المستوى، غضب من الشريط الأحمر الجيوسياسي الذي يشكل متابعة قضايا من هذا النوع، ما دفعه للبدء بالعمليات الإجرائية من جمع الأدلة وتنظيمها ضمن قضايا، حتى قبل أن تصدر الإرادة الدولية بملاحقتها.
ووحده مجلس الأمن يستطيع تسليم هذه القضية للمحكمة الجنائية الدولية، وهو ما منعته روسيا والصين، باستخدام حق الفيتو، في أيار/ مايو 2014، إذ رفضت قرارا يمنح المحكمة حق التحقيق في جرائم الحرب التي ترتكبها كل الأطراف.
وقال ويلي لـ"نيويوركر" إن اللجنة حددت عددا من "المجرمين الحقيقيين من أجهزة الاستخبارات"، الذين دخلوا أوروبا، وهو يسعى للحصول على الدعم المحلي بالتحقيقات.
وتعمل هذه اللجنة في سوريا، التي أصبح عدّ قتلى أزمتها مهمة شبه مستحيلة، توقفت عنها الأمم المتحدة قبل عامين، لكن لجانا تقدر عدد القتلى بنصف مليون تقريبا، بمستوى قتل متسارع، بالإضافة لأكثر من خمس ملايين لاجئ خارج البلاد يحاولون الوصول إلى أوروبا، ما يستنزف قدرات البلدان التي تسعى لتأمين اللجوء أو الدعم الإنساني، وقد ساهمت الفوضى في سوريا في صعود تنظيم الدولة، أخطر التنظيمات الجهادية التي استخدمت سوريا كأرض لتوسيع مساحات إرهابها.
التمرد
وأشارت "نيويوركر" في تقريرها إلى بدايات الثورة في سوريا، حيث دخلت سوريا في موجة الربيع العربي، التي انطلقت بعد أن حرق محمد البوعزيزي نفسه في كانون الأول/ ديسمبر 2010، حيث خرج مئات الآلاف في الشرق الأوسط مطالبين بالإصلاحات الديمقراطية والاقتصاد وإنهاء الفساد.
في سوريا، قال بشار الأسد، في كانون الثاني/ يناير 2011 لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن ما يجري في المنطقة "وباء لم يؤثر بسوريا بسبب إيمان شعبه، فعندما يكون هناك بعد بين سياستك وقناعات شعبك واهتماماته فسيكون لديك هذا الفراغ الذي يسبب الفوضى".
وكانت ثقة الأسد مرتبطة بعمل أجهزته الأمنية التي حافظت على سلطة عائلته منذ عام 1971، في البلد الذي بقي لمدة 48 عاما تحت حكم عسكري، لا يشهد المظاهرات.
في 30 آذار/ مارس 2011، خاطب الأسد الأمة السورية من مجلس البرلمان، وبدل أن يعلن الإصلاحات؛ أعلن نيته بقمع المظاهرات، معتبرا أن "سوريا تتعرض لمؤامرة عظيمة تصل إلى الدول الأجنبية التي تريد تدمير سوريا"، مشيرا إلى أن "هذه ليست نظرية مؤامرة، لكنها مؤامرة بحد ذاتها".
وتابع الأسد، حينها، بقوله إن "دفن التحريض واجب أخلاقي وديني ووطني، وكل أولئك الذين يستطيعون دفنه ولا يدفنونه هم جزء منه"، مؤكدا أنه "لا تنازل أو حلا وسطا في ذلك".
داخل خلية الأزمة
وبعد يومين، اتسعت المظاهرات في البلاد، وأسس الأسد لجنة سرية أمنية، أسماها: "خلية إدارة الأزمة المركزية"، لتنسيق القمع، وكان رئيسها محمد سعيد بخيتان، أكبر رجال حزب البعث الحاكم بعد الأسد، وكان بقية أفرادها - الذين كانوا من الموثوقين للأسد - يتنقلون دوريا بين أكبر المواقع في الجيش والوزارات والأجهزة الأمنية.
وكل ليلة، كانت خلية الأزمة تجتمع في "شعبة قيادة حزب البعث"، في وسط دمشق، وتناقش استراتيجيات قمع المظاهرات، ما يتطلب معلومات مفصلة عنل كل مظاهرة، ولأن الخلية كانت تطلب تقارير من اللجان الأمنية وأجهزة المخابرات في كل المناطق؛ قررت تعيين شخص للقيام بالعمل الورقي.
ومن بين المتقدمين، كان عبد المجيد بركات، الشاب ذو الـ24 عاما الذي أنهى دراسة الماستر في العلاقات الدولية، ويعمل مع وزارة التعليم، وفي مقابلته في نيسان/ أبريل، قابله مسؤول كبير اسمه صلاح الدين النعيمي، بعدما تفحص سيرته الذاتية، وسأله عما إذا كان يجيد استخدام الكمبيوتر، وما هي رؤيته لحل الأزمة، فأجابه بركات بقوله إنه "لتجنب رد مسلح، يجب أن تقوم الحكومة ببعض التنازلات والإصلاحات".
تفاجأ بركات بقبوله، إذ أنه استدعي للتحقيق من المخابرات العسكرية أثناء دراسته، وسئل عما إذا كان لديه أصدقاء يشاركون في نشاطات سياسية معارضة للحكومة، كما أنه انضم منذ بداية الثورة لأحد التنسيقيات، ما جعله معارضا يشرف على أكثر الوثائق سرية من كل البلاد.
في معظم الأيام، كان بركات يتلقى أكثر من 150 صفحة، تصنف التفصيلات التي تهدد حكم الأسد (من رسوم على الجدران، ومنشورات، ومظاهرات)، وفي النهاية، التهديدات العملية من المجموعات المسلحة، وكان بركات يقرأها جميعها، ويقدم ملخصات، يستلمها النعيمي ويسلمها لخلية الأزمة لكل الاجتماع.
لم يسمح لبركات بدخول غرفة الاجتماعات، لكنه رأى أفرادها، وكان النعيمي يقدم تفاصيل في كل محضر اجتماع، ومن بين الضيوف الدائمين لها كان هناك كبار مسؤولي حزب البعث، ونائب رئيس النظام السوري بشار الأسد، وشقيقه الأصغر، ماهر، القائد العسكري النزق، المصنف بقائمة العقوبات الأوروبية على أنه "المشرف المبدئي على العنف ضد المظاهرات".
في نهاية كل اجتماع، كانت الخلية توافق على خطة لكل قضية أمنية، ثم يوقع رئيس الخلية بخيتان على المحضر، ويسلمها للأسد في القصر الرئاسي، ثم علم بركات أن الأسد راجع الطلبات المقدمة، ويوقعها، ويرجعها للتنفيذ. وفي بعض الأحيان كان يراجعها، ويزيل إجراءات ويضيف أخرى، كما أنه قدم طلبات بدون استشارة خلية الأزمة، ما جعله يتأكد من أنه لا يوجد قرار أمني، مهما كان صغيرا، لا يتم بدون موافقة الأسد.
بعدما بدأ بركات في العمل لخلية الأزمة بفترة قصيرة، فإنه بدأ بتسريب الوثائق، إذ كانت المذكرات الأمنية تظهر أن الأجهزة الاستخباراتية كانت تستهدف المتظاهرين والناشطين الإعلاميية وتطلق النار عليهم عشوائيا، وهو ما كان بركات يصوره أثناء تواجده في الحمام، ويرسله إلى معارف له في المعارضة السورية، كانوا يرفقونه إلى منظمات إخبارية عربية.
وكانت خطة بركات هي تسريب أكبر قدر ممكن من المعلومات ثم مغادرة البلاد، لأن كل اشتباه بالتهريب داخل الخلية كان يرفع الفرص بأن النظام، عاجلا أم آجلا، سيكتشف أنه كان وراءها.
المحققون
وينتقل تقرير "نيويوركر" المطول إلى جانب آخر، ففي أحد أيام تشرين الأول/ أكتوبر 2011، وبينما كان بيل ويلي يزور مبعدا ليبيا في النيجر، تلقى مكالمة من السفارة البريطانية، تتضمن طلبا بالتالي: بينما كانت الأزمة السورية تنجرف نحو حرب أهلية، كانت السفارة تبحث عن شخص يدرب الناشطين على توثيق انتهاكات حقوق الإنسان.
أخبر ويلي المتصل أن عددا من المنظمات تصنف الانتهاكات، لكن كان لديه عرض مقابل، وهو تدريب السوريين على جمع نوع من الأدلة يمكن أن تمثل إدانات بشكل أفضل، وتعقب السير الإجرامي صعودا لأعلى ما يمكنه أن يصل إليه. فبدلا من إظهار الجرائم؛ كان ويل يريد أن يربطها بالنظام، سواء قام المجتمع الدولي أو لم يقم بالتحقيق، وهو ما وافقت عليه السفارة البريطانية.
وتقاطع عمل ويلي القديم مع عودة القانون الجنائي الدولي ميدانيا، إذ إنه منذ محاكمات نورمبيرغ وطوكيو، لم يكن هناك تحقيق دولي حتى وقعت جرائم البلقان في التسعينيات، وأدت إلى لجنة يوغسلافيا، والتي كان ويلي، الذي تخرج بشهادة دكتوراه بتخصص القانون الجنائي الدولي من جامعة يورك - برسالة حول جرائم الحرب وتطور القانون الإنساني الدولي - محللا لها، وعمل في رواندا بالتحقيق بجرائم الحرب، وفي الكونغو كان المحقق الأول للمحكمة الجنائية الدولية.
أثناء عمله مع المحكمة الجنائية الدولية، وصل ويلي لقناعة أن النظام القضائي الدولي كان متأثرا بـ"عجز" الإدارات العليا، فمنذ انطلاقها في 2002، فتحت المحكمة الجنائية الدولية تسعة تحقيقات، وأنفقت أكثر من مليار دولار، وأدانت ثلاثة رجال: أميري حرب وسياسيين سابقين، وجميعهم من الكونغو، ما أصاب ويلي بخيبة أمل ودفعه ليصبح مراقبا إنسانيا للأمم المتحدة في العراق.
وبعد مغادرة العراق عام 2008، أسس ويلي شركة استشارات خاصة، أسماها "تساموتا"، تساعد الحكومات الغربية والأمم المتحدة في منع جرائم الحرب في البلدان المضطربة، عبر تدريب الشرطة والجيش والأمن بالتحرك بحسب القانون الدولي.
وفي تشرين الأول/ نوفمبر 2011، سافر ويلي إلى إسطنبول مع زميلين له في المؤسسة لتدريب السوريين على جمع الأدلة التي تفيدهم كأدلة لجرائم حرب، إذ اختار زميل له بعض الناشطين والمحامين السوريين لهذه المهمة، وقد أعجبت ويلي شجاعتهم، لكنهم لم يكونوا يعملون بفعالية.
وقال ويلي لـ"نيويوركر"، إن "ميلهم في هذه الأيام هو التحرك بالكاميرات والهواتف وتصوير جرائم النظام في المناطق المدنية ثم نشرها على اليوتيوب"، مشيرا إلى أن هذا غير مفيد للاستخدام كدليل جنائي، رغم المخاطر التي يتعرضون لها، إذ إن تصوير غارة جوية على مشفى، على سبيل المثال، لا يقدم دليلا على أن هناك مسؤولين كبارا خططوا لهم، وهذا ما يهم المجتمع الدولي.
"ملك الأدلة"
وعلم ويلي الناشطين الذين حضروا معه كيفية تصوير وقياس آثار المدفعية، وتحديد زوايا التأثير، وجمع الشظايا، وتحديد نوع السلاح، وحساب نقطة الإطلاق، لكن "الشيء الأكبر الذي أردت منهم التركيز عليه كان وثائق النظام"، معتبرا إياها "ملك الأدلة في العمليات الجنائية الدولية".
وبعد الجلسات الأولى، دعا دويلي ستيفن راب، السفير الأمريكي لقضايا الجرائم الدولية، حينها، للحديث مع عشرات السوريين، إذ كان ويلي وراب يعرفان بعضهما من أيام لجنة رواندا، واتفقا على تأسيس "منظمة" لجمع الوثائق التي يمكن استخدامها يوما ما في المحاكم.
وانطلق المحققان من فكرة أن لجنة الأمم المتحدة لجمع انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا لم تمد صلاحيتها إلى حد الاتهامات، وبدل التعامل مع الوثائق، اعتمدت الأمم المتحدة على المقابلات التي أجرتها في مخيمات اللاجئين وعبر سكايب، "وهي أدلة غير متوفرة للاتهام"، بحسب راب، لأن الشهود يتحدثون بسرية، والمحاكمات علنية.
وعندما عاد الناشطون والمحامون، الذين أصبحوا محققين الآن، عادوا إلى سوريا، قدم ويلي خطة لإنشاء "لجنة العدالة الدولية والمحاسبة"، وحددوا لها ميزانية، أمنتها بريطانيا فقط، في حين أن الحكومات الغربية رصدت مئات ملايين الدولارات لمشاريع إنسانية كل عام، لكنها، بحسب ويلي، "لا تقدم لهذا النوع من المشاريع، لأن ما تقوم به هو من اختصاص الحكومات أو الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية".
جمع الوثائق
وبالرجوع إلى بركات، قالت "نيويوركر" إن خلية إدارة الأزمة سائلت بركات عن التسريبات، ما جعله يغادر سوريا، لكن قبل تأمين محاضر الاجتماعات الموجودة في مكاتب أعضاءها، كما أنه خطط لسرقة المراسلات بين خلية الأزمة والمكتب الرئاسي، ورئيس الوزراء، ووزارة الداخلية، وهو ما قام في أحد الأيام، عندما جمع ما يستطيع من الوثائق، قبل أن يسافر ما يقارب مئتي وخمسين ميلا شمالا نحو الحدود التركية.
كان الجيش السوري يسيطر على المعبر الحدودي، لكنه استطاع الهرب عبر إلصاق أكثر من ألف ورقة على جسده، والدخول إلى فندق تحت اسم وهمي، قبل أن تدرك دمشق أنه غادر، وفي الشهر التالي، بعد أن غادرت والدته، خرج بركات للعلن، وأخبر الجزيرة أنه أراد إيصال الوثائق للمحكمة الجنائية الدولية.
بعد هرب بركات بقليل، نقلت الخلية اجتماعاتها من مقرب حزب البعث إلى مكتب الأمن القومي المحصن في دمشق، إلا أن انفجارا حصل داخل غرفة الاجتماعات في تموز/ يوليو 2012، وسط أنباء عن حصول انقلاب، وأدى لمقتل رئيس خلية الأزمة حسن تركماني، ورئيس مكتب الأمن القومي هشام بختيار، ووزير الدفاع وائل راجحة، وصهر الأسد عاصف شوكت، الذي كان نائب وزير الدفاع حينها.
في اليوم التالي، عنونت صحيفة "التايمز" البريطانية مانشيتها بالتالي: "واشنطن تبدأ التخطيط لانهيار الحكومة السورية"، ثم انشق رئيس وزراء النظام السوري رياض حجاب، والناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي، كما انشق اللواء الكبير المسؤول عن إيقاف الانشقاقات عبد العزيز جاسم الشلال، متهما الجيش بـ"تنفيذ مجازر ضد الانتفاضة الشعبية البريئة"، وأعلن "انضمامه لثورة الشعب".
داخل الجيش السوري الحر
ووثق المحققون السوريون علاقاتهم داخل الفصائل الرئيسية في الجيش السوري الحر الذي سيطر على الأراضي، ولم يكن للثوار بداية "مصلحة بالتوثيق"، بحسب ويلي، الذي أضاف أنهم "كانوا يدخلون ويسيطرون على منشأة للنظام، ثم تخرج الهواتف، ويبدأ الصراخ وإطلاق النار في الجو، ثم يأخذون ما به ويسيطرون على الأسلحة، لأن هذا ما يحتجاونه، ثم يحرقونه ويخرجون"، مما يفوت كل الأدلة الموجودة.
وقال ويلي إن اللجنة أخبرت الثوار: "خذوا الوثائق بداية، وضعوها جانبا ليمكن إخراجها من البلاد، وضعوا ملاحظة متى تمت السيطرة عليها وأين، وضعوها في صناديق، وغلفوا الصناديق، ثم وثقوا انتقال الوثائق، لكن لا تتلاعبوا أو تضمنوا رصاصا في المواد"، لأن محامي الدفاع في المحكمة يمكن أن يناقش لإزالة هذه الأدلة.
وعادة يتعاون المحققون السوريون مع التنظيمات المسلحة عندما يهاجمون المباني الأمنية والاستخباراتية، لكن القوات الحكومية تحاول تدمير أي ملفات لم تستطع جلبها معها، وفي الأيام التي تلي انسحابها، تبدأ "قصفا كبيرا" على المواقع الأساسية، بحسب محقق كبير مع اللجنة، كما أن الأنابيب قد تنفجر وتدمر مئات آلاف الصفحات قبل دخوله وزملائه.
وفي بعض الأحيان، يتصل الثوار بالمحققين لجمع الملفات بعد انتهاء القتال"، إذ قال ويلي إن "تسلسل النقل مهم، لكنه لا يعني الكثير في المحاكم الدولية، رغم أن الناس قد يقتلون ويصابون وهم ينقلون هذه الوثائق".
سعاة مصابون
كان أول الإصابات أثناء محاولات إخراج الوثائق ساعيا، أصيب وجرح عام 2012، بينما كان يجري في طريق تهريب بحقيقة مليئة بالوثائق.
منذ ذلك الحين، أصيب اثنان آخران أثناء استخراج الوثائق، وقتل أحدهم - شقيق نائب كبير المحققين مع اللجنة - في كمين للجيش السوري.
وفي عام 2012، اعتقل ساعٍ وزوجته على حاجز لجبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة، إذ اكتشف المسلحون الوثائق في حقيبته، فأطلقوا سراح زوجته، لكنهم هددوه بالمحاكمة والقتل بتهمة العمالة للنظام، إلا أن اللجنة استطاعت إخراجه مقابل فدية خمسة آلاف دولار، بحسب ويلي.
وتمثل النصرة وتنظيم الدولة تهديدات للمحققين مثل النظام، إذ أنها تعتبر العلاقات مع الغرب، بالإضافة لمفهوم العدالة الدولية غير المعتادين عليه، اتهامات كبيرة، إلا أن المحققين مدربون جيدا عما عليهم عمله إذا تم اعتقالهم، كما أن المعدات التي يملكونها مشفرة ولا يستطيع أي شخص لا يعرف العمل أن يفك تشفيرها، ومن بين كل المحققين، اعتقلت مرأة واحدة، وهي مدانة الآن من قبل النظام السوري.
أطنان من الأوراق
ويمثل نقل الوثائق للحدود أخطر المهمات في عملية "لجنة العدالة الدولية والمحاسبة"، لأن الورق ثقيل ويمثل اتهاما لمن يحملها، كما أن الصور، الأسهل في الحمل، صعبة الاعتراف والتحديد في المحكمة.
وتصل عادة الوثائق عبر حقائب يصل وزنها إلى عشرين كيلو غرام، لـ250 صفحة، ويتم تهريبها عبر الحدود، بحسب ويلي، الذي أشار إلى أن هذا يتم للدفعات الصغيرة، في حين أن نقل الوثائق الأكثر ملية تحتاج مزيدا من التخطيط.
وقال ويلي إن اللجنة أخرجت من سوريا ما يقارب من 600 ألف وثيقة، تصل إلى أطنان، ولهذا فهي تحتاج عربات، والعربات تحتاج أن تمر عبر الحواجز، ولذلك فأنت تحتاج استطلاعا، وتحديد نوع الحواجز، كما أن اللجنة تدفع للسعاة وللثوار لتأمين الدعم اللوجستي".
كما أن الدفعات الكبيرة من الأوراق تعتمد على الدول الصديقة للتفاوض على فتح الحواجز، ولذلك تبقى الوثائق مخبأة لشهور.
وفي أحد المرات، تركت آلاف الأوراق من الأدلة مع امرأة عجوز في بيت جنوب سوريا، لكن المحقق لم يوضح لها طبيعة الملفات، لكن المرأة، ومن شدة البرد، حرقت الأوراق.
وقال كبير المحققين لـ"نيويوركر" إنه في المناطق العدائية كان هو وزملاؤه يخبؤون الصناديق تحت الأرض، ويحددون الموقع، ويأملون أن يرجعوا لها بعد شهور أو سنوات، عندما يتوقف القتال، وهو ما أكده ويل الذي قال إننا "نملك كميات هائلة من الوثائق التي لا زالت في سوريا، والتي لا نحركها"، مشيرا إلى أنها تصل إلى نصف مليون صفحة.
عمل موازٍ
وبالموازاة مع جمع الوثائق ونقلها؛ جند ويلي محللين عسكريين وسياسيين، ومترجمين ومحامين في أوروبا.
ففي عام 2015، ارتفعت ميزانية "لجنة العدالة الدولية والمحاسبة" إلى ثمانية ملايين دولار سنويا، وفريق عملها إلى 150 شخصا، بما فيهم موظفين في المقر وفي مكتب تحليل الفيديوهات في أوروبا، بالإضافة للمحققين في الشرق الأوسط.
ووصلت العديد من الوثائق التي يتم تحليلها من مبان المخابرات في العاصمة دمشق، وعادة ترجع للقرارات التي قامت بها خلية إدارة الأزمة، لكنها كانت تحتاج ملاحظات ومحاضر من الاجتماعات لإتمام خط القيادة
وقال بركات، الذي يعيش الآن في إسطنبول، إن كريس إنجلز ومحلل آخر زاره في إسطنبول لمعاينة الوثائق من خلية الأزمة، "وأنفقوا ثلاثة أيام يسألونني عنل كل تفصيل قمت به، وتفاصيل عن الاجتماعات"، كما صوروا الأوراق المسربة، ووعد بركات بتأمينها حال انعقاد محاكمة.
وبدأت اللجنة بغربلة وثائق بركات، الأصلية والموثقة، وتحليل العلاقات بين قرارات خلية الأزمة والتحركات الإجرامية لعناصر الأمن في المحافظات المختلفة.
وبدأت مهمة تعقب العملاء السابقين للنظام، الذين يريدون توضيح أدوراهم، تصبح أكثر بساطة، بسبب انشقاق معظمهم، إذ وجد محللو اللجنة منشقين أثرياء في الخليج وتركيا وأوروبا، كما أخذوا شهادات من جنوب تركيا، من مخيم محصن بشدة، يسمى "أبايدن" يضم ضباط النظام السابق وعائلاتهم، مع أنهم غير مدرجين في هذه القضية، التي تركز على المسؤولين الأكبر.
وشبه ويلي هذه الشهادات بأنها "عشر سنتات متراكمة"، كما قالت اللجنة أنها قابلت مئتين وخمسين ضحية في مناطق عديدة لتأمين "دليل نمطي" على أن الجرائم ارتكبت بطريقة منهجية، بربطها بهذه الوثائق، إذ كان الهدف تأسيس علاقات قوية، عبر مستندات النظام والشهادات من الشهود والضحايا.
"الناشط"
وتحدث تقرير "نيويوركر" عن ناشط يدعى مازن الحمادة، تمثل فرصة لتعقب أثر السياسات المحددة للنظام السوري على المدنيين، وهو ما كانت تحاول إخفاءه مسبقا.
حمادة، الذي ولد عام 1977، هو الابن الأصغر لسبعة عشر طفلا في عائلة وسطى متعلمة في دير الزور، وكان مختصا ميدانيا في شركة "شلومبيرغر" الهولندية، المختصة بالدراسات النفطية، والتي عملت في دير الزور، وينتمي لعائلة من المعارضين التاريخين الذين اعتقلوا حتى قبل اندلاع الثورة، وركزوا على فشل الحكومة بردم الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
وقال حمادة، لمجلة "نيويوركر"، إن "النظام كان يعمل على خدمة النخبة".
وفي عام 2011، كتب رئيس مكتب الأمن القومي مذكرة سرية لرئيس خلية الأزمة، تحدث بها عن "قلة الوطنية" في دير الزور، وردها إلى "النظام القضائي الفاسد وتأجيل القضايا والمحسوبيات واللجوء إلى الرشوة لاستعداد الحقوق".
وكانت الأجهزة الأمنية في المنطقة بدون كفاءة، وموالية للأسد، ومنذ الأيام الأولى للثورة، في شباط/ فبراير 2011، أرسل رئيس المخابرات العسكرية في دير الزور، اللواء جمعة جمعة، أوامر لكل أتباعه بـ"إعداد الكاميرات لتصوير المشاركين والمحرضين ليتم تحديدهم ومحاسبتهم في المستقبل"، وهو ما استطاع محققو اللجنة الحصول عليه، من بين أوامر أخرى مرتبطة بقمع الثورة، من فرع المخابرات العسكرية في دير الزور، بعد تركه.
ونفذ رجال الأمن في دير الزور الأوامر، ففي 4 شباط/ فبراير، وقع رئيس مكتب الأمن القومي في دمشق أمرا "بالتحقيق والبحث واعتقال" من كتب "يسقط الأسد" على الطريق العام في دير الزور، وهو ما لم يستطع رئيس فرع الأمن السياسي تنفيذه بحسب ما رد على الفرع.
وفي 18 آذار/ مارس، كان هناك مباراة في دير الزور بين الفريق المحلي "الفتوة"، وفريق "تشرين" في اللاذقية، الذي كان يفضله، إذ كان حمادة يعيش بجانب الملعب، وسمع هتافات ضد النظام، مما دفع النظام لإلغاء بقية مباريات الدوري.
شاهد من أهلها
وفي بقية آذار/ مارس، وصف المسؤولون في دير الزور الثورة بمصطلحات واضحة، ففي أمر لأتباعه في دير الزور، وصف جمعة المظاهرات في سوريا بأنها "متأثرة ببعض البلدان العربية التي شهدت مشاركة الشباب للمطالبة بالتغيير والحريات والإصلاح وخلق الوظائف للشباب وتحسين معايير الحياة ومحاربة الفساد".
لكن لاحقا، تبنى مسؤولو المنطقة لغة المؤامرة التي أتت من دمشق، فبعد ساعات من خطاب الأسد المتلفز في 30 آذار/ مارس، وافق أعضاء لجنة الأمن في دير الزور على اعتبارها "مرجعية ونقطة فارقة في عملنا"، ومعظم قرارات المجموعة المستقبلية أصبحت متأثرة بالقلق من الخيانة، والفتنة، وتسلل الأجانب، و"المشروع الصهيوني الأمريكي".
وتحمس حمادة وأصدقاؤه للثورة، وأصبحوا يجتمعون في مسجد الحي، عثمان بن عفان، لتنظيم مظاهرات بعد صلاة الجمعة، فقد كانت "قضية لوجستية، وخرج الجميع من المسجد يوم الجمعة"، مضيفا "ولو استطعنا الخروج من الكنائس لخرجنا".
وبحسب المحاضر الموجودة في لجنة دير الزور، فإن أفرادها قرروا "التسرب للمساجد مع موالي حزب البعث، إذ دخل ما يقارب مئتا شخص لكل مسجد، للتعامل مع أي قضية مرتبطة بالتحريض.
وقسمت اللجنة كل مجموعة إلى ثلاثة أفرقة: فريق داخل المسجد، والآخر يقوم بالاستطلاع، والثالث يظل مستعدا، لكن هذه الخطة انقلبت، إذ أبلغ محافظ دير الزور اللجنة "أن معظم الرجال الذين اعتقلوا من رجال الأمن كانوا من رجال البعث"، الذين تركوا الحزب وانضموا للمتظاهرين.
وكان حمادة يصور المظاهرات، واستجابة رجال الأمن، رغم أن النظام قطع الإنترنت عن حيه، ولذلك رفع المقاطع على اليوتيب من مكان عمل زميله، وبعضها انتهى لمواقع عربية.
ولمكافحة نشاطات كهذه، أخبر المحافظ اللجنة الأمنية: "يجب أن نرشح خبراء إنترنت بين رجالنا للتعامل مع المواقع العدائية التي تبث السموم في البالد عبر مواقع، مثل الفيسبوك"، وبينما كانت اللجنة تناقش أهمية إظهار القمع إلا أن العنف تصاعد، إذ قال جمعة إن المتظاهرين كانوا ينشرون "إراقة الدم، سعيا لاستجلاب تدخل خارجي"، وهو ناتج قال إنه يسعى لتجنبه.
وفي اليوم التالي، أرسل رسالة من جملة واحدة لأتباعه في المخابرات العسكرية في المحافظة: "المطلوب منكم منع رجالكم من إطلاق النار بشكل عشوائي وقتل المدنيين بشكل عشوائي".
وفي أيار/ مايو، انهار الأمن في المحافظة بشكل سريع، إذ أن الرجال المسلحين بالعصي ورصاص الصيد والمولوتوف أحرقوا مركزين للشرطة وأربع سيارات وستة دراجات للشرطة، كما علمت المخابرات أن هناك شخصا يحاول تجنيد المتطوعين لتفخيخ سيارة خارج منزل جمعة، إذ حذر رئيس الفرع الأمن السياسي في المحافظة: "قد يكون هناك موجة من الاغتيالات".
حمادة، الذي اعتقل مرتين سابقا، استمر بتنظيم المظاهرات، لكنه بدأ يقضي الليالي في منزل آمن مع الناشطين الآخرين، كما اعتقل أحد إخوانه ولم يخرج حتى الآن، ففي لقاء مع اللجنة الأمنية، حذر جمعة أن الاعتقالات قد تكون "سيفا ذا حدين"، وتزيد عدد الناس الغاضبين الذين يطالبون بإطلاق سراح عائلاتهم.
نهاية أيار/ مايو، أرسل جمعة عدة رسائل معبرا عن غضبه بأن المحققين كانوا يصعقون المعتقلين بالكهرباء، ويطفؤون السجائر بأجسادهم، ويضربونهم "على كل مكان بطريقة مخيفة"، ويهينونهم عبر إجبارهم على الجلوس على قناني الصودا، قائلا إنه يرفض "احتجاز شخص من ضحايا التعذيب حتى يكون هناك تقرير مكتوب حول حالته الصحية، يتضمن أولئك المسؤولين عن اعتقاله".
وانتهى تردد جمعة في صيف 2011، إذ أن الأدلة من لجنة العدالة الدولية والمحاسبة أظهرت أن معتقلي فرع الأمن العسكري كانوا يضربون بالقبضات والكوابل والعصي حتى يفقدوا الوعي، وتكسر عظامهم، وكانت أسنانهم تسقط، ويدحشون في عجلات السيارات، ويضربون حتى تدمى أقدامهم، ويصعقون بالكهرباء، بعد أن يصب عليهم الماء، وينتهكون حتى يتبولوا دما، ويضربون حتى الموت، كما شارك جمعة شخصيا في عدد من هذه التحقيقات.
"الأوامر"
وتابع تقرير "نيويوركر" السرد بأنه في 5 آب/ أغسطس 2011، عقدت جلسة خلية إدارة الأزمة اجتماعها المعتاد في شعبة قيادة البعث، بعد خمسة شهور من المظاهرات التي استمرت واندلعت في بقية المحافظات، وهو ما أرجعه أفراد اللجنة إلى "التراخي في التعامل مع الأزمة"، بحسب الوثائق المسربة.
وألقت الوثائق باللائمة على "التنسيق الضعيف والتعاون بين الأجهزة الأمنية المختلفة"، وقرروا تلك الليلة إعطاء أوامر محددة لاستهداف أشخاص محددين.
أولا، فإن على كل الفروع الأمنية شن حملات اعتقال يومية للبحث عن منظمي المظاهرات، وأولئك "الذين يشوهون صورة سوريا في الإعلام الأجنبي"، ثم "بعد أن يتم تطهير كل قطاع من الأشخاص المطلوبين، يجب أن تنسيق أجهزة الأمن وأعضاء البعث والمليشيات المحلية على ضمان عدم رجوع ناشطي المعارضة إلى هذه الأحياء".
ثالثا، فإنهم يجب أن "يؤسسوا لجنة تحقيق مشتركة على مستوى المنطقة، مكونة من ممثلي كل الأجهزة الأمنية، التي يجب أن تحقق مع المعتقلين، ويجب أن "ترفع النتائج لكل الفروع الأمنية، لتستخدم بتحديد الأهداف الجديدة التي يجب استهدافها".
وأصبحت هذه السياسة العمود الفقري لقضية لجنة العدالة الدولية والمحاسبة ضد مسؤولين في النظام السوري، فمع وثائق بركات من دمشق، وصفحات اللجنة الـ600 ألف التي استطاعت احصول عليها من الدولة، استطاع المحللون تعقب هذه الأوامر ضمن سلاسل مختلفة من الأوامر من خلية إدارة الأزمة.
وأرسل رئيس خلية الأزمة هشام بختيار، رئيس المكتب الأمن القومي، هذه الأوامر إلى المكاتب المحلية لحزب البعث، الذين ترأسوا اللجنة الأمنية لكل محافظة، بالإضافة لأوامر إضافية بـ"القيام بما يجب عليكم القيام به لإنهاء الأزمة".
وأرسل رؤساء الفروع الأمنية الرئيسية - المخابرات العسكرية، المخابرات الجوية، الأمن السياسي، وإدارة المخابرات العامة - هذه الأوامر إلى الفروع المحلية والدولية، الذين مرروها لعملائهم في الأمن المحلي.
وسافر أعضاء خلية الأزمة إلى المحافظات التي تشهد ارتباكا للإشراف على تشكيل لجان التحقيق المشتركة، مما سهل المهمة على لجنة التحقيق، لأن "كل الأسماء كانت على كل المستندات"، بحسب ويلي.
وقال إنجلز لـ"نيويوركر": "إذا أرسلت هذه الأوامر، دون أن يكون هناك رد فعل عليها، فإن هذا يخبرنا كثيرا، لأنه من الأهمية بمكان أن نرى هذه الأوامر ترجع بشكل تقارير عبر التسلسل إلى أعلى"، لتؤكد أن هؤلاء الأشخاص اعتقلوا وحقق معهم، وأن قيادة النظام السوري في دمشق توافق بقيت على علم بالانتهاكات في مواقع الاعتقال.
وقال ويلي إن "الفشل الدائم بالسيطرة على من يتحرك بطريقة جنائية سيتم استخدامه للاتهام، إذ أن قانون الأوامر ومسؤولية الإشراف سيستخدم كثيرا في هذه الحالة"، خصوصا أن خلية الأزمة طلبت قوائم بكل المعتقلين، كما أن بعض أفراد اللجان الأمنية المحلية اتخذ خطوات صارمة لإرضاء مشرفيهم، كما وجدت نسخة من أوامر خلية الأزمة في الرقة بملاحظة مكتوب عليها: "لقد قمنا بهذا منذ زمن".
وبحسب القانون الدولي، فإن الحكومات ملزمة بالتحقيق في تقارير انتهاكات حقوق الإنسان.
وفي أيلول/ سبتمبر، أرسل الادعاء العام في دير الزور ثلاثة رسائل عبر الفاكس - آخرها حصلت عليه لجنة التحقيق - للمحافظ، ووزير العدل السوري، ورئيس لجنة التحقيق المشتركة، تطالبهم بالتوقف عن انتهاك القانون السوري، إذ كتب على واحدة منها إن "أهالي وأقارب المعتقلون يسألون بشكل يومي عن مصير أبنائهم وآبائهم وإخوتهم، ويجب عليكم الاستماع لما يقولون، كما أن ثلاجة المشفى مليئة بالجثث المشوهة المتحللة لأنها بقيت هناك منذ مدة".
"التحقيق"
وظهر اسم مازن الحمادة على قائمة الاعتقال في دير الزور، كما كان اثنان من إخوته مطلوبين، بالإضافة لأحد أصهرته.
وفي أحد أيام آذار/ مارس 2012، طلب طبيب من حمادة أن يقوم بتهريب حليب أطفال لامرأة في داريا، في ريف دمشق، وجمع هو وأبناء إخوته خمسا وخمسين علبة من الحليب، وخبأوها تحت ملابسهم، وسافروا للقاء المرأة في أحد المقاهي.
وحالما سلم الحمادة الحليب، قبضت عليه الأجهزة الأمنية مع أبناء إخوته، وسحبوا قصمانهم على ملابسهم، ووضعوهم في سيارة كبيرة، ليقول إنه "لم يكن لديه فكرة عما كان يجري، وطول الطريق كانوا يقولون لنا: سنعدمكم".
وبعد أن عروهم حتى ملابسهم الداخلية، وضربوهم، وألقوهم في زنزانة بطول 12 قدما، مع أربعين معتقلا آخرين، علموا أنهم كانوا في فرع المخابرات الجوية في مطار المزة العسكري، أحد أسوأ مراكز الاعتقال في البلاد.
وبعد أسبوعين، وضع المعتقلون في "هانجار" صغير، بأبعاد أقل من أربعين قدما بعشرين قدما (13 مترا × 6 أمتار)، وكان هناك 170 معتقلا، وضعت أيديهم بين أقدامهم، ويجلسون راكعين.
"أنت تتعفن"
وقال حمادة لـ"نيويوركر": "أنت تتعفن هناك، لأنه لا يوجد هواء ولا ضوء شمس، وتطول أظافرك، لأنك لا تستطيع قصها، وعندما تحك جلدك فأنت تدميه".
ولم يكن المعتقلون قادرين على غسل أنفسهم أو تغيير ملابسهم، وقد ملأت التقرحات أجسادهم.
وعبر البلاد، كان المعتقلون يشربون مياه المحاريض، ويموتون من الجوع والتسمم والأمراض، ما دفع الناس للجنون وفقدان ذاكرتهم، بحسب حمادة، الذي تم تحويله أخيرا لخلية اعتقال انفرادية مع عشرة آخرين.
في أحد الأيام، تمت تعمية حمادة واقتياده إلى غرفة للتحقيق، وبدأ المحقق، الذي قال حمادة إن اسمه سهيل، بتحديد هويته، إذ يعتقل الكثير ويعذبون مع كونهم اعتقلوا بالخطأ.
عندما سأل سهيل عن معلومات حول ناشطين آخرين التقاهم حمادة في دمشق، تردد حمادة، فبدأ التعذيب، إذ إن "أول شيء كانوا يستخدمون هو السجائر التي أطفأوها على قدمي"، وكانوا يصبون عليه الماء وصعقوه باستخدام أسلاك وأقطاب، فاعترف أخيرا بأسماء أصدقائه الذين قتلوا في دير الزور.
وكانت هذه الأسماء مجرد البداية، إذ سأله سهيل: "كم شخصا قتلت من الجيش العربي السوري؟"، فرغم اعتراف حمادة بتنظيم المظاهرات ورفع الفيديوهات والحديث للإعلام الأجنبي، كانت الصعوبة: "كيف تختلق قصة قتل هؤلاء الأشخاص؟".
وبدأ الشبح، حيث علقت يدا حمادة في أنبوب في السقف، وبقيت أقدامه مرتفعة بمسافة 16 ياردة عن الأرض، فأصبح كل الثقل على يديه، "ثم بدأت أشعر بأن الأصفاد بدأت تجرح يدي، وبقيت لذلك أكثر من نصف ساعة، ثم بدأت بالصراخ واستمررت بالصراخ حتى وضعوا حذاء عسكريا في فمي".
وكانت هذه الطريقة تستخدم في الفروع الأمنية، بـ"تنويعات مختلفة"، إذ إن العديد من المعتقلين كانت أيديهم تعلق وراء ظهورهم، وبعضهم كان يترك لأيام، والآخرون يتوقفون عن التنفس.
وأخبر مساعدو سهيل أنه إذا اعترف بحمل الأسلحة فسيطلق سراحه، ولأنه لم يعترف، فقد كسرت أربعة من ضلوعه، وفي تلك الحالة، وافق على الاعتراف بحمله سلاح صيد، فتركوه، لكن هذا لا يتسق مع جرائم الإرهاب، فعذبوه جنسيا ليعترف بحمله "كلاشينكوف"، واستمر التعذيب حتى اعترف حمادة بكل شيء أرادوا منه أن يعترف به.
أنماط تعذيب متشابهة
وفي كل مقابلات الشهود، وجدت "لجنة العدالة الدولية والمحاسبة"، أنماطا ثابتة للتحقيق في كل الفروع عبر البلاد، فقد كانوا يعتقلون بحسب سياسة "خلية الأزمة".
وبجانب تحديد أهداف جديدة، كانت نتائج هذه التحقيقات تشارك مع الأجهزة الأخرى، وكان المعتقلون يظلون في ظروف غير إنسانية لشهور أو سنوات بدون دخول محاكمات قضائية.
ولم تكن الاعترافات بالإكراه تستخدم لأهداف أمنية، لكنها أعطت غطاء قانونيا لعملية الاعتقال، فقد كان الاعتراف بالجرائم يضع الناشطين المضادين للحكومة أمام احتمال مواجهتهم لتهم خطيرة، وإذا تم إدانتهم، فقد يظلون في الاعتلاق لسنوات، كما استخدمت هذه الاعترافات كإيهام ودعاية للحديث عن مؤامرة ضد سوريا، إذ أجبر المعتلقون على الاعتراف بالمشاركة بالخيانة أو التحريض.
تعذيب المحققين
ووصل هذا التعذيب ضد بعض المحققين كذلك، ففي أكثر من حالة، كان المحقق يرجو المعتقل أن يعترف بجريمة ليتوقف عن إيذائه.
وأكد كريس إنجلز هذه الفكرة قائلا إن "هناك فكرة أنهم يجب أن يحصلوا على نتائج، فالأدلة على أن بعضهم لم يقم بما عليه كانت حقيقية، وهناك أدلة على أن هناك أشخاصا لم يقوموا بذلك".
وكان الخط الأخير من سياسة استهداف خلية الأزمة هو أمر رؤساء الأجهزة الأمنية بـ"إعطاء مكتب الأمن القومي بشكل دوري أسماء عناصر الأمن المترديين أو غير المتحمسين"، الذين اعتقل بعضهم في خلية حمادة.
وبعد شهور من التعذيب، وقف حمادة مع ابن أخيه فهد لوضع بصمات على تقاريرهم، التي تضمنت اعترافاتهم بالتأكيد، رغم أنهم لم يستطيعوا التأكد لأنهم ممنوعون من قراءة تقاريرهم.
ووقف ولد عمره 17 عاما بجانب حمادة وفهد، وعندما علم الحراس أنه من داريا، ضربوه بالأرض، وجلب أحدهم شعلة وأحرقوا الطفل كاملا، بحسب حمادة، ثم التفوا عليه، وأحرقوا رقبته وكل جسمه، إذ قال حمادة: "لقد كان وجهه يذوب".
وقال مراسل "نيويوركر" إن عيون حمادة أصبحت حمراء، وبدأ صوته يخفت، ثم أجهش بالبكاء، عندما تذكر الطفل، الذي ظلوا يحاولون ليومين مع المعتقلين الآخرين تضميد جراحه، وهو يموت بين يديهم، وعندما أتى الحراس لأخذ جثته، صرخ حمادة بهم، فشبحوه لعدة ساعات، إذ قال إنك "تريد أن تقتلهم بأي طريقة، لتنتهي من كل هذا، لأنك تعب من التعذيب والنوم والاستيقاظ والعيش هكذا كل يوم".
المشفى 601
بداية 2013، وبعد عام تقريبا من الاعتقال، استلقى حمادة على أرضية الهانجار، فبعد استدعائه والتحقيق معه لسبع أو ثماني مرات، أصابه مرض في عينيه وأصبحت تدمع قيحا، وأصبح الجلد على قدميه ميتا.وبينما كان المعتقلون يقفون كلما دخل الحارس، لم يعد حمادة يستطيع، فقد وصل الأمر به إلى "التبول دما"، بحسب قوله، ما دفع رئيس التحقيق لإرساله إلى "المشفى 601" العسكري الموجود في سفح جبل المزة، ويطل عليه القصر الرئاسي.
وكان حمادة قد سمع بهذا المشفى، فقد أرسل إليه بعضهم معتقلين، وقليلون من عادوا منه، فتوجس، لأن "هذا ليس مشفى، بل هو مسلخ".
وبالرغم من حالة حمادة، فقد ضربه الحراس أثناء أخذه للمشفى، واستخدم أحدهم الأنبوب "الأخضر"، الذي كان الحراس يسمونه بـ"الأخضر الإبراهيمي" نسبة للمبعوث الأممي إلى سوريا حينها.
وفي ممر المشفى، كان الممرضون الذكور والإناث يضربونه بأحذيتهم ويدعونه بالإرهابي، وعندما وصل إلى جناحه، ربط في سريره مع سجينين آخرين، وطلبت منه ممرضة اسمه، ثم ضربته بعصا.
وأشار تقرير للأمم المتحدة ذلك العام أن بعض الموجودين في المشافي كانوا يساهمون بتعذيب المعتقلين في المشفى 601.
وفي تلك الليلة، استيقظ حمادة وهو يطلب الذهاب للحمام، فضربه حارس طيلة الطريق لهناك، لكنه ذهب وحده، وعندما فتح الحجرة الأولى، وجد رتلا من الجثث، المشوهة والزرقاء، ثم وجد اثنين آخرين في الحجرة الثانية، بدون أعين، وكانت هناك جثة أخرى في الحوض، فخرج فازعا، لكن الحارس أعاده إلى هناك، وقال له "تبول فوق الجثث"، فلم يستطع، وبدأ يشعر بأنه يفقد الإحساس بالواقع.
وبحسب تقرير للجنة الأمم المتحدة، فقد كانت جثث المعتقلين "تحتجز في الحمامات" في عدة فروع أمنية في دمشق.
لاحقا تلك الليلة، بحسب حمادة، فقد مشى حارسان سكرانان إلى عنبره، وبدأا يسألان: "من يريد دواء؟"، فرفع بعض المعتقلين أيديهم، فاختار الجندي معتقلا متحمسا، وبدأ يضرب السجين على رأسه حتى فتحه، ثم سحب النخاع الشوكي من رأسه، وأمر مريضا آخر بسحبه للحمام.
وقالت الأمم المتحدة إن العديد من المرضى عذبوا حتى الموت في "المشفى 601"، وكان هذا الجندي يسمي نفسه "عزرائيل"، ويتذكره ناجون آخرون كانوا يعذبون المساجين بطرق مشابهة.
وقال حمادة إنه عندما رأى هذا تأكد أن هذا مصيره، فبدأ يطلب من أحد الأطباء أن يرجعه لفرع المخابرات الجوية، رغم أن الطبيب قال له إنه لا زال مريضا، فأكد له أنه قد تعافى، فأرجع في اليوم الخامس خارج المشفى، من نفس الحراس الذين أدخلوه، فكانوا يضربونه ويشتمونه لأنه لم يمت، ثم شبح لأربعة ساعات.
في حزيران/ يونيو 2013، أحيلت قضية حمادة للقضاء، ونقل إلى سجن عدرا المركزي في دمشق، حيث عرض ملفه لإثبات القضايا ضده (لأن السجون السورية تحت الإشراف القضائي، والفروع الأمنية ليست كذلك)، وكان الرد أنه اعتقل بـ"تهمة الإرهاب وأنه محروم من الحرية منذ 5 حزيران/ يونيو 2013"، بنفس التاريخ، وكأن الخمسة عشر شهرا التي قضاها في المخابرات الجوية لم تكن.
الهجوم الكيماوي
وفي الساعات الباكرة من 21 آب/ أغسطس، أطلقت الحكومة السورية صواريخ تحمل غاز السارين على أحياء غوطة دمشق، وقتلت أكثر من 1400 شخص.
وردا على ذلك، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن "الأسد تجاو الخط الأحمر، وسنتخذ إجراء عسكريا ضد أهداف للنظام"، قائلا إنه ينتظر موافقة الكونجرس، وهو ما لم يحصل لاحقا.
وبعد الهجوم الكيماوي بقليل، نقل حمادة والعديد من المعتقلين إلى المزة، بدون توضيح، وبدأ عناصر الأمن بنقلهم إلى هانجار فارغ كبير، حيث يعتقد أن أحد الصواريخ التي كانت تحمل السارين أطلقت من قاعدة المزة، التي كان يتوقع أنها هدف للضربات الأمريكية، وداخله كان الحراس يسخرون من المعتقلين قائلين إنهم سيموتون لو تعرضت سوريا لضرب أمريكي.
وفي بداية أيلول/ سبتمبر، تخلت الولايات المتحدة عن فكرة الحملة العسكرية، وأعيد حمادة لمحكمة الإرهاب في دمشق، حيث حصلت جلسة الاستماع أخيرا.
وفي الجلسة، أشار القاضي إلى أن حمادة اعترف بمهاجمة المواقع العسكرية وقتل الجنود، فأظهر له مواقع حرق السجائر في قدميه، ويديه النازفتين، وظهره النازف، في مشهد معتاد داخل المحاكم السورية، فحكم القاضي ببراءته.
قبل إطلاق سراحه، تم التحقيق معه من عناصر الأمن السياسي، وسألوه عن المظاهرات التي شهدها قبل عامين، فاعترف: "نعم، كنت متظاهرا، وشتمت الأسد"، مضيفا "لقد كنت في الجحيم، وإذا كنتم تريدون اعترافي فخذوه"، وعندما أرجعوه للمحكمة، أسقط القاضي قضيته.
"مدينة أشباح"
وعندما عاد حمادة إلى دير الزور، وصفها بـ"مدينة أشباح"، فبعد عامين من القتال الكثيف والضربات الجوية، تدمرت معظم المباني، كما سقطت مئذنة مسجد عثمان بن عمان، ولا زال اثنان من أبناء إخوته معتقلين في المخابرات الجوية، في دمشق، واختفى أفراد آخرون من المواقع الأمنية.
وبعد وصوله إلى دير الزور، وظهور تنظيم الدولة هناك، وتحول الأزمة السورية لحرب أهلية، قرر حمادة الهرب إلى تركيا، ومنها إلى اليونان، وسافر أكثر من 1700 ميل إلى هولندا، حيث كانت أخته هناك قبل الحرب، في رحلة لا يكاد يذكرها، مقابل ما مر به حمادة.
صور قيصر
ودعمت هذا السجل من الفظائع في "مشفى 601" ما يقارب 55 ألف صورة، هربوا من سوريا على يد ضابط في الشرطة العسكرية يعرف نفسه باسم "قيصر".
وقبل الحرب، وثق قيصر وزملائه مواقع الجرائم وحوادث السير، بما في ذلك عناصر للجيش في دمشق، ورفعوا الصور على حواسيب الحكومة، ثم طبعوها وأضافوها لتقارير الوفاة الرسمية.
وفي 2011، أصبحت هذه الجثث للمعتقلين، وجمعت كل يوم من الفروع الأمنية، وسلمتها للمشافي العسكرية.
وفي "المشفى 601"، صور فريق قيصر الجثث في المشرحة وفي الكراج، وكل جثة كانت تعطى رقما، عادة من أربع أرقام - مثل رقم حمادة 1858-، وتوضع على رقم وتلصق على صدره أو على جبهته بخط عريض.
ويظهر رقم آخر الفرع الذي قتل به المعتقل، إذ كان هناك ما يقارب 11 ألف جثة، وكان فريق قيصر يوثق في بعض الأيام أكثر من 50 جثة، تكون إما هزيلة، مشوهة، مقطوعة، محروقة، مطلقا عليها الرصاص، مضروبة، مخنوقة، مكسورة، مذوبة.
وبحسب تقرير الأمم المتحدة، بعد أن ينهي فريق قيصر التوثيق، يكتب أحد الأطباء عادة "جلطة قلبية" في شهادة الوفاة، ثم تجمع الجثث وتلقى بعيدا، وفي حالات نادرة كان أفراد العائلة قادرين على الحصول على الجثث، بعلامات تعذيب كبيرة.
وتابع التقرير: "بعض الجثث كانت تسلم من المستشفى فقط في حالة توقيع العائلة بيانا يؤكد أن ابنهم اختطف وقتل على يد الإرهابيين".
واستطاع قيصر الهروب من سوريا في آب/ أغسطس 2013، بعدد من الفلاشات التي خبأها في جواربه، وبقيت الصور سرا حتى استطاع التحدث لفريق من المحققين الدوليين والخبراء، في كانون الثاني/ يناير الذي تلاه.
وبدون رابط يحدد اسم المعتقل برقمه، فإن تحديد هذه الجثث صعب، لأن معظم الوجوه مدمر، أو العيون مقتلعة.
ونشر نشطاء مقربون من قيصر بضعة آلاف صور، مما سمح للعائلات بمعرفة مفقوديها، إذ وجدت بعض العائلات أنها كانت تدفع رشاوى لتأمين تعامل محترم للأقارب الذين قتلوا قبل ذلك.
وحتى الآن، تم تحديد 730 ضحية، استطاع حمادة تمييز بعض من كانوا معه في الزنزانة عبر هذه الصور.
نهاية اللعبة
وبين صور قيصر، وقضية "لجنة العدالة الدولية والمحاسبة"، قال ستيفن راب إنه "عندما يأتي يوم العدالة، فنحن نملك أدلة ممتازة لم نحصل عليها منذ قضية نورمبيرج".
ويعتقد ويلي وإنجلز إن القضية إذا ذهبت إلى المحكمة، فإن اللجنة تملك أدلة لإدانة الأسد وحلفائه بعدة تهم وجرائم ضد الإنسانية، منها القتل والتعذيب وبعض التصرفات غير الإنسانية الأخرى.
وعندما سئل الأسد في مقابلة لمجلة "فورين أفيرز" حول صور قيصر، أجاب: "من قال إن هذا تم على يد الحكومة وليس الثوار؟ من قال إن هذا ضحية سورية وليس شخصا آخر؟".
حمزة الخطيب
وفي 2011، قالت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق إن طفلا عمره 13 عاما اسمه حمزة الخطيب، قتل تحت التعذيب في المعتقل، وردت لجنة التحقيق السورية إن "مصورا قضائيا صور ستة صور ملونة للجثة، وأعطيناه الرقم (23) ولم نجد علامات ضرب أو تعذيب، وقتل الطفل بإطلاق نار، غالبا من زملائه الإرهابيين".
ووجد فريق التحقيق السوري أن الطبيب الذي قال إن العضو الذكري لحمزة الخطيب قتل "أخطأ بالقضية مع تحليل سابق".
وتضمن صور قيصر ست صور لجثة الخطيب، تظهر عيونه مقلوعة ومغلقة، ورأسه بنفسجيا بشدة من الضرب، وقضيبه مقتلعا، وفي كل الصوار، كان هناك رقم 23 على هذه الصور.
ورد المبعوث السوري للأمم المتحدة بشكل رسمي على فريق التحقيق الأممي في سوريا، بقوله إن "ادعاءات الاعتقال التعسفي والتعذيب في سوريا لم تعد ذات مصداقية"، متابعة بأنه "لا يوجد معتقلون بشكل غير قانوني في سوريا بسبب التظاهر السلمي، وإذا سألتم أفرادا استخدموا السلاح أو قاموا بالتحرك الإرهابي في سوريا، فهذه قضية أخرى".
"لعبة نلعبها"
وبعد شهور من الرسالة، قال الأسد لبابرا والترز أن مشاركة سوريا بالأمم المتحدة هي "لعبة نلعبها، وليست شيئا نعتقد به".
وانطلقت هذا الأسبوع جولة جديدة من المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة في جنيف، حيث لم يلتق الوفود بشكل مباشر بعد، وقبل المفاوضات، أخبرني بركات، المسؤول السابق في دمشق، إن وفد المعارضة طلب نسخا من الوثائق التي سرقها من الحكومة السورية، إلا أن الوفد فشل بتأمين شحنة.
وبينما يسترجع النظام السوري أراضٍ خسرها لصالح الثوار، أصبح سقوط نظام الأسد أقل احتمالية، إذ أعلن وزير خارجيته وليد المعلم أننا "لن نناقش أي شخص يناقش الرئاسة".
ورفض ويلي وفريق اللجنة الحديث عن أي تغيير للنظام في سوريا، إذ إنهم "لا يريدون أن يعلقوا في سراديب سياسة" إنهاء الحرب السورية، فهم "ببساطة واثقون أن عملهم سيرى النور يوما ما، في محكمة، في حكم قصير نسبيا".
ويتلقى حمادة في هولندا علاجا طبيعيا ليشفي ضلوعه المتكسرة، كما أنه يدرس الهولندية، وينظم مظاهرات مضادة للأسد في الميادين، متسائلا عن مصير أخيه وأصدقائه المفقودين، وهو يبكي قائلا: "هل هم أحياء؟ هل هم أموات؟"، معتبرا كل يوم "مأساة. إن كل يوم مأساة. إنه موت. إنها حياة من الموت".
======================
يديعوت: هذه رسالة نتنياهو لبوتين من اعترافه بهجمات بسوريا
غزة- عربي21- صالح النعامي# الأربعاء، 13 أبريل 2016 09:06 ص 00
قال معلق إسرائيلي بارز، إن إقرار نتنياهو بشن إسرائيل هجمات داخل سوريا ولبنان يعدّ تهديدا مبطنا لروسيا بأن "إسرائيل لن تتردد في شن حملة عسكرية كبيرة داخل سوريا، حتى في ظل وجود الجيش الروسي هناك".
وأضاف المعلق العسكري رون بن يشاي، أن حرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الاعتراف بتنفيذ العمليات في سوريا ولبنان أثناء مشاركته في مناورة عسكرية نفذت الاثنين في هضبة الجولان، تحمل دلالات عميقة.
وفي مقال نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" صباح الأربعاء؛ نوّه بن يشاي إلى أن نتنياهو غير معني بالانتظار حتى موعد لقائه بالرئيس الروسي فلادمير بوتين في موسكو الأسبوع المقبل، "ومعني بأن يوضح له أن هامش الحرية المطلق أمام إسرائيل سيظل محفوظا في سوريا، بغض النظر عن التحول في طابع التدخل الروسي".
وأوضح بن يشاي أنه رغم أن إسرائيل وروسيا ترتبطان بهيئة تنسيق مشتركة فاعلة، فإن نتنياهو أراد أن يرسل للروس رسالة مفادها أنه لن يتردد في إحراجهم في حال أصبحت هناك مؤشرات على تحول سوريا إلى ساحة تهديد لإسرائيل.
وشدد بن يشاي على أن نتنياهو اختار أن يرسل هذه الرسالة في ظل مناورة تشارك فيها ألوية المدرعات، لكي يوضح لبوتين أن إسرائيل "ستحافظ على خطوطها الحمراء، ولو بثمن شن حملة عسكرية برية في عمق الأراضي السورية، وفي ظل وجود القوات الروسية هناك".
ونوّه بن يشاي إلى أن وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون، سبق أن أرسل تلميحات مماثلة لروسيا في أكثر من مناسبة.
وكشف بن يشاي أن نتنياهو سيطلب من بوتين عدم تزويد إيران بالطراز الأكثر تطورا من منظومة الدفاع الجوية "أس-300"، مع العلم أن روسيا شرعت في نقل مركبات هذه المنظومة لإيران بالفعل، ويبدو أنه يقصد "أس-400".
وبحسب بن يشاي، فإن نتنياهو سيطلب من بوتين أن يمارس جيشه في سوريا قدرا أكبر من الرقابة على جيش النظام السوري، لمنعه من نقل صواريخ من طراز "SA17" و"SA22" المتطورة إلى حزب الله.
وأضاف بن يشاي أن هناك احتمالا بأن تكون إسرائيل قد حصلت على معلومات بشأن نية إيران نقل سلاح نوعي إلى حزب الله، لا سيما سلاحا مضادا للطيران يمكنه المس بهامش الحرية الذي يتمتع به الطيران الإسرائيلي في سماء لبنان.
ووفقا لـ"بن يشاي"، فإنه ربما حصل نتنياهو على معلومات حول محاولات لتسليم حزب الله سلاحا يمكنه المس بالمرافق الحيوية داخل إسرائيل، وفق قوله.
======================
ناشيونال إنترست :دعم المعارضة يحل أزمة أميركا بسوريا
قالت مجلة ناشيونال إنترست الأميركية إن الفرصة الآن مواتية لأميركا للخروج من أزمتها في سوريا، وذلك بدعم المعارضة السورية "المعتدلة"، وإقناعها بضرورة طرد تنظيم الدولة من الأراضي التي يسيطر عليها حاليا قبل التركيز على إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.
وأوضحت في مقال للخبير في شؤون الشرق الأوسط بجامعة جورج تاون روس هاريسون أن استيلاء المعارضة السورية "المعتدلة" على الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة من شأنه تعزيز الثقة فيها من قبل الشعب السوري، كما سيكون ذلك قابلا للترجمة إلى معارضة أقوى على الأرض لنظام الرئيس السوري، وخلق أفق سياسي للمعارضة والشعب لأول مرة خلال السنوات الخمس الماضية.
وقال هاريسون إن المظاهرات التي نظمها السوريون في كثير من المدن عقب بدء الهدنة الحالية تظهر أن أغلب الشعب السوري لا ترى في الأسد ولا في تنظيم الدولة ولا جبهة النصرة مستقبلا لهم، رغم هيمنة الثلاثة على أرض المعارك في الحرب.
وأضاف أنه يرى أن الوضع الراهن يوفّر فرصة للولايات المتحدة يجب أن تغتنمها، وهي تعزيز المعارضة المسلحة "المعتدلة" لهزيمة تنظيم الدولة أولا واستخدام ذلك للضغط من أجل انتقال سياسي لبلادهم.
وأشار إلى أنه في الوقت الذي دعمت فيه أميركا الأكراد بكثافة في معاركهم ضد تنظيم الدولة، لم تقدم دعما مماثلا للمعارضة السورية "المعتدلة" التي تكافح لتخليص البلاد من قبضة الأسد، مضيفا أن الأكراد لا يستطيعون "تحرير" المناطق السنية من تنظيم الدولة، خاصة الرقة ودير الزور.
وأوضح أن دعم المعارضة "المعتدلة" في الحرب ضد تنظيم الدولة سيكذّب ما يروّج له الأسد من أنه هو الجهة الوحيدة لحماية سوريا من الوقوع كلها في قبضة تنظيم الدولة وجبهة النصرة، ويخفف التوتر بين الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين، خاصة تركيا التي ترى في الأكراد تهديدا لها.
======================
معاريف 12/4/2016 :لماذا الآن؟
صحف عبرية
APRIL 12, 2016
القدس العربي
منعت الرقابة العسكرية وسائل الإعلام والصحافيين الإسرائيليين على مدى السنين من نشر أنباء عن غارات سلاح الجو في سوريا، التي استهدفت منع نقل السلاح المتطور إلى حزب الله. وكان يمكن لوسائل الإعلام الإسرائيلية أن تبلغ عن ذلك فقط استنادا إلى ما يسمى «منشورات أجنبية».
كشف رئيس الوزراء أمس النقاب عن أن إسرائيل هاجمت في سوريا عشرات ارساليات السلاح التي كانت في طريقها إلى حزب الله. فقد شدد نتنياهو قائلا: «نحن نعمل عندما تكون حاجة للعمل، هنا من خلف الحدود، عشرات الغارات لمنع السلاح الذي يخل بميزان القوى، عن حزب الله»، وقصد اساسا الصواريخ بعيدة المدى، الصواريخ المضادة للطائرات وأجهزة الرادار. وبالمناسبة، غاب عن الجولة وزير الدفاع موشيه يعلون، الذي على أي حال لم يكن شريكا في قرار رئيس الوزراء الكشف عن المعلومات، ورئيس الاركان غادي آيزنكوت، الذي يتواجد في زيارة إلى ايطاليا. وتجدر الاشارة إلى أن نتنياهو سبق أن قال قبل نحو اربعة اشهر ان إسرائيل تعمل «لمنع تحويل سوريا إلى جبهة ضدنا»، اما هذه المرة فان اقواله اكثر وضوحا وجلاء.
واضح أن نظام الاسد، وحزب الله ايضا، لن يستطيبا ما قاله نتنياهو. فأقواله تعرضهما في ضعفهما، كمن لا يستطيعان الرد على غارات سلاح الجو. واضح أن ليس للاسد وحزب الله أي رغبة او نية، حتى لو كانت لديهما القدرة، لمهاجمة إسرائيل، وان كانت تخرق سيادة سوريا، او ما تبقى من هذه السيادة. ولا يزال، في ميزان الرعب والردع الهش بين إسرائيل والتنظيم الشيعي في لبنان ونظام الأسد، فقد أخذ رئيس الوزراء هنا مخاطرة كبيرة.
هذه ليست المرة الاولى التي يقرر فيها نتنياهو الكشف عن اسرار دولة، هكذا فجأة، دون سبب ظاهر للعيان، باستثناء الرغب في تحقيق مكاسب سياسية داخلية. فقد فعل هذا حين كان رئيس المعارضة، في 1995، حين كشف من على منصة الكنيست عن وثيقة وضعها العميد تسفي شتاوبر، رئيس الدائرة الاستراتيجية في شعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي، قبيل لقاء رئيس الاركان أمنون ليبكن شاحك مع نظيره السوري.
كان لسياسة «الغموض»، والتي بموجبها تهاجم إسرائيل في سوريا ولكنها لا تأخذ المسؤولية عن ذلك، منطق سليم. فهي ترمي إلى تحقيق الاهداف العسكرية المتمثلة بمنع نقل السلاح المتطور، ولكن في نفس الوقت منع الاهانة العلنية لنظام الاسد وحزب الله، وبالتالي تقليص الاحتمال في أن يردا حفظا لكرامتهما، حتى وان كان الكثيرون في العالم يقدرون بأن إسرائيل تقف خلف هذه الاعمال.
من الصعب أن نعرف إذا كان نتنياهو قرر الكشف عن السر في اعقاب نقاش معمق مع المحافل المخولة الاعلى ـ وزير الدفاع، رئيس الاركان وشعبة الاستخبارات، حول معنى الاقوال، واذا كان نعم، فلماذا في هذا التوقيت. اما التوجهات للحصول على ايضاحات في هذا الموضوع من مكتب رئيس الوزراء فلم تستجب.
وجاء من مكتب يعلون بانهم لا يتناولون في الإعلام ما يقال بين مكتب رئيس الوزراء ومكتب وزير الدفاع.
شيء واحد واضح، الوضع في سوريا لم يتغير مقارنة بالاشهر السابقة. ذلك، باستثناء حقيقة أنه يجري هناك وقف نار هش للغاية بين نظام الاسد ومنظمات الثوار، باستثناء داعش، القاعدة وجبهة النصرة. في كل الاحوال، واضح أن الوضع على حدود سوريا في هضبة الجولان لم يتغير، وعليه فان تصريح رئيس الوزراء يثير العجب.
يوسي ملمان
======================
لوبس الفرنسية :عن أبناء المهاجرين في فرنسا والتطرف والأصولية و «داعش»
أوليفييه روا
يتحدر شطر راجح من الإرهابيين الفرنسيين من جيل المهاجرين الثاني، وتطرفهم جاء في معزل عن مسار ديني طويل الأمد، وهذا شأن أبا عود وعبدالسلام. وعدد من الباحثين من أمثال جان – بيار فيليو وفرنسوا بورغا يعزو التطرف إلى «غضب المسلمين» أو مشاعر شعبية معادية للإمبريالية. لكنني لا أوافقهما الرؤية العالمثالثية إلى التطرف. فأيٌ من الجهاديين لم يكن يوماً مناضلاً، والجهاديون كلهم لا ينتمون إلى متن طائفتهم المسلمة (أي إلى التيار العريض والغالب) بل إلى هامشها أو أطرافها. ولم نرَ يوماً أن ثمة افتتاناً بـ «داعش» عند المسلمين بفرنسا. ولم تنظم تظاهرات مؤيدة للتنظيم في أوروبا ولم ترفع شاراته في الضواحي الفرنسية. ولا يعتبر فرنسيو فرنسا أن «داعش» ممثلهم، بل يرون أنه غريب ودخيل على خلاف ما كانت عليه الحال في التعاطف مع الفلسطينيين أو صدام حسين بين 1991 و2003. فأهالي المتطرفين، وهم مسلمون، لا يفهمون ما حل بأولادهم من تطرف. ومن أين للمتحولين إلى الإسلام ومعتنقيه الجدد (25 في المئة منهم يلتحقون بـ «داعش») تمثيل «غضب المسلمين»؟ ولا يترتب التطرف «الجهادي» أو «الداعشي» على التطرف الديني أو «السلفية».
وثمة أوجه شبه كبيرة بين تطرف إرهابيي اليوم وما قاد إلى مجزرة مدرسة كولومباين الأميركية في 1999. فالإرهابيون يسلكون طريقة غربية في التطرف ولا يغردون خارج سرب ثقافة جمالية العنف السائدة لدى جيل الشباب. وهذا ما أدركه «داعش» الذي يحاكي عنف لعبة الفيديو «كول أوف ديوتي» (نداء الواجب) لاستمالة شباب متطرف. فالتنظيم لم يكن وراء تطرفهم، لكنه يغتنم نازعهم هذا ويستغله.
ومنذ الستينات، مع حركات يسارية مثل «آكسيون ديريكت» و «الألوية الحمر» والثورة الثقافية الصينية، برزت ثورة جيلية. ولم أقل يوماً إن «داعش» هو النظير الشرق الأوسطي لـ «بادر ماينهوف» (الألوية الحمر) الألمانية. فهو ظاهرة شرق أوسطية وثيقة الصلة بالجغرافيا السياسية في هذه المنطقة وتندرج في سياق أيديولوجية «الجهاد» المعولم «القاعدية». وليس «داعش» وراء تطرف الشباب الأوروبي والذي بدأ في 1995 مع خالد قلقال وهجمات سان ميشال حين بدأت «المجموعة الإسلامية المسلحة» تجنيد أبناء الجيل الثاني من أبناء المهاجرين العرب والأفارقة. والشبه بين سيرة قلقال وسيرة عبدالسلام كبير: كلاهما من أبناء الجيل الثاني من المهاجرين وكانا، إلى حد ما، مندمجين في المجتمع الفرنسي، ومرّا في مرحلة من الجنوح، ثم ذات صباح انزلقا إلى التطرف، ولقي كل منهما حتفه بعد أشهر (من التطرف). فسلسلة الهجمات الكبيرة على المدنيين في أوروبا بدأت قبل 2005، وهو العام الذي يرى جيل كيبيل («الحياة»، ملحق صحافة العالم في 20/1/2015 و30/3/2016) أنه منعطف «الجهاد الفرنسي» في أوساط الجيل الثالث من المهاجرين. لكن «القاعدة» شنّ هجوماً دموياً على محطة أتوشا في مدريد عام 2004، وهجمات لندن عام 2005، وقبلها هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001. فالجيل الثاني من الإرهابيين بدأ يظهر في 1995 ونيرانه تعسّ إلى اليوم، وتشتعل من حين إلى آخر من شبكة بيغال إلى شبكة عبدالسلام. وبنية هذا الجيل الثقافية مستقرة منذ عشرين عاماً: 70 في المئة هم من أبناء الجيل الثاني، و25 في المئة من المتحولين إلى الإسلام و5 في المئة من الأشخاص الذين يغردون خارج سرب النموذج هذا. وهم شباب يسعى إلى رفع لواء قضية، وينقّل تطرفه من «جهاد» إلى آخر: من البوسنة إلى أفغانستان والشيشان. ومنذ التسعينات، رصد «القاعدة» هذه الحركة، وضواها فيه. وليس الانتقال من هجوم الأخوين كواشي على «شارلي إيبدو» إلى هجوم أميدي كوليبالي على المتجر اليهودي، مرآة تباين في الإستراتيجية بين «القاعدة» و «داعش». فـ «القاعدة» درب منفذي هجوم «شارلي إيبدو»، بينما كوليبالي نسب هجومه إلى التنظيم الذي يتصدر عناوين الصحف، أي «داعش».
وفي سياق تناولي المتطرفين الجهاديين، وصفتهم بالعدميين، فهم لا ينتظرون شيئاً من المستقبل، كأنهم يرفعون لواء «نو فيوتشر» (بلا مستقبل)، وموتهم هو بمثابة فرار أو انسحاب من الواقع. وهم على خلاف من يؤيد اليوتوبيا، ولسان حال هؤلاء «لا مفر من كسر البيض لدى إعداد العجة»، وفق حركة البروليتارية اليسارية حين دعت إلى مجتمعٍ، الناس فيه سواسية من غير طبقات. ولا يدور كلام الشباب المتطرف اليوم عما ستكون عليه الحياة في مجتمع إسلامي. فـ «جهادية الشباب الأوروبي» هي شأن المجازر الجماعية في أميركا، واحد من أعراض اضطراب وقلق عميقين لم ندرك أسبابهما بعد. والقضاء على «داعش» لا يقضي على التطرف. فهذا التنظيم يقدم للشاب أفضل ما في المتناول في مجال الثورة الراديكالية: السردية والأضواء الإعلامية والمغامرة. والمتحدرون من أصول مهاجرة، وهم فقدوا الصلة بثقافة الآباء، ينجزون القطيعة مع جيل الأهل، إذ ينضمون إلى «داعش»، ويحسبون أنه يحمل «الحقيقة» الدينية التي أخفق الأهل في نقلها إليهم.
وليس حسبان أن الشباب المتطرف يصبح أصولياً لدى تطرّفه، في محله. فهؤلاء الشباب لا يقيمون الفرائض الدينية، ولا يتناولون ما يسمى الوجبات «الحلال». وعلى سبيل المثل، لم يطلب أبا عود من قريبته «وجبة من اللحم الحلال»، بل وجبة ماكدونالد، شأن عامة الفرنسيين. ويتوجه «داعش» إلى النساء بخطاب مزدوج. فمن جهة، يوكل إلى بعضهن تربية «أشبال» الخلافة والانتقال إلى سورية مع أزواجهن، ومن جهة أخرى، يقصر دور بعضهن الآخر على تلبية رغبات «الشهداء» المستقبليين الجنسية ويلزمهن تناول حبوب منع الحمل لتفاديه لدى قضاء وطر الزوج قبل «استشهاده» والانتقال إلى الزوج المقبل. و «الجهاديون» الشباب مؤمنون، لكنهم يعفون أنفسهم من الفرائض. فهم يرون أن قتل النفس هو التضحية الأكبر. ووصف المتطرفين الجهاديين بالأصوليين، يجافي الصواب. وليس الشباب المتطرف «الجهادي» امتداداً للمجتمع الأصولي. ودار الكلام على أن مولنبيك هو حي سلفي يلد «الجهاديين»، لكن إلقاء نظرة عن كثب، يدحض هذا الزعم. فمتطرفو مولنبيك لم يكونوا إحدى حلقات السلفيين، ولم توفر لهم المساجد حماية، ولم يدعمهم الأكبر سناً.
ثمة خلط بين مشكلتين: الإرهاب، وهو الطعن في المجتمع؛ والخروج عن القيم المهيمنة. واليوم، لا تدور رحى حرب ثقافات، بل حرب قيم. فالنزاع ليس بين الأنوار والإسلام، بل بين قيم تحدرت من ثورة الستينات (النسوية، وحقوق المثليين والمتحولين... والحرية الجنسية والإجهاض)، وقيم دينية محافظة. والعلمانية اليوم مؤدلجة، تدعو إلى توحيد القيم، وهذا ميل شمولي.
وفي الضواحي الفرنسية، برزت أشكال اجتماع متقوقع ثقافياً ومغلق: وهو حيز ذكوري يحط من مكانة النساء، وسوق سلع مستوردة «من البلد (الأم)»، ورجال يرتدون الجلباب ونساء محجبات... لكن حيّز التقوقع هذا لا يحتضن مجتمعاً دينياً مضاداً، كما يتخيّل كثر. فالسلفيون يعيشون في دائرة مغلقة. وثمة أحياء تتمتع ببنى موازية، لكنها ليست بنى دينية بل اقتصاد مواز تسيطر عليه عصابات إجرامية. وساهمت سياسة التنظيم المديني في غلبة أعراق على السكن الشعبي. ورؤساء البلديات يرفعون لواء العلمانية، لكنهم في الحياة اليومية ينتهجون سياسة زبائنية. والكلام على «أقاليم مفقودة أو ضائعة» يفتقر إلى الدقة. فالدولة لم تطرد من هذه الأقاليم بل هي هجرتها طوعاً ونقلت مراكز الشرطة منها، وألغت مراكز المساعدة الاجتماعية، ونقلت مقارّ البلديات إلى مناطق أخرى. وأدعو إلى العودة إلى إدارة محلية تصيخ السمع إلى الأهالي المتبايني النزعات والأهواء والمشارب.
 
* باحث سياسي، خبير في شؤون الحركات الإسلامية، أستاذ في المعهد الجامعي الأوروبي بفلورنسا (إيطاليا)، عن «لوبس» الفرنسية، 7/4/2016، إعداد منال نحاس
======================
نيويورك تايمز :تقييد السريّة الماليّة في بنما وأميركا... دونه مخاوف
الحياة
في عام 2009، التزم قادة دول مجموعة العشرين، على وقع الأزمة المالية العالمية، تفكيك الملاذات الضريبية التي سمحت لأثرياء العالم بتجنّب دفع الضرائب. وكان شاغل الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية البنوك التي يستغلّها بعض المتهربين من الضرائب والمجرمين في نظام مالي دولي موازٍ. وعليه، أقدم معظم الدول على خطوات بارزة تعرقل إخفاء الأموال في الخارج وتفاقم الأخطار المترتبة عليه (الإخفاء). وأجمع قادة 132 دولة على آلية لتبادل المعلومات طوّرتها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. ويتوقع أن تبدأ 96 دولة تبادل المعلومات المصرفية في ما بينها في العامين المقبلين، بواسطة نظام آلي يجيز للسلطات الضريبية في الدول المشاركة متابعة شؤون ممتلكات مواطنيها في الخارج. لكن بنما، وهي مركز من المراكز المالية الدولية الكبرى، رفضت التوقيع على الاتفاق.
لكن تسريب ملايين الوثائق من مكتب المحاماة البانامية، موساك فونسيكا، المتخصص في تيسير المعاملات الخارجية الملتبسة والغامضة، قد يحمل بنما على التوقيع. وأعلن رئيسها، خوان كارلوس فاريلا، يوم الأربعاء (الماضي)، أنّ حكومته ستعيّن فريقاً من الخبراء المحليين والدوليين لاقتراح تدابير لـ «تعزيز الشفافية في النظم المالية والقانونية». ويرحب بمراجعة النظم القانونية والمالية في بنما، وهي يسّرت تبييض الأموال والتهرب من دفع الضرائب. وليس من قبيل الصدفة أن آلافاً من المسؤولين الحكوميين والأقطاب الماليين في أصقاع المعمورة كلها توجهوا الى بنما لإخفاء أموالهم. والحق يقال، لا حاجة للحكومة البانامية الى توصيات لجنة لتلتزم بالمعايير الدولية الرامية الى تشارك المعلومات أو التوقيع على اتفاق المساعدة الإدارية المتبادلة في المسائل الضريبية. وسعت بنما، في السنوات الأخيرة، الى العودة عن سابق عهدها والعدول عن مكانتها مركز الملاذات الضريبية. فعلى سبيل المثل، سعت الى اتفاقات لتقاسم المعلومات الضريبية الثنائية، مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول. وأقرت بنما في2014، سياسات مصرفية جديدة تهدف إلى عرقلة إنشاء كيانات تجارية وهمية وتقييده. ووافقت على التزام المعيار الدولي لتبادل البيانات. لكنها غيّرت موقفها، وأعلنت أنها غير مستعدة للامتثال للشروط التي وضعتها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في شباط (فبراير) المنصرم. وعلى رغم الإعلان هذا، قال رئيس الحكومة البانامية، ألفارو اليمان، يوم الأربعاء (الماضي)، أن الخلافات مع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية لا تعصى الحل.
وأشار مسؤولون في بنما، إلى أن النظام المصرفي الأميركي ليس نموذجاً للشفافية يحتذى. وهم لا يجافون الصواب وملاحظتهم في محلها. فالولايات المتحدة هي، الى اليوم، أحد أكبر الملاذات الضريبية في العالم. وجذب عدد من الولايات الأميركية مبالغ أجنبية من طريق تيسير إنشاء شركات وهمية وغيرها من الكيانات القانونية التي تخفي هويات أصحابها وتتستر عليها. وأقرت الحكومة الأميركية بعض الخطوات لمعالجة هذه المشكلة، إلا أنها لم تكن كافية. وتسعى إدارة أوباما إلى إقرار قواعد جديدة تسد ثغرات التهرب الضريبي، وتلزم البنوك والمؤسسات المالية الاستعلام عن هوية العملاء الذين ينشئون حسابات باسم شركات وهمية.
وعقدت واشنطن اتفاقات ثنائية مع عدد من الدول، بما في ذلك جزر البهاماس وجزر الكايمان، لتبادل المعلومات الضريبية. ويدعو الى الأسف أن المعاهدات الضريبية الأخيرة التي أبرمتها الولايات المتحدة مع عدد من الدول، والتعديل المقترح لاتفاق التعاون الإداري في المسائل الضريبية، لا تزال عالقة في مجلس الشيوخ ولم تقر بَعد بسبب مخاوف وثيقة الصلة بحفظ الخصوصية وخطر انكشاف البيانات المالية. ولا يستخف بهذه المخاوف، لكنها تحول دون تغيير نظامٍ ييسّر التهرب من دفع الضرائب.
* هيئة التحرير، عن «نيويورك تايمز» الأميركية، إعداد علي شرف الدين
======================
شبيغيل أونلاين : ثغرات الاتفاق الأوروبي - التركي
فريق مراسلين
الحياة
بدا أن عجلة الاتفاق الأوروبي المبرم مع تركيا، تدور. ورحل في الرابع من الشهر الجاري حوالى مئتي مهاجر من ليسبوس وشيوس إلى ديكيلي في تركيا. وفي اليوم نفسه، بلغ ألمانيا مهاجرون سوريون استقلوا رحلة جوية «مشروعة» من تركيا. وفي منتصف الأسبوع، توقف تدفق المهاجرين على الجزر اليونانية. ولكن هل التوقف هذا دليل على دوران عجلة الاتفاق؟ لا، فما لم تسلط عليه الأضواء هو أن الناس المبعدين إلى تركيا من اليونان كانوا مهاجرين يرغبون في بلوغ شمال أوروبا ولم يكونوا من طالبي اللجوء. ومنذ 2002، كان في مقدور اليونان ترحيل أمثال هؤلاء المهاجرين «غير الشرعيين» بناء على اتفاق مبرم مع تركيا. وعليه، ليس الاتفاق الأوروبي الأخير مع تركيا وراء عمليات الترحيل هذه. وهذا استعراض لا ترتجى منه فائدة، تقول أنغيليكي ديميتريادي، باحثة زائرة في المجلس الأوروبي للشؤون الخارجية في برلين. وشطر راجح من المهاجرين البالغ عددهم 3 آلاف في ليسبوس قدموا طلبات لجوء للحؤول دون ترحيلهم. فاليونان ملزمة البحث في كل طلب لجوء على حدة، ولا يسعها ترحيل غير أولئك الذين لا يمنحون اللجوء. وأثينا غير قادرة على درس هذه الطلبات في أيام قليلة، فهي تفتقر إلى الموارد المادية والبشرية. وغالباً ما تدوم عملية دراسة طلبات اللجوء أشهراً أو سنوات. وأعلنت السلطات اليونانية أنها عاجزة عن المضي قدماً في عمليات الترحيل لفقدان أثر مهاجرين كثر سارعوا إلى الاختباء في الغابات والأحراش.
وأعلنت المفوضية الأوروبية أنها سترسل 2300 خبير لمساعدة اليونان، منهم رجال شرطة وقضاة ومترجمون. ولكن تنفيذ الاتفاق الأوروبي- التركي دونه تحديات لوجيستية كبيرة. وإذا ذللت أوروبا هذه التحديات، جبهت تحديات قانونية. فترحيل الباكستانيين والمغربيين إلى تركيا لن يقلص أعداد اللاجئين في الأمد الطويل. وتقليصهم يقتضي ترحيل السلطات أعداداً كبيرة من السوريين، وكانت حظوظ هؤلاء كبيرة في نيل حق اللجوء والحماية في أوروبا في العام المنصرم. والاتفاق المبرم مع تركيا يفترض أنها بلد آمن، وأن لجوء من غادرها إلى اليونان غير مسوغ. ولكن هذه الذريعة لا تقوم لها قائمة أمام القضاء الأوروبي. فتركيا أخفقت في التزام الحد الأدنى من معايير اللجوء الأوروبي. وتسعى منظمات حقوق الإنسان مثل «برو أزيل» الألمانية إلى تقديم مساعدات قانونية إلى اللاجئين للادعاء على السلطات الأوروبية أمام المحاكم الأوروبية. وإذا علق قضاة العمل بقرارات الترحيل، طوي الاتفاق مع تركيا وانتهى.
* مراسلون، عن «شبيغيل أونلاين» الألماني، 8/4/2016، إعداد منال نحاس
======================
صحيفة لوموند تنشر ملخصاً عن قصة الطبيب الجراح هيثم سعد
– POSTED ON 2016/04/12
كلنا شركاء
هيثم سعد، جراح ، ملزم أن يعيد تدريبات الجراحة ( 3 سنوات ) وسيكون راتبه بالحد الأدنى للرواتب٠٠ (بعد تجاوز امتحان المعادلة)
وجد هيثم سعد قليلاً من الأمل والتفاؤل بعدما سلمته “جمعية التضامن الجديدة للسكن ” مفاتيح شقة للسكن بتاريخ 15ك٢ 2016 ، في المنطقة 11 في باريس٠٠شقة تعتبر واسعة لأستقباله مع زوجته وولديه الأثنين٠٠إبنته “جويل” 16سنة (17سنة) وإبنه “ميار” 24 سنة بإنتظار أن تمنحه البلدية سكناً إجتماعياً (HLM)٠
منذ وصوله إلى فرنسا بتاريخ 10تموز2013،كان يتنقل الجراح السوري (61 سنة) مع عائلته الصغيرة من شقة إلى أخرى وبهمة وحسب الإمكانيات المتوفرة لشبكة المتطوعين الفرنسيين والسوريين والتي تتكاتف مع ميشيل مورزيير و سابرين من مؤسسي جمعية ” روفيفر،
هذه الجمعية التي لم تتوقف عن مساندة هذه العائلة منذ أن هربت من دمشق بإتجاه باريس٠
بعد خروج هيثم من الإعتقال بثلاثة أسابيع حصل على فيزا للقدوم إلى فرنسا٠
كان قد أعتقل بنهاية 2012 من قبل المخابرات السورية بسبب علاجه لجرحى المظاهرات السلمية المصابون من قبل قوات النظام في المشافي الميدانية بالإضافة للمستشفى الخاص
الذي كان يعمل به٠
النظام السوري يعتبر كل جريح بمثابة “إرهابي”٠
التزم وتمسك الدكتور هيثم سعد بنشاطه هذا مهما كلف الثمن رغم الخطورة وصعوبات عمله المخيف٠٠٠منذ خمسين سنة ونحن نقبع تحت هذا النظم الشمولي٠٠ عائلة الأسد التي تحكمنا سرقت كل الوطن٠٠كنا نريد قليلًاً من الحرية ٠٠كانت المظاهرات عفوية ٠٠عندما رأينا سقوط المتظاهرين بعد إصابتهم برصاص النظام بدأت أنا وصديقي الدكتور “جوزيف” بمعالجة الجرحى في المستشفيات الميدانية وكان كل جريح يعتبر إرهابياً من قبل النظام٠
هيثم سعد ” مسيحي” من منطقة باب توما بدمشق تعتبر قصته دليلاً بأن النظام لا يحمي المسيحيين كما يدّعي٠
في شهر آب من عام 2012، تم تصوير الدكتور هيثم من قبل التلفزيونات العربية وهو يعالج أحد الشخصيات المعارضة المعروفة ، بعد إصابته أمام جامع الحسن في الميدان في دمشق٠٠وأمام إنشقاق إبنه البكر عن جيش النظام تعقدت الأمور٠٠ذاك الشاب ذو ال24عاماً كان من المفروض أن تنتهي خدمته الإلزامية بنهاية 2011 ، إنشق عن النظام والتحق بالجيش السوري الحر بعدما رفض أن يطلق النار على المدنيين ( وبعد إعدام إثنين من رفاقه أمام عينيه ) ٠٠لقد تم قتله بعد إعتقالي بإسبوعين من قِبَل أحد قنّاصي النظام٠٠٠لم أكن أعلم ذلك لأنني كنت معتقلاً بزنازين النظام حيث كنت أتعرض للتعذيب٠٠هذا ما قاله الدكتور هيثم٠
أكبر عذاباتنا كنت النفسية
إنه أمر رمزي بالنسبة لجراح٠٠لقد تنخرت يدي وأسودت حتى بانت الأوتار٠٠خلال نهار واحد ومن زنزانتنا تم قتل 17معتقل تحت التعذيب٠٠كانت العذابات النفسية على أشدها٠٠البرد ٠٠الزنزانات المغلقة بإستمرار٠٠ الإضاءة الشديدة التي تعمي العيون ٠٠منع الزيارات٠٠أمراض الجلد، القمل والجرب كل تلك الأمور تراكمت علينا٠٠كان معنا في الزنزانة أطفال بعمر9-13٠٠تخيلوا٠٠
كان يعتقد هيثم بأنه سيطلق سراحه بعد تحويله إلى السجن المركزي “في عدرا” في هذا السجن يتم تحويل السجناء إليه قبل إطلاق سراحهم !!
يحّول الجراح إلى محكمة الإرهاب بوجود المحامي” إستثنائي”٠٠أتهمه القاضي بشتم الرئيس بشار الأسد وبمعالجة الجرحى٠٠لقد تم إخلاء سبيله بعدها ” سبع أشهر”٠
وصلت إلى البيت بحالة أضطراب نفسي مأساوي “٠٠كنت قد فقدت كل ذاكرتي مع آلام نفسية شديدة٠٠هنا علمت أن إبني أستشهد أثناء المعركة٠٠أصبت بصدمة٠٠
أخُ الدكتور هيثم أقنعه بالذهاب إلى فرنسا٠٠كانت زوجته وإبنته قد غادرا منزلهما في باب توما لحماية “جويل” والتي كانت تعاني من صدمة شديدة٠
كان قد تم إرسال إبنه الأصغر إلى ألمانيا عند خالته بعد أن أصيب بصدمة ٠
بمساعي من أحد الأطباء والسلطات الفرنسية حصل هيثم وعائلته على فيزا 3 أشهر للذهاب إلى فرنسا بطائرة عن طرق بيروت٠
بعد كل الدعم من جميع الأصدقاء والفرنسيين وجمعية ” روفيفر”٠٠لدى هيثم إمتنان غير محدود للجميع٠٠كثير من الفرنسيين ساعدونا (يقول) إنهم رائعون رغم الروتين والصعوبات الحياتية٠٠أحب كثيراً فرنسا ولكنني تمنيت لو بقيت في سورية٠
لا إعتراف بدبلوم الجراحة
منذ أن وصل فرنسا في تموز 2013 يدخل بحالة إكتئاب ومثقل بالأمور الإدارية للحصول على بطاقات الإقامة والمساعدات المالية والحصول على مسكن ثابت وعلى عمل٠٠مع أن لديه إمتياز عن بقية اللاجئين السوريين بأنه يتكلم الفرنسية جيداً٠٠ وكان سابقاً قد درس وعمل بالجراحة لمدة عشر سنوات في بارس وضواحيها٠٠درس بجامعة باريس السادسة وحصل على الشهادة بالجراحة العامة عام 1985٠٠ ٠٠ ولكن اليوم لم يتم الإعتراف بدبلومه٠٠يجب أن يمر بإمتحان المعادلة وإجراء تدريبات لمدة ثلاث سنوات مدفوعة بالحد الأدنى للرواتب “عمره 61 سنة ولديه خبرة 30 سنة ” ٠
زوجته تكرّس كل وقتها لإبنتهم “جويل” ٠٠فرحتهم كانت بقبول جويل بمعهد لتعليم اللغة الفرنسية وتعليم مهنة٠
إبنهم ” ميار ” كان قد ألتحق بهم إلى باريس وهو يحضّر لدراسة الطب بباريس كوالده٠
في شقتهم الجديدة تنفست العائلة الصعداء، وهي أكثر تفاؤلاً من العام السابق٠٠سعادتي تكتمل بإيجاد عمل ٠٠يقول هيثم ٠
======================
صحيفة إيرانية ناطقة باسم خامنئي: بشار الأسد يدين ببقاء نظامه لإيران
أمير طاهري: الشرق الأوسط
مع استعداد الأمم المتحدة لاستضافة جولة أخرى من «محادثات السلام» في سوريا، ثمة مؤشرات تدل على انقسام بين طهران وموسكو فيما يتعلق بمستقبل هذا البلد الذي مزقته الحرب، هذا في الوقت الذي قالت فيه وكالة «تسنيم» للأنباء، أمس، إن أربعة جنود في الجيش النظامي الإيراني قتلوا في سوريا بعد أسبوع واحد من إعلان طهران نشر قوات كوماندوز خاصة لمساعدة بشار الأسد في الصراع المندلع بالبلاد.
جاءت إحدى إشارات الانقسام هذه يوم الأحد الماضي، عندما أعلن علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي: «(تصميم) إيران على استمرار الرئيس بشار الأسد في السلطة في دمشق». وقال ولايتي، ردا على تقارير بأن موسكو ربما توصلت إلى اتفاق سري مع واشنطن بإزاحة الأسد من السلطة في غضون شهور، إن الأسد «خط أحمر بالنسبة إلى إيران».
ويوم أمس سلطت صحيفة «كيهان» اليومية الضوء على هذا الخلاف المفترض، معبرة عن رؤية خامنئي.
وفي مقالتها الافتتاحية الرئيسية، قالت «كيهان» إنه على الرغم من أن روسيا كانت تملك «ثقلا هائلا» في «الاستراتيجية الوطنية» لسوريا، فإنها لم تكن في وضع يسمح لها بفرض إرادتها هناك. ومضت الصحيفة إلى القول: «على مدى خمسين عاما، كانت سوريا قريبة من الاتحاد السوفياتي وروسيا بعد ذلك، لكنها لم تكن أبدا جزءا من الكتلة السوفياتية».
وتستشهد الافتتاحية بحرب الـ33 يوما بين إسرائيل وما يسمى «حزب الله» اللبناني في 2006. باعتبارها توضيحا لرفض سوريا أن تسير وفقا لإملاءات روسيا. في تلك الحرب، والحديث لـ«كيهان»، طلبت روسيا من الأسد ألا يزود ما يسمى «حزب الله» بأسلحة روسية الصنع، فتجاهل الأسد التحذير الروسي، لأن إيران كانت طلبت إليه أن يرسل السلاح إلى ما يسمى «حزب الله».
كما وتزعم «كيهان» أنه خلال الحرب بين إسرائيل وما يسمى «حزب الله»، سمح بوتين لعدد من الضباط اليهود الروس بالقتال إلى جانب إسرائيل، وتحديدا حول بلدة بنت جبيل. في الوقت نفسه، كان الضباط والخبراء اللوجيستيون السوريون يعملون إلى جانب ما يسمى «حزب الله»، بحسب ما تدعي اليومية الإيرانية. وبمعنى آخر، كانت روسيا وسوريا في جهتين متقابلتين في تلك الرب. ومن ثم – والحديث للصحيفة – «هناك بعض الاختلافات الاستراتيجية بين دمشق وموسكو. ومع هذا فمثل هذه الاختلافات لا وجود لها بين طهران ودمشق».
وتضيف «كيهان» أن «اعتماد روسيا على سوريا ليس مطلقا، وقد مر وقت طويل حتى هذه اللحظة، منذ أصبحت إيران هي من يوفر الجزء الأكبر من السلاح الذي تحتاجه سوريا».
وتواصل الافتتاحية: «لروسيا نفوذ في سوريا، لأنها اتخذت صف إيران، والحكومة السورية، وجبهة المقاومة بوجه عام. وإذا تركت روسيا هذا الجانب، فستصبح لاعبا هامشيا مثل إنجلترا». كما وتدعي «كيهان» أن روسيا دخلت الحرب السورية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي اتساقا مع خطة أعدها الحرس الثوري الإسلامي في إيران، ويفترض بأن قائد «فيلق القدس»، الجنرال قاسم سليماني، نقلها إلى بوتين، خلال زيارة إلى موسكو على ما يبدو.
ووفقا للصحيفة، فإن الخطة التي نقلت إلى بوتين، كانت تضع تصورا للمشاركة العسكرية الروسية في سوريا لخمسة أشهر، وهي الفترة التي انتهت الشهر الماضي عندما أعلنت موسكو انسحابها.
وتؤكد الصحيفة أن «تقييم إيران هو أن الانسحاب الروسي، حتى ولو غادرت كل القوات، سيكون أفضل لسوريا». وتقول «كيهان» إن إيران لم تقدم كل هذه التضحيات الكبيرة أو هذا العدد الكبير من الشهداء في سوريا على مدار خمس سنوات، لتسمح بأن يتحول هذا البلد إلى مجرد جزء صغير في اتفاق بين موسكو وواشنطن. وتضيف: «لقد أظهرت السنوات الثلاثين الماضية أن أي اتفاق يتعلق بدول جبهة المقاومة (لبنان وسوريا والعراق)، يستثني إيران، مصيره إلى الفشل». كما وتزعم الصحيفة أن الأسد «يعرف أنه يدين ببقاء نظامه لإيران».
ثم تؤكد أنه «على خلاف روسيا التي ليس لها أي وجود على الأرض في سوريا، ففي اللحظة الراهنة تسيطر إيران و(ما يسمى) حزب الله على جزء من خطوط الدفاع السورية، في الوسط والجنوب والشمال. ومن ثم، فإذا أبرمت روسيا اتفاقا مع طرف ثالث من دون موافقة إيران، يكون ذلك الاتفاق محكوما بالفشل».
وتزعم «كيهان» أن روسيا تلعب لعبة «ذات وجهين» في سوريا، وأن على إيران استغلال الوجه الذي يناسب استراتيجيتها، وتتصدى للوجه الذي يسير في الاتجاه المعاكس.
في سياق آخر قالت وكالة تسنيم للأنباء، أمس، إن أربعة جنود في الجيش النظامي الإيراني قتلوا في سوريا بعد أسبوع واحد من إعلان طهران نشر قوات كوماندوز خاصة لمساعدة بشار الأسد في الصراع المندلع بالبلاد.
وطهران حليف إقليمي رئيسي للأسد، ودعمته عسكريا واقتصاديا لقتال مقاتلي المعارضة ومتشددي تنظيم داعش.
وحتى الآن كان معظم الإيرانيين الذين شاركوا في الحرب السورية من قوات الحرس الثوري الإيراني، ومن المعتقد أن إيران أرسلت المئات من المستشارين العسكريين. لكن ضابطا في القوات البرية بالجيش الإيراني قال، الأسبوع الماضي، إن قواتًا خاصة من اللواء 65 بالجيش ووحدات أخرى أرسلت إلى سوريا ليعملوا مستشارين.
ونقلت «رويترز» عن «تسنيم» قولها: إن «أربعة من أول مستشارين عسكريين لجيش الجمهورية الإسلامية قتلوا في سوريا على يد جماعات تكفيرية». وتشير إيران إلى الإسلاميين المتشددين السنة على أنهم تكفيريون.
وقالت الوكالة إن أحدهم يدعى محسن قيطاسلو، وهو من القوات الخاصة، لكنها لم تذكر أسماء الباقين. وفي تعليق على نشر اللواء 65 في سوريا، قال قائد القوات البرية البريجادير جنرال حميد رضا بوردستان، أمس، إن استراتيجية إيران الجديدة هي إرسال مزيد من المستشارين للحرب السورية.
======================
صحيفة إسرائيلية: إسرائيل أخفت عملياتها العسكرية في سورية لمنع إهانة بشار الأسد
رصد: كلنا شركاء
كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس النقاب عن أن إسرائيل هاجمت في سوريا عشرات ارساليات السلاح التي كانت في طريقها إلى حزب الله، وشدد نتنياهو قائلا: «نحن نعمل عندما تكون حاجة للعمل، هنا من خلف الحدود، عشرات الغارات لمنع السلاح الذي يخل بميزان القوى، عن حزب الله»، وقصد اساسا الصواريخ بعيدة المدى، الصواريخ المضادة للطائرات وأجهزة الرادار
وذكر (يوسي ملمان) في مقال نشرته صحيفة (معاريف) الاسرائيلية انه “من الواضح أن نظام الاسد، وحزب الله ايضا، لن يستطيبا ما قاله نتنياهو. فأقواله تعرضهما في ضعفهما، كمن لا يستطيعان الرد على غارات سلاح الجو”.
وأضاف:” بشار الأسد وحزب الله ليس لديهما أي رغبة او نية، حتى لو كانت لديهما القدرة، لمهاجمة إسرائيل، وان كانت تخرق سيادة سوريا، او ما تبقى من هذه السيادة”.
وقال أيضا: “كان لسياسة «الغموض»، والتي بموجبها تهاجم إسرائيل في سوريا ولكنها لا تأخذ المسؤولية عن ذلك، منطق سليم. فهي ترمي إلى تحقيق الاهداف العسكرية المتمثلة بمنع نقل السلاح المتطور، ولكن في نفس الوقت منع الاهانة العلنية لنظام الاسد وحزب الله، وبالتالي تقليص الاحتمال في أن يردا حفظا لكرامتهما، حتى وان كان الكثيرون في العالم يقدرون بأن إسرائيل تقف خلف هذه الاعمال”.
  وتجدر الاشارة إلى أن نتنياهو سبق أن قال قبل نحو اربعة اشهر ان إسرائيل تعمل «لمنع تحويل سوريا إلى جبهة ضدنا»، اما هذه المرة فان اقواله اكثر وضوحا وجلاء.
======================
معهد بروكنجز  :5 أولويات أمريكية لمحاربة التطرف العنيف.. ماذا عن "الاستبداد"؟
أبريل 13, 2016 By  بروكنجز طباعة البريد الإلكتروني
رصد وترجمة: علاء البشبيشي
خلال فعاليةٍ استضافها برنامج السياسة الخارجية بمعهد بروكنجز، حدّد أنتوني بلينكن، نائب وزير الخارجية الأمريكي، خمس عناصر، أو أولويات أساسية، لمكافحة التطرف العنيف، استهلها بالتأكيد على أن العمليات الأمنية ضرورية للغاية، لكنها ليست كافية.
مضيفًا: إن النجاح في مكافحة التطرف العنيف سيعتمد على "قدرتنا على العمل سويا، كقادة ودول، للوصول إلى الأشخاص المعرضين للخطر قبل تجنيدهم في صفوف الإرهابيين. بمعنى آخر، سيتوقف نجاحنا على تبني نهج شامل يعالج هذا التحدي من كافة جوانبه، ويُسَخِّر كافة الوسائل المتاحة لدينا، ويقوم بتعبئة كل قائد في المجتمع باعتباره شريكا لنا".
ورغم تأكيده على أن التطرف العنيف غير مبرر، أضاف "بلينكن": "نحن نرى قواسم مشتركة؛ تولد أو تساعد على التعجيل بانتشار التطرف العنيف، منها: مشاعر العزلة والإقصاء، وغياب مهارات التفكير النقدي، والتعرُّض للعنف الذي تقرّه الدولة، والتكتيكات الخرقاء التي تنتهجها الأجهزة الأمنية، والحرمان المنهجي من الفرص".
وتوَّج نائب وزير الخارجية الأمريكي كلمته بطرح خمس أولويات أساسية، هي:
توسيع الشراكات لتطوير الخبرة اللازمة من أجل فهمٍ أفضل للتطرف العنيف، ودوافعه على المستويات الدولية والإقليمية والوطنية والمحلية.
العمل مع الشركاء على المستويين الوطني والمحلي "لتبني سياسات أكثر فعالية تمنع انتشار التطرف العنيف".
تعزيز الشراكات المحلية لمعالجة العوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية الكامنة، التي تعرض المجتمعات لمخاطر كبيرة، وتترك الشباب والفتيات فريسة لنداءات الأيديولوجيات المتطرفة.
إشراك وتعزيز الأصوات المحلية ذات المصداقية، التي يمكنها كشف الطبيعة الحقيقية للتطرف العنيف، ووحشيته، وتنكُّره للكرامة الإنسانية. ويركز هذا العنصر بشكل خاص على الدعاية عبر الإنترنت ومن خلال المطبوعات.
تعزيز قدرات شركائنا لمنع التطرف من الانتقال إلى العنف في السجون، والمساعدة في ضمان إعادة تأهيل المقاتلين السابقين، وإعادة دمجهم مجددًا في المجتمع، كلما كان ذلك ممكنا.
تجاهل الأسباب الجذرية
ورغم أهمية بعض النقاط التي طرحها "بلينكن"، واستندت إلى ما تمخضت عنه قمة التطرف العنيف العام الماضي، إلا أنه وقع في الخطأ ذاته الذي ارتكبه الرئيس أوباما حين دعا المسلمين لمقاومة الإرهاب خلال زيارته الأخيرة لأحد مساجد بالتيمور، دون أن يتطرق للأسباب الجذرية للإرهاب الذي تقترفه مجموعات باسم الإسلام، والتي تقول الأستاذة المشاركة في كلية القانون بجامعة تكساس إي أند أم، سحر عزيز، إنها تتمثل ببساطة في "الاستبداد".
وتضيف: "تتركز استراتيجيات مكافحة الإرهاب، بطريقة مضللة، على معالجة الأعراض بدل التركيز على الظلم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الكامن الذي يُنتج العنف السياسي. الأهم من هذا أن الجهود الأمريكية لمكافحة الإرهاب تحكمها المصالح العسكرية والأمنية للدول المستبدّة، التي غالباً ما تتمخّض عن مظالم محلية يجيّرها الطغاة إلى الشعور المعادي لأمريكا. وطالما أن الدول سادرة في عنفها دون رقيب، سيستمر العنف على مستويات غير حكومية بالتصاعد، ولن تؤثّر فيه الإدانات المخلصة التي يطلقها القادة المسلمون. وسيتم اتهام المعتدلين بالسذاجة وبأنهم أذيال النظام، بينما يستفيد المتشدّدون من الغضب الشعبي الناتج عن عنف الدولة لتقديم أنفسهم كمدافعين عن العدالة".
======================
واشنطن بوست :هل انسحبت روسيا من سوريا فعلا؟
نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرًا أعده مايكل بيرنباوم حول وضع الجيش الروسي في سوريا بعد أسابيع من إعلان الانسحاب، استهله بالقول: "صوَّرت موسكو انسحابها الشهر الماضي من سوريا بأنه نصر وعودة إلى الوطن، بعد عملية انتشار استمرت ستة أشهر تحوَّلت قواتها الجوية خلالها إلى موجة من الصراع الذي طال أمده. لذلك كانت مفاجأة هذا الأسبوع أن المنافذ الروسية الرسمية أفادت بهدوء بأن مروحيات روسية قوية جديدة تشهد القتال السوري لأول مرة. ويوحي المستوى الحالي من النشاط الروسي في سوريا أن الانسحاب كان ضئيلا في أحسن الأحوال، رغم الضجيج الذي أثاره الكرملين الشهر الماضي، وإصرار المسئولين الروس بأنهم انسحبوا من سوريا.
وهو ما أيده ماكس ديلاني في تايمز أوف إسرائيل، قائلا: رغم سحب بعض الطائرات والقوات، لا تزال موسكو منخرطة بقوة في دعم نظام الأسد ضد المتمردين. مستشهدًا بتواجد "عشرات الطائرات الحربية الروسية التي تقف على مدرج قاعدة حميميم داخل الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة في الساحل السوري على البحر المتوسط. بالقرب من رادار عملاق، ضمن نظام الدفاع الجوي S-400 الأكثر حداثة في الترسانة الروسية، يئن دون توقف".
======================
وول ستريت جورنال :سوريا تتحدى روسيا في محاولة لإبقاء الأسد
تحت عنوان "سوريا تتحدى روسيا في محاولةٍ لإبقاء الأسد" كتب سام داغر في صحيفة وول ستريت جورنال: يدفع النظام السوري- بتشجيعٍ من الانتصارات التي أحرزها في ساحة المعركة- باتجاهِ حلٍ سياسيّ؛ لإنهاء الحرب، بما يُبقي الرئيس بشار الأسد في السلطة، وهو ما يمثل تحديًا لجدول الأعمال الذي تدعمه روسيا".
وأضاف: "سوف تتكشف الخطة مع الانتخابات البرلمانية السورية يوم الأربعاء، وفي اليوم التالي سيسافر ممثلو الأسد لحضور محادثات السلام في جنيف، حيث من المتوقع أن يدفعوا باتجاه إيجاد حل للصراع وفق شروط الأسد".
======================
فورين بوليسي :الجيش السوري الحر ومستقبل سوريا
تساءل روس ويلين عبر فورين بوليسي إن فوكَس: هل الجيش السوري الحر هو مستقبل سوريا؟ قائلا: "يتألف الجيش السوري الحر في معظمه من منشقين عن الجيش السوري، ويضم مجموعة متنوعة من الألوية والمليشيات. لكنه مُنِي بالضعف نتيجة الهجمات الروسية، وتناقص الدعم، وتدني المدفوعات، والفساد، حسبما نشرته U.S. News & World Report في يناير. لكن حان الوقت لكي يعود.
وأضاف: "منذ بدء وقف إطلاق النار، بدأت الاحتجاجات تظهر في المدن السورية. وهو ما رأى روس هاريسون في مقاله المنشور في ناشيونال إنتريست أنه "تطوُّر مُشَجِّع". مطالبا الولايات المتحدة بزيادة الدعم الذي تقدمه بالفعل إلى وحدات حماية الشعب YPG الكردية، وقوات سوريا الديمقراطية، في المعركة ضد تنظيم الدولة، مع دعم الفصائل التي خضعت للتدقيق في صفوف الجيش السوري الحر. ويتساءل المرء، بطبيعة الحال: هل مثل هذا التدقيق يحدث في الواقع؟ وهل من الممكن أن يتم بشكل صحيح، دون أن يصبح تكتيكًا للمماطلة؟".
======================
واشنطن بوست: الضربات الأمريكية قتلت 25 ألف مقاتل من تنظيم الدولة
2016-04-13 ترجمة منال حميد - الخليج أونلاين
كشف مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أن الضربات الجوية الأمريكية على معاقل تنظيم "الدولة"، في كل من العراق وسوريا، أدت إلى مقتل 25 ألف مقاتل، بالإضافة إلى حرق ملايين الدولارات التي نهبها مقاتلو التنظيم، وفقاً لما نقلته عنهم صحيفة واشنطن بوست.

وأوضحت الصحيفة أن القوات الكردية والعراقية نجحت في الاستيلاء على 40% من مساحة الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم، كما قامت قوات مدعومة من الغرب بالاستيلاء على مساحة كبيرة من الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم في سوريا.
إلا أن هذه النجاحات في العراق وسوريا حيث معقل "الدولة"، لم تنجح في وقف توسع التنظيم في أوروبا، وشمال أفريقيا، وأفغانستان، فالهجمات التي شنّها التنظيم هذا العام في بروكسل، وإسطنبول، ومدن أخرى عزّز الشعور بأن هذه الجماعة قادرة على الاستمرار سنوات.
نائب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قال، الثلاثاء، أمام الكونجرس: إن التحالف الدولي يتقدم في القتال ضد تنظيم الدولة، غير أن ذلك لا يكفي لمنع انتشار التنظيم، فحتى تكون جهودنا فعالة يجب العمل على منع انتشار التطرف العنيف أولاً، ووقف تجنيد المقاتلين، وخاصة الشباب، ومنعهم من الانخراط في أنشطة إرهابية.
وأضاف: بدلاً من مواصلة القتال ضد قلب الدولة في الشرق الأوسط، يجب على الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوربيين المشاركة في صراع أكثر تعقيداً ضد المتشددين المحليين، الذين يحتاجون إلى موارد أقل؛ من أجل منعهم من سفك الدماء في الغرب.
من جهته قال جوناثان سكانزير، محلل شؤون الإرهاب السابق في وزارة الخزانة الأمريكية: إن هزيمة التنظيم عسكرياً لن تقلل من خطورة الذئاب المنفردة، أو الخلايا الصغيرة المستقلة التي تهدد الغرب.
ويضيف: "الهجمات في الغرب قليلة التمويل، فالتكلفة المقدرة لهجوم بروكسل مثلاً تتراوح بين 10 إلى 15 ألف دولار، صحيح أنه يمكن هزيمة التنظيم في الأراضي التي يسيطر عليها، ولكن لا يمكن هزيمة الأيدلوجيا الجهادية، إنها تتطور وتستمر بالوجود".
وفي حين سعى بعض المراقبين والمسؤولين إلى تصوير العمليات الأخيرة في أوروبا وتركيا على أنها دليل على يأس التنظيم نتيجة لخسائره الكبيرة، إلا أن بعض الخبراء يرون أن "الدولة" مشكلة لن يكون التغلب عليها بسرعة أو بسهولة.
ويقدّر مسؤولون أمريكيون أن "الدولة" نجحت في نهب نحو 100 مليون دولار من خزائن البنوك في العراق وسوريا، جعلتها أغنى جماعة إرهابية في كل العصور، وأن التنظيم لديه قدرة ومرونة على التكيف في المعركة.
======================
وول ستريت: أمريكا تعد خطة "ب" لتسليح المعارضة المعتدلة السورية
 نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” اليوم عن مسئولين أمريكيين قولهم ” إن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وضعت خططا بالتعاون مع نظرائها في المنطقة لتسليح المعارضة المعتدلة السورية لمواجهة النظام وذلك في حال انهيار اتفاق وقف إطلاق النار المستمر في سوريا منذ ستة أسابيع.
وذكر المسئولون أن الاستعدادات لما يوصف بالخطة “ب” تركز على تزويد المعارضة السورية بأنظمة أسلحة تساعدهم على توجيه هجمات لمواقع طائرات ومدفعية قوات النظام.
وكانت الصحيفة الأمريكية قد كشفت في شهر فبراير الماضي عن أن كبار المستشارين العسكريين للرئيس الأمريكي باراك أوباما يمارسون ضغوطا على البيت الأبيض لإعداد الخطة “ب” لمواجهة روسيا في سوريا.
وقالت الصحيفة إن رؤساء الأجهزة الاستخبارية في منطقة الشرق الأوسط بحثوا خلال اجتماع سري الاستعدادات لهذه الخطة قبيل بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار يوم 27 فبراير الماضي ، كما أجروا اتصالات فيما بعد لمتابعة هذه الاستعدادات.
 وأوضح مسئولون أمريكيون - حسبما ذكرت الصحيفة - أن (سي آي إيه) أبلغت حلفاءها بأنه سيتم تزويد المعارضة السورية بالأنظمة الجديدة فقط في حال انهيار وقف إطلاق النار والمسار السياسي للتوصل إلى سلام دائم وهي الخطة الرئيسية للإدارة الأمريكية.
وقال مسؤول أمريكي كبير ” إن (سي آي إيه) أبلغت حلفاءها الذين يدعمون المعارضة المعتدلة السورية أن الإدارة الأمريكية تركز جهودها على إيجاد سبل للمحافظة على اتفاق وقف الاعتداءات واستمرار المفاوضات السياسية”.
======================
نيويورك تايمز: الملك أبلغنا باكتشاف الجيش نفقاً حدودياً تستخدمه (داعش) لتهريب الأسلحة والمخدرات
صحح خبرك - ترجمة خاصة
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، تقريراً ترجمه "صحح خبرك" للعربية، حول زيارتها للحدود الأردنية السورية رفقة الملك عبدالله الثاني وعدد من مستشاريه، وفقاً للصحيفة .
وتبلغ طول الحدود الأردنية مع سوريا 365 كم و180 كم مع العراق بينما تتوزع الحدود الأخرى بين السعودية وفلسطين.
ويمكن رصد نقاط ضعيفة بهذه الحدود لكن الجيش الأردني متيقظ لها، ويستخدم أحدث التقنيات والمعدات لمراقبة حدوده، إضافة لمراقبتها بالكاميرات على مدار الساعة.
وبإستمرار هناك العديد من السوريين يحاولون الهروب من مناطق النزاع إلى الأردن، ليتعرضوا لإطلاق النار من قبل القوات السورية والجماعات المسلحة، أو الضرب المبرح والتعذيب إذا تم الإمساك بهم، لذلك أمر الملك قوات حرس الحدود بالرد على إطلاق النار لحماية اللاجئين السوريين حتى لو كانوا لا يزالون داخل الأراضي السورية.
ويتمركز الجنود الأردنيون داخل خنادقهم ويدافعون عن مواقعهم، وينتهي الأمر بهم غالباً لقضاء الوقت مع اللاجئين السوريين، الذي وصلوا إلى خط النار.
وبين الملك، حسب الصحيفة، أن اللاجئين لم يشربوا المياه أو يتناولوا الطعام خلال رحلتهم التي قد تمتد لأيام، ولذلك يقوم عناصر حرس الحدود بتقاسم الماء ووجبات الطعام الخاصة بهم معهم.
وعلى طول الحدود الأردنية العراقية أخبر الملك عبدالله الثاني الصحيفة أن القوات المسلحة الأردنية قد إكتشفت نفقاً لتهريب الأسلحة والمخدرات، حيث ضبط الجيش الأردني الملايين من حبوب الكبتاجون المخدرة، التي تستخدم وتباع من قبل تنظيم داعش وعناصره كمنشط.
ويبدو أن هذا العقار هو أحد أسباب إشتعال الصراع حيث يسبب النشوة، ويمكنك من إرتكاب أفعال بشعة ورهيبة وتشعر بالبهجة لفعلها.
وفي الشمال الشرقي للأردن، وعند إلتقاء الحدود السورية والعراقية يتواجد مخيم الأزرق الذي يضم 12 ألف لاجئ، ويحاول الأردن إقناع المجتمع الدولي بحاجته للمزيد من الدعم ليتمكن من التعامل مع اللاجئين.
وأرى أنهم على حق، يقول مراسل الصحيفة، فيمكن للإضطرابات بين اللاجئين أن تعرض الأردنيين للخطر، وهناك مخاوف شائعة ازاء ما قد يشكله اللاجؤون من خطر على الأردنيين لكن الحقيقة أن اللاجئين هم من في خطر.
======================
مجلة التايم تصف بشار الأسد بــ«وحش القرن»
الرياض-الوئام :
على غلاف مجلتها نشرت “التايم” الأمريكية، صورة رئيس النظام السوري بشار الأسد وبداخل الصورة جماجم بشرية في إشارة إلى دموية وإجرام بشار الأسد وارتكابه مجازر مروعة بحق السوريين.
الصورة “المشوهة” لبشار الأسد، وضعت كغلاف للمجلة ذائعة الصيت ومعها إحصاء لعدد من مجازر ارتكبها الرئيس بحق شعبه حيث ذكرت المجلة أرقاماً مروعة ومفزعة للغاية تمثلت في قتله لـ١١ ألف محتجز بعد أن خضعوا للتعذيب الوحشي الذي أفضى بهم إلى الموت، كما نشرت المجلة جريمة أخرى مروعة تمثلت في احتجازه لـ١٥٠ ألف رهينة في سجون نظامه، وتشريده للآلاف، وأرفقت المجلة على غلافها بعنوان عريض: الأسد وحش القرن.
صورة الغلاف لاقت تفاعلاً كبيراً في الأوساط الإعلامية والشعبية معلقين: هذا وصف دقيق لمجرم حرب جعل شعبه بين قتيل وبين مشرد، فعلا إنه وحش القرن.