الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 1/3/2016

سوريا في الصحافة العالمية 1/3/2016

02.03.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. ستار التركية: الاختلاف مع أمريكا في سوريا
  2. معهد واشنطن :الحاجة إلى تعزيز مؤسسات قوية وشاملة في الشرق الأوسط
  3. الجاردين البريطانية: الهدنة فى سوريا خطأ لا بديل عنه       
  4. نيويورك تايمز: كيف أساءت تركيا قراءة الأكراد
  5. نيويورك تايمز: أمريكا مرتاحة من تحرير الكرد لأراضٍ سوريّة
  6. وول ستريت جورنال: كيف يمكن توريط بوتين في سوريا
  7. الغارديان: دور واشنطن في سوريا لم يرق لمستوى "الفعل" حتى الآن
  8. واشنطن تايمز: روسيا تختبر أسلحتها الجديدة بسوريا
  9. خبير أوروبي في "الغارديان": لا تضحوا بتركيا من أجل سوريا
  10. ليبراسيون: دير الزور تستغيث تحت حصار النظام والتنظيم
  11. لوموند: إمبراطورية آل الحريري مهددة بسبب الأزمة مع السعودية
  12. "الموندو": هل ستصمد هدنة سوريا.. ولماذا تستبعد "النصرة"؟
  13. هأرتس: الأطراف في سوريا مستنزفة...الأيام الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار مرت بهدوء نسبي
  14. ليز سلاي - (نيويورك تايمز) 20/2/2016 :مأزق تركيا المتفاقم ينطوي على مخاطر جسيمة
  15. كلايف إيرفنغ - (نيوزويك) 24/2/20156 :إرهاب من فَوق: هل يشن "داعش" هجوماً بالطائرات من دون طيار على حدَث رياضي؟
 
ستار التركية: الاختلاف مع أمريكا في سوريا
أحمد تاشكاتيران – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
لا يزال الموضوع السوري يحتل قائمة الأجندة اليومية بالنسبة للتركيا، ونستطيع القول بأنّ أخطر التطورات وأسخنها المتعلقة بالشأن السوري، تكمن في اختلاف وجهات النظر بين تركيا وأمريكا حول هذا الموضوع، ومع أنّ أردوغان ساهم في إغلاق هذا البون بين الرؤيتين عند لقائه أوباما، إلا أنّ ما جرى بعد ذلك اللقاء أثبت لنا أنّ الاختلاف ما يزال مستمرا.
يظهر الاختلاف جليا، في تعريف كلا من حزب الاتحاد الديمقراطي “بي يي دي”، ووحدات حماية الشعب “يي بي غي”، حيث لا يقف الطرفان عن نفس التعريف، وكذلك الأمر ينطبق على الموقف من التدخل الروسي في سوريا، ولهذا أصبحت تركيا تعتبر هذين المجالين يمثلان أمامها تحديا كبيرا ويتمثل بـ”مسألة وجود” وإثبات للذات.
وهذا يعني أنّ القضية تكمن بالنسبة لتركيا، في أنها لا ترى من أمريكا الحليفة لها، نفس الحساسية الواجب اتخاذها تجاه قضية تعتبرها تركيا “مسألة وجود”، بل إنّ أمريكا ساهمت في زيادة تعميق المشكلة، وبدا الانزعاج واضحا جدا لدى المسؤولين الأتراك، وهذا ما جعل أردوغان يخاطب أمريكا ويسألها “أنت حليفة لمن؟ صديقة مَن؟”.
أما الجانب الآخر، فيكمن في أنّ القضية السورية وتطوراتها ليست محصورة داخل الحدود السورية، وأصبحنا نعلم جيدا بأنّ ما يجري هو إعادة تنظيم الجغرافيا جميعها، ونحن الآن في موقع بين قوتين عظيمتين، يعملان على إعادة رسم المنطقة، ومع أننا كنا ننظر إلى الربيع العربي بأنه الحلقة الختامية لمسلسل الهيمنة الاستعمارية الذي مورس على منطقتنا منذ الحرب العالمية الأولى، ولكن ما جرى في النهاية جعل كل المراقبين والمحللين يتشاءمون حيال مستقبل المنطقة.
ولذلك فإنّ أمريكا اليوم لا تقف معنا، سواء أكان ذلك نتيجة “لشلل في الإرادة”، أو كان بسبب أنّ “الدولة العميقة” في أمريكا لا تريد أي صعود إسلامي، بل إنّ الولايات المتحدة الأمريكية تقف اليوم “ضدنا”، ومع أنّ استخدام كلمة “ضدنا” هنا يجعلني أسأل نفسي هل هذا هو الموقف الحقيقي أم لا، لكن الواضح أمامنا جميعا أنّ أمريكا غيّرت مسار الربيع العربي، وهذا لا يحمل دلالات مبشرة.
وعلى ما يبدو أننا من خلال تقييمنا، غير راضين عن أداء أمريكا، والسبب في ذلك يعود إلى أننا كنا نعوّل عليها بأننا سنتحرك وفق رؤية مشتركة معهم، ومع أننا نشعر بغضب تجاه روسيا، لكننا في نفس الوقت نشعر داخليا بأنّ “هذا متوقع منهم”، ولذلك أصبحنا نرى انعكاسات لاختلاف وجهات النظر بين تركيا وروسيا على صعيد المسؤولين الأتراك من رأس الهرم وحتى الحكومة والشعب.
أعتقد أنّ علينا أنْ نسأل الأسئلة الآتية:
ماذا تريد أمريكا من خلال تركيبة المنطقة الجديدة؟ هل تريد أنْ تشارك روسيا في نفوذها في المنطقة؟ أم تركت المنطقة بأسرها للنفوذ الروسي؟ وعلى ماذا تعتمد أمريكا في تصرفها تجاه حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب؟ وإلى أي مرحلة ستسمر أمريكا في دعمهما؟ وماذا تعني هذه السياسة الأمريكية تجاههم وما انعكاساتها على السياسة الكردية في الشرق الأوسط كله؟
وهنا لا بد من القول بأنّ الاختلاف بين الرؤية الأمريكية والتركية لا يكمن فقط في القضية السورية، واستفسارات اردوغان التي أطلقها لأمريكا حول حلفائها وأصدقائها، يدل على أنّ هناك أمور غاية في الحساسية يجب على الطرفين أنْ يتناقشان فيهما كحلفاء، وأردوغان اتصل بأوباما هاتفيا، واستمرت المحادثة ساعة وعشرين دقيقة، لكنني اعتقد أنّ المشكلة لا يمكن حلها على الهاتف، وإنما يجب أنْ تعقد جلسة بينهما، لمعرفة موقف كل واحد منهم، ومن هو حليف الآخر، والتنسيق بين الحلفاء كيف يجب أنْ يتم، وعلينا بكل تأكيد نحن من يطلب ذلك، لأننا منزعجون جدا من الأسلوب الأمريكي.
======================
معهد واشنطن :الحاجة إلى تعزيز مؤسسات قوية وشاملة في الشرق الأوسط
ماوريتسيو جيري
متاح أيضاً في English
"منتدى فكرة"
25 شباط/فبراير 2016
بعد خمسة أعوامٍ على انطلاق "الربيع العربي"، يبدو أنّ أهمّ الدروس المستقاة من هذه التجربة هو أنّ الإطاحة بالطغاة لا يؤدّي حُكماً إلى الديمقراطية، خصوصاً في ظلّ غياب المؤسسات القوية والشاملة التي من شأنها أن تجعل من الدَمَقرطة عمليةً مستدامة. وبفعل التدخّلات الخارجية، تكون مآلات هذه الانتفاضات إمّا حرباً أهلية - كما هي الحال في سوريا والعراق وليبيا واليمن - أو نظاماً ديكتاتورياً أسوأ من سابقه، كما هو شأن مصر.
وتُعدّ تونس اليوم المثال الناجح اليتيم عن الدمقرطة التي أطلقها "الربيع العربي"، ولكن حتى تونس ومؤسّساتها الأهلية التي فازت بجائزة نوبل تبقى عاجزةً عن ضمان استدامة حالة الاستقرار في حال عجزت البلاد عن حلّ مشاكلها الاقتصادية. وفي الوقت الراهن، أدّت الإصلاحات والأساليب الليبرالية إلى تحقيق نموّ في "الناتج المحلي الإجمالي" في تونس، غير أنّها لم تستحدث فرص العمل بوتيرة كافية لضمان الاستقرار.
أمّا الدول الأخرى التي شاركت في "الربيع العربي"، فقد فشلت فشلاً ديمقراطياً ذريعاً. فمصر عادت إلى الديكتاتورية، بقيادة أجهزة الشرطة والجيش القمعية التي لجأت إلى سجن المصريين الذين ينتقدون النظام وتعذيبهم وقتلهم. وتشير الأحداث الأخيرة إلى أنّ النظام بات الآن يستهدف الأجانب، كما رأينا مؤخّراً في حالة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، بينما اتّخذت جارة مصر، أي ليبيا، منحًى أسوأ، إذ من المحتمل أن تواجه تدخّلاً عسكرياً بقيادة الدول الغربية رداً على توسّع نظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش») في البلاد. وعلى الرغم من أنّ محادثات السلام جارية، لا تلوح في الأفق الليبي أيّ حكومةٍ مستقرّة وموحّدة وواضحة، سواء كانت ديمقراطية أو غير ذلك من التوصيفات المُعتَمدة.
كذلك، تزداد الحرب الأهلية اليمنية سوءاً يومياً، إذ يزداد الصراع احتداماً بين المملكة العربية السعودية وأنصار الحوثي المدعومين من إيران، فيما يتبدّى معركةً تستعصي على الحلّ. وقد أودى هذا النزاع بحياة ستة آلاف يمنيٍ بينما يتضوّر عددٌ أكبر من اليمنيين جوعاً وسط استمرار صمت المجتمع الدولي.
أخيراً، تُعدّ سوريا المثال الأسوء على الفشل الذي آلت إليه الأحداث هناك، في وقتٍ يبدو فيه محتوماً على عملية مفاوضات السلام السورية أن تتمخّض عن نتائج هشّة. ومع الوقف المؤقّت للعمليات العسكرية من أجل تأمين دخول المساعدات الإنسانية، وهو ما شكّك المسؤولون الأمريكيون فيه بالفعل، يبدو أنّ اتفاق سلامٍ أو أقلّه وقفاً كاملاً للعمليات العسكرية أمرٌ غير وارد الآن. فمن المتوقّع أن تواجه سوريا مصيراً أسوأ بأشواط في السنوات القليلة المقبلة، وقد يستحيل النزاع السوري حرباً أهلية طويلة بين فصائل المتمرّدين، يكون فيها قادة هذه الجماعات بمثابة أمراء حرب، على غرار أفغانستان في تسعينيات القرن الماضي؛ أو يتحوّل النزاع من حربٍ بالوكالة إلى حرب طائفية مباشرة بين الدول، تكون فيها القوات غير المنحازة إلى أيّ معسكرٍ، كـ تنظيم «داعش» والأكراد، في قلب المعركة. ومن شأن إرسال السعودية لقوّات برية إلى قاعدة إنغرليك الجوية في تركيا أن يزيد من أرجحية هذه الفرضية. في غضون ذلك، سمحت المفاوضات أيضاً لروسيا وتركيا المتخاصمتين بأن تقصفا بشكلٍ تعسّفي دولةً أخرى، بذريعة مكافحة الإرهاب. وكما قال السيناتور الأمريكي جون ماكين في مؤتمر ميونيخ للأمن مؤخّراً: "إنّها الدبلوماسية في خدمة العدوان العسكري".
نأمل في أن تكون الحالتان السورية واليمنية قدّ علّمتا المراقبين أنّه من أجل أن تسنح الفرصة للديمقراطية، ينبغي إعادة بناء الدولة الفاشلة، ولا بدّ قبل ذلك من تطبيق وقف إطلاق النار وأن يكون الدفاع عن المدنيين في هذا الصدد حجرَ الزاوية. كذلك، ينبغي أن تعتبر الأمم المتحدة أنّ قتل المدنيين العزّل بغية الظفر في حربٍ بالوكالة ضدّ خصمٍ إقليمي أو عالمي جريمةٌ ضد الإنسانية. وقد أدانت المنظّمة الدولية مؤخّراً عمليات "الإبادة" التي تمارسها قوات الأسد، بيد أنّها لم تأتِ إلى الآن على ذكر التدخّلات العسكرية الأخرى، كالقصف العشوائي الذي تمارسه روسيا.
وفي الحالات الأخرى، خصوصاً في مصر وليبيا والعراق، بدا واضحاً أنّ الإطاحة بالأنظمة الاستبدادية من دون النهوض الصريح بمجتمعٍ مدني قوي إنّما يحمل نتائج كارثية، إذ لا تكون عملية إرساء الديمقراطية مستدامةً ذاتياً. ويمكن أحياناً بناء المجتمع المدني بطريقة أفضل من خلال إقامة العلاقات والتعامل مع الأنظمة الاستبدادية، كما تحاول حالياً الولايات المتحدة مع إيران وكوبا.
ويشكّل المغرب مثالاً إقليمياً على هذا النجاح، ففي حين لا تزال البلاد تعتمد النظام الملكي الدستوري، إلّا أنّ الحكومة أدخلت عدداً من الإصلاحات الديمقراطية على الدستور غداة انتفاضات "الربيع العربي"، ولا تزال عملية إرساء الديمقراطية تدريجياً مستمرّةً على قدمٍ وساق حتى هذا اليوم.
كذلك، ينبغي أن يكون تشديد المغرب على تشييد الأسس المستقرّة للدولة سمةً أساسية من سمات إعادة بناء الدول. ومن أجل تفادي كارثة أخرى كالغزو الأمريكي للعراق عام 2003، لا بدّ من تخصيص الأولوية لإعادة بناء أسس الدولة السابقة عند الإطاحة بالطغاة. ويُعدّ التركيز على المؤسسات القوية والشاملة وسيلةً يمكن الاعتماد عليها لضمان بقاء الحكومة والتنمية المستدامة والديمقراطية الفعّالة. وقد صاغ علماء السياسة نظريتين أساسيتين لهذه العملية، هما مفهوم "النظام السياسي في المجتمعات المتغيّرة" ومفهوم "الشمول في المجتمعات المتنوّعة".
وقد شرح العالم السياسي صموئيل هنتنغتون قبل نحو نصف قرنٍ، في كتابه النظام السياسي لمجتمعات متغيّرة، كيف أنّ القدرات الوظيفية للدولة عنصرٌ أساسي في تأمين النظام في المجتمعات الانتقالية. واستعاد الكاتب الأمريكي فرانسيس فوكوياما مؤخّراً في كتابه النظام السياسي والانحطاط السياسي هذا المفهوم الذي نظّر له خصمه السابق، محاججاً بأنّ بناء الدولة أساسيٌ لتحقيق استقرار الديمقراطية فيها. ويساعد غياب بناء الدول في تفسير الكثير من الإخفاقات الأخيرة التي شهدتها عمليات إرساء الديمقراطية المفروضة. ونحن اليوم بأمسّ الحاجة إلى الشروع في تطبيق هذه النظرية، لا لدعم الدمقرطة وحسب، بل أيضاً من أجل محاربة التشدّد والتطرّف العنفي. ويمكن أن تكون المؤسسات القوية، كالدساتير الراسخة والأسس الاقتصادية المستقرّة وإجراءات الضوابط والتوازنات الواضحة، واحداً من أنجع المضادات في مكافحة الإرهاب. ولم يؤدِّ نموذج الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي في مصر عن الدولة الاستبدادية المستقرّة بوصفها "قلعةً حصينة ضدّ التطرّف" إلّا إلى إذكاء التشدّد من خلال قمع الدولة الوحشي.
ويمكن، لا بل من الضرورة بمكان، إدراج المؤسسات القوية في الدولة الديمقراطية. وفي حين أنّ تونس أحدثُ من أن تعكس هذا النموذج، تقدّم تركيا مثالاً مؤهّلاً على الفوائد التي تجتنيها الدول من الديمقراطية المؤسسية القوية. وقد أوجدت القيود الراهنة للمؤسسات التركية على "الشمول" عدداً من التحديات على بعض عناصر ديمقراطيتها، بما يؤكّد صحّة هذه القاعدة. وتسلّط تركيا الضوء على العنصر المهمّ الآخر للمؤسّسات، أي ضرورة أن تكون قوية وشاملة في آنٍ معاً. ويستند مفهوم "الشمول في المجتمعات المتنوّعة" إلى دراسات الاقتصاديين الأمريكيين دارون عاصم أوغلو وجيمس روبنسون، بالإضافة إلى إسهامات المفكّر الكندي ويل كيمليكا. ومن المعروف أنّ عاصم أوغلو وروبنسون حاججا، في كتابهما لماذا تفشل الأمم، بأنّ الأمم فشلت في الماضي ولا تزال تفشل اليوم لأنّها تفتقر إلى الشمولية، أي المساواة في توزيع السلطات في المؤسسات السياسية والاقتصادية على حدٍ سواء.
لا بدّ إذاً من أن تُجسّد المؤسسات السياسية الشاملة الإجماع أو تقاسم السلطة، الذي يتيح لمختلف أقطاب الطيف السياسي والثقافي والاقتصادي أن تشعر بأنّها مشمولة عندما يتمّ استبدال الطغاة بشخصٍ ينتمي إلى جماعة دينية أو عرقية مختلفة. ويثبت بعض القادة، كرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، خطورة تجاهل عنصر الشمولية. وكانت هذه الشرارة أيضاً هي التي أشعلت أتون الحرب الأهلية اليمنية، عندما أخذ مفهوم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي للامركزية المفروضة بإقصاء الحوثيين الذين ردّوا في نهاية المطاف على استبعادهم. بالإضافة إلى ذلك، تمنع الحكومات الشاملة تركّز السلطات وخطر تفشّي الفساد. أمّا المؤسسات الاقتصادية الشاملة على مستوى المجتمع المدني، كالنقابات العمالية ومنظّمات المزارعين، فتضمن أن يكون للمواطنين رأيٌ أهمّ في النقاش السياسي والاقتصادي. وقد ساهمت هذه الجهود المبذولة في سبيل الشمولية على الصعيدين الحكومي وغير الحكومي في نجاح عملية الانتقال في تونس. وتجدر هنا الإشارة إلى أنّ جوليو ريجيني كان يدرس إمكانية اعتماد هذا الاحتمال في مصر قبل قتله أثناء بحوثه حول تمكين النقابات العمالية.
ويؤيّد ويل كيمليكا بدوره مفهوم الشمول في كتابه السياسة في اللغة العامية، لكنّه يشدّد على أنّ مؤسسات الدولة يتعيّن عليها أن تضمن العدل للجماعات العرقية والثقافية والأقليات القومية. ويمكن اليوم اعتبار إندونيسيا، وهي أكبر دولةٍ مسلمة، أحد نماذج هذا النوع من المؤسسات الشاملة في الديمقراطيات المسلمة. ويمكن أن يستفيد الشرق الأوسط إلى حدٍ كبير من البدائل المتوفّرة عن نسخة الحوكمة المسلمة المطروحة في السعودية، وذلك من خلال التطلّع إلى الدول المسلمة في جنوب شرق آسيا.
وفي حين أنّ منطقة الشرق الأوسط شهدت تاريخياً وجود مؤسسات ضعيفة ومجتمعات متنوّعة، إلّا أنّ مختلف الجماعات العرقية والدينية والثقافية تعايشت بطريقةٍ سلمية نسبياً لقرونٍ عدّة. أمّا الانقسامات، فما اشتدّت واستحالت أداةً لتحقيق المآرب السياسية إلّا في الآونة الأخيرة، مع حلول الحقبة الاستعمارية وما رافقها من دعمٍ غربي للأنظمة الاستبدادية. وقد أجّجت النخب المحلية هذه الطائفية في محاولةٍ منها لتحافظ على سطوتها، عملاً بالمبدأ اللاتيني فرّق تسُدْ.
يبقى أن نرى ما إذا كانت أوروبا والولايات المتحدة والأمم المتحدة تُدرج بالفعل هذه العناصر المهمة في صلب سياساتها في المنطقة. فوكالات الأمم المتحدة مثلاً قادرة على الاضطلاع بدورٍ قوي في هذا المجال، إذ إنّ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أو منظمة الأغذية والزراعة أو منظمة العمل الدولية تشتمل في ولاياتها على هدف دعم الحوكمة المحلية، مع المؤسسات السياسية والمدنية، كالمنظمات الزراعية أو النقابات. ولكن كالعادة، فإنّ المسألة تتمحور حول الإرادة السياسية للدول - وقادتها - التي تؤثّر في هذه الوكالات. وقد عقدنا آمالنا على القادة الجدد لعام 2017، وتحديداً الأمين العام الجديد للأمم المتحدة والرئيس الأمريكي الجديد.
وحتى العام المقبل، يبدو أنّه يتعيّن علينا أن ننتظر ونأمل في أنّ قادتنا المستقبليين سيعتمدون رؤًى سياسية أكثر استدامةً من تلك المنفّذة حالياً في الشرق الأوسط، واضعين نصب أعينهم فتراتٍ أطول أو "ظلال المستقبل" (كما هي محدّدة في نظرية اللعبة الدولية). وعلى المدى القصير، لا بدّ من أن يتناول القادة النتائج المهولة والمأساوية للجهود المبذولة سعياً لإرساء الديمقراطية بغياب أيّ تخطيط. وكالعادة، فإنّ السكّان المحليين هم من يعانون أكثر من غيرهم نتيجة "الجولات الرائعة" وقصور السياسة والقيادات الدولية.
 ماوريتسيو جيري هو مرشح لدرجة الدكتوراه ومساعد باحث في الدراسات الدولية في جامعة أولد دومينيون. وقد تم نشر هذه المقالة في الأصل من على موقع "منتدى فكرة".
======================
الجاردين البريطانية: الهدنة فى سوريا خطأ لا بديل عنه
نشرت في      انفرادات وترجمات
29تحدثت صحيفة الجاريان البريطانية فى عددها الصادر، اليوم الإثنين، عن انتهاكات روسيا ومليشيات بشار للهدنة فى سوريا واصفة الهدنة بأنها وإن كانت تحمل الكثير من السلبيات إلا أنها لا بديل عنها فى الوقت الحالى.
وتحدثت عن استمرار الضربات الروسية ومليشيات النظام على المدنيين تحت مسمى الإرهاب، وعدم احترامهم للهدنة.
وجاءت افتتاحية صحيفة الجارديان تحت عنوان "الهدنة في سوريا قد تكون محفوفة بالمخاطر، إلا أنه ما هو متوفر حالياً"، وفق ترجمة، بى بى سى عربى".
وقالت الصحيفة إن "الحرب في سوريا مستمرة منذ مدة طويلة كما أن الدبلوماسية أثبتت عدم فاعليتها في إيجاد أي أمل أو سيطرة على الوضع القائم، إلا أن الاتفاق على الهدنة اثبت تماسكه خلال نهاية الأسبوع".
وأضافت الصحيفة أن جميع المراقبين يرون أنه لا بد من إعطاء "الهدنة" فرصة، ليس لتغيير طرأ على مشاعر أي أحد، بل من أجل تحقيق رغبة جميع الفرقاء.
وأوضحت الصحيفة أن "الوضع في سوريا معقد وخطير لدرجة أن الدول المتنازعة فيما بينها تحتاج لتتعاون مع بعضها البعض لتفادي مخاطر لا يمكن أن تتعامل معها لوحدها".
وأضافت الصحيفة أن "الولايات المتحدة خسرت تأثيرها على دمشق منذ سنوات وذلك عندما أعلنت بصورة غير ناضجة عن وقوفها ضد بشار الأسد".
وأردفت أن واشنطن خسرت بصورة أكبر عندما قرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما عدم ضرب سوريا في 2013، بالرغم من استخدام بشار الأسد الأسلحة الكيماوية".
وختمت الصحيفة بالقول إن " روسيا والولايات المتحدة بحاجة لبعضهما البعض، وكم أنهما يحاولان في الوقت نفسه، استخدام احدهما الأخر".
======================
نيويورك تايمز: كيف أساءت تركيا قراءة الأكراد
01/03/2016 [ 11:00 ]الإضافة بتاريخ:
الكرامة برس- متابعة- ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في افتتاحيتها أن عداء الحكومة التركية تجاه الأكراد يجر البلاد بقوة نحو الحرب السورية، بما يعقّد ساحة المعركة ويشعل توترات جديدة بين أنقرة والولايات المتحدة، كما أن الصراع مع الأكراد يعرض تركيا لمخاطر الدخول في صراع مباشر مع روسيا، وهو ما يؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار بالمنطقة.
وأكدت الصحيفة أن تركيا خشيت التطلعات الكردية لإقامة دولة مستقلة طويلاً. والأكراد مجموعة عرقية من 35 مليون نسمة موزعين في سوريا والعراق وإيران وتركيا التي تضم حوالي 15 مليون نسمة.
فروق مهمة
في الخريف الماضي، في خطوة محسوبة سياسياً قبل انتخابات هامة، استأنف الرئيس رجب طيب أردوغان الحرب ضد حزب العمال الكردستاني الانفصالي في جنوب البلاد. وفي الآونة الأخيرة، بدأت قواته مهاجمة المسلحين الأكراد في سوريا.
وترى الصحيفة إن جزءاً كبيراً من المشكلة يرجع إلى رفض أردوغان الاعتراف بفروق مهمة بين الجماعتين الكرديتين. وتعتبر الولايات المتحدة وتركيا "حزب العمال الكردستاني" جماعة إرهابية؛ فقد أعلن الحزب مسؤوليته عن تفجيرات وهجمات هزت تركيا.
على النقيض من ذلك، ترى الولايات المتحدة أن أكراد سوريا ليسوا إرهابيين، وإنما خصم فعال ضد داعش، ويركزون على حماية المناطق الكردية في سوريا من الحرب الأهلية، وتمدهم واشنطن بالاستخبارات والمساعدات.
اختيار
وأثارت تركيا مزيداً من التوتر في الأسبوع الماضي، كما تبين الصحيفة، من خلال إلقائها اللوم على الأكراد السوريين في تفجير أنقرة الذي أسفر عن مقتل 28 شخصاً، ونفى الأكراد السوريين مسؤوليتهم عن الحادث.
وصرح مسؤولون أمريكيون أن الجناة على الأرجح مجموعة منشقة من حزب العمال الكردستاني، وذهب أردوغان إلى حد مطالبته الأمريكيين بين الاختيار بينه وبين الأكراد السوريين، وهو الطلب الذي رفضت واشنطن الرد عليه.
ونوّهت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة حثّت أردوغان على وقف هجماته ضد الأكراد السوريين، الذين يسيطرون الآن على معظم الحد البالغ طوله 565 ميل مع تركيا ومن المحتمل أن يسيطروا على القسم الأخير من الأراضي بما يمنحهم منطقة متاخمة.
وصرح مسؤولون أمريكيون أن الأتراك وافقوا على إيقاف القتال الذي تفاوضت حوله الولايات المتحدة وروسيا ودخل حيز التنفيذ يوم السبت.
عمل انتقامي
وكشفت الصحيفة أن واشنطن طلبت من الأكراد السوريين عدم الانسياق وراء الرغبة في استغلال فوضى الحرب لبسط نفوذهم على مزيد من الأراضي، ومن الممكن أن تؤدي أي محاولة من جانبهم للمطالبة بالرقعة الأخيرة من الأرض على طول الحد المتاخم لتركيا إلى إثارة غضب أردوغان ولجوئه للقوة العسكرية.
وهناك قلق من أن ترد روسيا على تركيا نيابةً عن الأكراد، حيث تغازل روسيا الولاء الكردي عبر توفير غطاء جوي جيد لعملياتهم، ولعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يبحث في واقع الأمر عن عذر للانتقام من تركيا لإسقاطها طائرة روسية ضلت طريقها في المجال الجوي التركي في نوفمبر (تشرين الثاني)، لكن ينبغي على أردوغان، بحسب الصحيفة، أن يقاوم الفرص التي قد تمنحه العذر للقيام بأي عمل انتقامي.
حكم ذاتي
وتخلص الصحيفة، في ختام افتتاحيتها، إلى أن مشاكل أردوغان مع الأكراد من صنعه إلى حد كبير، مشيرةً إلى أنه قد أحرز تقدماً في محادثات السلام مع القادة الأكراد في تركيا قبل استئناف أعماله العدائية في العام الماضي.
وأكدت الافتتاحية على ضرورة أن يبحث أردوغان عن طرق لإحياء هذه العملية، وعليه أن يتوقف عن قصف أكراد سوريا ويعمل مع الولايات المتحدة على إيجاد طريقة لاستيعاب ما يمكن أن يصبح في نهاية المطاف منطقة حكم ذاتي كردية في سوريا، كما فعل مع أكراد العراق، فمحاربة الأكراد السوريين وتأجيج التوترات مع أمريكا لا معنى له، برأي الصحيفة.
======================
نيويورك تايمز: أمريكا مرتاحة من تحرير الكرد لأراضٍ سوريّة
نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكيّة البارزة في افتتاحيتها، أنّ الولايات المتّحدة الأمريكيّة التي تقود التحالف الدوليّ ضدّ الإرهاب العالميّ مرتاحة من تحرير الكرد لمناطق واسعة أراضٍ في الأسابيع القليلة الماضيّة، والهدف هو حتّى لا يجد الرئيس التركيّ أردوغان حججاً جديدة كسابقاتها تمكّنه من زيادة الهجوم العسكريّ التركيّ على المناطق الكرديّة عامّة وريف حلب الشمالي خاصّة.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن صحيفة السعوديّ الإلكترونية “The Saudi” أنّ الحكومة التركيّة لا تميّز إطلاقاً بين الفصائل الكرديّة إن كانت في تركيّا أو سوريا، حيث إنّها تضعهم جميعاً في سلّة واحدة دون تمييز، وتتعامل مع جميع الفصائل والقوات الكرديّة المسلّحة باعتبارهم تنظيمات إرهابيّة.
واختتمت الصحيفة بالتطرّق للدعم الأمريكيّ لكرد سوريا الذي لا يروق بأيّ حال من الأحوال للحكومة التركيّة، بحسب ما ذكرت «نيويورك تايمز»، وهو ما ظهر بوضوح في تصريحات عدّة للرئيس التركيّ أردوغان.
======================
وول ستريت جورنال: كيف يمكن توريط بوتين في سوريا
سيث جونز-وول ستريت جورنال: ترجمة مركز الشرق العربي
عند قراءة عناوين الصحف, ربما يبدو أن الدعم الروسي للدكتاتور السوري بشار الأسد قلب أخيرا موازين الحرب الأهلية غير الحاسمة لصالحه. القوات الموالية للنظام, مدعومة بالقوة الجوية الروسية والصواريخ البالستية, سيطرت على مناطق رئيسة كانت تقع في السابق تحت سيطرة المتمردين المدعومين من أمريكا وهي تهدد الآن مدينة حلب ذات الأهمية الاستراتيجية. لا تظهر موسكو أي مؤشر على التهدئة, حتى مع الإعلان الأخير عن وقف إطلاق النار في سوريا.
ولكن الدروس المستقاة من حوالي 200 حالة تمرد اندلعت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية تشي بأن المساعدات الروسية سوف تفشل في تغيير المعادلة. لا زال نظام الأسد يواجه تحديات حقيقية, ليس أقلها عدم وجود شرعية له بين صفوف الشعب السوري. ربما تجد موسكو أنه من الصعب الحفاظ على تغيير رئيس في توازن القوة على المدى الطويل, خاصة إذا قررت إدارة أوباما – أو الرئيس القادم على الأرجح- العودة مرة أخرى
دخلت روسيا في الحرب السورية مباشرة منذ سبتمبر. قواتها الجوية التي تتضمن طائرات ميغ-31 وسوخوي-25 وقاذفات توبوليف-22 بعيدة المدى ضربت أهدافا للمتمردين, من بينها الجماعات التي تلقت التدريب الأمريكي. كما قامت بنشر قواعد صواريخ اسكندر أرض أرض البالستية, ووفرت السلاح والتدريب لحكومة الأسد, ونشرت طائرات فوربوست وأورلان -10 بدون طيران لمراقبة الوضع على الأرض. إضافة إلى ذلك, قدمت روسيا الدعم لمجموعة من الميليشيات الموالية للنظام في سوريا.
مثل هذه المساعدات, إضافة إلى المساعدات الإيرانية, سمحت للأسد بتعزيز موقعه, مؤقتا على الأقل. القوات الموالية للنظام تتقدم في مناطق استراتيجية شمال وجنوب سوريا. بداية هذا الشهر, وبمساعدة من مقاتلين شيعة وطائرات الروسية سيطرت الحكومة السورية على بلدات هامة قرب حلب. وهم يسيطرون الآن على الطريق السريع الذي يؤدي إلى مدينة اعزاز قرب الحدود التركية, وهو طريق كانت له أهمية كبيرة كخط إمداد لجماعات المعارضة.
أنصار الأسد منتشون بهذه الانتصارات. صرح وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان في مؤتمر صحفي خلال زيارته في فبراير إلى موسكو :” وجود روسيا في سوريا أثر دون شك على جو الأمن وغير من ميزان القوة”.  
في حين ربما يستمر الأسد وحلفاءؤه في السيطرة على المزيد من المناطق في الأشهر القادمة, إلا أن النظام لا زال يواجه عقبات كبيرة. لا زال نظام الأسد يفتقر إلى الشعبية بصورة كبيرة كما أنه من بين أسوأ الحكومات أداء في العالم. يصنف البنك الدولي النظام أسفل كل فئة رئيسة في الحكم, مثل السيطرة على الفساد والكفاءة في تقديم الخدمات والقدرة على إنشاء قاعدة قانونية سليمة. كما أن المتمردين السوريين يتمتعون بملاجئ في الدول المجاورة مثل الأردن وتركيا. وهذا يتيح لهم ملاذا آمنا بعيدا عن سيطرة الحكومة يمكنهم من التجنيد والحفاظ على خطوط إمداد.
يظهر التاريخ أنه من المستحيل تقريبا هزيمة المتمردين من قبل حكومة غير فعالة وغير شرعية, خاصة عندما يتمتع المتمردون بمساعدات وملاذات خارجية. شهدت واشنطن هذه الحقيقة الباردة في فيتنام وأفغانستان. كذلك موسكو في أفغانستان في الثمانينات, رغم أنه يبدو أن القادة الروس نسوا ذلك تماما.
يجب أن تتمثل أهداف أمريكا الآن في منع انهيار جماعات التمرد الأساسية, وذلك لتشجيع الوصول إلى حكومة شاملة وشرعية, ولهزيمة الدولة الإسلامية وجبهة النصرة في سوريا.
مع تقدم النظام, على الولايات المتحدة أن تزيد من حجم مساعداتها للمتمردين, وأن تستثني الجماعات المتطرفة, والاستمرار في الدفع باتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية. وعلى الكونغرس أن يصوت على تقديم المزيد من التمويل والتدريب والأسلحة المتطورة مثل مضادات الدبابات لجماعات معينة مثل القوات الكردية التي تقاتل الدولة الإسلامية شمال سوريا والجبهة الجنوبية المدعومة من الأردن, التي تقاتل كلا من النظام والدولة الإسلامية. كما يتوجب على الولايات المتحدة أن توفر التدريب والتمويل لمعسكرات تدريب المتمردين في الدول المجاورة مثل الأردن وتركيا
بعض متخذي القرار الأمريكان, مثل وزير الخارجية جون كيري, قالوا بأنه ليس هناك حل عسكري للحرب في سوريا. ولكن التاريخ يظهر حقيقة أكثر دقة. أكثر من ثلثي حركات التمرد انتهت بانتصار عسكري. وحوالي ثلثها انتهت بوسائل سلمية, وعادة يتم تسوية النزاع بعد الوصول إلى حالة من الجمود العسكري.
 على صانعي القرار الأمريكان تقبل هذه الحقيقة, والتصرف وفقها لإبقاء بعض من معارضي الأسد صامدين. ربما يكون الجمود أفضل طريقة لتأمين الوصول إلى اتفاق سياسي لإنهاء الحرب.
======================
الغارديان: دور واشنطن في سوريا لم يرق لمستوى "الفعل" حتى الآن
 29 شباط ,2016  17:04 مساء     
المصدر: عربي برس - ترجمة ريم علي
تحدثت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن رؤيتها لمواقع كل من الولايات المتحدة وروسيا في خارطة التجاذبات السياسية والعسكرية حول سوريا.إذ قالت الصحيفة: "إن الحرب في سوريا طالت كثيراً، فقد أثبتت الدبلوماسية عدم فعاليتها حتى في إبقاء تلك الحرب تحت نوع من الرقابة، وبعد وقف الأعمال العدائية التي وافقت عليها جميع الأطراف المتحاربة، فإننا  نجد معظم المراقبين يريدون إعطاءها فرصة، ليس بسبب بعض التغيير المفاجئ في المواقف، ولكن لأن هذه العملية تصب في صالح اللاعبين الأساسيين".وشبهت الصحيفة الوضع في سوريا بالطريق السريع بأحول جوية سيئة للغاية، وعلى جميع السائقين القيادة فيه بحذر لأن خطأ أي واحد منهم يمكن أن يهدد عدة سيارات أخرى.وأكدت الصحيفة أنه ومع بدء وقف إطلاق النار بشروط روسية فإن الإنتهاكات استمرت، وسوف تستمر، مع بقاء خطر الصدام الروسي التركي حاضراً.ووصفت الصحيفة دور الولايات المتحدة "برد الفعل"، الذي لم يرق منذ بدء الحرب إلى "الفعل"، فضمن كل الخطط الموجودة، كان دور وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، ضعيفاُ واستمر في تكرار سلسلة الخسارات الأمريكية التي بدأت عندما وقفت الولايات المتحدة مبكرا ضد الحكومة السورية، وخسرت أكثر عندما قرر الرئيس باراك أوباما أن لا يقصف أهدافاً سورية في عام 2013 رداً على استخدام الأسلحة الكيماوية.وتابعت الصحيفة: "كما كانت الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد "داعش" في العراق وسوريا بطيئة جدا، وتراجعت قبضتها في العراق. خاصة بعدما حاول كيري أخذ المشروع الروسي وثنيه لخدمة مصالح أمريكا وأوروبا، والدول المعنية الأخرى".وأشار المقال إلى أن: "روسيا والولايات المتحدة بحاجة الى بعضهما البعض، وفي الوقت نفسه تحاولان استخدام بعضها البعض،  هذا يمكن أن يكون أمراً خاطئاً ولكنها اللعبة الوحيدة المتوفرة".
======================
واشنطن تايمز: روسيا تختبر أسلحتها الجديدة بسوريا
قالت واشنطن تايمز الأميركية إن روسيا تستخدم الحرب الأهلية في سوريا ميدانا لاختبار أسلحتها الجديدة، بينما تتهم الدول الغربية الرئيس فلاديمير بوتين بشن غارات دامية لا تميز بين مدني وعسكري.
ونقلت الصحيفة عن موقع أكسبيرت أونلاين التابع لمجلة "أكسبيرت" الروسية الأسبوعية أن روسيا تستخدم هذه الحرب أرض اختبار لبرنامج التحديث العسكري الذي يتبناه بوتين.
وقال الموقع الروسي إن التحالف الروسي-السوري يجب ألا يتعجل، وإن الحملة الجوية ليست مكلفة لموسكو، وإنها تسمح لروسيا بتدريب طياريها واختبار الأداء الميداني لأسلحتها المختلفة.
"أكسبيرت أونلاين:روسيا تستخدم هذه الحرب أرض اختبار لبرنامج التحديث العسكري الذي يتبناه بوتين"
أهداف الحملة
وأوضح أن هذه هي مكاسب الحملة الجوية الروسية في سوريا، بالإضافة إلى المكاسب السياسية والهدف الرئيسي المتمثل في "القضاء على المقاتلين الذين يتحدثون الروسية في مسارح العمليات البعيدة جدا عن الأرض الروسية".
وأشار الموقع أيضا إلى أن الهدف الإستراتيجي لبوتين هو استعادة السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأرض لصالح الرئيس السوري بشار الأسد، التي من شأنها تعزيز جانبه في المباحثات لإنهاء الحرب التي استمرت خمس سنوات.
إنجازات الحملة
وأشاد الموقع بحملة بوتين الجوية قائلا إن التحالف الروسي-السوري استعاد 217 قرية وبلدة وألف ميل مربع من الأراضي. وذكر أنه من الناحية الإستراتيجية نجح بوتين في تغيير موازين القوة في الشرق الأوسط نهائيا، كما غيّر الوضع العسكري والسياسي في العراق، وإيران، وإسرائيل والولايات المتحدة، وبالطبع تركيا، بالإضافة إلى تأسيس حضور روسي دائم في المنطقة بالقاعدة الجوية في اللاذقية (المجهزة بصواريخ إسكندر وأس-400).
وذكرت واشنطن تايمز أن روسيا أقامت منطقة حظر طيران بشمال سوريا لمنع تركيا من ضرب القوات الكردية، التي يحارب بعضها تنظيم الدولة، والبعض الآخر أنقرة.
"أكسبيرت أونلاين:من الناحية الإستراتيجية نجح بوتين في تغيير موازين القوة في الشرق الأوسط نهائيا، كما غيّر الوضع العسكري والسياسي في العراق، وإيران، وإسرائيل والولايات المتحدة، وبالطبع تركيا"
وأوردت أن أحد محللي الطيران المستقلين قال لها إن صحة ما يُقال عن اختبار روسيا أسلحة جديدة في سوريا تعتمد على تعريف مصطلح "اختبار"، مشيرا إلى أن ما يحدث ربما يكون هو حالة من إدخال روسيا أسلحة محددة لأول مرة في ميادين القتال.
وقال المحلل المستقل -الذي طلب عدم ذكر اسمه- إن كثيرا من المعدات الروسية التي نُشرت في سوريا لم تُستخدم في القتال من قبل، لكنها اختبرت على عدة مستويات داخل روسيا.
الأسلحة الجديدة
وأشار إلى أن آخر نسخة -على سبيل المثال- من طائرات سوخوي "سو-34" التي نُشرت بسوريا تم اختبارها على مدى ثماني سنوات قبل الموافقة على إنتاجها.
وذكرت واشنطن تايمز قائمة بالأسلحة الروسية التي تُستخدم لأول مرة في سوريا، وهي: مقاتلات سوخوي "سو-35 أس فلانكر"، و"سو-34 فولباك"، و"سو 30 أس أم فلانكر"، و"سو-24 أم2 فينسر"، وصواريخ أرض-جو "أس-400 أس أي-21" و "باك-أم2 إي أس أي-17 غريزلي"، وثلاثة أنواع جديدة من صواريخ كروز، وقنابل كي أيه بي-500 الموجهة بالأقمار الصناعية.
وقالت أيضا إن الجيش الأميركي ومنظمات حقوق الإنسان تتهم موسكو باستخدام قنابل "بكماء" غير موجهة وتسقط بتأثير الجاذبية الأرضية فقط في كثير من عمليات قصفها، ونتج عن ذلك قصف مستشفيات ومدارس ومراكز لاجئين ونازحين؛ الأمر الذي أدى إلى قتل المئات من الأبرياء.
 
======================
خبير أوروبي في "الغارديان": لا تضحوا بتركيا من أجل سوريا
لندن - عربي21 - باسل درويش# الإثنين، 29 فبراير 2016 09:32 م 13.6k
دعا مدير مجموعة الأزمات الدولية جين ماري غوينو الغرب إلى عدم التضحية بتركيا من أجل إنقاذ سوريا.
ويقول غوينو في تقرير نشرته صحيفة "الغارديان"، إن آثار الحرب في سوريا انتشرت إلى تركيا، من خلال التفجيرات الانتحارية، وزيادة العنف الإثني- الطائفي، وتأتي في وقت تتسم فيها علاقات تركيا بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالهشاشة، وتقف على حافة مواجهة مع عدوها التاريخي روسيا.
ويضيف الكاتب أنه "مع مقتل 28 شخصا في هجوم 17 شباط/ فبراير، على الجنود الأتراك في أنقرة، فإنه يبدو أنه لا نهاية لسوء طالع تركيا، وهناك سيناريوهات تنتشر في العاصمة التركية تضم مواجهة جديدة، الـ14 بين روسيا وتركيا، فيما تعيش البلاد انقساما واستقطابا، ويترافق هذا كله مع استمرار موجات المهاجرين".
ويتابع غوينو قائلا: "حان الوقت كي يتم فيه التركيز على تركيا، فرغم مشكلاتها كلها، فإنها تظل عماد الاستقرار للكثير من الخطوط الجيوسياسية المتداخلة اليوم، بين الغرب وروسيا، وبين الشرق الأوسط وأوروبا، وبين النظام العالمي القائم والبديل عنه، وهو العنف المتطرف".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن بعض أجزاء أزمة تركيا هي من صنع قادتها، مستدركا بأن هناك حاجة لكي يتدخل أصدقاء تركيا لوقف الحلقة المفرغة التي تجرها نحو الهاوية، إما من خلال الزيارات على مستوى عال، أو الدعم المالي من أجل مواجهة أزمة اللاجئين، أو العمل على أرض الواقع.
ويقول غوينو إنه من جانب الغرب، فإن المصالح الحقيقية لتركيا والولايات المتحدة وأوروبا، تكمن دائما بعلاقة مستمرة ومتداخلة ومستقرة.
وتلفت الصحيفة إلى أن الصلات التي تجمع المصالح الأمريكية والأوروبية والتركية لم تتغير؛ فهناك 80 مليون شخص يعيشون في الجزء الجنوبي الشرقي لأوروبا، التي تعد تاريخيا واحدة من الديمقراطيات وذات الرؤية العلمانية والمتقدمة اقتصاديا على 57 دولة في العالم الإسلامي.
ويقول الكاتب: "يجب أن ينظر لمشكلات تركيا عبر هذا المنظور، فلا يزال الاقتصاد التركي يضم نمورا في التصنيع، ويتميز مطار اسطنبول بحركة الطائرات التركية، التي تعد من أكبر شركات الطيران نجاحا، وهي أفضل خطوط الطيران الأوروبية، وللسنة الخامسة على التوالي،
ويعلمنا التاريخ الحديث أن تركيا لن تنهار أو تتخلى عن أي من أراضيها بالقوة".
وينوه التقرير إلى أن تركيا تعد عضوا كامل العضوية في حلف الناتو منذ عام 1952، حتى لو لم تتفق أنقرة وحلفاؤها دائما، فقرار الدول الغربية غزو العراق عام 2003، أو ضرب ليبيا عام 2011، جاءا على غير رغبة تركيا، التي كان موقفها، كما يتضح الآن، حكيما، وبالنسبة لسوريا، فقد استعجلت تركيا بمعاداة نظام الأسد بطريقة لا رجعة فيها، مستدركا بأن التاريخ سيحكم على قرار الغرب بتجاهله نصيحة أنقرة وعدم اتخاذ فعل قوي وباكر في سوريا.
وتجد الصحيفة أن نقطة التحول الخطيرة واضحة الآن في شمال سوريا، حيث تواجه تركيا تحديات نابعة من المقاتلين الأكراد وروسيا وإيران، مشيرة إلى أن التحركات غير الصائبة التي قامت بها كل من تركيا والولايات المتحدة أثرت على علاقة تركيا بالغرب.
ويتهم غوينو أوروبا والولايات المتحدة بالتعجل في سياسة تقوم على اعتبار تنظيم الدولة عدوا رئيسيا تجب مواجهته، مهما كان الثمن.
ويعتقد الكاتب أن "هذا التشخيص ليس صحيحا، فوحشية التنظيم ليست إلا نتاجا للتشخيص الرهيب السابق، والسياسات السيئىة، وفراغ السلطة في قلب الشرق الأوسط، فقد قتل النظام نساء، وقصف في سوريا أكثر مما قتل تنظيم الدولة".
ويجد التقرير أن "النظر للأمور عبر منظار تنظيم الدولة يوقع الدول في مصيدة دعاية الجهاديين، ومن هنا فإن الخيار الذي يعطي أولوية لتنظيم الدولة يهدد بخسارة تركيا المستقرة والمزدهرة، ومن هنا فأي سياسة ناجحة متعلقة بسوريا يجب أن توسع مداها، وتدمج المنظور التركي. ومن هنا يجب على تركيا والغرب تجاوز خلافاتهم المتعلقة بالأكراد السوريين، فباسم مكافحة تنظيم الدولة تتعاون أمريكا، وبشكل قريب، مع قوات حماية الشعب التركي التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، رغم أنه تابع لحزب العمال الكردستاني (بي كا كا)، الذي يقود تمردا عمره 31 عاما ضد تركيا، وتصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأنه جماعة إرهابية".
وترى الصحيفة أنه "يجب على الحكومات الغربية تقريب سياستها ومحاسبة تركيا بناء على القانون الدولي فيما يتعلق بالمعايير الدولية، خاصة فيما يتعلق بالحكم وحقوق الأكراد، والذهاب أبعد لإقناع تركيا باستئناف العلاقات مع حزب العمال التي انهارت العام الماضي، لكن عليهم الاعتراف، الغرب، بأن (بي كا كا) أدى دورا في تخريب اتفاق وقف إطلاق النار، فقد كانت لديه طموحات واسعة من الحصول على دعم من الغرب، كما حصل أكراد سوريا على الدعم منهم".
ويورد غوينو أن تركيا تعتقد أن روسيا وإيران تدعمان حزب العمال؛ لأنهما تريان فيه وسيلة لتخريب البلاد، وتقومان بطريقة انتهازية باستخدام الأزمة السورية لإضعاف علاقة تركيا مع الغرب، أي خلق أزمة داخل الناتو، وتقوم الطائرات الروسية بشكل مستمر بالتحليق قرب الحدود التركية السورية؛ من أجل استفزاز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "عصبي المزاج".
ويذهب التقرير إلى أن "أردوغان يحتاج إلى التعاون بشكل بناء مع حلفائه الغربيين، الذين تعتمد تركيا في أمنها على حسن نواياهم، ويجب عليه احترام السلام مع (بي كا كا)، ويتوصل إلى اتفاق مع حزب الاتحاد الديمقراطي بشكل يحقق أمن الحدود التركية".
وتفيد الصحيفة بأنه ينبغي على الدول الغربية أن تعود إلى رؤيتها الاستراتيجية الطويلة الأمد، وتحذر "بي كا كا" من أن زعزعة استقرار تركيا ليست مقبولة، ودفعة للعودة إلى طاولة المفاوضات، ومساعدة تركيا على تخفيف التصعيد مع روسيا، وبناء جبهة واسعة أوروبية- تركية.

ويقول الكاتب: "لا أحد يعرف مستقبل انتماء تركيا للاتحاد الأوروبي، فالنتائج غامضة منذ موافقة أنقرة على عملية الاندماج منذ عام 1963، ونظرا للمشكلات المتعددة داخل الاتحاد الأوروبي، فإن هذا يعني ألا شهية لتوسيع عضوية الاتحاد في الوقت الحالي، لكن التقدم في التفاوض يعطي تركيا أجندة قوية للإصلاح يمكن العمل عليها".
ويذكر التقرير أن أوروبا منحت تركيا 3 مليارات يورو للمساعدة في مواجهة تدفق اللاجئين، مستدركا بأن الثمن سيكون أعلى ومكلفا لو وصلت معضلة الشرق الأوسط إلى تركيا، ليس فقط من ناحية الثمن، لكن كما في التسعينيات من القرن الماضي، بدفعات من اللاجئين الأكراد الأتراك.
ويخلص غوينو إلى دعوة الدول الغنية والمستقرة أكثر من تركيا، إلى أخذ زمام المبادرة وتولي الدور القيادي، "فالحرب السورية مأساة دولية متراكمة، وفي العاصفة الجيوسياسية فإن تركيا والغرب في قارب واحد".
======================
ليبراسيون: دير الزور تستغيث تحت حصار النظام والتنظيم
عربي21 - جهاد بالكحلاء# الثلاثاء، 01 مارس 2016 02:16 ص 01.1k
نشرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية تقريرا حول الحصار المزدوج الذي تعانيه مدينة دير الزور السورية، من قبل قوات النظام وتنظيم الدولة، بعد إغلاق كل معابر المدينة، ما أدى إلى نقص حاد في الإمدادات الغذائية اللازمة.
وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن منظمة الأمم المتحدة حاولت إيصال مساعدات إنسانية للمدينة، وآخرها المساعدات التي تم الإعلان عنها يوم الخميس المنقضي، لكنها اصطدمت بعديد العوائق اللوجيستية والتنظيمية، ما أدّى إلى فشلها وتواصل هذه الأزمة الإنسانية.
وذكرت الصحيفة أيضا أن هذه الوضعية ساهمت في ترسيخ الأزمة الإنسانية في المدينة التي يقطنها 200 ألف شخص.
ويسيطر تنظيم الدولة من الجهة الشمالية من نهر الفرات، حيث المدخل الرئيسي لأحياء دير الزور الثلاثة عشر، وهو ما أدّى إلى توقف إمدادات الغذاء والدواء والمحروقات والطحين للمدينة.
وقالت الصحيفة إن هذه المدينة لا تتعرض فقط لهجمات وسيطرة تنظيم الدولة من شرقي المدينة، بل أيضا تتعرض للابتزاز من قبل قوات النظام السوري ومليشياته.
وفي هذا الإطار، أعرب رعد الحافظ، وهو محام من مدينة دير الزور، لكنه يعيش الآن في غازي عنتاب، جنوب تركيا، أنه "من المخزي ما يفعله الجنود السوريون من عمليات ابتزاز وتجويع للمدنيين، المستمرة منذ سنة، ولا أحد يُساعد في ذلك".
ونقلت الصحيفة عن عبد الله، وهو ممرض في الأربعين من عمره، أنه في أقل من سنة، توفي نحو 70 شخصا بسبب الجوع ونقص الرعاية الصحية، وقلة الإمكانيات لمعالجة الأمراض المزمنة والأوبئة.
ونقلت الصحيفة عن أسامة، التاجر الذي فر من دير الزور في الصيف الماضي، أن المواد الغذائية الأساسية تُباع بعشرة أضعاف سعرها هناك، في حين أن دخل الفرد لا يتجاوز 100 دولار في الشهر؛ ولذلك لا يمكن تأمين وجبة غذائية متكاملة للفرد، وتقتصر على توفير وجبة واحدة كل يومين، وعادة ما تتكون من الخبز والماء فقط، كما قال.
ووفقا لما جاء في أقوال هذا التاجر أيضا، فإنه "منذ ارتفاع الأسعار في الربيع الماضي ومحاصرة الدولة الإسلامية لنا، كانت قوات النظام ترسل إلينا إمدادات غذائية عبر الطائرات. لكنها توقفت تدريجيا. ولا يتم توفيرها في الوقت الراهن إلاّ للجنود والمقربين من النظام".

كما ذكرت الصحيفة أن كلا من عبد الله وأسامة كان شاهد عيان على عمليات مقايضة غريبة ومأساوية مقابل الحصول على الطعام، مثل تقديم الأثاث أو السيارة، أو حتى هناك من قام بتقديم منزله مقابل حصوله على الحليب والأرز لإطعام أطفاله.
وأشارت الصحيفة إلى أن تفاقم هذا الوضع المتردّي أدى إلى نزوح العديد من السكان واضطرارهم لدفع الرشاوى لقوات النظام السوري مقابل إخلاء سبيلهم.
وأفاد عبد الله، في هذا السياق، بأن ركوب طائرة هليكوبتر من القاعدة العسكرية التي لا تزال تحت سيطرة النظام يكلف حوالي 4000 دولار، وغالبا ما تكون هذه العملية محفوفة بالمخاطر، نظرا لإمكانية تعرض هذه الطائرة للقصف من قبل تنظيم الدولة، في حين أن عبور الطريق البري يكلف حوالي 2000 دولار فقط.
ولفتت الصحيفة إلى أن كل المساعدات الإنسانية التي تُقدّم من طرف الهلال الأحمر والجيش الروسي يقوم بالاستحواذ عليها عناصر قوات النظام السوري والشبيحة، حيث تتم إعادة بيعها، وذلك حسب ما جاء في أقوال المحامي رعد حافظ، الذي استنكر كل هذه المعاملات.
وأعرب حافظ عن استيائه من التحالف الدولي، حيث إن هذا التحالف لم يقدم أي إضافة لحل هذه الأزمة الإنسانية، ولم يتمكن من تقديم الإمدادات الغذائية أو فك حصار مدينة دير الزور حتى الآن.
======================
لوموند: إمبراطورية آل الحريري مهددة بسبب الأزمة مع السعودية
عربي21 - يحيى بوناب# الثلاثاء، 01 مارس 2016 02:56 ص 02
قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن الأزمة الدبلوماسية بين لبنان والسعودية، وقرار الرياض إيقاف دعمها لحلفائها في بيروت، ألحق ضررا كبيرا بشركات عائلة الحريري، وهو ما جعلها عاجزة عن دفع رواتب عمالها وموظفيها في السعودية ولبنان.
ورأت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن الأمر ليس مصادفة، حيث إنه في الوقت الذي قررت فيه السعودية وحلفاؤها الخليجيون إيقاف دعمهم للبنان، كنوع من الاحتجاج على استحواذ حزب الله على القرار السياسي في البلاد، تفاقمت معاناة الإمبراطورية السياسية والاقتصادية التابعة لعائلة الحريري، التي يقودها الآن رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، الذي كان يحظى بدعم الرياض.
وقالت الصحيفة إن وسائل إعلام فرنسية كشفت يوم الأحد الماضي أن مجموعة "سعودي أوجيه"، التي أسسها رفيق الحريري سنوات السبعينيات في السعودية، عاجزة عن دفع مستحقات موظفيها منذ نهاية الصيف الماضي، حيث إن عمال هذه الشركة العملاقة المختصة في البناء ومشاريع البنية التحتية، الذين يبلغ عددهم 39 ألفا، قضوا كامل الخريف وشهر كانون الثاني/ يناير دون مرتبات، وفي منتصف شهر شباط/ فبراير الجاري حصلوا على مستحقات شهر أيلول/ سبتمبر 2015، مع وعد بتسوية أوضاعهم في آذار/ مارس.
وأوضحت الصحيفة أن أكبر المتضررين من هذه الأزمة المالية هم العمال القادمون من جنوب شرق آسيا، على غرار الفلبينيين والهنود والنيباليين والباكستانيين، الذين يعملون في مشاريع البناء في دول الخليج. كما أن هذا التأخير في صرف المستحقات أثر أيضا على كوادر هذه الشركات الذين يوجد من بينهم مئتا موظف فرنسي، وهو ما دفع بالسفير الفرنسي في السعودية إلى مراسلة سعد الحريري في مناسبتين، بصفته رئيس مجلس إدارة شركة "سعودي أوجيه"، لحثه على صرف رواتب الفرنسيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الأزمة المالية امتد تأثيرها، ليشمل أيضا مصالح عائلة الحريري في لبنان، حيث إنه أثر على تيار المستقبل الذي يقوده سعد الحريري، والذي يعد قاطرة تحالف 14 آذار مقابل تحالف 8 آذار الذي يقوده حزب الله، كما أن مجموعة واسعة من المؤسسات التابعة لعائلة الحريري من قنوات تلفزيونية ومؤسسات خيرية وجمعيات تضررت أيضا؛ لأنها كانت تتلقى تمويلها من شركة أوجيه السعودية.
ونقلت الصحيفة في هذا السياق ما قاله صحفي في قناة المستقبل التابعة لعائلة الحريري، بأن "كل فروع مجموعة الحريري تضررت، حتى إن مرتبات الصحفيين لم تعد تصرف بشكل منتظم، والأوضاع تدهورت منذ بضعة أشهر".
وأوردت الصحيفة أن عائلة الحريري تؤكد على أن ما تمر به هذه الشركات ليس إلا أزمة عابرة؛ حيث صرح أحد المسؤولين في شركة أوجيه للصحفية بأن "هذه المشاكل مردها الأوضاع الإقليمية المتدهورة، والانكماش الاقتصادي الذي سببه انهيار أسعار النفط، الذي يعد المصدر الأول لموارد الدولة السعودية التي حققت في سنة 2015 مستوى عجز قياسيا بلغ 87 مليار يورو، أي ما يعادل 16 في المئة من الناتج المحلي".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التراجع في المشاريع العمومية تضررت منه أيضا شركات عائلة بن لادن، التي تعد المنافس الأول لشركة أوجيه التابعة لعائلة الحريري.
كما أشارت الصحيفة إلى أن شركة أوجيه تعاني أيضا من صعوبات؛ بسبب وجود فساد في داخلها، حيث كثرت الأحاديث في الفترة الماضية عن سوء التصرف، ووقوع عدد من حالات الاختلاس وتدليس الفواتير، وسوء استغلال الميزانية، رغم نفي إدارة الشركة وجود هذه التجاوزات.
واعتبرت الصحيفة أن الأزمة التي تواجهها شركة أوجيه العريقة تعكس أفول نجم عائلة الحريري في السعودية، حيث إن سعد -الذي ورث هذه الامبراطورية عن والده رفيق الذي اغتيل سنة 2005- لا يمتلك الكاريزما ولا الشعبية التي كان يتمتع بها والده، الذي كان يحظى بقبول كبير في الرياض.
وقالت الصحيفة إن السعوديين وحلفاءهم في تحالف 14 آذار يعتبرون أن القرار السعودي بوقف الدعم للجيش اللبناني جاء ردا على رفض وزير الخارجية اللبناني، المقرب من حزب الله، إدانة الاعتداء الذي وقع على السفارة السعودية في إيران في بداية السنة الجارية.
وفي المقابل، فإن المنتمين لتيار 8 آذار يعتبرون أن هذا السبب ليس إلا حجة تتخذها السعودية لتبرير قرارها، وأن السبب الحقيقي هو الأزمة المالية الحادة التي تعاني منها المملكة.
ونقلت الصحيفة عن أحد العاملين في قناة المستقبل أن "المنتمين لتيار 14 آذار يشعرون بأن المملكة تخلت عنهم، في وقت يشهد فيه تيار 8 آذار انتعاشة وشعورا بالسيطرة على الوضع، كما أن إيران التي تعاني أيضا من أزمة اقتصادية لم تتخلّ عن وسائل الإعلام التابعة لحزب الله، وواصلت دعمها رغم الصعوبات المالية".
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولي شركات الحريري يحاولون التقليل من أهمية هذه الأزمة، ويقولون إن أحداثا مماثلة حصلت قبل سنوات وبقي الموظفون دون مرتبات لثمانية أشهر، ولكنهم حافظوا على ولائهم لعائلة الحريري إلى أن مرت تلك الأزمة.
======================
"الموندو": هل ستصمد هدنة سوريا.. ولماذا تستبعد "النصرة"؟
عربي21 – منذر بن علي# الإثنين، 29 فبراير 2016 01:44 ص 03.5k
 نشرت صحيفة الموندو الإسبانية تقريرا قالت فيه إن الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في سوريا، لن تصمد دون وجود محادثات جدية تشمل الأطراف المعنية كافة، ودعت إلى إشراك المجموعات الإسلامية وعلى رأسها جبهة النصرة، لأنها تتمتع بحضور ميداني قوي وتستطيع المساهمة في عزل تنظيم الدولة وإضعافه.
 وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الولايات المتحدة بذلت جهدا كبيرا لإقناع الروس والإيرانيين والنظام السوري بقبول وقف إطلاق النار، ولكن هذه الجهود قد تنتهي بالفشل بسبب امتناع الغرب عن التحاور مع المجموعات الإسلامية المقاتلة في سوريا، خاصة أن هذه المجموعات رغم أنها توصف بالمتشددة، لكنها تساهم في القتال ضد تنظيم الدولة وضد قوات النظام في آن واحد.
وأكدت الصحيفة أن ما تم التوصل إليه الآن هو مجرد هدنة، ولكن من أجل تطويرها والبناء عليها لتحقيق وقف لإطلاق النار، يجب إشراك جميع فصائل المعارضة دون استثناء، ومنحها الفرصة لإثبات جديتها في محادثات السلام.
حيث إن جبهة النصرة على سبيل المثال، رغم رفضها الاستجابة للضغوطات الغربية المطالبة بقطع علاقتها بتنظيم القاعدة، فإنها تبقى فصيلا قويا ومهما جدا في الميدان، يساهم في قتال تنظيم الدولة إلى جانب بقية فصائل المعارضة، ولذلك لا يجب رفض التعامل معها، بل دعوتها إلى المشاركة واختبار مدى استعدادها للالتزام بالمقررات الدولية.
 وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المجموعات سيكون عليها إظهار قدر من الالتزام والقدرة على التأقلم، إلا أنها تعتبر شريكا ضروريا في أي حل في سوريا التي دمرتها الحرب الأهلية، خاصة أن من بقي ولم يهاجر من سكان البلاد، أصبح أمام خيارات صعبة بين الالتحاق بقوات الأسد أو بتنظيم الدولة.
وقالت الصحيفة إن الهدنة الحالية إذا صمدت ستكون نقطة إيجابية أسفرت عنها المحادثات المشتركة، التي انخرطت فيها عدة أطراف من بينها دول عربية وتركيا والولايات المتحدة، ولكن لا يمكن تعليق آمال كبيرة على هذه الهدنة؛ لأن جميع الأطراف وضعت شروطا مسبقة يصعب التقيد بها لفترة طويلة، فيما يتعلق بالمدن التي ستصل إليها المساعدات والمجال الزمني، كما لا يبدو أن النظام ينوي التوقف عن قصف بعض المناطق.
وأشارت الصحيفة إلى أن ممثلي المعارضة السورية الذين يشاركون في المفاوضات في الوقت الحالي، لا يمثلون أقوى الفصائل المعارضة، بل يمثلون أغلب القوى الديمقراطية التي تدافع عنها الولايات المتحدة وحلفاؤها. وعليه، فإن الخيار الأفضل في المستقبل هو الانفتاح على المجموعات الإسلامية الأقل تطرفا؛ من أجل عزل المجموعات الأكثر تطرفا مثل تنظيم الدولة.
وأضافت الصحيفة أنه لأجل إضعاف تنظيم الدولة وعزله، يجب تحويل هذه الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار وتوسيع محادثات السلام، والتطرق لمسألة مصير بشار الأسد. وكي ينجح هذا المسار يجب على الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة منح مقعد على طاولة المفاوضات لجبهة النصرة، على عكس ما يحصل الآن، حيث تم إقصاء النصرة ومجموعات أخرى مثل أحرار الشام، التي تعتبرها الأمم المتحدة تنظيمات إرهابية؛ لأن النظام السوري يتمسك بتصنيفها بهذا الشكل.
وأكدت الصحيفة أن المجتمع الدولي يجب أن يوجه رسالة لكل المجموعات المقاتلة في سوريا بأن: "كل فصائل المعارضة باستثناء تنظيم الدولة مرحب بها في مفاوضات السلام، بشرط ألا ترفع سقف مطالبها إلى مستوى عال جدا، وأن تكون مستعدة للتعاون مع بقية الأطراف". وبعد ذلك ستكون الخطوة الأولى هي أن تقبل هذه المجموعات ببنود وقف لإطلاق النار، يضمن مرور المساعدات الإنسانية وموظفي المنظمات الدولة، وأن تتعهد هذه المجموعات أيضا بحماية المدنيين في مناطق سيطرتها.
وبهذا الشكل، فإن مسؤولية الاختيار بين من سيتم إشراكه في العملية السياسية ومن سيتم محاربته على أنه تنظيم إرهابي، ستقع على عاتق هذه المجموعات الإسلامية نفسها، ولا يتم الأخذ بحسابات وتصنيفات الدول المعنية بالصراع السوري.
كما أكدت الصحيفة أن الدول العربية التي لم تؤدِ الدور المطلوب منها إلى الآن، مطالبة بتقديم المساعدة لإنجاح هذه الفكرة، خاصة أن كل المجموعات الإسلامية المقاتلة في سوريا تحصل على الدعم بشكل أو بآخر من دول الخليج، ولذلك فإن هذه الدول قادرة على ممارسة الضغط على المعارضة الإسلامية لدفعها نحو الجلوس على طاولة المفاوضات.
======================
هأرتس: الأطراف في سوريا مستنزفة...الأيام الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار مرت بهدوء نسبي
عاموس هرئيل
FEBRUARY 29, 2016
القدس العربي
وقف اطلاق النار الذي تم الاعلان عنه في سوريا صمد في معظم مناطق الدولة لليوم الثاني ايضا. المعارك استمرت في مناطق الاحتكاك التي يتواجد فيها داعش والتي ليست جزء من الاتفاق. مع ذلك قام سلاح الجو الروسي أمس بقصف عدد من المحافظات في شمال مدينة حلب الكبرى والتي تسيطر عليها منظمات متمردين يشكلون جزءً من وقف اطلاق النار.
ورغم النجاح المفاجيء لوقف اطلاق النار، ما زالت الاجهزة الأمنية الإسرائيلية تشكك في فرص صمود هذا الاتفاق. الهدوء النسبي في اليومين الاخيرين، حسب تقديرات إسرائيل، ينبع من الاستنزاف الكبير الذي تعاني منه الاطراف. فبعد نحو خمس سنوات من الحرب الدموية والمستنزفة، يتم استغلال وقف اطلاق النار من اجل اعادة التنظيم وأخذ قسط من الراحة للحصول على الدعم اللوجستي والانساني للسكان المدنيين.
لكن هناك شك كبير إذا كانت المصالح المشتركة للاطراف ستصمد. هناك نقطتي ضعف بارزتين في الاتفاق. الاولى ترتبط بالاطراف الغير مشمولين في الاتفاق. والثانية، غياب خطة تستطيع نقله من وقف وضع الحرب المؤقت إلى اتفاق طويل المدى يشمل حلا سياسيا للحرب الاهلية. وقد تسببت الحرب حتى الآن بموت نحو نصف مليون شخص، حسب التقديرات الاخيرة.
إن وقف اطلاق النار لا يشمل داعش وجبهة النصرة التابعة للقاعدة. لأن جزء من المناطق التي يسيطر عليها داعش قريبة من المناطق التي يسيطر عليها النظام أو المتمردين والمليشيات الكردية. الحرب ضد داعش قد تمتد إلى مناطق التنظيمات الاخرى، والامر الهام هو الصلة بين جبهة النصرة والمليشيات السنية الاخرى التي تحارب ضد النظام. التحالفات بين تنظيمات المتمردين تتغير من منطقة إلى منطقة. ففي بعض المناطق يحاربون بعضهم البعض وفي مناطق اخرى يتعاونون في اطار جبهات تشمل تيارات سنية مختلفة تتبنى مواقف ايديولوجية متناقضة.
وفي المناطق التي سيستمر فيها النظام أو القوات الروسية في مهاجمة جبهة النصرة فان الحرب ستشمل كما يبدو منظمات متمردة تم شملها في وقف النار، لا سيما أن الروس لا يختارون بدقة أهدافهم. فعلى الاغلب هناك معسكرات ومواقع متمردين لا ينتمون لجبهة النصرة ستتعرض للقصف. حتى لو فاجأ الروس فمن الصعب رؤية انتقال من وقف اطلاق النار متواصل إلى اتفاق سياسي تقبل به الاطراف.
في بداية شباط، إلى جانب النجاح الذي حظي به النظام بعد تقدم قواته وحصار حلب في شمال الدولة، حظي النظام ايضا بانجازات أولية على الارض بعد فترة طويلة في جنوب الدولة ايضا. القوات الموالية للاسد تسيطر الآن على جزء من درعا. وقد اضطر المتمردون إلى اخلاء المنطقة القريبة وهي الشيخ مسكين، وبعض المناطق الصغيرة الاخرى بعد أن تضررت هذه المناطق من القصف الروسي العنيف. تقدم النظام في الجنوب أثار القلق الإسرائيلي في البداية خشية أن يستغل بشار الاسد ذلك ويطلب من قواته زيادة السيطرة في الجولان السورية قرب الحدود مع إسرائيل.

إن تطور كهذا كان يمكنه التشويش على الهدوء السائد على طول الحدود مع إسرائيل، والراسخ من خلال تفاهمات غير رسمية بين إسرائيل والمليشيات السنية المحلية. ولم تسجل حتى الآن أي محاولات لتنفيذ عمليات من قبل المتمردين ضد إسرائيل رغم وجود جبهة النصرة بالقرب من الحدود. في منطقة مثلث الحدود مع الاردن تسيطر منظمة تابعة لداعش باسم شهداء اليرموك. والسبب الرئيس للهدوء هو رغبة السكان في القرى القريبة من الحدود في الاستمرار بالحصول على المساعدات الانسانية من إسرائيل واحيانا الحصول على العلاج الطبي في المستشفيات الإسرائيلية.

منذ صيف 2012 وحتى خريف 2015 استكملت منظمات المتمردين سيطرتها على الحدود مع إسرائيل في الجولان، ومن مثلث الحدود في الجنوب وحتى منطقة بيت جن في الشمال، باستثناء القنيظرة، القرية الدرزية الخضر وجبل الشيخ السوري، فان النظام يسيطر على منطقة تبلغ مساحتها 4 كم فقط بالقرب من الحدود.
لكن حتى الآن لا توجد اشارات حول نية النظام الخروج في هجوم كبير في الجولان السوري. يبدو أن نظام الاسد يهتم أكثر بالسيطرة على المعابر على طول الشارعين المركزيين في الجنوب ـ شارع درعا دمشق وشارع القنيظرة دمشق، وهو لا ينوي ادخال قوات كبيرة إلى الجولان، هذه القوات التي يحتاجها من اجل تعزيز سيطرته في دمشق والمدن الكبرى في الشمال.
في الاسابيع التي سبقت وقف اطلاق النار، 10 في المئة فقط من القصف الجوي الروسي، تم في جنوب الدولة مقارنة مع 90 في المئة من القصف في المناطق الموجودة في شمال دمشق.
هآرتس 29/2/2016
عاموس هرئيل
======================
ليز سلاي - (نيويورك تايمز) 20/2/2016 :مأزق تركيا المتفاقم ينطوي على مخاطر جسيمة
الغد
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
إسطنبول، تركيا- تواجه تركيا ما يرقى إلى أن يكون كابوساً استراتيجياً؛ حيث تنفجر القنابل في مدنها، ويرابط الأعداء على تخومها، ويبدو حلفاؤها وأنهم يهملون مطالبها.
قبل ما لا يزيد على أربع سنوات، بدت تركيا مهيأة لتكون أحد أكبر الكاسبين من الربيع العربي، كقوة صاعدة يمتدحها الغرب ويعتبرها نموذجاً، كما تعتنقها منطقة تسعى إلى جهات رعاية جديدة وأشكال جديدة من الحكم.
لكن كل ذلك تبخر منذ فشل الثورات العربية، والتحولات التي حدثت في المشهد الجيوسياسي، ومسارات الحرب السورية.
تقوم روسيا، أقدم وأقرب خصم لتركيا، بتوسيع تواجدها حول حدود تركيا -في سورية إلى الجنوب وفي القرم وأوكرانيا وأرمينيا إلى الشرق. وفي الأسبوع الماضي، أعلن وزير الدفاع الروسي نشر دفعة جديدة من الطائرات المقاتلة الروسية والطائرات العمودية الهجومية في قاعدة جوية خارج العاصمة الأرمينية، يريفان، التي تبعد 25 ميلاً عن الحدود التركية.
كما أن الضربات الارتدادية من الحرب السورية، على شكل سلسلة من التفجيرات الانتحارية في إسطنبول وأنقرة، والتي كانت آخرها يوم الأربعاء من الأسبوع قبل الماضي، جلبت الهلع إلى الشوارع التركية وأضرت بصناعة السياحة التركية الحيوية.
كما أغرق انهيار عملية السلام مع أكراد تركيا جنوب شرق البلد في أتون حرب بين الأكراد والجيش التركي، بينما يقوم الأكراد السوريون بنحت شبه دولة لأنفسهم في أراضٍ تحاذي حدود تركيا.
ويعاني الاقتصاد التركي من الركود؛ حيث تعصف به المخاوف من عدم الاستقرار ومن العقوبات التي فرضتها موسكو واستهدفت السلع التركية ومصادر عوائدها، مثل البندورة والسياحة التركيتين، رداً على إسقاط تركيا طائرة روسية مقاتلة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
وفي الغضون، تنتشر المخاوف من احتمال المزيد من تصاعد التوترات في تركيا وفي المجموعة الدولية على حد سواء، وهو ما حدا بالرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، إلى التحذير يوم الجمعة قبل الماضي من أن "ثمة خطر اندلاع حرب بين تركيا وروسيا".
يقول غوكهان باشيك، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "ايبيك" في أنقرة: "إن تركيا بصدد مواجهة كارثة متعددة الأوجه. إنها بلد غالباً ما كانت لديه مشاكل في الماضي، لكن مدى ما يحدث راهناً يفوق قدرة تركيا على الاستيعاب".
يضاف إلى ذلك حقيقة أن الشقاق مع الولايات المتحدة، أوثق حلفاء تركيا وأكثرهم حسماً، حول وضع الميليشيا السورية الكردية الرئيسية، وحدات حماية الشعب الكردية، زادت من تعرية ضعف تركيا. وقد رفضت وزارة الخارجية الأميركية مؤخراً طلب الرئيس رجب طيب أردوغان أن تختار واشنطن بين تركيا الحليفة في الناتو وبين وحدات حماية الشعب الكردية، حليف واشنطن الرئيسي في الحرب ضد "الدولة الإسلامية"، على الرغم من مزاعم تركيا بأن وحدات حماية الشعب نفذت تفجيراً في أنقرة.
وفي الأسبوع الماضي، أكدت تركيا موقفها وطالبت بدعم غير مشروط من الولايات المتحدة. وقال رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو للصحفيين: "الشيء الوحيد الذي نتوقعه من حليفنا الأميركي هو دعم تركيا بلا قيد ولا شرط".
وتقف تركيا الآن معزولة تماماً، عالقة في متاهة من المآزق التي جاء جزء منها من صنعها هي، كما يقول سولي أوزيل، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قادر حاس في إسطنبول.
وأضاف أوزيل: "لقد نفّّرت الجميع وهي ولا تستطيع إقناع أي أحد بفعل أي شيء. إنها بلد لم تعد كلماته تحمل أي وزن. إنها تخادع ولكنها لا تنفذ. وهي لا تستطيع حماية مصالحها الحيوية وهي في خلاف الجميع، بمن فيهم حلفاؤها. وبالنسبة لبلد ظل يُنظر إليه حتى وقت متأخر كقوة إقليمية ناشئة، فإن هذه الحقائق تدهشني وتشكل كارثة كاملة".
وكان الأحدث هو تألم تركيا مؤخراً من الديناميات المتغيرة بسرعة على طول حدودها الجنوبية مع سورية؛ حيث تشن روسيا غارات القصف، وحيث يتقدم الأكراد، وحيث يواجه الثوار الذين دعمتهم ضد الرئيس بشار الأسد في الأعوام الخمسة الماضية الهزيمة.
وسوف يجلب إرسال قوات إلى سورية، كما كانت تركيا قد ألمحت، خطر إشعال فتيل مواجهة مع روسيا، والتي من المؤكد أن تخسرها تركيا كما يقول محللون. وكان إسقاط الطائرة الروسية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي سوء احتساب رئيسيا. فقد قوض الحادث قدرة تركيا على عرض قوتها ونفوذها في داخل سورية، ومنعها من إرسال مهمات طيران إلى هناك -حتى لدعم الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "الدولة الإسلامية".
ويعني عدم التدخل التركي هناك القبول بحتمية نشوء جيب كردي للحكم الذاتي في شمالي سورية، والذي يحد المنطقة الكردية المتوترة في تركيا، بالإضافة إلى إلحاق الهزيمة بالثوار الذين كانت تركيا قد أملت في أن يطيحوا بالأسد ويصنعوا عرضاً للنفوذ التركي في العالم العربي.
حتى الآن، قصرت تركيا ردها في سورية على القصف المدفعي ضد القوات الكردية المتقدمة وعلى جهود تعزيز الثوار. وأكد مقاتل من الثوار في بلدة عزاز الحدودية، والذي تحدث شريطة عدم الإفصاح عن هويته نظراً لحساسية الموضوع، صحة تقارير متعددة بأن تركيا سهلت انتشار مئات عدة من المقاتلين الثوار من محافظة إدلب إلى داخل حلب، عبر الأراضي التركية.
وفي الأثناء، سعى أردوغان من دون نجاح إلى تجديد الضغط على الولايات المتحدة للموافقة على اقتراحات تركية طالما طرحت لإقامة منطقة آمنة في شمالي سورية، والتي يكون من شأنها توفير حماية للمدنيين السوريين الساعين للجوء هرباً من القتال على طول حدود تركيا.
ويعتقد معظم المراقبين أن من غير المرجح حدوث تدخل عسكري تركي مباشر للوقت الحالي على الأقل. ولا يوجد في تركيا دعم شعبي لخوض حرب أو دعمها في داخل القوات المسلحة أيضاً. وكانت مجموعة من أكثر من 200 أكاديمي قد وقعوا على عريضة في الأسبوع الماضي، والتي تحث تركيا على عدم الذهاب إلى الحرب في سورية. كما أن الجيش أعلن أنه غير راغب في إرسال قوات عبر الحدود من دون موافقة مجلس الأمن الدولي.
لكن ذلك لم يردع أردوغان عن الاستمرار بالتهديد بالقيام بعمل ورسم الخطوط الحمراء. ويبدو أنه يغرق صانعي السياسة الأتراك أعمق في حفرة لا مهرب واضحاً منها. وقال مؤخراً إن سقوط عزاز التي يسيطر عليها الثوار بأيدي الأكراد المتقدمين سيكون "خطاً أحمر"، وتعهد بأن لن تسمح تركيا بخلق ملجأ للأكراد المتشددين في سورية.
لكن مأزق تركيا ليس من فعل أيديها كلية. فلم يكن بالوسع التنبؤ ببعض الاتجاهات العالمية الأوسع -مثل قوة روسيا المتزايدة وتراجع اهتمام الولايات المتحدة بالشرق الأوسط- عندما شرعت تركيا في وضع سياستها الخارجية الطموحة في وقت سابق من هذا العقد، كما يقول محللون.
لكن أردوغان أساء الحكم فيما يبدو على مدى تأثير الأطر المتحولة على الحد من قدرة تركيا على المناورة، وفق هنري باركي، الخبير في الشؤون التركية في مركز ويلسون في واشنطن.
وقال باركي: "لقد أساء أردوغان إدارة السياسة الخارجية بسبب إفراطه في الثقة بنفسه". وأضاف: "كان مفرطاً في الثقة في العام 2010 باعتبار أن تركيا حبيبة العالم، ودخل ذلك إلى رأسه. ثمة تراجعات ليست من صنعه، لكن الكيفية التي أدار بها تلك التراجعات من صنعه هو".
عندما يواجه أردوغان تحديات غير منظورة في طموحاته المحلية -وبشكل ملحوظ خططه لتعديل دستور تركيا لتعزيز صلاحياته الرئاسية- فإنه لا يمكن استبعاد المزيد من الخطوات الخاطئة، كما قال باسيك، الأستاذ الجامعي في أنقرة.
وأضاف باسيك: "أنا لا أقول إن تركيا فقدت صوابها وأنها مستعدة لخوض حرب. لكن المشهد في أنقرة غريب جداً وقد يفضي إلى مفاجآت. إن ما يجري في سورية هو مسألة بقاء بالنسبة لأردوغان، ولذلك لا يجب استبعاد أي شيء".
وقال أيضاً: "بالنسبة لتركيا، ليس هناك سيناريو جيد من الآن فصاعداً".
 
*نشرت هذه القراءة تحت عنوان:Turkey’s increasingly desperate predicament poses real dangers
======================
كلايف إيرفنغ - (نيوزويك) 24/2/20156 :إرهاب من فَوق: هل يشن "داعش" هجوماً بالطائرات من دون طيار على حدَث رياضي؟
الغد
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
يحذر خبراء من إمكانية استخدام الطائرات من دون طيار الصغيرة (الدرونات) الجاهزة للاستخدام في ارتكاب فظاعات مذهلة، والتي يتم بثها حية على الهواء لإحداث زلزال دعائي
لندن- وضع فريق من محللي الاستخبارات البريطانيين سيناريو مرعباً، والذي يطلق فيه إرهابيون سرباً من الطائرات الصغيرة من دون طيار (درونات) في هجوم على حدث رياضي كبير، مثل بطولة "سوبر بول"؛ حيث تطلق الطائرات عدداً من العبوات الناسفة على الحشود الحاضرة في الملعب.
وقال كريس أبوت، المدير التنفيذي للمؤسسة الفكرية التي تدعى "الإحاطة المفتوحة" لمجلة "ديلي بيست" في مقابلة حصرية: "إذا لم نتحرك لمنع ذلك، فإن حدوثه سيكون مسألة وقت فحسب".
وتضم مجموعة أبوت، التي تصف نفسها بأنها "أول وكالة استخبارات للمجتمع المدني"، اختصاصيين عسكريين سابقين وناشطين سابقين في أجهزة الاستخبارات. وكان هؤلاء يتعقبون تطور الطائرات من دون طيار على مدى سنوات عدة.
وما يرونه الآن، هو تكنولوجيا رخيصة يمكن الوصول إليها بسهولة، والتي تناسب بشكل خاص الموارد والقدرات المحدودة للخلايا الإرهابية النائمة الصغيرة المتفرقة المعروفة بوجودها في أوروبا الغربية والولايات المتحدة -أو الذئاب الوحيدة من الإرهابيين الذين يتبعون عقيدة مجموعات "داعش" و"القاعدة"، مثل مهاجمي سان برناردينو.
ويعتقد الخبراء أن "داعش" أدرك مسبقاً الفرصة التي توفرها تقنية "الدرونات" الجاهزة للاستخدام في تخطيطه للهجمات على المدن الغربية.
ويقول أبوت: "يستخدم داعش الطائرات من دون طيار مسبقاً في العراق وسورية لجمع المعلومات الاستخبارية، وبنجاح كبير، من أجل التعرف إلى ساحة المعركة".
ويضيف أبوت: "إنهم في منافسة مباشرة الآن مع القاعدة، وهم في حاجة ماسة إلى شن هجوم شامل يوقع ضحايا بأعداد كبيرة على أهداف غربية. وسوف ينطوي هجوم يُشن بسرب من الطائرات من دون طيار على حدث رياضي كبير على احتمالات إحداث نتائج كارثية". (في هجمات باريس الجماعية، تم استهداف ملعب رياضي كبير حيث كان الرئيس الفرنسي يشاهد مباراة لكرة قدم، لكن أمن البوابات استطاع ردع الانتحاري الذي فجر نفسه في الخارج).
"لقد أثبت ناشطو داعش أنهم متطورون جداً عندما يتعلق الأمر بالدعاية. وسوف تكون الطائرات من دون طيار مزودة بكاميرات بحيث تستطيع تصوير الهجوم الحقيقي في وقت حدوثه، ونقله مباشرة إلى الإنترنت". ويضيف: "سوف يكون لهذه الأشياء تأثير أبعد وأطول أمداً بكثير من رعب الحدث الحقيقي، تأثير بصري للغاية".
ويشير أبوت إلى أن ما تدعى "الدولة الإسلامية" سبق وأن وزعت أشرطة فيديو تعرض تدريب الذين نفذوا الهجمات الإرهابية في باريس، وربما يتم التخطيط لهجمات بالطائرات من دون طيار في سورية أيضاً؛ حيث يتم تدريب قادة الخلايا على طرق حيازة هذه الطائرات واستخدامها.
وفي كانون الثاني (يناير)، نشرت مجموعة أبوت تقريراً، من خلال "مشروع التحكم عن بعد" ومقره لندن، والذي حللت فيه الترسانة الكبيرة من الطائرات الصغيرة من دون طيار المتوفرة الآن، وناقش التقرير إمكانيات هذه الطائرات بالنسبة للإرهابيين، وحث المشرعين البريطانيين على إجراء مراجعة طارئة وسريعة للخطوات التي يجب اتباعها لتوقع مثل تلك الهجمات وتهيئة الدفاعات ضدها.
ويقول أبوت: "الشيء الصعب في المسألة هو عدم وجود إجراءات مضادة مفردة يمكن أن تكون فعالة وحدها. ينبغي أن يكون لديك دفاع متعدد الطبقات، والذي يبدأ بتقنين وضبط وتسجيل ملكية الطائرات من دون طيار، وتكون فيه طبقة ثانية تحدد ملكية الدرونات الأكبر والأكثر قدرة، ثم تحتاج إلى نظام يمكن أن يحذر من الهجمات، وربما يقوم بالتشويش على القنوات التي يتم استخدامها للسيطرة على الطائرات، وامتلاك القدرة -كآخر خط للدفاع- على اعتراض هذه الطائرات وإسقاطها".
"لسوء الطالع، إذا ترتب عليك أن تلجأ إلى إسقاطها (الدرونات) من الجو في بيئة مدينية أو في ملعب رياضي مزدحم، فإن خطر وقوع أضرار جانبية سيكون مرتفعاً للغاية".
في الوقت نفسه، يعترف أبوت بأن المشرعين يواجهون معضلة: "هناك الكثير من الاستخدامات المشروعة للطائرات من دون طيار، وهي تخدم غايات مفيدة للغاية، بما فيها جهود البحث والإنقاذ؛ وأنت لا تريد أن تقتل الابتكار، ولا تريد وضع الكثير من القيود والمحددات بحيث يصبح من المستحيل استخدامها".
في الولايات المتحدة (حيث بيعت نحو 700.000 طائرة من دون طيار في العام الماضي وحده)، أصبحت إدارة الطيران الاتحادية تطلب من مستخدمي الدرونات الترفيهية تسجيل بياناتهم الشخصية التفصيلية عندما يشترون طائرة، لكن التعليمات التي تغطي استخدام الطائرات التجارية التي تزن أكثر من 55 باونداً تم تأجيلها من أجل إجراء مزيد من المشاورات مع جماعات الضغط في الصناعة.
وفي بريطانيا، يدعو مشرعون إلى تطبيق ما يعرف باسم "الأسيجة الجغرافية" –حيث يتم تخصيص المواقع الحساسة، مثل المطارات والمباني الرسمية والموانئ ومحطات الطاقة النووية وشبكات الكهرباء، كمناطق حظر للطيران، وحيث يتم تزويد الدرونات كافة التي يتم تداولها ببرامج إقفال ذاتي تمنع الطائرة آلياً من دخول هذه المناطق.
مع ذلك، يعترف أبوت بأن مثل هذه البرامج يمكن تعطيلها بسهولة. ويقول: "إن أفضل دفاعاتنا، كما هو الحال دائماً، هي المعلومات الاستخبارية الموثوقة التي يمكن أن تمنع أي هجوم قبل محاولة تنفيذه".
كان الطيران التجاري دائماً هدفاً رئيسياً للهجمات الإرهابية. ولكن، مع تحويل المطارات في أوروبا الغربية وأميركا الشمالية إلى حصون، فإن العثور على أهداف ناعمة في الطيران أصبح أكثر صعوبة. ولذلك يخشى أبوت من أن تشكل الدرونات مثالاً آخر أيضاً على أن دفاعاتنا ضد الإرهاب ما تزال تعطي الأولوية للتهديدات السابقة بدلاً من إعادة تكييف هذه الدفاعات بحيث تتوقع التهديدات الجديدة تماماً قبل أن تصبح واقعاً قاتلاً.
ويشدد أبوت على مدى الفتك الذي يمكن أن تنطوي عليه الدرونات الصغيرة. ويقول: "تستطيع طائرة صغيرة استهلاكية للهواة أن تحمل ما يعادل قنبلة أنبوبية تحتوي على ما يعادل 5 إلى 10 كيلوغرامات من مادة (تي أن تي) المتفجرة، أو ما يعادل سترة انتحارية تضم ما يتراوح بين 4 إلى 10 كيلوغرامات من (التي أن تي)، أو ما يعادل تأثير العبوات الناسفة البدائية التي تستخدم منذ سنوات في العراق وأفغانستان. وسوف يعادل هجوم شامل يُشن بالدرونات تأثير عدة مفجرين انتحاريين يتم إطلاقهم على هدف واحد في الوقت نفسه".
من ناحية أخرى، يمكن أن تخلف طائرة واحدة من دون طيار، والتي يتم توجيهها إلى هدف واحد عالي القيمة -مثل زعيم سياسي- عواقب وخيمة. وهناك سوابق تبين هشاشتنا أمام مثل هذه الهجمات.
في العام 2013، هبطت طائرة صغيرة من دون طيار تحمل كاميرا مباشرة أمام المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بينما كانت تخاطباً تجمعاً في دريسدن. وكان الذي أطلق تلك الطائرة هو حزب القراصنة الألماني، كجزء من احتجاج على تقنيات المراقبة الحكومية. وفي نيسان (أبريل) الماضي، حطت طائرة صغيرة من دون طيار تحمل عينة من الرمال المشعة من محطة فوكوشيما النووية على سطح مكتب رئيس الوزراء الياباني في طوكيو.
ولو أن أياً من هاتين الطائرتين كانت مسلحة، فإن أخبارها لم تكن ستتلاشي بهذه السهولة من العناوين الرئيسية في العالم.
ويوضح أبوت أنه سيكون من الصغب اعتراض هجمات معدة بعناية ومستهدفة من هذا النوع. ويقول: "كل ما نستطيع فعله في هذه اللحظة هو وضع عقبات تزداد تطوراً في طريق هذه الهجمات بحيث تصبح أقل احتمالاً للنجاح باطراد".
بالإضافة إلى محاولة اغتيال قادتنا السياسيين، فإن الدرونات الصغيرة نسبياً تستطيع أن تحمل شحنات أخرى من وسائل الإرهاب الشامل والجماعي، مثل الأسلحة الكيميائية والسموم التي يمكن أن تعمل، مثلاً، على تلويث إمدادات المياه. كما يشير أبوت أيضاً أن الدرونات يمكنها أن تقوم بإيصال "قنبلة قذرة" نشطة إشعاعياً.
ويضيف أبوت: "سيكون التأثير التدميري المباشر محدوداً، لكن الآثار النفسية والاقتصادية يمكن أن تكون هائلة".
ولكن، وحتى لو استطاع نظام دفاعي معين تعطيل التوجيهات التي يوفرها نظام تحديد الموقع الجغرافي في الطائرة من دون طيار، فقد أصبح بوسع الإرهابيين اليوم امتلاك الوسائل لإرسال الطائرة من دون طيار من مسافة بعيدة مثل صاروخ كروز، في مسار محدد سلفاً إلى الهدف.
ويقول أبوت: "يمكنك أن تحصل على هذه الأنظمة بثمن رخيص تماماً الآن، بحيث يمكن استخدام أجهزة الإشعار والملاحة الذاتية لإعداد طائرة مبرمجة سلفاً ومزودة بتعقب نقاط على الطريق وبقدرة على التقدير الذاتي للمسافة والوقت بناء على الموقع السابق -وهو مثال على قدرات متاحة لم يكن بالوسع مجرد تخيلها قبل خمس سنوات".
ذكرني ذلك في الحقيقة بمحاولة الجيش الجمهوري الأيرلندي ضرب مقر الحكومة البريطانية (10 داوننغ ستريت) في العام 1991، بينما كانت وزارة الحرب البريطانية التي يقودها رئيس الوزراء جون ميجور مجتمعة هناك. وأطلق الجيش الجمهوري الأيرلندي في ذلك اليوم عدة قذائف مورتر من شاحنة تقف في شارع مجاور، وهبطت إحداها في حديقة داوننغ ستريت، على بعد ياردات فقط من مكان الاجتماع. ولم يُصب أحد من الساسة، لكن أربعة آخرين -بمن فيهم ضباط شرطة- أصيبوا في الحادثة.
ووافق أبوت على أن تقنيات الدرونات الحالية ستضمن، إذا تم إهمال مواجهة خطرها، أن يكون هجوم مثل هذا الهجوم على رئيس دولة وحكومته أكثر دقة وفتكاً بكثير.
وهكذا، تحوَّل ما بدأ كتقنية عالية الكلفة وعسكرية حصرياً إلى شيء اشتهلاكي. وفيما ينطوي على مفارقة، بينما نستمر نحن في استخدام الدرونات العسكرية في عمليات الاغتيال المستهدف للإرهابيين، فقد أصبح الإرهابيون الآن في وضع يؤهلهم لإعادة توجيه التقنية نفسها ضدنا نحن -ولو بشكل مرتجل وأقل منهجية، وإنما ليس أقل تهديداً مع ذلك.
لمواجهة هجمات الدرونات بنجاح، يلخص أبوت الخطوات اللازمة بعبارة "الإحباط أو الفشل". ويقول أن "داعش" سيحتاج إلى تدريب قادة الخلايا بحيث يصبحون على مستوى عالٍ من الكفاءة للتعامل مع إطلاق الدرونات، وستكون أفضل فرصة لإحباط هجوم هي عندما تلتقط وكالات الاستخبارات حركة هؤلاء الأفراد خلال الطريق إلى حيازة الدرونات والتحضير والتدريب على شن هجوم.
ويضيف أبوت: "عند هذه النقطة، هذا أفضل أمل لدينا. أما ثاني أفضل أمل فهو أن يخفق الهجوم خلال تنفيذه، بسبب محدوديات الدرونات أو الطيار الذي يحركها، أو لأن دفاعاتنا الإيجابية أو السلبية تمكنت من إسقاط الطائرة".
وإذا لم يحدث ذلك..؟
هناك صورة تستحضرها رواية توماس هاريس التي نشرت في العام 1975، "يوم الأحد الأسود" (والتي أصبحت فيلماً)؛ حيث تطلق إحدى المنظمات، بمساعدة فني مجنون، منطاداً في اتجاه ملعب تولين في نيو أورليانز خلال مباراة "السوبر بول"، محملاً بربع مليون من السهام الصلبة من أجل إطلاقها على المتفرجين.
 
*نشر هذا التقرير تحت عنوان:
TERROR FROM ABOVE Will ISIS Launch a Mass Drone Attack on a Stadium?
ala.zeineh@alghad.jo
======================