الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 15-10-2022

سوريا في الصحافة العالمية 15-10-2022

16.10.2022
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • معهد واشنطن :«قوات سوريا الديمقراطية» عالقة من جديد بين تركيا وتنظيم «الدولة الإسلامية»
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/qwat-swrya-aldymqratyt-alqt-mn-jdyd-byn-trkya-wtnzym-aldwlt-alaslamyt
  • معهد واشنطن :نظرة إلى وضع السويداء في خضم الصراع السوري
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/nzrt-aly-wd-alswyda-fy-khdm-alsra-alswry
 
الصحافة البريطانية :
  • إيكونوميست: “حماس” تتحرك ببطء نحو دمشق وخلافات مرة داخل صفوفها
https://www.alquds.co.uk/إيكونوميست-حماس-تتحرك-ببطء-نحو-دمشق-و/
  • الإندبندنت تحذر : تفشى «مدمر» للكوليرا فى لبنان وسوريا.. الأمم المتحدة تسجل 13 ألف حالة مشتبه بها خلال الأسابيع الماضية
https://www.albawabhnews.com/4670865
 
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن :«قوات سوريا الديمقراطية» عالقة من جديد بين تركيا وتنظيم «الدولة الإسلامية»
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/qwat-swrya-aldymqratyt-alqt-mn-jdyd-byn-trkya-wtnzym-aldwlt-alaslamyt
بواسطة عيدو ليفي
١٢ أكتوبر ٢٠٢٢
عيدو ليفي هو زميل مشارك في معهد واشنطن ومتخصص في العمليات العسكرية ومكافحة الإرهاب، لا سيما فيما يتعلق بالجماعات الجهادية.
كما حدث في عمليات التوغل السابقة، تُشتت التهديدات الأخيرة التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالغزو والضربات التحضيرية انتباه «قوات سوريا الديمقراطية» على نحوٍ مهلك عن مهمتها الأساسية المتمثلة بمكافحة الإرهاب - في الوقت الذي تتزايد فيه الأنشطة الجهادية ضدها.
في 28 أيلول/سبتمبر، أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» («قسد») المتحالفة مع الولايات المتحدة عن استيلائها على أحد أكبر مخابئ الأسلحة التابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» منذ مطلع عام 2019، حين خسر التنظيم الإرهابي آخر قطعة أرض تحت سيطرته. ويشكّل حجم المخزن المكتشف وموقعه دليلاً على التهديد المتزايد الذي يشكله التنظيم في شمال شرق سوريا. فقد أشارت «قوات سوريا الديمقراطية» إلى أن المخبأ كان يحتوي على حوالي 200 قذيفة صاروخية و600 مخزن لرشاشات "كلاشنكوف-47"، و21 ألف طلقة نارية، جميعها في مزرعة في قرية القيروان بالقرب من تل حميس - أي على بُعد خمسين ميلاً من القامشلي، المدينة الرئيسية لـ «قوات سوريا الديمقراطية» في الشمال و"مخيم الهول" للنازحين الضعفاء في الجنوب.   
في الموازاة، يكرر الرئيس التركي رجب طيب أرودغان منذ أيار/مايو تهديداته بشنّ توغّل عسكري آخر في سوريا، للمرة الخامسة منذ عام 2016. وستستند عمليةٌ مماثلة، في حال حصولها، إلى المشاحنات الدبلوماسية بين أنقرة وإيران وروسيا والديكتاتور السوري بشار الأسد، إلى جانب حسابات أردوغان الخاصة بشأن الانتخابات التركية المقبلة والاقتصاد المتدهور والنشاط العسكري في شمال العراق. ووفقاً للتصريحات التي أدلى بها في الآونة الأخيرة والتقارير الصحفية التي تنشرها وسائل الإعلام الموالية للحكومة، سيتمثل الهدف المثالي لأي توغل ينفذه أردوغان في استهداف تل رفعت ومنبج وكوباني من أجل طرد «وحدات حماية الشعب»، وهي القوة الكردية التي تشكل الدعامة العسكرية لـ «قوات سوريا الديمقراطية» لكن تركيا تعتبرها منظمةً إرهابية. ومع ذلك، من المرجح أن يكتفي بأحد تلك الأهداف - يُفترض أن تل رفعت، هي الخيار الأقل حساسية من الناحية السياسية - رهناً بالقبول الأمريكي والإنجازات التي يحققها الرئيس التركي على الساحة الدبلوماسية.     
وفي جميع الأحوال، تبقى استراتيجية أنقرة الشاملة كما هي: حصر «قوات سوريا الديمقراطية» التي يهيمن عليها الأكراد في مواقعها الشرقية، أو على الأقل تفكيك أراضيها إلى جيوب غير متجاورة، بما يتماشى مع نية أردوغان التي أعلن عنها مراراً وتكراراً والقاضية بإنشاء "منطقة أمنية" تمتد 30 كيلومتراً إلى الداخل السوري. ومع ذلك، فإن تنفيذ هذه الخطة يمكن أن يشكل تهديداً خطيراً لجهود الولايات المتحدة و «قوات سوريا الديمقراطية» الرامية إلى منع عودة ظهور تنظيم «الدولة الإسلامية»؛ لذلك على واشنطن اتخاذ خطوات سريعة وطارئة لضمان تراجع تركيا عن موقفها.
ازدياد جرأة تنظيم «الدولة الإسلامية»
على الرغم من الجهود المستمرة المبذولة لمكافحة الإرهاب، يعيد تنظيم «الدولة الإسلامية» مؤخراً ترتيب صفوفه في شمال شرق سوريا ويكثّف أنشطته في الأراضي الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية». ومن المثير للاهتمام أن هذا الواقع لا ينعكس في إحصاءات الهجمات الرسمية للجماعة. فقد تبنى التنظيم عبر صحيفة "النبأ" الأسبوعية التابعة له 224 هجوماً في سوريا بين كانون الثاني/يناير وأيلول/سبتمبر، في تراجعٍ بنسبة تفوق 28% بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. لكن التنظيم امتنع مؤخراً عن الإعلان عن كامل أنشطته في سوريا، ومن المرجح أن يكون ذلك سعياً منه إلى إخفاء قدراته استعداداً لعمليات أكبر. وبالفعل، أفاد أحد التقارير أنه تبنى 25% فقط من الهجمات التي نفذها في منطقة البادية عام 2020 وأوائل عام 2021. وكشفت دراسة أخرى عن ندرة ملفتة في الإبلاغ عن الهجمات العام الماضي، وخاصةٍ في الحسكة، قبل الهجوم واسع النطاق ولكن غير الناجح الذي شنّه التنظيم على سجن "الصناعة" في تلك المحافظة.      
وفيما يتعلق بالاستيلاء على مخزن الأسلحة في 28 أيلول/سبتمبر، ذكرت «قوات سوريا الديمقراطية» أنها اكتشفت المخبأ بعد استجوابات أجرتها خلال اجتياحها الأخير للهول الذي أسفر عن اعتقال حوالي 300 عنصر من تنظيم "الدولة الإسلامية". وأشارت أيضاً إلى أن هذه الاستجوابات كشفت عن تخطيط التنظيم لاستخدام المخبأ لمهاجمة الهول، مما يشير إلى أن خلاياه السورية ربما لا تزال قادرةً على التخطيط لعمليات كبيرة.   
وبالمثل، تشير أنشطة تنظيم «الدولة الإسلامية» داخل الهول إلى القوة التنظيمية الدائمة للجماعة. فبالإضافة إلى الاعتقالات المبلغ عنها، أسفرت عملية «قوات سوريا الديمقراطية» التي دامت 24 يوماً في المخيم عن تحرير أسرى من قبضة التنظيم وعن مصادرة متفجرات ومعدات عسكرية كانت الخلايا تخزنها على الأرجح لتنفيذ عملية لاحقة. وتذكّر هذه التحضيرات بالهجوم على سجن "الصناعة" الذي ضم هجمات متعددة المحاور نفذها تنظيم «الدولة الإسلامية» وتزامنت مع عملية تمرّد داخل السجن.
كما أصبح عملاء «الدولة الإسلامية» أكثر جرأة بشأن مهاجمة «قوات سوريا الديمقراطية» مباشرةً. وأشار أحد كبار أفراد القوات إلى أن تنظيم «الدولة الإسلامية» قد زاد بشكل كبير من استهدافه لعناصر «قسد»، وغالباً ما كان يعرض صوراً لهذه الأعمال عبر الإنترنت. على سبيل المثال، بعد مقتل 6 من أفراد «قوات سوريا الديمقراطية» في دير الزور في 11 أيلول/سبتمبر، نشر التنظيم صورةً لجثثهم. وكان ردّ فعلٍ العملاء داخل الهول أكثر عنفاً إزاء غارات «قوات سوريا الديمقراطية»، حيث قتلوا مقاتلان في إحدى المرات.   
عامل أردوغان
تصاعدت وتيرة هجمات تنظيم «الدولة الإسلامية» في ظل بيئة أكثر تساهلاً فاقمتها تهديدات أردوغان بالغزو. وقد كثفت القوات التركية أساساً حملة هجماتها بطائرات مسيرة وقصفها لمواقع «قوات سوريا الديمقراطية»، مستهدفةً بشكلٍ مباشر قادة ومسؤولين مدنيين تزعم أنقرة أنهم يتنمون إلى «حزب العمال الكردستاني»،  المصنّف على قائمة الإرهاب التركية. وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" منذ أيلول/سبتمبر عن ثمانية وخمسين غارة تركية بطائرات مسيرة ضد «قوات سوريا الديمقراطية» هذا العام، مما تسبب بمقتل ستة وخمسين مقاتلاً وعشرة مدنيين. وكان من بين الضحايا نائبة قائد «قوات سوريا الديمقراطية» سلوى يوسف التي نالت الكثير من التقدير في أوساط الجيش الأمريكي لشجاعتها ومساهماتها في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».         
وأعلن "مركز معلومات شمال وشرق سوريا" ومقره القامشلي حتى عن عددٍ أكبر من الهجمات التركية بطائرات مسيرة، حيث أبلغ عن تنفيذ إثنين وستين هجوماً في شهر واحد فقط (من 19 تموز/يوليو إلى 18 آب/أغسطس) مشيراً إلى أن تسيير الطائرات بدون طيار فوق شمال شرق سوريا قد ازداد بواقع ثلاث مرات خلال تلك الفترة. كما سجل قصفاً شبه يومي بالمدفعية والهاون استهدف قرى على طول الخطوط الأمامية التي تتواجد فيها «قوات سوريا الديمقراطية» على يد كل من الجيش التركي و"الجيش الوطني السوري"، وهو الميليشيات السورية الموالية لأنقرة. وأشارت التقارير إلى أن هذه الهجمات أسفرت عن مقتل تسعة وعشرين مقاتلاً وخمسة وسبعين مدنياً.
ونتيجةً لذلك، وجد قادة «قوات سوريا الديمقراطية» أنفسهم مضطرين إلى التركيز بشكلٍ أكبر على الاستعداد لمواجهة غزو تركي محتمل وتعزيز تدابير حماية قواتهم - كل ذلك على حساب القتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». ويُذكّر هذا الوضع بتخفيضات سابقة في قدرة «قوات سوريا الديمقراطية» قبل تنفيذ تركيا ثلاث عمليات عسكرية كبيرة ضد الجماعة (كانت الحملة الجوية في أوائل عام 2020 أكثر تركيزاً على حماية "هيئة تحرير الشام"، الجماعة الجهادية في إدلب، من نظام الأسد)
"عملية درع الفرات" (آب/أغسطس 2016-آذار/مارس 2017): استولت القوات التركية على جرابلس والراعي والباب من تنظيم «الدولة الإسلامية» بهدف منع توسّع «قوات سوريا الديمقراطية» في هذه المناطق وإنشاء قاعدة لعمليات المتابعة ضد هذه القوة ذات القيادة الكردية. وأسفرت العملية عن إرجاء حملة «قوات سوريا الديمقراطية» لتحرير الرقة عاصمة التنظيم إلى حزيران/يونيو 2017.
 "عملية غصن الزيتون" (كانون الثاني/يناير-آذار/مارس 2018): استولت القوات التركية على عفرين من «قوات سوريا الديمقراطية»، مما أخّر حملة هذه الأخيرة لتحرير آخر معاقل تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى أواخر عام 2018؛ وساهم هجوم مضاد كبير للتنظيم بين تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر في دفع الخطوط الأمامية للقوات إلى الوراء، وقد ضعفت بعد انتشار المقاتلين في أماكن أخرى للتصدي للقوات التركية.
"عملية نبع السلام" (تشرين الأول/أكتوبر-تشرين الثاني/نوفمبر 2019): انتزعت القوات التركية رأس العين وتل أبيض من «قوات سوريا الديمقراطية»؛ بعد ذلك، ازداد تبني تنظيم «الدولة الإسلامية» للهجمات بنسبة 20% وتوقفت غارات «قوات سوريا الديمقراطية» على التنظيم لمدة شهر، مما ساهم في توقف عام في أنشطة التحالف لمكافحة الإرهاب.        
وبالفعل، ساهمت استراتيجية تركيا المتمثلة بتنفيذ توغلات نحو سوريا مراراً وتكراراً في تراجع القتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». وهي تعيد الكرة اليوم. ففي الوقت الذي تعيد فيه الجماعة الإرهابية رص صفوفها بشكلٍ ملموس في شمال شرق سوريا وتستهدف «قوات سوريا الديمقراطية» بوقاحةٍ أكبر، تُعتبر هذه اللحظة خطيرة بشكلٍ خاص في حال حدوث أي صدمة خارجية قد تمحو التقدّم الذي أحرزته واشنطن وشركاؤها.   
التداعيات السياسية
يجدر بالولايات المتحدة اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع الرئيس أردوغان من تنفيذ تهديداته بالتوغل. وكانت الضغوط الدبلوماسية الدولية مفيدةً في هذا الصدد، إلا أنه لا بدّ من اتخاذ إجراءاتٍ إضافية لكبح هجمات تركيا بالطائرات المسيرة وقصفها لمواقع «قوات سوريا الديمقراطية». على إدارة بايدن اتخاذ موقفٍ أكثر صرامةً بشأن هذه المسألة، وحتى التهديد بإلغاء عملية بيع مقاتلات "أف-16" لأنقرة إذا لم تتراجع. بالإضافة إلى ذلك، يجب إعادة نشر نحو 900 جندي أمريكي متواجدين في سوريا ليكونوا أقرب إلى المناطق التي تحتلها تركيا والحدود الشمالية، وبالتالي طمأنة حلفاء واشنطن في «قوات سوريا الديمقراطية» مع المساعدة في ردع المزيد من الهجمات التركية.
كما يتعين على الإدارة الأمريكية النظر في فرض عقوبات على بعض قادة المجالس المحلية المنشأة لحكم المناطق التي تحتلها تركيا في سوريا. فقد تمّ اتهام بعض هذه الشخصيات بممارسة أنشطة خبيثة، بدءاً بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان ضد الشعب الكردي وصولاً إلى العمل كقنوات للدعم التركي للجماعات الجهادية (على سبيل المثال، عناصر بارزة في "الجيش السوري الحر" مثل «أحرار الشام»؛ و«هيئة تحرير الشام» المصنفة جماعة إرهابية من قبل الولايات المتحدة).     
ويتعين على واشنطن على المدى البعيد مواصلة بذل كافة الجهود الممكنة لتعزيز «قوات سوريا الديمقراطية» وبناء الاقتصاد والبنية التحتية في شمال سرق سوريا. ويُعتبر استثناء أراضي «قوات سوريا الديمقراطية» من عقوبات "قانون قيصر الأمريكي" في الآونة الأخيرة خطوةً مرحباً بها، لكن من الضروري فتح معابر حدودية وتوفير الأمن بشكلٍ أفضل لتحفيز النمو الاقتصادي - وهي تحسينات قد تتطلب مساعدة واشنطن لحل المشاكل القائمة منذ فترة طويلة بين «قوات سوريا الديمقراطية» و «حكومة إقليم كردستان» المجاورة في العراق. وإلى حين تحقيق ذلك، من الضروري استمرار الدعم المالي لتعزيز مرافق الاحتجاز التابعة لـ «قوات سوريا الديمقراطية» وتخفيف الضغوط عنها لكي تتمكن من التركيز على المعركة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» بشكلٍ أكبر. إلا أن كل هذه الجهود ستكون مهددةً إذا نفذت تركيا غزواً جديداً.
 عيدو ليفي هو زميل مشارك في "برنامج الدراسات العسكرية والأمنية" التابع لمعهد واشنطن وطالب دكتوراه في "كلية الخدمة الدولية بالجامعة الأمريكية".
=============================
معهد واشنطن :نظرة إلى وضع السويداء في خضم الصراع السوري
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/nzrt-aly-wd-alswyda-fy-khdm-alsra-alswry
بواسطة عشتار الشامي
تشهد منطقة السويداء حالةً من عدم الاستقرار منذ بداية الثورة السورية. فالقيادة السياسية المتصدعة على نحوٍ متزايد في هذه المنطقة ذات الأغلبية الدرزية تعكس كيف أن الصراع المستمر في سوريا قد شوّه الحكم المحلي وقسّمه.
تقع محافظة السويداء والريف المجاور لها في أقصى الجنوب السوري، وهي تضم منطقة حوران الجبلية – بما فيها جبل العرب أو جبل الدروز – وتتداخل مع السهول الجنوبية في سوريا. وإذ تجاور بشكلٍ مباشر محافظة درعا التي انطلقت منها التظاهرات الأولى المناهضة للأسد في 18 آذار/مارس 2011، لطالما شكلت السويداء طرفًا مهمًا في الصراع السوري، وهو واقع عززته تركيبتها السكانية الفريدة وما يرافقها من رمزية لجبل العرب.
فالواقع أن جبل العرب والسويداء يضمان أغلبية دروز سوريا، مع وجود مسيحي محدود إضافةً إلى بعض القبائل البدوية العربية السنية الرحالة، إلا أن هؤلاء استقروا عمومًا في قرى صغيرة أقرب إلى درعا وتدمر. ويشير عددٌ كبير من الدراسات إلى أن دروز السويداء شكلوا نحو 90% من سكانها قبل عام 2011، في حين لم تتجاوز نسبة المسيحيين 7% والبدو 3%.
يُذكر أن الطائفة الدرزية هي طائفة إثنية-دينية تنتشر في سوريا ولبنان وإسرائيل، حيث أن المجتمع الدرزي في لبنان يسيطر على قسم كبير من السلطة الدينية. واستنادًا إلى الهرمية المعتمدة في الطائفة، يتمّ اختيار "شيخ عقل" في كل دولة لقيادة المجتمع الدرزي المحلي. ففي إسرائيل على سبيل المثال، يتولى الشيخ موفق طريف هذا المنصب، ويشغله في السويداء والمنطقة المجاورة ثلاثة شيوخ هم: حكمت الهجري، وهو الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في جبل العرب، ويوسف جربوع وحمود الحناوي.
واليوم، سعى كل شيخ من شيوخ الدروز في سوريا إلى اكتساب مكانة سياسية مختلفة، في واقعٍ يعكس بوضوح مدى التعقيد المتنامي للصراع السوري. وفي حين يُعتبر الهجري حياديًا نسبيًا بحسب المعايير السياسية السورية، حيث يشجع على بناء علاقةٍ متوازنة مع النظام وروسيا ويدعم في الوقت نفسه المجتمع المحلي ضد النظام والميليشيات الإيرانية، يُعتبر جربوع حليفًا مقربًا من الأسد، بينما يحتل الحناوي مكانةً وسطية بين القوى المحلية القائمة والنظام وإيران. وبالطبع إن هذه الانقسامات المحلية متوقعة إلى حدٍّ كبير.
 تطوّر القيادة في السويداء
تشكّلت الحركة المنظمة الأولى في السويداء عام 2013 على يد رجل الدين الشيخ وحيد البلعوس الذي أصبح القائد الفعلي لـ"حركة رجال الكرامة" عام 2014، وتُعرف الحركة أيضًا باسم "مشايخ الكرامة." ودعم البلعوس آنذاك السكان علنًا حين رفضوا إرسال أبنائهم إلى الجبهات السورية بحسب أوامر النظام، وقد أكسبه موقفه هذا شعبيةً محليةً كبيرة.
والمثير للاهتمام أن البلعوس لم يكن في البداية معارضًا مطلقًا لنظام الأسد، لا بل شدّد علنًا على رغبته بالتماسك والحفاظ على الوضع القائم في السويداء، بما في ذلك الوجود المستمر للنظام، طالما أن ذلك يخدم مصالح الشعب. غير أنه أعرب عن معارضته الواضحة والصريحة للنظام عام 2015، حتى أنه ذهب أبعد من ذلك مهددًا الأسد ومسؤوليه الأمنيين بتنظيم ثورةٍ في السويداء. وقد أسفرت تصريحاته الجريئة عن إقدام النظام على محاولة اغتياله مرتين، حيث تكللت الثانية بالنجاح ولقي حتفه.
وسرعان ما انقسمت الفصائل في السويداء بعد مقتل البلعوس بعد أن كانت موحّدةً، وتضاعف عددها إلى فروع متعددة. ومن بين هذه الفروع نذكر "قوات شيخ الكرامة" بقيادة ليث البلعوس، وهو نجل البلعوس. وإذ تمّ تصنيفها فصيلًا معارضًا، اتهم ليث البلعوس و"شيوخ الكرامة" علنًا نظام الأسد و"حزب الله" وإيران باغتيال والد ليث. وفي الجانب المقابل، تولى الشيخ رأفت البلعوس زعامة "حركة رجال الكرامة" لفترة وجيزة وهي الآن تحت قيادة أبو حسن يحيى الحجار منذ عام 2017.
ناهيك عن هذا الانقسام الرئيسي، برز العديد من الفصائل الأخرى الأقل نشاطًا الآن في السويداء، ويستند معظمها إلى أسس طائفية وتصطف على نحو متزايد إلى جانب عددٍ كبير من الأطراف المشاركة في الصراع.
هذا وتضمن الفصائل الإيرانية وجودًا كبيرًا للنظام الإيراني في السويداء من خلال طرق عدة. فعلى سبيل المثال، في حين تُعتبر روسيا عمومًا الضامن والمشرف على "شعبة المخابرات العسكرية" في سوريا، يقع قسم "الأمن العسكري" في السويداء تحت النفوذ الإيراني على الرغم من ارتباطه بـ"شعبة المخابرات العسكرية العامة." كما أن الفصائل المدعومة من إيران متورطة بشكلٍ كبير في تجارة الكبتاغون على طول الحدود السورية-الأردنية، مستغلةً الانقسامات المتنامية والاضطرابات المتفرقة في السويداء، وهي بصدد التسبب بأزمةٍ كبيرة على صعيد مراقبة الحدود مع السلطات الأردنية.
وإلى جانب إيران، ترتبط السويداء اجتماعيًا ودينيًا بالجولان السوري الخاضع لسيطرة إسرائيل. ونتيجةً لذلك، سعى شيخ الموحدين الدروز في إسرائيل موفق طريف عدة مرات إلى جلب الشيوخ الدروز السوريين إلى كنفه. فدعم على سبيل المثال مطلب الطائفة الدرزية في سوريا بأن يتمّ ذكرها بوضوح في الدستور السوري، مدافعًا بقوة عن هذا المطلب خلال زيارته إلى موسكو في شباط/فبراير 2022. وبيد أن طريف لم يحقق أي نتائج واضحة في إعادة صياغة ترتيب العلاقة بين دروز إسرائيل وسوريا حتى الآن، أكّدت مصادر محلية أنه تمّ عقد العديد من الاجتماعات في السويداء ودرعا لمناقشة توحيد الفصائل المحلية، في خطوة شجّع عليها طريف إنما عارضها نظام الأسد.
ووفق المصادر نفسها، يبدو أن شخص يُدعى أحمد العودة – وهو قائد "اللواء الثامن" في "الفيلق الخامس" الروسي – هو حجر العثرة الذي يمنع أي تفاهم متبادل. ويبدو أن السكان المحليين يعتقدون أن الإمارات تؤدي اليوم دور الوسيط إلى جانب إسرائيل، حيث تصرّ الدولتان على أن يتولى أحمد العودة القيادة الأمنية في كل من درعا والسويداء في حال توحيد فصائل المحافظتين بغرض طرد نظام الأسد وإيران. في المقابل، من الواضح أن سكان السويداء يرفضون العودة ويعتبرونه المسؤول عن الصدامات العسكرية التي اندلعت بين الفصائل المحلية في درعا والسويداء عام 2020.
الواقع السائد في السويداء
بينما يواصل الأسد استخدام سياسة العنف ضد شعبه الخاضع لسيطرة النظام، تواجه السويداء والطائفة الدرزية أزمةً فعلية تتعلق بموقعها في هذا الصراع. فبالفعل، يبدو أن المحافظة ترزح تحت مطرقة عنف النظام وسندان ازدياد الطائفية وتدهور الأوضاع المعيشية – ولا سيما على ضوء تدفق النازحين الداخليين من مناطق أخرى، ما ضاعف عدد سكان المحافظة. ومن ناحيةٍ أخرى، عجز المجتمع الدرزي عن بناء علاقات واضحة مع فصائل معارضة أخرى، بخاصة الإسلامية منها التي اتسعت رقعة انتشارها في جميع أنحاء سوريا.
وبالتالي، طوّرت القوى المحلية الناشطة التي تشكّلت في السويداء عدة فروع تابعة لها، ارتبط بعضها بالنظام في حين كانت أخرى معادية له تمامًا. وما ساهم في تعقيد الأوضاع بشكلٍ أكبر هو أن هذه القوى غالبًا ما تصادمت مع بعضها البعض حتى عندما كانت تحاول حماية المحافظة من عودة تنظيم "داعش" الذي لا تزال خلاياه منتشرةً في المنطقة. وهي تعمل في الوقت نفسه على إحباط محاولات النظام المتكررة لإعادة فرض سلطته. هذا ووقع التصادم الأخير في ما بينها قبل نحو الشهر، عندما قضت فصائل المعارضة على "حركة قوات الفجر" بقيادة راجي فلحوط، وهي جماعة ترتبط بـ"شعبة المخابرات العسكرية" وإيران. وتشير التقارير إلى أن فلحوط اضطر للهرب.
واليوم، يبدو أن المجتمع المحلي في السويداء منهك للغاية بسبب الصراعات الكبرى وتنامي العنف – بما في ذلك عمليات الخطف والسرقة والنهب والقتل – إلى جانب التدخل المستمر للنظام ولقوى خارجية أخرى في المنطقة. ولا يزال الكثير من السكان المحليين يرفضون إرسال أبنائهم لتأدية الخدمة العسكرية، ولا سيما في ظل تنامي الشكاوى لديهم ضد نظام الأسد.
وفي هذا السياق، نقل أحد المحللين المحليين البارزين من السويداء وجهات نظر السكان قائلًا إنهم "غارقون حاليًا في دوامة من اليأس بعد أن بلغت المشقات الاقتصادية المتزايدة درجةً باتت تهدد فيها حياتهم أو على الأقل تحرمهم من الحياة الكريمة. وبالتالي، فقد تدهورت تطلعات الشعب بشكلٍ كبير – فبعدما كانوا يتطلعون إلى إعادة بناء بلدهم أو المشاركة في الحياة السياسية والعامة، أصبحت تلبية احتياجاتهم الأساسية شغلهم الشاغل."
وذكر المحلل نفسه أن آراء النخب المحلية لم تعد تؤثر كثيرًا على الرأي العام، رغم أن السكان المحليين أيضًا لا يعلقون أي آمال على نظام الأسد لأنهم "يعلمون أن النظام مفلس تمامًا وعاجز عن تحقيق ما يصب في مصلحة الشعب."
ويلقي هؤلاء السكان اللوم على النظام لتركه السويداء بمفردها في مواجهة تنظيم "داعش" طوال سنوات، وهم مستاؤون حاليًا منه لأنه نقل معظم عناصر التنظيم من مخيم اليرموك إلى بادية السويداء. فقد سمحت هذه الخطوة للنظام باستغلال الخطر الذي يطرحه خروج سجناء "داعش" كأداة لقمع السويداء كلما ظهرت احتجاجات مناهضة للنظام فيها، وهي احتجاجات تحصل بشكلٍ منتظم، إذ أعادت خطوة النظام هذه إلى الذاكرة الهجمات المدمرة التي شهدتها المنطقة عام 2018.
هذا وأفادت سيدة من السويداء تنحدر من عائلة مرموقة وتعيش اليوم في الخارج إن سكان السويداء "ليس لديهم أي توقعات إيجابية" بأن النظام سيخدم مصالحهم. وإذ يدركون أن "نظام الأسد هو من يوجّه ويعزّز ويموّل" العنف في المحافظة، خاض السكان المعركة بأنفسهم – بالمعنى الحرفي ومن خلال وسائل مدنية على غرار "حركة السلام المدنية المحلية." ومع ذلك، سيكون من الصعب مواجهة النظام بالجهود المحلية وحدها.
وفي ظل عدم التوصل إلى حل داخلي للأزمة السورية، ووسط تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، يبقى الخيار الأفضل أمام سكان السويداء اليوم التعاون مع الدولتين المجاورتين، الأردن وإسرائيل. فيمكن للمجتمع الدرزي المؤثر في إسرائيل مثلًا أن يكون بوابةً للسويداء كي تبني علاقةً مع الإسرائيليين توفر المزيد من الاستقرار في هذه المنطقة.
وسبق لسكان السويداء المحليين أن شددوا على أن المنطقة بوضعها الحالي هي خارج نطاق سوريا. وفي مثالٍ على ذلك، أصبح حاجز أقيم في منطقة العديلية بالقرب من تقاطع الشياب، الذي كان أقيم أساسًا كنقطة تفتيش تابعة لإحدى الفصائل العسكرية، معبرًا حدوديًا بين دولة وأخرى – بين أراضٍ آمنة تخضع لسيطرة النظام ومنطقة السويداء غير المستقرة. ويخضع جميع العابرين للتفتيش والاستجواب والتحقق من الهويات والخلفية العائلية والمركبات – وهي عمليات تنتهي عادةً برشاوى أو ابتزاز.
وتحدث ناشط يعيش خارج البلاد بدوره عن مسؤوليات المغتربين تجاه سكان السويداء: "عليهم إيصال صوت السكان الذين يؤمنون بشعار ’ لا إصلاح من دون إعادة الهيكلة‘، أي أنه لا يمكن تنفيذ أي إصلاحات من دون إحداث تغيير فعلي. وهم يعتقدون أن العالم بأسره ترك السوريين لمصيرهم. وثمة مبررات قانونية كافية لتبرير المساعي إلى تغيير النظام، لكن المجتمع الدولي لم يكن جديًا في هذا المجال يومًا."
وبالفعل، لا يقبل الجميع باللجوء إلى المجتمع الدولي كحلٍّ للصراع السوري. فبحسب أحد المحللين المحليين في السويداء، يخشى البعض من أن يجدوا أنفسهم واقفين متوسلين على حدود الدول الكبرى." وفي إشارةٍ إلى دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في مواجهة "حق الفلسطينيين بتقرير مصيرهم"، أعرب المحلل عن قلقه من الوعود الكاذبة والدوافع الخفية للقوى العالمية التي تحاول التدخل بالشأن السوري، مشددًا على أن جزءًا كبيرًا من عامة الشعب يريد، برأيه، رفع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة بموجب "قانون قيصر" لأنها تفاقم المحنة الاقتصادية التي يمر بها. وعلى نحو مماثل، قال أحد أبناء السويداء الذين باتوا يعيشون في الخارج إن "سكان الجبل مستاؤون من جميع الذين يصفون أنفسهم بـ’ أصدقاء الشعب السوري.’"
مع ذلك، وفي ظل ازدياد الوضع سوءًا – سواء على صعيد الأمن أو حقوق الإنسان – سيطرح سكان السويداء قريبًا على أنفسهم أسئلةً تصعب الإجابة عليها حول الجهات التي يجب الوثوق بها مثلًا، بما أنه ما من مؤشرات كثيرة على تحسّن الوضع في المنطقة نظرًا لحالتها المتشرذمة.
=============================
الصحافة البريطانية :
إيكونوميست: “حماس” تتحرك ببطء نحو دمشق وخلافات مرة داخل صفوفها
https://www.alquds.co.uk/إيكونوميست-حماس-تتحرك-ببطء-نحو-دمشق-و/
لندن– “القدس العربي”: نشرت مجلة “إيكونوميست” تقريراً حول تفكير حركة “حماس” بإعادة العلاقات مع النظام الديكتاتوري الوحشي في سوريا. وقالت إن النظام قتل الكثير من أهل السنّة في سوريا، إلا أن التحالف بين “حماس” والنظام قد يكون مريحاً للحركة حسب البعض. وأشارت المجلة إلى محاولات النظام السوري، الملطخة يداه بالدماء، للعودة إلى الحظيرة العربية، بعد عقد من الحرب الأهلية، وعزلة من جيرانه. ولهذا تخوض “حماس” جدالاً مُرّاً داخلها بشأن العلاقة معه.
فهناك فصيل يريد أن يتعامل مع نظام بشار الأسد من جديد، وإعادة بناء قاعدة الحركة الخارجية مرة أخرى في العاصمة دمشق. أما الفصيل الثاني، الذي يعي قمع الأسد لحلفاء “حماس” المحليين، فيريد الابتعاد. وهذا يعكس موقف “حماس” الدائم من إسرائيل، فهل عليها الالتزام بهدفها الطويل، وهو التخلص من الدولة اليهودية في المنطقة، أم البحث عن نوع من التعايش، ربما من خلال هدنة طويلة يتم التفاوض عليها؟
 وكانت “حماس” قد غادرت سوريا عام 2012، حيث أغلقت مكتبها في دمشق احتجاجاً على معاملة نظام الأسد للسنّة ومجازره ضدهم، وبالتحديد عناصر حركة “الإخوان المسلمين” التي تقيم “حماس” علاقة معهم. وتسبّبت فكرة إعادة فتح العلاقات من جديد مع النظام بنوع من الجدل والغضب داخل الحركة. ودعم مسؤولان كبيران في الحركة، يحيى السنوار قائد الحركة في غزة ورئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، الزيارة المتوقعة لقادة الحركة إلى دمشق. لكن زعيم المكتب السياسي السابق خالد مشعل، الذي يحاول إعادة بناء العلاقات مع الدول السنّية ضد التحرك.
وتضيف المجلة أن نقاشات كهذه عادة ما تتم سراً إلإ أنها خرجت للعلن. ففي 16 أيلول/سبتمبر استخدمَ نواف التكروري، أحد مؤسسي “حماس”، منصات التواصل الاجتماعي، وهاجم التحرك باتجاه نظام “يواصل استخدام كل أنواع الجريمة والقتل ضد الشعبين السوري والفلسطيني”.
وتعلق المجلة أن وضع “حماس” مهتز، ففي داخل الأراضي الفلسطينية لا تزال تحاول تأكيد تفوقها على “فتح” التي تدير الضفة الغربية الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي من عاصمتها الإدارية في رام الله، القريبة من القدس. ومنذ الصراع الدموي على غزة في 2007، وبعد فوزها في الانتخابات، عزلت “حماس” أكثر داخل منطقتها عبر الحصار الذي فرضته مصر وإسرائيل. ومن هنا أصبح من الضروري أن يكون لـ “حماس” مقرات في الخارج. ولكن قلة من الدول العربية مستعدة لاستقبال قادتها ومكاتبها.
وحظر الغرب الحركة، وصنّفها كحركة إرهابية، فيما أصبحت حركة “الإخوان المسلمين” التي ألهمت الثورات قبل عقد، واجتاحت صناديق الاقتراع ملعونة في عين الكثير من الدول العربية في الخليج وشمال أفريقيا. وتخلت “حماس” عن علاقاتها مع “الإخوان” من أجل إرضاء النظام المصري، إلا أنها كافحت لبناء علاقاتها مع الدول العربية الأخرى.
ومنذ مغادرة دمشق توزعت الحركة ما بين تركيا وقطر، لكن تركيا قامت بإصلاح العلاقة مع إسرائيل، وقطر أصلحت علاقاتها مع الجيران المعادين للإسلاميين في الخليج. ولهذا ربما كانت دمشق، ومرة أخرى، الملجأ الأكثر أمناً لها. ويقيم السنوار في غزة معظم الوقت، ويقوم برحلات سريعة إلى القاهرة أحيانا. أما مشعل وهنية فهما في قطر ويقومان برحلات إلى لبنان أحياناً.
 وقبل الثورة السورية منحت دمشق ملجأً آمناً لحركات “المقاومة” السنية والشيعية للعمل معاً وتلقي الدعم المالي والعسكري، وبخاصة من إيران. وكان انتقالها من دمشق مدعاة لتقليل “حماس” اعتمادها على إيران، والتي ظلت الداعم الأكبر للأسد حتى وصول روسيا في عام 2015 لدعم النظام.
وكان الشيخ يوسف القرضاوي، الذي توفي في قطر الشهر الماضي، قد أصدر فتوى دعا فيها المسلمين السنّة للقتال في سوريا ضد الأسد وداعميه الشيعة.
ومع خروج الأسد من الحرب منتصراً، بدأ عدد من قادة “حماس” البحث عن طرق للتقارب معه. وعلى الورق لا تزال “حماس” تدعو لتحرير فلسطين التاريخية، إلا أن أتباعها يخشون من انتفاضة جديدة. وطرح بعض قادتها فكرة الهدنة الطويلة مع إسرائيل مقابل رفع الحصار. وهذا في قلب التوتر داخل “حماس” بشأن موقفها من سوريا وإيران. هل تستطيع العمل في منطقة بدأت تتعامل مع إسرائيل، وفي نفس الوقت الحفاظ على جذورها الإسلامية.
=============================
الإندبندنت تحذر : تفشى «مدمر» للكوليرا فى لبنان وسوريا.. الأمم المتحدة تسجل 13 ألف حالة مشتبه بها خلال الأسابيع الماضية
https://www.albawabhnews.com/4670865
أصبح وباء الكوليرا يهدد بانتشار واسع في لبنان وسوريا، مع توالي تسجيل عشرات الإصابات والوفيات في مختلف المحافظات خلال الأيام الماضية، تقول صحيفة الإندبندنت البريطانية، إن جماعات حقوقية حذرت من أن أنظمة الرعاية الصحية في سوريا ولبنان قد تنهار تحت ضغط تفشي وباء الكوليرا، بعد أن قالت الأمم المتحدة إنها سجلت الآن أكثر من ١٣ ألف حالة مشتبه بها في الأسابيع الأخيرة.
تضيف الصحيفة أن هناك مخاوف من أن الملايين من الناس في المنطقة معرضون لخطر الإصابة بالمرض الذي ينتشر عن طريق تناول طعام ومياه شرب ملوثة، وإذا ترك المرضى دون علاج قد يموتون.
وتقول إنه تم اكتشاف الكوليرا الآن في ١٣ محافظة من محافظات سوريا الـ ١٤، حيث سجلت منظمة الصحة العالمية آلاف الحالات المشتبه فيها.
وانتشر المرض في الأسابيع الأخيرة عبر الحدود إلى لبنان المجاور، حيث أكدت وزارة الصحة في بيروت ١٤ حالة إصابة، مع وجود عشرات الحالات المشتبه بها الأخرى.
"الكوليرا تظهر في لبنان لأول مرة منذ عام ١٩٩٣"، ودخول الكوليرا إلى لبنان كان أمرا مطروحا، خصوصا بعد انتشار الوباء في دول مجاورة وتسجيل سوريا أكثر من ١٠ آلاف حالة".
المرض قد ينتشر في منطقة الشرق الأوسط
وحذرت جماعات إنسانية من أن المرض قد ينتشر في منطقة الشرق الأوسط، حيث تقترب الأنظمة الصحية من الانهيار بسبب الأزمات الاقتصادية الحادة والصراعات.
وتضيف الصحيفة أنه في سوريا، قالت منظمة الصحة العالمية إن ٦٠ شخصا ماتوا بالفعل بسبب المرض لكنها تخشى أن العدد الحقيقي أعلى بكثير.
واشارت الى إنه في لبنان المجاور تواجه البلاد واحدة من أسوأ الانهيارات الاقتصادية في العالم، مما يجعلها تعاني من انقطاع الكهرباء المتفشي ونقص المياه وقلة الحصول على الأدوية.
واكدت الصحيفة أن السلطات الصحية اللبنانية سجلت أكثر من ١٢ حالة إصابة مؤكدة، وهو أول تفش من نوعه منذ ما يقرب من ٣٠ عامًا.
وتقول إن الحالة الأولى التي سجلت في لبنان للاجئ سوري في محافظة عكار الفقيرة الشمالية، مما أثار مخاوف من انتقال سريع داخل مجتمع اللاجئين المترامي الأطراف في البلاد، حيث يعيش في لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري، تعيش الغالبية العظمى منهم في ظروف صعبة، حسبما تقول الصحيفة.
الأسباب والأعراض
أوضح رئيس منظمة "أطباء من أجل الجميع" في دمشق، أحمد محمد أن السبب وراء انتشار الكوليرا في البلاد، مرده اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب، بالإضافة للثلج المصنوع من مياه ملوثة، والذي يستهلك بكثرة خلال شهور فصل الصيف.
بمجرد سماع اسم الكوليرا فإن الخوف ينتاب المرء، لذلك فالخطوة الأهم في سياق مكافحتها هي التعرف عليها عن كثب، كمرض جرثومي معدي يسبب إسهالا مائيا حادا أو ما يعرف بإسهال ماء الرز، بالإضافة للغثيان والقيء.
تظهر الأعراض بعد ساعات وحتى ٥ أيام من الإصابة، وتكون أعراض معظم المصابين خفيفة.
ما مضاعفات الكوليرا؟
قال محمد "أحيانا قد لا تظهر أي أعراض، لكن الخوف يكون من حدوث الجفاف بسبب الإسهال الشديد والقيء، وإذا لم يعالج الجفاف بسرعة، فمن الممكن أن يسبب صدمة هبوط ضغط شديد، وقصور كلوي".
وأكد أنه "في الحالات الشديدة غير المعالجة، يموت المصاب خلال ساعات فقط".
=============================