الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 13/8/2016

سوريا في الصحافة العالمية 13/8/2016

14.08.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة الروسية :  
الصحافة البريطانية :  
من الصحافة العالمية :  
نيويورك تايمز :نيكولاس كريستو :سوريا.. خطأ أوباما الأكبر
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=90679
تاريخ النشر: السبت 13 أغسطس 2016
لعلكم تتذكرون الهجوم الذي شنه مسلح معتوه على نادٍ في أورلاندو، فلوريدا في يونيو الماضي، وأدى إلى مصرع 49 شخصاً، وحظي حينها بتغطية إعلامية واسعة، وأحدث صدمة وطنية كبيرة.
تخيلوا الآن، أن هذه المذبحة تحدث، بنفس معدل الخسائر، خمس مرات يومياً، لمدة سبعة أيام في الأسبوع، وعلى مدى خمس سنوات بلا توقف، وأن إجمالي الخسائر فيها وصل إلى 470 ألف قتيل تقريباً. هذا بالضبط هو ما يحدث في سوريا الآن. ومع ذلك، ففي الوقت الذي ترتكب يه الحكومتان السورية والروسية جرائم حرب، وتقصفان المستشفيات وتجوعان المدنيين، يبدو أوباما، ومعه بقية العالم وكأنهم لا يأبهان بما تفعلانه.
أنا أحمل إعجاباً لأوباما لقيامه بتوسيع نطاق الرعاية الصحية، ونجاحه في تجنب أزمة نووية مع إيران، ولكن سماحه باستمرار حرب سوريا الأهلية، ومعاناتها من دون عائق، يعتبر في رأيي أسوأ خطأ ارتكبه في تعامله مع هذا الملف، لأنه يلقي بظلال من الشك على تركته برمتها.
ليس هذا فحسب، بل إن ذلك يمثل أيضاً وصمة عار على جبيننا جميعاً، شبيهة بالوصمة التي نتجت عن لامبالاتنا، تجاه ما كان يحدث في البوسنة ورواندا في تسعينيات القرن الماضي، وفي إقليم دارفور السوداني في سنوات الألفية.
هذه أزمة تصرخ مناديةً القيادة الأميركية، التي لم يظهر أوباما ما يكفي منها حتى الآن. ربما يكون الرئيس الأميركي على حق في حذره من التورط العسكري، خصوصاً وأننا لا نعرف ما إذا كان سيقدر للمقاربات الأكثر إقداما التي تحبذها هيلاري كلينتون، والجنرال ديفيد بيترايوس، وكثيرون غيرهما أن تكون أكثر فعالية أم لا، ولكني شخصياً أعتقد أنه- أوباما- ومعه الأميركيون بشكل عام، مخطئون عندما يبدون وكأنهم يقولون: ما يحدث في سوريا شيء فظيع، ولكن ليس لدينا ما نفعله تجاهه.
وهذا أيضا هو رأيي الجنرال الجنرال المتقاعد بالجيش الأميركي من فئة أربع نجوم «جيمس كارترايت»، والذي شغل في السابق منصب نائب رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الذي يقول:«هناك الكثير من الأشياء التي يمكننا عملها هناك، منها تحقيق الأمن في مناطق مختارة، وحماية، والمحافظة على استقرار المناطق الآمنة، وإتاحة الفرصة للسوريين لإعادة بناء بلادهم، حتى مع تواصل القتال في مناطق أخرى فيها».
ويعترف كارترايت الذي كان يوصف بأنه«جنرال أوباما المفضل» أن اقتراحه الخاص بإنشاء مناطق آمنة ينطوي على أخطار، وأن الشعب الأميركي يجب أن يكون مستعدا لمشروع طويل قد يمتد لعقد من الزمن، أو ربما أكثر من ذلك.
والرئيس الأسبق بيل كلينتون، ووزيرة خارجيته مادلين أولبرايت، يوافقان على الرأي القائل بأننا نستطيع عمل المزيد، كإقامة مناطق آمنة على سبيل المثال. وعلى الرغم من أن أولبرايت تؤكد على أن الولايات المتحدة يجب أن تكون في غاية الحذر عند استخدام القوة حتى لا تكون تلك القوة سبباً في مفاقمة المشاكل، إلا أنها ترى، بعد أخذ كل العوامل في الاعتبار أننا«يجب أن نكون مستعدين لإقامة هذه المناطق الإنسانية».
من بين أهداف تلك الاستراتيجيات، زيادة احتمالات وفرص التوصل إلى إنهاء الحرب من خلال المفاوضات. واحتراز أوباما، منع وزير الخارجية جون كيري الذي يحاول جاهدا التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم من خلال المفاوضات، من التأثير والنفوذ. كما أن تردده بشأن سوريا كان له أثماناً واقعية باهظة، منها أن أي خطوة نقوم بها في سوريا الآن، باتت أكثر تعقيداً بكثير مما كانت عليه، بسبب دخول روسيا إلى الحرب الدائرة في هذا البلد.
وفي حين أن حذر أوباما من التورط في سوريا مفهوم، إلا أن افتقاره إلى القيادة العالمية العلنية من خلال السعي لمساعدة لاجئيها الذين يتدفقون على الأردن، ولبنان، وتركيا أمر يصعب شرحه، خصوصاً وأن متطلبات النداء الدولي من أجل تقديم يد العون للسوريين، لم يتم تمويلها هذا العام سوى بنسبة 41 في المئة فقط.
عن هذه النقطة يقول ديفيد ميليباند، وزير الخارجية البريطاني السابق والذي يشغل الآن منصب رئيس لجنة الإنقاذ الدولية:«إذا ما كنت تهتمون بالتطرف، فيكفي أن تعرفون أن هناك في الوقت الراهن 200 ألف طفل سوري يعيشون في لبنان من دون تعليم».
وقد لا يكون من العدل توجيه اللوم لأوباما وحدة، في حين أن هناك سياسيين آخرين، ودولا أخرى لم تحرك ساكنا تجاه الأزمة في سوريا. ومن المقرر أن يستضيف أوباما اجتماعاً عن اللاجئين الشهر المقبل، وآمل أنه سينتهز هذه الفرصة لتوفير القيادة العالمية المطلوبة لمعالجة هذه الأزمة.
قابلت مؤخرا اثنين من الأطباء الأميركيين الشجعان، الذين عرضوا أنفسهم لمخاطر شخصية جسيمة، عندما استغلوا وقت عطلتهم، للتسلل إلى حلب في سوريا للعناية بالأطفال المصابين نتيجة لاستخدام البراميل المتفجرة. ووصف الطبيبان لي ظروف العمل في مستشفى مؤقت تحت الأرض، والغضب الذي يشعران به تجاه اللامبالاة العالمية
«الجلوس مكتوفي الأيدي، والسماح للحكومة وحلفائها بالقيام بشكل منهجي متعمد بقصف، وتعذيب، وتجويع مئات الآلاف من الناس لحد الموت، ليس هو الحل» هذا ما قاله لي دكتور سامر العطار من شيكاغو وهو أحد الطبيبين الذي أضاف أيضاً:«الصمت، وعدم الإحساس، واللامبالاة، والتقاعس لن تجعل هذه المعاناة تنتهي».
*كاتب أميركي حاصل على جائزة بولتيزر
ينشر بترتيب خاص مع خدمة«نيويورك تايمز»
========================
ستراتفور”: لا تجاوز للصراع في سوريا
https://www.ewan24.net/ستراتفور-لا-تجاوز-للصراع-في-سوريا/
نشر في : السبت 13 أغسطس 2016 - 12:31 ص | آخر تحديث : السبت 13 أغسطس 2016 - 12:31 ص
sirya-rosya-99
ليس لدى الدول أصدقاء أو أعداء دائمون، وإنما مصالح وفقط. هذا الدرس ترددت أصداؤه الثلاثاء الماضي في لقاء سانت بطرسبرغ بين بوتين وأردوغان.
ظلت روسيا تعمل لسنوات للحفاظ على مجال للنفوذ ضد الزحف الغربي، وأظهرت بحملاتها العسكرية في جورجيا في عام 2008، وأوكرانيا في عام 2014، بأنها مستعدة لاستخدام القوة عند الضرورة لإبقاء جيرانها على الخط وإبعاد الخصوم، لكن تلك الإجراءات الروسية لم تزد الولايات المتحدة إلا تصلبا وعزما على الدفاع عن الحلفاء في المحيط الروسي، وبالتالي تعميق المواجهة بين واشنطن وموسكو.
ولإرغام واشنطن على أخذ مطالبها على محمل الجد، كان على روسيا أن تفرض نفسها كابحا ووسيطا في صراع أشغل بال واشنطن. أولا كان ذلك الصراع مع إيران، ولكن بمجرد أن تفاوضت الولايات المتحدة مع طهران حول الاتفاق النووي، حولت روسيا تركيزها إلى سوريا.
وفي الوقت نفسه، فإن فراغ السلطة الذي انتشر في جميع أنحاء المنطقة تقريبا، سحب تركيا تدريجيا للعمل خارج حدودها. مع استمرار الحرب الأهلية في سوريا، تشعر تركيا بالقلق إزاء عدم الاستقرار وانتشار النزعة الانفصالية الكردية. وكما قررت روسيا أن تعمق تورطها في سوريا، خططت الحكومة التركية للتدخل للتعامل مع تنامي التهديد الكردي والداعشي.
لدى تركيا وروسيا، وكلاهما على طريق الانبعاث، مجالات متداخلة من النفوذ في منطقة البحر الأسود، وأجزاء من الشرق الأوسط والقوقاز وآسيا الوسطى. وفي هذه الظروف الجغرافية السياسية الحساسة، كان الشرق الأوسط منطقة اصطدام تركيا وروسيا.
وبقدر ما استفادت الولايات المتحدة من خلاف تركيا مع روسيا، وبالتالي أكثر التزاما بحلف شمال الأطلسي في ذلك الوقت، قرر البيت الأبيض أنه من الأفضل تسهيل التقارب بين موسكو وأنقرة إذا كان ذلك يعني تقليل خطر تصادم كبير عرضي آخر في ساحة المعركة السورية التي يمكن أن تجرَ الولايات المتحدة.
بوتين وأردوغان يستخدمان مجموعة من الوعود الاقتصادية ليُظهرا للعالم أن العلاقات التركية الروسية استُعيدت وكل شيء على ما يرام، ولكن لا شيء قد تغير فعلا في التفاعلات الجغرافية السياسية الأوسع لحل أساس الخلاف بين البلدين. وهذا ما يفسر، على الأرجح، لماذا عقد بوتين واردوغان مؤتمرا صحفيا عقب مناقشة رفع الحظر على التجارة واستعادة الحركة السياحية واستئناف التعاون في مجال الطاقة قبل الدخول في موضوع سوريا.
التعاون الاقتصادي هو الجزء السهل، فكل منهما يستفيد من الآخر في التعامل مع بعضها البعض. تركيا لا يمكنها العيش من دون الغاز الطبيعي الروسي، وروسيا تريد، على نحو مُلح، طريق إمداد بديل إلى أوروبا، مثل خط التركية، التي تلتف على الدول إشكالية مثل أوكرانيا. حتى لو كانت هناك تباينات حول الخصومات وأنظمة التسعير، كما هي طبيعة المشاريع الكبيرة دائما، فإن تعزيز هذا التعاون الاقتصادي على أعلى مستوى لن يكلف تركيا وأردوغان كثيرا.
ويبقى أن الوضع في سوريا هو أحد المجالات التي لا يمكن لروسيا وتركيا تجاوزه وهما على طرفي نقيض في الموقف من الصراع الدائر هناك. والمعركة الجارية في حلب هي مثال على ذلك. إذ يمكن لبوتين وأردوغان مناقشة رغبتهما في التوصل إلى تسوية سلمية في سوريا، ولكنَ الطرفين الرئيسين في المفاوضات، أحدهما مدعوم من موسكو والآخر من أنقرة، لا يزالان يتصارعان على المدينة.
لا أحد منهما يأتي بجدية إلى طاولة المفاوضات ما لم تكن حلب في متناول أيديهم. وحتى الآن، وفقا لآخر التطورات الميدانية على الأرض، فلم يصل كل منهما إلى نقطة يدعي فيها السيطرة الكاملة على حلب.
روسيا ستواصل استخدام الصراع في سوريا ضد تركيا حتى مع التعاون بين بوتين وأردوغان. فهي تريد التأكد من أن تركيا -باعتبارها عضوا أساسا في أي قرار يتخذه حلف شمال الأطلسي لبناء قوات في البحر الأسود وطرفا مؤثرا في القوقاز، حيث تسعى روسيا لتعميق نفوذها من خلال نزاع ناغورنو كاراباخ- تُوجَه بشكل واضح، وقدر الإمكان، من طرف موسكو.
مع تركيز تركيا على الصراع في سوريا، يمكن لموسكو أن تُبقي تركيا مُعلَقة بالاستمرار في دعم الانفصاليين الأكراد وتعقيد أي خطط عسكرية تركية في سوريا من خلال تعزيز الحضور العسكري الروسي في ساحة المعركة.
وفي أعقاب المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، يمكن أيضا لبوتين، المتمرس في تعزيز الأمن الداخلي، عرض تبادل المعلومات الاستخباراتية ونقل أساليب فعالة لحكومة أردوغان تحسبا لأي انقلابات قادمة، للحفاظ على التقارب مع تركيا.
بوتين واردوغان هما رئيسان قويان مدفوعان بطموحات جغرافية سياسية كبرى. فليست قضيتهما تكوين صداقات، وإنما أكثر ما يركزان عليه هو المصالح القومية لبلديهما.
========================
معهد واشنطن :إمكانية قيام تنظيمي «القاعدة» و«الدولة الإسلامية» بشن هجمات إرهابية إشعاعية
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/the-potential-for-radiological-terrorism-by-al-qaeda-and-the-islamic-state
مايكل آيزنشتات و عمر مخلص
متاح أيضاً في English
10 آب/أغسطس 2016
إن الهواجس بشأن احتمال ممارسة الإرهاب غير التقليدي في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في ريو دي جانيرو لعام 2016 وتقارير بأن أشخاصاً متورطين في الهجوم الذي نفذه تنظيم «الدولة الإسلامية» في باريس في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 قاموا بمراقبة عالم يعمل في "مركز الأبحاث النووية البلجيكي" عبر أشرطة الفيديو، أدّت إلى إعادة إحياء المخاوف بأن الجماعات الإرهابية قد تكون مهتمة بصنع "قنبلة قذرة" بواسطة مواد إشعاعية، والتي تُعرف أيضاً بالسلاح الإشعاعي أو "جهاز التشتيت الإشعاعي" (RDD) المتفجر. .
وتعتبر "أجهزة التشتيت الإشعاعي" المتفجرة أكثر أنواع السلاح الإشعاعي تداولاً في الإعلام. فهي تعتمد على عبوة ناسفة لتشتيت المواد الإشعاعية من أجل تلويث الأفراد والمنشآت على مقربة من الانفجار ومع اتجاه الريح، وتعطيل الحياة وسبل المعيشة وزرع الخوف. وفي المقابل، قد تشمل "أجهزة التشتيت الإشعاعي" غير المتفجرة تلويث الطعام أو المياه أو الهواء بمواد إشعاعية (على سبيل المثال، عن طريق نظام التهوية في المبنى). وهناك تقارير بأن بعض الجماعات قد فكرت أيضاً بتخريب محطات للطاقة النووية أو مهاجمتها لإحداث غيمة إشعاعية من شأنها تلويث منطقة واسعة (وفي الواقع، تكهنت بعض التقارير الإعلامية أن البلجيكي المذكور في الخلية البلجيكية من تنظيم «الدولة الإسلامية» كان يفكر بالقيام بمثل هذا الهجوم). وتركز هذه المقالة على التهديد الذي تشكله "أجهزة التشتيت الإشعاعي" المتفجرة.
الخلفية
لطالما أبدى الإرهابيون اهتماماً بالأسلحة الإشعاعية. ففي عام 1995، اتصل انفصاليون شيشان بمحطة تلفزيون روسية وهددوا بإطلاق "جهاز تشتيت إشعاعي" باستخدام مواد من السيزيوم-137 كانت مطمورة في إحدى حدائق موسكو. وقد تم العثور لاحقاً على مخبأ للمواد الإشعاعية. وبعد ثلاث سنوات، عثرت قوات الأمن الشيشانية على "جهاز تشتيت إشعاعي" بمحاذاة سكة حديد على مقربة من العاصمة غروزني. وفي عام 1999، قُتل شخص ونُقل آخر إلى المستشفى إثر إصابته بداء الإشعاع بعد محاولته سرقة حاوية من المواد المشعة من منشأة صناعية في غروزني.
وقد أبدى تنظيم «القاعدة» أيضاً اهتماماً بالأسلحة الإشعاعية، فضلاً عن الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية. ففي عام 2002، تم توقيف الأمريكي الذي اعتنق الإسلام خوسيه باديلا على خلفية تخطيطه لصنع سلاح إشعاعي بعد عودته من مخيم تدريب تابع لتنظيم «القاعدة» في باكستان. وفي عام 2003، استحوذت قوات التحالف في أفغانستان على مخططات لصنع "قنبلة قذرة". وفي هذا السياق تفيد بعض التقارير أن أبو زبيدة، وهو عنصر من تنظيم «القاعدة» تم إلقاء القبض عليه، أبلغ المحققين أن تنظيم «القاعدة» قد أقدم فعلياً على صنع مثل هذا الجهاز، مع أنه لم يُعثر على أي من تلك الأجهزة. كما يبدو أن البريطاني التابع لتنظيم «القاعدة» ديرين بارو، الذي اعتنق الإسلام أيضاً، كان يخطط لصنع "جهاز تشتيت إشعاعي"، من بين مختلف المخططات الأخرى، والتي على خلفيتها ألقي القبض عليه في بريطانيا عام 2004. كما ذكرت بعض التقارير، أن خبير الأسلحة غير التقليدية التابع لتنظيم «القاعدة» " مدحت مرسي السيد عمر كان يخطط بدوره لصنع "جهاز تشتيت إشعاعي" قبل مقتله عام 2008 إثر هجوم بطائرة من دون طيار في باكستان.
قد يكون تنظيم «الدولة الإسلامية» مهتماً أيضاً بصنع "جهاز تشتيت إشعاعي"، غير أن الأدلة على ذلك ظرفية إلى حد كبير. فعلى غرار تنظيم «القاعدة» و «القاعدة في العراق» من قبله، أبدى تنظيم «الدولة الإسلامية» اهتماماً بالأسلحة غير التقليدية واستخدم الأسلحة الكيميائية في القتال في سوريا والعراق. وبالتالي، عندما استولى تنظيم «الدولة الإسلامية» على جامعة الموصل في حزيران/يونيو 2014 ووضع يده، وفقاً لبعض التقارير، على 40 كيلوغراماً من المواد النووية في مختبرات الجامعة، برزت مخاوف من احتمال استخدام تلك المواد لصنع "جهاز تشتيت إشعاعي". ويبدو أن اكتشاف شريط المراقبة الآنف الذكر في أعقاب تفجيرات باريس في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 أكد صحة تلك المخاوف بأن تنظيم «الدولة الإسلامية» قد يكون مهتماً بصنع "قنبلة قذرة". والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا هذا الاهتمام المحتمل في الإرهاب الإِشعاعي؟
الدوافع
يسعى الإرهابيون إلى إحداث الذعر، ولذلك تستهويهم "أجهزة التشتيت الإشعاعي" إلى حد كبير. فالنظائر الإشعاعية تُستخدم على نطاق واسع في مجالات الطب والزراعة والصناعة، ويتم إبلاغ «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» كل عام عن عشرات حوادث السرقة أو الفقدان المرتبطة بتلك المواد في جميع أنحاء العالم (قد يكون العدد الفعلي أعلى من ذلك، على الرغم من أن العديد من هذه النظائر المشعة غير مناسب لصنع "أجهزة التشتيت الإشعاعي"). وقد تكون المخاوف الناجمة عن فعل إرهاب إشعاعي طويلة الأمد، نظراً لأن آثارها الطبية السلبية قد لا تظهر إلا بعد عقود. كما أن التعامل المثير لوسائل الإعلام مع موضوع الأسلحة الإشعاعية، والذي يعزى جزئياً إلى وجود اتجاه للخلط بينها وبين الأسلحة النووية، قد يضخّم تلك المخاوف. وفي ما يتعلق بإدارة العواقب، أي رعاية المصابين وإزالة التلوث، يكاد يكون من المؤكد أنها ستكون معقدة ومطولة ومكلفة، وقد تُفاقم المشاكل الناجمة عن "جهاز التشتيت الإشعاعي" إذا لم تتم على النحو الصحيح. وفي هذا الصدد، تُعد "أجهزة التشتيت الإشعاعي" حقاً كـ "أسلحة التعطيل الشامل".
بيد، من منظور الإرهابي، هناك عدة سلبيات لـ "أجهزة التشتيت الإشعاعي". فبعض النظائر المشعة قد تسبب إصابات بجروح أو حالات وفاة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح، وبالتالي يمكن الاعتبار أنها تتمتع بنوع من الحماية الذاتية ضد السرقة أو التسريب. ولا يُعتبر صنع جهاز تشتيت إشعاعي فعال مسألة بسيطة، نظراً لأن "أجهزة التشتيت الإشعاعي" المتفجرة لم تُستخدم قط من قبل، وتبعاً لذلك، لا توجد خبرة عملية سابقة يمكن الاستفادة منها في هذا السياق. ومن هنا، فإن فعالية "جهاز التشتيت الإشعاعي" تخضع لعدة عوامل غير مؤكدة. وعلى عكس ذلك، فإن المواد الضرورية لصنع الأجهزة المتفجرة التقليدية متاحة بسهولة، والدراية المتعلقة بها منتشرة على نطاق واسع، كما أن آثارها متسقة ويمكن التنبؤ بها نسبياً ولديها سجل مشهود له من التجارب الناجحة. ومع ذلك، ستظل الجماعات الإرهابية أسوةً بتنظيم «الدولة الإسلامية» مهتمة بصنع "جهاز تشتيت إشعاعي" لكي تتصدر عناوين الصحف، وتفرض تكاليف باهظة، وتبث الذعر بصورة أكثر فعالية مما تتيحه الأجهزة المتفجرة التقليدية.
تأثيرات الأسلحة
إن معظم الإصابات التي يسببها "جهاز تشتيت إشعاعي" متفجر قد تنتج على الأرجح عن آثار الانفجار والتشظي الناجمة عن الشحنة المتفجرة، على الرغم من أن عدد قليل من الأفراد قد يعانون من آثار طبية سلبية على المدى الطويل (على سبيل المثال، السرطان أو الضرر الوراثي) الناجمة عن الغبار والمخلفات الإشعاعية التي تكون قد استقرت في أجسادهم أو استنشقوها أو ابتلعوها. إلا أن الآثار الطويلة الأمد تعتمد جزئياً على درجة الإشعاع والعمر النصفي للنظير المشع المستخدم. فبعض النظائر مثل كوبالت-60 وسيزيوم-137 وإريديوم-192 وأمريكيوم-241 تُعتبر أفضل من غيرها لصنع "أجهزة التشتيت الإشعاعي".
من المحتمل أن يكون هناك القليل من الأضرار المادية في المنطقة المجاورة لـ "جهاز التشتيت الإشعاعي" غير تلك الناجمة عن الشحنة المتفجرة، إلا أن تلوث التربة والتلوث البنيوي قد يحصل على نطاق واسع ويستوجب من السكان والشركات الانتقال إلى أماكن أخرى لفترة طويلة خلال إزالة التلوث. وتعتمد رقعة المنطقة الملوثة على مدى فعالية تصميم القنبلة، وحجم الدخان الناتج عنها، والرياح والظروف الجوية خلال الانفجار وبعد بوقت قصير من وقوعه، وأثر التضاريس الحضرية على التيارات الهوائية.
أما أهم الآثار الطويلة الأمد لـ "القنبلة القذرة" فقد تكون نفسية. فالإشعاعات غير مرئية، وسيخشى الكثير من الناس في أماكن قريبة منها من آثار التعرض للإشعاعات. وستسعى أعداد كبيرة من الأفراد غير المتأثرين بالإشعاعات للحصول على علاج طبي، فيثقلون بذلك كاهل النظام الطبي ويتسببون بتراجع جودة العناية المقدمة لمن هم بحاجة إليها حقاً. كما سيقلق الكثيرون غيرهم من الآثار السلبية على المدى الطويل نتيجة تعرضهم المحتمل للإشعاعات، سواء تعرضوا لكمية كافية منها تدعو للقلق أم لا.
إدارة العواقب وإزالة التلو
يتمثل أحد التحديات الرئيسية التي تواجه أول المستجيبين لهجوم، باحتواء أثره ضمن موقع الانفجار ومنطقة الخطر الواقعة ضمن اتجاه الريح، نظراً لأن معظم الناس سيفرّون من المنطقة قبل أن يتم الإعلان عن حصول هجوم إشعاعي. ويتعيّن تحديد الأشخاص المتأثرين بالإشعاعات وخضوعهم لإزالة التلوث من خلال خلع ملابسهم والاستحمام، وكلما أزيل التلوث بصورة أسرع كلما كان ذلك أفضل من أجل الحد من التعرض للإشعاعات. ويتعيّن التخلص من الملابس الملوثة على النحو الملائم، تماماً كمياه الصرف الصحي. أما الجهود المتأخرة أو غير الملائمة من ناحية الاحتواء أو الاعتناء بالمصابين أو إزالة التلوث فقد تؤدي إلى انتشار المواد المشعة على نطاق أبعد بكثير من موقع الهجوم، مما يفاقم آثارها.
ومن بين تحديات التنظيف إزالة التلوث من الشوارع والمباني، لكي تشمل هدم البنى التي لا يمكن إزالة التلوث منها بطريقة فعالة من حيث التكلفة. وبالتالي، قد يكون التنظيف مكلفاً للغاية ويتضمن مطالبات بالتأمين قد تكون باهظة جداً. فالتكاليف المادية المترتبة حتى عن هجوم صغير قد تكون كبيرة، على سبيل المثال إن القيام بهجوم بواسطة "جهاز التشتيت الإشعاعي" على "شارع وول ستريت" في مانهاتن السفلى قد يؤدي إلى إغلاق المنطقة لبعض الوقت، مع تأثيرات كبيرة على الأسواق المالية والاقتصاد العالمي.
وإذا فشلت السلطات في احتواء عواقب هجوم إشعاعي بنجاح أو في اتخاذ قرارات بشأن مستويات إزالة التلوث "المقبولة" التي لا تلبي التطلعات العامة، فقد تتعرض لرد فعل شعبي غاضب. وفي ضوء الحالات السابقة التي لم يلبّي فيها أداء الحكومة الأمريكية التطلعات العامة، مثل "إعصار كاترينا" (2005) وأزمة تلوث مياه مدينة  فلينت بولاية ميشيغان (2014)، فقد لا يقبل الجمهور تطمينات السلطات بأن المنطقة قد أصبحت آمنة للسكن أو العمل. وسيخلق ذلك فرصة ذهبية لجماعات على غرار تنظيم «الدولة الإسلامية» لكي تشن حملة دعائية من شأنها تقويض الثقة العامة بالحكومة.
الاستنتاجات
إن احتمال استخدام "جهاز تشتيت إشعاعي" من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية» أو جماعة أخرى في مدينة أمريكية هو خطر يجب أن يؤخذ على محمل الجد، حتى لو كان من غير المرجح أن يضع الإرهابيون يدهم على مواد إشعاعية، أو يصنعوا جهازاً فعالاً نتيجة افتقارهم لخبرة سابقة. وفي الواقع، حتى الهجوم الذي لا يؤدي إلى انتشار مواد إشعاعية بصورة فعالة عبر منطقة كبيرة قد يكون له أثراً اقتصادياً أو نفسياً كبيراً.
بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من التقدم الذي أحرزته الحكومة الأمريكية منذ اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر في تأمين المصادر الإشعاعية وتعزيز قدرات الاستجابة على الإرهاب الإشعاعي، إلا أنه ليس من الواضح ما إذا كان باستطاعة أول المستجيبين وأجهزة الطوارئ أن يكونوا على أهبة الاستعداد والجهوزية لمواجهة هجوم إشعاعي، نظراً للتحديات الكامنة في احتواء انتشار المخلفات الإشعاعية، والتنسيق الفعال بين الديد من الوكالات المحلية والرسمية والفدرالية التي ستشارك في الإستجابة على احتواء الانتشار وإزالة التلوث من أعداد كبيرة من الناس والبنى.
ويُعتبر احتمال شن هجوم إشعاعي في الخارج أكثر ترجيحاً، بالرغم من التقدم الذي أحرزته الكثير من الدول في حماية المواد الإشعاعية والنووية، وبمساعدة الولايات المتحدة في عدة حالات. على سبيل المثال، نظراً لقدرات تنظيم «الدولة الإسلامية» من حيث الوصول والانتشار، لا يُعتبر احتمال قيام التنظيم بشن هجوم بواسطة "جهاز تشتيت إشعاعي" خام في سوريا أو العراق أو حتى أوروبا بعيد المنال. ومثل هذا الحدث لديه القدرة على تسبب الكثير من الاضطراب والخوف، لا سيما وأن معظم الحكومات الأجنبية لا تملك موارد وخبرة بقدر تلك التي تملكها الولايات المتحدة للتعامل مع تداعيات مثل هذا الهجوم.
ويشير كل ذلك إلى حاجة الولايات المتحدة إلى الاستعداد لمثل هذا السيناريو المحتمل، وليس في الداخل فحسب بل في الخارج أيضاً، وتكون قادرة على مساعدة الحكومات الصديقة على تجنب عواقب مثل هذا الهجوم أو التعامل معه إذا ما دعت الحاجة. فضلاً عن ذلك، لا بد من أن تعتمد الولايات المتحدة خطة تواصل استراتيجي موثوقة للتصدي للإرهاب الإشعاعي، لأن زرع الخوف والذعر هو من أهم الأسباب التي قد تدفع الإرهابيين إلى شن مثل هذا الهجوم. وتحقيقاً لهذه الغاية، لا بد أن تقوم الحكومة الأمريكية بتثقيف الجمهور حول كيفية الاستجابة للإرهاب الإشعاعي، من أجل إزالة الغموض الذي يكتنف "أجهزة التشتيت الإشعاعي" وتبديد مخاوف الجمهور.
إلا أن التواصل الاستراتيجي يقوم بنسبة 20 في المائة على الكلام و80 في المائة على الأفعال، وإذا لم تنجح وكالات الحكومة الأمريكية، سواء كانت محلية أو رسمية أو فدرالية، في تولي بعض جوانب الاستجابة الأولية على النحو الملائم، فحتى أفضل خطط التواصل الاستراتيجي من حيث الصياغة ستبوء بالفشل. وفي الوقت الذي تُعتبر فيه ثقة المواطنين بكفاءة الحكومة الأمريكية مهتزة بالفعل، فقد تترك هذه الحادثة أثراً ملحوظاً على نسيج السياسة الأمريكية.
 مايكل آيزنشتات هو زميل "كاهن" ومدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن.
عمر مخلص هو مساعد باحث في المعهد.
 المصادر المختارة
أندرو ج. بيينياوسكي، يوانا إليوبولوس وميشيل نلابنديان، "تقرير التقدم في مجال الأمن الإشعاعي" Radiological Security Progress Report (واشنطن العاصمة: مبادرة التهديد النووي، 2016)، http://www.nti.org/media/documents/NTI_Rad_Security_Report_final.pdf.
جيمس ل. فورد، "أجهزة التشتيت الإشعاعي: تقييم التهديد العابر للأوطان" Radiological Dispersal Devices: Assessing the Transnational Threat، المنتدى الاستراتيجي (واشنطن العاصمة: جامعة الدفاع الوطني، 1998)، http://oai.dtic.mil/oai/oai?verb=getRecord&metadataPrefix=html&identifier=ADA394204.
جون ر. هينز، ""القنابل القذرة": مدعاة للقلق؟ أجهزة التشتيت الإشعاعي المتفجرة وتوزيع المواد الإشعاعية الخطرة عالمياً" "Dirty Bombs": Reason to Worry? Explosive Radiological Dispersal Devices and the Distribution of Dangerous Radiological Material Worldwide (فيلادلفيا" معهد أبحاث السياسة الخارجية، 28 تموز/يوليو 2014)،http://www.fpri.org/article/2014/07/dirty-bombs-reason-to-worry/.
جوناثان ميداليا، ""القنابل القذرة": لمحة تقنية، منع الهجمات والاستجابة لها وقضايا للكونغرس" "Dirty Bombs": Technical Background, Attack Prevention and Response, Issues for Congress (واشنطن العاصمة: "خدمة أبحاث الكونغرس، 2014")،https://fas.org/sgp/crs/nuke/R41890.pdf.
دانا أ. شي، "أجهزة التشتيت الإشعاعي: قضايا منتقاة في إدارة العواقب" Radiological Dispersal Devices: Select Issues in Consequence Management (واشنطن العاصمة: "خدمة أبحاث الكونغرس، 2004")، http://fas.org/spp/starwars/crs/RS21766.pdf.
 وزارة الأمن الوطني الأمريكية، "التخطيط للتوجيه المتعلق بالحماية والتعافي إثر هجمات بأجهزة التشتيت الإشعاعي والأجهزة النووية المرتجلة" (واشنطن العاصمة، 2008)Planning Guidance for Protection and Recovery following Radiological Dispersal Device and Improvised Nuclear Device Incidents، https://www.gpo.gov/fdsys/pkg/FR-2008-08-01/html/E8-17645.htm.
اللجنة التنظيمية النووية الأمريكية، "بيان حقائق حول "القنابل القذرة"" (12 كانون الأول/ديسمبر 2014) Fact Sheet on Dirty Bombs، http://www.nrc.gov/reading-rm/doc-collections/fact-sheets/fs-dirty-bombs.html.
========================
معهد واشنطن :حلب: هل يحافظ المتمردون على التحول في الأوضاع؟
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/is-aleppo-turnaround-sustainable-for-rebels
فابريس بالونش
متاح أيضاً في English
9 آب/أغسطس 2016
في الأيام القليلة الماضية، نجح المتمردون الوافدون من إدلب في إقامة روابط مع أولئك المحاصرين في شرق حلب. ويعوّض الممرٌ المفتوح في حي الراموسة جنوب غرب المدينة، عن خسارة المتمردين لـ "طريق الكاستيلو" في 28 تموز/يوليو، وهو الطريق الذي كان يربط مناطقهم في شرق حلب بالعالم الخارجي (انظر "القوات الكردية تدعم الأسد في حلب"). بيد، تقصف الطائرات الروسية هذا المعبر الجديد بكثافة، مما يحد من قدرة المتمردين على استعماله. وقد أفاد "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية" أنه على الرغم من عودة بعض الشاحنات المحمّلة بالمحاصيل إلى شرق حلب في جعجعة كبيرة في 7 آب/أغسطس، إلا أن الطعام لن يغير حياة سكان المنطقة البالغ عددهم 250 ألف نسمة إلا تغييراً طفيفاً. ولكن الوضع في غرب حلب أفضل بعض الشيء: فقد فتح الجيش السوري طريقاً جديداً للإمدادات من الشمال على امتداد "طريق الكاستيلو". وهذا الطريقٌ أطول من طريق الخروج السابق وأكثر خطراً ومعرّضاً للإغلاق إذا ما شن المتمردون هجوماً في الشمال الغربي، ولكنه يعتبر مصدر طمأنينة للمدنيين البالغ عددهم 800,000  شخص القاطنين في غرب حلب.
وفي التاسع من آب/أغسطس، وصلت قوة النخبة في «حزب الله» الملقبة "كتيبة الرضوان" مع ألفي مقاتل من الميليشيا العراقية "حركة النجباء" إلى حلب على مقربة من ممر الراموسة. وقد أدى القصف الروسي العنيف إلى جعل طريق الإمدادات الجديد غير صالح للاستعمال - في خطوةٍ تبيّن الرغبة القوية لكل من إيران وروسيا في إبقاء حلب إلى جانب الأسد، وتستدعي بذلك طرح السؤال التالي: هل يستطيع المتمردون الحفاظ على هذا التحول في الأوضاع؟
لا ينبغي تضخيم انتصار المتمردين
بابتهاجه من نشوة الانتصار أعلن «جيش الفتح»، الذي هومجموعة مظلة المتمردين في سوريا، أنه سيستولي سريعاً على المدينة بأكمها، إلا أن هذا الهدف يبدو طموحاً. فمنذ تموز/يوليو 2012، فشلت جميع محاولات المتمردين للسيطرة على الجزء الغربي من المدينة حيث لا يحبّذهم السكان (انظر المرصد السياسي 2499، "أكراد سوريا يفكرون الدخول في تحالف مع الأسد وروسيا في حلب"). ومع ذلك، فبين عامي 2012 و2013، كان معظم المتمردين من الإسلاميين غير الأصوليين، علماً بأن الوضع لم يعد كذلك اليوم. فتنظيم «جيش الفتح» هو تحت رئاسة فصيل سابق من فصائل «جبهة النصرة» - عُرف قبل الهجوم باسم "جبهة فتح الشام" - ويضم عدة تنظيمات جهادية، كـ "حركة شرق تركستان الإسلامية" و"جند الأقصى"، المعروفين بوحشيتهم الكبيرة (انظر المرصد السياسي 2579، "ما السبيل لمنع تنظيم «القاعدة» من الاستيلاء على منطقة آمنة في شمال غرب سوريا؟"). إنّ التطرف الذي طبع مؤخراً التنظيمات "المعتدلة" مثل "حركة نور الدين الزنكي" لا يُطمئن أبناء المدينة ذوي الطبقة المتوسطة في غرب حلب. فالانقسام الكبير بين المتمردين والفصائل المناصرة للنظام في حلب لا يقوم على المعارضة الطائفية - باستثناء الأقلية المسيحية المناصرة للنظام - ولكن بشكل رئيسي على الانقسامات بين الطبقات الاجتماعية والشرخ التاريخي بين المدن والأرياف. ولذلك تعتبر احتمالات نشوب انتفاضة ضد الأسد في غرب حلب غير موجودة. وإذا أراد المتمردون الاستحواذ على المنطقة الخاضعة للنظام في حلب، سوف تكون المعركة صعبة.
بالإضافة إلى ذلك، أن انتصار الراموسة ألحق خسائر كبيرة في صفوف المتمردين، فقد لقي خمسمائةٍ منهم حتفه، وفقاً لـ  "المرصد السوري لحقوق الإنسان". ولتحقيق هذا الهجوم الناجح، حشد «جيش الفتح» ما بين خمسة وعشرة آلاف مقاتل وتلقّى دعماً لوجستياً كبيراً من تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية، وفقاً لصحيفة فايننشل تايمز من التاسع من آب/أغسطس. كما أن الجهود العسكرية الأكثر تضافراً في شرق حلب لفك الحصار جاءت من «جيش الفتح». ففي الأول من آب/أغسطس، اخترق «جيش الفتح» خط الدفاع الأول للجيش السوري، ثم تم صدّ المقاتلين لبضعة أيام في "مدرسة المدفعية" التي تحولت إلى قلعةٍ فعلية، إلا أن التفجيرات الانتحارية المتعددة أتاحت له اختراقها في النهاية. وساهم المتمردون المنتمون إلى "غرفة عمليات فتح حلب" في شرق حلب بالحد الأدنى في الهجوم، على الرغم من أنهم نفّذوا في الثاني من آب/أغسطس عملية تفجير ناجحة في نفقٍ ممتد تحت حي الراموسة، مما أتاح لهم اجتياح شمالي الحي والتغلب على الجيش السوري من الوراء.
حلب هي أصعب معركة بالنسبة للأسد
في جنوب غرب حلب، لم يكن هجوم المتمردين مفاجئاً. ومنذ نيسان/أبريل، عمل المتمردون على استعادة القرى التي سقطت في يد الجيش السوري في خريف 2015 بدعمٍ كبير من ميليشيا «حزب الله» الشيعية، وربما أيضاً من القوات النظامية الإيرانية، والطائرات الروسية. إلا أن الهجوم المناصر للحكومة فشل في "خان طومان"، مما زرع بذور الهجوم المضاد الذي شنه المتمردون في ربيع عام 2016.
وهنا تُطرح الأسئلة عن سبب فشل الجيش السوري في صد الهجوم على الراموسة، مع تركز التكهنات على الثقة المفرطة بالنفس التي تتمتع بها القيادة، أو استنزاف القوات على الجهة الجنوبية الغربية بسبب الهجوم عند الجهة الشمالية. لا شك في أن الجيش السوري عانى من إهمال قائد قوات حلب اللواء أديب محمد الذي تم استبداله مباشرةً بعد الهزيمة باللواء زيد صالح من "الحرس الجمهوري" - الذي انتصر مع العقيد "النمر" سهيل الحسن في معركة "طريق الكاستيلو". وتتقدم التعزيزات نحو حلب، بينما قصف الطيران الروسي "معبر الراموسة" والطرق التي تصل بين حلب وإدلب بلا هوادة من أجل إبطاء تعزيزات المتمردين، ولكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه الجهود كافية. وفي هذا الصراع غير المتماثل، تصدّى المتمردون بنجاحٍ للهيمنة الجوية للنظام من خلال أعدادهم الكبيرة وطريقة هجومهم. فقد استولوا على سبيل المثال، على إدلب في آذار/مارس 2015 عبر التخطيط لهجمات انتحارية متزامنة عند مداخل المدينة، ليتسببوا بإحداث حالة من الذعر في صفوف المدافعين.
 [وفي المقابل]، يبدو الجنود السوريون، ولا سيما العلويين، أقل عزماً على الدفاع عن حلب مما هم تجاه اللاذقية أو حمص أو دمشق لأن تلك المنطقة ليست أراضيهم. أما بالنسبة لحلفائهم الشيعة، فإذا بقي القتال ضد الجهاديين حافزاً قوياً لهم، فإن لمدينة الأمير الشيعي سيف الدولة الحمداني الذي عاش في القرن العاشر قوة أقل رمزية من دمشق حيث يتواجد مقام السيدة زينب (انظر المرصد السياسي 2665، "السيطرة على دمشق تقوي الأسد على الصعيد الوطني"). وكل ما هو معروف أن الحصار المفروض على شرق حلب سيكون أطول وأكثر صعوبة بكثير من حصار مركز حمص حيث احتل ألف متمرد فقط على نصف ميل مربع فقط. بيد أن مساحة شرق حلب تبلغ ثمانية أميال مربعة وفيها عشرة آلاف مقاتل من المتمردين. كما تقع حلب في منطقة معادية جداً للعرب السنة وقريبة جداً من الحدود التركية، في حين أن ريف حمص موالي بمعظمه للنظام بسبب وجود المسيحيين والعلويين والشيعة وقيام «حزب الله» بإغلاق الحدود اللبنانية بوجه المتمردين. وعلى الرغم من ذلك استمر حصار حمص أكثر من ثمانية عشر شهراً.
أردوغان وبوتين عام 2016: أصداء السادات وإسرائيل عام 1973؟
من الناحية الجغرافية - السياسية، كانت الفترة ما بين عامي 2013 و 2014 أقل مؤاتاةً للمتمردين حين كان مركز حمص محاصراً من قبل الجيش السوري. يشار إلى أنه في صباح التاسع من آب/أغسطس، التقى الرئيسان بوتين وأردوغان في سان بطرسبرغ في محاولةٍ لتطبيع العلاقات بين بلديهما. ولكن إذا كان أردوغان يرغب حقاً في التصالح مع بوتين فعليه إثبات استعداده لوقف دعم المتمردين. بالإضافة إلى ذلك، بإمكان تركيا إغلاق حدودها مع سوريا لتحرم بذلك «جيش الفتح» من الدعم اللوجستي. وفي المقابل، تريد حكومة أنقرة ضماناتٍ بأن روسيا لن تدعم قيام كردستان سورية تمتد على طول الحدود التركية من نهر دجلة إلى مدينة عفرين. ومع ذلك، إذا توصّل الطرفان إلى اتفاق، فمن المرجح أن يتصرف أردوغان كما تصرف أنور السادات خلال "حرب يوم الغفران"، عندما شنّ الجيش المصري هجوماً في شبه جزيرة سيناء للتخفيف من الإهانة التي مُني بها في حرب عام 1967 ومن ثم التفاوض على السلام مع إسرائيل.
بالنسبة لأوباما، قد يكون الانتظار الخيار الأفضل
وفي النهاية، ما هي العواقب المترتبة على انتصار «جيش الفتح» بالنسبة للاتفاق الأمريكي الروسي ضد الفرع السوري لتنظيم «القاعدة» (أو الفرع "السابق"، رغم أن من الصعب تصديق أنه لم تعد هناك علاقات بين «جبهة النصرة» وتنظيم «القاعدة»)؟ لقد وعد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالكشف عن تفاصيل الاتفاق قريباً. فهل القصف الأمريكي الذي استهدف «جبهة النصرة» في ضواحي حلب جزءٌ من الخطة؟ [إنّ صح ذلك] فهذا يعني أن واشنطن تساعد روسيا والجيش السوري على معاودة الحصار على حلب. من الممكن أيضاً أن يختار الرئيس باراك أوباما نهج الغموض المتعمد. ولعل انتظار مصير المعركة في حلب يبقى الخيار الأفضل أمام الرئيس الأمريكي.
 فابريس بالونش، هو أستاذ مشارك ومدير الأبحاث في "جامعة ليون 2"، وزميل زائر في معهد واشنطن.
========================
معهد واشنطن :العلاقات التركية- الروسية بعد إذابة الجليد بين أردوغان وبوتين
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/turkish-russian-ties-after-the-erdogan-putin-breakthrough
سونر چاغاپتاي
9 آب/أغسطس 2016
خلال لقائهما في موسكو في 9 آب/أغسطس، قرّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اتخاذ خطوات لتطبيع العلاقات بين البلدين. ويأتي هذا التحوّل المذهل بعد عدة أشهر من توتر علاقتهما بسبب إسقاط تركيا طائرة روسية خرقت المجال الجوي التركي. وفي أعقاب تلك الحادثة، فرضت روسيا عقوبات اقتصادية على تركيا، كما مارست عليها ضغوط في المجالات الإلكترونية والعسكرية والاستخباراتية. وتصاعد الصراع بينهما في سوريا حيث يعارض الطرفان بعضهما البعض في الحرب بالوكالة؛ فروسيا تزوّد الأسلحة لـ «حزب الاتحاد الديمقراطي» - «الجماعة» الكردية المرتبطة بـ «حزب العمال الكردستاني» في تركيا الّذي تخوض معه تركيا قتالاً في الوقت الحالي. وفي المقابل، زادت تركيا دعمها للمتمردين المعارضين للأسد الذين يقاتلون النظام في المناطق المحيطة بحلب.
إن التطورات الأخيرة، ومن بينها إدراك أنقرة المتزايد بأن حلفاءها الغربيين قد تخلوا عنها بعد الانقلاب الفاشل في 15 تموز/يوليو، فضلاً عن المحادثات المستمرة بين موسكو وواشنطن الهادفة إلى تنسيق الجهود في الحرب الأهلية في سوريا، قد استبعدت المبرر المنطقي للعداء بين تركيا وروسيا. وبالفعل، سيزداد تحسن العلاقات التركية -الروسية في هذه المرحلة، إلا إذا تدخلت واشنطن لمنع أردوغان من التودد إلى بوتين.
جذور ضعف أردوغان
سيؤدي الانقلاب الفال إلى تعقيد العلاقات التركية - الأمريكية. فالكثيرون في أنقرة يشاركون الرأي القائل بأن واشنطن تقف وراء محاولة الانقلاب لأن الداعية التركي فتح الله غولن يعيش في الولايات المتحدة. ويوافق العديد من الخبراء أن ضباطاً منحازين لغولن شكلوا الدعم الأساسي لمحاولة الانقلاب، على الرغم من أن تركيا لم تقدّم بعد دليلاً لواشنطن يظهر أن غولن نفسه أمر بالقيام بعملية الإطاحة. وفي غضون ذلك، بث كُتاب أعمدة بارزين في صحف تدعم «حزب العدالة والتنمية» الحاكم مزاعم عن الدور الأمريكي في المؤامرة. بالإضافة إلى ذلك، اتهم علناً عضو واحد على الأقل في مجلس الوزراء هو وزير العمل سليمان سويلو، الولايات المتحدة بمسؤولية الانقلاب.
إن مؤامرة الانقلاب هي على الأرجح الحدث السياسي الأكثر صدمةً في تركيا منذ سقوط الامبراطورية العثمانية. فقد تمّ استهداف أردوغان شخصياً ولكنّه نجى لأنّه هرب من الفندق الذي كان ينزل فيه قبل خمس عشرة دقيقة من وصول فرقة الاغتيال. وهزتّ التفجيرات في أنقرة - من بينها تلك التي استهدفت البرلمان - سكان المدينة وبالأحرى البلاد بأكملها. فلم تشهد العاصمة التركية هجوماً عسكرياً منذ أكثر من ستمائة عام عندما احتلتها جيوش تيمورلينك في عام 1402
وقد تزعزع استقرار اسطنبول بشدة  أيضاً عندما قام مخططو الانقلاب بتحليق طائرات "إف 16" فوق المدينة على ارتفاعات منخفضة وبسرعة فائقة، باختراقها حاجز الصوت بقوة ووفّرت الوهم بأنّ المدينة التي يعيش فيها 15 مليون شخص تتعرض للقصف.
وبالإضافة إلى ذلك، شملت هذه المؤامرة الحزبية توجيه ضربة أساسية أخرى وهي استخفافها بمفاهيم راسخة منذ زمن بعيد عن الجيش التركي الذي يخضع للتسلسل الهرمي للسلطة وتاريخه الملئ بالانقلابات البيضاء. ففي السابق كانت هناك عقيدة إيمانية أن الجيش لا يطلق النار على شعبه، إلا أن المخططين قاموا هذه المرة باطلاق النار على الناس مما أسفر عن مقتل أكثر من مائتي مواطن، فضلاً عن العديد من الانقلابيين الذين قُتلوا معهم. وبالتالي، فإن المزاج في البلاد غاضب وقلق وفي حالة مزرية.
وبصورة منفصلة، يفسّر الإدراك المتزايد لدور الولايات المتحدة في المؤامرة سبب شكوك بعض الناس في أنقرة، وللمرة الأولى في التاريخ الحديث، في عضوية تركيا في حلف الشمال الأطلسي ("الناتو") ومناقشتهم عما إذا يتوجب على البلاد الاتجاه نحو إقامة علاقة "صداقة" مع روسيا. ومن السهل على أردوغان، الذي لديه بالفعل بعض الدوافع للسياسات الخارجية الأوراسية، أن يحقق هذا التحوّل، وخاصة لأنّ سمعة الجيش التركي، الذي هو الصلة الأقوى بين حلف "الناتو" وأنقرة، قد تشوهت في أعقابمحاولة الانقلاب.
وإذا رفضت المحاكم الأمريكية  طلب أردوغان تسليم غولن، من المؤكد أنّه سيلقي اللوم على البيت الأبيض، مما سيعزز تحوّل تركيا الأخير نحو روسيا
لقد اتخذت أنقرة وموسكو خطوات لرأب الصدع في علاقاتهما حتّى قبل الانقلاب الفاشل. فبعد أن بعث أردوغان رسالة إلى موسكو في 27 حزيران/يونيو عبّر فيها عن أسفه [عن إسقاط الطائرة الروسية]، اتفق الرئيسان، أن يلتقيا في الأسبوع الأول من آب/أغسطس لمناقشة "التطبيع" بين بلديهما. وهنا يجدر بالذكر أن روسيا هي العدو التاريخي لتركيا، لذلك فإن عودتها كخصم في أواخر العام الماضي لم تقلق أردوغان فحسب بل مجمل المعنيين بالسياسة الخارجية في أنقرة. وهذا القلق، بالإضافة إلى إدراك أنقرة أن أي اتفاق روسي-أمريكي محتمل حول سوريا قد يترك تركيا في العراء، قد دفع بأردوغان إلى بعث رسالة اعتذار إلى روسيا في 27 حزيران/يونيو.
الأبعاد السورية والكردية لهذا التقارب
إذا كانت تركيا تريد التدخل ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» («داعش») في سوريا، ومنع تقدم الأكراد، وهزيمة «حزب العمال الكردستاني» في أراضيها، فقد تفعل كل ما هو ضروري لإرضاء موسكو، وربما حتى قطع دعمها لبعض الجماعات المتمردة المناهضة للأسد.  
ويَعْلم أردوغان أنه من أجل هزيمة «حزب العمال الكردستاني» يجب أن يفصل بين روسيا والأكراد، مما يساعد على توضيح سعيه لتطبيع العلاقات مع بوتين. إن فك الارتباط بين روسيا والأكراد لن يسمح لأردوغان بهزيمة «حزب العمال الكردستاني» في تركيا فحسب بل سيقوّض أيضاً  المكاسب الكردية في سوريا، حيث يعمل «حزب الاتحاد الديمقراطي» وميليشيته «وحدات حماية الشعب» مع كل من واشنطن وموسكو لكسب الأراضي. فعلى مدى العامين الماضيين، وحّد «حزب الاتحاد الديمقراطي» مقاطعتي كوباني والجزيرة في شمال شرق سوريا في إقليم واحدٍ يعرّف باسم "روج آفا" أو كردستان السورية. وهدف «الجماعة» هو تحقيق حكم ذاتي للأكراد في "روج آفا".
ومن شأن التدخل في معقل تنظيم «الدولة الإسلامية» قرب منبج في شمال سوريا أن يعزز مصالح تركيا في تعطيل خطط «حزب العمال الكردستاني» و «حزب الاتحاد الديمقراطي». وفي حين تعتبر أنقرة أن تنظيم «الدولة الإسلامية» يشكل تهديداً، فإنها تستمر في الحفاظ على نفس النظرة تجاه «حزب العمال الكردستاني» أو حتى تعتبره أخطر من تنظيم «داعش». ولطالما قال مسؤولون من «حزب الاتحاد الديمقراطي» أن إغلاق منطقة جيب منبج من شأنه أن يساعدهم في توحيد مقاطعات كوباني والجزيرة وعفرين. بيد أن السيطرة على الجزء الغربي لممر أعزاز- جرابلس الذي يحد منطقة جيب منبج تمكّن تركيا من منع أي خطط كردية كهذه.
لقد أقرّ الكرملين بذوبان الجليد في العلاقات مع أنقرة عندما رفعت شركة الطيران الروسية "ايروفلوت" في 29 حزيران/يونيو حظرها المفروض على الرحلات إلى تركيا، وكان ذلك بمثابة إشارة على استعداد موسكو لرفع العقوبات. وفي التاسع من آب/أغسطس عرض بوتين رفع العقوبات الباقية. وبعد اللقاء الذي جرى في ذلك اليوم، من المحتمل أن يعرض بوتين على أردوغان حوافز مالية لزيادة السياحة والتجارة وصفقات البناء وخطوط الأنابيب، الأمر الذي سيساعد الرئيس التركي على تعزيز قاعدة قوته الاقتصادية في بلاده. وقد قام أردوغان بالفعل برد الجميل، ربما تحسباً لخطوة بوتين التالية، عندما أعرب خلال اللقاء دعمه لخط أنابيب مشترك بين روسيا وتركيا، "تركيش ستريم"، الذي كان قد تأجل بناؤه بعد حادث الطائرة. وسيكون إنعاش هذا المشروع الذي سيسمح لروسيا بتصدير الغاز بتجاوزها أوكرانيا عاملاً أساسياً  في تجديد العلاقات التركية- الروسية.
الأسباب التي دعت بوتين لتحقيق هذا التقارب
من ناحية الكرملين، كان لسياسة روسيا نحو تركيا منذ انتهاء الحرب الباردة مبدءً توجيهياً واحداً وهو عدم إبعاد تركيا كلياً. وسعت الاستراتيجية الروسية وخاصة مع وصول بوتين إلى السلطة إلى إبقاء تركيا قريبة من موسكو وبعيدة عن حلف شمال الاطلسي. ويعلم بوتين أن إبعاد تركيا بصورة أكثر في هذه المرحلة سيدفعها بصورة أكبر نحو الاقتراب من "الناتو".
ويعرف بوتين أيضاً أنّ العقوبات المستمرة ضد أنقرة تعاقب في الواقع روسيا أكثر من تركيا. فالكثير من العملاء يرغبون بالسلع التركية الرخيصة ولكن ذات الجودة العالية. والروس كونهم يعانون من العقوبات الأوروبية والأمريكية ومن انهيار أسعار النفط، يحتاجون في النهاية إلى الحصول على الصفقات المتاحة في الأسواق التركية.
الاحتمالات لواشنطن
بالنسبة إلى الولايات المتحدة، لن يكون واضحاً لبعض الوقت إلى أي حد ستتغير العلاقات التركية- الروسية نتيجة التطورات الأخيرة التي من بينها اللقاء الذي جرى في التاسع من آب/أغسطس. على سبيل المثال، قد تقرر روسيا أنها تحتاج إلى مساعدة «وحدات حماية الشعب» لإبقاء غرب حلب في يد النظام السوري، لذلك قد تتحرك ببطء أكثر مما تتوقعه تركيا في التخلي عن «وحدات حماية الشعب»/«حزب الاتحاد الديمقراطي». وبالمثل، قد يواجه أردوغان ضغطاً داخلياً للتخلي عن المتمردين المناهضين للنظام السوري الذين يقاتلون للحفاظ على شرق حلب. ومهما كانت النتيجة على المدى الطويل، سيعمل بوتين، خلال الأيام المقبلة، على إغراء تركيا بمبادرات مثل رفع العقوبات. بالإضافة إلى ذلك، يستطيع بوتين مساعدة تركيا بنفوذه السياسي في جمهوريات آسيا الوسطى، حيث تتواجد شبكات غولن الأقدم والأقوى خارج تركيا، من خلال تضييق الخناق على المؤسسات التابعة لغولن، وهي رغبة أردوغان الأساسية من جميع نظرائه. ومثل هذه المبادرات، فضلاً عن إمكانية فشل واشنطن في إقناع أنقرة أن طلبها في تسليم غولن يقتضي مراجعة دقيقة، يمكن أن تدفع أردوغان بشكلٍ أكبر نحو روسيا.
سونر چاغاپتاي هو زميل "باير فاميلي" ومدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن. تتبعه على موقع "تويتر" @ SonerCagaptay.
========================
واشنطن بوست :ما لا يستطيع الغرب فهمه عن تركيا وأردوغان
http://altagreer.com/ما-لا-يستطيع-الغرب-فهمه-عن-تركيا-وأردوغ/
واشنطن بوست – التقرير
لقد مر شهر تقريبًا على صمود الرئيس التركي المنتخب أمام انقلاب كبير ودموي قامت به مجموعة متمردة بالجيش، وخلال الأسابيع التالية، تزعم الرئيس رجب طيب أردوغان حملة تطهير غير مسبوقة لمؤسسات الدولة والمجتمع المدني، حيث قام باعتقال وسجن الآلاف وفصل عشرات الآلاف من وظائفهم.
بالنسبة لحاكم يوصف بأنه السلطان العثماني الجديد، يرى أردوغان حوله شبكة بيزنطية من المؤامرات والتهديدات، تريد السلطات التركية من الولايات المتحدة تسليم فتح الله غولن، الإمام التركي السبعيني الذي عاش في الولايات المتحدة منذ عام ١٩٩٩، ويُقال إنه يقود حركة غامضة بعض أعضائها متورطون في الانقلاب الفاشل.
لكن الانقلاب والحملة التي تبعته لا يزال يكتتفهما الشك؛ فلا يزال دور غولن في كل هذا قيد النقاش والتحقيق، والعواقب الدائمة والكئيبة للاعتقالات الجماعية والعقوبات الشاملة للمشتبه بهم من جماعة غولن غير معروفة حتى الآن
ولكن، كما كتبت الأسبوع الماضي عندما كنت في إسطنبول، من المهم أن نحاول أن نفهم الإحباط الملموس بين العديد من الأتراك من أفعال الغرب وخطابه عن تركيا
 
فقد أصيب كثيرون ممن تحدثت معهم بخيبة أمل بسبب ما قالوا إنه استجابة صامتة من طرف حلفاء تركيا في الغرب خلال الساعات الأولى لبدء الانقلاب، وقد عبروا عن غضبهم تجاه استمرار إقامة غولن بالولايات المتحدة، وهو الرجل الذي يشبه أسامة بن لادن بالنسبة للمسؤولين الأتراك وفي الإعلام التركي، وقد اعتقدوا، وربما كان هذا مبررًا، أنه إذا نجحت خطة الانقلاب، فإن الكثير من الحكومات الغربية كانت ستقبل بالوضع الجديد – بغض النظر عن الاعتداء الصادم والعنيف على الديموقراطية التركية.
وقد لخص يوسف موفتو أوغلو، الذي كان مستشارًا للرئيس السابق عبدالله غول هذه الاتجاهات قائلاً: “اليوم، وكنتيجة لعدم مبالاة الغرب بالانقلاب وبالفاعلين وإيلاء الكثير من الاهتمام لأمور أخرى، أصبح كثير من الأتراك، ومن بينهم المعلقين الذين لا علاقة لهم بنظريات المؤامرة، بعتقدون أن الناس في الغرب كان سيسعدهم نجاح الانقلاب، ويناضل الأتراك من أجل إقناع نظرائهم في العالم بأمور واضحة تمامًا بالنسبة لهم في الداخل
 
جذور جنون العظمة لدى أردوغان
جزء كبير من حالة عدم الانسجام نابع من كراهية الغرب لأردوغان؛ فالرئيس التركي يوصف من قبل منتقديه بأنه طاغية مستقبلي، وأنه دموي استخدم الأغلبية التي حصل عليها لتعزيز وضعه وسلطته ولإخضاع المعارضة وتخويف المعارضين وإعادة تشكيل الجمهورية التركية كما يريد.
هذه النظرة لأردوغان ليست غير دقيقة، ولكنها أيضًا تشوش على القوى الفاعلة الأخرى.
لقد فاز أردوغان وحزبه العدالة والتنمية، وهو حزب ينتمي إلى اليمين الوسطي، بشكل مستمر بانتخابات حرة وعادلة خلال الخمسة عشر عامًا الماضية، وقد كان قدومه إيذانًا بحكم مستقر ديموقراطي مدني، كما كان، حتى استئناف العداوات مع الانفصاليين في السنوات الأخيرة، متنفسًا للأقلية الكردية التي عانت من الاضطهاد لفترات طويلة.
ولهذه الأسباب، يرى أردوغان وحلفاؤه أنفسهم أنهم الديموقراطيون والتعدديون الحقيقيون في البلاد، وأنهم قد خالفوا العلمانية الخانقة شبه السلطوية التي منعت النساء من ارتداء الحجاب في الجامعات العامة، ومنعت الأكراد من الكتابة والتحدث بلغتهم وشهدت هيمنة المؤسسة العسكرية على المؤسسات الديموقراطية.
وقد اعتبر أدروغان نفسه وريثًا لعدنان منداريس، رئيس الوزراء الذي تمت الإطاحة به في انقلاب عام ١٩٦٠، ثم تمت محاكمته وإعدامه من قبل المؤسسة العسكرية، ومثل أردوغان، تزعم مندرايس دعم الطبقات الفقيرة والمتدينة العاملة.
وبالرغم من أن موقفه يبدو منيعًا من الخارج – وبالتأكيد يبدو أن أردوغان يقوم بتوسيع سلطاته – إلا أنه قلق من ملاقاة نفس المصير.
لقد شهدت تركيا العديد من الانقلابات العسكرية والمحاولات الانقلابية على مدار نصف قرن، وخلال حملته الانتخابية وتصريحاته العلنية، حذر أردوغان من القوى المعادية للديموقراطية التي تعمل ضد حكمه – مؤامرات “الدولة العميقة” – بالإضافة إلى المؤامرات الخارجية، وقد أصبح المراقبون الخارجيون أكثر تعودًا على إثارة الذعر، ويرون أنه أحد الجوانب السيئة في خطابات الزعيم التركي.
ولكن كما أثبتت أحداث الشهر الماضي، كان هناك مبررات لمخاوف أردوغان؛ فلا تزال الديموقراطية تجربة، ولا تزال هشة ومعرضة لخطر انتكاسة خطيرة.
وقد كتب ثاناسيس كامبينيس، زميل مؤسسة سيتشري قائلاً: “في منطقة بالكاد توجد بها تجربة ديموقراطية أو حكم قابل للمحاسبة، لا تزال تركيا تتعثر في عملية فوضوية ومزعزعة للاستقرار للتحول من ديكتاتورية عسكرية فقيرة إلى ديموقراطية حديثة نامية”.
ربما يبدو أردوغان ديموقراطي مثير للجدل للكثيرين في الغرب، لكن كثير من الأتراك يفضلون ديكتاتوريته على الانقلاب العسكري، وقد تم إعادة بث مشهد الاحتجاجات الواسعة المدافعة عن الديموقراطية مرارًا وتكرارًا على التليفزيون التركي لسبب وجيه.
الأمر لا يتعلق فقد بالإسلاميية والعلمانيين
هناك افتراض آخر عن التداعيات السياسية في تركيا، وهو أننا نشهد منافسة بين إسلامية أردوغان وحزبه الحاكم والرؤية العلمانية للمؤسسة القديمة الراسخة في الجيش والمدن الساحلية الكبرى، هذا الانقسام موجود، لكنه ليس الفكرة الرئيسية فيما يحدث.
حتى وإن اخترنا استبعاد غولن من التورط المباشر في التخطيط للانقلاب، فإنه ليس سرًا أن أردوغان والعدالة والتنمية كانوا في حرب مفتوحة ضد أعضاء حركة غولن العاملين بالحكومة – بسلطتها القضائية وأجهزة الشرطة والجيش – منذ عام ٢٠١٣، وقبل هذا الوقت، كما فصلنا في السابق، كان المعسكران الإسلاميان يعملان جنبًا إلى جنب لتهميش العناصر العلمانية الأخرى في الدولة.
فتم اعتقال المئات من ضباط الجيش والمسؤولين الآخرين وقدموا للمحاكمة على يد أعضاء نيابة تابعين لحركة غولن، وقد ثبت لاحقًا أن التهم كانت ملفقة، وقد نتج عن هذه القضايا استهجان معظم الأتراك لغولن وأنصاره، الذين لا تتطابق صورتهم الطيبة بالخارج مع عملياتهم السرية في الداخل.
وقال راجيب سويلو، الصحفي بجريدة الصباح اليومية المناصرة للحكومة، “من المهم فهم أن غولن قد صنع أعداء له في جميع الأروقة السياسية”.
وقد جذبت المظاهرات الحاشدة التي انطلقت في جميع أنحاء البلاد “لحماية الديموقراطية” بعد انقلاب ١٥ يوليو أعدادًا هائلة من أنصار أردوغان، لكنها جذبت أيضًا العديد من الأتراك المنتمين إلى اتجاهات سياسية أخرى، وكان من بين هؤلاء أتراك علمانيين إضافة إلى القوميين المتعصبين وبعض الليبراليين.
وقد وصف مصطفى أقيول، الكاتب بموقع المونيتور نسبة المشاركة الكبيرة في المظاهرات الحاشد في إسطنبول الأحد، قائلاً: “ربما شكل أنصار أردوغان الجزء الأكبر؛ كانت هناك نساء غير محجبات بالإضافة إلى المحجبات، وقد انضم إلى الإسلاميين مغنيو البوب وعارضو الأزياء والممثلون والممثلات، وحتى الحاخام الأكبر في تركيا، كما كان الإعلام العلماني أيضًا داعمًا جدًا تمامًا كالإعلام الإسلامي، كما خرجت صحيفة سوزجو اليومية، وهي صحيفة علمانية شديدة العداء لأردوغان، بعنوان رئيسي كبير يؤيد المظاهرات، حيث كتبت “أمة واحدة، علم واحد”.
والواقع في تركيا هو أنه ليس كل العلمانيين ليبراليين وليس كل الليبراليين علمانيين، كما أن أردوغان ليس مستعدًا لإقامة تحالفات مع أشخاص أقل إخلاصًا لفكرته منه.
ويبدو أن الخاسرين في عملية التطهير المستمرة – بعيدًا عن حركة غولن ومن شملتهم الاعتقالات واسعة النطاق – هم القوميون المتطرفون الأكراد، فقد تم استبعاد حزب الشعب الديموقراطي من مشهد الوحدة الوطنية.تركيا لا تزال بحاجة إلى أوروبا والغرب
وقد وصفت مباحثات أردوغان مع فلاديمير بوتين بأنها أول زيارة خارجية للرئيس التركي بعد المحاولة الانقلابية وتوبيخ غاضب للغرب، ولكن هذه قد تكون مبالغة.
بالرغم من أن المسؤولين الأتراك ليسوا مسرورين من عدم تأييد الحكومات الغربية لهم بعد ١٥ يوليو، إلا أن اجتماع روسيا كان مخطط له قبل المحاولة الانقلابية افاشلة وهو جزء من التقارب البطئ بين خصمين سياسيين وجغرافيين في صراعات الشرق الأوسط.
ولكن قبل الصخب الخطابي التركي، لا تزال تركيا في ظل حكم أردوغان تحتاج إلى علاقة صحية مع الولايات المتحدة وأوروبا – فالاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري لتركيا، ويقول مسؤلون غربيون أن لقاءاتهم مع نظرائهم الأتراك كانت ودودة ومثمرة وأن تركيا، ثاني أكبر جيش في حلف الناتو، لا تزال صديقًا وحليفًا قويًا.
وقال سليم سازاك، المحلل التركي، في لقاء له مع الواشنطن بوست في إسطنبول: “فكروا في تركيا كشخص بخيل على مائدة عشاء العائلة”.
لكن المشكلة هي أن اللامبالاة والشكوك المتزايدة بالخارج قد تشعل نيران القومية المتطرفة في تركيا
وكتب أقيول قائلاً: “لهذا سبب تحتاج تركيا إلى أصدقاء عقلانيين في هذه المرحلة الحرجة – أصدقاء يفهمون خطورة التهديد الذي تواجهه البلاد – ولكنه أيضًا يحث على احترام حكم القانون”، “الحكومات والمؤسسات والإعلام في الغرب يمكنهم لعب دور محوري، ولكن إذا بدأوا في فهم ما يحدث بالفعل”.
========================
ستراتفور: ماذا تعني المصالحة التركية – الروسية للشرق الأوسط
http://idraksy.net/what-the-restored-turkey-russia-relationship-means-for-the-middle-east/
ربما لا يمكن لشيء أن يجسد العلاقة الدافئة بين روسيا وتركيا أفضل من الغداء الذي جمع كلاً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بعد أن رسما لوحات من المصافحة وتبادل التحايا – لكن الضربات المشتركة التي تستهدف داعش بدأت تقترب. فيوم أمس الخميس بدأت كل من تركيا وروسيا اجتماعات في سان بطرسبورغ وركزت بشكل خاص على كيفية معالجة الصراع السوري في إطار “آلية ثلاثية” تتضمن دمشق وإيران أيضاً في محاولة للوصول إلى حل عملي، ومن المتوقع ان يلتقي وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف نظيره التركي والرئيس أردوغان في 12 أغسطس الجاري خلال زيارته لأنقرة، وبدأت الشائعات بالانتشار عن أن الحوار بين روسيا وإيران وتركيا سيتوسع قريباً ليشمل سوريا بشكل مباشر.
ترى دمشق ومن خلفها حلفاءها إمكانية ضرب الصفقة التركية في الحرب الأهلية السوري كفرصة ذهبية، فتركيا تلعب دوراً محورياً في تسليح المتمردين الذين يحاربون حكومة الأسد. ومن دون الدعم التركي، فالمتمردين – الذين خسروا مؤخراً أراضٍ في الجنوب وحولوا تركيزهم باتجاه الشمال ومدن حلب- سيكونون بلا شك أضعف بكثير في مواجهة هجمات الموالين للنظام السوري والمدعومين من إيران وروسيا. وكجزء من الاتفاق مع الحكومة السورية، يمكن لتركيا أن تتوقف عن مساعدة المتمردين، ويمكنها أيضاً أن تستخدم موقعها الحساس لإيقاف تدفق المساعدات للمتمردين عبر الداعمين الآخرين كقطر والسعودية. وفي الواقع، إذا تمكنت دمشق من إقناع الحكومة التركية بتغيير سياستها بشأن سوريا، فإن هذا يمثل بالنسبة لها ضماناً للفوز. وعلى أي حال، يبقى هذا النوع من الاتفاق والتوجه مستبعداً جداً من الطرف التركي.
وحتى لو لم توافق تركيا على التخلي عن دعم المتمردين السوريين، فإنها قد تتعامل مع إيران وروسيا بشأن الأهداف المشتركة، بما في ذلك تلك الأهداف التي تضم قواعد لداعش والأكراد المتمردين. ونظراً لأن القوات الدولية والمحلية تعمل ضد الحكومة التركية في الوقت الراهن، فمن المنطقي بالنسبة لتركيا وضع خلافاتها مع روسيا وإيران جانباً بشأن بعض جوانب الصراع السوري وذلك للتعاون فيما لديهم من مصالح مشتركة. فعلى سبيل المثال، تملك تركيا مثل روسيا علاقات اقتصادية كبيرة مع إيران. وكان وزير التجارة التركي قد صرح في 10 أغسطس الجاري أنه ومنذ رفع العقوبات عن إيران في يناير الماضي حصل زيادة بنسبة تصل إلى 30%  في التبادل التجاري بين البلدين، وكلا الطرفين يرغبان في تعزيز هذه العلاقات.
على الرغم من أن تركيا لن تتخلى تماماً عن المتمردين وأجندتها في توسيع النفوذ السني في سوريا، إلا أن قد تغير من استراتيجيتها في البلاد لاسترضاء كل من إيران وروسيا. فأردوغان ما عليه سوى النظر إلى بوتين من أجل الإرشاد: فروسيا صورت نفسها على أنها الممثل العملي في المفاوضات مع الولايات المتحدة حتى في الوقت الذي كانت تستهدف فيه قوات المتمردين المدعومة من الولايات المتحدة في سوريا. وبالمثل يمكن للأتراك أن يعملوا على الوصول إلى مساومات مع الروس والإيرانيين دون وقف دعم المتمردين. في الواقع، إذا ساعدت تلك الصفقات تركيا في اكتساب القدرة في ساحة المعركة السورية، فإن أنقرة ستنشر قواتها الجوية في شمال سوريا ضد داعش ووحدات حماية الشعب الكردي.
ويبدو أن تركيا على الأغلب في طريقها لتقديم تنازلات لكل من إيران وروسيا بشأن سوريا، فقد قال وزير الخارجية التركية “مولوت جاويش أوغلو” أنه لا يمكن أن يكون حل في سوريا بدون الدعم الروسي وأن المفاوضات بشأن سوريا يجب أن تبدأ وفق أرضية مشتركة. وعلاوة على ذلك، اشارت تركيا إلى استعدادها لإعادة النظر في معارضتها للضربات الروسية في سوريا، إذا اقتصرت على المتمردين الأكثر تطرفاً فقط. وإغلاق تركيا الأخير لمعبر باب الهوى حتى وإن جاء مؤقتاً يمكن أن يأتي ضمن التنازلات التركية المقدمة لروسيا. وبطبيعة الحال فإذا ما تم التوصل إلى اتفاق ما فستكون داعش هي الهدف المشترك، وعليه فستصبح رؤى كل سلطة واضحة في سوريا لهزيمة هذا العدو المشترك.
وخلال أي مفاوضات، فإن جميع الأطراف المعنية ستسعى لتعزيز مصالحها الخاصة. وخلال المصالحة مع روسيا، سعت تركيا إلى مسح العقبات في شمال سوريا التي تمنعها من استهداف داعش والميليشيات الكردية عدا عن تعزيز اقتصادها. ومن خلال اقتراحها شن ضربات مشتركة مع روسيا ضد داعش، فإن تركيا تريد تقليل خطر الانتقام الروسي منها للتدخل في سوريا، لكن روسيا تواجه الأطراف بإصرارها على الحفاظ على رقابة مشددة في ساحة المعركة السورية. ويمكن أيضاً لروسيا وإيران أن تستفيدا من التحالف مع تركيا – حليف الولايات المتحدة والعضو في الناتو- لجعل الولايات المتحدة تبدو وكأنها الناشز غير المنطقي الوحيد في سوريا. وعليه، يبدو أن مصالح روسيا هنا تتعارض مع بعضها البعض، لكن روسيا ستستجيب لاقتراحات تركيا وستساعد في تحديد مسار الصراع السوري.
التحكيم الإيراني
وبنفس القدر من الأهمية يبرز ما يشاع عن الاجتماعات المقررة بين الحكومتين التركية والسورية والتي من المقرر أن تجري بوساطة إيران. فعلى الرغم من الجزم بعدم اتجاه تركيا لدعم الأسد بأي حال من الأحوال، إلا أنها قد تقرر الحديث مباشرة مع الأسد أو دعم حكومة انتقالية يكون الأسد جزء مها. وبالنسبة لإيران، فإن دعم الأسد مسألة هامة جداً لاستراتيجيتها الإقليمية، وتكمن مصلحة إيران في الحفاظ على هذه العلاقة. والشيء الوحيد الذي من المنتظر أن تتوافق تركيا وسوريا عليه هو معارضة “وحدات حماية الشعب الكردية”.
لعله يبدو مع استعداد تركيا للتفاوض أن كل شيء ممكن الحدوث، لكن تركيا يجب أن تحذر من أن الطرق الدبلوماسية مع إيران وورسيا قد ترتد بنتائج عكسية، ففي حال لو أصبحت تركيا صديقاً مقرباً مع أي من هاتين الدولتين، فإن هذا يعني أن علاقتها مع وكلاء المتمردين السوريين سوف تنهار، وفي الواقع، فإن بعض الجماعات المتمردة تنأى بنفسها فعلياً عن أنقرة. ولعل الضرر الأكثر احتمالاً هو ما سيصيب علاقة تركيا بأمريكا وحلفائها في حلف شمال الأطلسي وهي العلاقة المتوترة أصلاً.
وبشكل عام، تعد عضوية تركيا مسألة حاسمة لكل من حلف شمال الأطلسي وتركيا نفسها، وعليه فستكون تركيا حذرة في كيفية تطوير علاقتها الجديدة مع كل من روسيا وإيران، وهما خصوم منظمة حلف شمال الأطلسي الأبرز.
 
وفي نهاية المطاف، فإن تركيا لا تتحدى الولايات المتحدة بشكل صريح عبر تحسين علاقاتها والتحالف مع من تنظر إليهم واشنطن على أنهم معارضين لها، فالولايات المتحدة نفسها تفكر في توسيع نطاق تعاونها مع روسيا. وفي حالة نزاع وعقد ومستعصي كما هو الحال في سوريا، فإن الكثير من البلدان تظهر خياراتها المتاحة أمامها كتنازلات تكتيكية حتى لو ظهرت معارضة لمصالحها الاستراتيجية بشكل جذري
.========================
ستراتفور: روسيا تبقي أصدقائها قريبين وتبقي تركيا أقرب
http://idraksy.net/russia-keeps-its-friends-close-and-turkey-closer/
يذكرنا هنري كيسنجر بأن الدول والعلاقات الناظمة بينها لا تملك أصدقاء دائمون أو أعداء دائمون وإنما توجد فقط مصالح دائمة. ترددت أصداء هذا الدرس في سانت بطرسبرغ، حيث قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمقابلة صديقه “العزيز” فلاديمير بوتين تحت مظلة “عفا الله عما سلف” في عرض ساخر ومفرط إلى حد ما كمصالحة الدبلوماسية.
وخلال سبعة أشهر فقط، تحولت تركيا وروسيا من كونهما الأعداء رقم 1 إلى خانة الأصدقاء القدامى. ويبدو أن أردوغان وبوتين ينوون علاج ما عرض بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية في نوفمبر 2015 على اعتبار أنها كانت وضعاً شاذاً في العلاقة بين البلدين. وكما قال بوتين:” اولويتنا تتمثل في إرجاع علاقاتنا إلى مستوى ما قبل أزمة الطائرة”. ووفق هذا الأساس يسعى الطرفان إلى تجاوز هذه الحلقة القبيحة وإعادة كل شيء إلى طبيعته السابقة.
وان لم تكن بهذه السهولة، لكانت روسيا وتركيا الآن بالفعل تخوضان مساراً تصادمياً عنيفاً لا مفر منه على إثر اسقاط الطائرة الروسية. روسيا من جهتها ظلت لسنوات تعمل للحفاظ على نفوذها ضد الزحف الغربي، وأظهرت من خلال حملاتها في جورجيا عام 2008 وأوكرانيا عام 2014 بأنها مستعدة لاستخدام القوة عند الضرورة للحفاظ على جيرانها وحماية خلجانها من الخصوم. لكن تلك الإجراءات الروسية لم تزد الموقف الأمريكي إلى تصلباً للدفاع عن حلفائها في محيط روسيا، وبالتالي تعميق المواجهة بين واشنطن وموسكو. ولدفع واشنطن للنظر إلى مطالب موسكو بشكل جدي، وجدت روسيا نفسها مضطرة لكي تصبح مفسدة ووسيطاً في آن معاً في صراع طويل يحظى بانتباه الولايات المتحدة. أولاً اتجهت روسيا نحو إيران، وبمجرد نجاح المفاوضات مع إيران وتوصل الولايات المتحدة لاتفاق مع إيران، تحولت روسيا بتركيزها نحو سوريا.
في الوقت نفسه، انتشرت ظاهرة فراغ السلطة عبر الشرق الاوسط، وسحب هذا التطور تركيا تدريجياً للعمل خارج حدودها. ومع استمرار الحرب الأهلية السورية، تشعر تركيا بالقلق وعدم الاستقرار وانتشار النزعة الانفصالية الكردية عدا عن الإغراءات التي برزت لتركيا في فرص إعادة تشكيل بلاد الشام تحت السيطرة السنية والوصاية التركية. وتماماً كما قررت روسيا أن تتعمق في مشاركتها في سوريا، امتلكت تركيا خططاً للتدخل والتعامل مع تهديد الدولة الكردية وداعش المتنامي.
تركيا وروسيا، تشاركا كثيراً طرق الانطلاق، فهما تملكان مجالات متداخلة من النفوذ في منطقة البحر الأسود وأجزاء من الشرق الأوسط والقوقاز وآسيا الوسطى. لكن في هذا المفترق الجيوسياسي على وجه التحديد، كان الشرق الأوسط الذي اصطدمت فيه كل من تركيا وروسيا. وبقدر ما استفادت الولايات المتحدة من الخلاف التركي – الروسي، خاصة أن تركيا في هذه الحالة ستثبت التزاماً أكبر تجاه الناتو، إلا أن البيت الأبيض رأى أن تسهيل التقارب بين موسكو وأنقرة هو الخيار الأفضل له خاصة إذا ما كان يعني تقليل خطر اصطدام قادم بين الطرفين في سوريا بحيث تجد الولايات المتحدة نفسها مضطرة للتدخل – بحكم التزامها بحلف الناتو مع تركيا.
يستخدم بوتين وأردوغان مجموعة من الوعود الاقتصادية ليظهرا للعالم أن العلاقات التركية – الروسية تستعيد عافيتها وأن كل شيء على ما يرام، لكن فعلياً من ناحية الدينامية الجيوسياسية لم يتغير شيء وهنا تكمن مكامن الخلاف الأساسي بين البلدين. ولعل هذا هو السبب الذي دفع أردوغان وبوتين إلى عقد مؤتمر صحفي بمجرد مناقشة رفع الحظر على التجارة واستعادة الحركة السياحية واستئناف التعاون في مجال الطاقة، وقبل الدخول في الموضوع الشائك “سوريا”. فالتعاون الاقتصادي هو الجزء السهل الذي يستفيد منه كلا الطرفين عبر التعامل سوياً، فتركيا لا يمكنها العيش دون الغاز الطبيعي الروسي، وروسيا في حاجة ماسة إلى طريق إمدادات بديل مع أوروبا عوضاً عن أوكرانيا حيث تواجه إشكاليات معقدة. وحتى وإن كان هناك تعليق لبعض عمليات الخصومات وأنظمة التسعير وبعض المشاريع الكبيرة، إلا أن هناك تكلفة قليلة على أردوغان وتركيا أن يدفعها لدفع هذا التعاون الاقتصادي إلى أعلى مستوى.
على أي حال، تبقى سوريا أحد المجالات التي لا يمكن لتركيا وروسيا تجنبه وهما هناك على طرفي نقيض. فالمعركة الجارية في حلب هي مثال حي على ذلك، فبوتين وأردوغان يمكنها مناقشة رغبتهما في التوصل إلى تسوية سلمية في سوريا، لكن الطرفين الرئيسيين في المفاوضات – الثوار السنة المدعومين من تركيا وقوات الحكومة السورية التي يقودها العلويون وتحظى بدعم روسي – لا يزالان في صراع على المدينة وكل قطعة أرض تملك أهمية استراتيجية هناك. ولن يأتي أي منهما بجدية إلى طاولة المفاوضات طالما لم يتمكنوا من فرض سيطرتهم على حلب بشكل حازم. وبنظرة إلى تطورات القتال التي تخللها الشهر الماضي في حلب – حصار الموالين، وهجمة المتمردين المضادة- فنحن بعيدين تماماً عن نقطة يمكن القول حينها أن أحد الطرفين قام بالسيطرة على المدينة.
روسيا ستواصل استخدام الأزمة السورية ضد تركيا حتى في ظل تعاون أردوغان وبوتين، فروسيا تريد التأكد من أن تركيا تظهر بوجه واضح امام روسيا قدر المستطاع – هذا أمر أساسي لاتخاذ أي قرار عبر حلف شمال الأطلسي لبناء قوات في البحر الأسود، وأيضاً تركيا لاعب كبير في القوقاز حيث تسعى روسيا لتعميق نفوذها من خلال النزاع في ناغورنو – كاراباخ. ومع تركز أولويات تركيا في سوريا، يمكن لموسكو إبقاء تركيا على الحافة من خلال الاستمرار في دعم الانفصاليين الاكراد وتعقيد التطلعات التركية في سوريا عبر الحفاظ على الوجود الروسي في ساحة المعركة. وفي أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، يمكن لبوتين، المتمرس في شؤون الأمن الداخلي، أن يحمل فوائد تبادل المعلومات الاستخباراتية ونقل التقنيات التي تفيد في محو آثار الانقلاب وهو ما يمكن أن يأتي في إطار الحفاظ على أنقرة بالقرب من موسكو.
يتشارك بوتين وأردوغان في الطموحات الجيوسياسية الكبرى، وهما لا يملكان مجالاً لتكوين صداقات، بل إنهما ملتزمان بالسعي لتحقيق مصالحهما الوطنية. وبكل تأكيد، سيكون هناك المزيد من النقاط المقبلة التي تتضارب عندها المصالح القومية التركية والروسية.
=======================
فورين أفيرز: لماذا ينضم الأكراد لتنظيم الدولة؟
http://arabi21.com/story/934101/فورين-أفيرز-لماذا-ينضم-الأكراد-لتنظيم-الدولة
لندن- عربي21- باسل درويش# الخميس، 11 أغسطس 2016 08:46 م 0475
فورين أفيرز: لماذا ينضم الأكراد لتنظيم الدولة؟
فورين أفيرز: ظاهرة الأكراد الذين انضموا إلى التنظيم تظل قليلة- أرشيفية
لماذا ينضم الأكراد إلى تنظيم الدولة؟ سؤال طرحه كل من مدير المركز الدولي لدراسة التشدد والعنف السياسي والمحاضر في كينغز كوليج في جامعة لندن ألكسندر مليغرو- هيتشينز، والباحث في مدرسة لندن للاقتصاد والزميل في المركز الدولي لدراسات التشدد رانج علاء الدين، في تقرير نشر على موقع الدورية، التي يصدرها مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي "فورين أفيرز".
وتنقل المجلة في بداية تقريرها عن مسؤول أمني كردي واثق من نفسه، قوله: "الجهادية موجودة هنا منذ عقود، وستتم هزيمة تنظيم الدولة مثل غيره"، ويعلق الكاتبان بأن الأكراد مطمئنون عندما يتعلق الأمر بتهديد تنظيم الدولة لحدود كردستان العراق، التي شكل التنظيم خطرا عليها قبل أن تبدأ البيشمركة والطيران الغربي بصد تقدمه، في آب/ أغسطس 2014.
البحث عن الأسباب
وقضى الباحثان أسبوعين في كردستان العراق من أجل الحصول على فهم لتنظيم الدولة والحرب الجارية ضده، واستندت الدراسة التي قدماها على لقاءات مع مسؤولين أمنيين أكراد، وقادة في البيشمركة، وسجناء أكراد انضموا للتنظيم، وقدمت دراستهما فهما مفصلا للأسباب التي تدفع الشخص لترك عائلته وأصدقائه لينضم إلى "الخلافة"، وأخبرهما قائد في البيشمركة أثناء جولة في بلدة تازة، الواقعة خارج مدينة كركوك، التي تمثل إحدى جبهات القتال ضد التنظيم، أن هذا الأخير لم يستطع منذ بداية الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة شن هجوم خطير، وبدا القائد مرتاحا، حيث قال إن كل ما يأتي من جانب التنظيم سواء قذائف هاون أو قنابل قليلة، هي "فقط لتذكيرنا أننا هناك" كما قال.
ويذكر التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، أن الجهاديين لجؤوا في بعض الأحيان لقصف المواقع الكردية بقنابل محملة بغاز الكلور والخردل، التي تؤدي إلى خسائر كبيرة، مشيرا إلى أن الهجمات رغم ما أدت إليه من فزع، فإنها تكشف عن حالة يأس يعاني منها التنظيم.
ويعلق الكاتبان قائلين إن هذا التنظيم لا يعد فقط جماعة تمرد إرهابية، تهدد حدود كردستان العراق، بل إنه يمثل مشكلة داخلية، حيث قامت حكومة إقليم كردستان وخدماتها الأمنية بملاحقة أكراد وعرب واعتقالهم، بالإضافة إلى مقاتلين أجانب؛ لمنع وقوع هجمات إرهابية، وتفكيك شبكات التجنيد والدعم للتنظيم.
تاريخ الجماعات الإسلامية
وتقول المجلة إنه "من الناحية التاريخية، لم تستطع الجماعات الجهادية تأكيد حضور لها في الثقافة الكردية، التي طبعت بطابع الوطنية العلمانية، والكفاح ضد الأنظمة العربية، ومع ذلك فإن لهذه الجماعات حضور تاريخي في المنطقة، وظهرت الجماعات الجهادية من تحت عباءة الجماعات الإسلامية المعتدلة، ومن بين هذه الجماعات الحركة الإسلامية الكردية، التي أنشئت في عام 1987، التي أنشأها عدد من المعارضين العراقيين، الذين كانوا يقاتلون حزب البعث بقيادة الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وحظي بعضهم بتدريب في أفغانستان أثناء الاجتياح السوفييتي لها، والتجأ الإسلاميون الأكراد من الناحية التقليدية إلى الشرق، أو ما صار يطلق عليها كردستان العراق، وكان لهم حضور قوي في بلدة حلبجة والقطاعات المتدينة المحافظة فيها، وضمن لها هذا الموقع قربا من الراعية إيران، التي خاضت حربا استمرت ثماني سنوات مع النظام العراقي، واستغلت الحركة الهجوم بالغازات الكيماوية على البلدة، الذي أدى إلى مقتل حوالي 5 آلاف من سكان البلدة عام 1988، واستخدمته لإعلان الجهاد ضد النظام العراقي".
وتضيف المجلة أن "الهجوم ترك أثره في زيادة ملامح التشدد بين السكان، واستمرت الحركة الإسلامية بتلقي الدعم المالي والمادي من أعداء نظام صدام، حيث انضم النظام السوري إلى إيران، الذي حاول تقويض نظام صدام حسين، والحكم الجديد في كردستان تحت قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، وكانت الحركة الإسلامية سعيدة بتنظيم عدد من الهجمات ضد الحزبين، ولا ينفي هذا اندلاع مناوشات بين الحركة الإسلامية والحزبين، إلا أن نشاط الجماعة غطت عليه الحرب الأهلية بين الحزبين الكرديين في الفترة ما بين 1994 إلى 1998، وانضمت الحركة الإسلامية الكردية في نهاية الحرب إلى حكومة إقليم كردستان، بشكل أغضب العناصر المتشددة فيها، وأدى بالتالي إلى ظهور أول جماعات سلفية جهادية في المنطقة".
أول جماعة متشددة
ويشير التقرير إلى أن جماعة جند الإسلام كانت أكبر هذه الجماعات، وقامت في نهاية التسعينيات من القرن الماضي بإنشاء معسكرات تدريب وتثقيف في منطقة حلبجة، والتحضير لثورة جهادية سلفية في العراق، وغيرت اسمها بحلول عام 2001 إلى حركة أنصار الإسلام، وبدأت تتلقى الدعم من تنظيم القاعدة، وفي هذه الفترة أثارت الجماعة انتباه أبي مصعب الزرقاوي، الذي أصبح في النهاية زعيما لتنظيم القاعدة في العراق، ورأى في شمال العراق ملجأ آمنا لتقوية حركته "جند الإسلام"، التي أنشأها في أفغانستان عام 2001 بعد الغزو الأمريكي للبلد، وبعد غزو العراق عام 2003، وبمساعدة من الزرقاوي، أصبحت أنصار الإسلام واحدة من الجماعات التي شنت حربا ضد الأحزاب الكردية والقوات الغربية، ونفذت في عام 2004 عملية انتحارية بسيارة مفخخة، وقتلت 109 أشخاص، منهم نائب رئيس وزراء الإقليم سامي عبد الرحمن.
الجذور بدأت من هنا
ويرى الكاتبان أن جذور تنظيم الدولة بدأت من هنا، حيث يرى المسؤولون أن هذا التنظيم ليس إلا تجسيدا جديدا لحركة أثبتت أكثر من مرة قدرة على إحياء نفسها وإعادة التنظيم، مشيرين إلى أن هذا يعني أن القوات الأمنية والعسكرية الكردية لديها خبرة ومؤهلة لمواجهة تهديد هذه الجماعات، وهذا يفسر الثقة التي عبر عنها المسؤولون الذين تحدث الباحثان معهم.
وتلفت المجلة إلى خسائر تنظيم الدولة، الذي فقد نسبة 40% من أراضيه في العراق، و20% من أراضيه في سوريا، وانسحب في الأشهر التي أعقبت هجماته على باريس من سبع مدن وبلدات كبيرة، وبحسب مسؤولين عسكريين في كردستان، فقد قتلت قوات التحالف عددا كبيرا من قيادات التنظيم، خاصة أن التحالف يحظى بالسيطرة على الجو، وله قوات في الميدان تعمل مع البيشمركة الكردية.
ويجد التقرير أنه لهذا السبب لم يكن التنظيم قادرا منذ منتصف أيار/ مايو  2015، على شن هجوم ضد مناطق الأكراد، مستدركا بأنه مع ذلك فإنه يجب ألا يقود هذا إلى حالة من الرضا عن النفس، خاصة أن التنظيم يعتمد في توسعه على شبكة الجهاديين المنتشرة في المنطقة، وبحسب تقديرات المسؤولين الأكراد، فإن هناك ما بين 400 إلى 450 عنصرا كرديا يعملون إما داخل مناطق حكومة إقليم كردستان أو في صفوف التنظيم، ونجت هذه الشبكة لأن تنظيم الدولة يعمل داخل المنطقة الرمادي بين المافيا وحركة التمرد، ويستطيع تصيد الضعاف واستغلالهم.
وتنقل المجلة عن مسؤول بارز في وزارة داخلية الإقليم، قوله: "دعني أقدم لك مثالا، يذهب تنظيم الدولة إلى سائق شاحنة يعمل ما بين سوريا أو العراق، حيث تعتمد حياته على التنقل ذهابا وإيابا، ويخيره ما بين أن يتحول إلى مرسال وبين قتل عائلته، وبالتأكيد سيختار الخيار الأول"، مشيرة إلى أن هذا مثال واحد عن الشبكة اللوجيستية التي استطاع التنظيم خلقها، واستخدم ببراعة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، مثل "تويتر" و"فيسبوك"؛ لتجنيد أكراد.
الأسباب
ويرى الباحثان أن الأسباب التي تدفع الشبان الأكراد للانضمام للتنظيم متنوعة، ولا تشبه تلك التي تؤثر في نظرائهم من الشبان العرب العراقيين، حيث إن عددا كبيرا من هؤلاء ينضمون بدافع احتجاج على الحكومة الشيعية في بغداد، التي ينظرون إليها على أنها حكومة طائفية، ويجدون في تنظيم الدولة قوة مضادة لها.
ويلاحظ الكاتبان أن هذا النوع من الرسالة لا يجد صداه بين الشبان الأكراد، ويعترفان بصعوبة التوصل إلى نتائج عامة حول أسباب انضمام الشبان الأكراد إلى تنظيم الدولة، نظرا للعينة الصغيرة من المقابلات.
ويشير الكاتبان إلى مقابلة مع أراز، الذي تعرف على تنظيم الدولة من خلال "فيسبوك"، واهتمامه بالإسلام، ووضعه صورا إسلامية، مثل صورة قبة الصخرة على صفحته، ما أثار انتباه أحد المجندين الذي عرض مساعدته، وبحسب أراز، فقد أقنعه الشخص الذي تواصل معه على مدار ثلاثة أشهر بصحة رؤية التنظيم، فقرر حزم متاعه والسفر إلى مناطق التنظيم في الموصل.
ويستدرك التقرير بأنه بالرغم من أن علاقة أزار كانت جيدة مع عائلته، إلا أنه اقتنع بأن يصبح جزءا من أهم حركة إسلامية في التاريخ، ويقول: "قالوا إنهم سيوفرون لي مكانا في مجتمعهم وفرصة للقتال في سبيل الله، وأقتنع بأن الأكراد يسيطر عليهم القوميون، فيما تواصل الولايات المتحدة إهانة المسلمين واحتلال أراضيهم"، مشيرا إلى أن التنظيم لم يميز بين خلفيته الاجتماعية في الخلافة أو وظيفته، حيث يقول: "قالوا إننا جميعا متساوون طالما آمنا بالقضية ذاتها".
وعندما سـأله الباحثان عن كيفية الالتزام مع تنظيم لا يعرف عنه الكثير، أجاب أنه لم يكن يملك الخبرة، وأنه مع ذلك لم ينضم مباشرة للتنظيم، وأقام علاقة مع ثلاثة شبان عبر "فيسبوك"، حيث صاروا ينادون بعضهم بـ"الأخ"، وقدموا له قصصا عن البطولة، والشهادة، والحياة الجديدة، وتم تحذيره من مخاطر الشيعة والسنة الذين لا يلتزمون بأيديولوجية تنظيم الدولة، ولم يتم إجباره على التنظيم، حيث يقول: "لم يطلبوا مني القبول بالبغدادي، لكنهم علموني كيفية اتباعه، ولم يتم الحديث عن العقيدة، وأخبروني أن القرآن يقدم الإرشاد لكل صغيرة وكبيرة في حياتنا، وأن قوانين الخلافة من القرآن، وهي مقدسة وسامية"، ورغم معارضته العمليات الانتحارية، إلا أنه اقتنع بالنقاش العام حول الإسلام، وقرر في النهاية الهجرة إلى مناطق التنظيم، لكن السلطات الأمنية قبضت عليه، حيث كانت تراقبه.
وتنوه المجلة إلى أنه في حالة أراز كان النقاش كله عبر فضاء الإنترنت، ولم يتم أي لقاء حقيقي، لافتة إلى أن شبكة الإنترنت أثبتت في هذه الحالة قوة كافية لدفع الشباب إلى صفوف التنظيم.
ويورد التقرير أنه في مقابلات مع عدد آخر، قالوا إنه تم تجنيدهم عبر "فيسبوك"، و"واتس أب"، و"تليغرام"، مشيرا إلى أن التجنيد عبر الإنترنت يعد مجانيا بالنسبة لتنظيم الدولة، ويستطيع من خلاله تحديد الأشخاص الذين يعيشون في المناطق القريبة منهم.
قصة علي
ويبين الكاتبان أنه على خلاف أراز، فقد كان علي مطلعا على النشاطات الجهادية، ويعرف أصدقاء انضموا إلى التنظيم، وبعدما قتل أحدهم في عام 2015 وهو يقاتل مع تنظيم الدولة في العراق، قام علي بوضع صورته وتحتها كلمة شهيد على صفحته في الإنترنت، وقال إن الله اختاره في شهر رمضان الكريم، وكانت وفاة صديقه الحافز الأول له للانضمام إلى تنظيم الدولة، وأثارت الصور التي وضعها على صفحته انتباه مجند تابع للتنظيم، الذي اتصل به عبر "فيسبوك" و"تليغرام"، مستدركين بأنه رغم خبرته القليلة بالإسلام إلا أنه اعتبر نفسه مسلما ملتزما، واقتنع عبر الحوارات بأن التنظيم يقوم بتطبيق الإسلام في جوهره الحقيقي، وعندما سئل عن السبب الذي يجعله ينضم إلى تنظيم يعد العدو الألد للأكراد، كانت إجابته أنه تعرض للتضليل "من أشخاص أعرفهم، أكراد ذهبوا إلى الخلافة، واتصلوا بي من هناك، وساعد أصدقائي بالإضافة إلى الآيات والأحاديث على التلاعب بي، وأقنعوني بالانضمام إلى تنظيم الدولة"، وقام أصدقاؤه بترتيب لقاء بينه وبين مجند لهم في داخل كردستان، حيث حثه على السفر إلى الموصل مع بقية المجندين، لكنه تردد؛ لأنه لم يكن يريد ترك عائلته، ومن هنا غير التنظيم تكتيكه، ورأى فيه فرصة لإنشاء شبكة محلية داخل مناطق الحكم الذاتي، وأخبره العنصر المسؤول عن تجنيده أن من الأفضل بقاءه في بيته وانتظار التعليمات.
وتفيد المجلة بأنه على خلاف أراز، الشاب الذي كان مستعدا للسفر إلى مناطق تنظيم الدولة، كان علي ملتزما بعائلته، وعندما سئل عن سبب تفضيله عائلته على الهجرة، أجاب: "لأنها وفرت لي فرصة لأن أكون جزءا من الخلافة من حيث أقيم، ولم يكن من الضروري السفر إلى الموصل، ولم أكن راغبا بترك عائلتي"، وقدم له المجندون المال اللازم، ومع ذلك لم يكن المال الدافع الرئيسي له.
ويقول علي الآن بعدما تخلى عن أفكاره: "كنت أؤمن بالإسلام الذي علموني إياه، واعتقدت بالخليفة البغدادي، لكن ليس الآن، وحتى في ذلك الوقت كانت لدي شكوكي".
ويورد التقرير نقلا عن مسؤول أمني كردي، قوله إن تنظيم الدولة قام بزرع مراسيل وحملة أمانات داخل منطقة كردستان، كجزء من شبكة لوجيستية، ويقول علي: "طلبوا مني تسلم أشياء، وأخذ حقائب، ومساعدة سائقين يأتون من الموصل ومدن أخرى"، وقابل في ثلاث مرات على الأقل سائقي شاحنات يحملون معهم أمانات من تنظيم الدولة، وسلموه حقائب مليئة بالأسلحة، واستخدموا أسلوب النقطة الميتة، حيث كان يتركها في مكان لكي يأخذها شخص آخر كان يراقب عن بعد وصولها، وكانت الشحنة الأخيرة التي تسلمها حقيبة تحتوي على قنبلة مصنعة بدائيا، وطلب منه وضعها في مسجد يعود للشيعة في مدينة السليمانية، وذلك أثناء احتفالات عاشوراء.
وبحسب علي، فإن الهدف كان واضحا، "فمسجد الشيعة مزدحم دائما، وهم كفار وهدف مشروع"، وعبر علي عن ندمه، وقال إنه لم يكن يفكر بطريقة صحيحة، وقرر مع ذلك عدم تنفيذ المهمة، وترك القنبلة في بيته، وذهب لزيارة المسجد المفترض أن يضع القنبلة فيه، وكان يأمل بأن يقنع المسؤولين عنه في التنظيم، الذين اعتقد أنهم يراقبونه، بعدم جدوى العملية، لكنه مثل أراز كان تحت رقابة المخابرات الكردية التي اعتقلته.
ويبين الكاتبان أن قصة علي تظهر أنه اندفع نحو التنظيم بدافع التزامه الديني، وعلاقته بأصدقائه، الذين ذهبوا للقتال مع الجهاديين، وأدى نشاطه على الإنترنت دورا في القدرة على تجنيده.
قصة جمعة
ويقدم الباحثان قصة سجين ثالث اسمه جمعة، ويقولان إنه يمثل حالة معقدة، ويصعب فهمها، وكان مهتما بتبرئة نفسه وتقديم الأحداث، فيما ظل المسؤول الأمني يقاطعه ويصحح معلوماته، حيث لم يظهر معرفة بتعاليم وأيديولوجية التنظيم، وزعم أنه أنجر إليه بوعد مالي ونتيجة لجهله.
وتشير المجلة إلى أن جمعة كان عاطلا عن العمل عندما عرفه صهره برجل طلب على ما يبدو المساعدة في مهمة، وعندها اكتشف جمعة أن الرجل كان ناشطا يعمل لصالح التنظيم، ووفر له الرجل سيارة أجرة، وهو عرض لم يكن ليرفضه، حيث يقدم سائقو سيارات الأجرة العديد من المهام للتنظيم، منها تقديم معلومات، واستكشاف أماكن لعمليات، مستدركة بأنه رغم نفي جمعة تقديم معلومات من هذا النوع، إلا أن المسؤولين الأمنيين قالوا إنه قدم معلومات عن سجناء معروفين ومنشآت حساسة في مدن كردية.
ويقول جمعة إنه اكتشف بعد شهرين من اتصاله مع الرجل أنه يتعامل مع تنظيم الدولة، ويضيف: "عندما ذهبنا لموقع كي نأخذ سيارة مع ثلاثة آخرين، قالوا لي: (نحن من تنظيم الدولة، ونريد استخدام السيارة في عملية) وعندها غسلت يدي منهم، وطلبت منهم الابتعاد عني، وقلت لهم إنني لا أريد التعامل معهم، وخفت على حياتي، وحياة عائلتي، ووعدتهم بألا أخبر أحدا لو تركوني أذهب لحال سبيلي".
ويذكر التقرير أن جمعة قدم نفسه بصفته ضحية يجهل ما تعرض له، وأنه كان بحاجة لعمل، وترك التنظيم حال اكتشف أنه يقوم باستغلاله، مستدركا بأن السلطات الأمنية الكردية ترفض روايته، وتقول إن شقيقته وعددا من أفراد عائلته هم أعضاء في تنظيم الدولة عندما كانوا في العراق، وإن صهره استطاع ربطه مع شبكة التنظيم في كردستان.
ويستدرك الكاتبان بأنه رغم التناقض بين رواية جمعة والمخابرات الكردية عنه، إلا أن حالته تقدم صورة عن الكيفية التي تم فيها تجنيده وغيره.
معقدة
ويعلق الكاتبان بأن قصص "دواعش" كردستان تعبر عن تعقيد المنطقة، حيث لا يوجد سبب واحد أو نظرية يمكن أن توضح الطريقة التي يتم فيها جر الشبان نحو التشدد، لافتين إلى أن ظاهرة الأكراد الذين انضموا إلى التنظيم تظل قليلة، رغم انتماء الغالبية الكردية للسنة.
وتختم "فورين أفيرز" تقريرها بالإشارة إلى أن السبب وراء ضعف تأثير الجهاديين على الأكراد نابع من أن كفاح هؤلاء من أجل إقامة دولة تشكل عبر الهوية القومية لا الدين.
========================
نيويورك تايمز: سوريا أفدح أخطاء أوباما
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/8/12/نيويورك-تايمز-سوريا-أفدح-أخطاء-أوباما
قالت نيويورك تايمز إن أسوأ أخطاء الرئيس الأميركي باراك أوباما فداحة هي سماحه للحرب الأهلية في سوريا بالاستمرار، في وقت كان بإمكانه القيام بأعمال أقل من التدخل العسكري الأميركي هناك لردع الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضاف الكاتب نيكولاس كريستوف في مقال له بالصحيفة أنه في الوقت الذي ترتكب فيه الحكومتان الروسية والسورية جرائم حرب، وتقصف المستشفيات وتعمل على تجويع المدنيين، فإن أوباما والعالم لم يفعلا شيئا.
ووصف الكاتب الوضع في سوريا بأنه يفوق الخيال، قائلا إن هجوم رجل مجنون على ناد ليلي في أورلاندو يونيو/حزيران الماضي وقتله 49 شخصا أقام الدنيا ولم يقعدها، أما ارتكاب مجزرة مماثلة خمس مرات في اليوم الواحد سبعة أيام في الأسبوع لمدة خمس سنوات مستمرة لتحصد أرواح نحو 470 ألفا، وتلك هي سوريا، فلم يحرك ساكن أوباما ولا العالم.
واستمر كريستوف يقول تلك أزمة كانت تستصرخ قيادة أميركية، لكن أوباما لم يكن على المستوى المطلوب.
خيارات عديدة
وأضاف أن أوباما ربما يكون محقا في تحفظه على التدخل العسكري الأميركي، لكن هناك أشياء عديدة يمكن فعلها أقل من التدخل، وبإمكانها إحداث تغيير كبير في الوضع بسوريا.
ونقل الكاتب عن خبراء عسكريين ومسؤولين أميركيين سابقين قولهم إن من ضمن ما يمكن لأميركا عمله بسوريا هو إقامة مناطق آمنة توفر الأمن والحماية والاستقرار للمدنيين في العديد من المناطق بسوريا، وتمكنهم من إعادة بناء بلادهم حتى في ظل استمرار الحرب في أجزاء أخرى من البلاد.
وأشار كريستوف إلى أن العديد من الخبراء كانوا أوصوا بمحاولة إسقاط مقاتلات سورية حتى لا تستمر في إلقاء البراميل المتفجرة على المستشفيات والمدنيين، واقترح آخرون إطلاق صواريخ من خارج سوريا لتدمير مدرجات المطارات التي تطير منها مقاتلات الأسد.
وأوضح أن أحد أهداف هذه الإستراتيجيات هو التعجيل بالتوصل لاتفاق لوقف الحرب الأهلية، لكن تردد أوباما جرّد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي استبسل في سعيه لوقف طويل المدى لإطلاق النار بسوريا، من أوراق كان من الممكن أن تسهل مهمته.  
 
========================
فردريك هوف* — (مجلس الأطلسي) 4/8/2016 :لماذا تلام أميركا على ما يحدث في سورية؟
http://www.alghad.com/articles/1066612-لماذا-تلام-أميركا-على-ما-يحدث-في-سورية؟
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
عندما تذهب الأمور بشكل سيئ بالنسبة للسياسة الأميركية المعلنة في سورية، يخلص المحليون في المنطقة غالباً —بغض النظر عن الجانب الذي يؤيدونه- إلى القول بأن ما يتم الإعلان عنه لا يعدو كونه خدعة في الحقيقة: أن القوة العظمى الوحيدة في العالم لا تستطيع أن تكون غير متوافرة على الحلول كما تبدو أحياناً. وقد عرضت مجموعة زائرة من ضباط الجيش اللبناني في معرض تعليقها على الحملة العسكرية المتقطعة ضد "داعش" في شرقي سورية وجهة نظر تقول بأن واشنطن تريد للمجموعة الإرهابية أن تبقى. ولا شك أن الثوار السوريين الذين يقاومون الحصار بشكل يائس في مدينة حلب يرون التعاون بين المليشيات الكردية المدعومة من أميركا وبين روسيا ونظام الأسد "كدليل" على أن واشنطن تدعم حكومة بشار الأسد. ويجد المحليون أن من الصعوبة بمكان تصديق أن ما يجري في سورية لا يعكس نية أميركية على أن يكون كذلك.
في الحقيقة، تعكس الأزمة المتواصلة في سورية طائفة من العوامل. وليست نية واشنطن واحدة من بين هذه العوامل. نعم، يريد الرئيس باراك أوباما حقاً أن يرى الرئيس الأسد وقد تنحى عن سدة الحكم في عملية  انتقال سياسي. نعم، لقد عنى الرئيس ما قال عندما تعهد في العام 2014 بإضعاف "داعش" وبتدميرها. لكن ثمة أشياء أخرى اعترضت الطريق، وما تزال.
من غير المرجح أن يكون الرئيس أوباما سيقف الموقف الذي يجعله لم يدافع عن مدني سوري واحد من التكتيكات الوحشية لنظام الأسد، لولا انخراط إيران في الحرب. والخوف من أن يؤدي وضع الصعوبات أمام هجمة الأسد الإجرامية عبر وسائل عسكرية متواضعة إلى إزعاج طهران ويعطل المفاوضات النووية هو ما يبقي يد الرئيس مكفوفة دون حراك. ويستمر الحفاظ على جعل إيران موافقة على الصفقة التي تم التوصل لها في العام الماضي. والآن، يعرض التدخل الروسي مبرراً آخر للنظر إلى الجهة الأخرى، بينما المدنيون في منازلهم ومدارسهم ومخابزهم ومساجدهم مستهدفون عن عمد، وكل ذلك لفائدة تجنيد "داعش".
يعتقد العديد من السوريين وآخرون في المنطقة أن لامبالاة واشنطن تعكس نيتها: أن الإدارة تبحث عن طريقة للمصادقة دبلوماسياً على تدخل موسكو العسكري الناجح، بحيث يتم صنع قضية مشتركة مع روسيا والنظام ضد "داعش". ويجب على الذين يحملون هذا الاعتقاد أن يتأملوا ملاحظات الرئيس أوباما التي كان قد أدلى بها في بريزبن في أستراليا في العام 2014، في المؤتمر الصحفي لقمة العشرين:
"بالتأكيد لم تحدث أي تغييرات فيما يتعلق بموقفنا من بشار الأسد. لقد قلت هذا الشيء من قبل، ولكن دعوني أعيد التأكيد: لقد قتل الأسد بلا رحمة مئات الآلاف من مواطنيه. ونتيجة لذلك فقد الشرعية تماماً مع أغلبية البلد. وبالنسبة لنا، فإن صنع قضية مشتركة معه ضد ’داعش‘ سيفضي فقط إلى تحويل المزيد من السنة في سورية نحو دعم ’داعش‘ وسيضعف ائتلافنا، مما يعطي رسالة في المنطقة مؤداها أن هذا ليس قتالاً ضد الإسلام السني، إنه قتال ضد المتطرفين من أي نوع من الراغبين في قطع رؤوس الأبرياء أو في قتل أطفال أو في سحق السجناء السياسيين بنوع الوحشية الجائرة، التي أعتقد بأننا نادراً ما رأينا لها نظيراً في العصر الحديث".
لا شك في أن هناك مسؤولين في إدارة أوباما ممن يعتقدون بأن موضوع إجرام الأسد —جرائم حرب وحشية وجرائم ضد الإنسانية- يجب أن توقف على أمل أن يجد رأس الإجرام الأول في سورية إغواء في تقاسم السلطة أو التنحي عنها من خلال المفاوضات. ولا شك في أن الدبلوماسيين الروس يشيرون على نظرائهم الأميركيين بالتساهل في موضوع زاوية الإجرام: فبالإضافة إلى حماية عملي، فإن لديهم مصلحة قوية في تبييض صفحة استهداف موسكو المتعمد للمدنيين السوريين.
لحسن الطالع، تحدث القائد العام الأميركي بوضوح عن المسألة. لن تكون هناك قضية مشتركة مع الأسد، نقطة. ومع أن أوباما لن يتدخل في وزير خارجيته من أجل التوصل إلى تسوية سلمية، فإنه يعرف أن أحداً ما سيجبر عائلة الأسد وحاشيتها على التعاون: إن مجرمي الحرب يرون تقاسم السلطة –محقين- على أنه منحدر زلق باتجاه المساءلة. ولن يكون ذلك الطرف الذي سيجبرها، بسبب دعم إيران للأسد، هو الولايات المتحدة.
هل ستخرج إيران من الصفقة النووية إذا تلقى الثوار السوريون الوسائل التي تحمي المدنيين من الهجمات الجوية؟ وهل ستعمد طهران في الحقيقة إلى التخلي عن المزايا الاقتصادية للوفاق النووي إذا أوقفت صلية من صواريخ كروز بين الفينة والأخرى ضد القواعد الجوية للنظام الدكتاتور عن ارتكاب الجرائم الجماعية؟ وجهة النظر هنا هي، كلا: إن طهران ترى فضائل في الصفقة النووية ومصلحة ذاتية. وقد فاوضت على الاتفاقية النووية بينما انتهجت سياسة في سورية استهدفت بشكل رئيسي تأمين الوضع الإقليمي لمجموعة حزب الله اللبنانية المتشددة، التي لا غرابة في أنها تستهدف الأميركيين. ويفهم الإيرانيون كيفية ترتيب السياسات والتفريق بينها بشكل غير عاطفي: أما الأميركيون فيخلقون روابط زائفة شالة للذات.
إذا كان قد بولغ في تقدير العنصر الإيراني في الأزمة السورية في واشنطن، فكذلك كان الحال بالنسبة للمعركة ضد "داعش". فقد وجد المنحدرون من تنظيم القاعدة في العراق ملاذاً في سورية مع محاولة الأسد الدموية للحفاظ على السيطرة على البلد. ومن عاصمتها في الرقة، تديم مجموعة "داعش" العمليات في العراق وتنفذ حوادث إرهاب جماعية في أوروبا، وأعمالاً عدوانية تأمل في تكرارها في أميركا الشمالية.
أفضى مزيج من الضربات الجوية للائتلاف والمناورات البرية للمليشيات الكردية في سوادها الأعظم إلى تدمير "داعش" إلى حد كبير في سورية. وتستطيع قوة برية محترفة —قيادة أميركية مع وحدات إقليمية وأوروبية وأميركية— أن تنهي الجناح السوري من هذه الفظاعة الوحشية بسرعة. لكن التبريرات لعدم العمل كبيرة: يجب السماح للقوات البرية المحلية فقط بأن بأن تقوم بالمهمة؛ ضرب هؤلاء الناس في سورية سيشجع الناجين منهم على الذهاب إلى مكان آخر فقط؛ سوف تخدم محاصرة وقتل "الخليفة" المزيف والمتآمرين المشاركين معه فقط في بوتقة دعايتهم "الصليبية"؛ ليس هناك أحد مستعد لإدارة شرقي سورية متى ما تم تدمير "داعش".
 وهذا صنع تبريرات محبط للذات؛ وبعضه محقق للذات. ماذا فعلت الولايات المتحدة بالضبط لتقوية المعارضة السورية منذ أن اعترفت بداية بالمجلس الوطني السوري في العام 2011 كممثل شرعي للشعب السوري؟ ومع ذلك، سوف تتخلى الإدارة في الحال عن تبريراتها الخاصة إذا نفذ "داعش" عملاً عدوانياً فظيعاً في الولايات المتحدة مثل تلك الأعمال التي شوهدت مؤخراً في أوروبا.
تشكل سورية صلب أزمة دولية، واحدة تقض مضاجع السياسة المحلية لحلفاء الولايات المتحدة بطرق تقدم المساعدة والراحة لزعيم روسي شغوف بإلحاق الهزيمة بحلف الناتو وتفكيك الاتحاد الأوروبي. ويعتقد السوريون وغيرهم في المنطقة بأن أميركا تفهم هذا. ولا يستطيعون تصديق أن فشل واشنطن في لجم القتل الجماعي للأسد –وهو إرهاب من نوعية مختلفة، والذي يساعد في إدامة الإرهابيين الآخرين— وحملتها البطيئة ضد "داعش" إنما تعكس التردد في اتخاذ القرار وفقدان الثقة بالنفس. هذه ليست أميركا التي ظنوا أنهم يعرفونها. لقد اختاروا أن يروا فيها العزم والتصميم، وكانوا مخطئين في هذا. لكن الأسد، مع التواطؤ الروسي والإيراني، يستمر في ارتكاب الجرائم الجماعية. وفي الأثناء، يستمر "داعش" في تفادي القنابل من الجو ومن الأكراد براً. وأن يكون المرء مخطئاً من الناحية التحليلية لا يجعل منه أعمى أو منيعاً أمام التداعيات الناجمة عن ما فعلته الولايات المتحدة وعما فشلت في فعله في سورية.
=========================
معهد واشنطن: هل يحافظ مقاتلو المعارضة على إنجازهم في حلب؟
http://arabi21.com/story/934445/معهد-واشنطن-هل-يحافظ-مقاتلو-المعارضة-على-إنجازهم-في-حلب#tag_49219
معهد واشنطن: إذا أرادت المعارضة الاستحواذ على المنطقة الخاضعة للنظام في حلب سوف تكون المعركة صعبة
تساءل تقرير لمعهد واشنطن للدراسات عن حجم تأثير الانتصارات التي حققها جيش الفتح في حلب خلال الأسابيع الماضية، ومدى تأثيرها على مسار القضية السورية.
وقال: "بابتهاجه من نشوة الانتصار أعلن «جيش الفتح»، أنه سيستولي سريعا على المدينة بأكملها، إلا أن هذا الهدف يبدو طموحا، فمنذ تموز/يوليو 2012، فشلت جميع محاولات المعارضة المسلحة للسيطرة على الجزء الغربي من المدينة الموالي للنظام".
واعتبر التقرير أن ما أسماه "التطرف الذي طبع مؤخرا التنظيمات "المعتدلة" مثل "حركة نور الدين زنكي" لا يُطمئن أبناء المدينة ذوي الطبقة المتوسطة في غرب حلب (مناطق النظام)".
ورأى أن الانقسام الكبير بين "المعارضة المسلحة والفصائل المناصرة للنظام في حلب لا يقوم على المعارضة الطائفية، ولكن بشكل رئيسي على الانقسامات بين الطبقات الاجتماعية والشرخ التاريخي بين المدن والأرياف. ولذلك تعتبر احتمالات نشوب انتفاضة ضد الأسد في غرب حلب غير موجودة".
وأضاف، "إذا أراد مقاتلو المعارضة المسلحة الاستحواذ على المنطقة الخاضعة للنظام في حلب، سوف تكون المعركة صعبة"
وقال إن "انتصار الراموسة ألحق خسائر كبيرة في صفوف المعارضة المسلحة، فقد لقي خمسمائة منهم حتفه، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان".
وتابع: "ولتحقيق هذا الهجوم الناجح، حشد جيش الفتح ما بين خمسة وعشرة آلاف مقاتل، وتلقّى دعما لوجستيا كبيرا من تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية، وفقا لصحيفة فايننشل تايمز من التاسع من آب/أغسطس".
كما أن الجهود العسكرية الأكثر تضافرا في شرق حلب لفك الحصار جاءت من جيش الفتح. "ففي الأول من آب/أغسطس، اخترق جيش الفتح خط الدفاع الأول للجيش السوري، ثم تم صدّ المقاتلين لبضعة أيام في "مدرس المدفعية" التي تحولت إلى قلعة فعلية، إلا أن التفجيرات الانتحارية المتعددة أتاحت له اختراقها في النهاية".
وساهم المقاتلون المنتمون إلى "غرفة عمليات فتح حلب" في شرق حلب بالحد الأدنى في الهجوم، على الرغم من أنهم نفّذوا في الثاني من آب/أغسطس عملية تفجير ناجحة في نفق ممتد تحت حي الراموسة، مما أتاح لهم اجتياح شمالي الحي والتغلب على جيش النظام السوري من الوراء.
معركة حلب الصعبة
ويقول المعهد إنه في جنوب غرب حلب،" لم يكن الهجوم مفاجئا. ومنذ نيسان/أبريل، عمل مقاتلو المعارضة على استعادة القرى التي سقطت في يد الجيش السوري في خريف 2015 بدعمٍ كبير من مليشيا حزب الله الشيعي، وربما أيضا من القوات النظامية الإيرانية، والطائرات الروسية. إلا أن الهجوم المناصر للحكومة فشل في "خان طومان"، مما زرع بذور الهجوم المضاد الذي شنه مقاتلو المعارضة في ربيع عام 2016".
"وهنا تُطرح الأسئلة عن سبب فشل الجيش السوري في صد الهجوم على الراموسة، مع تركز التكهنات على الثقة المفرطة بالنفس التي تتمتع بها القيادة، أو استنزاف القوات على الجهة الجنوبية الغربية بسبب الهجوم عند الجهة الشمالية". يشير المعهد
ويؤكد أنه "لا شك في أن الجيش السوري عانى من إهمال قائد قوات حلب اللواء أديب محمد، الذي تم استبداله مباشرة بعد الهزيمة باللواء زيد صالح من الحرس الجمهوري، الذي انتصر مع العقيد "النمر" سهيل الحسن في معركة "طريق الكاستيلو".
وبين أنه "تتقدم التعزيزات نحو حلب، بينما قصف الطيران الروسي "معبر الراموسة" والطرق التي تصل بين حلب وإدلب بلا هوادة من أجل إبطاء تعزيزات المتمردين، ولكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه الجهود كافية".
وأشار إلى أنه في هذا الصراع غير المتماثل، تصدّى مقاتلو المعارضة بنجاح للهيمنة الجوية للنظام من خلال أعدادهم الكبيرة وطريقة هجومهم. فقد استولوا على سبيل المثال، على إدلب في آذار/مارس 2015 عبر التخطيط لهجمات انتحارية متزامنة عند مداخل المدينة، ليتسببوا بإحداث حالة من الذعر في صفوف المدافعين".
وفي المقابل، "يبدو الجنود السوريون، ولا سيما العلويون، أقل عزما على الدفاع عن حلب مما هم تجاه اللاذقية أو حمص أو دمشق؛ لأن تلك المنطقة ليست أراضيهم. أما بالنسبة لحلفائهم الشيعة، فإذا بقي القتال ضد الجهاديين حافزا قويا لهم، فإن لمدينة الأمير الشيعي سيف الدولة الحمداني الذي عاش في القرن العاشر قوة أقل رمزية من دمشق حيث يوجد مقام السيدة زينب".
وقال إن "كل ما هو معروف أن الحصار المفروض على شرق حلب سيكون أطول وأكثر صعوبة بكثير من حصار مركز حمص، حيث احتل ألف مقاتل معارض فقط على نصف ميل مربع فقط. بيد أن مساحة شرق حلب تبلغ ثمانية أميال مربعة وفيها عشرة آلاف مقاتل من المتمردين".
وبحسب المعهد فإن حلب "تقع في منطقة موالية جدا للعرب السنة وقريبة جدا من الحدود التركية، في حين أن ريف حمص موال بمعظمه للنظام بسبب وجود المسيحيين والعلويين والشيعة، وقيام «حزب الله» بإغلاق الحدود اللبنانية بوجه المتمردين. وعلى الرغم من ذلك استمر حصار حمص أكثر من ثمانية عشر شهرا".
========================
ليبيا، وليس سورية، هي خط المواجهة الحالي في الحرب ضد "داعش"
http://alghad.com/articles/1066632-ليبيا،-وليس-سورية،-هي-خط-المواجهة-الحالي-في-الحرب-ضد-داعش
أندرو هاموند – (الإندبندنت) 5/8/2016
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
يوم الأربعاء قبل الماضي، وافقت إيطاليا على "التفكير بشكل إيجابي" في أي طلب أميركي لاستخدام المجال الجوي والقواعد الجوية الإيطالية لتنفيذ مهمات قصف ضد "داعش" في ليبيا. وجاءت هذه الخطوة في أعقاب سلسلة من الضربات الجوية الأميركية ضد متشددي "داعش" في سِرت. ومن المتوقع أن يكون هذا العمل –الذي أعلن أوباما أنه يأتي لخدمة "المصالح القومية الحيوية" للولايات المتحدة- بمثابة الخطوة الأولى في هجوم دولي مستدام ضد "داعش" خارج العراق وسورية.
وتم توجيه الضربات الجوية الأميركية بعد طلب من حكومة الوفاق الوطني الليبية التي تدعمها الأمم المتحدة. وفي حين أن هذا الهجوم ليس المرة الأولى التي تضرب فيها طائرات أميركية قوات "داعش" في ليبيا (حيث هاجمت معسكراً للتدريب في صبراتة في شباط (فبراير)، فإن هذه الخطوة قد تكون أكثر أهمية لأنها تؤشر على التزام غربي متزايد تجاه الإدارة الليبية الجديدة –عسكرياً، وسياسياً واقتصادياً.
في حين تحاول حكومة الوفاق الوطني استعادة النظام في البلاد، ثمة مخاوف متزايدة من أن "داعش" ربما يكون بصدد إنشاء معقل له في ليبيا. وتشير تقديرات الاستخبارات الأميركية، على سبيل المثال، إلى أن عدد مقاتلي "داعش" في البلد تضاعف ليصل إلى ما بين 4.000 و6.000 مقاتل خلال الـ12 إلى 18 شهراً الماضية، مع ظهور أدلة متزايدة على أن عدداً كبيراً من هؤلاء الإرهابيين يأتون من العراق وسورية، حيث يُعتقد بأن مقاتلي "داعش" أصبحوا الآن في أدنى مستوياتهم في سنتين على الأقل.
كان الوضع الأمني في ليبيا واحداً من أهم بنود أجندة القمة التي انعقدت في نيسان (أبريل) بين أوباما، ورئيس الوزراء البريطاني في ذلك الحين، ديفيد كاميرون، وأنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي. وبعد نحو خمس سنوات ونصف من وفاة القذافي، ربما تكون هناك الآن "نافذة فرصة" لمحاولة جلب قدر أكبر من النظام إلى البلد الممزق، كما اتفق المؤتمرون.
بعد الفشل في التخطيط لما بعد نظام القذافي، وهو ما وصفه أوباما بأنه "أسوأ خطأ" في فترة رئاسته، ظلت ليبيا منذ ذلك الحين تحت سيطرة ميليشيات وحكومات وبرلمانات متناحرة. وفي هذا السياق، قال أوباما أن مجموعة كاملة من الأدوات سوف تُستخدم الآن لدحر "داعش" في ليبيا، بما فيها الدعم المالي، والمخابراتي، والعسكري واللوجستي.
في أعقاب الهجمات الإرهابية الأخيرة في أوروبا، أصبح القادة الغربيون عازمين أيضاً على القضاء على إمكانية إنشاء "داعش" قاعدة عمليات له في ليبيا. وعلى سبيل المثال، قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، أنه يجب القيام بـ"كل شيء ممكن" لجلب الاستقرار إلى البلد، بما في ذلك إمكانية إرسال قوات بريطانية لتدريب قواتها تحت قيادة حكومة الوفاق الوطني، مؤكداً أن "داعش" في ليبيا يشكل "تهديداً مباشراً لبريطانيا، ولبقية أوروبا الغربية. ولدينا كل مصلحة في ضمان الأمن لليبيا مستقرة".
بالإضافة إلى العمليات العسكرية، ناقش الخمسة الكبار أيضاً خطة أوسع لتحقيق استقرار البلد، بما في ذلك استعادة إنتاج النفط لدعم الاقتصاد، ووقف تدفقات الهجرة من ليبيا. وعلى جبهة النفط، كما تبين إحصائيات الأمم المتحدة، فإن البلد اعتمد منذ وقت طويل بشكل كامل تقريباً على استخراج النفط والغاز الذي شكل نحو 95 % من عوائد التصدير، و99 % من دخل الحكومة.
تحتوى ليبيا على أكبر احتياطات للنفط في أفريقيا، وهي بين العشرة الأعلى عالمياً، مع إنتاج يقارب 1.65 مليون برميل يومياً في العام 2010 قبل الإطاحة بالقذافي. ومع ذلك، يقف الإنتاج اليوم عند 360.000 برميل في اليوم، وهو ما يعكس انغماس ليبيا في الفوضى منذ ذلك الحين، بما في ذلك الهجمات التي شنها "داعش" على البنية التحتية للنفط. ولا تعتبر استعادة شباب الإنتاج النفطي في ليبيا حاسمة لاستعادة ثروات الاقتصاد فحسب، وإنما هي مهمة أيضاً لبقاء حكومة الوفاق الوطني، وتخفيف تدفقات الهجرة من البلد.
جاءت إحدى الإشارات على التقدم الذي يتم إحرازه يوم 31 تموز (يوليو)، عندما رحبت شركة النفط الحكومية الليبية، "المؤسسة الوطنية للنفط"، بإعادة الفتح "غير المشروط" لموانئ النفط المحاصرة، في موانئ مثل راس لانوف والسدر وزويتينة، التي لديها القدرة مجتمعة على تصدير أكثر من 600.000 برميل يومياً، بعد اتفاق مع حكومة الوفاق الوطني وحرس مرافق النفط. والأخير هو ميليشيا كانت قد أغلقت الموانئ لمدة 18 شهراً، وأكدت أن عناصرها لم يقبضوا رواتبهم من الحكومة الليبية.
في حال صمد الاتفاق، فإن المؤسسة الوطنية للنفط تأمل في زيادة الإنتاج بنحو 150.000 برميل يومياً في غضون أسبوعين، مع طموح إلى زيادة الإنتاج إلى نحو 900.000 بحلول كانون الثاني (يناير). ومع ذلك، سيضيف مثل هذا الإنتاج المحسن فقط إلى المعروض العالمي الحالي المفرط من النفط، والذي شهد هبوط الأسعار بأكثر من النصف منذ أواسط العام 2014.
وعلى صعيد المهاجرين، تركز الكثير من الانتباه مؤخراً على الاتفاق الذي تم التوصل إليه في وقت سابق من هذا العام بين الاتحاد الأوروبي وتركيا واليونان، والذي تتم بموجبه إعادة اللاجئين الجدد الذين يعبرون إلى اليونان إلى تركيا، وحيث تدفع بروكسل التكلفة. وفي المقابل، يقبل الاتحاد الأوروبي اللاجئين السوريين الذين تم التدقيق عليهم مباشرة من تركيا –مهاجراً واحداً مقابل كل طالب لجوء سوري تستعيده أنقره من اليونان. ومع ذلك، تشكل الهجرة من ليبيا إلى إيطاليا قضية ملحة أيضاً، مدفوعة بعدم الاستقرار الذي يميز فترة ما بعد سقوط نظام القذافي. وأحد الأسباب الرئيسية لإلحاح هذه المسألة لا يتعلق بعدد المهاجرين، وإنما بحقيقة أن معدل الوفيات بين المهاجرين على هذا الطريق البحري، وفق بيانات منظمة الهجرة الدولية، كان حول 1 من كل 20 تقريباً، مقارنة  بنحو 1 من كل 1000 على الطريق بين اليونان وتركيا.
تظهر الضربات الجوية التي نفذتها القوات الأميركية يوم الاثنين قبل الماضي أن الجهود المبذولة لإنقاذ حكومة الوفاق الوطني في ليبيا قد تكثفت، مع الهدف النهائي المتمثل في معالجة خطر "داعش". وبالنسبة للغرب، لا تتمثل الأولوية الاستراتيجية في تأمين أمن ليبيا الداخلي، وإنما في منع الشبكة الإرهابية من استخدام ليبيا كقاعدة عمليات لمهاجمة أوروبا، بينما يتم أيضاً تخفيف تدفقات الهجرة من ذلك البلد إلى القارة.
========================
"الديلي تليجراف": مفاجأة غير متوقعة من ثوار سوريا
- See more at: http://www.wamtimes.com/test/Syrian-news/66271/-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D8%AA%D9%84%D9%8A%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D9%81-:-%D9%85%D9%81%D8%A7%D8%AC%D8%A3%D8%A9-%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D8%AA%D9%88%D9%82%D8%B9%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%AB%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7#sthash.gNlVaE3u.dpuf
 2016-08-12 23:03:14
قالت صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية, إن نجاح المعارضة السورية المسلحة في فك حصار مدينة حلب, جاء نتيجة ما سمته التوحد النادر بين الفصائل المختلفة, التي تقاتل ضد نظام بشار الأسد.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها في 10 أغسطس, أن معركة فك الحصار عن حلب شارك فيها كل الفصائل الموجودة على الأرض ابتداء من الجيش الحر الذي تدعمه الولايات المتحدة إلى جبهة فتح الشام التي كانت تعرف سابقا بجبهة النصرة, والتي أعلنت انفصالها عن تنظيم القاعدة قبل عدة أسابيع.
وتابعت " فرحة نظام الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين بحصار المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب لم تدم طويلا, بسبب المفاجأة غير المتوقعة وهي توحد كافة الفصائل المسلحة سواء كانت المعتدلة أو تلك التي تصفها موسكو والغرب بالإرهاب".
واستطردت الصحيفة " الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإيران ونظام الأسد كانوا يعتقدون أن معركة حلب انتهت لصالحهم, وذلك بعدما نجحوا في حصار مناطق المعارضة, إلا أنهم سرعان ما تلقوا صدمة كبيرة".
وأشارت "الديلي تليجراف" إلى أن من ينتصر في حلب يحسم الصراع في سوريا لصالحه, وهو ما يفسر سر استماتة موسكو وطهران ونظام الأسد في القتال بالمدينة. وخلصت إلى القول :" إن روسيا التي كانت ستفقد نفوذا إقليميا في الشرق الأوسط وقاعدة عسكرية في ميناء طرطوس السوري لو سقط نظام الأسد, تجد نفسها مع مرور الوقت عالقة في صراع لا يمكن حله, وقد تخسر كثيرا في النهاية".
وكانت صحيفة "صنداي تليجراف" البريطانية, قالت أيضا إن أغلب القوة البشرية التي ساهمت في فك الحصار عن مدينة حلب شمالي سوريا جاءت من جبهة فتح الشام "جبهة النصرة سابقا".
وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 9 أغسطس, أن "جبهة فتح الشام", التي تتهمها موسكو بالإرهاب, يوجد في صفوفها الكثير من المقاتلين, الذين كانوا على استعداد لتفجير أنفسهم على الجبهة, وهو ما عجل بفك الحصار عن حلب.
ونقلت عن السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد قوله إن نجاح "الجهاديين المسلحين" في فك حصار حلب, في الوقت الذي تعثرت فيه الدبلوماسية الغربية في الضغط على روسيا ونظام الأسد لإنهاء هذا الحصار, يظهر عدم فعالية تكتيكات الولايات المتحدة واستراتيجيتها.
وخلصت الصحيفة إلى القول :" إن الجهاديين من جبهة فتح الشام أصبحوا أبطالا في أعين سكان حلب, فقد كسبوا معركة فك الحصار, وكذلك قلوب وعقول الناس هناك". يذكر أن مجلس الأمن الدولي كان صنف "جبهة النصرة" ضمن الجماعات الإرهابية بجانب تنظيم الدولة "داعش", فيما أعلن زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني في 28 يوليو الماضي وقف العمل باسم جبهة النصرة، وفك ارتباطها بتنظيم القاعدة, وتشكيل جماعة جديدة باسم جبهة فتح الشام, وبرر فك الارتباط مع القاعدة بأنه جاء تلبية لرغبة أهل الشام في دفع ذرائع المجتمع الدولي، حسب قوله. وفي المقابل, أعلن البيت الأبيض أن تقييمه لجبهة النصرة لم يتغير، وأنه ما زالت لديه مخاوف متزايدة من قدرتها المتنامية على شن عمليات خارجية قد تهدد الولايات المتحدة وأوروبا، كما أكدت الخارجية الأمريكية أن جبهة النصرة ما زالت هدفا للطائرات الأمريكية والروسية في سوريا.
وكانت صحيفة "الأوبزيرفر" البريطانية, قالت أيضا إن نجاح المعارضة السورية المسلحة في فك حصار مدينة حلب, غير موازين القوى على الأرض, وشكل نهاية لأشهر من التراجع لمعارضي نظام بشار الأسد, بسبب الحملة الجوية الروسية.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها في 7 أغسطس, أن نتائج معركة حلب حتى الآن, التي قلبت الطاولة على حسابات روسيا ونظام الأسد, ستتجاوز فيما يبدو فك الحصار عن عشرات آلاف المدنيين, إلى تغيير مصير الصراع في سوريا برمته, ولذا يحشد طرفا الحرب كل ما يملكان من قوى بشرية وأسلحة لهذه المعركة. وحذرت الصحيفة من أن فشل المجتمع الدولي في التوحد لإنهاء الحرب بسوريا ستكون له عواقب وخيمة لا يمكن السيطرة عليها سواء في الشرق الأوسط, أو بالنسبة للغرب.
وتابعت " أخطاء المجتمع الدولي وعدم الوفاء بالالتزامات بشأن سوريا منذ بدء الثورة ضد نظام منذ 2011 لا يمكن حصرها, والجميع سيدفع الثمن إذا استمر استخدام سوريا لصالح أجندات خاصة". وكانت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية, وصفت أيضا فك الحصار عن أحياء مدينة حلب الشرقية, بأنه نصر "مدهش" للمعارضة السورية المسلحة ضد قوات بشار الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 7 أغسطس, أن هذا النصر قد يساعد المعارضة السورية المسلحة على تحقيق إنجاز آخر يتمثل في فرض حصار على الأحياء التي تسيطر عليها قوات الأسد في حلب.
وتابعت " قوى المعارضة السورية المسلحة, أكدت أنه لولا الهجمات الانتحارية من قبل مقاتلي جبهة فتح الشام, لما تحقق فك الحصار".
وتوقعت الصحيفة أن تشهد حلب في الأيام المقبلة معارك شرسة ومزيدا من نزف الدم, بعد إعلان المعارضة السورية المسلحة عن عزمها دخول المناطق التي يسيطر عليها الأسد, وليس حصارها.
وكان جيش الفتح وفصائل من المعارضة السورية المسلحة أعلنوا مساء الأحد الموافق 7 أغسطس بدء معركة السيطرة على كامل مدينة حلب، وذلك بعد تقدمهم غربي المدينة. ونقلت "الجزيرة" عن جيش الفتح وفصائل من المعارضة السورية قولهم إنهم سيطروا على مدخل الأحياء التي يسيطر عليها النظام في غرب حلب. وحصلت "الجزيرة" على صور تظهر سيطرة جيش الفتح على تجمعات وحواجز لقوات الأسد في حي الراموسة جنوبي حلب، وتظهر فيها بقايا أسلحة وذخيرة وأدوات وملابس كان يستخدمها عناصر النظام قبل فرارهم، كما يظهر مخبز الراموسة الذي كان أحد أهم مقرات قوات النظام. وفي صور أخرى، ظهر مقاتلو تجمع "فاستقم كما أمرت" التابع للمعارضة السورية المسلحة أثناء اقتحام حي الراموسة وسيطرتهم مع فصائل أخرى على الحي، كما أظهرت صور جوية جانبا من معارك جيش الفتح داخل الكلية الفنية الجوية التي انتهت بسيطرة جيش الفتح عليها وفك الحصار عن أحياء مدينة حلب الشرقية.
وأعلنت المعارضة السورية المسلحة أيضا إحباط محاولة النظام قطع طريق إمدادها، وذلك بعد إدخال مساعدات إلى الأحياء الشرقية للمدينة. وكانت المعارضة السورية المسلحة نجحت في 6 أغسطس في فك الحصار عن الأحياء التي تسيطر عليها داخل حلب،
وأعلنت جبهة فتح الشام التقاء المقاتلين المهاجمين من خارج حلب ومن داخلها. وحسب "الجزيرة", أعلنت جبهة فتح الشام فك الحصار عن الأحياء المحاصرة في حلب وإعادة خطوط الإمداد لمئات الآلاف من المدنيين, وخسارة قوات الأسد خط إمدادها عبر طريق الراموسة جنوبي حلب بعد التقدم الذي حققه جيش الفتح. وبعد فقدان خط الإمداد عبر طريق الراموسة, يبقي لنظام الأسد خط إمداد وحيدا هو طريق الكاستيلو شمالي حلب.
وحصلت "الجزيرة" على صور خاصة من داخل كلية المدفعية تظهر آليات ومقاتلين من جبهة فتح الشام أثناء سيطرتهم على مواقع قوات النظام السوري داخل الكلية.
وذكر المتحدث باسم جبهة فتح الشام أنه تم قطع خط إمداد قوات نظام الأسد جنوبي حلب. وأكد المتحدث أن ضباطا إيرانيين وخبراء من روسيا شاركوا إلى جانب قوات النظام في معركة كلية المدفعية.
وقد بث جيش الفتح أيضا صورا من الجو للكليات التي سيطر عليها في منطقة الراموسة جنوبي حلب، وأعلن سيطرته على مواقع مهمة في المنطقة بعد إعلانه السيطرة على كلية التسليح وكتيبة التعيينات، إضافة لتلة المحروقات وقرية العامرية ومواقع أخرى في المنطقة. وقالت جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) -المنضوية تحت جيش الفتح- إنها قتلت 150 من قوات النظام وعناصر حزب الله اللبناني أثناء الاشتباكات
========================
كومسومولسكايا برافدا: هل ستخرج تركيا من الناتو وتنضم إلى روسيا في الحرب السورية
http://www.raialyoum.com/?p=497843
تطرقت صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” إلى زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا، مشيرة إلى الأهمية الجيوسياسية لهذه الزيارة.
جاء في مقال الصحيفة:
التقى يوم 9 أغسطس/آب الجاري في سان بطرسبورغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره التركي رجب طيب أردوغان. وقد تفاعلت وسائل الإعلام العالمية مع هذا الحدث بسرعة؛ مستنتجة أن هذا اللقاء هو رسالة من أردوغان إلى الغرب؛ حتى أنها اشارت إلى احتمال خروج تركيا من الناتو.
وقد تحدث مدير معهد الدراسات السياسية والاجتماعية لمنطقة البحر الأسود وبحر قزوين فيكتور نادين-رايفسكي عن الأهمية الجيوسياسية الحقيقية لزيارة أردوغان إلى روسيا، وقال:
تُظهر تركيا شكلا من أشكال العناد، وتسعى لحماية مصالحها الوطنية. لذلك فهي في موقف صعب. أولا – لأن أنقرة حاليا معزولة في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. ثانيا – لأن تركيا معزولة إقليميا. وتركيا تخوض في الوقت الحاضر عدة حروب “صامتة”: في العراق وفي شمال سوريا وفي الداخل ضد الأكراد؛ وهذه الحروب تحتاج إلى تمويل. لذلك، فالصداقة مع روسيا ضرورية لأردوغان، وبالطبع سيكون موقف الغرب منها سلبيا. ولكن، يجب أن نفهم أن كل ما يقال عن خروج تركيا من الناتو وانضمامها إلى “منظمة شنغهاي للتعاون” (تضم روسيا والصين وكازاخستان وقرغيزيا وطاجيكستان) ليس أكثر من ابتزاز.
إن تركيا في الواقع لا تنوي الخروج من حلف شمال الأطلسي على الرغم من أن بعض الخبراء أسرعوا إلى اعتبار لقاء الرئيسين الروسي والتركي محاولة لتأسيس حلف مضاد للغرب. والأمر ليس كذلك؛ لأن تركيا تبقى موقعا مهما للناتو في شرق البحر الأبيض المتوسط وأحد أهم حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، والعلاقات العدائية بين أردوغان وأوباما هي أمر بسيط. لأن رئيسا جديدا بعد  الانتخابات الرئاسية سيتسلم السلطة في الولايات المتحدة وتعود المياه إلى مجاريها الطبيعية.
كما أن تركيا لن تتخلى عن محاولاتها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وأنقرة لن تتخلى عن مثل هذه المشروعات؛ لأن كل ما هو مفيد يهمها.
أما بالنسبة لسوريا فقد جرى اجتماع مغلق بهذا الشأن عقب انتهاء المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيسان. ولكن، بما أنه لم تعلن نتائج هذا اللقاء، فهذا يعني أن هناك نقاطا لا تزال عالقة ولم يتم التوصل إلى حلول وسطية بشأنها. ومع ذلك، سيكشف المستقبل ما جرى في هذا اللقاء، حيث لا يسمح الوضع حاليا بكشف كل شيء. هناك اختلافات كثيرة في المواقف إزاء الأزمة السورية. فأردوغان يقول إنه إلى الآن ليس واضحا من هو إرهابي ومن هو غير ذلك. ولكن من جانب آخر يجب الانتباه إلى آخر تصريحات الإرهابيين حول عدم تمكنهم من الدخول إلى سوريا عبر الحدود التركية. أي أن أنقرة شددت المراقبة على الحدود. وهذا موقف إيجابي. لذلك أعتقد أن الأتراك حاليا يحاولون معرفة أين يكمن الربح الأكبر.  (روسيا اليوم)
========================
إيزفيستيا: تركيا قد تغلق حدودها مع سوريا بطلب من موسكو
 http://www.raialyoum.com/?p=497834
طلب وفد من الدبلوماسيين والعسكريين الروس أثناء مباحثات مع نظرائهم الأتراك إغلاق الحدود التركية-السورية، حسبما نقلته صحيفة “إيزفيستيا” الروسية استنادا إلى مصادر في البرلمان الروسي.
وأكد نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الروسي (الدوما) فيكتور فودولاتسكي: “طرحنا، بالطبع، مسألة متعلقة بإغلاق الحدود التركية-السورية لوقف تدفق الإرهابيين والأسلحة”.
وأكد البرلماني الروسي أن موسكو بدورها تستطيع أن تقدم للجانب التركي صورا من أقمار صناعية تظهر فيها معابر لتهريب الأسلحة والمسلحين إلى سوريا.
وذكرت الصحيفة أن تركيا تنزع إلى اجتياز المسائل المعلقة في الشأن السوري، وأنها قد تقبل المقترح الروسي، مضيفة أن أنقرة قد بدأت بدراسته.
وكانت وسائل إعلامية أفادت في وقت سابق بإنشاء آلية روسية تركية مشتركة تتضمن ممثلين عسكريين، وممثلين عن الاستخبارات وممثلين عن الهيئات الدبلوماسية، وذلك لبحث سبل الخروج من الأزمة السورية.
الجدير بالذكر أن موسكو دعت مرارا إلى تأمين إغلاق الحدود التركية السورية من أجل وقف تهريب الأسلحة والمسلحين، وذلك تنفيذا لقرارات مجلس الأمن الدولي، وتطبيع الوضع الأمني في سوريا.
وكانت وسائل إعلامية أوردت في وقت سابق أن نحو مئة مسلح أجنبي لا يزالون يدخلون سوريا عبر الحدود مع تركيا أسبوعيا بهدف القتال في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية”.  (روسيا اليوم)
========================
كيف تناولت الصحف الألمانية ما يحدث في حلب ؟
http://www.aksalser.com/news/2016/08/11/كيف-تناولت-الصحف-الألمانية-ما-يحدث-في-ح/?utm_campaign=nabdapp.com&utm_medium=nabdapp.com&utm_source=nabdapp.com
علقت صحف ألمانية على الوضع في حلب التي تدور معارك طاحنة للسيطرة عليه، وانتقدت بعض التعليقات الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن و”ريائها” حول الوضع في سوريا، فيما تعاطفت تعليقات أخرى مع الأوضاع الإنسانية السيئة في حلب.
غيرد أبينتسيلر – صحيفة “تاغيسشبيغل
يضم مجلس الأمن الدولي خمسة أعضاء دائمين، من ضمنهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا، وهم مشاركون بصورة غير مباشرة في الحرب الدائرة في سوريا. وتقوم طائراتهم بقصف المدن ومواقع ما يسمى “بالدولة الإسلامية” وهو الطرف الثاني في الحرب. وحتى الإتحاد الأوروبي، وفرنسا وبريطانيا من أعضاءه، يؤيد دعوات الأمم المتحدة.
وحجم الرياء أصبح لا يمكن تحمله، وخاصة عندما تعمل دول ذات قوة عسكرية على تدمير دولة وجعلها تحت الأنقاض، وفي الوقت نفسه يطالب دبلوماسيها في نيويورك بوقف إطلاق النار(…). فيما يتركون بكل الأحوال العمل القذر على الأرض والموت بين الحطام لمساعديهم من السعودية أو إيران لإنجازه. وعلى الدول الأربعة المذكورة عدم خداع العالم من جديد عبر محاولاتهم اليائسة لإيجاد داعمين للسلام، لأن من يقدم على احتجاز سكان المدن كرهائن صار فاقدا لجميع الحقوق الأخلاقية لتقديم نفسه كشخص جيد وأن الشخص المقابل له هو شخص سيء”.
هينريك م. برودر – صحيفة “فيلت
بالنسبة لي حلب هي أسوء من أوشفيتس (أوشفيتس أحد معسكرات الإبادة النازية). وأوشفيتس هو جزء من التاريخ الذي دونت كل تفاصيله. ولا يمكن تكرار أوشفيتس، وسيبقى وصمة التاريخ الأوروبي في القرن العشرين. أما حلب فهي الحاضر. والقتل والموت يتم نقله بصورة مباشرة. (…) ولا يمكن لأحد القول فيما بعد إنه لم يشاهد أو يعرف ماذا جرى في حلب، أو أنه لم يكن بالإمكان وقف الذي يجري عبر العمليات العسكرية، وكأن حلف الناتو جمعية تقليدية ترسل القوات المسلحة بملابس تقليدية للاحتفالات الشعبية فقط”.
وأنهى الكاتب برودر مقاله بدعوة للسياسيين الألمان والأوربيين، وكذلك لممثلي المنظمات الاجتماعية والدينية، بالقول: “إلزموا الصمت واخجلوا من أنفسكم!”
كريستوف سيدوف – “دير شبيغل
تدخل عسكري من جانب الغرب لا يمكن أن يعطي ضمانا للاستقرار وتطور الديمقراطية في بلد ما. ومثال على ذلك ليبيا. وغرقت ليبيا في حرب أهلية بعد تدخل الناتو فيها، وتحاربت الميليشيات المتنافسة في ليبيا على كسب السلطة لصالحها. لكن الوضع في سوريا اليوم مأساوي وبصورة أكبر بكثير مما كان عليه الحال في حالة تدخل عسكري من قبل الولايات المتحدة وحلفائها.
والتدخل العسكري الروسي جعل الأوضاع الإنسانية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة تتجه إلى الأسوأ. والتدخل الروسي جعل مئات آلاف السوريين في شرق حلب محاصرين من قبل القوات الحكومية. ولا يمكنهم هذه المرة أيضا تأمل أي تدخل عسكري من جانب الغرب”. (دويتشه فيله)
========================
لوفيغارو: حيرة بالغرب في التعامل مع "المتطرفين" في سوريا
http://arabi21.com/story/934396/لوفيغارو-حيرة-بالغرب-في-التعامل-مع-المتطرفين-في-سوريا#tag_49219
عربي21 - بسمة بن ميلاد# الجمعة، 12 أغسطس 2016 07:25 م 00
نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن نجاح الثوار السوريين في كسر الحصار عن مدينة حلب، العاصمة الاقتصادية في الشمال السوري، وهو انتصار اشتركت في تحقيقه الفصائل المقاتلة مع "جبهة فتح الشام"، التي كانت اسمها "جبهة النصرة" إعلانها فك ارتباطها بتنظيم القاعدة الشهر الماضي.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه من قواعد الحرب السورية أنه كلما استمر الصراع؛ زادت سيطرة "المتطرفين" على الأطراف المعتدلة. وأثبتت الأحداث الأخيرة في حلب، المدينة الثانية في سوريا والمقسمة بين مناطق غربية تخضع لسيطرة لقوات نظام والأحياء التي يسيطر عليها الثوار السوريين، صحة هذه القاعدة.
وذكرت الصحيفة أنه منذ فترة طويلة؛ تم تهميش الثوار "المعتدلين" في ساحة القتال. واعتبرت أن النجاح الذي حققته الفصائل في الأسبوع الماضي، عبر وكسر الحصار عن العاصمة الاقتصادية في الشمال، يُعتبر انتصارا لتنظيم القاعدة في سوريا. وتسلط هذه الحرب "الداخلية" الضوء على دور العناصر المتطرفة في الصراع السوري.
وتقول الصحيفة إنه رغم تغيير اسمها، احتفظت جبهة النصرة، التي وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية ضمن قائمة المنظمات الإرهابية في سوريا، بنفس الأهداف المتمثلة في إقامة إمارة إسلامية، وتوحيد الجهاد وفرض الشريعة، وفق قولها.
ففي آذار/ مارس 2015 وبعد انتزاع مدينة إدلب، التي تقع في شمال غرب سوريا، من قوات النظام، فرض مقاتلو جبهة النصرة قواعد مقيدة، للغاية على حريات السكان. كما قاموا بمضاعفة الانتهاكات وإسكات الأصوات المعارضة لسياساتهم.
وأضافت الصحيفة أن سكان المناطق الغربية من حلب، وخاصة المسيحيين منهم، والذين يخشون من وصول مقاتلي هذه المنظمة إلى المدينة، يعتبرون جبهة فتح الشام أكثر الفصائل تطرفا في سوريا. ومن المؤكد أن ليس كل الجماعات التي تقاتل ضد قوات بشار الأسد في حلب لها أي صلة بتنظيم القاعدة. ولكن إصرار وتصميم فتح الشام على القتال سمح للمعارضين انتصارات ضد النظام، وهو ما فرض على فصائل المعارضة "واجب الولاء" والتعاطف مع هذا التنظيم، وفق الصحيفة الفرنسية.
وتساءلت الصحيفة عما إذا كان الغرب، الذي يدعم مجموعات تقاتل النظام السوري في حلب، قد صار حليفا لتنظيم القاعدة دون وعي منه.
وعلاوة على ذلك، من المفترض ألا تستهدف الضربات الجوية التي قادتها أمريكا وحلفاؤها مدينة حلب، ذلك أن دورها يقتصر على محاربة تنظيم الدولة. لكن الولايات المتحدة قامت بتسليح بعض المجموعات. وقالت الصحيفة إن بعض المعارضين لنظام الأسد الذين قامت الولايات المتحدة بتدريبهم، سلموا، العام الماضي، أسلحتهم ومعداتهم العسكرية إلى جبهة النصرة.
وبينت الصحيفة أنه على ميدان القتال، لا يمكن التمييز بين الفصائل المتناحرة على الأراضي السورية. ويحذر الخبير في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليسترال بأن "جبهة النصرة أصبحت أكثر خطورة من ذي قبل". ففي حلب، تسعى هذه المنظمة إلى "نصب فخ للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين"، كما يقول.
وأشارت الصحيفة إلى أن معهد دراسة الحرب الأمريكي اعتبر أن جبهة النصرة تمثل أبرز الأخطار التي تهدد الأمن القومي للمواطنين الأمريكيين والأوروبيين، وأنه تهديد يمس وجودهم بدرجة أولى، ما يبرر حقيقة "أن هزيمته وتدميره تمثل أولوية" للاستراتيجيات الغربية، وفقا لما أورده موقع المعهد. ولكن، وبالنظر إلى ما يحدث حاليا في حلب، يبدو هذا الهدف بعيدا جدا.
ورأت الصحيفة أن معركة حلب القادمة ستكون طويلة الأمد. وقد تزود طرفا القتال بتعزيزات وإمدادات كبيرة، ذلك أنهما يعتبران أن السيطرة على هذه المدينة الشمالية، قلب الدولة السورية ومحور الصراع، سيحدد الطرف المنتصر في المعركة.
فالسيطرة على حلب بالنسبة للنظام؛ ستسمح بأن يكون في موقف قوي أثناء مفاوضات جنيف حين استئنافها، كما أنه بالنسبة للثوار سيعني مضاعفة حظوظهم لإسقاط النظام.
وفي الوقت الذي تتعثر فيه عملية السلام، ستحدد معركة حلب نتيجة الصراع السوري. ولكن، حتى قبل أن تبدأ هذه المعركة، فإنها شكلت تحديا للمجتمع الدولي. وكما ذكر معهد دراسات الحرب الأمريكي، فإن حلب "آخر المناطق التي تضم شركاء محتملين للولايات المتحدة في سوريا، فيما لم تنجح واشنطن في توفير الدعم السياسي والعسكري لمنع حصار هذه المدينة"، لذلك تقدمت جبهة فتح الشام للقيام بهذه المهمة.
وذكرت الصحيفة أن إغلاق قوات النظام للممر الذي اخترقه "عناصر منتمية سابقا لتنظيم القاعدة" لا يغير أي معطى. فالوضع في سوريا يشبه "الاختيار بين الطاعون والكوليرا" ؛ تلخيصا لما يحدث في هذا البلد منذ اندلاع ورات الربيع العربي.
========================
التايمز: حزب الله استخدم الدرونز لقصف المعارضة بحلب
http://arabi21.com/story/934092/التايمز-حزب-الله-استخدم-الدرونز-لقصف-المعارضة-بحلب-فيديو#tag_49219
عربي21- عبيدة عامر# الخميس، 11 أغسطس 2016 04:09 م 0580
ناقشت صحيفة "التايمز" البريطانية، الخميس، استخدام حزب الله اللبناني لقصف مواقع للمعارضة السورية باستخدام طائرات بدون طيار، بحسب ما نشر الحزب على حساباته.
وقالت الصحيفة إن "حزب الله أصبح التنظيم الإرهابي الأول الذي يستخدم طائرة بدون طيار لشن غارة جوية"، مشيرا إلى أنه استخدم طائرات متاحة بشكل تجاري لإسقاط قنابل على مواقع للمعارضة.
وفي مقطع مصور "ذي تبعات أمنية عالمية"، بحسب الصحيفة، أظهرت قناة تابعة للحزب مقاطع مصورة للقصف، قالت إنها في جنوب حلب، حيث تقع أعنف المعارك بين الثوار وقوات النظام الذي يدعمه الحزب.
وتم تصوير الهجمات باستخدام كاميرا مثبتة على الطائرة وهي تحلق فوق هدفها، حيث أظهر أحد المقاطع قنبلتين صغيرتين، من طراز "MZD2" العنقودي، وهي تسقط وتنفجر قريبا من موقع يبدو أنه عسكري
وقال الباحث جستين برونك، من "المعهد الملكي للخدمات المتحدة"، إن "المقطع يظهر استخدام طائرة مروحية بدون طيار، وتركيب آلية قذف لقنبلتين عنقوديتين، انتزعتا من صواريخ جراد، الموجودة في ترسانة حزب الله".
ويتم إطلاق القنابل صينية الصنع عادة بأعداد كبيرة باستخدام صواريخ جراد "BM-21"، حيث تحتوي هذه القنابل غير الموجهة على مئات القنابل من الكرات الصغيرة المستخدمة ضد المشاة، وهي خفيفة بما يكفي لتحملهاطائرة بدون طيار، بحسب "التايمز".
وقارن المحللون هذا الابتكار بطياري الحرب العالمية الأولى الذين بدؤوا بإسقاط القنابل اليدوية والقنابل الصغيرة على مواقع الأعداء، حيث أكد برونك أن هذه "طريقة مناسبة لإخافة الناس، لأنك تصاب بالشظايا على بعد 20 قدما".
"حرب الدرونز"
وقالت الصحيفة إن الدرونز المتاحة تجاريا، سهلة التحليق وتحمل كاميرات صغيرة، وأصبحت واسعة الانتشار في معارك سوريا وشرق أوكرانيا، حيث استخدمت هناك للاستطلاع وتوجيه المدفعية وقذائف الهاون.
واستخدمت جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) الطائرات بدون طيار لصناعة أفلام دعائية لهجمات المشاة والتفجيرات الانتحارية
وقال رافايلو بانتوشي، مدير الدراسات الأمنية في "المعهد الملكي للدراسات الخارجية"، إن "التنظيمات الإرهابية تحدثت طويلا عن هذه الأشياء"، حيث كشفت مخططات سابقة استخدام القاعدة لطائرات موجهة بالريموت في هجمات أمريكا 2011 التي تم إفشالها، وبعد ذلك بعام في جيبرالتار، كما منعت السلطات تحليق الطائرات بدون طيار فوق العاصمة البريطانية لندن خلال أولمبياد عام 2012.
وفي حرب عام 2006، بين إسرائيل وحزب الله، حاول الحزب من أجل تحليق ثلاث طائرات بدون طيار، إيرانية الصنع، داخل إسرائيل، حاملة متفجرات، لاستخدامها كصواريخ موجهة، إلا أنها أسقطت جميعا.
وقبل عامين، قال الحزب إنه استخدم طائرة بدون طيار لقتل 23 مسلحا من المعارضة المسلحة من الجو في القلمون، إلا أنه لم يتم توثيقه
وقال بانتوشي إنه "إذا كانت هذه طائرة موجهة بدون طيار فعلا، مثل الطائرات الأمريكية، فنحن نتحدث عن تغير حقيقي في القدرات التي قد تجعل إسرائيل متأهبة جدا".
========================
إيكونوميست : ما الثمن الذي دفعته المعارضة السورية مقابل كسر حصار حلب؟
http://klmty.net/576164-إيكونوميست___ما_الثمن_الذي_دفعته_المعارضة_السورية_مقابل_كسر_حصار_حلب؟.html
 13 أغسطس , 2016 - 4:10 ص
لم يسبق، منذ دخول روسيا في الحرب الأهلية إلى جانب النظام السوري بقيادة بشار الأسد، أن عرفت المعارضة حصارًا وعزلاً مثل الذي حدث، فقد خسرت المعارضة في شباط/ فبراير أهم طريق نحو تركيا، وبعد أسبوعين تم عزل المقاتلين الموجودين شرق المدينة، التي يقطنها قرابة 250 ألف سوري، والذي كاد أن يكون هذا الحصار الأكبر والأشرس منذ خمس سنوات من انطلاق الحرب.
وفي خضم ذلك اليأس، أجبرت مجموعات المعارضة بمختلف أطيافها، تحت تأثير الغارات، على العمل معًا، ففي يومي 6 و7 آب/ أغسطس، استخدمت المعارضة والجماعات الجهادية القنابل الانتحارية، والمدفعيات والدبابات لكسر مواقع النظام، كما حاصر الثوار مركبًا عسكريًا واستولوا على الأسلحة والذخيرة وفتحوا ممرات ضيقة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة وتغلقها منذ أسبوع.
جوبه التقدم الذي جدّ بسرعة من قبل القوات الحكومية السورية، بردّ غاضب، فقد كثّف النظام من غاراته ضد مواقع المعارضة في المدينة وذلك في محاولة منهم للتصدي لتقدم الثوار، ويقول ناشطون في شرق حلب إنهم شنّوا أكثر من 100 غارة خلال اليومين السابقين، وقد كان القصف عنيفًا جدًا حتى إن عمال الإغاثة لم يعثروا على طريق يقود إلى شرق المدينة، كما تقلصت عملية نقل الإمدادات بسبب خطورة الوضع، وفي هذا السياق، قال أحد الناشطين: "على الرغم من كسر الحصار، إلا أن الطرقات غير آمنة بالكامل لذا لم يصل الطعام والوقود إلى أجزاء داخلية في المدينة".
ولكن مع استعادة الثوار للأرض يبدو أن قوات الطاغية بشار الأسد، المتمركزة في الجانب الآخر من المدينة، والتي يقطنها 1.2 مليون سوري، قد حاصرت نفسها، فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية في ذلك الجزء بسبب خوفهم من حدوث أزمة إنسانية هناك.
كل هذه المأساة تحولت لصالح قوات الثوار، فقد كانت هذه المدينة أكبر مدن سورية ومحورها التجاري، وكانت حلب ساحة معركة منذ سنة 2012 منذ أن وقعت معركة ضارية بين المعارضة والقوات الموالية للطاغية بشار الأسد في المدينة وقسمتها إلى جزأين: جزء غربي يسيطر عليه النظام وشرقي تسيطر عليه المعارضة.
وقد تصاعدت وتيرة المعارك في الأشهر الأخيرة في محاولة من الطرفين للسيطرة على باقي المدينة، ربما هي ورقة أراداها لكسب بعض الدعم في محادثات السلام القادمة، إلا أن تقدم الثوار جعل العودة إلى محادثات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة هذا الشهر أمرًا مشكوكًا فيه.
كان نجاح الهجوم المضاد، والذي قام به الثوار والذي أطلق عليه اسم "المعركة العظمى في حلب"، بفضل تدفق الأسلحة والأموال التي عبرت بشكل كبير من تركيا خلال الأسابيع الماضية، كما أن التعاون غير المسبوق بين فصائل المعارضة، التي تلقى البعض منها دعمًا من أمريكا، والتحالف مع المجموعات الإسلامية المعروفة بجيش الفتح، ساهم هو الآخر في نجاح هذا الهجوم.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المجموعات - جيش الفتح - تضمّ أعضاءً من جبهة فتح الشام، التي غيّرت اسمها أخيرًا والذي كان جبهة النصرة وأعلنت قطعها مع تنظيم القاعدة، ويُعتقد أن المجموعة غيّرت اسمها على أمل أن تتجنب الغارات الأمريكية والروسية، وعلى ما يبدو كانت هي العقل المدبر للتقدم الذي أحرزه الثوار في حلب.
إلى أي مدى قد يتواصل هذا التحالف؟ ما زالت الإجابة عن هذا السؤال مبهمة، من المحتمل أن يحول الثوار نصرهم إلى كسب دبلوماسي، ولكن الدور البارز الذي لعبته جبهة فتح الشام في حلب، قد يقلق البعض، وبينما تحاول الأمم المتحدة العودة لمحادثات السلام ما زالت كلّ من روسيا، وأمريكا والحكومة السورية تعتبر جبهة النصرة تنظيمًا إرهابيًا، فمن جهتها صرحت أمريكا أنها ستواصل استهداف المجموعة ولو غيرت اسمها.
ونتيجة لهذا فلا أمل في أن يُقدم لها مقعد في أي طاولة محادثات مستقبلية، وعلى الرغم من أنه تم منح سكان حلب مهلة للملمة جراحهم، إلا أنه لا يبدو أن الحرب المطولة ستنتهي قريبًا.
========================
جارديان تحذر: الأسد يواصل الهجوم بالكيماوي والأمر لم يعد صادما !
http://www.cairoportal.com/story/562243/جارديان-تحذر--الأسد-يواصل-الهجوم-بالكيماوي-والأمر-لم-يعد-صادما-?utm_campaign=nabdapp.com&utm_medium=nabdapp.com&utm_source=nabdapp.com
كتب : ترجمة: ياسر حسين الجمعة، 12 أغسطس 2016 10:12 ص
حذر خبراء من أن استمرار استخدام نظام بشار الأسد للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في الحرب الأهلية السورية سيجعل من جرائم الحرب واستخدام الكيماوي أمرا طبيعيا، حسبما ذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية
وأشارت الصحيفة، في تقرير لها، إلى أحدث هجوم بغاز الكلور في حلب، حيث قال أطباء على الأرض إنه أسفر عن مقتل امرأة وطفلان وإصابة العشرات، فضلا عن عشرات الهجمات بغاز الكلور منذ أن وافق الأسد رسميا على التخلي عن مخزونه من الأسلحة الكيمائية في أعقاب هجوم بغاز السارين بإحدى ضواحي دمشق عام 2013.
ونقلت الصحيفة عن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، قوله إن هناك أدلة كثيرة تؤكد قيام القوات الموالية لبشار بشن هجوم كيماوي على أحد أحياء حلب، الأمر الذي يمثل "جريمة حرب" إذا تم استخدام غاز الكلور، مضيفا إنه إذا تأكد وقوع هذا الهجوم فهو جريمة حرب، وسيتطلب من الجميع التصدي له على الفور".
ويقول الخبراء إنه على الرغم من أن معظم الهجمات الأخيرة كانت صغيرة نسبيا، إلا أن عدد القتلى والمشوهين من المدنيين والناشطين تزايد، مما دفعهم للتحذير من أن استخدام الأسلحة الكيميائية لن يكون صادما كما كان قبل سنوات.
========================
إيكونومست: الشباب العربي سيثور مجددا على الظروف الراهنة
http://arabi21.com/story/934075/إيكونومست-الشباب-العربي-سيثور-مجددا-على-الظروف-الراهنة
لندن- عربي21# الخميس، 11 أغسطس 2016 10:57 ص 0900
إيكونومست: الشباب العربي سيثور مجددا على الظروف الراهنة
ناقشت مجلة "إيكونومست" البريطانية واقع الشباب العربي بعد ثورات الربيع العربي، وصعود الثورات المضادة، والتحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها في ظل تضخم نسبة الشباب، مقابل عجز الحكومات عن استثمار طاقاتهم.
وتروي "إيكونومست" عن الشاب المصري محمد فوزي، الذي يدرس الهندسة في جامعة القاهرة، شعوره المتشائم، لاعتقاده بأنه لن يستطيع العمل في وظيفة توفر له أجرا مناسبا بعد التخرج، لتغطية مصاريفه، وإعالة والدته الأرملة، وتمكينه من إكمال حياته لشراء شقة يتزوج بها.
وقالت المجلة، في تقرير لها، الجمعة الماضي، إن الوطن العربي يضم حالات كثيرة "بائسة" مثل محمد فوزي، حيث تضم الدول العربية أعدادا كبيرة من الشباب المحبطين بسبب غياب فرص العمل في بلدانهم، ما يدفعهم للخروج عن سلطة العادات والتقاليد في مجتمعاتهم، منبهرين بما يعرفونه عن ضمان الحريات ودرجة تقدم في الغرب، لكن لدى أغلبهم أيضًا قناعة بأن حالهم ليست أسوأ من الشباب في مناطق أخرى حول العالم، بحسب التقرير الذي ترجمه موقع "نون بوست".
وقال رامي خوري، الطالب اللبناني من الجامعة الأمريكية ببيروت "إنّ الشباب لا يرغب سوى في العيش بسلام، لكنهم يجدون أنفسهم عاجزين عن اختراق النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية لبلدانهم، يجب عليهم أن يخلقوا عوالم موازية خاصة بهم، لأنهم لا يستطيعون فعل أي شيء في هذه الأوضاع العادية".
الربيع العربي والشباب
وأدت العديد من العوامل إلى اندلاع الربيع العربي في سنة 2011، وتمكنت ثوراته من الإطاحة بالحكام في تونس وليبيا واليمن ومصر، وأدت إلى زعزعة عديد الأنظمة الأخرى، ولكن العامل الرئيس يرتبط أساسًا بتضخم نسبة الشباب في الدول العربية، مقابل عجز حكومات هذه الدول عن استثمار هذه الطاقات في التنمية الاقتصادية لبلدانها.
وبعدما انتكست بعض الانتفاضات العربية على أعقابها وتحول بعضها الآخر إلى حروب أهلية دموية باستثناء الثورة التونسية، أصبح واقع الشباب العربي أكثر سوءا، في بلدان يزداد فيها القمع السياسي وتتقلص فيها فرص العمل.
من جانب آخر، شهدت أغلب الدول العربية نموًا اقتصاديًا أقل من النمو الاقتصادي لبعض الدول متوسطة الدخل، بعدما تضررت بعض الدول بسبب انخفاض أسعار النفط، وأثارت الاضطرابات الأخيرة مخاوف المستثمرين الأجانب، في حين تسبب الإرهاب في انهيار القطاع السياحي، ومما زاد الأمر تعقيدا السياسات الانهزامية للحكومات العربية في التمسك بالسلطة، كما هو الحال في مصر.
وبشكل عام، فإن ارتفاع نسبة الشباب في التركيبة السكانية يعدّ عاملا إيجابيا، ولكن العالم العربي يتعامل مع الشباب على أنه لعنة يجب التخلص منها، في وقت وجد فيه الشباب العربي نفسه مخيرًا بين خيارين سيئين، أفضلها في الوطن لمواجهة الفقر، وأكثر سوءًا الهجرة أو القتال في بؤر التوتر مثل سوريا.
مشارب مختلفة
وأوضحت المجلة أن الشباب العربي من مشارب مختلفة، لكن الحكومات العربية تتعامل معه على أنه مشرب واحد، رغم تنوع اهتماماته.
وأشارت "إيكونومست" إلى أن العالم العربي، أولا، شهد انفجارا ديمغرافيا كبيرا، وتضاعف عدد سكان الدول العربية في العقود الثلاثة الأخيرة منذ سنة 1980 ليبلغ تعداد الدول العربية 375 مليون نسمة في سنة 2010، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد ليصبح 467 مليون نسمة بحلول سنة 2025، بمعدل نمو يبلغ 1.8% ليفوق بهذا المعدل العالمي الذي يبلغ 1%.
شهد العالم العربي انفجارًا ديمغرافيًا بالتوازي مع التوسع الحضري، في سنة 2010، بلغت نسبة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة قرابة 20% من مجموع السكان، ومن المتوقع أن يواصل معدل الشباب ارتفاعه ليبلغ 58 مليون بحلول سنة 2025.
ثانيا، شهدت الدول العربية ارتفاعًا كبيرًا في معدلات البطالة في صفوف الشباب، وفي سنة 2010، التي مهدت لقيام الانتفاضات العربية بلغت معدلات البطالة بين الشباب أرقامًا قياسية هي الأعلى بين كل مناطق العالم، بنسبة تراوحت بين 10% و27%، وقد واصلت هذه المعدلات ارتفاعها منذ ذلك الوقت لتتراوح بين 12 و30%.
وقالت المجلة إن الواقع الذي تشهده الدول العربية يضم العديد من المفارقات الغريبة، فكلما ازدادت سنوات الدراسة، تقلصت حظوظك في العثور على وظيفة مناسبة، ففي مصر على سبيل المثال بلغت نسبة العاطلين عن العمل بين أصحاب الشهادات العليا قرابة 34% في سنة 2014، مقارنة بنسبة 2% للأشخاص الذين لم يتجاوز تعليمهم المستوى الابتدائي، وتتسم معدلات البطالة بعدم المساواة بين الجنسين، حيث تبلغ نسبة البطالة في صفوف الإناث اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و24 سنة أكثر من 68% في مصر، مقارنة بالذكور الذي لا تتجاوز نسبة البطالة في صفوفهم 33%.
أما المؤشر الثالث حول أزمة الشباب العربي، فيرتبط بارتفاع معدلات الهجرة، خصوصًا في اتجاه دول الخليج العربي التي تمتلك ثروات نفطية، وتحتكر كل من سوريا وفلسطين ومصر أكبر معدلات الهجرة بين الدول العشرين الأولى في العالم في سنة 2015، وهو ما يفسر النسبة الكبيرة للأشخاص الذين يعيشون خارج البلاد، أساسًا بسبب ظاهرة اللجوء.
وكشفت دراسة نشرها مركز "بيو" للأبحاث في واشنطن أن دول الشرق الأوسط تشكل استثناء لاستنتاجها الذي يقوم على الاعتقاد بأن الأشخاص في الدول الأكثر فقرًا يبدون أكثر تفاؤلا حول المستقبل من الدول الغنية، حيث يعتقد 53% فقط من المستجوبين في الشرق الأوسط أن أبناءهم سيكونون أفضل استقرارًا ماديا منهم، بينما يوافقهم في ذلك 51% في إفريقيا و58% من آسيا.
حلول مؤقتة
ودفعت هذه الظروف الحكومات العربية لاستيعاب الضغط المتزايد للباحثين عن الشغل في القطاع العام، من منطلق أنه سيكون من الأفضل أن يتقاضى الشباب أجرا زهيدا مقابل عدم القيام بأي شيء، على أن يتسكع في الشوارع ويتسبب في المشاكل، وفي أوج القومية العربية في عهد جمال عبد الناصر، الذي أطاح بالنظام الملكي في سنة 1952، قامت مصر بتوفير وظيفة حكومية لكل المتخرجين.
وفي الخليج، دفع تراجع أسعار النفط ممالك الخليج، الذين نجحوا إلى حد الآن في إغراء شعوبهم بالمال والأجور المرتفعة، إلى خفض الرواتب العمومية، وبما أن بعض دول الخليج العربي أصبحت تكافح لضمان عدد كاف من الوظائف لشعوبها، فإنها اضطرت إلى غلق باب الهجرة العمالة في وجه الدول العربية الأخرى، فالمملكة السعودية تحتاج على سبيل المثال لخلق 226 ألف وظيفة جديدة سنويًا، وفقًا لما ذكرته شركة "جدوى" المتخصصة في الأبحاث، لكن المملكة السعودية لم تستطع سوى توفير 49 ألف وظيفة جديدة في سنة 2015.
شعور بالاستحقاق
على الرغم من كل هذه التحديات والمشاكل التي تواجه الشباب العربي، فإنه لا زال يحافظ على الشعور بالاستحقاق، وفقًا لما ذكره نادر قباني، من شركة "سيلاتيك" التي تعمل على تسهيل عملية ربط الشباب العربي بفرص العمل، ويفضّل الشباب العربي غالبًا مواصلة العيش مع أسرته على العمل في وظيفة يشعر أنها تؤثر على كرامته. كما تشير العديد من الأرقام إلى تحسن تطلعات الشباب العربي، الذي ارتفعت معدلات التعليم في صفوفه، مقارنة بالمعدلات التي كانت عليها قبل سنوات، كما أن الشباب العربي أصبح أكثر قدرة على الوصول إلى المعلومة أكثر من أي وقت مضى.
أثارت الانتفاضات العربية مخاوف عديدة حول مصير الشباب العربي، وانتقلت هذه المخاوف إلى صفوف الشباب أنفسهم، بعدما اندفعت أعداد كبيرة منهم نحو القتال، وقد عملت دعاية تنظيم الدولة على استهداف هذه الفئة تحديدا، من خلال الذراع الإعلامية التي تقوم بترويج الأيديولوجيا المتطرفة بينهم، لكن سبر الآراء الذي أجري في الدول العربية حول هذه الظاهرة أثبت أن الشباب العربي يعتقد أن غياب فرص العمل هو السبب الرئيس الذي يدفع بعضهم للالتحاق بالتنظيمات المتطرفة، وهي مشاكل يقدم لها تنظيم الدولة حلولا عملية، من خلال الأجور المرتفعة، وعروض الزواج.
وما زالت الشخصيات المستبدة بالحكم في العالم العربي متمسكة بالسلطة، وليس لديها أي استعداد لتقاسمها مع الأجيال القادمة، فعلى سبيل المثال، الرئيس الجزائري الذي لم يظهر إلا في مناسبات قليلة في السنوات الأخيرة، عبد العزيز بوتفليقة يبلغ 79 سنة، والرئيس السوداني عمر البشير يبلغ 72 سنة، بينما أقصى الجنرال المصري عبد الفتاح السيسي كل أشكال الاختلاف ليستبد وحده بالسلطة.
وتستقطب الأحزاب السياسية في العالم العربي عددًا قليلاً من الشباب نظرًا لدورها الهامشي في الحياة السياسية، فمثلا، يجسّد البرلمان السوري نموذجا للديكتاتورية، وتعاني الأحزاب اللبنانية من الانقسامات، ولا تكتسي الأحزاب السياسية في الخليج العربي سوى صبغة استشارية، وحظرت مصر عمل جماعة الإخوان المسلمين.
واختتمت "إيكونومست" بقولها إن "الحروب والاضطرابات التي هزّت المنطقة العربية خلال الربيع العربي، طغت على الشعور بالتعطش للديمقراطية، وقد تكون النجاحات التي حققتها الثورة التونسية مقارنة بالانتفاضات العربية الأخرى، سببها الرغبة في تحقيق الاستقرار، وقد أكدت نتائج سبر الآراء التي قامت بها مؤسسة بيو في منتصف سنة 2012 أن 53% من المستجوبين يضعون الاستقرار في قائمة أولوياتهم".
========================
اندبندنت: داعش “يتآكل بشدة” في سوريا والعراق
http://dasmannews.com/2016/08/12/اندبندنت-داعش-يتآكل-بشدة-في-سوريا-وال
بواسطة جريدة دسمان الإلكترونية -  12 August, 2016 63 0
قالت صحيفة (اندبندنت) البريطانية اليوم الجمعة إن ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) “يتآكل بشدة” في سوريا والعراق ولم يتبق له سوى 15 ألف مقاتل تقريبا في ساحات المعارك الدائرة هناك.
ونقلت الصحيفة عن قائد حملة التحالف الدولي ضد التنظيم في سوريا والعراق الجنرال الامريكي شون ماكفرلاند تأكيده ان الضربات العسكرية ضد (داعش) “أضعفته بشدة” مضيفا أن عدد مقاتلي التنظيم يتراوح الآن ما بين 15 و20 ألف مقاتل.
وبحسب الصحيفة ينخفض هذا العدد عن التقديرات السابقة لمقاتلي التنظيم التي تتراوح من 19 الى 25 ألف مقاتل.
وأكد الجنرال ماكفرلاند أن العمليات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة أفقدت التنظيم مالا يقل عن 45 ألفا من مقاتليه.
وأشار القائد الامريكي إلى أن قدرة مقاتلي (داعش) على القتال تتراجع مقابل التقدم الذي تحرزه القوات التي تدعمها الولايات المتحدة في سوريا والعراق.
وقال إن “العدو يتقهقر على جميع الجبهات وأصبحت سيطرة قواتنا على الاراضي أسهل عن عام مضى” لافتا إلى إعلان القوات المدعومة أمريكيا في سوريا انتزاعها 90 في المئة من مدينة منبج من قبضة مسلحي التنظيم.
ولفت الجنرال ماكفرلاند أيضا إلى أن القوات العراقية استعدت كذلك لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل المعقل المهم لداعش منذ عام 2014 إلا أن الولايات المتحدة تعمل على تأهيل قاعدة القيارة الجوية الواقعة جنوب الموصل قبل شن الهجوم على المدينة.
========================
تايمز: على الناتو أن يقلق عندما يعانق بوتين أردوغان
 http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/8/12/تايمز-على-الناتو-أن-يقلق-عندما-يعانق-بوتين-أردوغان
استهلت التايمز افتتاحيتها حول التقارب الروسي التركي في الفترة الأخيرة بأن "على الناتو أن يقلق عندما يعانق بوتين أردوغان".
ورأت الصحيفة أنه إذا تعاونت تركيا وروسيا معا فسيكون بوسعهما إعادة تغيير قواعد الحرب في الشرق الأوسط والإخلال بنظام ما بعد الحرب في أوروبا، وأضافت أن ذلك هو سبب الذعر الهائل في التحالف الغربي بسبب اجتماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
"يجب على أردوغان وسط هذا الترحيب الحار ألا ينسى أن بلاده عضو في حلف شمال الأطلسي ونظام أمن جماعي حافظ على السلام لعقود"
وأردفت الصحيفة بأنه يجب على أردوغان وسط هذا الترحيب الحار ألا ينسى أن بلاده عضو في حلف شمال الأطلسي ونظام أمن جماعي حافظ على السلام لعقود.
وقالت إن هذا التقارب يكتنفه مشاكل في تفاصيل التفاهم بين البلدين وفي نوايا الرئيسين لما يشتهر به كل منهما "بالانتهازية".
وأضافت أن أردوغان يبدو أنه يتصرف من موقع ضعف، وأنه كان يدرك حاجته لتأمين جوانب تركيا حتى قبل محاولة الانقلاب الفاشلة، ولذلك قرر الاعتذار للرئيس الروسي عن حادث إسقاط المقاتلة الروسية وفتح الطريق لاستئناف العلاقات الطبيعية بين البلدين.
وألمحت الصحيفة إلى مسارعة بوتين بإظهار دعمه للرئيس التركي بعد محاولة الانقلاب، وأنه يقدم نفسه الآن بصفته حليفا طبيعيا لأنقرة، ويهدف إلى إحداث وقيعة في حلف الناتو، وأضافت أن الاتفاق الروسي التركي لمحاربة تنظيم الدولة يهدف إلى تعميق الخلاف مع الغرب؛ لأن هذا التعاون سيتطلب تبادل مباشر للمعلومات الاستخبارية.
وختمت الصحيفة بأنه يجب على الغرب أن يوضح لأردوغان أنه لا يمكن أن يجعل لنفسه عضوية مميزة في الناتو تسمح لصديقه بوتين بأن يكون له صوتا في الحلف.
من جانبها، رأت افتتاحية تلغراف أن الصداقة الجديدة بين روسيا وتركيا أخبار سيئة للغرب، وأنها تشكل تحديا للاتحاد الأوروبي والناتو.
وقالت الصحيفة إن أردوغان كان قرر -حتى قبل محاولة الانقلاب الفاشلة- أنه لم يعد قادرا على تحمل الحرب الباردة مع موسكو، وبدأ بمقدمات مع الكرملين، ويبدو أن الانقلاب الفاشل عجّل بذلك، وباتفاق الزعيمين على تطبيع العلاقات بين البلدين في اجتماعهما الأخير.
========================
إندبندنت: كم قتل من عناصر تنظيم الدولة وكم بقي منهم؟
http://arabi21.com/story/934371/إندبندنت-كم-قتل-من-عناصر-تنظيم-الدولة-وكم-بقي-منهم#tag_49219
عربي21- عبيدة عامر# الجمعة، 12 أغسطس 2016 05:46 م 0223
قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في تقرير لها إن تنظيم الدولة "يتآكل" في سوريا والعراق، مشيرة إلى أن الحملات الجوية أدت لمقتل عشرات الآلاف من مقاتليه.
وقالت الصحيفة إن عدد مقاتلي التنظيم في العراق وسوريا تراجع إلى 15 آلف مقاتل، بحسب الفريق سين ماكفرلاند الذي قال إن عدد مقاتلي التنظيم يتفاوت ما بين 15 ألف و20 ألفا، بعد أن كانت التقديرات تصل إلى 45 ألف، بحسب الصحيفة.
وأضاف القائد الأمريكي أن قدرة المقاتلين القتالية تراجعت، حيث تقدمت القوات المدعومة أمريكيا في سوريا والعراق، واصفا أن "العدو يتراجع على كل الجبهات"، مضيفا أن "كل ما يعرفه هو أنه من الأمور أسهل مما كانت عليه قبل عام، والعدو لا يقاتل كثيرا".
وقال مقاتل قوات سوريا الديمقراطية إبراهيم الحسين إن "ادعش انتهت في منبج، والبلدة ستحرر خلال ساعات"، حيث كانت القوات أرضا مهمة للقوات التي تدعمها أمريكا، حيث قتل خلال الشهور الماضية 400 مدني بينهم 98 طفل.
وفي العراق، قال ماكفرلاند إن القوات العراقية مستعدة للسيطرة على الموصل من تنظيم الدولة، معقل التنظيم منذ عام 2014، مضيفا أن الولايات المتحدة لا زالت تعمل على جبهة القيارة شمال البلاد، قبل أن يعمل الهجوم.
وحذر "الصليب الأحمر" أن ما يقارب المليون العراقي يواجون النزوح عند اندلاع القتال لاستعادة السيطرة على المدينة، مما سيزيد الأزمة الإنسانية التي يواجهها العراق، حيث يعيش ثلاثة ملايين نازح، وعشرة ملايين شخص بحاجة لمساعدة.
========================
الصحف الاسرائيلية الجيش الإسرائيلي يقيم وحدة للتعامل مع المدنيين في سوريا
 http://www.news24.com.eg/israel-news/35332/الصحف-الاسرائيلية-الجيش-الإسرائيلي-يقيم-وحدة-للتعامل-مع-المدنيين-في-سوريا.html
 
نقدم لكم صحف الكيان الصهيوني اليوم السبت 13/8/2016 حيث كشفت مصادر عسكرية في تل أبيب أن الجيش الإسرائيلي باشر في إقامة "جهازإدارة مدنية" للتعامل مع السكان المدنيين في البلدات السورية القريبة من حدود وقف إطلاق النار في الجولان المحتل، وذلك استعدادا لمرحلة ما بعدالحرب الأهلية الجارية هناك.
وقالت هذه المصادر إن هذه الخطوة تقررت في عهد رئيس أركان الجيش السابق،بيني غانتس، والذي كان قد أسس "لواء الباشان"، وهو اللواء المسؤول عن الدفاع عن الوجود الإسرائيلي في الجولان. والإدارة المدنية ستكون خاضعةإليه، إضافة إلى إجراءات أخرى قامت وتقوم بها قيادة الجبهة الشمالية،بمساعدة سلاح البر، لضمان مصالح إسرائيل في الجولان.
وتعود هذه الإجراءات إلى التغيرات المتوقعة في الجولان بعد الحرب، إذ يتابع الإسرائيليون ما يجري حاليا في القرى السورية القريبة من الحدود، ويلاحظون أن الجيش السوري، قام خلال الأسابيع الماضية، بتعزيز وتيرة القتال ضدالمعارضة وفصائل متطرفة جنوبي هضبة الجولان ووسطها.
وحسب المصادر العسكرية فإن وجود وحدة عسكرية كهذه ستعزز العلاقة بين إسرائيل والسكان المحليين، وربما تمنع السكان المحليين من الانضمام إلى منظمات متطرفة، حيث يقوم بعض السكان بذلك كنتيجة للضائقة الاقتصادية الخانقة.وقد رفض الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي التعليق على هذا الموضوع بتاتا.
=======================