الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 14/11/2016

سوريا في الصحافة العالمية 14/11/2016

15.11.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة البريطانية : الصحافة الامريكية :  
الصحافة البريطانية :
التلغراف: لندن: لا لحلف بوتين – ترامب الداعم للأسد
http://www.raialyoum.com/?p=562109
لندن ـ ذكرت صحيفة التلغراف  نقلا عن مصدر في الخارجية البريطانية أن الدبلوماسيين البريطانيين سوف يبذلون قصارى جهدهم لإقناع ترامب وفريقه بمواصلة نهج أوباما المتمسك بإزاحة الأسد.
وذكرت التلغراف أن مسألة إقناع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بضرورة استمرار سياسة إداراة باراك أوباما على الساحة السورية، سوف “تمثل الأولوية رقم واحد” بالنسبة إلى الدبلوماسيين البريطانيين في غضون الأشهر المقبلة.
واعتبرت الصحيفة البريطانية أن لندن باتت على عتبة “أزمة دبلوماسية” مع واشنطن على خلفية خطط ترامب الرامية إلى التحالف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في دعم “النظام السوري”، مشيرة إلى أن الدبلوماسيين البريطانيين سوف يطلقون “مفاوضات معقدة للغاية، وصعبة إلى حد اللامعقول” مع ترامب في الفترة المقبلة حول موقفه تجاه روسيا، وأن لندن لا تعتزم تغيير نهجها على هذا الصعيد.
وختمت التلغراف تعليقها بجملة نقلتها عن مصدرها في وزارة الخارجية البريطانية، قال فيها: “نحن على يقين تام بأنه لا محل في مستقبل سوريا للأسد الملطخة يداه بدماء 400 ألف شخص”.
هذا، وسبق لدونالد ترامب أن قال في حديث خاص أدلى به لصحيفة وول ستريت جورنال السبت: “تصوّري للوضع في سوريا كان منذ البداية مختلفا بشكل كبير عن مواقف الآخرين. أرى أنه إذا ما كنتم تقاتلون سوريا فيما هي تقاتل “الدولة الاسلامية”، فهذا يعني أنكم تدعمون “الدولة الاسلامية”.
وأضاف: روسيا حليفة لسوريا في الوقت الراهن، فضلا عن أنها حليفة لإيران التي هي حليفة ثانية لسوريا وصارت أقوى من ذي قبل بفضلنا. كفاكم قتالا ضد روسيا وسوريا. قتال الأسد يعني قتال روسيا.
وبصدد المعارضة السورية، أكد ترامب أنه يفضل وقف دعم ما يسمى بـ”المعارضة السورية المعتدلة”، وأشار إلى أنه لا يعرف هوية هذه المعارضة، ومن هم المنضوون تحت رايتها.
وتابع: “لا أعتبر أن /الرئيس السوري بشار/ الأسد شخص جيد، لأن ذلك لن يكون صحيحا، لكنني أرى أن المشكلة الرئيسية لا تكمن في الأسد، وإنما في “الدولة الاسلامية”. (روسيا اليوم)
========================
الغارديان :طبيبة التوليد الوحيدة في حلب تستخدم خيوط الخياطة لعمليات القيصرية
http://all4syria.info/Archive/362278
زاهر سحلول- الغارديان : ترجمة  محمود محمد العبي- كلنا شركاء
عملنا في مستشفى تحت الأرض للبقاء في مأمن من الغارات الجوية، وشاهدنا جرحى يمكن علاجهم لكنهم يموتون؛ بسبب شح الموارد الطبية.
لا يوجد سوى 30 طبيباً في حلب، ويصف هؤلاء الأطباء الوضع بالمذهل والكارثي، ولقد رأيت الوضع بنفسي. حيث يتوجب عليهم إجراء عمليات البتر لأطفال على أرضية غرف الطوارئ من دون تخدير أو تعقيم. وعلاوة على ذلك، نفذت لديهم مخزونات زمر الدم وأكياس السيريوم والمضادات الحيوية ومسكنات الألم.
ويشقى الأطباء في توفير الرعاية الصحية للسكان المصابين بصدمات نفسية- وهم حوالي 300000 شخصاً؛ لأن النظام يقصف مستشفياتهم بشكل يومي، ويتم استنفاذ الإمدادات الطبية والأدوية.
يعملون دون توقف في الأشهر الثلاثة الماضية، من خلال تعاملهم مع تدفق عدد كبير من الإصابات المتنوعة وكثرة المرضى الذين تم سحبهم من تحت الانقاض حيث يعانون من إصابات مروعة.
في عامة سوريا وخصوصاً في حلب، يتم استهداف المستشفيات في كثير من الأحيان من قبل الحكومة السورية وفي الآونة الأخيرة من قبل الطائرات الحربية الروسية. وقد سجل أطباء من أجل حقوق الإنسان 382 هجمةً على المرافق الطبية، منها 344 هجمة من قبل النظام وروسيا. وكانت روسيا والنظام مسؤولين عن مقتل 703 من أصل 757 من العاملين في المجال الطبي في الحرب حتى الآن. ناهيك عن مغادرة معظم الأطباء من حلب.
كما ذكرت مؤسستي: الجمعية الطبية الأمريكية السورية، أن شهر تموز/ يوليو كان أسوأ شهر للهجمات على مراكز الرعاية الصحية منذ بداية الصراع. حيث قُدِرَ عدد الهجمات بـ 43 هجمة في الشهر على المرافق الصحية – أكثر من هجمة في اليوم. وعلى سبيل المقارنة، هذا العدد من الهجمات على مدى ستة أشهر في عام 2015، و47 هجمةً من كانون الثاني/ يناير إلى أيار/ مايو .
قبل بضعة أشهر، قمت أنا واثنان من زملائي برحلة محفوفة بالمخاطر من شيكاغو إلى حلب من أجل التطوع في مهمة طبية مع الجمعية الطبية الأمريكية السورية . حيث عملنا في مستشفى تم بناؤه بعمق  20 متراً تحت الأرض؛ لأنه تم استهدافه عشر مرات في السنوات الأربع الماضية. عملنا وعاشنا ونمنا في المستشفى، وكنا نسمع دوي انفجارات تهز الأرض بقربنا. حيث تم تشغيل المستشفى عبر مولد يعمل بالديزل.
وكان غريباً جداً بالنسبة لي- كأخصائي في العناية المركزة من شيكاغو- أن أشاهد ممرضات وأطباء في مستشفى تحت الارض في مدينة محاصرة في الشرق الأوسط. كان المستشفى الأكبر في حلب ، يجري 4000 عملية جراحية في كل عام. ففي وحدة الرعاية المركزة، عاجلت ضحايا الضربات الجوية الروسية والسورية الأبرياء. وما زلت أتذكر بقوة أحمد حجازي، الذي تم سحبه من تحت أنقاض منزله المدمر بعد انفجار برميل متفجر ألقته طائرة النظام المروحية بينما كان نائماً.
كانت إصابة أحمد في العمود الفقري والرئة. حاول الأطباء لمعالجة حالته بالمواد الطبية المحدودة للغاية. لم نكن قادرين على نقله إلى تركيا لإجراء عملية جراحية لإنقاذ حياته بسبب قصف قوات النظام اليومي لطريق المدينة الوحيد؛ في محاولة من النظام لتطويق المدينة. وبعد بضعة أيام، استسلم أحمد، حيث تعرض لسكتة قلبية وفارق الحياة.
أحمد واحد فقط من آلاف المدنيين الأبرياء الذين يمكن إنقاذهم في أي نزاع أو منطقة كوارث أخرى بوسائل بسيطة. كانت وفاته- ووفاة عشرات الآلاف من المدنيين- بسبب عدم حصوله على الرعاية الطبية المناسبة. ويشكل ذلك جريمة حرب.
منذ مغادرتنا، أصبح الوضع أكثر حرجاً بسبب الحصار. قالت لي طبيبة التوليد الوحيدة في المدينة أنها كانت تستخدم خيوط الخياطة لتخيط الجروح بعد القيصرية بسبب نقص في الغرز/ الخيوط الجراحية. وقالت أن معظم الأطفال حديثي الولادة يعانون من انخفاض حاد في الوزن لأن النساء الحوامل لا يستطعن الحصول على الفواكه أو الخضروات أو الحليب أو اللحوم أو الفيتامينات. ناهيك أن المواد الغذائية وحليب الأطفال أصبح نادراً، لذلك من المتوقع، وللمرة الأولى في تاريخها الحديث، ستشهد حلب أطفال يعانون من سوء التغذية الحاد.
ليس كافياً ذرف الدموع على الصور الأطفال المصابين في سوريا. وأيضاً معانقة أطفالكم ليست كافيةً. الاستجابة الإنسانية المتوقعة عند رؤية شخص في محنة هي في بذل قصارى جهدنا لتخفيف محنتهم؛ لأن الأطفال السوريين ليسوا دمى نبكي عليها.
نحن مسؤولون وكذلك قادتنا السياسيون، إذا لم نتصرف عند مشاهدة أشرطة الفيديو لأطفال سوريين يبكون بألم شديد؛ لأن مجرمي الحرب يقصفونهم لهم أو يقنصونهم. ومن الضروري أيضاً نشر معاناتهم عبر تويتر وفيسبوك، ولكن ذلك لا يعفينا من فعل ما هو أكثر نفعاً- وهو إنقاذ حياتهم وبناء مستقبل أفضل لهم.
ويمكن لكل شخص القيام بعدة أمور في الوقت الراهن لمساعدة الأطفال السوريين مثل عمران دقنيش، وهو طفل الخمس سنوات من حلب المحاصرة – عبر صورة لفتت اهتمام العالم تُظهر وجهه المغطى بالغبار وبالدم بعد أن تم انقاذه بعد غارة جوية – وملايين من الأطفال السوريين المتأثرين من النزاع في سوريا.
احشدوا الآن، وادعو قادتكم السياسيين ورئيسكم عبر الطلب من بلدكم ممارسة القيادة الأخلاقية لوقف الإبادة الجماعية وانقاذ حلب الآن. في الولايات المتحدة، لا ينبغي لنا أن ننتظر الرئيس القادم حتى يتولى منصبه. فبحلول ذلك الوقت، سيكون الأمر متأخراً جداً. يجب أن نضع حداً لإنهاء الإبادة الجماعية في مقدمة جدول الأعمال الوطني.
وهذا يعني خطط محددة لوقف الإبادة الجماعية وإحلال السلام. لأن ما يحدث في حلب يؤثر علينا جميعاً، أينما نعيش. أزمة اللاجئين، وازدياد كراهية الأجانب، ورهاب الإسلام، والمشاعر المعادية للاجئين، والإرهاب كلها تداعيات ناجمة عن الأزمة في سوريا. يجب على القادة الوطنيين حشد الإرادة السياسية لوضع حد للأمر:
أسسوا مع جماعات دينية ومدنية في مدينتك بهدف تشكيل ائتلاف أوسع يمكنه إجبار قادتنا السياسيين على التحرك. هذه هي الطريقة الأميركية والديمقراطية. إذا قلنا “لن يتكرر هذا أبداً”، علينا أن نعني ذلك، وينبغي أن يكون لدينا قادة سياسيين مسؤولين إذا فشلوا في اختبار الإبادة الجماعية.
   تكلموا في الجمعيات الطبية والاجتماعات. ادعوا المتحدثين إلى مستشفياتكم لمناقشة الهجمات على مراكز الرعاية الصحية. يجب على المجتمع الطبي ألا يتسامح مع الوضع الطبيعي الجديد، حيث يتم رمي 150 عاماً من اتفاقيات جنيف والمعايير الإنسانية الدولية تحت الحافلة كل يوم. حيث يمكن للمجتمع الطبي أن يلعب دوراً رئيسياً في إجبار القادة السياسيين إلى الاستماع إلى نداءات ممرضي حلب الذين يكافحون من أجل إنقاذ الأرواح في حين يتم قصفهم عبر آلة الحرب الأكثر تقدماً.
   تطوعوا في بعثات طبية لمساعدة اللاجئين. هناك العديد من المنظمات غير الحكومية، بما في ذلك “الاستجابة العالمية سامس”، التي تقدم الإغاثة الطبية للاجئين السوريين في البلدان المجاورة وأوروبا. انضموا لـ “تجربة تغيير حياة” عبر مد يد الشفاء للاجئ يائس يعيش في خيمة ويفكر في أن العالم قد تناساه.
   شكلوا فرعاً للمساعدة في إعادة توطين اللاجئين السوريين في مدينتكم باتباع خطوات شبكة التجمع السورية. حيث أُعيد توطين أكثر من 13210 لاجئ سوري في الولايات المتحدة حتى الآن، ومن المتوقع أن يرتفع الرقم في السنوات القليلة المقبلة.
   اعطوا بسخاء. نحن بلد العطاء، لذلك دعونا نقوم بأفضل ما بوسعنا من خلال التبرع للجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية التي تمس حياة الآلاف من اللاجئين السوريين أو  السوريين المحتاجين في الداخل السوري بما في ذلك حلب.
ربما أصبح قصف حلب المحاصرة الحدث الأكثر أهمية في الإبادة الجماعية في سوريا، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 450000 شخصاً منذ عام 2011، بالإضافة إلى هجوم الغوطة الكيماوي. حيث حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا أنه “بين الآن و كانون الأول/ ديسمبر، إذا لم نتمكن من إيجاد حل، لن يكون هناك شيئاً اسمه حلب بعد ذلك”. عندما ينقشع الغبار وتظهر الحقائق، سيتم عرض قصف حلب كواحد من أسوأ جرائم الحرب منذ الحرب العالمية الثانية.
كما قالها في الآونة الأخيرة تشارلز هاينز، وهو مدير مركز الحرية الدينية: “ما سيستذكره أجيال المستقبل طويلاً بشأن هذه اللحظة من التاريخ ليس خطاب منمق عن جدران الحدود أو رسائل بريد إلكتروني محذوفة. ستذكرنا الأجيال القادمة – وتقاضينا – لما فعلناه أو لم نفعله لوقف الإبادة الجماعية”.
رابط المادة المترجمة: هنا
العنوان من المصدر:  انا طبيب في شيكاغو.. هذا ما شاهدته عندما ذهبت للمساعدة في حلب
========================
الديلي تليجراف:اﻷسطول الروسي قبالة سوريا.. رسائل للغرب والشرق
http://www.masralarabia.com/صحافة-أجنبية/1307591-اﻷسطول-الروسي-قبالة-سوريا--رسائل-للغرب-والشرق
جبريل محمد 13 نوفمبر 2016 16:44
وصل أسطول من السفن الحربية الروسية قبالة السواحل السورية السبت، تمهيدا لهجوم واسع النطاق على مدينة حلب، بحسب صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية.
وكانت مجموعة قتالية بقيادة حاملة الطائرات الروسية الاميرال كوزنيتسوف، بمرافقة طراد الصواريخ الذي يعمل بالطاقة النووية، سافر بشكل استفزازي عبر  القناة الإنجليزية ليصل إلى شرق البحر المتوسط.
وأكد "سيرجي ارتامونوف" قائد كوزنيتسوف لمحطة تلفزيون روسية، إن الطائرات تجري طلعات استطلاعية من فوق سطح السفينة".
 حول إذا كانت طائرات أجنبية تحلق فوق السفن، قال "فلاديسلاف مالاخوفسكي" قائد طراد الصواريخ:" إنهم يخافون من الاقتراب على مسافة 50 كيلومترا".
ونقلت صحيفة موالية للحكومة الروسية عن مصدر عسكري قوله: السفن الحربية سوف تظل في البحر المتوسط لمدة ستة أشهر على الأقل".
وقال مسؤول في حلف شمال اﻷطلسي "الناتو" إن موسكو تصر على نشر سفن حربية هو الأكبر من نوعه منذ الحرب الباردة، لإظهار قوتها العسكرية.
والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يؤكد دائما أن بلاده تسعى لبناء وجود عسكري دائم في الشرق الأوسط، وحريصة على تأكيد مكانتها كقوة عالمية.
وأعرب "ينس شتولتنبرج" الأمين العام لحلف الناتو، عن مخاوفه من أن يتم استخدام السفن لدعم العملية العسكرية الروسية في سوريا و "زيادة المعاناة الإنسانية للمدنيين"، بحسب الصحيفة.
روسيا تستعد لهجوم شامل، وصحيفة "الديلي تليجراف" رصدت مئات من القوات السورية والروسية تتحرك على المشارف الجنوبية لمدينة حلب.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في المخابرات السورية قوله: القوات الموالية للحكومة وحلفائهم الروس ينتظرون إجراء محادثات مع الرئيس الأمريكي الجديد قبل بدء الهجوم".
ساعد تدخل موسكو لدعم النظام العام الماضي أرجح ميزان القوى لصالح الرئيس السوري بشار الأسد، وكانت واشنطن تخشى أي مواجهة مع موسكو في سماء سوريا حتى لا تتصاعد إلى صراع شامل بين خصمي الحرب الباردة السابقين.
ويعتقد خبراء أن روسيا تضع نفسها كقوة عظمى بديلة في الشرق اﻷوسط.
ونقلت الصحيفة عن "كايل أورتن" خبير في شؤون الشرق الأوسط قوله: موسكو بوضوح تعتزم إرسال رسال إلى الغرب، مفادها أنها قوة في المنطقة، للشرق مفادها أن عملائها مثل الأسد نجا، والديكتاتوريين الذين يريدون حلفاء عليهم بالتوجه ناحية الشرق".
وأضاف:" يبدو أن روسيا تنتظر نتيجة الانتخابات الأمريكية، وتعمل الآن على التحضير سياسيا لهذا الهجوم الوشيك وتسعى لتعزيز علاقاتها الودية مع دونالد ترامب، الذي أعرب عن تأييده لروسيا التي قال إنها تعمل مع روسيا ضد الإرهابيين في سوريا ".
الوضع في شرق حلب يزداد سوءا يوما بعد يوم، وحوصر حوالي 250 ألف نسمة لعدة أشهر، حيث نفذ الطعام والإمدادات الطبية والمياه.
========================
 ذي فاينانشال تايمز :الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة العالم
http://www.noonpost.net/content/15041
فرانسيس فوكوياما
عالم اجتماع سياسي واقتصادي ومؤلف أمريكي.
 تشكل الهزيمة الانتخابية المذهلة التي ألحقها دونالد ترامب بمنافسته هيلاري كلينتون نقطة تحول مفصلية، ليس فقط بالنسبة للسياسة الأمريكية بل وللنظام العالمي بأسره. يبدو أننا نلج عصرا جديدا من القومية الشعبوية، يتعرض فيها النظام اللبيرالي الذي أخذ في التشكل منذ خمسينيات القرن العشرين للهجوم من قبل الأغلبيات الديمقراطية الغاضبة والمفعمة بالطاقة والحيوية. ثمة خطورة هائلة من الانزلاق نحو عالم من القوميات المتنافسة والغاضبة في نفس الوقت، وإذا ما حدث ذلك فإننا بصدد لحظة تاريخية حاسمة مثل لحظة سقوط جدار برلين في عام 1989.
يكشف الأسلوب الذي انتصر من خلاله ترامب عن الأساس الاجتماعي للحركة التي أطلق لها العنان. فمن خلال نظرة على خريطة التصويت يظهر جليا أن التأييد لهيلاري كلينتون تركز جغرافياً في المدن التي تقع على امتداد الساحل بينما صوت الناس بقوة في مساحات شاسعة من المناطق الريفية والبلدات الأمريكية الصغيرة لصالح ترامب. وكانت أكثر التحولات إثارة للدهشة تمكن ترامب من كسب بنسلفانيا وميتشيغان وويسكونسين، الولايات الصناعية الشمالية الثلاث التي كانت باستمرار تصوت في الانتخابات التي جرت في الماضي القريب وبشكل حاسم لصالح الديمقراطيين، لدرجة أن كلينتون لم تعبأ حتى بالترويج لنفسها في الولاية الأخيرة منها. لقد تمكن ترامب من الفوز لأنه كسب أصوات العمال المنضوين في النقابات المهنية والذين كانوا قد تلقوا ضربة موجعة بسبب تراجع المشاريع الصناعية، وخاصة أنه وعدهم بأن "يعيد لأمريكا مكانتها العظيمة" من خلال استعادة وظائفهم التي فقدوها في قطاع الصناعة.
لقد شهدنا هذه القصة من قبل، إنها قصة بريكسيت (المبادرة البريطانية للخروج من الاتحاد الأوروبي)، حيث كانت أصوات المؤيدين للخروج من الاتحاد الأوروبي، وبشكل مشابه، مركزة في المناطق الريفية والبلدات الصغيرة خارج لندن. وينطبق الأمر ذاته على فرنسا حيث نجد أن ناخبي الطبقة العاملة الذين كان آباؤهم وأجدادهم في العادة يصوتون لصالح الأحزاب الشيوعية والاشتراكية باتوا الآن يصوتون لصالح الجبهة القومية التي تترأسها ماري لو بان.
إلا أن القومية الشعبوية ظاهرة أوسع من ذلك بكثير. خذ على سبيل المثال فلاديمير بوتين، الذي ما يزال فاقداً للشعبية في أوساط الناخبين المثقفين في المدن الكبيرة مثل سانت بيترزبيرغ وموسكو، ولكنه يتمتع بقاعدة شعبية عريضة وضخمة في باقي أرجاء البلاد. ونفس الشيء ينطبق على الرئيس التركي طيب رجب إردوغان، الذي يحظى بدعم قاعدة شعبية واسعة في أوساط الطبقة المتوسطة الدنيا المحافظة، وينسحب نفس الأمر على رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان الذي يحظى بالشعبية في كل مكان إلا في العاصمة بودابيست.
يبدو أن الطبقة الاجتماعية، والتي تتحدد اليوم بمستوى التحصيل العلمي للفرد، غدت الصدع الاجتماعي الأهم فيما لا يحصى عدده من البلدان المتجهة نحو التصنيع والتي تشهد ظهوراً بارزاً لاقتصاد السوق فيها. ما يدفع باتجاه ذلك هو العولمة والزحف التكنولوجي، وهذه بدورها مهد الطريق لها النظام العالمي الليبرالي الذي ساهمت إلى حد كبير بتكوينه الولايات المتحدة الأمريكية منذ العام 1945.
حينما نتحدث عن النظام العالمي الليبرالي فإننا نتحدث عن نظام التجارة والاستثمار الدولي الذي يقوم على مجموعة من القواعد والنظم والذي ما فتئ يغذى النمو العالمي خلال السنوات الأخيرة. هذا هو النظام الذي يسمح لهواتف آي فون بأن تُجمٌع في الصين وتُشحن من هناك إلى الزبائن في الولايات المتحدة وفي أوروبا خلال الأسبوع الذي يسبق عطلة عيد الميلاد. لقد سهل ذلك حركة ملايين البشر من البلدان الأكثر فقراً إلى البلدان الأكثر ثراءً حيث بإمكانهم أن يجدوا فرصاً أكبر لحياة أفضل لأنفسهم ولأطفالهم. جاءت تجليات هذا الأمر مصدقة تماماً لما كان يعلن عنه، ولا أدل على ذلك من أنه ما بين عام 1970 والأزمة المالية التي ضربت الولايات المتحدة عام 2008، تضاعف الإنتاج العالمي من البضائع والخدمات أربعة أضعاف، مما ساهم في إخراج مئات الملايين من البشر من الفقر، ليس فقط في الصين والهند ولكن أيضا في أمريكا اللاتينية وبلدان أفريقيا ما دون الصحراء.
ولكن، وكما بات الكل يدرك بكل ألم وأسى، لم ترشح فوائد هذا النظام لتصل إلى كل الناس، فالطبقات العاملة في البلدان المتقدمة شهدت اختفاء الوظائف وفرص العمل بسبب نزوع الشركات نحو الاستعانة بالعمالة في أماكن أخرى واللجوء إلى أساليب ترشيد الإنفاق وزيادة الكفاءة في الإنتاج استجابة للتنافس المحموم الذي لا يرحم في السوق العالمية.
ولقد فاقم من هذا الوضع الأزمة التي تعرضت لها الولايات المتحدة في عام 2008 وأزمة اليورو التي ضربت أوروبا بعد عامين من ذلك. في كلتا الحالتين، وفي مواجهة الصدمات الخارجية، حصل انهيار دراماتيكي في الأنظمة التي صممتها النخب – الأسواق المالية المحررة في حالة الولايات المتحدة الأمريكية، والسياسات الأوروبية مثل اليورو ونظام الشينغين الخاص بالهجرة الداخلية في حالة أوروبا. الذين تحملوا تكاليف وأعباء هذه الإخفاقات كانوا تارة أخرى هم العمال العاديون وليس النخب ذاتها. منذ ذلك الوقت، كان ينبغي أن يكون السؤال الحقيقي ليس لماذا برزت الشعبوية في عام 2016 وإنما لماذا استغرقت كل هذا الوقت حتى تتجلى وتسفر بوجهها.
كان هناك فشل سياسي في الولايات المتحدة الأمريكية من حيث أن النظام لم يمثل بشكل كاف الطبقة العاملة التقليدية. كان الحزب الجمهوري واقعا تحت وطأة هيمنة المؤسسات التجارية الأمريكية وحلفائها الذين جنوا أرباحا سخية من العولمة. في تلك الأثناء كان الحزب الديمقراطي قد تحول إلى حزب السياسات المتعلقة بالهوية: الائتلاف النسوي، الأمريكيون الأفارقة، الأمريكيون من أصول لاتينية، المدافعون عن البيئة، مجتمع اللواطيين والسحاقيات والمتحولين جنسيا، الأمر الذي أفقده الاهتمام بالقضايا الاقتصادية.
فشل اليسار الأمريكي في تمثيل الطبقة العاملة كان له ما يماثله تماما في مختلف أرجاء أوروبا، حيث تصالحت الديمقراطية الاجتماعية مع العولمة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، وقد أخذ ذلك شكل "الوسطية البليرية" أو نوعاً من "الإصلاحية النيوليبرالية" التي هندسها الديمقراطيون الاجتماعيون من أصحاب غيرهارد شرودر في سنوات العقد الأول من الألفية الثالثة.
إلا أن الإخفاق الأوسع لليسار كان مطابقا لذلك الذي حصل في الأيام التي سبقت بداية العام 1914 واندلاع الحرب الكبرى، عندما – وبحسب ما عبر عنه بصدق الفيلسوف البريطاني من أصل تشيكي إيرنيست غيلنر – أخطأ ساعي البريد إذ نقل إلى صندوق بريد اسمه "الوطن" خطابا معنونا إلى صندوق بريد اسمه "الطبقة". والوطن دوما تقريبا يتفتئت على الطبقة لأنه قادر على الوصول إلى مورد قوي ذي علاقة بالهوية والرغبة في الارتباط بمجتمع ثقافي عضوي. والآن، يبرز هذا الحنين إلى الهوية على شكل يمين أمريكي متطرف يتكون من تشكيلة من الجماعات التي كانت من قبل قد أقصيت، والتي تعتنق الآن بشكل أو بآخر عقيدة قومية بيضاء. ولكن حتى لو نحينا هؤلاء المتطرفين جانباً، بدأ الكثيرون من الأمريكيين العاديين يتساءلون لماذا طفقت مجتمعاتهم تمتلئ بالمهاجرين، ومن الذي منح التفويض لنظام لغة مقبولة سياسياً لم يعد بإمكان المرء بسببه التظلم أو الشكوى من المشكلة. ذلك هو ما مكن دونالد ترامب من الحصول على عدد ضخم من الأصوات من الناخبين الأفضل تعليماً والأكثر ثراءً كذلك، ممن لم يكونوا ضحايا للعولمة ولكنهم شعروا بأن بلدهم يسلب منهم. لسنا بحاجة للتأكيد على أن نفس هذ الحراك هو الذي أفرز نتيجة التصويت في موضوع بريكسيت (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي)
إذن، ما هي التداعيات الأكيدة لانتصار ترامب على النظام الدولي؟ على النقيض مما يقوله نقاده، يملك ترامب موقفا ثابتاً تم التفكير فيه بعناية فائقة: فهو قومي حين يتعلق الأمر بالسياسة الاقتصادية وكذلك فيما يتعلق بالنظام السياسي العالمي. لقد صرح بوضوح أنه سيسعى لإعادة التفاوض على الاتفاقيات التجارية الحالية مثل النافتا وربما أيضاً منظمة التجارة العالمية، وإذا لم يحصل على ما يريد، فهو على استعداد للنظر في الخروج منها والتحلل من التزاماتها. كما أعرب عن إعجابه بالزعماء "الأقوياء، مثل بوتين رئيس روسيا، الذين يحصلون على النتائج التي يريدون بفضل الفعل الحاسم. وتجده أقل شغفاً بحلفاء أمريكا التقليديين مثل زعماء دول الناتو أو اليابان وكوريا الجنوبية، الذين يتهمهم بالركوب على ظهر الولايات المتحدة الأمريكية والتطفل على نفوذها وقوتها. وهذا يمكن أن يفهم منه أن دعمه لهؤلاء سيكون مشروطاً بإعادة التفاوض على الترتيبات القائمة حالياً والخاصة بالتحمل المشترك للأعباء والتكاليف.
من المحال التقليل من مخاطر هذه المواقف على الاقتصاد العالمي وعلى منظومة الأمن الدولي، وخاصة في عالم يطفح اليوم بالقومية الاقتصادية. كان نظام التجارة والاستثمار المفتوح يعتمد في بقائه واستمراره – تقليدياً – على قوة الولايات المتحدة الأمريكية وعلى نفوذها المهيمن، ولكن إذا ما بدأت الولايات المتحدة بالتصرف بشكل أحادي لتغيير شروط الاتفاقيات المبرمة بينها وبين الدول الأخرى فلن يتورع كثير من اللاعبين الأقوياء حول العالم عن الانتقام مما سيشعل شرارة انهيار اقتصادي شبيه بذلك الذي وقع في ثلاثينيات القرن العشرين.
ولا يقل أهمية عن ذلك الخطر المحدق بالنظام الأمني العالمي. خلال العقد الماضي برزت روسيا والصين كقوى عظمى استبدادية رائدة، وكلاهما لديهما أطماع توسعية. موقف ترامب من روسيا بالذات يبعث على الانزعاج: لم يصدر منه موقف واحد ينتقد فيه بوتين، هذا بالإضافة إلى ما ذكره من أن استيلاء بوتين على شبه جزيرة القرم ربما كان مبرراً. وأخذاً بالاعتبار جهله العام بمعظم جوانب السياسة الخارجية، فإن استمرار ترامب بشكل دائم في الحديث عن روسيا تحديداً يمكن أن يستنتج منه بأن بوتين يمارس عليه نفوذا خفيا من نوع ما، ربما من باب الشعور بالمديونية والامتنان لمصادر روسية معينة مقابل الحفاظ على استمرارية امبراطوريته التجارية. ستكون أول ضحايا لأي محاولة من قبل ترامب "تطوير العلاقة نحو الأحسن" مع روسيا هي أوكرانيا وجورجيا، وهما البلدان اللذان اعتمدا على مساندة الولايات المتحدة لهما للبقاء دولتين مستقلتين بينما تناضلان من أجل الحفاظ على نظاميهما الديمقراطيين.
لو نظرنا إلى الأمور بشكل أوسع سنخلص إلى أن فترة رئاسة ترامب ستؤذن بانتهاء العهد الذي كانت فيه الولايات المتحدة تشكل رمزاً للديمقراطية نفسها في أعين الشعوب التي ترزح تحت حكم الأنظمة السلطوية في مختلف أرجاء العالم. ما لبث النفوذ الأمريكي يعتمد باستمرار على "القوة الناعمة" أكثر مما يعتمد على استعراض العضلات ونشر القوات كما حدث في غزو العراق. يشير الاختيار الذي توجه نحوه الأمريكيون يوم الثلاثاء الماضي إلى حدوث انتقال من خندق إلى آخر، من معسكر الليبرالية العالمية إلى معسكر القومية الشعبوية. لم يكن مصادفة أن حاز ترامب على دعم قوي من قبل زعيم حزب الاستقلال البريطاني نايجيل فاراج، ولم يكن مستغربا إذ ذاك أن يكون أول من اتصل به مهنئا له بفوزه في الانتخابات زعيمة الجبهة القومية في فرنسا ماري لو بان.
خلال العام المنصرم، ظهرت على السطح كتلة دولية جديدة للقومية الشعبوية يتاح من خلالها لمن تنسجم رؤاهم وتلتقي أفكارهم بهذا الشأن تبادل المعلومات وتقديم الدعم والمساندة عبر الحدود. أحد أكثر المتحمسين لهذه القضية من المنتمين إلى هذه الكتلة هو رئيس روسيا بوتين، ليس من باب أن هذه الكتلة تهتم بالهوية القومية للشعوب الأخرى، وإنما بكل بساطة من باب التخريب والإعاقة. ولا أدل على ذلك من حرب المعلومات التي شنتها روسيا من خلال قرصنة البريد الإلكتروني للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، الأمر الذي كان له أثر مدمر على المؤسسات الأمريكية، ونتوقع لمثل هذه الاعتداءات أن تستمر.
يبقى هناك عدد من المساحات الكبيرة الغامضة فيما يتعلق بأمريكا الجديدة هذه. بينما ترامب في العمق قومي منسجم مع ذاته إلا أنه أيضاً ينزع بشدة نحو التعاقدية. ماذا سيفعل عندما يكتشف أن البلدان الأخرى لن تقبل بإعادة التفاوض على المواثيق التجارية أو الترتيبات الائتلافية نزولاً عند شروطه؟ هل سيقبل بأفضل صفقة يمكنه أن يتوصل إلى إبرامها أم أنه بكل بساطة سيولي الدبر؟ تحدث الكثيرون عن مخاطر وضعه لإصبعه على المفتاح النووي، لكن يتراءى لي أنه في الصميم أكثر نزوعاً نحو الانعزالية من كونه شخصاً تواقاً لاستخدام القوة العسكرية حول العالم. ولذلك، عندما يواجه الواقع الذي يفرض عليه أن يتعامل مع الحرب الأهلية السورية، فقد ينتهي به المطاف إلى أن يقتبس صفحة من دفتر أوباما ويستمر على نهجه ويسير على خطاه دون أن يغير أو يبدل.
هذه هي النقطة التي تبرز فيها أهمية الصفات الشخصية. فأنا، مثلي في ذلك مثل كثير من الأمريكيين الآخرين، يصعب علي تصور شخص أقل مواءمة وأقل أهلية ليتصدر لقيادة العالم الحر. وهذا نابع جزئياً فقط من مواقفه تجاه القضايا ذات الأهمية، بنفس القدر الذي هو نابع من غروره وحساسيته لما يتشكل لدى الآخرين من انطباعات عن نواقصه وعيوبه. في الأسبوع الماضي، وبينما كان واقفاً على خشبة المسرح إلى جانب الفائزين بأوسمة الشرف، تنطع قائلاً بأنه هو الأخر شجاع، "شجاع مالياً". وكان قد أكد أنه سيسعى لحمل جميع خصومه ونقاده على دفع ثمن خصومتهم ونقدهم له. فهل عندما يواجه زعماء العالم الآخرين الذين ينتقصونه سيرد عليهم كما يفعل زعيم عصابة المافيا عندما يستفز أم سيتعامل معهم كما يفعل رجل الأعمال التعاقدي؟
سوف تؤذن رئاسة ترامب بنهاية العهد الذي كانت فيه أمريكا رمزاً للديمقراطية.
إن التحدي الأكبر الذي يواجه الديمقراطية الليبرالية اليوم ينبع ليس من القوى السلطوية السافرة مثل الصين بقدر ما ينبع من الداخل في الغرب. في الولايات المتحدة الأمريكية وفي بريطانيا وفي أوروبا وفي عدد آخر من البلدان، ينهض الجزء الديمقراطي من النظام السياسي ضد الجزء الليبرالي ويهدد باستخدام شرعيته الظاهرة بتمزيق القواعد ما فتئت حتى الآن تضبط السلوك وتضع محددات له، معززة بذلك وجود عالم منفتح ومتسامح. تحتاج النخب الليبرالية التي أوجدت النظام إلى أن تستمع إلى الأصوات الغاضبة خارج البوابات وأن تفكر بالمساواة الاجتماعية والهوية كقضايا ذات أولوية ينبغي التطرق لها في الحال. بطريقة أو بأخرى، سوف تكون رحلتنا في السنوات القليلة القادمة محفوفة بالمصاعب.
========================
الفايننشال تايمز: الشركات السورية تدفع ثمن الحرب
http://www.bbc.com/arabic/inthepress-37970446
"قراءة في الوضع الاقتصادي المتدهور في سوريا بعد خمس سنوات من الحرب الأهلية وصحيفة روسية تؤكد بأن " ترامب روسي الأصل"، فضلاً عن مشروع قرار يلزم البريطانيين بدفع ضريبة سنوية لزيارة الدول الأوروبية، من اهم موضوعات الصحف البريطانية.
ونطالع في صحيفة الفايننشال تايمز مقالاً لهبة صالح بعنوان "الشركات السورية تدفع ثمن الحرب في البلاد".
وقالت كاتبة المقال إن "الشركات السورية في حالة متردية كحال البلاد التي تترنح تحت وطأة الحرب الأهلية وانعكاسات العقوبات الاقتصادية على البلاد التي تزيد من معاناة أهالي سوريا".
وأجرت صلاح لقاء مع أبو عبد الله، أحد التجار السوريين، وهو يمتلك متجراً يبيع فيه بالجملة الصابون المصنوع من زيت الزيتون والسمن وأكياس الفستق في السوق الرئيسي في دمشق" وقال "نواجه ضغوط من كافة الاتجاهات".
وأوضح أبو عبد الله أنه "يواجه ضغوطاً من قبل الحكومة والجماعات المسلحة و من تنظيم الدولة الإسلامية ومن المجرمين أيضاً".
وأردف " كنا ننقل البضائع من دير الزور في الشرق إلى هنا خلال ست ساعات، أما الآن فيستغرق الأمر نحو أسبوعين، هذا بالإضافة إلى تكلفة النقل التي تضاعفت 200 في المئة، فضلاً عن الاموال التي ندفعها للمسلحين على طول الطريق".
وأشار إلى أنه " بعد مرور خمس سنوات على الحرب الأهلية التي أدت إلى مقتل 250 ألف نسمة على الأقل، وتشريد نحو خمسة ملايين شخص، وإجبار 7 ملايين شخص على النزوح من بيوتهم، أضحى الاقتصاد السوري في حالة من الانهيار التام".
وأوضح أن "المصانع الموجودة في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري والتي لم تدمر أو تُسرق، تعاني من تقنين الكهرباء وغياب الأمان على الطرقات".
وختمت كاتبة المقال بالقول إن " لظروف أقسى في المناطق التي تخضع للمعارضة، خاصة في حلب التي كانت يوماً مركزاً اقتصادياً مهماً، حيث تحاصر القوات السورية نحو 250 الف نسمة في الجزء الشرقي من المدينة".
========================
الغارديان :ترامب: حل أزمة سوريا بالتحالف مع روسيا والأسد
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/11/13/ترامب-حل-أزمة-سوريا-بالتحالف-مع-روسيا-والأسد
قالت صحيفة غارديان إن ترامب عبّر عن عزمه إنهاء الدعم الأميركي للمعارضة السورية المسلحة رغم طلبها المساعدة منه، وقالت صنداي تلغراف إن بريطانيا تواجه أزمة دبلوماسية مع الولايات المتحدة بشأن خطط الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للتحالف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتعزيز النظام السوري.
وقالت غارديان إن ترامب أكد مجددا أن تحالفا مع روسيا وسوريا لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية هو السياسة التي يفضلها للتعامل مع الأزمة السورية.
ونقلت عن ترامب قوله لصحيفة وول ستريت جورنال إنه لا يحب الأسد مطلقا، "لكن تعزيز نظامه هو الطريق الأفضل للقضاء على التطرف الذي ازدهر في فوضى الحرب الأهلية والذي يهدد أميركا"، كما نقلت أيضا تأكيد ترامب تحسين العلاقات مع روسيا.
توتر بين واشنطن ولندن
من جهة أخرى، أوردت تلغراف أن مسؤولين بريطانيين أقروا بأنه وفي ظل انشقاق كبير في السياسة الخارجية بين لندن وواشنطن ستواجه بريطانيا مناقشات "صعبة جدا" مع ترامب خلال الأشهر المقبلة حول نهجه تجاه موسكو.
ويجيء هذا الإقرار عقب استخدام ترامب أولى مقابلاته الصحفية بعد فوزه لإعلان أنه سيلغي دعمه للمعارضة السورية المسلحة ويشكر بوتين على إرساله رسالة "لطيفة".
يُشار إلى أن الموقف الذي عبّر عنه ترامب تجاه سوريا يتعارض بشدة مع رؤية رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي اتهمت نظام الأسد بارتكاب "عنف وحشي" وأن الأسد لا مكان له في سوريا المستقبل.
مساع بريطانية
وتوقعت الصحيفة أن يقوم وزير الخارجية البريطانية بوريس جونسون بزيارة لواشنطن خلال الأسابيع المقبلة للبحث مع كبار الشخصيات بإدارة ترامب القضية السورية ومحاولة إقناع هذه الإدارة بضرورة إبعاد الأسد، مشيرة إلى أن لندن ستقضي الشهرين المقبلين في هذه المحاولة لأنها القضية ذات الأولوية الأولى لبريطانيا.
ورغم أن مسؤولي الخارجية البريطانية يعتقدون أن هذه المهمة صعبة للغاية، فإنهم أكدوا أن بريطانيا لن تغيّر موقفها، في وقت أشار مصدر في الوزارة إلى أن هناك أملا بأن يُجبَر ترامب على تغيير موقفه عندما يتعامل مباشرة مع بوتين.
كذلك هناك قلق متزايد بشأن مستقبل حلف شمال الأطلسي (ناتو) عقب إعلان ترامب أن بلاده ربما تسحب دعمها له لأن أعضاءه الأوروبيين فشلوا في دفع "التزاماتهم المالية".
 
========================
الاندبندنت: الأسد يُمهل مواطني حلب 24 ساعة لمغادرتها بشار الأسد
http://www.masrawy.com/News/News_Press/details/2016/11/13/985759/الاندبندنت-الأسد-ي-مهل-مواطني-حلب-24-ساعة-لمغادرتها
كتب - علاء المطيري:
قالت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية إن الرئيس السوري بشار الأسد، طالب أهالي مدينة حلب المحاصرة بالهروب منها قبل تجدد القصف، مشيرة إلى أن تحذيرات الأسد تتزامن مع اقتراب الموعد النهائي للهدنة الإنسانية التي أعلنتها روسيا والتي تنتهي خلال 24 ساعة.
ولفتت الصحيفة في تقرير لها، اليوم الأحد، إلى أن الحكومة السورية تسقط منشورات بصورة مستمرة على مناطق شرق حلب تطالب فيها المواطنين بالهروب من المدينة.
وذكرت الصحيفة أن النداءات السورية تأتي في ذات الوقت الذي استعاد فيه الجيش السوري السيطرة على مناطق غرب المدينة التي هاجمها الثوار لمحاولة كسر الحصار، إضافة إلى سيطرت الجيش السوري على مناطق أخرى في جنوب المدينة.
وقال مراقبون إن أكثر من 450 مقاتل ومدني قتلوا منذ بدأ الثوار السوريون محاولاتهم لكسر الحصار في 28 أكتوبر الماضي، بينهم 215 سوري إضافة إلى مقاتلين أجانب، جنود من الجيش السوري، إضافة إلى 5 أشخاص بينهم طفل قتلوا أمس السبت.
وتشهد المدينة منذ عام 2012 مواجهات عسكرية للسيطرة عليها، بينما تحذر الأمم المتحدة من تردي الوضع الإنساني في المدينة.
وحذرت الأمم المتحدة، الخميس الماضي، من أن مدينة حلب يمكن أن تواجه خطر التعرض لمجاعة بقدوم فصل الشتاء. وقال مواطنون إن المدينة تعاني من نقص الوقود والأدوية والأطعمة خاصة ألبان الأطفال.
========================
"ديلي تلغراف": مهمة سرية لحفظ الآثار السورية
http://www.alghad.com/articles/1250112-ديلي-تلغراف-مهمة-سرية-لحفظ-الآثار-السورية
دمشق- قال مأمون عبد الكريم المدير العام للمتاحف والآثار في سوريا إنه تم نقل الآثار السورية إلى مكان آمن كي لا تلقى مصير التحف الأثرية في العراق التي نهبت ودمرت وبيع الكثير منها.
ونشرت صحيفة ديلي تلغراف في عددها الصادر امس، في مقال لخوسيه إنسور بعنوان "المهمة السرية لإنقاذ كنوز سورية التي تعود للعصور الوسطى"، استند فيها الكاتب على مقابلة أجراها مع مأمون عبد الكريم، الذي أوضح بدوره كيفية الحفاظ على تراث بلاده الغني بالمقتنيات الأثرية، إذ قام بإرسال كل التحف الأثرية إلى مكان سري خوفا من أن يستولي عليها تنظيم داعش ولصوص الآثار.
وقال عبدالكريم "تم نقل الآثار إلى مكان سري وقلة قليلة من هم يعرفون مكانها، لم أكن أريد تكرار موضوع بغداد" مشيرا إلى ما تعرض له المتحف الوطني في العاصمة العراقية خلال حرب العام 2003 للنهب والسرقة.
فمنذ اندلاع الحرب الأهلية السورية 2011 والكنوز الأثرية السورية تتعرض لعمليات نهب وتدمير واسعة النطاق على أيدي لصوص وجماعات إرهابية وعناصر داعش. ويرجح خبراء الآثار أن تكون القطع الأثرية المسروقة تهرب عبر دول الجوار لتباع في السوق السوداء العالمية. وتضم سوريا عددا كبيرا من المواقع الأثرية لحضارات متعاقبة على مدى أكثر من خمسة آلاف سنة، وكانت الحكومة السورية قد شيدت 25 متحفا ثقافيا في أنحاء البلاد قبل عشرة أعوام من الحرب بغية تشجيع السياحة.
من جهتها أبلغت الحكومة السورية منظمة اليونيسكو أنها أخلت 24 متحفا تضم عشرات الآلاف من القطع الأثرية ونقلت محتوياتها إلى مخازن خاصة في أماكن آمنة.
يشار إلى أن منظمة اليونيسكو أدرجت ستة مواقع أثرية سورية على لائحة التراث العالمي، وهي أحياء دمشق القديمة، وحلب القديمة التي تعتبر أقدم مستوطنة بشرية موجودة حاليا بالعالم وواحدة من أكبر المراكز الدينية بالعالم القديم، وقلعة المضيق، وقلعة الحصن، ومدينة بصرى القديمة، ومدينة تدمر، والقرى الأثرية شمالي وشمال غربي البلاد حيث المناطق الواقعة شمال الهضبة الكلسية، وتضم مئات الأديرة والكنائس القديمة.-(روسيا اليوم)
========================
“التلغراف”: بوتين يستغل العلاقة الودية مع ترامب لتسويق “الهجوم النهائي” الوشيك على حلب
http://www.watanserb.com/2016/11/13/التلغراف-بوتين-يستغل-العلاقة-الودية-م/
أفاد تقرير نشرته صحيفة “تلغراف” البريطانية أن أسطولا من السفن الحربية الروسية قبالة سواحل سوريا يوم السبت، استعدادا لهجوم بري وبحري واسع النطاق على مدينة حلب.
وقد عبرت مجموعة السفن الحربية الثمان، بقيادة حاملة الطائرات الروسية، الاميرال كوزنيتسوف، مصحوبة بطراد صواريخ تعمل بالطاقة النووية، القناة الإنجليزية لتصل إلى شرق البحر المتوسط.
وأعلن قائدها سيرغي ارتامونوف أن “سفن مجموعة حاملة الطائرات الروسية وصلت إلى المنطقة المحددة في شرق البحر المتوسط. إنها تقوم بأداء مجمل مهماتها في المياه إلى الغرب من الساحل السوري”. وأضاف أن الطائرات على متن حاملة الطائرات “كوزنيتسوف” تقوم بطلعات “يومية تقريباً”، ولا سيَما للتدرب على التعاون مع الميناء السوري القريب من موقع انتشارها.
وأفاد تقرير الصحيفة، نقلا عن مصدر عسكري موال لحكومة الأسد، أن السفن الحربية ستنتشر إلى البحر المتوسط لمدة ستة أشهر على الأقل.
وأوضح مسؤولون في حلف شمال الأطلسي أن الانتشار الروسي، الأكبر من نوعه منذ الحرب الباردة، هو موجه لإظهار القوة العسكرية لموسكو.ويتطلع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبناء وجود عسكري دائم في الشرق الأوسط، حرصا منه على إبراز مكانة روسيا باعتبارها قوة عالمية.
وقال التقرير إن موسكو أوقفت الغرات الجوية على شرق حلب التي تسيطر عليها المعارضة منذ 18 أكتوبر، بعد أشهر طويلة من القصف الوحشي الذي خلَف الآلاف من القتلى.
وقد مدَدت روسيا الأسبوع الماضي وقف إطلاق النار، ولكن كل الإشارات توحي بأن التحرك الأخير لحاملة الطائرات تحضيرا لهجوم شامل على مناطق الثوار في حلب.
وللإشارة، فإن صحيفة “تلغراف” رصدت، الأسبوع الماضي، مئات من القوات السورية والروسية تتحرك اتجاه المشارف الجنوبية لمدينة حلب.
ونقل التقرير عن مسؤول كبير في المخابرات السورية أن القوات الموالية للحكومة وحلفاءها الروس قد ينتظرون إجراء محادثات مع الرئيس الأمريكي الجديد قبل بداية الهجوم على حلب. وألمحوا إلى أنهم رأوا إمكانية إقامة شراكة مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي أشار خلال حملته استعداه للتعاون مع روسيا حول سوريا.
وعلَق “كايل أورتن”، محلل شؤون الشرق الأوسط في جمعية هنري جاكسون، في حديثه للصحيفة على هذا التحرك قائلا: “من الواضح أن موسكو توجه بهذا رسالة إلى الغرب، مفادها أن الغلبة لروسيا وعميلها الأسد قد نجا، وأن الدكتاتوريات التي تبحث عن حلفاء عليها التطلع إلى الشرق”.
“يبدو أن روسيا قد انتظرت نتيجة الانتخابات الأمريكية، وتعمل الآن على التسويق السياسي لهذا الهجوم الوشيك بأقل طريقة عدوانية ممكنة، ربما للمحافظة على العلاقة الودية -على الأقل خطابيا- مع دونالد ترامب، الذي عبر عن دعم لها، بالقول إنه يعمل مع روسيا لمناهضة الإرهابيين الإسلاميين في سوريا”، وفقا لتقديرات المحلل “كايل أورتن
========================
الصحافة الروسية والعبرية :
موسكو تايمز – : شروط بوتين للتعاون الأمريكي الروسي
http://www.gulfeyes.net/oman/874841.html
آندرو كوتشينز –
ترجمة قاسم مكي –
موسكو تايمز –
 
حين قال فلاديمير بوتين أمام الاجتماع الثالث عشر لنادي «فالداي» للحوار في منتجع سوتشي يوم 27 أكتوبر الماضي أن «الولايات المتحدة ليست جمهورية موز» كان يُلمِّح إلى أنها يقينا تتصرف وكأنها كذلك بما تبديه من« هستيريا تجاه التدخل الروسي في الحملة الانتخابية الراهنة… والجواسيس الروس وقراصنة الإنترنت الروس إلخ..» (جمهورية الموز وصف ازدرائي يُقصَد به، بحسب معجم أكسفورد، دولة صغيرة غير مستقرة نتيجة خضوع اقتصادها لهيمنة سلعة تصدير واحدة يسيطر عليها رأس مال أجنبي. ووفقا لمعجم كمبردج هي بلد صغير خصوصًا في أمريكا الجنوبية والوسطى يتصف بالفقر والفساد وسوء الحكمى – المترجم.) لقد أفاض بوتين في القول بأن هنالك ظواهر عديدة، مثل استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تعبر عن تزايد السخط والخشية حول العالم من «البيروقراطيين غير المنتخبين والفالتين ومن النخب السياسية » التي لا تمثل باقتدار مصالح المواطنين والناخبين . ويتوقع بوتين أنه ستكون هنالك المزيد من المفاجآت للنخب من قواعدها الانتخابية. ولم يفصح عن أية توقعات من جانبه بمفاجأة كبرى للنخب السياسية في انتخابات 8 نوفمبر. ولكني أرى أن الأداء القوي للمرشح بيرني ساندرز في الانتخابات الأولية وفوز دونالد ترامب بترشيح الجمهوريين يمكن اعتبارهما إلى حد ما تعبيرا عن عدم رضى الملايين من مواطني الولايات المتحدة عن «الوضع القائم» . لقد عبر بوتين عن إحباطه من الكيفية التي يتم بها تصوير روسيا «وعن استغلالها لتحقيق مكسب سياسي داخلي» في انتخابات الولايات المتحدة . وهذا، إلى جانب الفضائح التافهة، بصرف الأنظار عن إجراء مناظرات جادة بين المرشحين حول القضايا والتحديات الحقيقية التي يواجهها الأمريكيون . إن من الصعب، لسوء الحظ ، دحض ذلك. كما لم ينفِ بوتين نفيا قاطعا أن أجهزة الاستخبارات الروسية كانت مسؤولة عن قرصنة بيانات اللجنة الوطنية للديمقراطيين. بل ذكر أن روسيا لا تملك ذلك النوع من النفوذ الإعلامي العالمي الذي يمكن أن يكون له تأثير جاد في الانتخابات الأمريكية. وحين سئل حول لزوم حظر استخدام هجمات الإنترنت في الانتخابات الأجنبية سارع إلى القول بوجوب عدم استخدام هذه الهجمات أو أية وسيلة أخرى من وسائل التدخل الأجنبي في الانتخابات . وبافتراض صحة إجماع أجهزة الاستخبارات الأمريكية على مسؤولية نظيرتها الروسية عن بعض تلك «التسريبات» فكيف يمكننا أن نفهم هذا التطور؟ إحساسي أن ذلك كان نوعا من الإشارة من جانب الكرملين ، القصد منه استعراض بعض قدراته على التشويش على نتيجة الانتخابات ولكن ليس بالضرورة تغييرها. إن فلاديمير بوتين نفسه سيواجه حملة إعادة انتخابه في عام 2018 وأرى أنه يعتقد حقا بأن الولايات المتحدة وخصوصا إدارة هيلاري كلينتون ستسعى للتدخل في الانتخابات الروسية لمنع إعادة انتخابه . وبالنظر إلى طبيعة النظام السياسي الروسي المغلَق، يبدو من الصعب تخيل الكيفية التي يمكن أن تفعل بها واشنطن ذلك حتى إذا رغبت فيه. ولكنني أظن أن هذا هو الإطار المرجعي لبوتين (الذي يقيس عليه أو يفهم به الأشياء). لقد بدا أن الرسالة الأشمل التي كان يبعث بها بوتين إلى المشاركين في مؤتمر فالداي هي أن موسكو سترغب في التعاون مع الإدارة الأمريكية القادمة رغم إحباطها العميق من سياسات الولايات المتحدة التي يبدو أنها تتحدى المصالح الروسية، مثل سياسة توسيع عضوية الناتو والانسحاب من معاهدة الصواريخ البالستية المتوسطة أو التدخلات سيئة التقدير في العراق وليبيا وسوريا في نظره. (في لحظة ما أثناء خطابه قال بوتين مستنكرا « أنتم أيها الأمريكيون يبدو أنكم لا تتعلمون أبدا من أخطائكم». وحين حوصر بوتين بالأسئلة حول الشروط الثلاثة التي وضعها للعودة إلى المحادثات حول اتفاقية التخلص من مادة البلاتونيوم المشعة (وهي التخلي عن توسيع حلف الناتو وإلغاء معاهدة ماغنيتسكي والعودة إلى اتفاقية الصواريخ الباليستية) والتي يبدو أنها ستحول دون التفاهم مع الإدارة الأمريكية القادمة قال بوتين «نعم لقد كان ذلك مرسوما رئاسيا ولكنه مجرد ورقة . ورقة فقط . إن الإجراءات التي اتخذتموها أنتم أيها الأمريكيون ترتبت عنها عواقب حقيقية وسلبية». وربما أنه كان قد ردد عبارة «إنها مجرد ورقة» ثلاث أو أربع مرات بحماس شديد. كما أنه ردد لازمته «عبارته المعتادة ». وهي قوله «أنا مستعد للعمل مع أية قيادة أمريكية إذا كانت مستعدة للعمل مع روسيا». وفيما يتعلق باتفاقية مينسك ومجموعة نورماندي، قال بوتين إنهما لا يشكلا وضعا مثاليا. وأضاف: «ولكن حتى الآن فإن هذا هو كل ما لدينا». كما بدا أيضا أنه منفتح لتشكيل مجموعة أخرى تضم الأمريكيين وربما لإعادة التفاوض حول اتفاقية إطارية جديدة على الرغم من أننا يجب ألا نتخلى عن اتفاقية منسك رقم 2 بدون وجود شيء ما يحل محلها. وأخيرا ذكر بوتين شيئا لم أسمعه من قبل فيما يخص اتفاقية الحد من الصواريخ الباليستية عام 1987 والتي زعمت حكومة الولايات المتحدة أن روسيا تنتهكها الآن . لقد أشار بوتين إلى القرار السوفييتي (المتعلق بالاتفاقية) قبل ما يقرب من 30 عاما كقرار كان «ساذجا» وقتها، ولكن الأهم من ذلك أن روسيا حاليا تجد نفسها محاطة بعدد من الجيران الذين يملكون قدرات صاروخية متوسطة المدى ويواصلون تطويرها في حين لا تواجه الولايات المتحدة مثل هذا التهديد في قارة أمريكا الشمالية. فإذا توصلت موسكو إلى أن اتفاقية الصواريخ النووية متوسطة المدى لم تعد تفي بالمصالح الأمنية الروسية فربما ببساطة أن عليها في هذه الحال الانسحاب منها كما فعلت واشنطن حين انسحبت من معاهدة الحدِّ من الصواريخ الباليستية قبل ما يقرب من 15 عاما. وفي حين أن العديدين سَيَرَون أن هذه الخطوة ستمثل ضربة أخرى لجهود ضبط التسلح لكن ربما أنها تفسح المجال للشروع في محادثات جديدة حول مفاوضات الأسلحة التقليدية والنووية في أوروبا وعلى نحو أشمل. من الواضح أن بوتين في (سوتشي الشهر الماضي) لم يكن هو بوتين الغاضب حقا في عام 2014 أو بوتين الأكثر صراحة نوعا ما في اجتماع «فالداي» عام 2015 والذي كان يأمل في التعاون مع الولايات المتحدة في سوريا والمعركة الدولية ضد الإرهاب. لقد كان هنالك قدر كبير من الاستسلام من جانب بوتين وكذلك وزير الخارجية لافروف لواقع حال العلاقات الأمريكية الروسية. ولكن كانت الرسالة أن موسكو مستعدة للتعامل مع واشنطن إذا أبدت الإدارة الأمريكية الجديدة اهتماما بذلك. هل سيتوافر مثل هذا الاهتمام ؟ وهل ستكون شروط التعامل (مع روسيا) مقبولة؟ هذا ما لا نعلمه بعد.
 
• الكاتب زميل أول بمركز الدراسات اليوروآسيوية والروسية والأوروبية الشرقية بجامعة جورج تاون.
========================
نيوز ون :تقدير إسرائيلي: فوز ترامب ضربة للإخوان المسلمين
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/11/13/تقدير-إسرائيلي-فوز-ترامب-ضربة-للإخوان-المسلمين
قال الكاتب الإسرائيلي أريئيل ليفين إن معطيات إسرائيلية أشارت إلى أن بعض الزعماء العرب يبدون ثقة بالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، لأنه بمثابة ضربة للحركات الإسلامية.
وأضاف ليفين -في مقال بموقع نيوز ون الإخباري- أنه يمكن تقسيم المواقف العربية والإقليمية من هذا الحدث من وجهة النظر الإسرائيلية لثلاثة أقسام، ففي حين رحبت الدول العربية المحافظة بانتخاب ترامب، فإن الجماعات الإسلامية والإخوان المسلمين مصابون بالصدمة، بينما لا تزال إيران تحافظ على الصمت والهدوء.
ولم يعد سرا أن الترحيب بفوز ترامب ليس حكرا على إسرائيل، بل إن زعماء عربا لديهم مواقف مشابهة لإسرائيل، فالقيادة المصرية وجدت صعوبة في إخفاء سعادتها بخسارة هيلاري كلينتون، ولذلك كان الرئيس عبد الفتاح السيسي من أوائل الزعماء على مستوى العالم الذين اتصلوا بترامب وباركوا فوزه، ولسان حاله يقول إن فوز ترامب يعني توجيه ضربة قوية للإخوان المسلمين في مصر.
وأشار إلى أن عددا آخر من الدول العربية التي رحبت بمجيء ترامب لم تنس أن إدارة الرئيس باراك أوباما ووزيرة خارجيته السابقة كلينتون المرشحة الخاسرة، قدموا دعما للربيع العربي.
وأوضح أن إسرائيل تراقب رد فعل إيران على فوز ترامب، خصوصا أن إيران ما زالت تحافظ على الصمت رغم صدور بعض ردود الفعل التي تشير إلى أن انتخابه لن يؤثر على السياسة الأميركية تجاه طهران.
وفي سوريا، كانت المواقف مختلفة من هذا الحدث الذي يمكن وصفه بالهزة الأرضية السياسية غير المسبوقة، رغم عدم معرفة نوع السياسة التي سوف ينتهجها تجاه الحرب الدائرة هناك، لكن توجهاته المنفتحة على روسيا أرسلت رسائل متفائلة إلى النظام الحاكم في دمشق، وفي الوقت ذاته تركت مخاوف لدى المعارضة السورية.
وختم ليفين مقاله بالقول "تعلم إسرائيل جيدا أن السلطة الفلسطينية كانت تتمنى لو رأت كلينتون تدخل البيت الأبيض من أجل استمرار المفاوضات مع إسرائيل"، ولكن بعد مرور ثمانية أعوام من ولاية أوباما دون نتائج على هذا الصعيد، فإن هناك أوساطا فلسطينية رسمية لديها قناعات بأن ترامب قد يفاجئ الجميع، لأن التجربة التاريخية تقول إن الرؤساء الأقوياء في أميركا هم من يفرضون حلولا على إسرائيل، وهو ما قد يقوم به ترامب.
========================
الصحافة الامريكية :
فورين أفيرز :عولمة الغضب.. أو عندما يصبح التطرف مألوفا
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/11/13/عولمة-الغضب-أو-عندما-يصبح-التطرف-مألوفا
كثيرة هي المقالات التي تناولت ظاهرة التطرف التي يمثلها اليوم على نحو خاص تنظيم الدولة الإسلامية، لكن المقال الذي نشرته مجلة فورين أفيرز الأميركية يتميز عن غيره بتناوله العميق للمشكلة واستقراء التاريخ لسبر أغوارها.
ففي مقاله تحت عنوان "عولمة الغضب.. لماذا يبدو التطرف اليوم مألوفاً؟"، كتب بانكاج ميشرا يقول إن الغرب تناسى أنه هو الذي أفرز أيديولوجيات مماثلة تماما لتلك التي برزت في مناطق أخرى من العالم، وذلك رغم أن فلاسفة التنوير الأوروبيين هم من صاغوا مبادئ العلمانية التي تسود العالم الحديث.
وقال إن هذا "النسيان الجماعي" تجلى عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الخطاب الغربي بشأن الإرهاب كظاهرة لم تقتصر على الإسلام وحده، بل استخدمته الشعوب من جميع الديانات والأطياف منذ الثورات الأوروبية والروسية وكذا الفوضويون في أواخر القرن التاسع عشر.
وانطلق الكاتب في عرض أفكاره من نماذج تاريخية مستشهدا بالحركة التي أسسها الشاعر الإيطالي غابرييل دانونزيو في سبتمبر/أيلول 1919 حيث حشد زهاء ألفي جندي متمرد ومئات المتطوعين ليضم مدينة فيومي إلى الدولة الإيطالية.
وضرب مثلا بالجنرال الفرنسي جورج بولانجي الذي استغل في ثمانينيات القرن التاسع عشر السخط الشعبي من الفضائح والنكسات الاقتصادية والهزائم العسكرية، حتى بات قريبا من الاستيلاء على السلطة في بلاده.
"العولمة أفرزت فاعلين دوليين جددا انتهزوا حالة الاستلاب والإقصاء والأحلام المجهضة التي صبغت المزاج السياسي في العديد من مناطق العالم. وقد استغل تنظيم الدولة تلك التغيرات "بدهاء مراوغ" تمثل في تحويل الإنترنت لوسيلة دعائية "فتاكة" للجهاد العالمي"
العولمة والسلطة التقليدية
ورأى ميشرا -وهو كاتب وروائي هندي- أن تنظيم الدولة ومتطرفي اليوم الآخرين "نتاج عصرهم وبيئاتهم لكنهم يقتفون آثار من سبقوهم من الغربيين" الذين عاشوا في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
إن تنظيم الدولة يمثل -بنظر كاتب المقال- في أبهى صوره نقيضا لنظريات الحداثة الليبرالية، لكنه يُعد أحد المنتفعين الكُثر من التمرد بأشكاله الفردية والجماعية الذي تفشت مظاهره في جميع أرجاء المعمورة.
ومع أن التنظيم لن يتمكن على الأرجح من البقاء على قيد الحياة طويلا، فإن آخرين سيسيرون على نهجه.
وقال الكاتب إن ثمة تحولات اقتصادية واجتماعية وسياسية شهدها العالم في العقود الأخيرة متمثلة في النمو الاقتصادي السريع للعديد من دول العالم، وظهور الدول القومية في أرجاء واسعة من أفريقيا وآسيا وأوروبا (الاتحاد الأوروبي مثالا)، وإرساء السلام في أيرلندا الشمالية، ونهاية حقبة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
غير أن وراء تلك التحولات تكمن حقيقة مفادها أن العولمة -بتجلياتها المنعكسة بحركة البشر ورأس المال والأفكار والتي عجَّل بها التطور السريع في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات- أضعفت الأشكال التقليدية للسلطة بدءاً بالديمقراطيات الاجتماعية في أوروبا وحتى الدول "الاستبدادية" في العالم العربي.
كما أن العولمة أفرزت فاعلين دوليين جددا انتهزوا حالة الاستلاب والإقصاء والأحلام المجهضة التي صبغت المزاج السياسي في العديد من مناطق العالم.
وقد استغل تنظيم الدولة تلك التغيرات "بدهاء مراوغ" تمثل في تحويل الإنترنت إلى وسيلة دعائية "فتاكة" للجهاد العالمي.
وبحسب الكاتب ميشرا، فإن "زعماء الدهماء بكل أصنافهم -من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، إلى الزعيمة اليمينية الفرنسية مارين لوبان، إلى الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي، وحتى (الرئيس الأميركي المنتخب) دونالد ترامب- جميعهم استغلوا حالة السخط المكبوت".
وخلص المقال إلى أن الديماغوجيين (الدهماء) ما زالوا يبرزون إلى الوجود في الغرب وخارجه في وقت يصطدم فيه الوعد بالرخاء مع تناقضات الثروة والسلطة والتعليم.
 
========================
شؤون دولية: بعد الموصل.. معركة الرقة أكثر تعقيدا
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/11/13/شؤون-دولية-بعد-الموصل-معركة-الرقة-أكثر-تعقيدا
أشارت مجلة "شؤون دولية" الأميركية إلى الهجوم الذي تشنه القوات العراقية والتحالف الدولي على تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل، وتساءلت عن الحدث التالي وقالت إن معركة الرقة أكثر تعقيدا.
وأوضحت من خلال مقال تحليلي للكاتب أندرو بيك أن القوات الحكومية العراقية دخلت أخيرا مدينة الموصل آخر معاقل تنظيم الدولة في العراق نهاية الشهر الماضي، وأضافت أن هذه المعركة تمثل تحولا حاسما في هجوم استمر عامين لإضعاف وتقويض سيطرة التنظيم العنيدة على مساحات واسعة في كل من العراق وسوريا.
وقالت إن استعادة ثاني أكبر مدينة عراقية من سيطرة تنظيم الدولة -التي سبق له اجتياحها منتصف 2014- من شأنه أن يلحق الضرر بشرعية وجود تنظيم الدولة إلى حد كبير، وأن يضعف جدوى وجود ما يسمى "الخلافة"، وأن يشل قدرته على الوصول إلى 425 مليون دولار من احتياطيات العملة التي سبق أن سرقها من البنك المركزي في مدينة الموصل.
وأشارت إلى أن قوات التحالف بدأت تزحف لمهاجمة مدينة الرقة عاصمة تنظيم الدولة في سوريا، وأن قتالا أكثر شراسة مما يجري في الموصل ينتظر قوات التحالف في الرقة، وأن الوضع في سوريا أكثر تعقيدا مما عليه في العراق.
مقاتلون من وحدات حماية الشعب الكردية مبتهجون بعد عودتهم من تل أبيض بمحافظة الرقة منتصف 2015 (الأوروبية)معركة الرقة
وأوضحت "شؤون دولية" أن الولايات المتحدة تدعم الحكومة المركزية الشيعية في بغداد، وأنها تشن الغارات الجوية لدعم المليشيات الشيعية التي تهاجم تنظيم الدولة، ولكن أميركا تفتقر في سوريا إلى القوات البرية الموثوقة.
وأضافت أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يريد تدمير "الخلافة" قبل أن يخلصه تنظيم الدولة من المزيد من مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة المناوئة للنظام، مثل مقاتلي الجيش السوري الحر المنتشرين في المناطق المحيطة بحلب، الذين يمكن اعتبارهم بديلا محتملا لنظام الأسد.
وأشارت المجلة إلى أن النظام السوري وحلفاءه الروس يفضلون أن يختار الغرب ما بين الأسد وتنظيم الدولة، وأنهم يعرفون أن الغرب لن يختار تنظيم الدولة بطبيعة الحال.
ومن هنا فإنه ليس مستغربا أن الحملة الجوية الروسية في سوريا قد استهدفت -على مدى أشهر- مقاتلي المعارضة المناوئة للأسد بشكل شرس وساحق وشامل، أكثر من استهدافها تنظيم الدولة.
 روسيا تستخدم قاذفات إستراتيجية عملاقة من طراز تي.يو22 أم3 في القصف على سوريا (رويترز)تهديد مميت
وقالت المجلة إن المعارضة السورية تعرف أنه ليس لدى الولايات المتحدة قابلية للإطاحة بالأسد، وإن المعارضة تنظر إلى الأسد وحلفائه الروس على أنهم يشكلون تهديدا مميتا لها، وإن تنظيم الدولة لم يعد يشكل لهم تهديدا حيث أصبح هو نفسه في موقف دفاعي.
وأضافت أن لا يوجد أي دليل على أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قد تواجه الهجمات الجوية الروسية أو قد تزوّد المعارضة السورية بالسلاح بما فيه الكفاية للدفاع عن نفسها، فأميركا لم تدعم المعارضة كما ينبغي منذ نحو عامين، ولم تساعدها بشكل كبير حتى وآفاق الهزيمة تلوح في حلب.
وأوضحت أن النتيجة كانت أن محاولات أميركا لتدريب مقاتلي المعارضة كي يواجهوا تنظيم الدولة لم تسفر عن الكثير، مشيرة إلى أن المعارضة ليست مجموعة متجانسة، وأن هذا الوصف ينطبق على داعميها الخارجيين، لكن مجموعات المعارضة المختلفة كلها تقاتل الآن صفا واحدا في حلب.
وقالت المجلة إن القوات الوحيدة الفاعلة في سوريا في مواجهة تنظيم الدولة هي القوات الكردية التي تقاتل تحت راية قوات سوريا الديمقراطية، وإن هذه القوات تشكل الجزء الأكبر من القوات التي تقف وراء الهجوم الأخير على الرقة، ولكنها في موقف هش وضعيف.
وأضافت "شؤون دولية" أن الأسد أعلن عزمة استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية، وأن حلفاءه العراقيين سيصلون إلى الحدود الشرقية للأكراد في سوريا، وذلك بعد استعادة السيطرة على مدينة الموصل في العراق.
وأشارت إلى أن تركيا تركز حملتها الآن ضد كل من تنظيم الدولة والمسلحين الأكراد في شمال سوريا، وأن أنقرة طلبت من واشنطن آخر الشهر الماضي منع الأكراد من دخول الرقة، وذلك لصالح القوات المدعومة من تركيا نفسها.
وقالت المجلة إن اللعنة المستمرة التي تطارد الأكراد تخيم عليهم الآن مرة أخرى، وهي المتمثلة في عدم وجود حليف دولي يدعمهم، وأضافت أنه رغم أن روسيا كانت ودية بالنسبة لقضية الأكراد، فإنها لن تعارض عميلها الأسد لصالح الأكراد.
وأوضحت أن الأمل الوحيد للأكراد الآن يتمثل في الولايات المتحدة، وأن وجود القوات الأميركية الخاصة إلى جانب المقاتلين الأكراد من شأنه أن يشجعهم. ولكن من غير المرجح أن تدعم أميركا المقاتلين الأكراد الذين يقاتلون تنظيم الدولة في سوريا ويفتقرون إلى التضاريس الدفاعية التي لدى بني جلدتهم في العراق.
قافلة لمسلحي تنظيم الدولة تنتشر في محافظة الأنبار غربي بغداد مطلع 2014 (أسوشيتد برس) أعداء الأكراد
وأوضحت "شؤون دولية" أنه ليس مرجحا أن تبادر الولايات المتحدة بدعم الأكراد السوريين على المدى الطويل ضد أعدائهم المتمثلين في نظام الأسد والعراق وفي عضو حلف شمال الأطلسي (ناتو) المتمثل في تركيا.
وقالت إن الأكراد السوريين يجدون أنفسهم محاطين بالأعداء من ثلاث جهات، وإنهم قد يجدون أنفسهم مضطرين للتركيز على بقائهم والنجاة بأنفسهم.
وعودة إلى تنظيم الدولة، فقد قالت المجلة إن إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة له آثار وتداعيات غير مرغوب فيها بالنسبة للسُنة، فالتنظيم لديه القدرة على إعادة توازن السلطة بين السنة والشيعة.
وقالت "لنفترض أن الأسد سيتمكن من استعادة السيطرة على كامل سوريا، فإن الطريق ستكون ممهدة أمام إيران للوصول إلى البحر المتوسط عن طريق جارين ودودين ممثلين في سوريا ولبنان"، وذلك للمرة الأولى منذ عهد الملك الفارسي أحشويروش الأول (485-465 ق.م).
وأضافت أن إيران سرعان ما تفلت من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها بقيادة الولايات المتحدة، الأمر الذي يزيد من قوتها ومنعتها، وذلك في اللحظة التي تمر بها العلاقات الأميركية مع السعودية بأدنى مستوياتها منذ عقود.
خبراء يقومون بصيانة قاذفات روسية من طراز سوخوي24 في قاعدة حميميم باللاذقية بسوريا منتصف العام الجاري (الأوروبية)التدخل الروسي
وقالت "شؤون دولية" إن ما يزيد الطين بلة هو التدخل الروسي في سوريا، وأوضحت أن هذا التدخل العسكري الروسي بالنيابة عن الأسد -الذي يعتبر الأول من نوعه في التاريخ لاستخدام القوة العسكرية الروسية في الشرق الأوسط دون منازع- يشكل درسا قويا في المنطقة.
وأضافت أن دول الشرق الأوسط الآن صارت تحقق غاياتها الآن من خلال القوة الروسية لا الأميركية، وأن روسيا تقف بشكل حازم إلى جانب الدول الشيعية.
وأما الحقيقة المُرة بالنسبة للدول العربية السنية فتتمثل في أن إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة قد يعزز التحالف الإيراني.
وقالت إن الدول السنية الآن تعيش حالة لا يمكن الدفاع عنها من التشبث بنظام إقليمي بهيمنة سنية أوجدته الولايات المتحدة في أعقاب حرب أكتوبر 1973، وإن هذا النظام بدأ الآن يتداعى.
وأضافت أن حرب أكتوبر أنهت الأسطورة العربية المتمثلة في أن الأسلحة السوفياتية تعتبر أداة فعالة في السياسة، وأنه في مرحلة ما بعد الحرب فإن غلبة القوة الأميركية تعني أن الحلول الأميركية -مثل عملية السلام- كانت على الطاولة، وأن الدول السنية لم تعد تخشى السلطة السوفياتية.
========================
جيمس لشتي - (كاونتربنتش) 9/11/2016 :ترامب في مواجهة مؤسسة الأمن القومي: هل ستحدث ثورة في السياسة الخارجية الأميركية؟
http://www.alghad.com/articles/1249142-ترامب-في-مواجهة-مؤسسة-الأمن-القومي-هل-ستحدث-ثورة-في-السياسة-الخارجية-الأميركية؟
جيمس لشتي - (كاونتربنتش) 9/11/2016
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
منذ بداية حملته الرئاسية، هوجم ترامب بوحشية من جانب مؤسسة الأمن القومي، ووصف بأنه غير مناسب للقيادة وخطير وغير كفؤ وجاهل. وقد حيكت هذه الانتقادات سوية في رسالة نشرت بتاريخ 8 آب (أغسطس) الماضي، ووقع عليها خمسون من المسؤولين السابقين في مجلس الأمن القومي، مستبعدين احتمال فوزه بالرئاسة. كما تمت السخرية بحدة من فريقه للأمن القومي على لسان إعلام المؤسسة، بدءاً من مادة صحيفة "ذا نيو ريبابليك" بعنوان "مهرجو بلاط ترامب" التي وصفتهم بأنهم "مجموعة من الأوغاد المنبوذين والانتهازيين، المهووسين بالمؤامرات وغريبي الأطوار"، إلى العديد من عناوين الصحف الأخرى. ورد ترامب على الرسالة المذكورة بأن هؤلاء هم نفس الناس الذين جلبوا لنا عقدين من الحروب -ولاحظ مستشاره، سام كلوفيس، بلهجة ساخرة أن فريق الأمن القومي مكون من أناس "يعملون من أجل كسب العيش".
وبتنحية هذه الأوصاف جانباً، كانت أسوأ زلة أمن قومي صدرت عن ترامب هي تشكيكه في رهاب الخوف من روسيا الذي هيمن على السياسة الخارجية الأميركية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وإقرار قانون الأمن القومي في العام 1947. ويزيد تشكيك ترامب تفاقماً غطرسته إلى حد إثارة موضوع الناتو -وتأمله لنهاية العقود السبعة من الاحتلال الأميركي لأوروبا ("لا نستطيع النهوض بهذا"). وتنفجر هذه المنظورات في وجه التاريخ الكامل لمؤسسة الأمن القومي التي تسعى منذ تأسيس مجلس الأمن القومي إلى احتواء حلفائها السابقين (روسيا ثم الصين)، والمحافظة على الهيمنة الأميركية على القارة الأوروبية.
كان بوسع ترامب أن يرد، بطبيعة الحال، بأن صراع أوباما مع روسيا يشكل تشتيتاً للانتباه عن الحرب على الإرهاب، خاصة في تجسده الحالي في تنظيم "داعش". ويستشرف ترامب عمل روسيا والولايات المتحدة معاً بانسجام لهزيمة الإرهاب -وتقاسم غنائم الحرب من خلال عقود العقارات والنفط والبنية التحتية. وستكون لترامب بطبيعة الحال حربه على الإسلام المتطرف، لكنها ستخاض إلى جانب روسيا. وإذا كان تواجد كارتر بيج ومايكل فلين في فريقه للأمن القومي يقول لنا شيئاً، فهو أن ترامب لا يرى في روسيا تهديداً وإنما يرى فيها شريكاً محتملاً في الشؤون الجيوسياسية والتجارية الدولية. وتجدر الإشارة إلى أن لترامب مصالح تجارية كبيرة في روسيا والشرق الأوسط، وهو يقارب الصراع الذي طاول العقد من وجهة متعلقة بأمن الأعمال التجارية. وقد ذهب ترامب بعيداً إلى حد اقترح أن تدع الولايات المتحدة لبوتين أمر إلحاق الهزيمة بـ"داعش" بنفسه. "لماذا نهتم؟".
من الواضح من كثافة رد فعلها على زلة لسان ترامب أن مؤسسة الأمن القومي لن تتحمل الانحراف عن النص الرسمي. ومنذ بدايته بالحملة ضد الشيوعية، شن مجلس الأمن القومي -ومن خلال منظماته التابعة، مثل وكالة الاستخبارات المركزية والمكتب الفيدرالي- حربا مستمرة، دولياً ومحلياً، على التهديدات المحسوسة الموجهة للهيمنة العالمية الأميركية. ونظر المجلس دائماً إلى روسيا على أنها التهديد الأكبر الموجه لـ"باكس أميريكانا". ووضع مجلس الأمن القومي استراتيجية لهيمنة بكال الطيف منذ البداية، والتي تعمل من خلال التدخل السياسي، وتغيير الأنظمة، والاغتيال، والدعاية الثقافية والحرب النفسية والقمع السياسي المحلي. وأصبحت هذه الوفرة من الأعمال تعرف بشكل جماعي باسم "الحرب الباردة"، وأن روسيا (وداعميها المحتملين) هي التي تستمر في أن تكون الهدف الرئيسي لاستراتيجية الأمن القومي الأميركية العالمية.
من هذا المنظور، لم يكن من قبيل الصدفة أن يقوم جورج بوش الأب، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، بغزو الشرق الأوسط عندما كان الاتحاد السوفياتي (العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي والذي يتمتع بحق النقض) يسير متعثراً إلى الانهيار. وسوية مع تركيا، حليفة الناتو منذ وقت طويل، كان الشرق الأوسط بمثابة الكأس المقدسة أو الضالة المنشودة للهيمنة العسكرية والاقتصادية العالمية -واحتواء روسيا أو تدميرها. وقبل أن ينجلي الغبار في العراق، قام كلينتون بتوسيع انتشار حلف الناتو إلى الشرق بحيث أصبح يقف راهناً على حدود روسيا.
اعترضت روسيا على حرب الخليج الثانية -وعلى حرب ليبيا- لكنها وقفت على جوانب الشرق الأوسط حتى تدخلها في سورية في العام 2015. ويكمن جذر التدخل الروسي في خطر تغيير النظام في سورية، وخاصة في أعقاب الانقلاب الذي هندسته أميركا في أوكرانيا في العام 2014. وما هو على المحك بالنسبة لروسيا هو أمن غازها الأوروبي وأسواق النفط التي ترى أنها أصبحت مهددة من الولايات المتحدة وحلفائها.
من جهة، تسعى قطر والسعودية وإسرائيل إلى تغيير النظام في سورية لبناء خط أنابيب غازإلى أوروبا. ومن جهة أخرى، تقوم الولايات المتحدة بقطع سلاسل الإمداد الروسي -من خلال الأزمة الأوكرانية ونظام العقوبات الأوروبي- لزعزعة استقرار وتقويض العلاقات الروسية الأوروبية. وتشكل شبه جزيرة القرم أهمية في هذا الإطار نظراً لكونها محور التوزيع الرئيسي لأوروبا، وهو وضع يهدده الانقلاب الأوكراني. وقد حدثت إعادة توحيد شبه جزيرة القرم مع روسيا مباشرة على خلفية الصراع في سورية، كرد على كل الاستراتيجيات الأميركية للاحتواء وتشتيت السوق. كما مورس المزيد من الضغط على روسيا من خلال تخفيض أسعار النفط بسبب إنتاج الغاز الصخري وتهريب "داعش" للنفط.
تحولت الاستراتيجية الأميركية في سورية بشكل مأساوي إلى سياسة "تدمير أمة"، والحرب بالوكالة، وحرب المرتزقة، ونزع الاستقرار والتقسيم والتطهير العرقي ("أزمة اللاجئين"). وتم جعل سورية ضحية رهيبة لهوس الأمن القومي الأميركي بالخوف من روسيا.
بالنسبة لتساؤل ترامب: "لماذا نهتم؟"، فإن ذلك يعري بوضوح لماذا شجبت مؤسسة الأمن القومي ترشيحه بالعبارات السابقة القاسية. ومن وجهة نظرها، فإن السماح لبوتين بالفوز في سورية لا يعني قبول الأسد وحسب، وإنما أيضاً منح روسيا تواجداً دائماً في المنطقة. وكان استثناء روسيا ودفعها إلى الوراء قد شكل دائماً الهدف الأميركي، وتشكل صداقة ترامب لروسيا تحدياً مباشراً لمؤسسة الأمن القومي وخطتها للإلقاء ببوتين خارج أوروبا.
مع ذلك، كسب ترامب الانتخابات وهو على مسار تصادمي مباشر مع مؤسسة الأمن القومي. ومن الطبيعي أن ترامب ليس ثورياً مرجحاً. ولم يسبق له أن قال أبداً أنه سيتمرد على قانون الأمن القومي للعام 1947 (لم يسبق لأي رئيس أن فعل ذلك)، الأمر الذي يعني أنه سيقبل بجهازه الظلي وطرقه البيروقراطية. بل إنه يدعم في الحقيقة زيادة مراقبة مجلس الأمن القومي وتوسيع الإنفاق العسكري، ونشاط وكالة المخابرات المركزية الأميركية وقرصنة مكتب التحقيقات الفيدرالي للهواتف.. إلخ. وهو يقترح ببساطة هدفاً مختلفاً لسير الأعمال كالمعتاد، عن طريق تذكيرنا بدورتنا الاعلامية الاخيرة "الحرب على الإرهاب".
مع ذلك، فشل ترامب حتى الآن في الإفصاح عن "الصورة الكبيرة" لتقارب روسي في سياق الحاجة الى انفتاح أميركي -إلى تفكيك دولة الأمن القومي. وخلال حملة تميزت بكسر متسلسل للمحظورات طويلة الأمد (معارضة ساندرز لوكالة الاستخبارات المركزية ودعمه للساندستيين وكوبا) وكشف ويكليكيس عن وثائق حساسة وضارة للحكومة والحملة الانتخابية، بدد ترامب فرصته لوضع رؤية تحظى بالمصداقية للإصلاح الراديكالي أو إحداث ثورة. وفي الحقيقة كان سعيداً بأن يقر بالتزامن بدولة المراقبة لمجلس الأمن القومي، وويكيليكس- ومن دون سخرية.
فشل ترامب حتى الآن بالإفصاح عن رؤية متماسكة عن عالم متعاون متعدد الأقطاب -بعبارات أخرى، فشل في دعوة المواطنين العاديين للمطالبة بتغيير راديكالي لمفهوم الأمن القومي ولمكانة الولايات المتحدة في العالم. وإذا لم يقدم على تحدي مجلس الأمن القومي، فإن تمرد ترامب سيكشف عن نفسه باعتباره كعامل تشتيت عن المهمة المتمثلة في إيجاد طريق للخروج من متاهة الإمبراطورية. وبسذاجتها، سوف تعمل "ثورة" ترامب عندئذٍ للمزيد فقط من تعزيز الحصانة التي لا يستنطقها أحد لمجلس الأمن القومي.
إذا كان ترامب جاداً، فإنه سيقدم انتقاداً متماسكاً للأمن القومي الأميركي والكارثة الدستورية المتمثلة في قانون الأمن القومي. إذا كان ترامب جاداً، فإنه سيتحدى قانون الأمن القومي.
 
========================
تقرير مترجم عن نيويورك تايمز – أزمة إضافية في الشرق الأوسط : ماذا يتوقع العرب من دونالد ترامب؟
http://natourcenter.info/portal/2016/11/13/تقرير-مترجم-عن-نيويورك-تايمز-أزمة-إضا/
الكاتب: المركز كتب في: نوفمبر 13, 2016 فى: ترجمات خاصة وأجنبية | تعليقات : 0
نيويورك تايمز  -  بن هوبارد، وآن بيرنارد* – 10/11/2016
بيروت، لبنان- عرض العبور من سورية إلى لبنان مساء يوم الثلاثاء الماضي مثالاً على التناقض الدرامي للطرق التي ينظر بها العالم إلى انتخاب دونالد ترامب.
على طاولة فحص جوازات السفر، أضاء وجه ضابط السوري عندما رآى مسافراً أميركياً. وقال له هاتفاً، وهو يشير بيده رافعاً الإبهام إلى أعلى: “تهانينا لكم على رئيسكم الجديد!”، وأضاف أن السيد ترامب: “سيكون جيدا بالنسبة لسورية”.
وقد ردد هذا الضابط وجهة العديد من مؤيدي الرئيس السوري، بشار الأسد، الذين أعربوا عن سعادتهم بالرئيس المنتخب، معتقدين أنه سيغير واقع الحال؛ حيث سيتخلى عن دعم معارضي الرئيس الأسد في الحرب الأهلية السورية، وسيحتضن دمشق وحليفتها موسكو.
في الشرق الأوسط، كما في أماكن أخرى في جميع أنحاء العالم، تسبب فوز السيد ترامب المفاجئ بالصدمة للكثير من الناس. لكن قدوم شاغل جديد إلى المكتب البيضاوي يمكن أن يؤدي إلى إعادة ترتيب كبيرة للانخراط الأميركي في منطقة معقدة مثل الشرق الأوسط. وتأمل المملكة العربية السعودية، على سبيل المثال، في أن يتخذ السيد ترامب موقفاً متشدداً ضد إيران. وترى مصر رجلاً يمكن القيام بالأعمال معه، والذي لن يمارس المماحكة في شأن حقوق الإنسان.
كقائد عام، سوف يكون على السيد ترامب تلمس الطريق وسط العديد من المشاكل نفسها التي كان الرئيس أوباما قد ناضل معها في هذه المنطقة، من انهيار مؤسسات الدولة إلى الحروب الأهلية المستعرة، إلى الجماعات الجهادية التي تتسبب بعنف هائل.
وبما أن الفوضى التي سادت المنطقة منحت الكثيرين في المنطقة احتراماً معيناً للرجال الأقوياء، أصبح العديد من قادة الشرق الأوسط يأملون الآن في أن يقوم السيد ترامب، كرئيس، بتحويل الأمور لصالحهم.
تبدو بعض من خطط السيد ترامب للمنطقة وكأنها تتعارض مع بعضها البعض، مثل اقتراح إنشاء منطقة آمنة للمدنيين في سورية، في حين يتعهد بالعمل مع روسيا -التي تقصف المدنيين السوريين. ومع ذلك، يبدو ترامب ملتزماً بإجباء تغييرين سياسيين رئيسيين: العمل مع روسيا ضد جهاديي “داعش”، والتراجع عن الاتفاق النووي مع إيران.
وسوف تكون كلتا الخطوتين افتراقاً كبيراً عن سياسات أوباما، الذي تميزت ولايته بتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وبعض حلفائها التاريخيين في المنطقة، مثل إسرائيل ومصر والمملكة العربية السعودية. لكن من غير الواضح ما إذا كانت المبادرات الجديدة سوف تتمكن من إصلاح الضرر.
تندر جمال خاشقجي، الصحفي السعودي البارز، فقال مازحاً إن شخصاً في الرياض طلب من الله بعد لقاء مع السيد أوباما إحداث تغيير في البيت الأبيض، “فأجاب الله دعاءه، حرفياً”، كما قال السيد خاشقجي الذي أضاف أن القليلين في المنطقة يعرفون ما الذي يمكن أن يتوقعوه من السيد ترامب.
بالنسبة للسعودية، كما قال السيد خاشقجي، اقترح السيد ترامب أن عليها أن تدفع مقابل الضمانات الأمنية الأميركية، لكنه يمكن أن يختار أيضاً وضع مسألة العمل أولاً فيقوم بتعزيز التعاون الاقتصادي. وأضاف: “يجب أن يوضح وجهات نظره الآن بعد أن أصبح الرئيس حتى يتسنى لنا أن نعرف كيفية التعامل معه”.
في منطقة ما تزال متأثرة بتداعيات الغزو الأميركي للعراق في العام 2003، يخشى الكثيرون من احتمال أن تمهد لغة السيد ترامب الحربية في غالب الأحيان الطريق لمزيد من التدخل العسكري الأميركي أو الاحتلال. وكان ثناؤه على ممارسة محاكاة الغرق في تعذيب المعتقلين قد ذكَّر العديدين بالتجاوزات والانتهاكات الإنسانية في معتقل غوانتانامو.
في حديث له أمام تجمع انتخابي في العام الماضي، والذي تضمن خطته لهزيمة “داعش”، تعهد السيد ترامب -باستخدام كلمة بذيئة- بقصف المجموعة ونسفها. ثم قال بعد ذلك إنه سيطلب من شركات النفط الدولية إعادة بناء البنية التحتية النفطية التي استخدمها الجهاديون “وسوف أطوقها، وسوف آخذ النفط”.
وفي حديث له في الأمم المتحدة يوم الأربعاء، قال السفير العراقي محمد علي الحكيم إنه يأمل في أن تظل الحملة ضد الإرهاب من أولويات الرئيس الجديد المنتخب، على الرغم من أنه لا يعرف ما يمكن أن يفعل السيد ترامب بالضبط. وأضاف: “لا توجد حتى الآن سياسة واضحة”.
ورفض الحكيم إعلان السيد ترامب أن الولايات المتحدة ينبغي أن تأخذ نفط العراق، مضيفاً أن لدى الولايات المتحدة نفطا أكثر مما لدى العراق. وقال: “نحن نتطلع إلى العمل مع الإدارة الجديدة”.
وقال باسل صلوخ، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت، إن العالم العربي حمل منذ وقت طويل صورتين متعارضتين للولايات المتحدة، واحدة كحامل معياري للديمقراطية وحقوق الإنسان، وأخرى كـ”فتوة” ذات نزعة تدخلية. وقال إن فوز السيد ترامب يعزز صورة “الفتوة”. وأضاف السيد صلوخ: “الضحية الرئيسية في هذه الانتخابات هي فكرة أميركا كزعيمة العالم الديمقراطي باستخدام القوة الناعمة، أميركا الجميلة، إذا أردت”.
وفي المقابل، رحب البعض بالتغيير. وتفاخر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الأربعاء بأن مكالمته الهاتفية كانت الأولى من زعيم عالمي لتهنئة السيد ترامب، حتى أنه دعا السيد ترامب للقدوم للزيارة. وكان ذلك تغييراً عن علاقته مع السيد أوباما الذي نأى بنفسه عن الرئيس المصري بسبب سياساته القمعية.
يوم الأربعاء، تحدث عمرو أديب، الإعلامي البارز صاحب البرنامج الحواري والموالي للحكومة، عن السبب في إمكانية أن تتناسب مثل هذه الإدارة الأميركية المختلفة جداً مع السيد سيسي.
وقال السيد أديب أثناء برنامجه: “بالنسبة لمصر، أرى ترامب كشخص يمكننا التوصل معه إلى اتفاق. لا يمكنك أن تبرم أي صفقة مع هذه المرأة، كلينتون”. وأضاف “إنها ديمقراطية، وسوف تأتي لتتحدث معنا عن حقوق الإنسان وكل تلك الأشياء اللطيفة المعتادة”.
قليلون يتوقعون أن يضغط السيد ترامب على حكومات الشرق الأوسط في موضوع حقوق الإنسان أو أن يقوم بنشر الجيش الأميركي لحماية المدنيين في المنطقة.
في مكان آخر، نقلت وسائل الإعلام الإخبارية السورية نبأ انتخاب السيد ترامب، مؤكدة أن روسيا قد دعمته في حملته. لكن فوزه كان مخيبا للآمال بالنسبة لجماعات المعارضة، التي كانت تأمل بأن يعني فوز هيلاري كلينتون مزيداً من الضغط العسكري الأميركي على الرئيس الأسد، وربما حتى فرض منطقة حظر جوي لحمايتها من طائراته.
يقول مرهف جويجاتي، رئيس منظمة “اليوم التالي”، التي تهدف إلى إعداد السوريين لمستقبل ديمقراطي: “أنا خائف، خائف على سورية. أصبح لدينا هذا الرجل الذي يقول صراحة أنه سوف يسلم الأمور للروس بخصوص سورية. هذا انتصار واضح لنظام الأسد”.
مع ذلك، رأى قادة دول الخليج العربي في انتخاب ترامب أملاً في قدوم اتجاه جديد، وفقاً لمصطفى العاني، مدير قسم الأمن والدفاع في مركز الخليج للأبحاث. وقال العاني إن افتقار أوباما للاشتباك القوي في الشرق الأوسط أهمل حلفاء أميركا، في حين ترك فراغاً استطاعت إيران وروسيا والدولة الإسلامية الاستفادة منه لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
وأضاف العاني “أن صناع القرار سعداء بأن التغيير سيحدث، وبأنها ستكون هناك سياسة خارجية أميركية أكثر قوة في المنطقة. إنها لن تكون سياسة متذبذبة مثل سياسة السيد أوباما”.
وفي حين رأى آخرون أن تصريحات السيد ترامب التي تحط من قدر المسلمين ستجعله أقل تعاطفاً مع بلدانهم، لم يكن السيد العاني قلقاً بهذا الخصوص. وتساءل: “هل كان ذلك وسيلة للتحايل في الانتخابات؟ ربما”.
*أسهم في إعداد هذا التقرير بِن هوبارد من بيروت، وآن بيرنارد من سورية. نور يوسف وضياء حديد من القاهرة، وسوميني سينغوبتا من الأمم المتحدة.
========================