الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 14-2-2023

سوريا في الصحافة العالمية 14-2-2023

15.02.2023
Admin

سوريا في الصحافة العالمية 14-2-2023
إعداد مركز الشرق العربي

الصحافة الامريكية :
  • واشنطن بوست: مئات الآلاف من السوريين والتركيين مصابون أو بلا مأوى
https://www.alsumaria.tv/news/دوليات/447448/واشنطن-بوست-مئات-الآلاف-من-السوريين-والتركيين-مصاب
  • وول ستريت جورنال: غضب في مناطق المعارضة السورية بعد وصول مساعدات إنسانية قليلة عقب كارثة الزلزال
https://www.alquds.co.uk/وول-ستريت-جورنال-غضب-في-مناطق-المعارضة/

الصحافة الصينية :
  • "آسيا تايمز": العقوبات على سوريا تفاقم حجم المعاناة الناجمة عن الزلزال
https://www.almayadeen.net/news/politics/آسيا-تايمز:-العقوبات-على-سوريا-تفاقم-حجم-المعاناة-الناجمة-عن

الصحافة البريطانية :
  • فاينانشال تايمز :الزلزال يختبر العلاقات بين اللاجئين السوريين والمضيفين الأتراك
https://www.noonpost.com/content/46510
  • جارديان تبرز معاناة سوريا بسبب تجاهل المجتمع الدولى توفير الدعم الإنسانى
https://www.youm7.com/story/2023/2/14/جارديان-تبرز-معاناة-سوريا-بسبب-تجاهل-المجتمع-الدولى-توفير-الدعم/6083594
  • الجارديان: إنقاذ ضحايا زلزال سوريا يعطله "فيتو بوتين المثير للسخرية"
https://thenewkhalij.news/article/289134/الجارديان-إنقاذ-ضحايا-زلزال-سوريا-يعطله-"فيتو-بوتين-المثير-للسخرية"

الصحافة العبرية :
  • هآرتس: بعد الزلزال… هكذا بقيت سوريا خارج شبكة المساعدة الدولية
https://www.alquds.co.uk/هآرتس-بعد-الزلزال-هكذا-بقيت-سوريا-خار/
  • معهد إسرائيلي: التهديد الأكبر لتل أبيب في الجبهة الشمالية.. نوصي بحوار مع الأسد ومأسسة التعاون مع الأكراد
https://www.alquds.co.uk/معهد-إسرائيلي-التهديد-الأكبر-لتل-أبي/

الصحافة الامريكية :
واشنطن بوست: مئات الآلاف من السوريين والتركيين مصابون أو بلا مأوى
https://www.alsumaria.tv/news/دوليات/447448/واشنطن-بوست-مئات-الآلاف-من-السوريين-والتركيين-مصاب
السومرية نيوز – دوليات
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الآلاف من عمليات الإنقاذ لا تزال جارية في جنوب تركيا وشمال سوريا، إذ يتسابق عمال الإغاثة مع الزمن في بحثهم عن ناجين، بعد أسبوع واحد من زلزالين مدمرين ضربا المنطقة.
وقالت الصحيفة إنه مع تجاوز عدد الضحايا حاجز الـ37 ألف قتيل، وإصابة عشرات الآلاف وتشريد الملايين، تزايدت الدعوات لتحقيق العدالة للضحايا، خاصة في سوريا، حيث لم تصل أي مساعدات إلا بعد عدة أيام من وقوع الكارثة.
ونقلت الصحيفة عن جماعات إنسانية أن التأخير أعاق بشدة قدرة رجال الإنقاذ على انتشال الناس أحياءً من تحت الأنقاض، مشيرة إلى أن السوريين ينتظرون في الوقت الحالي الآلات الثقيلة والأدوات المتخصصة المتوفرة على الجانب التركي من الحدود.
وأضافت الصحيفة أن مئات الآلاف من الناس في كلا البلدين مصابون أو بلا مأوى، كما يعيش الكثير منهم في خيام مؤقتة أو في سياراتهم، مشيرة إلى أن هناك تقارير متزايدة عن النهب وانعدام الأمن في بعض المناطق الأكثر تضرراً، ما يعمق الشعور باليأس بين الناجين.
وتابعت الصحيفة أنه بالنسبة لأولئك الذين عملوا على مدار الساعة في المناطق السورية المتضررة، اعتبرت وكالات الإغاثة هناك أن المساعدات التي وصلت إلى البلاد "قليلة جدًّا ومتأخرة جدًّا، حيث فقدت أرواح لا تعد ولا تحصى".
وحذرت الصحيفة أنه بينما تحوّل مجموعات الإغاثة تركيزها من الإنقاذ إلى الاستجابة طويلة المدى، هناك مخاوف من سهولة انتشار الأمراض بين النازحين. وقالت إنه بالرغم من أن اللقاحات تعد من بين الإمدادات التي يتم إرسالها إلى المناطق المنكوبة، إلا أن أنظمة الرعاية الصحية في كلا البلدين تتعرض لضغوط شديدة.
=============================
وول ستريت جورنال: غضب في مناطق المعارضة السورية بعد وصول مساعدات إنسانية قليلة عقب كارثة الزلزال
https://www.alquds.co.uk/وول-ستريت-جورنال-غضب-في-مناطق-المعارضة/
لندن- “القدس العربي”:
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن السوريين في مناطق تسيطر عليها المعارضة شمالي البلاد، لم يتلقوا إلّا القليل من الدعم الإنساني بعد كارثة الزلزال.
وفي تقرير أعده جاريد ماسلين من معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا، قال إن الرضيع غيث رجب، البالغ من العمر 3 أشهر، ويعانى من جرح خطير في الجمجمة جراء الزلزال، كان ممددا في حاضنة بغرفة عناية فائقة، وكان يتنفس باستخدام جهاز تنفسي آلي، ويبرز من رأسه أنبوب تصفية. وحول الطفل في مستشفى تديره جماعة أمريكية غير ربحية، عدة أطفال تلطخهم الدماء، ومضمدين بالشاش.
وقالت الصحيفة إن الأطباء في منطقة إدلب، يكافحون للتعامل مع ما وصفوه كارثة عارمة، وعدم القدرة للحصول على الدعم الخارجي بشكل سريع وكاف.
وشوهد المواطنون وهم يبحثون بين جبال من الأنقاض. وفي المعبر الحدودي بين تركيا وسوريا، كانت هناك شاحنات صغيرة محملة بأكياس الموتى والتوابيت الخشبية للسوريين الذين ماتوا في تركيا. وقال عامل الإغاثة، مصطفى حسن “إن الوضع مثل يوم القيامة”، مشيرا إلى أنه قاد سيارته وسط البرد إلى مستشفى منطقة حارم القريبة، وهناك شاهد الجثث فوق بعضها البعض على الأرض والأسرّة. ولم تكن البنى التحتية الهشة والمدمرة بسبب سنوات الحرب قادرة على التعامل مع الكارثة الجديدة.
ولم تصل أول قافلة تابعة للأمم المتحدة إلا بعد 4 أيام، حيث وصلت الشاحنات المحملة بالبطانيات والمخدات والخيام والدعم الآخر، وقطعت المعبر باتجاه مناطق سوريا.
وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث يوم الأحد: “حتى الآن، لقد تخلينا عن سكان شمال- غرب سوريا.. يشعرون وهم محقون، بالإهمال ويتطلعون لدعم دولي لم يصلهم. واجبي وواجبنا هو تصحيح الفشل بشكل سريع بالقدر الذي نستطيع، وهو ما أركز عليه الآن”.
ونظرا للقصف المتواصل على المنطقة من الطيران الروسي ومدفعية النظام السوري، ولعدم توفر معبر للخروج ومرور  المساعدات الإنسانية، فقد كانت المنطقة غير مستعدة أبدا للتعامل مع صدمة بهذا الحجم، وليس لديها المصادر الكافية للرد على الكارثة.
وتواجه المستشفيات مشاكل في استيعاب الأعداد المتزايدة من المرضى، بعد نزوح نحو مليون شخص جديد إلى منطقة إدلب، نتيجة حملة عسكرية قبل عامين، شنّتها قوات النظام السوري بدعم روسي.
وهنا كما في تركيا، خلفت الهزة دمارا واسعا بات يظهر للعيان الآن، ففي بلدة سرمدا بإدلب، كان عمال الإغاثة يحفرون بالمناشير الكهربائية والفؤوس في بقايا بناية، وحملوا ما تبقى من ألعاب الأطفال ودفاترهم المدرسية.
وقال عبد الكريم البلشي، الذي وقف على كومة من الأنقاض: “عاشت هنا 12 عائلة… مات عشرة أشخاص، ومات ابن أخي أيضا”.
وعلى خلاف تركيا، حيث تدفق عمال الإغاثة بالعشرات ومن دول أخرى، لم يصل إلى إدلب سوى فريقين صغيرين من إسبانيا ومصر للمساعدة. وفي الوقت الذي عمل فيه عمال الإنقاذ ليلا ونهارا وسط الأنقاض لانتشال الجثث والبحث عن الناجين، نظمت الأمم المتحدة قوافل مساعدات من تركيا، ووصلت إدلب بعد أربعة أيام. وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، إن التأخير كان بسبب تعطل الطرق في تركيا.
وزادت الكارثة من حس الإهمال والتجاهل لدى أهل إدلب، وأغلقت تركيا أبوابها منذ عدة سنوات أمام اللاجئين السوريين، وذلك بعد ضغوط من أوروبا والمواقف المعادية للمهاجرين في تركيا. ونقلت الصحيفة عن رائد صالح، مدير الخوذ البيضاء: “أدار العالم ظهره لشمال سوريا منذ مدة طويلة وليس الآن. ولو لم يدر العالم ظهره، لكان لدينا الآن رد على الهزة الأرضية”.
ويقول المحللون إن حكومة الأسد في دمشق حرمت مناطق المعارضة من المساعدات الإنسانية كجزء من استراتيجية زيادة حنق الناس على المتمردين. وأدت التهديدات الروسية في مجلس الأمن لمنع تدفق المساعدات الإنسانية، وتوجيهها إلى معبر باب الهوى فقط.
ولدى الخوذ البيضاء تجربة في إنقاذ الناس من تحت الأنقاض بسبب القصف السوري والروسي. وتحولت المجموعة إلى رمز دولي عن الأمل في وجه الوحشية وبشاعة الحرب الأهلية، ولدورها البطولي في إخراج عشرات الآلاف من تحت المباني المقصوفة. وأوقفت عمليات البحث عن الناجين في يوم السبت وركزت على استخراج الجثث.
وفي مقابلة بمقر الخوذ البيضاء، كان صالح غاضبا من قلة الرد الدولي. وقال: “لقد ارتكبت الأمم المتحدة اليوم جريمة هنا ويجب محاسبتها عليها”.
وعندما بدأت الأرض تهتز من تحت أقدامهم، بدأ عامل الإغاثة مصطفى بأخذ صورة سيلفي من أولاده لتخفيف خوفهم: “أنظروا هذه هزة أرضية”. ويعود حسن إلى بلدة الطبقة في شرق سوريا، ويمارس الرسم والخط العربي في أوقات الفراغ، وتشرد أكثر من مرة منذ بداية الحرب عام 2011، وهرب من هجمات الحكومة وتنظيم الدولة الإسلامية بعد سيطرته على معظم سوريا عام 2014، وترك هو وزوجته وأولاده السبعة البيت مرة ثانية وينامون في غرفة على الأرض في بناية قريبة. وهو إيجابي في نظرته، قائلا: “لو سقطت فإنك تأخذ الآخرين معك، وشعاري: كن قويا لتنقذ الضعاف”.
=============================
الصحافة الصينية :
"آسيا تايمز": العقوبات على سوريا تفاقم حجم المعاناة الناجمة عن الزلزال
https://www.almayadeen.net/news/politics/آسيا-تايمز:-العقوبات-على-سوريا-تفاقم-حجم-المعاناة-الناجمة-عن
موقع "آسيا تايمز" يقول إنّ التعليق المؤقت للعقوبات على سوريا من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا يكفي، بل يجب إنهاءها نهائياً، لعدم وجود مبررات لها في المقام الأول.
ذكر موقع "آسيا تايمز" أن الحركة الدولية من أجل عالم عادل (JUST) حثّت الحكومات الأميركية والبريطانية والأسترالية والكندية والسويسرية وبعض دول الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية على رفع العقوبات "الجائرة وغير الأخلاقية المفروضة على سوريا" من أجل التخفيف من المعاناة الهائلة التي سبّبها الزلزال.
ووفق الموقع فإنّ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي علقتا عقوباتهما مؤقتاً، "لكن هذا لا يكفي، لأنه يعني أنه يمكن إعادة فرضها في أي وقت"، مشدداً على ضرورة إنهاء العقوبات نهائياً لعدم وجود مبررات لها في المقام الأول.
وذكر الموقع أنّ "العقوبات المفروضة على سوريا، والتي بدأت منذ العام 1979 بسبب دعم الرئيس السوري آنذاك حافظ الأسد لمقاتلي التحرير السوريين وغيرهم من العرب الساعين الى تحرير فلسطين، هي مؤشر على درجة التأثير الذي تمارسه إسرائيل على السياسة الخارجية للولايات المتحدة في غرب آسيا وشمال إفريقيا".
كما أوضح الموقع أنّ "من الواضح أن العقوبات هي المسبب الأول لعدم قدرة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد على الاستجابة بسرعة وفعالية لكارثة الزلزال".
ومع ذلك، شدّد الموقع على أنّ "المأساة السورية تتطلب استجابة تتجاوز عمليات الإنقاذ، إذ أنها مأساة هائلة تعقدها العقوبات التي لا تعرقل العمليات الجارية فقط، مثل تدفق الضروريات الأساسية ووصول الأفراد الذين تشتد الحاجة إليهم، ولكنها تعيق أيضاً أعمال الإغاثة وإعادة التأهيل على المدى المتوسط ​​والطويل".
ويوم أمس، ذكرت وسائل إعلام في جنوب أفريقيا أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لم تلق المناشدات في رفع العقوبات ضد سوريا، من جرّاء الزلزال الذي ضربها، وحصد آلاف الأرواح.
وأشار موقع "iol" في تقرير له إلى أنّ  "رد واشنطن السلبي على النداءات العالمية بتعليق مؤقت لنظام العقوبات على دمشق، يكشف عن جانب قبيح، لا بل سياسة خارجية شريرة، تتبعها واشنطن التي تباهي بالإنسانية، وتبين أنها مغالطة".
=============================
الصحافة البريطانية :
فاينانشال تايمز :الزلزال يختبر العلاقات بين اللاجئين السوريين والمضيفين الأتراك
https://www.noonpost.com/content/46510
كتب بواسطة:رايه الجبلي
ترجمة وتحرير: نون بوست
فرّت أم أنور من سوريا طمعًا في بدء حياة جديدة في مدينة غازي عنتاب في جنوب تركيا، لكن في وقت مبكر من يوم الإثنين الماضي؛ عندما بدأ المبنى السكني الذي تقطنه يهتز بشكل لا يمكن السيطرة عليه، شاهدت شريط حياتها السابقة يمر من أمامها.
قالت أم أنور، وهي أم لطفلين، أنها استخدمت اسمًا مستعارًا لحماية عائلتها التي تعيش في مدينة حلب الخاضعة لسيطرة الحكومة: "شعرت وكأنني عدتُ إلى سوريا تحت القصف، شعرتُ وكأن الموت يداهمني مجددًا"، وأضافت: "لقد فقدتُ كل شيء - للمرة الثانية ـ ولستُ متأكدة من أن لدي القوة الكافية لبدء حياتي من جديد".
كان الزلزال الهائل الذي ضرب جنوب شرق تركيا وشمال سوريا في 6 شباط/ فبراير مأساة لجميع المتضررين، لكن الحزن تفاقم بالنسبة إلى ما يقرب من 4 ملايين لاجئ سوري في تركيا، ممن فروا من ويلات الحرب الأهلية في وطنهم، لأن آمالهم في مكان آمن يسمونه وطنهم قد تبددت مرة أخرى.
رحّبت تركيا باللاجئين السوريين أكثر من أي دولة أخرى، ومنحتهم المأوى، وسمحت لهم بالعمل ووفّرت لهم الرعاية الصحية والتعليم، وتقول إنها أنفقت أكثر من 40 مليار دولار لاستيعاب الوافدين الجدد.
لكن الزلزال وقع في وقت تفاقم فيه العداء الشعبي تجاه السوريين في تركيا، بسبب أزمة غلاء المعيشة، كما يأتي قبل الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في أيار/مايو والتي يقول الخبراء إنها ستزيد من تسييس محنتهم، إذ يخشى اللاجئون الآن أن يخسروا في تخصيص الموارد لأن أنقرة أمام تحدٍ متمثل في مهمة إعادة الإعمار الضخمة.
وقال عمر كادكوي، الخبير في شؤون الهجرة في معهد تيباف للأبحاث في أنقرة، إن "جميع الأحزاب السياسية قدّمت وعودًا غير واقعية باللعب على الوتر الحساس للدائرة الانتخابية وجني الأصوات من خلال إلقاء اللوم على السوريين بالعديد من المشاكل، حتى أن هناك عددًا قليلًا من السياسيين الذين رأوا في أعقاب الزلزال فرصة للترويج للشعبوية، والتي من شأنها زيادة النزعة الوطنية المعادية للاجئين وإعاقة أواصر التماسك الاجتماعي التي تمتد بشكل ضعيف بين الأتراك والسوريين".
تعيش أم أنور وأطفالها - الذين يعتبر منزلهم غير آمن - مع الأصدقاء، لكن اللاجئين الآخرين لم يحالفهم الحظ؛ إذ إن هناك عائلة مكونة من 10 أفراد كانت تعيش في مبنى سكني مجاور دمره الزلزال تعيش الآن تحت مظلة من القماش المشمع البلاستيكي وتحرق قشور الذرة والأكياس البلاستيكية للحصول على التدفئة في البرد القارس.
غالبية السوريين في تركيا - بدون أموال أو سيارات أو شبكة للاتصال بهم - ليس لديهم أي مكان يذهبون إليه
يتكرر المشهد عبر أفقر الأحياء في المدينة التي شعرت بالقوة الكاملة للزلزال، فقد كانت على بعد 40 ميلًا فقط من مركز الزلزال، ولجأ السكان إلى إشعال نيران كبيرة في كل شارع تقريبًا، واصطفوا حولها يلُفّهم الحزن. وبعد أيام من وقوع الزلزال؛ يتجمع النازحون على جوانب الطرقات، أو ينامون في السيارات أو يحتمون في المساجد المكتظة.
يشكّل اللاجئون السوريون زهاء 50 ألف في غازي عنتاب، وهو أكثر من خمس سكان المدينة، وقد جاؤوا هربًا من الحرب الوحشية التي اندلعت في سنة 2011، وأعادوا بناء حياتهم بشق الأنفس بينما كانوا يصارعون ندوب الصراع. وبالنسبة لكثيرين؛ كان من المفترض أن تكون محطة في طريقهم إلى حياة جديدة في أوروبا، لكن هذا الحلم تبخّر بعد أن أبرمت تركيا صفقة مع الاتحاد الأوروبي لخفض تدفق المهاجرين "غير النظاميين" إلى أوروبا بمقدار النصف، بعد أن شعرت الحكومات بالقلق من عدد اللاجئين الفارين من الحرب في سوريا.
اضطر اللاجئون السوريون إلى المكوث في تركيا وسط تصاعد المشاعر المعادية للاجئين السوريين في موطنهم الجديد. ومع ذلك؛ بالنسبة لمعظم اللاجئين السوريين، فإن الحياة في تركيا أفضل منها في لبنان أو الأردن، وهما دولتان أخريان استقبلتا أشخاصًا فروا من الحرب، لكن هذه الدول حرمت معظمهم من الحق في العمل أو الاندماج في المجتمع.
فقد نور منزل والديه عندما انهار مبناه في وسط غازي عنتاب، لكن العشرات من جيرانه الأتراك، الذين كانوا مترقبين لمصير أقاربهم المفقودين طوال الأسبوع، وقفوا إلى جانبه عندما تلّقى الأخبار المروعة عن العثور على شقيقه وزوجة أخته وابن أخيه البالغ من العمر ستة أشهر تحت الأنقاض، وقال: "نتشارك نفس الألم، كلنا إخوة في الحزن".
تمكن العديد من الأتراك الذين حوصروا في الزلزال من الفرار لمنازل أقاربهم أو أصدقائهم في المدن الواقعة في الشمال. لكن غالبية السوريين في تركيا - بدون أموال أو سيارات أو شبكة للاتصال بهم - ليس لديهم أي مكان يذهبون إليه.
يعيش أبو الوليد منذ يوم الإثنين في شاحنة صغيرة مع أكثر من عشرة أفراد من عائلته، ويقول إنه غامر بالعودة إلى شقته المتضررة، لكن أطفاله خائفون: "ابني مرعوب من العودة إلى البيت، ويصرخ قائلًا "لا أريد أن أموت".
يحاول الشاب البالغ من العمر 35 عامًا العثور على المال لإخراج عائلته من منطقة الزلزال، لكنه يحتاج مبلغ 750 دولارًا للقيام برحلة 700 ميل بالسيارة إلى إسطنبول؛ وهو مبلغ لا يمكن توفيره لأولئك الذين يعيشون على الكفاف.
لم تعد منى إلى المبنى الذي تقيم فيه في المدينة، لكن الجيران أخبروها بظهور شقوق كبيرة في قاعدته، وتضيف قائلة: "حتى لو تمكنت من العثور على مكان آخر، لا أستطيع تحمل تكاليف الإيجار. كل شيء هنا مكلف للغاية بالنسبة لنا".
يعرف معظم اللاجئين السوريين هذه المشاعر، فقد روت ليال خليف كيف كانت تحتمي مع آخرين في مسجد في بلدة أقجة قلعة، وهي بلدة حدودية تبعد حوالي 125 ميلًا عن غازي عنتاب، عندما جاءت مجموعة وطردتهم مشيرة إلى أن "المسجد يجب أن يعطي الأولوية للأتراك". وأضافت "يتكرر هذا المنوال دائمًا؛ إنهم يكرهوننا، ويرفعون إيجاراتنا، ولن يعطونا بطاقات إقامة ولن يسمحوا لنا حتى بالدخول إلى متاجرهم".
لقد تركتها الأحداث المضطربة في الأيام القليلة الماضية تتساءل عما إذا كان الوقت قد حان لحزم حقائبها والعودة إلى الوطن في سوريا: "إذا كان الأتراك لا يريدونني، فربما سأضطر للعودة. تعرّض منزلي للقصف أثناء الحرب ولكن على الأقل هناك أشخاص أعرفهم، ولن تجوع عائلتي".
المصدر: فاينانشال تايمز
=============================
جارديان تبرز معاناة سوريا بسبب تجاهل المجتمع الدولى توفير الدعم الإنسانى
https://www.youm7.com/story/2023/2/14/جارديان-تبرز-معاناة-سوريا-بسبب-تجاهل-المجتمع-الدولى-توفير-الدعم/6083594
كتبت رباب فتحى - أ ش أ
سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في مقال افتتاحي، الضوء على معاناة سكان مناطق شمال سوريا بسبب حرمانهم من المساعدات الإنسانية في أعقاب الزلزال المدمر الذي تعرضت له المنطقة الأسبوع الماضي وتسبب في خسائر بشرية ومادية فادحة في كل من سوريا وتركيا.
وأوضحت الصحيفة، أنه يجب التوصل لوسيلة فعالة من أجل وصول المساعدات الإنسانية العاجلة لتلك المناطق في شمال سوريا والتي يعاني سكانها من نقص شديد في حجم المساعدات المقدمة لهم، مشيرة في نفس الوقت إلى أهمية تدخل الأمم المتحدة من أجل تقديم العون الإنساني اللازم لسكان تلك المناطق .
وتقول الصحيفة، إنه بعد مرور أسبوع على تلك الكارثة الإنسانية فقد بات واضحا حجم الخسائر التي تسببت فيها تلك الهزة الأرضية حيث تشير الإحصائيات إلى أن عدد الوفيات وصل حتى الآن إلى ما لا يقل عن 35,000 حالة في كلا البلدين مما يجعل تلك الكارثة واحدة من أسوء الكوارث الطبيعية خلال القرن الحالي.
وتشير الصحيفة في نفس الوقت، إلى أن تلك الهزة الأرضية تسببت كذلك في حصار مئات الآلاف تحت الأنقاض مما يجعل من الصعوبة بمكان في الوقت الحالي التنبوء بإجمالي حالات الوفيات، موضحة في نفس الوقت أن تلك الكارثة تسببت في تشريد الملايين ممن تهدمت منازلهم كما تسببت في محو مجتمعات بأكملها ولم يصبح لها وجود.
وتلفت الصحيفة إلى أنه في ظل تلك الظروف الإنسانية القاسية ليس من المعقول تجاهل معاناة مناطق بأكملها متضررة جراء تلك الهزة الأرضية والتخلي عنهم، موضحة أن هناك صعوبة في وصول المساعدات الإنسانية لتلك المناطق بسبب خضوعها لسيطرة جماعات متشددة معارضة للحكومة السورية.
وتسلط الصحيفة الضوء على تصريحات مارتن جريفيث منسق شئون المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة والتي يعرب فيها عن اعتقاده عن فشل الأمم المتحدة في أداء مهمتها والقيام بالتزاماتها تجاه سكان شمال سوريا.
ويقول المسئول الدولي، كما تشير الصحيفة، إن المعاناة الناجمة عن تلك الكارثة الطبيعية أضافت إلى معاناة شعب يعاني بالفعل من ويلات حرب أهلية ومعدلات غير مسبوقة من الفقر والحرمان من الخدمات الأساسية والبنية التحتية بالإضافة إلى انتشار الكوليرا.
ويوضح جريفيث أن تلك المناطق المتضررة من الزلزال في سوريا تفتقد إلى الموارد الأساسية لمواجهة أي من تلك الكوارث والأزمات الإنسانية وهو ما يبرز دور المجتمع الدولي لإيجاد وسيلة فعالة من أجل مساعدة تلك الفئات المتضررة.
ويلفت المقال في الختام إلى موقف الولايات المتحدة في هذا السياق حيث قامت واشنطن بتعليق العقوبات المفروضة على سوريا من أجل السماح بتقديم المساعدات الإنسانية في أعقاب وقوع تلك الكارثة، موضحا أنه يجب على الدول الأوروبية أن تحذو حذو أمريكا في هذا الخصوص.
=============================
الجارديان: إنقاذ ضحايا زلزال سوريا يعطله "فيتو بوتين المثير للسخرية"
https://thenewkhalij.news/article/289134/الجارديان-إنقاذ-ضحايا-زلزال-سوريا-يعطله-"فيتو-بوتين-المثير-للسخرية"
بشكل مرعب، أصبح حجم الموت والدمار الذي لا يطاق واضحا في سوريا، حيث لقي ما لا يقل عن 35000 شخص مصرعهم نتيجة الزلازل الذي ضرب تركيا وسوريا (في 6 فبراير/ شباط الجاري)، مما يجعلها إحدى أسوأ الكوارث الطبيعية في القرن، بحسب تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
التقرير، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، ذكر أن مئات الآلاف من الأشخاص لا يزالون محاصرين تحت الأنقاض، بينما يدعو أقاربهم من أجل بقائهم على قيد الحياة بأعجوبة.. كما نزح الملايين من الناس واختفت بعض المجتمعات تقريبا من على وجه الأرض.
في مثل هذه الظروف المروعة، يبدو من غير المعقول أن تُترك مناطق كاملة في نطاق الكارثة لمصيرها.
فشل الأمم المتحدة
لكن كما قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن جريفيث، الأحد، فإن هذا في الواقع ما سُمح بحدوثه في شمال غرب سوريا، الذي تسيطر عليه جماعات معارضة للرئيس بشار الأسد. فقد وصل قدر ضئيل من المساعدات الإنسانية إلى محافظة إدلب، عبر المعبر الحدودي الوحيد (باب الهوى) المفتوح من تركيا.
ومع تزايد الغضب، وصف جريفيث ذلك بأنه "فشل" من الأمم المتحدة.
وأدت الزلازل في هذه المنطقة إلى تفاقم المعاناة المفرطة للسكان الذين يعانون بالفعل من الحرب الأهلية والغارات الجوية ومستويات الفقر المطلقة والبنية التحتية المنهارة ووباء الكوليرا، بينما الموارد الأساسية للتعامل مع أي من هذه الأزمات غير متوفرة، ومن واجب المجتمع الدولي إيجاد طريقة لتوفيرها.
تسليح المساعدات
دعت الولايات المتحدة الأسد إلى "وقف تسليح المساعدات" وتوجيه المساعدات الدولية بشكل منصف إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وخفَّفت واشنطن العقوبات المفروضة على دمشق للسماح بتقديم أقصى قدر من المساعدة الإنسانية. ويجب على أوروبا أن تحذو حذو واشنطن.
لكن حتى لو امتثل الأسد، فإن "هيئة تحرير الشام"، الجماعة الإسلامية المتشددة، التي تسيطر على جزء كبير من شمال غرب سوريا، ترفض "بحسب ما عُلم قبول المساعدة من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، وفق الصحيفة.
الفيتو الروسي
وبالتالي، فإن السياسة الواقعية لعملية مساعدة مناسبة تتطلب إعادة فتح جميع الطرق العابرة للحدود مع تركيا والمغلقة نحو سوريا.
وقد تم استخدام حق النقض (الفيتو) حتى الآن (ضد فتح هذه المعابر) من قبل الداعم الرئيسي للأسد، روسيا، في مجلس الأمن.
وكان تبرير (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين هو حماية مبدأ السيادة الوطني، وهو أمر سيثير الضحك بلا رحمة في كييف (التي تشن موسكو حربا عليها منذ نحو عام).
تجاوز العداوات التقليدية
إذا لم يكن بالإمكان الآن إقناع موسكو بمراجعة موقفها الساخر، فيجب على الأمم المتحدة والدول الغربية استكشاف السبل القانونية للتحايل على مجلس الأمن.
ولكن بالنظر إلى سجل الأسد الوحشي، فإن هذا المسار دون موافقته سيأتي بمخاطر.
باسم تخفيف البؤس الإنساني، ستكون هناك في النهاية حاجة إلى الدبلوماسية الماهرة والضغط الدولي إذا أردنا التغلب على الانقسامات الراسخة.
كوارث بهذا الحجم تستلزم مناشدة القيم العالمية للتضامن والتعاون البشريين التي يمكنها أحيانا تجاوز العداوات التقليدية.
مسؤولية الغرب
ويتحمل الغرب مسؤولية خاصة لإثبات هذه القضية، بعد أن وضع مأساة سوريا المستمرة بعيدا عن الأنظار في السنوات الأخيرة.
ومن بين الناجين اليائسين في إدلب وأماكن أخرى أولئك الذين أعُيدوا من الحدود الأوروبية وواجهوا الحواجز والأسلاك الشائكة.
وهؤلاء هم ضحايا الحرب والديكتاتورية والتطرف والآن الكوارث الطبيعية، ويحتاجون إلى دعمنا المتأخر وسيظلون بحاجة إليه لسنوات قادمة، بحسب الصحيفة.
=============================

الصحافة العبرية :
هآرتس: بعد الزلزال… هكذا بقيت سوريا خارج شبكة المساعدة الدولية
https://www.alquds.co.uk/هآرتس-بعد-الزلزال-هكذا-بقيت-سوريا-خار/
فيلم قصير نشر في موقع “عنب بلدي”، المقرب من المعارضة السورية، عرض مبادرات مساعدة من مواطنين عاديين مضطرين لإنقاذ الجثث وإخلاء الأنقاض ودعم المتضررين في المكان الذي يخلو من الحكومة أو قوات الإنقاذ، ويخلو أيضاً من أي تدخل دولي وفي وقت لا يمكن لقوافل الغذاء والإنقاذ الوصول إليه. الزلزال لا يعترف بالحدود السياسية ولا يفحص الاستعدادات السياسية في البداية. وفي الوقت الذي تهبط فيه بعثات المساعدة والمؤن والآلات الهندسية الثقيلة في تركيا بوفرة، وتوزع الحكومة مساعدات أولية، حيث لا نقص في الأطباء والمعدات الطبية – نجد الوضع في سوريا مختلفاً تماماً.
يظهر الفيلم إحدى النساء وهي محجبة، تشرح: “لا يوجد هنا من نثق به. يمكننا المساعدة، لأننا جميعنا أبناء شعب واحد. جميعنا بشر”. كانت تقف في بيتها قرب أوعية ضخمة يطبخ فيها الأرز والخضراوات. خرج أولادها في سيارتهم لتوزيع الطعام قرب الأنقاض. متطوعون آخرون يعدون الفطائر ويحملون صناديق من الكرتون فيها مشروبات خفيفة لتصل خلال دقائق إلى “مركز استيعاب” مؤقت، الذي هو ليس سوى خيمة فرش على أرضيتها أغطية خفيفة، تجلس عليها عشرات النساء مع الأولاد والأحفاد ويحاولون أن يتدفأوا. لا تعدّ مبادرات المساعدة الخاصة والفورية أمراً جديداً في سوريا؛ ففي الـ 12 سنة للحرب الأهلية تحولت المساعدة المتبادلة إلى نمط حياة، التي لا احتمالية للبقاء بدونها. “كل واحد لديه شيء ما ليعطيه لآخر”، قالت إحدى النساء في مقابلة مع الموقع. “أنا وزوجي جمعنا الطعام للأطفال. طبخت. وأنا الآن ذاهبة لتوزيعها. آسفة لأن هذا هو كل ما استطيع فعله”.
إذا كانت المساعدات الإنسانية من الخارج في الأوقات العادية ركيزة لمعظم المهجرين في سوريا، فقد أصبحت الآن أمراً حاسماً، لأن مخازن المعدات والغذاء لوكالة الغوث التابعة للأمم المتحدة بدأت تفرغ. وكالات الغذاء الدولية أعلنت في نهاية الأسبوع الماضي بأن لديها نحو 30 ألف رزمة من المعدات الأساسية، بما في ذلك البطانيات والفرشات وأدوات مطبخ وأوعية ونحو 20 ألف خيمة تم تخزينها في سوريا قبل الزلزال، ولديها مخزون طعام جاهز يكفي لنحو 125 ألف شخص. هذا المخزون ينفد بسرعة، وبدون التجديد الفوري فمن شأن آلاف السكان أن يبقوا من دون مأوى في الأمطار والبرد الشديد وبدون لوازم أساسية.
يوم الجمعة الماضي وصلت قافلة مساعدة أخرى اجتازت الحدود مع تركيا. في البداية، لم يسمح نظام الأسد بمرور قوافل المساعدات، وأعلن سفيره في الأمم المتحدة بأن سوريا ستهتم هي نفسها بالمتضررين من الكارثة. بين سوريا وتركيا معبر واحد هو “باب الهوى”، الذي يمكن من خلاله نقل المساعدات. لكن عندما يسمح النظام للقوافل بالدخول فإنه يطلب أن تمر كل المساعدات عبر دمشق، ومنها يتم توزيعها للمحتاجين، وحصراً في المناطق التي تقع تحت سيطرة النظام. “إذا أراد المجتمع الدولي المساعدة فليرفع أولاً العقوبات عن سوريا”، قال المتحدثون بلسان الأسد. هكذا، في نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت الإدارة الأمريكية عن رفع جزء من العقوبات، بحيث إن الدول والمنظمات، بالأساس البنوك، يمكنها تحويل الأموال ومساعدات أخرى بدون الخوف من العقاب. إسرائيل في المقابل، سارعت إلى التحذير من أنها لن تتردد في ضرب القوافل التي ستصل من إيران إذا تبين أنها تستغل الحاجة إلى المساعدة لنقل السلاح والوسائل القتالية إلى سوريا.
في هذه الأثناء بقيت سوريا خارج شبكة المساعدة العالمية، وبقي نصيبها في شبكات الاتصالات العالمية ضئيلاً مقارنة مع تركيا. المراسلون الأجانب لا يأتون تقريباً إلى البلدات والقرى المدمرة، والتقارير تعتمد بالأساس على الشبكات الاجتماعية، وهناك صعوبة كبيرة يواجهها السوريون في تجنيد الدعم من الخارج.
صورة سوريا إلى جانب الصعوبات التي تضعها هي بلا شك عامل آخر في إبعادها إلى هامش المساعدة الدولية. يبدو أن المواطنين حتى في وقت الكارثة يضطرون لدفع ثمن هذا السلوك والصورة التي يعطيها النظام. إضافة إلى ذلك، كلما اعتبرت الدولة غربية أكثر فستحصل على مساعدات أكبر وأسرع، وسوريا في هذا التصنيف واقعة في درجة أقل بكثير من تركيا. هكذا، رغم قدرة تركيا، الأكبر بكثير من قدرة سوريا، فهي تحصل على مساعدات كثيفة وبصورة أسرع.
إن عبء المساعدة والإنقاذ في سوريا يتحمله الآن متطوعو “الخوذات البيضاء” الذين يواصلون إثبات النجاعة والتصميم منذ الأيام الأولى للحرب الأهلية. أقيم هذا التنظيم في 2012 ويبلغ عدد المتطوعين فيه نحو 5 آلاف شخص يعملون في عشرات المدن في أرجاء الدولة، ويشغلون نحو 100 مركز للمساعدة والإنقاذ، وحتى إنهم كانوا مرشحين للحصول على جائزة نوبل للسلام في 2016. ولكن ليس لديهم أي حصانة من قذائف النظام أو إطلاق النار المتعمد. أكثر من 120 متطوعاً قتلوا في سنوات الحرب.
الجمعة الماضي، أعلنت هذه المنظمة بأنها ستوقف عمليات البحث والإنقاذ؛ لأنه -حسب رأيها- انتهت احتمالية العثور على أحياء. واهم لآن سيركزون الجهود للعثور على الجثث وتشخيصها وإخلاء الأنقاض. بقي للمدنيين أن يحاولوا البحث بأنفسهم عن أعزائهم على أمل التوصل إلى تسوية معينة مع الحكومة السورية كي تسمح للمعدات الطبية وبعثات المساعدة من الخارج بالوصول إلى الدولة.
بقلم: تسفي برئيل
هآرتس 13/2/2023
=============================
معهد إسرائيلي: التهديد الأكبر لتل أبيب في الجبهة الشمالية.. نوصي بحوار مع الأسد ومأسسة التعاون مع الأكراد
https://www.alquds.co.uk/معهد-إسرائيلي-التهديد-الأكبر-لتل-أبي/
الناصرة- “القدس العربي”: اعتبرت مجموعة من الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب أن التهديد العسكري التقليدي الأكبر بالنسبة إلى إسرائيل قائم في الجبهة الشمالية، المتضمنة كلاً من لبنان وسوريا، وجميع اللاعبين هناك، جهات سياسية، وغير سياسية. جاء ذلك ضمن فصل مخصص للجبهة الشمالية في التقدير الإستراتيجي الصادر عن المعهد المذكور للعام الجديد، شارك فيه الباحثون كرميت فالنسي، أورنا مزراحي، يورام شفايتسر وعيدان كدوري.
ويعلل هؤلاء تقديراتهم بالقول إنه لدى الجبهة الشمالية ارتباط عميق بإيران، قائدة “المحور المتطرف”، التي تلعب دور المركز الفكري والعملياتي. ويقولون إن تحليل الجبهة الشمالية يحتاج إلى تبنّي نظرة شاملة، بصورة خاصة في كل ما يخص النشاط العسكري، وفي الوقت نفسه، يتطلب التطرّق بشكل منفرد إلى كل واحدة من الدول، وخصوصاً كل ما يخص الأبعاد المدنية (الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية). من هذا المنطلق يرون أن المنطق الشامل موجود في صلب المعركة العسكرية الخاصة بإيران و”حزب الله”، وتتضمن الجهود لتعزيز القوة من خلال الصناعة المحلية ونقل الأسلحة من سوريا إلى لبنان.
حزب الله” يعمل بشكل محسوب ومكبوح، مع العلم أنه ذهب إلى أبعد مدى بالتهديد، كما جرى عشية توقيع اتفاق الحدود المائية، كان الهدف حفظ توازن الردع مع إسرائيل وتصوير نفسه بأنه “حارس لبنان”.
ويتابعون في تقديراتهم: “في حالة الطوارئ، تستند المعركة إلى مقاتلين نظاميين وقوات احتياط لبنانية، لديها قدرات عسكرية متنوعة (إطلاق نار، قوات خاصة، مناورة، صواريخ ضد الطائرات، صواريخ ومسيّرات)، إلى جانب قوات في سوريا لإمداد الجبهة اللبنانية بالأسلحة والاستخبارات، بهدف تشتيت التركيز الإسرائيلي”. ويوضحون أنه في المقابل تدير إسرائيل معركة عسكرية على الجبهتين، وواعية بالتأثير المتبادل لنشاطها في لبنان وسوريا، وعلى عكس ذلك، لا يوجد في المجال المدني أي تفاعُل جدي أو مؤسسات مشتركة بين الجبهتين بشكل يحتاج إلى تحليل شامل. هذا بالإضافة إلى أن التطورات التي حدثت في سوريا ولبنان، خلال الأعوام الأخيرة، تعكس وجود حالة حكم ذاتي من طرف النظام اللبناني، وضمنه “حزب الله”، ومن طرف النظام السوري، تعكس منطقاً قومياً أكثر مما تعكس حالة شاملة بكل ما يخص العلاقة مع إيران.
لبنان
ويعتقد هؤلاء أن الإستراتيجيا الإسرائيلية تجاه لبنان تركز على التعامل مع التهديد الأمني من طرف “حزب الله”، وخصوصاً على الحدود اللبنانية والسورية أيضاً، وذلك بسبب مكانة التنظيم ودوره المركزي في المحور الشيعي بقيادة إيران. وبرأيهم فإن الهدف الأهم بالنسبة إلى إسرائيل، في العام الأخير، كان حفظ الهدوء والأمن على الحدود اللبنانية، وتحسين التعامل مع “حزب الله”. ويعتبرون أن هذه الإستراتيجيا تضمنت جهوداً لمنع تعاظُم قوة التنظيم، من خلال التشويش على نقل الأسلحة إلى لبنان، وتقليص وجوده على الحدود مع سوريا، وفي الوقت نفسه، الامتناع عن خطوات يمكنها تسريع التصعيد، وترميم دائم لحالة الردع في مقابله.
ويخلص الباحثون الإسرائيليون للقول إنه، رغم ذلك، لم يتم صوغ إستراتيجيا إسرائيلية منظمة في مقابل لبنان، باستثناء سياسة عدم التدخل في الشأن الداخلي هناك، في ظل أزمة اقتصادية وسياسية تُعَدّ الأسوأ في تاريخ الدولة
حالة انعدام السيادة في لبنان تنعكس في ارتفاع حالات العنف، وضمنها حالات السطو التي يقوم بها أصحاب الودائع في البنوك.
الوضع العام
ويرون أنه رغم جهود إسرائيل في إطار “المعركة بين الحروب”، فإن “حزب الله” لا يزال يعزز قوته العسكرية بمساعدة إيران، وإن لم يكن بالوتيرة نفسها التي أرادها: نجح في تعزيز قدراته في مجال إطلاق النار، طوّر خطة لتعزيز دقة الصواريخ، ووسّع قدراته في مجال المسيّرات والدفاع الجوي. ورغم ذلك، فإن التنظيم، برأيهم، يبدو أنه يعمل بشكل محسوب ومكبوح في مقابل إسرائيل، مع العلم أنه ذهب إلى أبعد مدى بالتهديد، كما جرى مثلاً عشية توقيع اتفاق الحدود المائية، حينها، كان الهدف حفظ توازُن الردع مع إسرائيل وتصوير نفسه بأنه “حارس لبنان”.
ويعتبر هؤلاء أن حالة لبنان الحرجة، والتراجع الذي جرى في مكانة التنظيم داخلياً (وانعكس في الانتخابات البرلمانية التي جرت في أيار/ مايو 2022)، هي ظروف تتطلب منه كبح نفسه، وهي الظروف نفسها التي دفعته إلى القبول وتوقيع الاتفاق بين لبنان وإسرائيل (تشرين الأول/أكتوبر 2022)، وهو ما ترافق مع جهود نجحت للحفاظ على مكانته المركزية في لبنان.
ويمضي هؤلاء الباحثين في تقديراتهم للصورة العامة: “في الخلفية، لبنان على مسار انهيار سريع بدأ منذ سنة 2019، وأدى إلى إفلاس كامل، من دون أمل بالتغيير في الأفق. سكان لبنان الذين يعيشون، في أغلبيتهم، تحت خط الفقر، صامدون بصعوبة بالغة، ويعتمدون على التحويلات التي يقوم بها العمال اللبنانيون والعائلات التي تعيش في الخارج، بالإضافة إلى بعض المساعدات الإنسانية، وبشكل خاص من الغرب”.
ويرى التقرير الإسرائيلي أن حالة انعدام السيادة تنعكس بالأساس في ارتفاع حالات العنف، وضمنها حالات السطو التي يقوم بها أصحاب الودائع في البنوك. أما على الساحة السياسية الداخلية، فصحيح أن الانتخابات أجريت كما هو مخطط لها في 15 أيار/ مايو، إلا إن نتائجها لم تأتِ بأي بشائر، بل جعلت حالة الشلل السياسي أصعب، بسبب الفجوة ما بين معسكر “حزب الله” والمعسكر المقابل، وداخل المعسكرات. ويقول إن الفراغ السياسي تعمّق بعد نهاية ولاية الرئيس ميشال عون في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر، ولم يتم اختيار خلف له. وفي هذه الظروف، فإن اتفاق الحدود المائية مع إسرائيل هو التطور الوحيد الذي خلق الأمل بالتغيير في لبنان، حتى لو أنه لا يضمن أي عوائد مالية فورية.
الفجوة في الإستراتيجيا الإسرائيلية
وبرأي التقرير الإستراتيجي، هناك فجوة مضاعفة في الإستراتيجيا الإسرائيلية: الأولى مقابل “حزب الله”، عدم وجود رد على استمرار مسار تعاظُمه العسكري، إلى جانب رغبة في عدم الانجرار إلى حرب واسعة، في إطارها، يمكن لإسرائيل أن تجد نفسها في وضع قتال ضد كل أطراف المحور الشيعي. هكذا تتعزز قوة “حزب الله” عسكرياً، والذي يُعَد اليوم التهديد التقليدي المركزي لإسرائيل، ويزداد تأثير إيران في ما يجري على الحدود الإسرائيلية – اللبنانية. الفجوة الثانية في مقابل لبنان عدم وجود إستراتيجيا محدثة ومرتبة بالنسبة إلى الجارة الصغيرة من الشمال، وإجابة متفق عليها عن سؤال ما إذا كان ثمة مصلحة لدى إسرائيل في انهيارها.
اتفاق الحدود المائية مع إسرائيل هو التطور الوحيد الذي خلق الأمل بالتغيير في لبنان، حتى لو أنه لا يضمن أي عوائد مالية فورية.
البدائل الإستراتيجية
أما في مقابل “حزب الله”، فيرى التقرير أن من الصحيح الاستمرار في السياسة الحالية، وحفظ ميزان الردع، تحسين ميزان الردع من خلال توسيع النشاط العسكري (المبادر إليه والرد) ضد التنظيم، الدفع قدماً بخطوة تكسر الوضع القائم (لدرجة ضربة استباقية)، حتى لو كان الثمن الانجرار إلى حرب. وفي مقابل لبنان: عدم التدخل في الشأن الداخلي اللبناني، جهود في الساحة الدولية لتسريع وتوسيع الخطوات الهادفة إلى الاستقرار الداخلي اللبناني، خطوات سياسية مباشرة في مقابل لبنان، واستغلال اتفاق الغاز لتحسين العلاقات بين الدولتين.
الإستراتيجيا الموصى بها: وضمن التوصيات يرد أيضاً في التقرير الإسرائيلي: “على افتراض أنه من جهة، لدى إسرائيل حاجة أمنية ملحّة إلى زعزعة شعور الأمن لدى “حزب الله”، وحتى تعديل ميزان الردع لمصلحتها، ومن جهة أخرى، لديها مصلحة في استقرار لبنان لمنع الفوضى، والتي يمكنها أيضاً أن تؤدي إلى سيطرة “حزب الله” المطلقة وإيران على الدولة، نوصي بتبنّي إستراتيجيا تدمج بين زيادة الضغط في مجال إضعاف “حزب الله”، وسياسة فاعلة تساهم في استقرار الوضع في لبنان.
 وفي هذا الإطار، في مقابل “حزب الله”، في المجال العسكري: يجب أن يتم دورياً فحص الحاجة والقدرة على رفع درجة النشاط العسكري، وخصوصاً في مجال الرد، لمنع تعاظُم قوة التنظيم واستعراض قوته في مقابل إسرائيل، إلى جانب استغلال أزمته المتصاعدة داخلياً في النظام اللبناني. وفي المقابل، يجب تعزيز الجهود ضد التنظيم على الساحتين الدولية والإقليمية.
 وفي المجال الاقتصادي: تعزيز العقوبات ضده والإضرار بمصادر الدخل الخارجية له.
وفي مجال الوعي: ردّ على توسيع نشاطه والضرر الذي يُلحقه بالدافعية القتالية داخل الجيش، وبالمجتمع.
في مقابل لبنان يرى الباحثون الإسرائيليون أنه يجب تبنّي سياسة فاعلة، الهدف منها تجنيد أصدقاء إسرائيل في الإقليم (دول الخليج، وبصورة خاصة السعودية)، وفي الساحة الدولية (بالأخص الولايات المتحدة وفرنسا) لتعزيز الجهود وزيادة المساعدات الاقتصادية ودعم النظام السياسي اللبناني، بهدف استقراره، وذلك بموازاة تقليص مكانة وتأثير “حزب الله” وتقوية المعارضين له. وهذا برأيهم يتم بشرط وجود منظومة تضمن عدم وصول هذه المساعدات إلى “حزب الله”. ويقترح الباحثون على إسرائيل التمسك بتطبيق اتفاق الحدود المائية مع لبنان، بهدف استنفاد الإمكانات الموجودة فيه، وضمنه موافقة على إشراك لبنان في منتدى الغاز الإقليمي، بالإضافة إلى تبنّي سياسة ثابتة ومعلنة بشأن استعدادها لمساعدة لبنان بصورة مباشرة، حتى لو كان المتوقع هو رفض المساعدة في هذه المرحلة.
لدى إسرائيل مصلحة في استقرار لبنان لمنع الفوضى، والتي يمكنها أيضاً أن تؤدي إلى سيطرة “حزب الله” إيران المطلقة.
سوريا
ولأن سوريا قاعدة جغرافية مركزية لدى المحور المتطرف بقيادة إيران، فإن الهدف الأهم المعرّف في الإستراتيجيا الإسرائيلية، برأي هؤلاء الباحثين، هو التشويش على التموضع الإيراني، وتعاظُم قوة “حزب الله” فيها، من خلال منع نقل الأسلحة والتشويش على منظومة تعزيز القوة للمحور والضرر بالبنى العسكرية التابعة له. ويقولون إنه، بالإضافة إلى ضرب الأهداف الإيرانية، تضمنت المعركة بين الحروب، في العام الماضي، ضرب أهداف سياسية لنظام الأسد، بهدف دفعه إلى وضع قيود على النشاط العسكري الإيراني، وهو ما جرى بالتنسيق مع روسيا والولايات المتحدة، اللتين لديهما قوات على الأرض في سوريا.
الوضع العام
وطبقاً للتقرير الإسرائيلي، فقد اتّخذ رأس النظام السوري بشار الأسد، خلال سنة 2022، عدة خطوات، الهدف منها إعادة صوغ الوضع واستقرار المؤسسات السياسية، وأيضاً بناء الجيش من جديد، إلا إن هذه المسارات تصطدم بالعوائق التي تضعها أمامها الأزمات الاقتصادية والإنسانية المتصاعدة، إلى جانب الجمود في خريطة السيطرة، وعدم قدرته على السيطرة على كافة مناطق سورية، المقسمة الآن إلى أربع سوريات.
روسيا: ويرى التقرير الإسرائيلي أن أغلبية التركيز الروسي موجّهة إلى الحرب في أوكرانيا بشكل يؤثر على تأثيرها في سوريا: موسكو أرغمت على تقليل قواتها القتالية في سوريا لمصلحة القتال في أوكرانيا، حتى أنها أخرجت إحدى منظومات الدفاع الجو المتطورة من طراز إس 300 من الأراضي السورية. ورغم ذلك يرى التقرير الإسرائيلي أن هذه ليست إشارة إلى تغيير إستراتيجي في الوجود الروسي: روسيا لا تزال تلعب دوراً مركزياً في ترميم جيش النظام السوري، وفي الوساطة الدبلوماسية، والمشاريع الاقتصادية، ومن المتوقع أن تُمأسس وجودها بشكل يضمن تحقيق مصالحها في الساحة.
حرية العمل الإسرائيلية في سوريا مستمرة
 ويتابع التقرير: “بسبب الحرب الأوكرانية ارتفعت الحساسية الروسية إزاء العمليات الإسرائيلية في سوريا، إلا إن حرية العمل الإسرائيلية في سوريا لا تزال محفوظة في هذه المرحلة. وفي هذا السياق، يجب الإشارة إلى أن تعزيز التعاون بين إيران وروسيا، والذي انعكس بالمساعدات الإيرانية لموسكو في الحرب، يعكس اتجاهات سلبية بالنسبة إلى إسرائيل. من الممكن أن تطلب إيران من روسيا في المقابل أموراً تتعلق بحُرية العمل الإسرائيلي في سوريا، ومن الممكن أيضاً أن توافق موسكو على حماية القواعد الإيرانية من الهجمات الإسرائيلية.
إيران: وفي الشأن الإيراني، يقول التقرير أيضاً إن المعركة التي تديرها إسرائيل، خلال الأعوام الماضية، في سوريا حققت بعض الإنجازات وشوّشت، إلى حد ما، على المشروع الخاص بإيران و”حزب الله” بالتمركز هناك. إلا إن التمركز الإيراني، وكذلك نقل الأسلحة إلى سوريا ولبنان، ما زالا مستمرّين، وتتغير وتيرتهما بحسب الظروف. ويقول إن إيران تستغل الأزمة الاقتصادية في سوريا، بهدف تعميق سيطرتها فيها، بغطاء مؤسسات مدنية. ورغم ذلك، فإن الضربات المنسوبة إلى إسرائيل في إيران تدفع هذه الأخيرة إلى تنويع طرق عملها ومسارات التهريب، في الوقت الذي يسعى نظام الأسد لفرض حدود على عملها في البلاد. ويجب الإشارة، برأي الباحثين الإسرائيليين، إلى أن الحديث يدور عن حدود محسوبة لا تشير إلى نية التنازل عن التحالف الإستراتيجي مع “المحور”. وفي هذا السياق، تم تسجيل تدخُّل إيراني متصاعد في مجالات مدنية، كالتعليم والثقافة، وبصورة خاصة الجهود لتعزيز التعاون الاقتصادي في مجالات الطاقة والصناعة والتجارة.
تضمنت المعركة بين الحروب ضرب أهداف سياسية لنظام الأسد، بهدف دفعه إلى وضع قيود على النشاط العسكري الإيراني، وهو ما جرى بالتنسيق مع روسيا والولايات المتحدة.
التحديات الكبيرة
ويرى التقرير أنه رغم الإنجازات في المعركة بين الحروب، فإن نشاط إسرائيل لا يجيب عن التحديات الكبيرة: إيران، من خلال “حزب الله” والميليشيات بقيادتها، تستمر في التمركز في عمق سوريا، وخصوصاً في شرق البلاد. ويضيف التقرير الإستراتيجي: “صحيح أن هذا يبعد التهديد عن إسرائيل، لكنه لا يحبطه، بل يسمح لطهران، من خلال أدوات عسكرية، وأخرى مدنية، بإيجاد تأثير بعيد المدى. ورغم الضربات التي نُسبت إلى إسرائيل، وأدت إلى خفض كمية السلاح الإستراتيجي، فإن مشروع زيادة دقة الصواريخ مستمر في سوريا. هذا بالإضافة إلى أنه، ورغم الثمن الذي تجنيه المعركة بين الحروب من نظام الأسد، فإنه لا يكفي لدفعه إلى طلب وقف النشاط العسكري الإيراني، إنما مجرد كبحه جزئياً. وبرأيهم، يضاف إلى هذا أن التطوّرات في الساحة الدولية والإقليمية يمكنها أن تفرض قيوداً على المعركة بين الحروب، وخاصة إسقاطات التقارب الروسي الإيراني، شرعية ضرب جهود إعادة بناء الجيش؛ وسؤال التزام الولايات المتحدة تجاه المنطقة في أعقاب سلسلة الضربات الإيرانية لقواعد أمريكية كردٍّ على المعركة بين الحروب. ويجب أيضاً فحص الثمن الذي تكلفنا إياه المعركة في الموارد، ويمكنه أن يكون على حساب التجهز للمدى البعيد، وضمنه التجهز للحرب.
البدائل الإستراتيجية
لذلك، تزداد الحاجة إلى صوغ إستراتيجيا إسرائيلية محدثة:
تقليل التدخل في سوريا. زيادة التدخل الإسرائيلي، العسكري والمدني. استمرار المعركة بين الحروب، إلى جانب توسيع التعاون مع اللاعبين المحليين والإقليميين في معادلة “الأربع سوريات”. زيادة التدخل السياسي. تغيير الموقف تجاه الأسد وإجراء حوار معه لتقليل التأثير الإيراني.
ويرى هؤلاء أنه على اختيار البديل الإستراتيجي الإسرائيلي أن يتمأسس على ثلاثة افتراضات أساسية:
أولاً، الوضع الحالي في سوريا كدولة مقسمة ومفككة يخدم المصلحة الإسرائيلية إلى حد ما، مقابل “سورية الكاملة”، فهذا النموذج يشكل سداً أمام التوسع الإيراني في سوريا. التحديات الداخلية أيضاً تضع عوائق أمام قدرة نظام الأسد على ترميم جيشه، وبذلك تؤجل أيضاً زيادة التهديد العسكري لإسرائيل.
ثانياً، التحدي الممزوج، العسكري والمدني، الذي تضعه إيران في سوريا يطالب إسرائيل بصوغ رد وتوسيع سلة الأدوات العسكرية لعوالم مدنية.
وختاماً، في المرحلة الحالية في الشرق الأوسط، حيث “الجميع يتحدث مع الجميع”، لا يجب على إسرائيل أن تبقى خارجاً. ويؤكد التقرير الإسرائيلي، ضمن توصياته، أنه سيكون جيداً إذا استغلت إسرائيل مكانتها وعلاقاتها مع القوى العظمى، ومع دول الخليج وغيرها، بهدف التأثير الإيجابي الذي سينعكس في إلحاق الضرر بالتأثير الإيراني في سوريا.
موسكو أرغمت على تقليل قواتها القتالية في سوريا لمصلحة القتال في أوكرانيا، حتى أنها أخرجت إحدى منظومات الدفاع الجو المتطورة من طراز إس 300 من الأراضي السورية.
الإستراتيجيا الموصى بها
ويخلص التقرير الإسرائيلي إلى القول إن الموصى به هو تطبيق البديل الثاني، الذي يتضمن استمرار الجهود العسكرية ومحاولة زيادة فاعلية المعركة بين الحروب ورفع درجة الدقة في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد. وفي الوقت نفسه، تبنّي سياسة فاعلة تتضمن التعاون مع الجهات السياسية وغير السياسية، المؤثرة فيما يجري في سوريا. وهذا من خلال الدفع قدماً بحوارات دبلوماسية، وفحص إمكانية إرسال مساعدات إنسانية إلى جهات ذات صلة، بهدف زيادة نجاعة ضرب النشاط الإيراني وزيادة تأثير موقع إسرائيل في المنطقة، وضمنها:
الولايات المتحدة – زيادة التنسيق والحفاظ على وجودها في شرق سوريا وقاعدة التنف، جنوب سوريا، كسدٍّ أمام التمركز الإيراني. دعم الهجوم على “داعش” بقيادة الولايات المتحدة، والحوار الأمريكي- التركي لإيجاد حل على الحدود التركية السورية.
روسيا – حفظ قنوات منع الاحتكاك، من أجل الحفاظ على حرية العمل الإسرائيلي، ومنع الصدام بين الدولتين.
المنطقة الكردية شمال شرق سوريا- مأسسة التعاون مع الأكراد، عبر الولايات المتحدة.
جنوب سوريا- تعزيز التعاون مع الأردن على أساس التحديات المشتركة التي يفرضها الوجود الإيراني وتهريب المخدرات والسلاح من سوريا، إلى جانب إمكانية تطوير حوار مع المجتمعات المحلية و تجنيد تركيا ودول الخليج لدفع إيران خارجاً وتقليل سيطرتها.
=============================