الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 13/7/2016

سوريا في الصحافة العالمية 13/7/2016

14.07.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. لوس انجلوس :معاناة حلب والرعب بطريق الكاستيلو بعيون أميركية
  2. ديلي تلغراف: اعترافات كويتي درس في بريطانيا وعمل مسؤولا نفطيا في "داعش"
  3. مركز بيو للأبحاث  :هل الدين هو الذي يحرك العنف في الشرق الأوسط؟
  4. المونيتور :ما الذي فشلت تركيا في فهمه عن داعش؟
  5. ديلي صباح :منح الجنسية التركية للسوريين طاقة جديدة لتركيا
  6. صباح :مساهمة السوريين في ازدهار تركيا
  7. نيويورك تايمز: ما هي أبرز مشكلات أردوغان؟
  8. إسرائيل اليوم 11/7/2016 :أوهام نصر الله
  9. سكوت بيترسون – (كرستيان سينس مونيتور) 7/7/2016 :الاعتذار التركي: ماذا وراء دفء العلاقات الجديد مع روسيا؟
  10. يجيدنفني جورنال :كبح جماح روسيا
  11. يني شفق :علي بايرام أوغلو : تجنيس اللاجئين السوريين شائك
  12. فورين بوليسي: أميركا تتصرف محلياً. الدولة الإسلامية تفكر عالمياً
  13. اشتعال الحرب السورية وزيادة صراع السلطة في إيران.. أبرز توقعات “ستراتفور” للربع الثالث من 2016
  14. "واشنطن بوست" تكذّب رواية روسيا حول إسقاط مروحيتها بسورية
  15. واشنطن بوست": الإدارة الأمريكية انتقدت موقف "كيري" من فصائل سورية مسلحة
 
لوس انجلوس :معاناة حلب والرعب بطريق الكاستيلو بعيون أميركية
أفراد الأطقم الطبية المحلية بمدينة حلب هم أشجع من رأيت في حياتي والأكثر هدوءًا ورباطة جأش، لا يطلبون تعاطفا ولا عزاء أو اعتذارات أو اهتماما وإبداء قلق تجاههم، بعضهم يقول إنهم يريدون فقط مزيدا من الأكفان ووقف الغارات الجوية.
هذا ما نقلته صحيفة لوس أنجلوس تايمز عن الطبيب الأميركي السوري المختص بالعناية المركزة زاهر سحلول الذي زار حلب الشهر الماضي رفقة الطبيب الأميركي السوري المختص بالعيون سامر عطار (من شيكاغو) والطبيب الأميركي جون كاهلر.
وأشارت الصحيفة إلى أنهم زاروا سبع مستشفيات بالمدينة تدعمها الجمعية الطبية الأميركية السورية ومنظمات حكومية أخرى حاملين معهم إمدادات طبية، كما قدموا خدماتهم الطبية جنبا إلى جنب مع الأطباء الآخرين بالمدينة القديمة.
الرعب بالكاستيلو
تحدثوا عن الرعب على طول طريق الكاستيلو الذي دارت حوله معارك دامية بين قوات النظام السوري والمعارضة السورية المسلحة. وقالوا إن الجرحى على هذا الطريق -الذي أخذ اسمه من اسم مطعم ومركز ترفيه- لم يعودا موجودين، لا يمكن إغاثتهم والموتى لا يمكن دفنهم لأنه لا أحد يستطيع الخروج إلى الطريق.
 
قتلى وجرحى باستهداف مستشفى ميداني بحلب (الجزيرة)
يقول العطار إنه عندما تقصف مروحيات النظام مناطق المعارضة يهتز المستشفى الذي يعمل به وتصلصل النوافذ لكننا "لا نظهر خوفنا. يجب أن نكون أقوياء أمام العاملين الآخرين والمرضى"، مشيرا إلى أن المستشفى من طابقين تحت الأرض وأن غرف عملياته الأربع تكتظ بالجرحى.
ويضيف العطار أن الجرحى يدخلون إلى غرفة الطوارئ دون توقف "واحدا إثر الآخر"، قائلا "شاهدت أطرافا مبتورة، أجسادا مقطعة، أطفالا فارقوا الحياة، مرضى يصرخون، وأناسا ينزفون أمامي حتى الموت، ولا أستطيع عمل شيء لإنقاذهم".
جثث بالعراء
وأوضح أن المستشفى ليس به مشرحة، ولذلك ومن أجل السماح للمرضى الجدد بالدخول يجب تغطية الجثث بقطع قماش ووضعها خارج المستشفى "وسط كل الفوضى".
وقال سحلول الذي تولى رئاسة الجمعية الطبية الأميركية السورية سابقا وزار حلب 13 مرة إن هذا المستشفى تم استهدافه عدة مرات خلال السنوات الخمس الماضية.
وعندما أراد سحلول وكاهلر العودة إلى أميركا عبر تركيا، كان عليهما أن يتخذا طريق الكاستيلو، فخرجا قبل الفجر وقاد سائقهما السيارة دون إضاءة، لكنهم عندما تقدموا بدأت السيارات القادمة من الجهة المعاكسة تومض لهم مصابيحها الأمامية لكي يعودوا أدراجهم لأن المقاتلات تحلق فوق الكاستيلو.
خرجوا من الكاستيلو، ورغم ذلك ظلوا يسمعون أصوات القنابل على جانبي السيارة، لكن السائق الشاب الخبير بكيفية مناورة الغارات أنقذهم من موت مرجح. وقال كاهلر "إنها أكثر 45 دقيقة رعبا في حياتي".
========================
ديلي تلغراف: اعترافات كويتي درس في بريطانيا وعمل مسؤولا نفطيا في "داعش"
12 يوليو/ تموز 2016
تراجع الاهتمام بالشؤون الشرق أوسطيه في الصحف البريطانية الصادرة صباح الثلاثاء، التي انشغلت بمتابعة الشأن الداخلي واختيار وزيرة الداخلية البريطانية، تيريزا ماي، لتخلف ديفيد كاميرون في زعامة حزب المحافظين وبالتالي رئاسة الوزراء التي ستتسلمها رسميا الأربعاء، بعد استقالة الاخير.
وقد احتلت صور ماي واجهات كل الصفحات الأولى في هذه الصحف، كما انشغلت افتتاحياتها ومقالات الرأي فيها بتوقعات وأراء بشأن تشكيلتها الوزارية القادمة وإدارتها للبلاد بعد تصويت البريطانيين لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وانفردت صحيفة ديلي تلغراف بنشر تقرير لمراسلها في بيروت يفيد فيه بأن كويتيا تدرب في بريطانيا ليكون ضابطا بحريا ثم تطوع في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية وعمل مسؤولا عن حقوله النفطية، بات أرفع شخصية في هذا التنظيم تسلم معلومات استخبارية مهمة عنه، بعد أن اعتقلته السلطات الكويتية مؤخرا.
وتقول الصحيفة إن علي عمر محمد العصيمي، 27 عاما، سبق أن تدرب في المدرسة البحرية في كلية ساوث تاينسايد، والتي تعد من ابرز الجامعات المعنية بالملاحة والعلوم البحرية في المملكة المتحدة.
وقد اعتقلت السلطات الكويتية العصيمي على الحدود السورية العراقية في الرابع من هذا الشهر، وكان برفقة والدته وابنه الصغير، حسب تقارير إعلامية محلية.
وقد غادر العصيمي منزله في "ساوث شيلدز" ببريطانيا ليسافر إلى سوريا في عام 2014.
وتقول السلطات الكويتية إن العصيمي، المتزوج من سيدة سورية وله منها طفل، كان متعاونا معها واعترف أنه احتل موقعا بارزا في ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام.
وأوضح أنه كان مسؤولا عن الحقول النفطية في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم حول مدينة الرقة، التي تعد معقل التنظيم في شمالي غرب سوريا، وأنه تمكن من تصدير النفط إلى عدة جهات، بما فيها نظام الرئيس الأسد في سوريا.
وأشار العصيمي إلى أن التنظيم اختاره لهذا المنصب لإجادته الانجليزية ومعرفته في الهندسة وتجربته في العمل في شركة نفط الكويت، التي تملكها الدولة.
وتقول السلطات الكويتية إن العصيمي، الذي استخدم اسما حركيا في التنظيم هو أبو تراب الكويتي، كشف عن كيفية تهريب التنظيم للنفط وبيعه في السوق السوداء إلى مشترين إقليميين في المنطقة، فضلا عن تجار عالميين.
وتضيف أنه سلم قائمة باسماء العاملين في هذه التجارة.
يعتقد أن تنظيم الدولة الإسلامية يجني ما قيمته 30 مليون دولار شهريا من تهريب النفط
ويشير التقرير، نقلا عن السلطات الكويتية، إلى أن العصيمي قد أجرى لقاءات مع مسؤولين سوريين بارزين وآخرين في المخابرات الإيرانية، وأنه امتلك "علاقة جيدة" مع النظام في سوريا الذي اشترى نفطا من الجماعة.
ويعتقد أن تنظيم الدولة الإسلامية يجني ما قيمته 30 مليون دولار شهريا من النفط على الرغم من ضربات طائرات التحالف له.
وتقول السلطات الكويتية، حسب التقرير، إن العصيمي اتهم والدته حصة ، 52 عاما، بدفعه إلى التطرف مع اخيه عبد الله، الذي ذهب إلى سوريا في عام 2013 لكنه قتل في العراق في العام نفسه، وهو بعمر 19 عاما.
========================
 مركز بيو للأبحاث  :هل الدين هو الذي يحرك العنف في الشرق الأوسط؟
نشر في : الأربعاء 13 يوليو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 12 يوليو 2016 - 11:16 م
456292450.0.0
خوان كول – إيوان 24
الشرق الأوسط هو موطن لمناطق الحرب الأكثر فوضوية وعنفًا في العالم – بما في ذلك في ليبيا وسوريا واليمن والعراق – وكذلك تصاعد الصراعات في دول مثل لبنان وإسرائيل. وعلى الرغم من أنَّ هذه الصراعات عادة ما تكون لأسباب متعددة، إلّا أنَّ الدين والاعتداءات الدينية هي بالتأكيد من العوامل الهامة.
هناك دراسة جديدة نشرها مركز بيو للأبحاث، تعتمد على معلومات من عام 2014، فهرست بدقة الأعمال العدائية في 20 دولة بالمنطقة. وللمرة الأولى منذ أن بدأنا نشر هذه التقارير السنوية في عام 2007، تناولت الدراسة أيضًا الأنشطة التي يقوم بها تنظيم داعش، الذي أعلن قيام “الخلافة” في أجزاء من العراق وسوريا في يونيو 2014.
وجاء في هذه الدراسة: “إجمالًا، واصلت منطقة الشرق الأوسط أعلى مستويات من الأعمال العدائية الدينية في العالم. في عام 2014، بلغ مستوى متوسط الأعمال العدائية الدينية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أربع مرات للمتوسط العالمي.”
ولكن هل هناك طريقة أخرى للنظر في هذه البيانات؟ هل كل شيء بسبب الدين؟
أجرى مركز بيو للأبحاث استطلاعًا للرأي، والشيء الجيد في هذا الاستطلاع هي الافتراضات والمنهجية التي اتبعها المركز.
هذا هو ما يعنيه المركز ب “الدين”: “لأغراض هذه الدراسة، يشمل الإرهاب المتعلق بالدين الأعمال التي تقوم بها الجماعات الفرعية الوطنية التي تستخدم الدين كمبرر أو دافع لأفعالها.”
لذلك قد تكون أي جماعة “دون وطنية” مدفوعة في المقام الأول من قِبل القومية، ولكن إذا ارتكب أعضاؤها الإرهاب “ذات الصلة بالدين”، يتم اعتبار ذلك تحت شعار الدين.
يتحدث علماء الاجتماع عن أشخاص لديهم “علامات” للهوية. اللغة والدين يمكن أن يكونا من ضمن هذه العلامات، كما يمكن لبعض البنى الأخرى مثل “العرق”.
في سياق البروتستانتية البريطانية، تمّ تصنيف المهاجرين الإيرلنديين في القرن الثامن عشر باعتبارهم من الكاثوليك أو “البابويّين.” وأينما كانت هناك هجمات من الرعاع عليهم، رُغم ذلك، كان من الصعب إثبات أنَّ اللاهوت هو المحرك الرئيسي للعنف؛ إذ كانت هناك أسباب أخرى مثل الطبقة الاجتماعية، والعرق”. لذلك ليس من السهل فصل الدوافع الدينية عن الدوافع القومية.
يضيف مركز بيو للأبحاث: “ويشمل الإرهاب ذات الصلة بالدين الأعمال الإرهابية التي يقوم بها أفراد أو جماعات ذات هوية غير دينية تتعمد استهداف الجماعات الدينية أو الأفراد، مثل رجال الدين.”
وبالتالي، فإنَّ ما يقيسه مركز بيو للأبحاث ليس التعصب الديني، ولكن انتشار الأهداف الرمزية ذات الطابع الديني في جوهرها. ولذلك، إذا اندلعت حرب بين جماعتين علمانيتين وتمّ إلحاق الضرر برمز ديني، سيتم تصنيف الحادث في هذه الدراسة كعنف ديني.
في العلوم الاجتماعية يكون لديك حرية واسعة لصياغة التعريفات الخاصة بك ما دمت توضح الشروط الخاصة منذ البداية. ما يقوله مركز بيو للأبحاث في الواقع هو أنّه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يمارس الناس العنف العرقي من خلال مهاجمة الرموز الدينية أكثر أربع مرات كما هو الحال في بقية دول العالم. لا يقول التقرير إنَّ هذا الهجوم يحتمل أن يكون من المتعصبين دينيًا.
أعتقد أنَّ الشرق الأوسط هي منطقة ذات تعددية دينية على نحو استثنائي، وهذا ينطبق بشكل خاص على بلاد الشام والخليج. في حين أنَّ بولندا كاثوليكية بشكل كامل تقريبًا، تضم العراق الشيعة بنسبة 60 بالمئة و37 بالمئة من السُنة (بما في ذلك العرب والأكراد).
وهناك أيضًا معدلات عالية نسبيًا من المعتقدات الدينية في المنطقة. إذا كنت تريد أن تؤذي أعضاء من عِرق آخر، ستدرك أن ضرب الصروح الدينية أو رجال الدين، وغيرها، من شأنه أن يؤثر عليهم بشكل كبير. وبالتالي، فإنَّ تدمير تنظيم القاعدة لضريح القبة الذهبية في سامراء في عام 2006 أشعل الحرب الأهلية في العراق
هناك الكثير من العنف الذي تصنفه الصحافة الأمريكية كعنف ديني ولكنه في الواقع يدور حول القومية. ينطبق هذا المبدأ ينطبق بصفة خاصة على فلسطين وإسرائيل.
ولكن لنأخذ سوريا على سبيل المثال. يرى بعض المراقبين أنَّ الميليشيا اللبنانية، حزب الله، الشيعية بالأساس، تدخلت في سوريا لمساعدة العلويين، وهم من الشيعة أيضًا لكنهم لا ينتمون لنفس الفرع من المذهب الشيعي. معظم الشيعة اللبنانيين ينتمون إلى المدرسة الإثنا عشرية الأرثوذكسية، مع المساجد وحضور صلاة الجمعة ورجال الدين وغير ذلك. العلويون هم مجرد هراطقة ليس لديهم مساجد، لديهم حكماء وليس رجال دين مدربين. معظم المسلمين السُنة والشيعة لا يعتبرون العلويين كمسلمين. وعلاوة على ذلك، فإنَّ العديد من العلويين السوريين هم أعضاء في حزب البعث، وهو حزب علماني واشتراكي. حتى حزب الله لم يأتِ إلى سوريا لأسباب التعاطف الديني؛ بل جاء إلى هنا لأنَّ حزب البعث والحكومة العلمانية في سوريا هي طريق الامداد الحيوي لحزب الله.
لذلك، إذا تمّ قصف مسجد سُني من قِبل أعضاء حزب البعث لأنَّ جماعات المعارضة السُنية العلمانية نسبيًا تختبأ وراءه، يرى مركز بيو للأبحاث أنَّ ذلك نوع من العنف الديني.
هذه النتيجة مشروعة، لأنها حدّدت شروطها منذ البداية. ولكن كقراء لمثل هذه الدراسات، يجب أن نكون حذرين حول كيفية استخدامنا لهذه النتائج. إنهم لا يقولون ما نفترض أنهم يقولونه في البداية. في استطلاعات الرأي كما هو الحال في المشتريات الاستهلاكية، احرص دائمًا على قراءة أدق التفاصيل.
========================
المونيتور :ما الذي فشلت تركيا في فهمه عن داعش؟
نشر في : الأربعاء 13 يوليو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 12 يوليو 2016 - 10:58 م
المونيتور – إيوان24
منذ الهجوم المميت في 28 يونيو على مطار أتاتورك، أصبحت تركيا أكثر يقظة إزاء تهديدات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). اعتقلت الشرطة التركية أكثر من 20 شخصًا يشتبه أن لهم صلات بتنظيم داعش بحثًا عن خلايا سريّة للتنظيم. وفي الوقت نفسه، بدأ الجيش التركي ضرب أهداف داعش داخل سوريا بالطائرات والمدفعية. بعبارة أخرى، بدأت تركيا اتخاذ موقف أكثر جرأة ضد المنظمة الإرهابية التي تهدد العالم.
ومع ذلك، تركيا بحاجة أيضًا إلى حرب أفكار ضد داعش. للأسف، يبدو أنَّ الطبقة الحاكمة المتدينة في تركيا لديها القليل من الرغبة والقدرة على القيام بذلك، والسبب ليس علاقة الحب مع داعش أو التعاطف مع مذابح التنظيم؛ بل هو أنَّ معظم قادة الرأي الإسلامي في تركيا الذين لديهم وسائل لمواجهة أيديولوجية داعش اختاروا بدلًا من ذلك غض الطرف عن طبيعة المشكلة وتفسير ذلك بأنها مؤامرة غربية ضد الإسلام.
تتجلى هذه الرؤية في قطاع وسائل الإعلام الموالية للحكومة، وهو ما يعكس جزء كبير من المعسكر الإسلامي. وكما أوضحت في مقال سابق على صحيفة المونيتور، ظهرت العديد من المقالات في هذا المجال بعد الهجوم على مطار اسطنبول، تلقي باللوم على “وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.” وعلاوة على ذلك، هناك سردية تفسر صعود داعش بأنّه ليس سوى مؤامرة غربية لخلق حصان طروادة داخل العالم الإسلامي من أجل إفساد الدين ودفع الإمبريالية الغربية في الشرق الأوسط.
هناك كتاب رائع يعكس هذه السردية نُشر تحت عنوان: “DAISH: The Code of World War Three” أو “داعش: قانون الحرب العالمية الثالثة”، من تأليف بيتول سويسال بوذدجان، وهي مذيعة شهيرة على قناة “TRT” التركية، يضم حوارات مع نحو 19 من الأكاديميين، معظمهم من الموالين للحكومة. تمّ الترويج لهذا الكتاب من خلال حملة إعلانية ضخمة بما في ذلك مقطع فيديو ينص على ما يلي
لقد انهار مشروع العولمة. الرأسمالية على حافة الموت. … في حين أنَّ ظلام العدمية يهيمن على العالم بأسره، يبقى الإسلام هو القلعة الحرة الأخيرة التي تقدّم مقاومة عالمية. وبالتالي خلق العقل المدبر أحدث اختراع للاستيلاء على تلك القلعة: داعش، الذي يريد أن يجلب الإسلام والإرهاب معًا.”
لذلك، فإنَّ السبب في وجود تنظيم داعش ووحشيته هو العقل المدبر الشرير – وهو مصطلح سكه أردوغان العام الماضي، كما أوضحت في صحيفة المونيتور، كمركز غربي للمؤامرة. وعلاوة على ذلك، يخبرنا الإعلان الترويجي للكتاب أنَّ الهدف من هذه المؤامرة ليس الإسلام فحسب، ولكن، وبشكل أكثر تحديدًا، “تركيا الجديدة” المجيدة في عهد أردوغان. يقول الإعلان إنَّ “داعش لديه مهمة ثانية: إيقاف تركيا، وهي المرشحة لتكون الدولة المرجعية للتاريخ والحضارة.” وبالنظر إلى أنهم يعرفون أننا سنشكّل التاريخ مرة أخرى إذا ما تمّت إزالة الحواجز، فهم يريدون تقديم كل من تركيا والإسلام من خلال الإشارة إلى داعش”.
هذه اللهجة المذهلة التي تخدم المصالح الذاتية لهذا النقاش لا تبدو سيئة بالنسبة لوسائل الإعلام المؤيدة لأردوغان. بل على العكس تمامًا، تمّ الترحيب بها بحرارة. وذكرت مقالة بجريدة الصباح التركية أنّه يجب على السياسيين والمثقفين قراءة هذا الكتاب. وهناك مقالات رأي أخرى في المنطقة الإعلامية نفسها أعلنت أنَّ “داعش هو نتاج الغرب” أو أنَّ “داعش مجرد دمية في أيدي الغرب.” في العام الماضي، جادل وزير في الحكومة أنَّ “داعش وحزب العمّال الكردستاني مجرد أدوات في أيدي الغرب.”
المشكلة الكبرى الآن في هذا الهوس التام بالمؤامرات الغربية هي أنّه أمر مثير للسخرية لأي شخص لديه فكرة أفضل عن العالم. المشكلة الكبرى هي أنّه يبقي الطبقة الحاكمة الجديدة في تركيا داخل فقاعة من خداع الذات، تعميهم عن الحقائق المريرة والمعقدة التي تواجه تركيا. يبدو أنَّ هذه الطبقة ليس لديها أي فكرة عن الأيديولوجية الدينية لداعش ونسخته الخاصة من السلفية الجهادية التكفيرية، أو عن الديناميكيات الاجتماعية والسياسية التي تدفع الآلاف من الشبان المسلمين نحو هذا التعصب.
وفي الوقت نفسه، في العالم الحقيقي، يثير داعش انتهاكات مقلقة في المجتمع التركي – وليس بسبب أي مؤامرة غربية، ولكن بسبب العمى التركي. كما أوضح يوسف مفتوغلو، وهو مستشار سابق للرئيس السابق عبد الله غول، في مقال رصين، أنَّ تركيا شهدت “تطبيع للتطرف السلفي” في السنوات الخمس الماضية، مما منح داعش أرضًا خصبة.
وقال مفتوغلو: “بعض المنظمات غير الحكومية الإسلامية في تركيا ووسائل الإعلام قامت بأدوار بارزة في هذه العملية، وليس فقط التبشير والخطاب الطائفي، ولكن أيضًا إسكات أي شخص حذّر من تنظيم الدولة الإسلامية. هناك اهتمام كبير بإيران، وبالتالي الشيعة، والهجوم مستمر عن طريق وصف الشيعة بصفات مهينة تبررها حُجة أنَّ التطرف السلفي كان نتيجة التطرف الشيعي، وبالتالي يمكن فهمه”.
الآن نفس الناس الذين ساعدوا في صعود “التطرف السلفي” – “وسائل الإعلام الموالية للحكومة والعديد من الصحفيين” كما يقول مفتوغلو – هم الذين يقولون لنا إنَّ المنتج النهائي لهذا التطرف، داعش، ما هو إلّا مؤامرة غربية. وعلاوة على ذلك، عندما يتم الاعتراض على أفكارهم، عادة ما يلقون باللوم على منتقديهم باعتبارهم وكلاء الغرب في محاولة لتبرئة أسيادهم المفترضين.
ومع ذلك، فإنَّ المسألة ليست الغرب هنا، الذي ارتكب بالفعل العديد من الخطايا التي يجب أن يُحاسب عليها، مثل غزو العراق عام 2003 وما أعقبها من احتلال العراق – الذي أصبح الآن مقبولًا على نطاق واسع كحماقة كارثية. القضية الحقيقية هي ما إذا كان أعضاء الطبقة الحاكمة التركية الجديدة لديهم القدرة الفكرية لفهم العالم كما هو، والقدرة الأخلاقية للاعتراف بإخفاقاتهم جنبًا إلى جنب مع المشاكل التي تكمن في التقاليد الخاصة بهم. حتى الآن، لم يفعلوا ذلك. إنَّ فهم حقيقة أن داعش ليس مؤامرة ضد الإسلام ولكنه مرض داخل الإسلام ستكون خطوة كبيرة للمضي قُدمًا.
========================
ديلي صباح :منح الجنسية التركية للسوريين طاقة جديدة لتركيا
13 يوليو 2016
ناجيهان ألتشي - ديلي صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
أحدث التصريح الأخير للرئيس رجب طيب أردوغان بشأن منح الجنسية التركية للاجئين السوريين أصداء قوية في أنحاء العالم ولاسيما في أوربا. لكن ردود بعض الجماعات في تركيا حركتها استجابة يمكن تصنيفها على أنها جزء من موقف يميني متطرف. وفي هذا السياق برز التحامل والتعصب الصريح. إن ردود الفعل المشينة تلك التي تجسدت في شعار" لا نريد السوريين" تذكرنا بردود فعل النازيين الجدد ضد الأتراك الألمان.
الإحساس السائد في أوربا الآن هو الإحساس بالعار منذ أن انكشف نفاق الاتحاد الأوربي بعد أن أدار ظهره لآلاف اللاجئين، بما يتعارض مع القيم التي يعتز بها الاتحاد في الظاهر مثل الإنسانية وحقوق الإنسان. ونظرا لأن تركيا فتحت أبوابها للاجئين، وأعلنت منحهم الجنسية، فإن أوربا تحاول أن تأتي بأعذار لموقفها الرافض. وهذه الأعذار لها جذورها في الخطاب الفاشي في أوربا مثل التهديدات الأمنية، ومعدلات البطالة، وهلم جرا.
ومهما يكن الأمر فإن منح الجنسية للسوريين سيطبق في إطار مجموعة من المبادئ. وبطبيعة الحال فإن تركيا لا تعتزم تبني الإرهاب أو التحريض عليه. وبالتالي ما الذي يكمن في مبدأ مسألة الجنسية؟
تركيا بلد يرتكز على تراث الدولة العثمانية، وهو ما يعني أن لديها ماضيا مشتركا وتراثا تاريخيا مع جزء كبير من سوريا والشرق الأوسط. وقد تصرف أردوغان بإحساس بالمسؤولية تجاه هذه الروابط، وتحرك بما يتفق معها منذ بداية الحرب الأهلية السورية. والآن يريد الرئيس احتضان اللاجئين السوريين الذي يرغبون في البقاء بشكل دائم في تركيا، ويريدون أن ينتجوا ويساهموا ويصنعوا أمجادا لتركيا. برزت الولايات المتحدة بفضل اللاجئين. وبفضل الطاقة التي دعمها الملايين الذين لم يتمكنوا من العثور على مرادهم في بلدانهم،صارت الولايات المتحدة أكبر بلد في العالم. لماذا لا نمنح مثل هذه الفرصة للسوريين الذين توافدوا على بلدنا من أجل البقاء على قيد الحياة، والمحافظة على آمالهم حية؟
يقال إن دخلنا القومي سينخفض، وسترتفع معدلات البطالة، إذا حصل السوريون على الجنسية التركية. هذا ليس صحيحا، حيث تتعارض هذه المزاعم مع المبادئ الأساسية للاقتصاد الليبرالي. قوة العمل الجديدة تعني المزيد من الطاقة، والمزيد من الإنتاج،ومزيدا من الديناميكية. وإلى جانب ذلك، فإن الجنسية لن تمنح لكل لاجئ سوري، فهناك معايير معينة للجنسية يجب أن يفتح النقاش حولها.
أعتقد أن المعيار الوحيد يجب أن يكون السجلات الشخصية. يجب التحقق بدقة إذا كان المتقدمون على علاقة من أي نوع بالإرهاب، أو اشتركوا في جريمة في بلدهم. يجب ان تمنح الجنسية فقط لمن كانت سجلاتهم نقية. أما الشروط الأخرى مثل الكفاءة اللغوية فلا ينبغي أن ينص عليها. ففي الحي الصيني في مدينة نيويورك، اليوم، هناك جزء من الصينيين لا يتحدثون اللغة الإنجليزية، ورغم ذلك لا يزالون من أهالي نيويورك. الكوزموبوليتية بعد بارز جدا في تكوين نيويورك.
 يوجد في تركيا مليونان و750 ألف سوري مسجل، وهم يعيشون حاليا في مختلف المدن التركية. وبإضافة غير المسجلين يرتفع العدد الإجمالي إلى أربعة ملايين. وعلى أي حال فإن المسجلين في تركيا ليس لديهم الوضع القانوني للاجئ، نظرا لأن القادمين من الدول الأوربية هم من يمنحون وضع اللاجئ تنفيذا لاتفاقية جنيف. وبعد تمرير لائحة  22 أكتوبر/ تشرين أول 2014 منح اللاجئون السوريون الذين قدموا إلى تركيا الحماية المؤقتة، واتيحت لهم فرصة الاستفادة من البرامج الاجتماعية والعمل في تركيا. لكن الحصول على تصريح الإقامة يتطلب إجراء مختلفا.
والآن فإن منح الجنسية للسوريين الذي يجتازون الفحص الأمني، وأقاموا في تركيا لمدة خمس سنوات على الأقل، وأن نقول لهم هذه بلدهم أيضا، يشير إلى قدر كبير من الإنسانية والثقة بالنفس. وبهذه الوسيلة سوف تزيد الطاقة الجديدة المفيدة، شريطة أن نتمكن من دحض ادعاءات الفاشيين التي تلقي بظلالها الباهتة على هذا التطور.
========================
صباح :مساهمة السوريين في ازدهار تركيا
13 يوليو 2016
راسم أوزان كوتاهيلي - صحيفة صباح - ترجمة و تحرير ترك برس
كما تحدثت بالأمس سيزيد مواطنونا السوريون الجدد من الحيوية والغنى الاقتصادي والثقافي لدولتنا على المدى المتوسط.
وبالتالي سيساهم هؤلاء في تحقيق مزيد من الازدهار لتركيا. وهي حقيقة أثبتها علميًا البروفسور بيرول كوفانجلار أحد الاقتصاديين المهمّين في تركيا...
لأن الحروب والنزاعات والقمع والظلم والمشاكل الاقتصادية تدفع ملايين الناس لترك بلدانهم والبحث عن مكان آمن للجوء إليه.
فقد بلغ عدد النازحين قسرًا 59.5 مليون شخص قبل عام 2015 وفق تقرير الاتجاهات العالمية الصادر عن الأمم المتحدة.
وعلى مستوى العالم، بات هناك حاليًا شخص واحد بين كل 122 شخصاً إما لاجئاً أو نازحاً داخلياً أو طالب لجوء. ولو كان هؤلاء مواطنين في دولة واحدة، لحلّت في المرتبة ال 24 بين أكبر دول العالم من حيث عدد السكان.
وبناءً عليه أصبح اللاجئون الفارون إلى تركيا نتيجة الحرب المندلعة في سوريا جزءًا من حياتنا. ولكن حالة الاستياء والقلق العام هيمنة على الرأي العام في المجال الاقتصادي وغيره من المجالات الأخرى المتعلقة باللاجئين...
وبناءً على تقديرات البنك الدولي أنفقت تركيا أكثر من 5.5 مليار يورو على قرابة 3 ملايين لاجئ سوري منذ مجيئهم وإلى الآن. كما تحملت بمفردها عبئاً مالياً لا تستطيع أي دولة بمستواها تحمل تبعاته...
وبالرغم من هذا المقدار الهائل فإن إفساد الانضباط والاستدامة المالية التركية قد فشل. لأن 1.5 مليار دولار التي أنفقتها تركيا على اللاجئين سنوياً تعادل 0.2 بالمئة من الناتج القومي الإجمالي البالغ 800 مليار تقريبًا.
أي أن تركيا استطاعت النهوض من هذا العبء دون أن تشهد أزمة مالية جديدة. إذن هل يشكل هؤلاء الأشخاص تهديدًا حقيقيًا على الاقتصاد التركي؟
في الوقت الذي لم يتعافى فيه الاقتصاد العالمي من الركود الكبير عقب 2008 بشكل كامل، علاوة على الأزمة التي يشهدها الاتحاد الأوروبي واليونان، ودخول الاقتصاد الصيني مرحلة تراجع خلال السنتين الأخيرتين، يواصل الاقتصاد التركي النمو بنسبة 4.3 بالمئة في 2013، و2.9 بالمئة أيضًا في 2014
فقد كان للاجئين نصيب هام في الوصول إلى نسب النمو هذه. لأنهم أشخاص ملتزمون ومناضلون وحريصون، لا يهابون المخاطر، ومحاربون للبقاء على قيد الحياة مما يعد موقفًا مقبولًا عامة.
بالإضافة إلى وجود أعداد كبيرة من الأشخاص الشجعان والمتعلمين والموهوبين بين هؤلاء اللاجئين السوريين. ووفقًا لمعطيات الاتحاد التركي للغرف وبورصات السلع الأساسية فقد ساهمت الشركات الجديدة التي أسسها السوريون خلال السنتين ونصف الأخيرتين بما مقداره 3 آلاف في الاقتصاد التركي تقريبًا... وسأتابع غدًا.
========================
نيويورك تايمز: ما هي أبرز مشكلات أردوغان؟
باسل درويش: عربي21
نشرت صجيفة “نيويورك تايمز” تقريرا للكاتبة صابرينا تافرنيسي، تقول فيه إن الرئيس التركي طيب رجب أردوعان حضر احتفالا لإحياء ذكرى فتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح في القرن الخامس عشر الشهر الماضي، حيث دخل إلى مسرح الحفل، وسط بحر من ملايين المعجبين به، الذين يلوحون بالأعلام التركية الحمراء.
وينقل التقرير عن الرئيس التركي، قوله: “كان الفتح يعني اختراق الجدران التي ظن الغرب أنها منيعة”، وأضاف أن “الفتح يعني أن السلطان البالغ من العمر 21 عاما ركّع البيزنطيين”.
وتعلق الكاتبة بأن “المشهد الحافل، الذي اكتمل بعرض للمقاتلات العسكرية في الجو، وإعادة تمثيل الفتح، والأضواء المبهرة، قدم صورة عن أمة متحدة تسير نحو العظمة، استنادا إلى إنجازات ماض مجيد، لكن هذه الرؤية الطموحة تصطدم بالواقع”.
وتضيف تافرنيسي أن “الرئيس التركي، الذي آمن يوما بسياسة خارجية تقوم على (إزالة أي مشكلات مع الجيران)، لكنه اليوم غارق في المشكلات مع كل شخص، وفي كل مكان، حيث ضرب المقاتلون الأكراد ومقاتلو تنظيم الدولة تركيا 14 مرة خلال العام الماضي، وقتلوا 280 شخصا، وبثوا خوفا جديدا، وعملوا على الإضرار بالاقتصاد، حيث أخاف العنف السياح”.
وتتابع الكاتبة بأنه “في الوقت ذاته، أصبح أردوغان معزولا، وأحبط الحلفاء القدامى، مثل الولايات المتحدة، من خلال رفضه، ولسنوات، المشاركة في الحرب ضد تنظيم الدولة، حيث بدأ في وقت متأخر بالتعامل مع جماعة مسلحة، لكنه على ما يبدو جلب مشكلات جديدة، ويقول المسؤولون الأتراك إنهم يعنقدون أن تنظيم الدولة كان مسؤولا عن الهجوم على مطار اسطنبول يوم الثلاثاء، الذي قتل فيه 41 شخصا، حيث يعد المطار شريان الاقتصاد التركي المرهق”.
ويشير التقرير، الذي ترجمته “عربي21، إلى أن “أردوغان أشعل من جديد الحرب مع الانفصاليين الأكراد في جنوب شرق تركيا العام الماضي، وقتل فيها مئات المدنيين، كما نفر منه موسكو في الخريف الماضي، عندما قامت القوات التركية بضرب مقاتلة روسية ضلت طريقها إلى الأجواء التركية، وأصبح وحيدا لدرجة أنه تحرك في الأسبوع الماضي لعمل سلام مع روسيا حول إسقاط المقاتلة الروسية، وكذلك مع إسرائيل، بعد مقتل الناشطين الأتراك الذين كانوا على متن قافلة مساعدات بحرية متجهة إلى غزة عام 2010”.
وتنقل الصحيفة عن الأستاذ الزائر في معهد الدراسات التركية في جامعة استوكهولم جنكيز تشاندر، قوله: “هذا دليل على الوضع اليائس الذي يعيشون فيه”.
وتلفت تافرنيسي إلى أنه “في الوقت الذي عد فيه أردوغان في الماضي تركيا نموذجا للديمقراطية الإسلامية، فإنه الآن يقوم، وبشكل منتظم، بمهاجمة المؤسسات الديمقراطية، حيث غادر محرر أكبر صحيفة في تركيا البلاد، فيما ينتظر آخر المحاكمة؛ بتهمة كشف أسرار الدولة، وأصبح الرئيس لا يتسامح مع النقد، وتخلص من حلفائه السابقين، وأبعدهم عن الدائرة المغلقة المحيطة به، واستبدلهم برجال ينفذون أوامره، وفي أحيان أخرى من أقاربه (صهره هو وزير الطاقة)”.
ويجد التقرير أن “أردوغان يلمح بشكل قاتم في خطاباته، التي يبثها التلفزيون التركي، إلى أن القوى الأجنبية تتآمر لتدميره، حيث انتقل من بيت متواضع في أنقرة إلى قصر فخم مصمم على شاكلة قصور الخليج في أطراف المدينة، وتتوزع البنايات البنية والزهرية لطاقمه، وهي بنايات ضخمة يتم التنقل فيها عبر حافلات صغيرة”.
وتذكر الصحيفة أن “أردوغان أصبح الآن يركز نظره على هدف جديد، وهو تحويل النظام البرلماني للحكومة إلى نظام رئاسي، وهو تغير يقول نقاده إنه سيسمح له بالسيطرة على الرئاسة مدى الحياة، وفي ليلة الهجوم على مطار اسطنبول، ظل البرلمان، الذي يسيطر عليه حزبه، يعمل حتى الساعة 5.45 صباحا، حيث صادق على قرارات واسعة تعزل قضاة بارزين من أهم محاكم تركيا، حيث يقول الخبير في الدستور الليبرالي إرغون أوزبدون: (تسير السفينة بسرعة نحو الصخرة)”.
وتقول الكاتبة إن “القصة هي أن تركيا، عضو الناتو، وثامن اقتصاد في أوروبا، وبعدد سكان بحجم ألمانيا، والمآل الذي وصلت إليه، أصبحت بسبب جغرافيتها العاثرة جزءا من شرق أوسط مضطرب، وفي الوقت الذي يعد فيه أردوغان رجلا بتسع أرواح، حيث نجا من كل أزمة، إلا أن هذا الأسد يجد نفسه محشورا في الزاوية، ومحاصرا بالنزاعات من كل جانب، بما في ذلك الانقسام العميق الذي أسهم بخلقه”.
ويورد التقرير نقلا عن المعلق الصحافي والبروفيسور في جامعة قادر خاص في اسطنبول سولي أوزيل، قوله: “لا يزال أردوغان من أكثر القادة شعبية، لكن هناك حالة من عدم الارتياح بين السكان، وهناك الكثير من الناس يقولون إن الوضع لا يمكن الدفاع عنه”.
وتعلق الصحيفة بأن “أردوغان من أهم القادة الأتراك وأكثرهم موهبة، حيث نشأ في حي فقير في اسطنبول، ليصل إلى أعلى منصب في البلاد، وفاز في جولة انتخابية بعد أخرى منذ عام 2002، ونجح حيث فشل الآخرون بتمزيق النظام الطبقي للحكم في تركيا، وأرسل العسكر الذين كانوا يتدخلون في الحكم إلى الثكنات، وقلص دور البيروقراطية المشككة بالطبقة الدنيا المتدينة”.
وتنوه تافرنيسي إلى أنه “في السنوات الأولى لأردوغان عندما كان رئيسا للوزراء، تحسن الاقتصاد، وارتفعت معدلات الدخل، وزادت شعبيته، لكن نقاده وبعض المعجبين به قالوا إنه انغمس في قتال أعدائه: الحقيقيين والمتخيلين، وإنه ضل طريقه، وانحرف انتباهه نحو المجد الإمبريالي، وأضر بالمؤسسات المهمة للديمقراطية العاملة”.
وينقل التقرير عن مستشاري أردوغان، قولهم إن “المؤسسات، مثل الإعلام الحر والقضاء، لم يتمتعا بالاستقلالية أبدا، حيث يقولون إن حكومته كانت تتعرض لخطر، وهو زعم يؤكده المسؤولون الغربيون، ومن هنا فإن التغيير في المؤسسة القضائية يهدف إلى إصلاح النظام المنهار”.
وتورد الصحيفة نقلا عن إلنور شفيق، وهو أحد كبار مستشاري أردوغان، قوله إن “التقارب مع روسيا وإسرائيل هو جزء من استراتيجية قلب الصفحات، وقد تتبعه إجراءات مماثلة؛ من أجل تهدئة بعض العواصف التي أطلقها أردوغان، مثل تلك العاصفة مع مصر، حيث تدهورت علاقات أردوغان مع ذلك البلد في عام 2013، بعد الإطاحة بالرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي”.
وتبين الكاتبة أنه على جبهة الإعلام، كانت هناك أخبار جيدة، فقد أفرج ليلة الخميس عن صحافي وناشط حقوق إنسان من السجن، وقال شفيق: “نقوم بتغيير المقود فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، وفيما يتعلق بالإعلام، والكثير من القضايا، وأعتقد أن أردوغان سيبدأ بفعل هذا”، ويضيف شفيق، الذي كان يجلس في غرفة واسعة من القصر مفروشة حديثا: “علينا إظهار وجهنا الحقيقي للرأي العام الأمريكي، حيث يساء فهمنا هذه اللحظة بشكل مطلق”.
ويشير التقرير إلى أن “أردوغان جاء للسياسة من الخارج، وأسهم بتأسيس حزب العدالة والتنمية، الذي كان حركة ذات قاعدة شعبية متنوعة، وفاز في الانتخابات ليس بالغش، بل لأن أفراده عملوا بجد”.
وتنقل الصحيفة عن دنجير مير محمد فرات، أحد مؤسسي الحزب، قوله: “لقد استمع أردوغان لأصدقائه، وكان صبورا، ويستشير طيفا واسعا من الناس، وعندما كان يرى عنفا كان يعرف كيف يتراجع”، لافتة إلى أنه من أجل السيطرة على البيروقراطية التركية، عقد أردوغان تحالفا مع رجل الدين الغامض فتح الله غولن، الذي ملأ صفوف الشرطة والقضاء بأعضاء جماعته المتعلمين.
ويقول فرات: “قلت له لا أعتقد أنه يجب ترك أي جزء من الدولة تحت سيطرة أشخاص لديهم أيديولوجية معينة”، ويضيف فرات، وهو كردي ترك الحزب منذ فترة، أن جواب أردوغان كان: “لن يصيبنا ضرر من الذين يتوجهون صوب مكة”، وقال: “نحن لسنا حزبا إسلاميا، بل حزب ديمقراطي لكنه يمضي قدما”.
وتستدرك تافرنيسي بأن “الإسلام لم يكن سبب سقوطه، بل السلطة المطلقة، حيث إنه مع زيادة شعبية أردوغان، وحصوله على إجماع واسع، وغالبية في الانتخابات المتعاقبة، بدأ أردوغان يتصرف بطريقة بلشفية، وصار يعتقد كما يقول المسؤولون السابقون أنه صوت الشعب الحقيقي، ويرى آخرون أن مشكلات البلاد نابعة منه، وليست متعلقة بأردوغان”.
ويورد التقرير نقلا عن مدير مدرسة الدراسات الأوروبية في جامعة بوغازتشي في اسطنبول حاقان التيني، قوله: “نتعامل مع أردوغان على أنه السبب، لكنه جزء من المجتمع التركي”، ويضيف: “لدينا أجهزة ديمقراطية قوية، مثل الانتخابات والمؤسسات، لكن برامجنا ليست قوية، فلا نزال نتفهم الوضع، ولا نزال مستعدين للإذعان للسلطة”.
وتفيد الصحيفة بأن “الكثيرين يقولون اليوم إن أردوغان تبنى العادات القديمة، التي اتسم بها القادة الأتراك قبله، وقد جاء من أجل هزيمتهم، فهو بحاجة إلى حلفاء، وعليه أن يعقد تحالفات مع الجيش، حيث كان رئيس هيئة الأركان شاهدا على زواج ابنته، فيما تتصاعد المشاعر القومية، وهذا أمر يقلق دعاة حقوق الإنسان، الذين وثقوا حالة اختفاء السياسي الكردي من سيرناك، هوريست كولتر، وهي أول حادثة اختفاء منذ عام 2001”.
وتنقل الكاتبة عن رئيس الحزب الوطني القريب من الجيش دوغو بيرنيك، قوله: “أردوغان اليوم محاط بالقوى القومية التركية”.
ويجد التقرير أن “الاقتصاد يظل بمثابة (كعب أخيل) لأردوغان، فالذين يصوتون له موالون، لكنهم يهتمون بوضع جيوبهم أكثر، حيث تراجع الدخل العام في السنوات الأخيرة، والاستثمار الأجنبي.
وتختم “نيويورك تايمز” تقريرها بالإشارة إلى قول المستشار المالي في اسطنبول عطا الله يزلادا، إن الاقتصاد التركي يعاني من “قرحة لا سرطانا، والإشارات كلها تشير نحو المرض”.
========================
إسرائيل اليوم 11/7/2016 :أوهام نصر الله
صحف عبرية
Jul 12, 2016
النقاش حول نتائج حرب لبنان الثانية والتي يصادف هذا الاسبوع مرور عشر سنوات على اندلاعها، يجدر أن يبدأ من النهاية، من الاسطر الاخيرة. في منظار عقد من الزمن لا شك أن انجازات إسرائيل في هذه الحرب، بغض النظر عن أهميتها، كان يمكن تحقيقها بثمن أقل كثيرا من الثمن الذي تم دفعه. ابتعاد حزب الله عن الحدود وانتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان وايضا قواعد اللعب الجديدة التي تضمن الهدوء على طول الحدود، كانت اهدافا يمكن تحقيقها دون توريط إسرائيل في حرب لمدة 33 يوم ودون تعريض مناطق الشمال لاطلاق الصواريخ ودون دفع ثمن بشري كبير.
ورغم كل ذلك، فإن السلوك الفاشل للقيادة الأمنية والسياسية في إسرائيل اثناء حرب لبنان الثانية لا يحول الحرب إلى هزيمة إسرائيلية. الحديث على الأكثر هو عن تفويت فرصة خاصة في مجال الوعي، ودفع ثمن مبالغ فيه أمام انجازات لا يجب التقليل من أهميتها.
مثل إسرائيل، حزب الله ايضا سجل انجازات اثناء الحرب أهمها نجاحه في البقاء في وجه الهجمة الإسرائيلية واطلاق الصواريخ حتى آخر يوم من الحرب.
حسن نصر الله، زعيم حزب الله، استخدم الهاوية التي بين اللهجة الكلامية لقادة إسرائيل وعلى رأسهم رئيس الحكومة ايهود اولمرت الذي وعد بالقضاء على قوة حزب الله العسكرية وتفكيك الصواريخ، وبين غياب القدرة الفعلية على تحقيق هدف بعيد المدى وغير واقعي، لا سيما على ضوء ارتداع إسرائيل عن القيام بعملية برية داخل لبنان.
انجاز حزب الله في البقاء ونجاحه في التسبب بالضرر لإسرائيل لم يغطيا الثمن الباهظ الذي دفعه  مئات القتلى وخصوصا الدمار الذي تسببت به الحرب للطائفة الشيعية في لبنان، التي تؤيد الحزب وقائده. يبدو أن الدرس الوحيد الذي تعلمه حزب الله من الحرب من اجل الجولات القادمة مع إسرائيل، هو كيف يمكن المشاركة بشكل أفضل من المرة السابقة. وقد قام حزب الله بزيادة كمية الصواريخ من 12  18 ألف صاروخ عشية حرب لبنان الثانية إلى نحو 100 ألف بعد مرور عقد، وبعض هذه الصواريخ لها مدى يغطي كل المناطق في إسرائيل.
وخلافا لإسرائيل، سارع نصر الله إلى رفع انجازاته إلى مستوى «انتصار تاريخي» و «انتصار الهي» على إسرائيل. نجاح نصر الله التسويقي يمكن أن ننسبه للفرق الكبير بين المجتمع الإسرائيلي والمجتمع الشيعي في لبنان، الذي هو مجتمع ضعيف ومجند وفيه الخيال يستبدل الواقع، وأي محاولة للانتقاد يتم خنقها.
مع مرور الوقت تبين أن ادعاء نصر الله بالانتصار هو شيء فارغ من المضمون. فالحرب لم تساعده في بيته، سواء على مستوى الطائفة الشيعية التي احتجت على الثمن الذي دفعته في الحرب، وايضا على مستوى لاعبين آخرين في الساحة اللبنانية، الذين رغم اثارة انطباعهم من قدرة الحزب على الصمود أمام الضربات الإسرائيلية، بقوا مصممين على الحفاظ على مكانتهم في مواجهة التحدي الذي فرضه حزب الله. وقد سلطت الحرب الضوء على الهوية الشيعية للحزب وعلى علاقته مع إيران. هذه مسألة حساسة بالنسبة للمنظمة التي تقدم نفسها كمن تحارب حروب العرب والمسلمين جميعا. من هذه الناحية كانت الحرب هي مقدمة للثورة السورية التي اندلعت في ربيع 2011 وخطفت كل الاوراق من نصر الله. إن مشاركة المنظمة في الحرب السورية تسببت بأكثر من ألف قتيل من بين مقاتليها في سوريا، الامر الذي أثار الغضب في اوساط الشيعة في لبنان، لا سيما على ضوء التطرف في اوساط التنظيمات الإسلامية السلفية، التي تعتبر كل شيعي عدوا يستحق الموت، لم يبق أمامهم أي خيار سوى البقاء خلف حزب الله.
هكذا تتحول حرب لبنان إلى ذكرى بعيدة. اليكم سبب آخر لاعادة اعتذار نصر الله من صيف 2006 بأنه لو كان يعرف كيف ستتطور الامور، لما كان اختطف الجنود الإسرائيليين وتسبب باندلاع الحرب.
ايال زيسر
إسرائيل اليوم 11/7/2016
========================
سكوت بيترسون – (كرستيان سينس مونيتور) 7/7/2016 :الاعتذار التركي: ماذا وراء دفء العلاقات الجديد مع روسيا؟
سكوت بيترسون – (كرستيان سينس مونيتور) 7/7/2016
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
في تحول واضح، أعرب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن أسفه لإسقاط بلاده طائرة مقاتلة روسية في العام الماضي. لكن الأقل وضوحاً هو ما إذا كانت خطوته هذه تشير إلى تحول طويل الأجل في التحالفات الإقليمية.
 *   *   *
إسطنبول، تركيا- تحركت الأزمة الدبلوماسية بسرعة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عندما قامت تركيا بإسقاط طائرة مقاتلة روسية، بعد اتهامها بانتهاك المجال الجوي التركي خلال جولة قصف في سورية.
وعقب ذلك مباشرة، انخفضت السياحة الروسية في المنتجعات التركية الشهيرة على ساحل البحر المتوسط بنسبة 92 في المائة. وفُرضت عقوبات على الزراعة التركية. وتبادل كبار المسؤولين في كلا البلدين خطابات لاذعة لا هوادة فيها. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن "الطغمة الحاكمة" في تركيا ارتكبت "جريمة حرب سافرة"، وقال: "سوف نستمر في تذكُّر ما فعلوه. وسوف يستمرون في الندم عليه".
لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعث برسالة إلى السيد بوتين في الأسبوع الماضي، بعد عدد من الإيماءات والذهاب والإياب، وأعرب فيها عن أسفه لإسقاط الطائرة الروسية -واستخدم عبارة "أنا آسف"، وفقاً للكرملين. وبالسرعة نفسها التي بدأت بها الأزمة، تسير المصالحة الجارية أيضاً كجزء من هجوم سحرٍ تركي أوسع نطاقاً، والذي يشمل إسرائيل -بل وحتى مصر.
الذي على المحك بالنسبة لتركيا هو أكثر من مجرد آلاف الروس الذين يستحمون بالشمس. وتهدف هذه البراغماتية التركية الجديدة إلى تخفيف عزلة البلاد ونزع فتيل العديد من التوترات التي تواجهها في المنطقة -حتى بينما تحلم، مثل روسيا، بإقامة تحالفات إقليمية فضفاضة يمكن أن تخدم مصالحها الخاصة. ويقول السيد أردوغان إن خطوات المصالحة "تقوم على مبدأ الكسب المشترك لجميع الأطراف".
لكن السؤال هو ما إذا كانت محاولة تركيا استعادة الصداقات تشكل جهداً تكتيكياً أم استراتيجياً، حتى في حين تمثل -وفق معظم الحسابات- تقدماً دبلوماسياً في جوار يمزقه الإرهاب والطائفية.
يرى فادي حاكورة، خبير الشأن التركي في معهد تشاتام هاوس البحثي في لندن، واقعية واضحة الرؤية قيد العمل في الجهد التركي. ويقول إن "التغيير الحقيقي" التركي يجيء نتيجة للتحديات الاقتصادية، و"حقيقة أن قدرة تركيا على التأثير في الحكم في سورية قد انهزمت فعلياً أمام قدرة روسيا -وكذلك عزلتها الإقليمية (الخاصة)".
ما تزال تركيا وروسيا تحملان وجهات نظر متعارضة تماماً حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد -حيث يريد أردوغان ذهابه ويدعم المتمردين المناهضين لنظامه، في حين عمدت روسيا إلى نشر قواتها العسكرية من أجل الإبقاء على الأسد في السلطة.
ويقول السيد حاكورة إنه بما أن "تلك الأهداف (السورية) المتعارضة تستبعد بعضها بعضا بالتبادل، فإن هناك احتمالاً ضئيلاً جداً لحدوث مصالحة حقيقية" بين روسيا وتركيا.
ومع ذلك، ركز التلفزيون التركي طويلاً على الاجتماع الذي ضم وزيري الخارجية التركي والروسي في الأسبوع الماضي، كما لو أنه أراد إظهار عودة تركيا مرة أخرى إلى اللعبة الدبلوماسية. وتتحدث وسائل الإعلام الموالية للحكومة عن لقاء مباشر وجهاً لوجه بين أردوغان وبوتين، والذي يمكن أن يتم في غضون أسابيع. ويبدو أن هذه التحركات تجيء في إطار المزيد من تحقيق وعد رئيس الوزراء، بينالي يلديريم، الذي قال في أيار (مايو) أن تركيا سوف "تزيد من عدد أصدقائنا، وستقلل من عدد الأعداء".
المشهد من زاوية النظر الروسية
ربما تكون الرؤية الروسية أكثر التزاما، وتتطلع إلى تحقيق تسوية إقليمية أكثر استراتيجية. ويبدو أن روسيا "تدخل بعمق" في هذه المصالحة، وقرار بوتين مقابلة أردوغان بهذه السرعة "يعني أن بوتين يعتقد بأن هناك أسساً حقيقية لإنجاز أمور جدية"، كما يقول بافل فيلغينهاور، كاتب العمود المختص في شرون الدفاع لصحيفة نوفايا غازيتا في موسكو.
ويقول إن روسيا تريد مساعدة تركيا من أجل الحد من تواجد حلف الناتو في البحر الأسود، وهي تحاول على الأرجح الاستفادة من دولة حليفة في الناتو، والتي عاملها الغرب والولايات المتحدة "ببرود ولامبالاة" في مجموعة من القضايا، من عضوية الاتحاد الأوروبي إلى أزمة تركيا مع روسيا. كما ازداد نفور تركيا بدعم الولايات المتحدة لبعض الفصائل الكردية التي تقاتل "خلافة" الدولة الإسلامية المعلنة ذاتياً في سورية -بما في ذلك وحدات القوات الأميركية الخاصة التي تم تصوير عناصرها وهم يقاتلون إلى جانب جماعة كردية تعتبرها أنقرة "إرهابية" ويرتدون شاراتها.
وحسب فيلغينهاور، فإن "النوايا الروسية واضحة: روسيا تريد أن تكون تركيا شريكاً مهماً جداً في الشرق الأوسط، مثل إسرائيل، مثل طهران، والتي تكون كلها معاً تحت الرعاية الروسية. أعني، الدول التي تتحدث بالكاد مع بعضها بعضا، ولكنها كلها صديقة لروسيا، وتعمل معاً تحت الرعاية الروسية، على نحو يدفع الأميركيين إلى خارج المنطقة ويخلق نظاماً جديداً في الشرق الأوسط".
كما يحتمل أن تنطوي تركيا أيضاً على رغبة في الانضمام إلى الدول السنية الأخرى وإسرائيل من أجل دحر النفوذ الإيراني.
وقد ضغطت الولايات المتحدة والسعودية -التي تدعم الفصائل المعارضة للأسد في سورية، مثلها مثل تركيا- بقوة على تركيا من أجل التصالح مع إسرائيل، وهو ما فعلته في الأسبوع الماضي بعد ست سنوات من قتل قوات الكوماندوز الإسرائيلية 10 مواطنين أتراك كانوا على متن سفينة المساعدات مافي مرمرة بينما كانت تحاول كسر الحصار المفروض على غزة.
يقول إرسين كالاشيوأوغلو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة سابانجي في إسطنبول: "سوف يصنع ذلك قوة موازنة لمواجهة القوة المتزايدة للروس والإيرانيين، والانحياز إلى الشيعة في الجزء الشمالي من منطقة الشرق الأوسط، وبذلك يمكن أن يكون هناك "هلال سني" من نوع ما، مدعوم من إسرائيل، ومناهض لإيران بشكل أساسي".
كما يمكن أن تساعد مثل هذه الصفقة أيضاً في إبعاد تركيا عن الغاز الروسي. وربما تساعد احتياطيات إسرائيل المتكشفة حديثاً من الغاز تركيا على تنويع مصادرها، وتعطيها "ورقة مساومة على الطاولة مع روسيا"، بينما تعطي روسيا سبباً آخر للإسراع في المصالحة "من أجل تقويض أي اتفاق (طاقة) مريح بين تركيا وإسرائيل"، كما يقول البروفيسور كالاشيوأوغلو الذي يضيف: "وهكذا، هناك حسابات متعددة وطبقات متعددة هنا، والتي تدفع كل هذه الدول معاً، في أسرع وقت ممكن".
كم سيطول أمد هجوم تركيا السحري؟ يرى حاكورة وجود صلة مباشرة بين سياسة تركيا الخارجية وسياستها الداخلية. ففي السنوات التي تلت العام 2002، عندما تابع أردوغان وحزب العدالة والتنمية أجندة سياسية إصلاحية في الوطن، كانت السياسة الخارجية التركية "متوازنة ومرنة"، كما يقول.
في السنوات الأخيرة، "انعكست سياسات المواجهة المحلية التي انتهجها أردوغان في العداء والاستعداء والاحتكاك مع الخارج"، كما يقول حاكورة. ولم يختفِ ذلك الخط المحلي المتشدد، كما يقول السيد حاكورة الذي يضيف: "يشير هذا بوضوح إلى أن التغيرات في سياسة أردوغان الخارجية... ليست حقيقية ومن القلب".
مع ذلك، يتحدث كتاب الأعمدة الموالية للحكومة بحماس عن تغييرات في الدبلوماسية التركية، والتي يمكن أن تكون "مؤشراً على توازن جديد للقوى"، كما يكتب يحيى البستان في صحيفة "ديلي صباح". وهو يقترح أن تركيا، وقطر، والمملكة العربية السعودية، وإسرائيل، "تتحرك ببطء نحو تشكيل تحالف للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".
========================
يجيدنفني جورنال :كبح جماح روسيا
ألكسندر غولتس
الحياة
الاربعاء  13/7/2016
منذ وقت ليس ببعيد، أصدرت مجموعة من الخبراء الروس - في محاولة لإرضاء الكرملين - تقريراً، جاء فيه أن السياسة الخارجية الروسية الحالية ناجحة للغاية. وروسيا، وفق التقرير، صارت لاعباً مهماً في الشؤون الدولية. ووجبَ حضور قمة حلف شمال الأطلسي في وارسو من أجل التأكد من صحة هذا الكلام. وخُصص نصف نقاط البيان الختامي للقمة، من مجمل مئة وأربعين نقطة، لروسيا، التي تظهر بأنها التهديد الرئيسي للأمن والاستقرار في القارة الأوروبية. ويخلص البيان إلى أن «الأعمال العدوانية الروسية، بما في ذلك النشاط العسكري الاستفزازي ... والتهديدات الواضحة و(استخدام) القوة لتحقيق الأهداف السياسية، هي التحدي الأساسي للحلف». ولا يقتصر هذا الرأي على الزعماء المعروف عنهم موقفهم السلبي من الحكم الروسي. فحتّى رئيس الجبل الأسود (مونتينيغرو)، ميلو ديوكانوفيتش، الذي تربط بلاده علاقات وثيقة مع روسيا من قرون ، يقول إنّ العضوية في حلف الناتو هي العنصر الوحيد الذي يضمن سلامة بلاده ووحدتها. وندد وزير الدفاع السويدي (الدولة التي تعتنق منذ ما يقرب القرنين مبدأ الحياد) ب «تصرفات روسية غير اللائقة» ومحاولاتها التهديد بالأسلحة النووية وأعلن عن تعاون أوثق مع الناتو لمواجهة التهديد الروسي.
وشارك في قمة وارسو، إلى أعضاء التحالف، ممثلون من كل البلدان الأوروبية تقريباً، من جورجيا إلى فنلندا، وهم على قناعة بأن الحلف وحده يمكن أن يوفر ضمانات أمنية... وأن يحميهم من «السياسة الخارجية الروسية الناجحة جداً».
ويشير قادة التحالف إلى العلاقة السببية بين ما يحدث اليوم و «نجاحات» روسيا في أوكرانيا. وكان «الاحتواء» لازمة القمة. ويقصد الحلف بالعبارة خطوات عسكرية محدودة. وابتداء من العام المقبل ستنتشر في دول البلطيق الثلاث وبولندا كتيبة مؤلفة من مجموعة تكتيكية متعددة الجنسية يصل عديدها إلى آلاف من الجنود. وفي بولندا، سيشكّل الأميركيون القسم الأساسي، وفي لاتفيا الكنديون، وفي إستونيا البريطانيون، وفي ليتوانيا الألمان. وسارع المسؤولون في روسيا، إلى الاستهزاء بهذه الخطوات المتواضعة بالمقاييس الروسية المحلية. ولكن دواعي الضحك قليلة.
فأولاً، في حال اندلاع نزاع، تضمن هذه الكتائب وصول قوة الرّد السريع «الأطلسية». وثانياً، مرابطة هذه الكتائب هي ضمانة تحرك قادة الدول الكبرى في حلف الناتو على الفور لتنفيذ المادة الخامسة (الدفاع الجماعي) إذا حاولت موسكو تكرار إنجازاتها الأوكرانية. ووعد الرئيس الأميركي بأن ترابط فرقة أميركية (4000 جندي) في أوروبا «على أساس التناوب». واتفق أعضاء حلف شمال الأطلسي على تعزيز قواتهم البحرية في بحر البلطيق والبحر الأسود. فردّت موسكو، في محاولة استباقية، بإعلان خطوات مضادة: نشر ثلاثة أفواج وكتيبة دبابات في الناحية الغربية. وقال مسؤولون في حلف الأطلسي أنهم لن يسمحوا بإعاقة حرية الملاحة في المجال الجوي «الأطلسي». ولا شك في أن نشر روسيا أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، وفي مقدمتها «أس - 400» ، ينشئ منطقة حظر طيران (ضد قوات الناتو) فوق مساحات ضخمة. وثمة نوع من «القباب» فوق شبه جزيرة القرم، وكالينينغراد، وكامتشاتكا، ومناطق من سورية. ولا يقتصر نطاق أنظمة الدفاع الجوي الروسية على شطر كبير من المجال الجوي في بحر البلطيق والبحر الأسود، بل قد يعيق نقل الاحتياط الإستراتيجي الأميركي. ولم يحدد مسؤولو الحلف كيف سيواجهون روسيا في هذا المجال. ولكن يفهم من كلام نائب الأمين العام ل «الأطلسي»، ألكسندر فيرشبو، عن «كبح جماح روسيا» أن الحلف سينشر صواريخ كروز البعيدة المدى على متن السفن والطائرات. وهذا، سيؤدي إلى مرحلة جديدة من سباق التسلح، التي بدأت بالفعل.
واقترح ينس ستولتنبرغ عشرات المرات ترك موضوع الحرب الباردة للتاريخ. لكن إذا لم يكن ما يجري حرباً باردة، فما هو إذن؟ ويرى الخبير الروسي البارز، ديميتري ترينين (وهو شارك في حلقات نقاش موازية لقمة وارسو) أن عبارة «الحرب الباردة» غير دقيقة. ويشير إلى أن القوى المتواجهة اليوم غير متكافئة، على خلاف ما كانت عليه في المرحلة السوفياتية. وعدم التكافؤ يحمل الطرف الضعيف، أي روسيا، على القيام بإجراءات متسرعة محفوفة بالأخطار، مثل ضم شبه جزيرة القرم. وفي الحرب الباردة السابقة، كان ثمة قواعد و»خطوط حمر» لم يجرؤ أي من الأطراف على تخطيها. ولذا، يدعو الخبير الروسي إلى وقف التصعيد العسكري بين روسيا والناتو، والتفاوض على القواعد الجديدة للتعايش السلمي. ولكن أياً من الطرفين غير جاهز لمثل هذه المحادثة. وفي الدردشة مع الصحافيين الروس، وافق ينس ستولتنبرغ من حيث المبدأ على أن الحوار حول تدابير بناء الثقة العسكرية، لمنع حوادث محتملة في سياق النشاطات العسكرية البرية والجوية، واجب بين الناتو وروسيا. ولكنه شدد على تعذّر غضّ النظر عن ضمّ شبه جزيرة القرم والإجراءات الروسية في جنوب شرقي أوكرانيا. وهذا، بصراحة، يعني الوقوف أمام طريق مسدود. ودار الكلام في وارسو على أن القمة هذه هي «منعطف» سيخلق «واقعاً جديداً». ولكن هذا الواقع الجديد يبدو إلى حدّ كبير مشابهاً للقديم الذي حسبت أوروبا أنها تخلصت منه منذ ربع قرن. فكأن التاريخ يعيد نفسه، ويعود الواقع أدراجه اليوم، وعلى الكرملين أنّ يلقي اللائمة على نفسه. فما يجري هو نتيجة مباشرة ل «نجاحات السياسة الخارجية الروسية».
* خبير عسكري، عن موقع «يجيدنفني جورنال» الروسي، 11/7/2016،
إعداد علي شرف الدين
========================
يني شفق :علي بايرام أوغلو : تجنيس اللاجئين السوريين شائك
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٣ يوليو/ تموز ٢٠١٦ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
ثمة مسألة لا تقبل النقاش أو السجال: عدم تردد تركيا في فتح أبوابها أمام اللاجئين السوريين الذين عانوا الأمرّين بسبب الحرب الأهلية وقمع نظام الرئيس بشار الأسد، والاهتمام بهم والعناية بمصالحهم. ولعلنا في معرض الكلام هذا نذكّر من يعترضون على التجنيس بالمأساة السورية وهي الأشد قسوة بين مثيلاتها منذ مئة سنة. ونذكر مسؤولية الأسد وبعض المنظمات الدولية عن هذه المأساة، سواء من باب القتل (النظامي) أو من باب عدم تحمل المسؤولية والبحث عن حل جدي. ونظرة سريعة الى تقرير المركز السوري لحقوق الإنسان الصادر في شباط (فبراير) 2016 تبرز مدى فداحة الوضع. فعدد القتلى المدنيين بلغ 123000 منهم 14 ألف طفل، أما مجموع القتلى في الحرب فتجاوز 400 ألف، ومن مات بسبب الأمراض أو سوء التغذية وغيرهما 70 ألفاً، وثمة مليونا مصاب، و14 مليوناً خسروا عملهم. وكانت سورية تعد قبل الحرب 27 مليون نسمة، واليوم انخفض العدد إلى 21 مليوناً فحسب، والبقية قتلى أو لاجئون. فسورية خسرت 21 في المئة من سكانها! وتركيا تحتضن اليوم نحو 10 في المئة من هؤلاء اللاجئين والنازحين على أرضها.
وفي هذا العصر المادي، سعت قوى وجهات كثيرة الى التنصل من مسؤوليتها الإنسانية تجاه هؤلاء اللاجئين من طريق سد الأبواب في وجههم بذريعة حماية الأمن الداخلي والاقتصاد، وحاولت شراء مكان لجوء للسوريين الذين واجهوا الموت في سبيل العبور الى شط الأمان. وما اتفاق الاتحاد الأوروبي مع تركيا إلا مثال على ذلك. والتقرير يقول إنه منذ العثور على جثة الطفل السوري، أيلان، غارقة على شاطئ بودروم التركية في ايلول (سبتمبر) 2015، بلغ متوسط غرق الأطفال طفلين يومياً، أي أن 340 طفلاً غرقوا في البحر، إثر حادثة أيلان، وتكر سبحة الموت غرقاً! وعلينا أن ندرك أن تركيا تقوم بواجبها التاريخي تجاه الإنسانية وحق الجيرة من دون تردد. ولا شك في أنها لم تخلّ بواجبها الإنساني. لكن ثمة أسئلة يجب طرحها، منها هل يمكن حل المسألة السورية بالقفز عن مصالح الدول الراعية للحرب؟ وما هو مصير اللاجئين السوريين في الدول الأخرى غير تركيا؟ لا جواب واضحاً على هذين السؤالين. لكن الرئيس رجب طيب أردوغان تحدث عن منح اللاجئين السوريين حق المواطنة، وقال أن هذا الحق قانوني وسياسي ويمكن أن يسري سريعاً. لكن المهم هنا هو مناقشة هذه الخطوة وإدراك أبعادها وعواقبها جيداً، والعمل لتجنّب أي آثار سلبية تترتب عليها لتكون خطوة في الاتجاه الصحيح. وتشير تقارير رسمية تركية الى أن في تركيا نحو 2,7 مليون لاجئ سوري، نصفهم من الأطفال. والأطفال الذين هم في سن التعليم يزيد عددهم على 800 ألف، ومنهم 530 ألفاً لا يذهبون الى المدرسة، ولا يعرفون اللغة التركية، وهم فقط يحاولون البقاء على قيد الحياة! وهذه النسب ليست أرقاماً فحسب، بل هي مؤشرات مهمة الى أننا أمام قضية دمج كبيرة ومعقدة تتطلب خططاً طويلة الأمد من أجل إرسائها على أمثل وجه وسلمياً. وهي ليست مشكلة دمج فحسب وإنما كذلك مشكلة اجتماعية وديموغرافية (سكانية). فعدد اللاجئين يقارب 3 ملايين.
الحديث عن هذه المسألة وعن إعطاء هؤلاء السوريّين الجنسية ودمجهم في المجتمع، يحمل معظم الأتراك على التفكير في المسائل التالية مباشرة وتلقائياً: سيقتضي الأمر موازنة ضخمة ومؤسسات عمل كبيرة وجهداً كبيراً، وتمس الحاجة الى خطة سياسية لدمج هؤلاء. وثمة يد عاملة رخيصة ستملأ المدن وتأخذ فرص العمال الأتراك، ومجتمعات اجنبية تعيش منعزلة في حارات خاصة بها، وثقافات غريبة، واحتمال ظهور موجة من العداء للأجانب في عدد من المدن والمناطق مع دخول عنصر قومي غريب وجديد عليها. وتضاف هذه المسائل إلى تغيير في التركيبة السكانية في عدد من المناطق التركية، وتغيير فعلي في بنية الناخبين في المرحلة المقبلة. وهذا التغيير «الانتخابي» قابل لاستغلال جهة دون غيرها.
لذلك، تمس الحاجة الى مناقشة مسألة منح الجنسية للاجئين السوريين. فهذه المناقشة ضرورة لا غنى عنها ولا شأن لها بالموقف الإنساني الذي التزمته تركيا ولا يحتمل التردد أو السجال. لكن هذه المسألة غير تلك، علينا مناقشتها من كل جوانبها، وإقناع الشارع بها وأخذ موافقته عليها إن أردنا نجاحها، ولا يمكن فرضها بالقوة وكأنها أمر واقع أو طرحها للنقاش من خلال أنت مع أو ضد هذا الموضوع من دون نقاش هادئ وتحليل وتفصيل.
* كاتب، عن «يني شفق» التركية الإسلامية الموالية للحكومة، 12/7/2016، إعداد يوسف الشريف
========================
فورين بوليسي: أميركا تتصرف محلياً. الدولة الإسلامية تفكر عالمياً
12 تموز/ يوليو 2016, 06:04م 51 قراءة
جيسيكا لويس ماكفيت وكريستوفر كوزاك
قد تبدو "الدولة الإسلامية" أنها تخسر المعارك في سوريا والعراق، ولكنها تربح في كل الأمكنة الأخرى.
الدولة الإسلامية" طبعت نهاية شهر رمضان المبارك بموجة من الإرهاب في اسطنبول وبغداد وبنغلادش والسعودية، وحصدت هذه الموجة مئات الأرواح. وحتى في قلب الولايات المتحدة مباشرة في أورلاندو، فلوريدا، حيث تتكرر عمليات إطلاق النار.
هجمات "داعش" تثبت أنه بالرغم من خساراتها الحالية، فإنها لا تزال قوية وقابلة لتطبيق استراتيجيتها العالمية لتقويض الدولة الحديثة، وتوسيع خلافتها، وإشعال فتيل حرب طاحنة مع الغرب. والولايات المتحدة سوف تفشل في محاربة "الدولة الإسلامية" وحماية أرضها إذا لم تعد صياغة استراتيجيتها لمواجهة "داعش" عالمياً، بدلاً من التركيز على نجاحات تكتية في العراق وسوريا.
"الدولة الإسلامية" تتصرف من موقع قوة: وهي لا تخطط للبقاء في سوريا والعراق فقط، بل تفكر بالنمو على مستوى العالم في المدى القريب.
سيكون من الخطأ أن نفترض بأن "الدولة الإسلامية" فقدت قدراتها العسكرية بسبب عدم استعادتها لأية مدينة من التي خسرتها حتى الآن. ففي معظم الحالات، اختارت "الدولة الإسلامية" الانسحاب بدلاً من القتال حتى الموت، وهذه علامة على السيطرة، والحسابات العسكرية، والنية للحفاظ على قوة للعمليات المستقبلية.
قدرة "داعش" على المناورة التقليدية لا تزال موجودة بما أنها تتمكن من تنفيذ انسحابات تكتية، كما انها لا تزال تستخدم هذه القدرة في الدفاع النشط عن منبج في سوريا.
الطريقة التي تتصرف بها "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا تبدو منطقية، متوقعة، وموجهة لتهيئة الظروف لمرحلة جديدة من النمو بعد خروج الولايات المتحدة من المنطقة.
"الدولة الإسلامية" تحاول كسر الدول الحديثة بصورةٍ متتالية. وبعض هذه الدول، خصوصاً الأردن، هي تحت ضغط شديد. الأردن ولبنان باتا عرضة لانهيار الدولة تحت وطأة الهجمات الإرهابية، وتدفقات اللاجئين، والأفق السياسي المسدود. "الدولة الإسلامية" هاجمت الدولتين المذكورتين في شهر رمضان من خلال حدودهما مع سوريا.
وبخلاف رواية إدارة أوباما حول ضعف "الدولة الإسلامية"، فإن المنظمة تبدو أنها تربح بوضوح معركتها مع استراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة. ونشاطاتها العالمية، خصوصاً الهجمات في الغرب، ليست محاولات لصرف الانتباه عما يجري في المنطقة. بل هما شقّان من استراتيجيتها لتحضير شروط حرب عالمية بين المسلمين وغير المسلمين. ويمكن ان تكون هذه الاستراتيجية ناجحة جداً، لان "الدولة الإسلامية" ليست اللاعب الوحيد الذي يدفع المجتمع إلى استقطاب أكبر.
ولا يبدو أن أحداً يريد أن يتحدث عن إعادة إعمار العراق وسوريا، ولكن شيئاً من هذا القبيل سيكون مطلوباً. وإلا فإن هذه الدول ستسقط مرة أخرى في غضون سنوات قليلة.
ولكن على مستوى أساسي جداً، الولايات المتحدة تحتاج إلى أن تكون مرنة مثل "الدولة الإسلامية". وإذا لم تفعل ذلك، فإنها تخاطر كما فعلت مراراَ.. في عالم انقلب رأساً على عقب.
========================
اشتعال الحرب السورية وزيادة صراع السلطة في إيران.. أبرز توقعات “ستراتفور” للربع الثالث من 2016
نشر في : الأربعاء 13 يوليو 2016 - 01:02 ص   |   آخر تحديث : الأربعاء 13 يوليو 2016 - 01:02 ص
ستراتفور – التقرير
أعلن موقع “ستراتفور” الاستخباراتي الأمريكي التنبؤ الربع سنوي الخاص به، واستحوذت منطقة الشرق الأوسط على الاهتمام، وخاصةً سوريا ودول الخليج ومصر وليبيا.
الحرب  السورية تشتع
 
تستمر الحرب السورية في كونها العلامة المميزة للشرق الأوسط، خلال الربع الثالث من هذا العام، وستؤثر عدة عوامل عليها مثل الطموح التركي المتزايد، والصراع بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران حول ميزان القوة في الشرق الأوسط وأزمة الهجرة الأوربية والمواجهة بين الغرب وروسيا.
وسينصب اهتمام الولايات المتحدة، خلال هذا الربع من العام على إدراج مزيد من الدول في التحالف المحارب لتنظيم الدولة، وحاولت روسيا شق طريقها في المعركة، التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا، آملة في إجبار الولايات المتحدة على التفاوض على قضايا أوسع، وبشكل أساسي تخفيف العقوبات على روسيا في شرق أوكرانيا، والآن خضعت روسيا للطلب الأمريكي، وأعادت علاقاتها مع تركيا لتقليل احتمالات الصدام بين الجانبين، ومن المتوقع أن تقدم الولايات المتحدة اقتراح لتنسيق الجهود الأمريكية الروسية في سوريا عن طريق التوافق على قصف الأهداف الجهادية المشتركة، وتخصيص مناطق لا تخضع للقصف.
وتهدف الولايات المتحدة إلى إزالة الغموض حول مناطق المتمردين التي تعتمد عليها روسيا؛ لتبرير توسعة حملة القصف لتشمل فصائل المتمردين المعتدلين المدعومين من الولايات المتحدة، وستتعاون روسيا مع الولايات المتحدة لإبقاء الولايات المتحدة على تواصل، لكنها لن تستبعد بشكل كامل قصف المتمردين المدعومين أمريكيًا لدعم تنفيذ مطالبها لدى واشنطن.
وفي الوقت نفس ستتطور ثلاث جبهات في محافظة حلب، ففي جنوب حلب سيستمر جيش الفتح في عملياته لطرد القوات المعادية بقيادة الحرس الثوري من المنطقة، وفي الوقت الذي سيعمل فيه المجتمع الدولي على الوصول لإطلاق نار فإن المتقاتلين في المنطقة سيعملون على دعم مواقفهم قبيل أي محادثات، وفي هذه الأثناء في شمال حلب، سيستمر تنظيم الدولة في خسارة الأرض، إذ ستستغل قوات “سوريا الديمقراطية” متعددة العرقيات بالإضافة إلى القوات الموالية للنظام ضعفه في المنطقة.
وستظل تركيا تقدم قوات سوريا الديمقراطية، والتي تتضمن أكراد بين صفوفها، وستعمل مع الولايات المتحدة ووكلائها للحد من توسعة قوات حماية الشعب الكردية لمناطقها ولنفوذها في شمال حلب، ويأمل المسئولون الأتراك في أن تؤدي هذه الإجراءات إلى السيطرة على الخطر الذي تمثلة القوات الكردية على البلاد، وخاصة مع استمرار حملتها ضد متمردي حزب العمال الكردستاني في مناطقه بشمال شرق العراق.
تركيا تعطي الأولوية للأمن
وتعتزم تركيا على احتواء التوسع الكردي في الشمال السوري، والحد من الخطر الإرهابي القادم من تنظيم الدولة، إلا أن روسيا أعاقت بشكل كبير نشر تركيا لقواتها في الشمال حتى الآن، وبإيعاز من الولايات المتحدة تمت التسوية مع موسكو خلال الربع الثاني من العام.
وتحاول تركيا الآن إثارة النقاش مع روسيا بشأن تفاهمات تعطي أنقرة مساحة أكبر في أرض المعركة لدعم وكلائها من المتمردين، وستمنتنع روسيا عن التعاون الكامل كورقة ضغط على تركيا، لكنها من الممكن أن تبدأ في مفاوضات بشأن تخفيض أسعار الغاز الطبيعي لتنشيط التمويل والتخطيط لمشروع “ترك ستريم”، خط الأنابيب الذي سيحمل الغاز من روسيا إلى تركيا عبر البحر الأسود.
 ومن الممكن أن يؤدي أي تصعيد في ولاية حلب إلى تدفق اللاجئين خارج سوريا، وهو ما سيؤدي إلى توتر الاتفاف بشأن وقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا، وستتمسك تركيا بالاتفاق لكنها ستستخدمه لممارسة الضغط المتزايد؛ لدفع الاتحاد الأوروبي إلى إعطاء الأتراك حرية الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، لمنع تدخل الأوروبيين في الشأن الأمني الداخلي لتركيا، وسيتنازل الأوروبيون عن مطالبهم لصالح تركيا بغرض تسهيل إجراءات مكافحة الإرهاب.
وستخلق حالة “اللايقين” المالية بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تقلبات في سعر الليرة التركية، كما أن الخطر الإرهابي المستمر سيقلل من العائدات السياحة، وسيدفع انضمام المسلحين القادمين من شمال القوقاز ووسط آسيا إلى تنظيم الدولة تركيا إلى مزيد من التعاون الأمني والاستخباراتي مع روسيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق.
وستدفع حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان البنك المركزي إلى الاستمرار في خفض معدل الفائدة؛ لتشجيع النمو الاقتصادي، وستستغل الحكومة برئاسة رئيس الوزراء الداعم لخطة الرئيس لعمل إصلاحات دستورية لدعم نفوذ المؤسسة الرئاسية، الربع الحالي من العام لصياغة مقترحاتها بشأن الدستور الجديد.
زيادة صراع السلطة في إيران
ستحرز إيران تقدمًا تدريجيًا لفتح قطاع النفط في البلاد للمستثمرين الأجانب تحت إطار جديد لعقود العمل، ويتوقع دخول الشركات الكبرى مثل “إيني” و”رويال دتش” و”شل” و”توتال”، كما يتوقع مشاركة شركات روسية وآسيوية، ولن تحدث زيادة كبيرة في الإنتاج النفطي لإيران إلا في حال وصول استثمارات جديدة للقطاع، ومن المنتظر زيادة إنتاج النفط الإيراني خلال هذا الربع من العام، وإن كان بوتيرة أبطأ، نحو 700.000 برميل يوميًا، من الزيادة التي شهدتها إيران منذ الاتفاق النووي الإيراني.
وسيبدأ سياسيًا السباق الرئاسي الفعلي، خلال هذا الربع، وسينصب الاهتمام على لواء الحرس الثوري قاسم سليماني، وعلي لاريجاني، والرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وغيرهم من المنافسين المحتملين للرئيس حسن روحاني، وفي ظل هذا الصراع سيسعى الحرس الثوري الإيراني لحماية نفوذه، وتبني سياسة خارجية أكثر حدة في المنطقة ضد خصومه من السُّنّة في دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية.
وستنصب جهود الأمن الإيراني على احتواء تصاعد أنشطة المسلحين عبر البلاد، ويتضمن ذلك المجموعات الكردية في الشمال الغربي للبلاد، والعرب الأحواز في الجنوب الغربي، والانفصاليون البالوش في الجنوب الشرقي بالقرب من باكستان، وأنشطة المسلحين في قلب البلاد، وستبقى أنشطة المسلحين في حيز يمكن السيطرة عليه، لكن طهران ستكون على استعداد، مع توقع تدخل قوى  سنية مع زيادة المنافسة الإقليمية.
الدول الخليجية في انتظار انفراجة
سيستمر انتظار الدول الخليجية لزيادة أسعار النفط، وستقدم الأربعة أشهر المقبلة بعض العون للدول الخليجة بفضل الازدياد التدريجي في أسعار النفط، وبالتالي السماح باستئناف بعض المشروعات الكبرى، وستستمر الدول الخليجية في السحب من الاحتياطي النقدي؛ للحفاظ على ربط عملتها بالدولار.
وستصدر السعودية وعمان في الأغلب السندات السيادية أو سندات الدين الحكومية لزيادة رأس المال، خلال الربع الثالث، ولحماية احتياطاتها النقدية من الانخفاض أكثر من ذلك مع استمرار انخفاض أسعار النفط.
وأصدرت  الإمارات وقطر ومسقط سندات سيادية، خلال الربع الثاني، وتأمل الرياض ومسقط في تحقيق نفس النجاح بالحفاظ على استقرار الاحتياطي النقدي، وفي السعودية سيمثل العبء الأكبر في “رؤية المملكة 2030” على شركات القطاع الخاص، وستقوم بحصر أصولها تمهيدًا لفترات صعبة من شأنها زعزعة استقرارها، والتي تتمثل في مبادرات تهدف إلى إحلال العمال الأجانب الذين يقومون بالمهام في العديد من القطاعات الاقتصادية المهمة بالمواطنين السعوديين، وستستمر الخلافات وتسريح العمال في صناعات حساسة مثل الإنشاءات والنفط والغاز الطبيعي.
وسيحاول السعوديون استباق تزايد الضعف الاجتماعي والأمني في دول مجلس التعاون الخليجي، وستقوم بالتدريج بالحد من نفوذ المؤسسة الدينية للتخفيف من الضغط الاجتماعي، لكن ذلك سيكون محدودا بسبب حاجتهم إلى دعم علماء الدين في استمالة المتطرفين ومنع زيادة النشاط الجهادي.
وستستأنف المفاوضات حول تسوية في اليمن بالكويت، ومن المرجح أن يقدم الحوثيون -المعارضين لقوات الرئيس عبدربه منصور المدعوم من السعودية- تنازلات فيما يتعلق بالصراع والحوار، وعلى الرغم من أنه لا يمكن الوصول إلى تسوية خلال الربع الثالث، وستبقى أرض المعركة في مناطق الوسط مشتعلة، في مآرب وشبوة وتعز، بغض النظر عما ستسفر عنه المفاوضات، وستنسحب الإمارات ببطء من العمليات، ومع طردها المسلحين من المراكز السكانية بالجنوب فإنها ستستمر في العمليات الأمنية هناك؛ لتجنب عودة ظهور تنظيم القاعدة، وستتجنب القوات الإماراتية المشاركة المباشرة في عمليات أرضية قد تتحرك في اتجاه صنعاء.
العراق يقترب من الموصل وما بعدها
أحرزت القوات العراقية مكاسب كبيرة ضد تنظيم الدولة في محافظة الأنبار، خلال الربع الأخير من العام، وفي أوائل العام استحوذت على الرمادي، ومؤخرًا استولت على الفلوجة، وخلال الربع الثالث، ستستمر القوات العراقية في عملياتها بالمحافظة، لكنها ستحول اهتمامها باتجاه الموصل، ولن يكون العراقيون جاهزين لمهاجمة الموصل بشكل مباشر، لكنهم سيطلقون العمليات التجهيزية خلال هذا الربع.
وسيمنع التركيز على العمليات ضد تنظيم الدولة من حل حكومة حيدر البغدادي، خلال هذا الربع، وستظل احتمالات  الاضطرابات السياسية كبيرة، وفي الأغلب سيجدد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر مطالباته للحكومة العراقية بتنفيذ إصلاحات لخلق مزيد من الشفافية، والتقليل من فساد الحكومة، وفي الوقت ذاته، سيستخدم الأزمات لتوسعة قاعدته السياسية، وبينما نفذت الحكومة العراقية الإصلاحات اللازمة للحصول على قرض بقيمة 5.4 مليار دولار من البنك الدولي، خلال الثلاث سنوات المقبلة، وافق المجلس فقط على صرف 634 مليون دولار.
مصر والتجهز للاضطرابات
على الرغم من الدعم الشعبي الضعيف والعلامات الواضحة في ضعف الاقتصاد المصري، فإن الرئيس عبدالفتاح السيسي –قائد الجيش- وأجهزته الأمنية سيقدرون على السيطرة على مظاهرات المعارضة خلال هذا الربع، وذلك بالرغم من توقع ازدياد المظاهرات المنددة بنقل سيادة جزيرتين إلى السعودية، وبسبب تفضيل الحكومة المصرية والنظام القضائي للاستقرار الداخلي فإنه من المرتقب أن تقر المحكمة الإداراية العليا بأحقية السعودية للجزيرتين، وسيكون للبرلمان القول الفصل في الموضوع، ولأنه يتكون بشكل أساسي من داعمي السيسي فإن في الأغلب سيصوت لصالح الصفقة، وستستمر السعودية في تقديم الدعم المالي لضمان بقاء السيسي في السلطة لإدارة التحديات الأمنية والمالية التي تواجه البلاد.
وتشعر مصر بالقلق الشديد حيال دعم أنقرة للإخوان، والآن ستقلق مصر حيال النفوذ التركي المتزايد في غزة، إذ بدأت أنقرة في شحن المساعدات إلى القطاع، في أعقاب إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وستوسع تركيا علاقاتها مع المجموعات الفلسطينية، والتي لجأت دائمًا إلى القاهرة للتوسط مع إسرائيل، وسيدفع تطبيع العلاقات بين البلدين إلى الحوار بشأن إنشاء خط أنابيب تحت البحر ينطلق من إسرائيل؛ ليصل إلى تركيا مرورًا بقبرص، ولإنجاز هذا المشروع يتوجب إزالة العقبات التشريعية في كل من إسرائيل وتركيا.
إسلاميو الأردن يتحدون
سيخرج من رحم تحالف جماعة الإخوان بالأردن،  خلال هذا الربع من العام، حزب إسلامي جديد يدعو لترتيب الحكومة الأردنية، فيما يتوافق مع الأعراف المحافظة للإسلام، وينضم التحالف إلى “جبهة العمل الإسلامي”، التي أعلنت مؤخرًا نيتها لخوض السباق الانتخابي، وإنهاء ستة أعوام من المقاطعة، أو قد يعلن تحالف الإخوان خوضه للانتخابات بقائمة منفصلة، وستثير تحالفات الإخوان غضب الحكومة الأردنية التي تبذل جهودها لبث الفرقة بين الإسلاميين، بالرغم من أن إنهاء الإخوان لمقاطعتهم سيضفي الشرعية على الانتخابات القادمة، وبالرغم من الهجمات الأخيرة على الحدود الأردنية فإن الاستقرار النسبي للملكة من المتوقع أن يستمر.
البنية الهشة في ليبيا
سيستمر تحالف البنيان المرصوص -المؤلف من عدة ميليشيات من مصراتة- في دعم سيطرته على سرت، المعقل السابق لتنظيم الدولة، وسيجبر ذلك مسلحي تنظيم الدولة على إعادة ضبط تكتيكاتهم، والعمل بشكل أكبر كمجموعة إرهابية بدلًا من محاولة السيطرة وإدارة المناطق في قلب ليبيا.
وستستمر المفاوضات بين حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة والمؤسسات الليبية، مثل البنك المركزي الليبي والشركة الوطنية للبترول وهيئة الاستثمار الليبية، ولكن حكومة الوفاق الوطني ستكافح من أجل كسب الشرعية خارج طرابلس ومصراته، وسيواصل المجتمع الغربي ضغوطه على حكومة طبرق، كما سيوافق مجلس النواب على الاتفاق السياسي، وسيدعم حكومة الوفاق الوطني، لكن ليس خلال هذا الربع إلا إذا كان هناك تغير جوهري سيطرأ على الاتفاق السياسي الليبي، الذي وضع الإطار لحكومة الوفاق الليبية، ويبقى الموقف المحتمل لحكومة الوفاق الليبية تجاه اللواء خليفة حفتر، أمر مثير للخلافات.
وربما تستطيع ليبيا معاودة إنتاج النفط مرة أخرى، وجدد التحالف العسكري والسياسي بين حكومة الوفاق الوطني الليبية وجهاز “حرس المنشآت النفطية الليبية” الآمال في إعادة إنتاج الموانئ التي يسيطر عليها الجهاز على طول الساحل الأوسط، ويُعقّد تخريب تنظيم الدولة للمنشآت النفطية في الحقول والموانئ الجنوبية -قبل هروبه من هذه المناطق- جهود إعادة إحياء  قطاع الطاقة، وهذا يعني أن الزيادة الكبيرة في إنتاج النفط لن تحدث في الغالب إلا بعد نهاية الربع الثالث.
المصدر
========================
"واشنطن بوست" تكذّب رواية روسيا حول إسقاط مروحيتها بسورية
واشنطن  العربي الجديد
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تقريراً يكذّب رواية وزارة الدفاع الروسية حول إسقاط تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مروحية لها قرب تدمر في سورية، ومقتل طياريها.
ووصفت الصحيفة بيان الوزارة الذي أوضحت فيه ملابسات ما حصل بأنه "بطولي"، مشيرة إلى أنّه اعترف بمقتل طيّارين اثنين، من المرشحين لجوائز عسكرية، عندما استهدف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مروحيتهما السورية من نوع  Mi-25 بصاروخ خلال قيامهما بمهمة تدريبية في مدينة تدمر وسط سورية يوم الجمعة الماضي.
كما لفتت الصحيفة إلى فيديو نشره "داعش" على موقعه حول استهداف المروحية أظهر حصول انفجار بالقرب من الدوار الخلفي للمروحية ما أدى إلى تعطلها في الأراضي التي يسيطر عليها النظام، مشيرة إلى أنّ وكالة الأنباء الروسية نقلت عن مصدر عسكري مجهول ترجيحه أن تكون المروحية قد أسقطت بصاروخ موجه من نوع "تاو" الأميركي الصنع والمضاد للدبابات قد يكون "داعش" استولى عليه خلال إرسال الولايات المتحدة أسلحة لمقاتلين سوريين معارضين.
إلا أنّ الصحيفة نقلت عن خبراء عسكريين أنّ المروحية لم تكن من نوع Mi-25 بل مروحية روسية جديدة من نوع Mi-35 استُعملت لأوّل مرّة في سورية خلال كانون الأول/ ديسمبر الماضي وتُشغّل "فقط" من قبل الجيش الروسي.
وفي حال فعلاً كانت المروحية من نوع Mi-35 فهذا يعني أنّها روسية، وليست سورية كما قال بيان وزارة الدفاع الروسية، وعلى الأرجح أيضاً أنّها كانت في مهمة قتالية وليست في طلعة تدريبية، بحسب البيان.
هذا التمييز، بحسب الصحيفة، يلقي الضوء على الخلاف الحاصل حول التدخل الروسي في سورية، من حيث ما هي حدود تدخل القوات الروسية؟ التي تضم قوات خاصة وسلاح المدفعية، في مساعدة قوات النظام السوري باستعادة الأراضي من سيطرة داعش ومجموعات المقاتلين المعارضين التي تضم أولئك المدعومين من الولايات المتحدة.
وتوازياً نقلت "واشنطن بوست" في تقريرها، ما ذكرته صحيفة "كورمسانت" الروسية الليبرالية نقلاً عن مصادر عسكرية أنّ المروحية لم تكن سورية من نوع Mi-25 بل روسية جديدة من نوع Mi-35.
كما نقلت ما أشار إليه تقرير "فريق استخبارات الصراع"، وهو فريق تحقيق عسكري روسي مفتوح المصدر يجمع معلومات من الشبكات الاجتماعية حول الجيش الروسي، بأنّ المروحية كانت ذات أجنحة قصيرة، وفيها معدات للهبوط غير الانسحابي، وهي خصائص مميزة للمروحيات من نوع Mi-35.

وإضافة إلى ذلك يرجح تقرير الفريق بشكل يثير الجدل أن تكون المروحية قد أُسقطت ب"نيران صديقة" بواسطة صواريخ من قبل طيار الجناح، مشيراً إلى أنّ المروحية أطلقت صواريخ غير موجهة بعد وقت قصير من سقوطها، وهذا يفسر بحسب التقرير عدم نشر "داعش" فيديو يظهر إطلاق الصاروخ الذي أسقط المروحية.
========================
واشنطن بوست": الإدارة الأمريكية انتقدت موقف "كيري" من فصائل سورية مسلحة
اخبار اليوم -
أخذ موقف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من "جيش الإسلام" و "أحرار الشام" في سوريا، في الاقتراب كثيرا من الموقف الروسي.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في مقال نشرته، اليوم الثلاثاء، إن موقف كيري أخذ على نحو متزايد يبدو وكأنه يتفق مع وجهة نظر روسيا من عدة جماعات مسلحة تقاتل ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
وأشارت الصحيفة إلى أن كيري وربما بطريق الصدفة أو بالخطأ، وصف بالمجموعات الإرهابية الفرعية، منظمتين من المعارضة السورية وبالذات "جيش الإسلام" و"أحرار الشام" وحدث ذلك في الشهر الماضي في مؤتمر في آسبن (بولاية كولورادو).
ومن المعروف أن واشنطن كانت في السابق تعارض رغبة موسكو في  ضم هذه المنظمات إلى القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية التي لا يسري عليها نظام الهدنة في سوريا، وفقا لما ذكرته قناة"روسيا اليوم" الإخبارية.
ونوهت الصحيفة بأن بعض ممثلي الإدارة الأمريكية، وصفوا هذا التصريح بغير اللبق ويحمل في طياته الضرر لجهود الحكومة الأمريكية الخاصة بإقناع السلطات السورية والروسية بعدم مهاجمة هذه المجموعات.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في البيت الأبيض قوله: "على مدى عدة شهور قدمنا الحجج لإقناع روسيا والنظام السوري بعدم مساواة هذه التنظيمات بالجماعات الإرهابية ولكن كيري تراجع عن هذا الموقف".
ولكن مصادر في الخارجية الأمريكية تعلن أنه لا يوجد أي تغيير في العلاقات والموقف نحو المعارضة السورية. وقال رئيس الخدمة الصحفية في الوزارة جون كيربي للصحيفة: "الوزير فقط حاول وصف كل التعقيد الموجود في الوضع في سوريا وأشار إلى أننا لا نتجاهل المعلومات حول أن بعض المقاتلين خانوا القسم".
وأضافت المقالة: "ولكن حتى لو كان ما قاله كيري زلة لسان، فإن بعض المجموعات المعارضة السورية ترى أن ذلك عبارة عن مثال يدل على أن إدارة أوباما تسير بشكل تدريجي ولو ببطء نحو لقاء الموقف الروسي الذي يتضمن تصوير كل الفصائل المسلحة المعارضة كإرهابية".
وفي بداية هذا الشهر، ذكرت "واشنطن بوست" أن الإدارة الأمريكية اقترحت على روسيا  شراكة عسكرية جديدة في سوريا. والحديث يدور عن تعميق التعاون العسكري بين البلدين في مواجهة المتطرفين مقابل أن تتوقف القوات السورية الحكومية عن توجيه الضربات ضد الميليشيات المحلية المدعومة من الولايات المتحدة.
وذكر مصدر حكومي أمريكي للصحيفة أن نص الاقتراح سلم للسلطات الروسية بعد عدة أسابيع من المحادثات والنقاش الداخلي داخل الإدارة.
وقالت الصحيفة: "يتلخص جوهر الصفقة في أن الولايات المتحدة تعد بتوحيد  الجهود مع القوة العسكرية الروسية في سوريا من أجل تبادل المعلومات وتنسيق توسيع حملة القصف ضد " جبهة النصرة" التي تقاتل بشكل رئيس ضد القوات النظامية السورية. وتدل معطيات الصحيفة على أن الاقتراح نال موافقة شخصية من الرئيس الأمريكي باراك أوباما والدعم الفعال من الوزير كيري.
========================