الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 14-2-2024

سوريا في الصحافة العالمية 14-2-2024

15.02.2024
Admin




سوريا في الصحافة العالمية 14-2-2024
إعداد مركز الشرق العربي

الصحافة الامريكية :
الصحافة البريطانية :
الصحافة العبرية :
الصحافة الامريكية :
 نيويورك تايمز :لا بد من جهد دولي لاحتواء القتال في سوريا
أثار حجم وشراسة الصراع في غزة ومعاناة المدنيين التي أصبح من المتعذر وصفها، غضب العالم أجمع. إلا أنه في الوقت ذاته، ثمة تصعيد حاد بأعمال العنف يجري في سوريا، الأمر الذي أجبر عشرات الآلاف على الفرار، في خضم أكبر أزمة نزوح في العالم. ومع ذلك، مر كل هذا من دون أن يلاحظه أحد إلى حد كبير خارج المنطقة.
وعليه، نجد أن سوريا هي الأخرى بحاجة ماسة إلى وقف العنف. إلا أنه بدلاً من ذلك، زادت حدة الحرب المشتعلة هناك منذ أكثر من 12 عاماً، ممتدة اليوم عبر خمس جبهات.
وتخوض القوات الحكومية السورية والقوات الروسية قتالاً ضد جماعات معارضة مسلحة في الشمال الغربي. من جهته، صعد تنظيم «داعش» هجماته عبر مختلف أرجاء البلاد، بينما تهاجم تركيا القوات التي يقودها الأكراد في شمال شرقي البلاد. أما القوات التي يقودها الأكراد فتقاتل بدورها قبائل محلية. وبالتوازي مع ذلك، ترد الولايات المتحدة وإسرائيل بهجمات ضد القوات المرتبطة بإيران.
وفي ظل الاضطرابات التي تعصف بالمنطقة، أصبح من الضروري بذل جهد دولي دؤوب لاحتواء القتال على الأراضي السورية. والمؤكد أن أكثر من عقد من إراقة الدماء بحاجة إلى نهاية دبلوماسية. إلى جانب ذلك، فإنه من شأن إقرار هدنة دائمة في غزة أن تسهم في تهدئة الوضع داخل سوريا إلى حد كبير، الأمر الذي سيحد من التوترات بين القوى الأجنبية - بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران من خلال وكلائها، النشطة عسكرياً داخل البلاد.
وفي حمص، غرب سوريا، أسفر هجوم بطائرة من دون طيار شنه مجهولون عن مقتل وإصابة العشرات من الطلاب العسكريين وأفراد أسرهم وغيرهم، في أثناء حفل تخرج في الكلية العسكرية في الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
في المقابل، ثأر الجيش السوري والقوات الروسية، الداعمة للرئيس بشار الأسد، بمهاجمة ما لا يقل عن 2.300 موقع في الشمال الغربي تقع تحت سيطرة المعارضة، بينها مدارس ومستشفيات وأسواق ومخيمات السوريين الذين أجبروا على ترك منازلهم. كما اضطر نحو 120.000 شخص إلى الفرار، كان الكثيرون منهم قد نزحوا بالفعل عدة مرات، بينهم نازحون جراء الزلزال الضخم الذي وقع في فبراير (شباط) الماضي. وقد أصيب أو قُتل ما لا يقل عن 500 مدني في الحوادث التي تابعتها لجنتنا منذ أكتوبر الماضي.
وتضمنت الأسلحة ذخائر عنقودية محظورة دولياً - في استمرار لأنماط مدمرة وثّقتها لجنتنا منذ اشتعال الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 - وفيما مضى، أثار الكشف عن مثل هذه الأحداث غضباً واسع النطاق ـ فما الاختلاف الآن؟ يكمن الاختلاف في أن اهتمام العالم تحول نحو مكان آخر.
ومن جهته، يصعد «داعش» نشاطه القاتل داخل سوريا، حيث يهاجم أهدافاً مدنية وعسكرية على حد سواء، ويستمر في استعراض قدراته العملياتية وآيديولوجيته المتطرفة.
في تلك الأثناء، في شمال شرقي البلاد، زادت القوات التركية وتيرة عملياتها ضد قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، وهي جماعة معارضة تقول تركيا إن لها علاقات بالنشاط الإرهابي على أراضيها. في الوقت ذاته، تخوض هذه الجماعة المعارضة قتالاً ضد القبائل المحلية في دير الزور، أكبر مدن شرق سوريا، في صراع تؤججه المظالم القديمة من فشل الإدارة المحلية التي يقودها الأكراد في توفير الخدمات الأساسية، أو تأمين الحقوق الأساسية. وحتى الآن، لا يتوافر إحصاء للقتلى في صفوف المدنيين جراء ذلك.
الأكثر إثارة للقلق أن التوترات الإقليمية المتصاعدة الناجمة عن الهجوم على غزة أدت إلى زيادة الهجمات على الأراضي السورية من قبل إسرائيل والميليشيات الإيرانية. وتعرضت القواعد الأميركية في سوريا لأكثر من 50 هجمة من جانب الميليشيات منذ أكتوبر الماضي. وقبل وقت طويل من هجوم 28 يناير (كانون الثاني) في الأردن، الذي أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد الخدمة الأميركية، شنت واشنطن ضربات انتقامية ضد منشآت يقال إن الجماعات المرتبطة بإيران تستخدمها، وأدت عمليات القتل في الأردن إلى موجة جديدة من الهجمات الانتقامية الأميركية في سوريا والعراق واليمن، ما يثير مخاوف من اشتعال صراع أوسع نطاقاً.
من ناحية أخرى، أدت الضربات الجوية الإسرائيلية، التي تستهدف ظاهرياً الأصول المرتبطة بإيران، إلى إخراج المطارات المدنية السورية، التي تشتد الحاجة إليها لتسليم المساعدات الإنسانية، من الخدمة بشكل متكرر.
في خضم كل ذلك، يواجه السوريون صعوبات متفاقمة لا تطاق. ويحتاج نحو 17 مليوناً منهم إلى المساعدات الإنسانية، مثل الغذاء والماء والرعاية الطبية. ومع ذلك، فإن عمليات تسليم المساعدات تبدو معلقة بخيط رفيع، وتعتمد على تعسف الحكومة السورية، بجانب ما تخلقه العقوبات من صعوبات. كما أجبر النقص الحاد في أموال المانحين برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة على تعليق المساعدات الغذائية المنتظمة في سوريا، ما ألقى بالملايين في براثن الجوع.إجمالاً، أودت إحدى الحروب الأهلية الأكثر وحشية في هذا القرن بحياة أكثر من 300.000 مدني في سوريا خلال السنوات الاثنتي عشرة الماضية. وليس من المستغرب أن يصل عدد السوريين الذين يطلبون اللجوء في أوروبا إلى أعلى مستوى له منذ سبع سنوات.
وحتى الآن، جرى ارتكاب كل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي تغطيها المحكمة الجنائية الدولية تقريباً في سوريا: الاستهداف المتعمد للمستشفيات والعاملين في المجال الصحي، والهجمات المباشرة والعشوائية على المدنيين (بعضها يتضمن أسلحة كيميائية) تحت ستار محاربة «الإرهابيين»، وعمليات إعدام بناءً على إجراءات موجزة من دون محاكمة عادلة، وتعذيب واختفاء قسري لعشرات الآلاف من الأشخاص. أضف إلى ذلك الإبادة الجماعية للإيزيديين التي مرت دونما ذكر إلى حد كبير، خلال فترة حكم «داعش» في أجزاء من سوريا.
الحقيقة أن عدم احترام حقوق الإنسان الدولية الأساسية والقانون الدولي الإنساني في سوريا منذ فترة طويلة، لا يؤدي إلى قتل وتشويه الضحايا من جميع أطراف النزاع فحسب، بل يتسبب كذلك في تآكل جوهر نظام الحماية الدولي. واليوم، نعاين مثل هذا التجاهل للقانون الدولي في قائمة متزايدة من الصراعات، بما في ذلك في أوكرانيا والسودان، والآن في غزة.
ويتعين على الدول الأعضاء أن تتحرك بشكل عاجل لوقف هذا الاتجاه المثير للقلق. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أمرت محكمة العدل الدولية سوريا بوقف التعذيب. وخلال السنوات الأخيرة، أدان المدعون العامون في أوروبا أكثر من 50 من مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سوريا. ويجب مواصلة هذه الجهود ودعمها وتوسيع نطاقها فيما يخص الفظائع المرتكبة، ليس فقط في سوريا بل في كل مكان.
من جهتنا، نناشد المجتمع الدولي ألا يغفل الأزمة السورية. إن سوريا بحاجة إلى دبلوماسيين شجعان، ومانحين جريئين، ومدّعين عامين حازمين أكثر من أي وقت مضى. وأكثر من أي شيء آخر، بعد ما يقرب من 13 عاماً من الصراع، فهي بحاجة إلى وقف إطلاق النار على مستوى البلاد.
*خدمة «نيويورك تايمز»
====================
 بلومبرغ: لماذا ينبغي على الولايات المتحدة الخروج من الشرق الأوسط عاجلاً غير آجل؟
ربى خدام الجامع | Ruba Khadam Al Jamee
لدى الولايات المتحدة نحو 46 ألف جندي برفقة عتادهم والدعم المخصص لهم، موزعين على 11 دولة في أرجاء الشرق الأوسط، وهذه القوات لا توجد في مناطق أخرى سواء في أوروبا أو شرق آسيا، حيث يوجد أخطر أعداء أميركا الذين لا مفر من ردعهم إلى جانب السعي لتطمين أعز حلفاء أميركا هناك.
أما أكبر الأسئلة الاستراتيجية الموجهة للرئيس الأميركي جو بايدن أو لدونالد ترامب في حال فوزه في انتخابات تشرين الثاني فهو: هل سيقوم الرئيس الأميركي بالاحتفاظ بالوجود العسكري الأميركي الكبير في الشرق الأوسط أم أنه سينسحب من هناك؟
قد يكون الآن توقيتاً خاطئاً للقيام بهذا التغيير الهائل، وذلك لأن أميركا غارقة في الانتقادات الحادة بين الحزبين خلال الفترة التي تسبق الانتخابات، في حين تشن إسرائيل حربها على قطاع غزة، وتوجه إليها اتهامات بارتكاب إبادة جماعية، في حين تستهدف الميليشيات المدعومة إيرانياً من اليمن وحتى الشام ليس فقط الإسرائيليين بل أيضاً القوات الأميركية، وقد قتلت إحدى تلك الجماعات ثلاثة جنود أميركيين بهجوم نفذته مسيرة استهدفت قاعدة أميركية في الأردن قبل بضعة أيام. لذا، إن تحتم على الولايات المتحدة الانسحاب الآن، فإنها ستسلم طهران انتصاراً دعائياً وستخاطر بنشر حالة من الفوضى تشبه تلك التي حدثت في عام 2021، وذلك عندما تخلى بايدن عن أفغانستان من دون أن يكون له أي هدف من وراء ذلك.
هل ستترك أميركا العالم فريسة للفوضى؟
ولكن ماذا عن الانتخابات التمهيدية؟ خلال فترة معينة من هذا العام، لابد أن تنتهي الفترة الساخنة من الحملة الإسرائيلية على حماس، وقد تحجم إيران ووكلاؤها عن تصعيد الأمور بشكل كبير ضد القوات الأميركية، بعدما انتقم بايدن لمقتل ثلاثة جنود أميركيين خلال هذا الشهر. وبنهاية العام بإذن الله، سيعرف الأميركيون من سينتقل للعيش في البيت البيض خلال السنوات الأربع المقبلة.
بيد أن ما يجعل الوجود الأميركي في الشرق الأوسط وثيق الصلة بكل تلك الأمور هو أنه يمثل في الوقت ذاته أهم موضوع قيد الدراسة وهذا الموضوع يخضع لجدل كبير حول الدور الذي تلعبه أميركا عالمياً، إذن، هل ستبقى الولايات المتحدة قوة مهيمنة تستعين بسيادتها وزعامتها لتحافظ على الحد الأدنى من النظام العالمي؟ أم هل يجب عليها أن تخفض نفقاتها لتتعامل مع مشكلاتها، تاركة وراءها عالماً متعدد الأقطاب تسوده الفوضى وأضحى فريسة لسياسة القوة التي لا يلجمها شيء؟
ثمة جاذبية آسرة في المعسكر السابق الذي يعرف في واشنطن باسم المعسكر الأممي وهو نقيض معسكر الانعزال، وذلك لأن التاريخ يكشف عن فترات كانت فيها الهيمنة غائبة أو غامضة (كما حدث خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين) أو أميل لتنتهي بمصيبة (كما هي الحال في الحرب العالمية الثانية)، وحتى بالنسبة للقوة المهيمنة، فإنه من الأرخص على المدى البعيد أن تدفع مقابل الحفاظ على النظام من أن تكنس الفوضى التي تسببت بها مصيبة على مستوى العالم.
ولكن حتى الأمميين يجب أن يتقبلوا الفكرة القائلة بأن الهيمنة لا تعني أنه يجب على الولايات المتحدة أن تنشط في كل مكان طوال الوقت، إذ يرى كريستوفر بريبل من مركز ستيمسون البحثي بواشنطن بأن الولايات المتحدة خسرت منذ زمن موقع الصدارة عالمياً، ولم تتمكن من استعادته. إذ مثلاً خلال العقدين الأخيرين من الحرب الباردة، وصل متوسط الدين العام في الولايات المتحدة إلى 38% من الناتج الاقتصادي، وفي العام الماضي تضاعفت النسبة ثلاثة أضعاف، ولذلك أصبح الأميركيون يريدون لبلدهم أن يستثمر في حل المشكلات الداخلية، مع تحديد أولوياته في الخارج بشكل واضح.
هل يمثل الشرق الأوسط أولوية للولايات المتحدة؟
يرى هال براندز بأن تاريخ فشل المحاولات الأميركية في الخروج من المنطقة يثبت المركزية الجيوسياسية لهذه المنطقة وهذا يعني بأن على الولايات المتحدة أن تبقى هناك لأن هذا العبء يمثل كلفة الهيمنة.
يخالف آخرون هذا الرأي، إذ يرى دانييل ديبيتريز من مركز أولويات الدفاع البحثي بواشنطن بأنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تسحب 3400 جندي من العراق وسوريا في أسرع وقت ممكن، بعد ذلك تأتي مرحلة سحب الآلاف من الجنود الأميركيين الموزعين على دول الخليج وبقية دول المنطقة.
وذلك لأن القوات الأميركية استكملت مهمتها الظاهرية التي حددتها خلال العقد الماضي، والتي تتمثل بالقضاء على تنظيم الدولة الذي تشكل عقب الغزو الأميركي الثاني للعراق والذي لم تدرسه الولايات المتحدة بشكل جيد، أما اليوم، فلم يعد تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على أية أراض كما أنه انحسر لدرجة بات بوسع أعدائه في المنطقة، بدءاً من الكرد السوريين وحتى المقاتلين الشيعة، إخضاعه من دون أي مساعدة أميركية.
ثمة تبريرات أخرى للوجود الأميركي تتسم بأنها مترددة وأعلى كلفة براي ديبيتريز، إذ مثلاً، تراجع الاعتماد الأميركي على الهيدروكربونات التي تنتجها دول الخليج مقارنة بما كان عليه الوضع خلال فترات الصدمات النفطية التي وقعت في سبعينيات القرن الماضي، كما أن الأسواق العالمية أضحت أشد مرونة اليوم. إذ بمرور الوقت، ينبغي على اقتصاد الدول الغربية أن يكف عن الاعتماد على الوقود الأحفوري بطريقة ما، لذا، في حال حاولت إيران أن تقترب من مضيق هرمز، فستضر بعملائها وعلى رأسهم الصين. وبأي حال من الأحوال، يمكن للولايات المتحدة وحلفائها أن يتدخلوا لإبقاء طرق التجارة مفتوحة حتى في غياب الوجود العسكري الدائم هناك.
يود بعض المحللين الاستراتيجيين أن يبقى الأميركيون هناك ليمنعوا إيران من التحول إلى قوة مهيمنة إقليمياً، إلا أن إيران بعيدة كل البعد عن الهيمنة عسكرياً على دول الجوار كما تفعل كل من روسيا والصين مع الدول المجاورة لهما. كما أن القوى الإقليمية الأخرى وعلى رأسها السعودية وتركيا، يمكن أن ترتب أمورها لتقف في وجه النفوذ الإيراني، وبوسع الولايات المتحدة أن تدعمهما في جهودهما عبر إقامة تحالفات معهما، فتركيا بالأصل عضو في حلف شمال الأطلسي، وهنالك محادثات جارية بين واشنطن والرياض بشأن ضمانات أمنية متبادلة بين الطرفين.
ثم إنه جرى تضخيم الفكرة القائلة بأن خروج أميركا من الشرق الأوسط سيخلق فراغاً سرعان ما سيدفع كلاً من موسكو وبكين لأن تملأاه، وذلك لأن روسيا تدخلت في سوريا وإفريقيا وأماكن أخرى، لكنها تحاول أن تبسط قوتها على أوروبا الشرقية ووسط آسيا، بالإضافة إلى القطب الشمالي، في حين تتطلع الصين للسيطرة على مضيق تايوان وعلى بحر الصين الشرقي والجنوبي، أي أن الانسحاب الأميركي لن يسلم الشرق الأوسط للكرملين أو زونكنانهاي (أي مقر قيادة الحزب الشيوعي الصيني ومجلس الدولة)، تماماً كما لم يترك الانسحاب الأميركي من فييتنام جنوب شرقي آسيا لهاتين الدولتين.
أصبحت السلبيات الاستراتيجية للوجود الأميركي أشد وضوحاً، إذ ترى كيلي غريكو من مركز ستيمسون بأن الأميركيين في الشرق الأوسط بدلاً من أن يردعوا إيران ووكلاءها، تحولوا إلى عنصر استفزاز واستهداف وهذا ما ولد نزعة معادية للأميركيين ومزيداً من الإرهاب. ثم إن حاجة الولايات المتحدة بشكل متكرر لأن تنتقم عملاً بمبدأ العين بالعين والسن بالسن بعد تعرض قواتها لهجمات ذات مستوى ضعيف تؤجج خطر حدوث تصعيد بشكل غير مقصود قد يجر الولايات المتحدة لحرب كبرى هي والعالم بأسره في غنى عنها.
الحاجة إلى ردع روسيا والصين
كما أن واشنطن عبر نشرها لقواتها تشجع شركاءها مثل الرياض على أن تركب الموجة من دون أن يترتب عليها أي تبعات وبذلك ستتراجع الجهود التي تبذلها تلك الدول للحفاظ على أمن المنطقة، وكما يحدث دوماً، فإن الداعين الجدد للانعزال يستعينون بهذه الحجة ليطالبوا الولايات المتحدة بمزيد من ضبط النفس في أوروبا وشرقي آسيا.
ولكن، ألا تغري مظلة الدفاع الأميركية دولة مثل اليابان لتخفض ما تنفقه عادة على حماية نفسها من الصين وكوريا الشمالية؟ ألم تتهرب ألمانيا من أداء واجباتها في التحالف العابر للأطلسي والذي قام ليقف ضد روسيا؟ لقد استغل ترامب حالة الاحباط الأميركية تجاه هذه النزعة المتمثلة بركوب الموجة من دون أن يترتب على ذلك أي نفقات أو تبعات، فزعم بأنه سيشجع الروس على فعل ما يحلو لهم بحلفاء واشنطن في أوروبا بما أنهم ضنوا بجيوشهم وبخلوا بها على غيرهم.
إذن، يجب على واشنطن أن تتدبر أمر المجازفة الأخلاقية المصاحبة للتحالفات الأميركية، وهنالك مؤشرات إيجابية ظهرت قبل فترة، فقد أجازت طوكيو لتوها أكبر ميزانية عسكرية في تاريخها، أما برلين فقد أسست صندوقاً خاصاً لدعم إنفاقها على الدفاع.
ولكن هنالك فروقات شاسعة بين الالتزامات الأميركية في أوروبا وشرقي آسيا والتزاماتها في الشرق الأوسط، إذ عبر غزو روسيا لدولة أوكرانيا التي تتمتع بسيادتها على أراضيها وتهديدها لدولة ملدوفا وغيرها من دول المنطقة، أعادت روسيا العدوان الإمبريالي السافر إلى أوروبا، وعبر تهديد تايوان والدول المحيطة ببحر الصين الجنوبي، لوحت الصين بتهديدها لكامل النظام العالمي الذي يقوم على قواعد محددة، ولدى روسيا أكبر ترسانة من الأسلحة النووية، أما الصين فهي ثالث أكبر دولة نووية، وتطمح لأن تصبح في هذا المضمار على قدم المساواة مع روسيا والولايات المتحدة، لذا، وفي حال قيام حرب عالمية ثالثة لا سمح الله، فإن هذه الحرب ستكون بين الولايات المتحدة وأحد هذين النظامين المستبدين.
كلفة الفرصة البديلة
وبالمقابل، فإنه لا يجوز تصعيد الأمور حد الوصول إلى حرب عالمية مع كل من النزاع المأساوي الممتد منذ 75 عاماً بين الفلسطينيين والإسرائيليين والسعي الدؤوب للحكم الديني الإيراني للهيمنة على المنطقة منذ 45 عاماً حتى الآن، وذلك لأنه بوسع إسرائيل أن تدافع عن نفسها بما أن جيشها أقوى جيش في المنطقة كما أنها الدولة النووية الوحيدة هناك. ومن الأفضل ثني إيران عن إنشاء ترسانتها النووية، بيد أنه بوسع إسرائيل ردعها إلى حد بعيد كما أصبحت كل من الهند وباكستان تردعان بعضهما. وبمرور الوقت سيعود تقرير مصير المنطقة وإقامة سلام فيها لشعوبها، وعندئذ لا يمكن لقوة خارجية أن تجبرهم على أي شيء.
يتلخص الجدل حول الوجود الأميركي في الشرق الأوسط في كلفة الفرصة البديلة، إذ لا يمكن لجندي أميركي يحرس قاعدة البرج 22 في البادية الأردنية أن يقوم في الوقت ذاته بمراقبة حدود الناتو في أستونيا، أو المنطقة منزوعة السلاح في شبه الجزيرة الكورية، أو جزر الفلبين في بحر الصين الجنوبي، أي أنه لدى الكابتن أميركا درع كبير لكنه لا يمكن أن يغطي به العالم بأسره، لذا إن أراد هذا الكابتن أن يغطي بدرعه أوروبا وشرقي آسيا، فعليه الانسحاب من الشرق الأوسط.
====================
الصحافة البريطانية :
فايننشال تايمز: إيران سحبت كبار قادتها من سورية قبل الرد الأمريكي
كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، أن إيران سحبت كبار قادة “الحرس الثوري” من سورية، قبل أيام من الضربات الأمريكية على سورية والعراق.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إيراني ومطلعين على الأمر، اليوم الأربعاء، أن إيران اتخذت قرار سحب القادة الإيرانيين، بعد توعد الرئيس الأمريكي و بايدن بالرد على مقتل 3 جنود أمريكيين في الأردن.
وقال المسؤول إن “ضباط الحرس الثوري غادروا سورية بحلول الوقت الذي شنت فيه واشنطن ضربات جوية” في سورية والعراق، بعد خمسة أيام من مقتل الجنود.
وأضاف أن سحب الضباط “كان علامة على عدم رغبة طهران في الانجرار إلى صراع مباشر مع الولايات المتحدة”.
وأشار إلى أن قرار سحب القادة يعكس “تغييراً في التكتيكات”، حيث قُتل تسعة ضباط من الحرس الثوري بالفعل في غارات إسرائيلية منذ أكتوبر/تشرين الأول.
وأكد المسؤول الإيراني أن طهران “حريصة” على تهدئة التوترات، بينما تستعد لإجراء انتخابات برلمانية مهمة في الأول من مارس/ آذار المقبل.
وحسبما قال محلل إيراني، وصفته الصحيفة بأنه “تابع للنظام الإسلامي”، فقد “تم سحب الحراس لمنع التصعيد مع الولايات المتحدة”.
وأضاف: “كانت إيران قلقة بشأن الضرورة المحتملة للانتقام إذا قُتل المزيد من القادة”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة نقلت عبر قنوات غير مباشرة، بأنها “لا تسعى إلى صراع مع إيران”.
وأكد المحلل الإيراني أنه “بمجرد أن يكون هناك هدوء نسبي، ستعود هذه القوات إلى سورية”.
كما نقلت الصحيفة عن شخص مقرب من “حزب الله” اللبناني، أن الحزب سحب أيضاً بعض كبار قادته من العراق، كما أصبح حذراً بشأن تحركات مقاتليه جنوب لبنان.
وكانت وكالة “رويترز” نقلت عن 5 مصادر مطلعة، الأسبوع الماضي، قولها إن “الحرس الثوري” قلّص نشر كبار ضباطه في سورية بسبب سلسلة من الضربات الإسرائيلية.
وأوضحت أنه “سيعتمد أكثر على فصائل شيعية للحفاظ على نفوذه هناك”.
    بين التهديد والتأخير..استراتيجية “طرق الأسقف” الأمريكية بالرد على طهران
وبينما أضافت الوكالة أن إيران “ليست لديها نية للانسحاب من سورية”، فإن إعادة التفكير تسلط الضوء على كيفية تكشف العواقب الإقليمية للحرب التي أشعلها هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وعلى مدى الأيام الماضية “غادر كبار القادة الإيرانيين سورية مع عشرات الضباط متوسطي الرتب”، حسبما قال أحد المصادر، وهو مسؤول أمني إقليمي كبير، لوكالة “رويترز” واصفاً ذلك بـ”تقليص الوجود”.
وأشارت 3 مصادر أخرى إلى أن “الحرس الثوري” أعرب عن مخاوفه للنظام السوري، من أن “تسرب المعلومات من داخل قوات الأمن السورية لعب دوراً في الضربات القاتلة الأخيرة”.
وجاء الانسحاب الإيراني قبل أيام من إعلان الجيش الأمريكي، في 3 من الشهر الحالي، قصف 85 هدفاً لـ”فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني في سورية والعراق، ضمن مرحلة الرد الأولية على هجوم “البرج 22” في الأردن
====================
الصحافة العبرية :
معاريف: لماذا تزج أمريكا بجنودها في العراق والأردن وسوريا رغم انتهاء حربها مع “داعش”؟
زلمان شوفال - معاريف
للأمريكيين قول مأثور: “سيروا في أعقاب المال”، وفي الحالة الراهنة، كل الطرق تؤدي إلى إيران، التي هي ليست فقط رأس الأخطبوط بل صندوق وفير لكل الأعمال الإرهابية والإجرامية في الشرق الأوسط ولقسم كبير من الإرهاب العالمي بعامة. وستسألون كيف تفعل هذا، بينما تفرض عليها عقوبات دولية ووضع معظم سكانها الاقتصادي في أسوأ حال؟
وهاكم جواباً، جزئياً على الأقل: مؤخراً، انكشف بأن فرعين من البنوك الكبرى العاملة في بريطانيا، وللمفارقة موجدان قرب قصر باكنغهام للأسرة الملكية، فتح فيهما في السنوات الأخيرة حسابات لشركات وهمية بريطانية كانت عملياً بسيطرة الاستخبارات الإيرانية، وضخت من خلالها مبالغ طائلة للحرس الثوري الإيراني وبخاصة “قوة القدس” المسؤولة عن كل العمليات الإسرائيلية خارج حدود إيران، بما فيها فروع الأخطبوط في أرجاء الشرق الأوسط: حماس، و”حزب الله”، والحوثي، والميليشيات الشيعية في العراق. وفي الوقت نفسه، اكتشفت الاستخبارات البريطانية والأمريكية أيضاً ما وصفوه بـ “شبكة قتل دولية بأمر من الاستخبارات الإيرانية لتصفية نشطاء ومعارضي النظام الإيراني في أماكن مختلفة في العالم”.
من المذهل أن مؤسسات الرقابة المالية في بريطانيا والولايات المتحدة -التي هي ناجعة جداً في العثور على شركات وهمية أو أفراد تستهدفهم لاعتبارات الضريبة، وتبييض الأموال، أو أسباب سياسية على أنواعها- استغرقها وقت طويل لتكتشف ما يجري من تحت أنفها، بينما عرض صحافيون على البنوك أسئلة غير مريحة عن زبائنهم آنفي الذكر، اختبأت هذه المؤسسات وراء ادعاءات السرية البنكية. من الصعب ألا نتساءل فيما إذا كانت منظومات مالية إيرانية مشابهة لا تمر من تحت الرادار في أماكن أخرى. للشركتين الوهميتين آنفتي الذكر، بالمناسبة، مكاتب في أحد الأماكن البارزة جداً في لندن ومسجلة قانونياً باسم شركات وهمية أخرى في عناوين أخرى في أرجاء الدولة.
قضية الحسابات الخفية الإيرانية في بريطانيا وغيرها من التلاعبات المالية المرتبط معظمها بتصدير النفط الإيراني غير القانوني، أساساً إلى الصين ودول أخرى، تبرز المصاعب وانعدام الثبات والتصميم لدى الغرب تجاه المسألة الإيرانية في مواضيع أخرى أيضاً.
في الأسبوعين الأخيرين، وإن كانت أمريكا وبريطانيا شددتا هجماتهما على منظمة الإرهاب الشيعية في العراق “كتائب حزب الله” عقب قتل ثلاثة من الجنود الأمريكيين وعلى الحوثيين في اليمن، ولكن الناطق بلسان وزارة الدفاع الأمريكية أعلن بأن ليس في نية البنتاغون خوض معركة طويلة ضد الوكلاء الإيرانيين في العراق وسوريا، وهو قول يبعث على السؤال: إذا لم تكن معركة طويلة ضد إيران نفسها، الأمر الذي تصمم واشنطن على الامتناع عنه، وليس ضد “وكلائها” أيضاً، إذن؟ رجل السي.آي.ايه سابقاً والخبير في الشؤون الإيرانية راعول مارك بريخت، يقول إن “الإيرانيين يعملون كي يقتلنا وكلاؤهم؛ لا نضرب الإيرانيين أنفسهم… الوكلاء يهاجمون، لكننا لا نهاجم إيران مباشرة – ولهذا نخسر”.
لكن الجواب على هذا السؤال يؤدي إلى جدال جار واشنطن منذ زمن بعيد، حول المكانة الدولية لأمريكا، سواء في نظر نفسها أم في نظر شركائها وخصومها، وكذا بالنسبة لدورها كـ “شرطي العالم”. هذا جدال يجري في حزب الرئيس بايدن، الحزب الديمقراطي، بل وفي في محيط دونالد ترامب الذي يسعى نحو الرئاسة، وسيكون لنتائج هذا الجدال تداعيات عملية على السياسة الخارجية الأمريكية في السنوات القادمة – وعلى إسرائيل أيضاً.
يسأل الناقدون: لماذا تحتاج أمريكا لآلاف الجنود في العراق والأردن وسوريا بعد انتهاء حربها مع داعش – سؤال يتجاهل، وليس صدفة، المسألة الإيرانية بكل جوانبها، بما في ذلك موضوع النووي الذي يقترب من نقطة اللاعودة. بالمقابل، هناك من يشبهون موقف الغرب إزاء إيران بالموقف تجاه ألمانيا النازية في عهد اتفاق ميونخ. لكن مع فرق: لم يكن لألمانيا سلاح نووي.
====================