الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 15-4-2024

سوريا في الصحافة العالمية 15-4-2024

16.04.2024
Admin




سوريا في الصحافة العالمية 15-4-2024
إعداد مركز الشرق العربي

الصحافة البريطانية :
الصحافة الامريكية :
الصحافة البريطانية :
أوبزيرفر: بعد الردّ الإيراني.. الشرق الأوسط على حدّ السكين.. ومصيره بيد ثلاثة إسرائيليين مزعجين
إبراهيم درويش
لندن- “القدس العربي”: نشرت صحيفة “أوبزيرفر” تقريراً لمراسلها في واشنطن جوليان بورغر، قال فيه إن مصير الشرق الأوسط معلّقٌ في الهواء، في الوقت الذي تفكر فيه إسرائيل بما ستقوم به من ردّ على الهجوم الإيراني، ليلة السبت.
وقال إن الرئيس الأمريكي جو بايدن دعا لضبط النفس، وإن إيران ثأرت لهجوم إسرائيل على سفارتها، لكن الموقف الإسرائيلي معلّق بموقف ثلاثي نزق ومتنافس في حكومة الحرب.
وقال إن منظور حرب كبيرة بالمنطقة بات على المحك عندما يعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو جلسة، يوم الأحد، لحكومة الحرب، ومناقشة الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني.
 لم يتم الإبلاغ، حتى صباح الأحد، إلا عن ضحية من المجتمعات المهمشة في النقب، وإصابة قاعدة عسكرية إسرائيلية هناك بأضرار طفيفة
 وسيقرر وزراء حكومة التحالف اليميني المتطرف، الذي يتزعمه نتنياهو، المكونة بشكل رئيسي من وزير الدفاع يوآف غالانت، وزعيم المعارضة بيني غانتس، وهو جنرال سابق، سيقرر هؤلاء المتنافسون مصير المنطقة التي باتت في أيديهم، حسب بورغر.
وكان الرئيس بايدن قد تحدث، في الساعات العصيبة، قبل الهجوم، مع نتنياهو، في مكالمة استمرت 25 دقيقة، وذلك حسب تقارير في الصحافة الإسرائيلية، دعا فيها لضبط النفس، وأصدر بياناً بعد المكالمة لم يحتوِ على نصيحة واضحة لنتنياهو، ويشير إلى أن كل المسيرات والصواريخ الباليستية اعترضتها الدفاعات الجوية الأمريكية في المنطقة. وقال بايدن إن هذا دليل على الدفاعات المثيرة للإعجاب، ورسالة واضحة لأعداء إسرائيل بأنهم لن يستطيعوا تهديد أمنها بطريقة فعالة.
ولم يتم الإبلاغ، حتى صباح الأحد، إلا عن ضحية من المجتمعات المهمشة في النقب، وإصابة قاعدة عسكرية إسرائيلية هناك بأضرار طفيفة.
وتوقع المسؤولون الأمريكيون نتيجة كهذه في الأيام التي قادت للهجوم، أي سقوط الصواريخ الإيرانية في الصحراء، وبدون التسبب بضحايا. وفي هذه الحالة فإن الولايات المتحدة ستدعو، وبقوة، ضد أي ردّ إسرائيلي متسرع.
 وتأمل إيران بنتيجة كهذه، ففي بيان من بعثتها في الأمم المتحدة جاء أنها، في أعقاب الرد الانتقامي، “تأمل بأن الأمر قد انتهى”.
ويعرف الإيرانيون وجو بايدن أن نتنياهو يرغب بانتهاز الفرصة لتدمير المفاعلات النووية الإيرانية، التي ينظر إليها كتهديد وجودي على إسرائيل. ولن يستطيع تدميرها وتحويلها إلى أنقاض بدون مساعدة من أمريكا، ولكن هناك إمكانية من انتهازه، ومجموعة الصقور معه، الفرصة لتحقيق هذا الطموح.
 وذكرت شبكة أنباء “أن بي سي”، يوم السبت، أن الولايات المتحدة قلقة من مسارعة إسرائيل لعمل شيء بدون “التفكير بتداعياته بعد ذلك”.
وجاء في التقرير أن بايدن عبّر سراً عن قلقه من محاولة نتنياهو “جرّ الولايات المتحدة، وعميقاً في صراع واسع”، بحسب ما نقلت الشبكة عن ثلاثة أشخاص على معرفة بتعليقات الرئيس.
ويعي المسؤولون في الإدارة بأن نتنياهو لديه محفّز لكي يبقي الأعمال العدائية مستمرة، لأنها تمنع من انهيار تحالفه المتطرف، والدعوة إلى انتخابات جديدة.
وفي الوقت الذي كان فيه الضرر طفيفاً سيقول المسؤولون الإسرائيليون إن هذا ليس بسبب طهران، ولكن نجاعة الدفاعات الجوية الإسرائيلية وحلفائها، وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا والأردن.
بايدن عبّر سراً عن قلقه من محاولة نتنياهو “جرّ الولايات المتحدة، وعميقاً في صراع واسع”
وخاطرَ الأردن بنقد من العالم العربي عند اعتراضه بعض المسيرات الإيرانية التي اخترقت مجاله الجوي.
وتم التحضير للعملية المشتركة في الأسبوع الذي سبق الهجمات الإيرانية، وكان سبباً في تقليل الضحايا ومنع اندلاع حرب واسعة. وهو تذكير باعتماد إسرائيل على الولايات المتحدة من أجل حماية الإسرائيليين.
وعلى المدى القريب، فلربما شعرت الولايات المتحدة بالراحة بأن الرد الإسرائيلي لن يكون سريعاً. وطالبت إسرائيل بعقد جلسة في مجلس الأمن يوم الأحد، وسيكون مدهشاً لو شنت الهجوم المفاجئ قبل انعقاد الجلسة. وهناك إشارة أخرى عن عدم حدوث ردّ، حيث أخبر غالانت وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، بعد الهجمات، بأن إسرائيل جاهزة لمحاولات أخرى، ولم يذكر أن إسرائيل سترد على الهجوم الإيراني. وهناك إشارة ثالثة وإيجابية، وهي ما أوردته صحيفة “نيويورك تايمز” نقلاً عن مسؤول إسرائيلي، بأن “الرد الإسرائيلي سيتم تنسيقه مع حلفائها”. وستذكر الولايات المتحدة، في الأيام والأسابيع المقبلة، أنها نجت من الغضب الإيراني بدون أي ضرر، وبسبب الدعم الأمريكي.
وقد حرف الهجوم الانتباه عن العملية العسكرية في غزة. وربما أدى الهجوم الإيراني لتوقف الثرثرات في داخل الكونغرس بشأن الحد من إمدادات الأسلحة لإسرائيل بسبب غزة. ونقاش كهذا سيثبت لأنصار إسرائيل أن المطالبين بالحدّ من الإمدادات سيترك حليفة أمريكا في الشرق الأوسط بدون شيء تدافع فيه عن نفسها أمام الهجوم الإيراني الواضح.
ودعت “أوبزيرفر”، في افتتاحيتها، لوقف التصعيد، ذلك أن الهجوم الجوي، يوم السبت، ضد إسرائيل يحمل إمكانية لتحويل الأزمة في غزة إلى حرب واسعة في الشرق الأوسط، بشكل يجرّ الولايات المتحدة ودولاً أخرى، بما فيها بريطانيا، إليها. وهذا هو السيناريو الذي تمقته الحكومات الغربية والعربية منذ هجوم “حماس”، في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
والآن، وقد مضى الأسوأ، فإن أحداً لا يعرف متى وكيف سينتهي. ويجب أن يتم نزع فتيل المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران، ويجب منع خروجها عن السيطرة.
وأشارت الصحيفة للتقارير الإسرائيلية عن إطلاق إيران صواريخ كروز الخطيرة، وأن الدفاعات الجوية الإسرائيلية في حالة تأهب كامل، فيما ذكرت تقارير من السعودية أن الولايات المتحدة أسقطت الصواريخ والمسيرات فوق سوريا والعراق. وأطلق الحوثيون في اليمن و”حزب الله” في لبنان صواريخ، فيما نظر إليه على أنه هجوم منسق. وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي انطلاق المسيرات من الأراضي الإيرانية، وكذا البيت الأبيض، وتلقى بايدن تقارير من مستشاريه للأمن القومي بشأن الوضع.
إذا كان الضرر طفيفاً فإن الإسرائيليين سيقولون إن هذا ليس بسبب طهران بل لنجاعة الدفاعات الجوية الإسرائيلية وحلفائها
وقالت الصحيفة إن ضرب الصواريخ والمسيرات الإيرانية أهدافاً ومدناً إسرائيلية يعني رداً من حكومة نتنياهو تحدثت عنه الأسبوع الماضي. وأكدت إدارة بايدن أنها قد تدافع عن إسرائيل، وتنضم لأيّ ردّ إسرائيلي ضد إيران. وفي سيناريو كهذا سيزداد الضغط على حلفاء الولايات المتحدة وإسرائيل لدعم الجهود. ومن هنا دعت رئيسَ الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، إلى التفكير ملياً في ما سيفعله لاحقاً. وتقول الصحيفة إن الظرف الحالي بحاجة لعقول هادئة، وهي غير متوفرة لنتنياهو وتحالفه من المتطرفين. وهذا يعني استخدام الولايات المتحدة وبريطانيا كلّ ما لديهما من وسائل إقناع وحيل دبلوماسية لتعديل موقف إسرائيل.
وربما كان ردّ نتنياهو الغريزي، لو ضربت إيران مدناً إسرائيلية وتسبّبت بقتلى هو ضرب المفاعل النووي الإيراني، وربما تغيير النظام، ما يعني حرباً متداخلة في المنطقة. ويجب إطفاء هذا الحريق، ومنعه من الانتشار إلى المناطق الفلسطينية المحتلة، وأبعد منها، وستؤدي المأساة هذه لإطالة معاناة أهل غزة، وستدمّر محادثات الإفراج عن الأسرى لدى “حماس”، وستزيد من عدم الاستقرار في سوريا ولبنان والعراق والخليج والبحر الأحمر.
ومن تداعيات الحرب المفتوحة بين الولايات المتحدة وإيران تقسيم الديمقراطيات الغربية والإضرار بالاقتصاد العالمي ونشر عدم الاستقرار في الدول العربية المؤيدة للغرب، وزيادة التأثير الصيني وتهميش الحرب في أوكرانيا. وستكون هدية لنتنياهو وتحالفه المتطرف، الذي يريد المضي في الحرب بغزة إلى ما لا نهاية. وعلينا عدم التناسي، في وسط الاضطراب، أن الهجوم الإيراني كان سبباً للهجوم الإسرائيلي الذي لم تعترف به إسرائيل على القنصلية الإيرانية في دمشق، وهو ما اعتبرته طهران خطاً أحمر. وبالنسبة للمرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، فهو بمثابة هجوم على السيادة الإيرانية. ويجب ألّا يمرّ بدون ردّ.
====================
الجارديان :الضربة الإيرانية أعطت نتنياهو ما كان يتوق إليه دائما
لقد أراد نتنياهو صراعاً أوسع نطاقا، ولكن يجب على القوى الكبرى أن تفهم لعبة نتنياهو وتتصرف لتجنب العواقب.
سيمون تيسدال – The Guardian
إن الصواريخ والطائرات دون طيار التي أمطرت إسرائيل الدمار في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد أعطت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما كان يتوق إليه دائمًا؛ وهو المبرر لمهاجمة إيران علنًا، الدولة التي طالما اعتبرها العدو اللدود لإسرائيل.
والسؤال الملح، والذي قد تتم الإجابة عليه في غضون ساعات، هو الشكل الذي قد يتخذه "الرد الكبير" الذي وعدت به إسرائيل، وما إذا كانت إيران بدورها سوف ترد على الضربة مرة أخرى. وقال الوزير الإسرائيلي بيني غانتس، أثناء اجتماع مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي لمناقشة رد إسرائيل اليوم: "سنبني تحالفاً إقليمياً وسندفع الثمن من إيران بالطريقة والتوقيت المناسبين لنا".
يتعين على الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما من أصدقاء وحلفاء إسرائيل إبلاغ نتنياهو بعبارات واضحة بأن استمرار الدعم العسكري والدبلوماسي والسياسي مشروط برد إسرائيلي مشروع ومتناسب. وسيكون من الأفضل لو لم ترد إسرائيل على الإطلاق.
لقد فشلت إيران في تحقيق هدفها الواضح المتمثل في إلحاق ضرر جسيم. وتقول إسرائيل إن 99% من صواريخها وطائراتها المسيرة دمرت. والحمد لله أن الإصابات كانت خفيفة. وتقول طهران الآن، مع القليل من الأمل، إن الحادثة "انتهت" - لكنها تتعهد بالرد إذا تعرضت لهجوم.
سيكون المسار الأكثر حكمة لنتنياهو هو تقديم الهجمات إلى العالم كدليل لا يقبل الجدل على وجهة نظره المتشددة؛ وهو أن إيران دولة مارقة تنتهك القانون الدولي وتعرض إسرائيل والدول العربية والغربية للخطر. وبدلاً من الهجوم الأعمى على المنشآت النووية الإيرانية ينبغي له أن يزعم أن القيادة المتشددة في الجمهورية الإسلامية وزعيمها الأعلى آية الله علي خامنئي، يستحقان اتخاذ إجراءات عقابية دولية جماعية.
لقد قدم رد فعل طهران فرصة فريدة لتحويل الاهتمام العالمي بعيدا عن أعمال النهب المروعة التي ترتكبها حكومته في غزة وفشله في هزيمة حماس. وقد يقول إن الحرب ضد حماس تحولت إلى حرب وجودية ضد أسيادها في طهران، وإن أصحاب النوايا الحسنة، في الداخل والخارج، لابد وأن يلتفوا حول قيادته لضمان النصر الضروري.
ولا ينبغي لنا أن ننسى حقيقة أن نتنياهو وحكومته الحربية الداخلية قد أثاروا هذه المواجهة عمداً وتهوراً مع تكشف الأزمة. كان رئيس الوزراء الإسرائيلي في طليعة حرب الظل المستمرة منذ عقود من الاغتيال والاستنزاف ضد إيران. لقد أصبح القتل السري وغير المعترف به للعلماء النوويين وقادة الميليشيات الإقليمية التابعة لها أمرًا روتينيًا تقريبًا. لكن القائمة المستهدفة اتسعت منذ الفظائع التي وقعت في 7 أكتوبر.
ففي ديسمبر، على سبيل المثال، قُتل السيد راضي موسوي، وهو جنرال إيراني كبير، في دمشق. وكان رد فعل إيران آنذاك، كما كان الحال في الماضي، محدودا نسبيا وغير مباشر. لكن تفجير ملحق سفارتها في العاصمة السورية في الأول من أبريل، والذي أسفر عن مقتل العديد من كبار القادة، غيّر هذه الديناميكية بشكل جذري. وحمّلت إيران إسرائيل (التي لم تعترف كعادتها بمسؤوليتها) عن الهجوم المباشر والصارخ على الأراضي الخاضعة لسيادتها. وقال خامنئي إن إسرائيل تجاوزت الخط الأحمر.
لقد خرجت الحرب من الظل، وكان هذا من فعل نتنياهو. ولا بد أنه كان يعلم مدى غضب رد الفعل في طهران. ومن المثير للاهتمام أنه لم يبلغ حليفه الأمريكي مسبقًا، ربما لأن الإدارة كانت ستحاول منع العملية. ويبدو الهجوم على السفارة في دمشق بمثابة تصعيد متعمد يهدف إلى تحصين موقف نتنياهو السياسي الداخلي، وإسكات انتقادات الأميركيين العمياء، وتشتيت الضغوط الدولية لوقف إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل.
وقد نجحت خطة نتنياهو بين عشية وضحاها، وجفت الانتقادات في واشنطن لكارثة غزة. وفي بريطانيا أيضاً، ربما تتلاشى الآن الدعوات التي تطالب الحكومة بالإصرار على وقف فعال لإطلاق النار في غزة والحد من الدعم للتحالف الإسرائيلي.
كما نجح هجوم دمشق في دفع قادة طهران لاتخاذ موقف أصيل بدلا من الوكلاء مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن. وفي الواقع، قام نتنياهو باستدعائهم للمبارزة واستجابوا وشعروا أنه ليس لديهم خيار سوى الرد بالمثل.
وهذا الاعتقاد كان ولا يزال خاطئا. ومثل نتنياهو، كان لدى خامنئي والرئيس الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي خيارات. وكان من الأفضل لو رفعت إيران شكواها إلى الأمم المتحدة والمحكمة الدولية في لاهاي، وأثارت القضية من خلال الأصدقاء في مجموعة العشرين ومجموعة البريكس.
إن هذه المواجهة المباشرة غير المسبوقة بين إسرائيل وإيران وضعت الرئيس الأمريكي جو بايدن في موقف شبه مستحيل. لقد تولى منصبه في عام 2021 على أمل إحياء الاتفاق النووي الأمريكي الأوروبي التاريخي لعام 2015 مع إيران والذي ألغاه دونالد ترامب.
والآن أصبحت سياسته في حالة يرثى لها. ويجد بايدن نفسه على شفا صراع مسلح متصاعد مع إيران، حيث يقاتل إلى جانب الحكومة الإسرائيلية التي أعرب عن أسفه لتصرفاتها في غزة متأخرا ولكن بشدة، والتي قد تكلفه غاليا في الانتخابات الأمريكية في نوفمبر.
ولا يمكن لبايدن أن يتخلى عن إسرائيل، على الرغم من أنه قد يعتقد أن نتنياهو قد تلاعب به مرة أخرى (كما يعتقد أنه كان الحال عند بداية الحرب مع حماس). ومع ذلك فهو لا يستطيع أن يطلب من الناخبين الأمريكيين، الذين نفد صبرهم منذ فترة طويلة إزاء التشابكات الخارجية المكلفة، دعم حرب أخرى في الشرق الأوسط.
تشير مكائد نتنياهو الساخرة، وحسابات طهران برد الفعل، ومعضلة بايدن الصارخة إلى اتجاه واحد فقط؛ وهو الحاجة إلى تحرك دولي عاجل ومنسق لوقف المزيد من القتال ومنع التصعيد على مستوى الشرق الأوسط والذي يمتص سوريا ولبنان والدول العربية ومناطق الخليج والبحر الأحمر.
ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي في جلسة طارئة اليوم. وبدلاً من المشاحنات المعتادة، يتعين على الأعضاء الدائمين، وخاصة الصين وروسيا، أن يعملوا بشكل بنّاء معاً لنزع فتيل الأزمة التي تهددنا جميعاً. ولديهم النفوذ للقيام بذلك وعليهم أن يستخدموا هذا النفوذ، وإلا سيعانون من العواقب المروعة.
====================
الصحافة الامريكية :
نيويورك تايمز :حرب الظل الإيرانية- الإسرائيلية تصبح علنية وطهران استخدمت أسلحة متطورة ونوعية في هجومها
إبراهيم درويش
لندن – “القدس العربي”:
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا أعدته كاسندرا فينوغارد قالت فيه إن حرب الظل بين إيران وإسرائيل خرجت للعلن في ليلة السبت عندما شنت إيران أول هجوم مباشر من أراضيها ضد إسرائيل.
فقد خاضت إيران وإسرائيل وعلى مدى عقود حرب ظل في عموم الشرق الأوسط وتبادلتا الهجمات في البر والجو والبحر وعلى الفضاء الإلكتروني أو السيبراني، إلا أن وابل الصواريخ والمسيرات القتالية، والتي تم اعتراضها جميعا، يمثل نقطة تحول في المواجهة. فهذه هي المرة الأولى التي توجه فيها إيران ضربة مباشرة من أراضيها ضد إسرائيل، وذلك حسب أهرون بيرغمان، الباحث السياسي وخبير الأمن في الشرق الأوسط بكينغز كوليج في جامعة لندن، وعلق قائلا بأن الهجوم هو “حدث تاريخي”.
وعلى مدى الحرب الدائرة بينهما اعتمدت إيران على الجماعات الوكيلة لها، مثل حزب الله في لبنان لكي تستهدف المصالح الإسرائيلية، في وقت استهدفت فيه إسرائيل الباحثين العلميين في البرنامج النووي واغتالت القيادات العسكرية. ففي آب/أغسطس، قتلت غارات إسرائيلية زعيمي ميليشيا دربتهما إيران في سوريا، فيما دمرت مسيرة مكتبا في بيروت وقتلت غارة أخرى على القائم في العراق قياديا في جماعة عراقية موالية لإيران. وفي ذلك الوقت اتهمت إسرائيل إيران بأنها تحاول إقامة ممر بري لنقل الأسلحة من إيران عبر العراق وسوريا إلى لبنان.
وفي كانون الثاني/يناير 2020 رحبت إسرائيل بمقتل قائد فيلق القدس والمسؤول عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري، الجنرال قاسم سليماني، الذي استهدفته الولايات المتحدة بمسيرة عندما كان خارجا من مطار بغداد. وردت إيران بضرب قواعد عسكرية أمريكية خلفت وراءها 100 جندي أمريكي جريح. وبين 2021- 2022، استهدفت إيران ناقلة نفط تديرها شركة إسرائيلية، وتم اعتراضها في خليج عمان وقتل اثنين من طاقمها حسب الشركة. وقال مسؤولان من الشركة إن الناقلة استهدفت على ما يبدو بمسيرة إيرانية. ولم تتحمل إيران المسؤولية علنا، إلا أن قناة تلفزيونية مملوكة من الدولة وصفت الهجوم بأنه رد على الغارات الإسرائيلية في سوريا. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2021 قتلت إسرائيل عالم الذرة الإيراني محسن فخري زادة وتبعه اغتيال القائد في الحرس الثوري صياد خدايي في أيار/مايو 2022.
وبعد قصف إسرائيل لغزة في كانون الأول/ديسمبر في أعقاب هجمات تشرين الأول/أكتوبر زادت الجماعات الموالية لإيران من هجماتها، وفي نهاية العام اتهمت إيران إسرائيل باغتيال الجنرال صياد رضي موسوي بهجوم صاروخي في سوريا. ووصف موسوي بأنه مقرب من سليماني، وساعد على نقل الأسلحة لحزب الله. وفي كانون الثاني/يناير 2024 قتلت غارة جوية على بيروت، القيادي في حماس صالح العاروري، وهو أول اغتيال لزعيم في حماس خارج غزة والضفة الغربية. وزاد حزب الله من هجماته ضد إسرائيل، وردت هذه بضرب مواقع حزب الله في جنوب لبنان وقتلت عددا من قياداته.
وفي آذار/مارس ونيسان/أبريل استهدفت إسرائيل سيارة قتلت فيها قياديا قالت إنه المسؤول عن وحدة الصواريخ في حزب الله. واعترف الحزب بمقتل علي عبد الحسن نعيم، لكنه لم يقدم تفاصيل أخرى عنه. وفي نفس اليوم ضربت غارة إسرائيلية مطار حلب، فيما اعتبر من أشد الغارات على سوريا منذ سنين. وقتل الهجوم 36 جنديا سوريا وسبعة مقاتلين من حزب الله وسوريا من جماعة موالية لإيران. ولم تعترف إسرائيل بالمسؤولية لكن وزير الدفاع الإسرائيلي، يواف غالانت كتب على منصة التواصل الاجتماعي “سنلاحق حزب الله في كل مكان يعمل فيه وسنوسع الضغط ووتيرة الهجمات”. وبعد ثلاثة أيام تم استهداف السفارة الإيرانية في دمشق حيث قتل ثلاثة قادة في الحرس الثوري وأربعة ضباط. واتهمت إيران إسرائيل بالهجوم.
وترى الصحيفة أن الهجوم الإيراني على إسرائيل كان متقدما حيث استخدمت فيه إيران أسلحة سافرت بعيدا وأدق من تلك التي استخدمتها حماس والجماعات الموالية لها خلال حرب الستة أشهر الماضية. وفي التقرير الذي أعدته جين يو يانغ جاء أن إيران استخدمت مئات المسيرات والصواريخ بما فيها أسلحة يقول الخبراء إنها متقدمة أكثر من تلك التي واجهتها إسرائيل في حرب الأشهر الماضية. ففي الماضي واجهت إسرائيل وابلا من الصواريخ من حماس والجهاد الإسلامي ومقذوفات صاروخية لا يتجاوز مداها 12- 25 ميلا وأقل دقة من منظومة غراد بحجم 122 ميليميترا وكذا مقذوفات أم 302 السورية الصنع وبمدى 100 ميل.
ولدى حماس صواريخ فجر-5 من إيران ومشابهة للنسخة الأصلية الإيرانية فجر-5 وبمدى 50 ميلا. فالصواريخ التي استخدمتها إيران يوم السبت تستطيع السفر لمسافات طويلة وأسرع. ولكن إسرائيل قالت إنها اعترضتها كلها. وأرسلت إيران في هجوم السبت 185 مسيرة و36 صاروخ كروز 110 صاروخ أرض- أرض، وذلك حسب المسؤولين العسكريين الإسرائيليين. وأطلق معظمها من إيران وبعضها انطلق من اليمن والعراق.
وقال فابيان هينز، الخبير في الأسلحة الإيرانية بالمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية ببرلين إن إيران استخدمت على الأرجح صواريخ كروز. وبحسب منشوره على إكس، فإنه تم تقديم مجموعات مختلفة من الصواريخ للحوثيين والحشد الشعبي في العراق. وقال جيفري لويس، عضو المجلس الدولي للاستشارات الأمنية في وزارة الخارجية الأمريكية إن استخدام إيران صواريخ كروز يعني أنها محملة بأطنان من المتفجرات. وقال في منشور على إكس: معظم ترسانة إيران من الصواريخ الباليستية لديها مدى كاف للوصول إلى إسرائيل. ومع أن المسيرات لديها قدرة على حمل كميات من المتفجرات إلا أن الصواريخ تتميز بالقدرة على التحول والمناورة حول الهدف.
وركزت إيران في السنوات الماضية على الصواريخ الرادعة والطويلة والمسيرات والدفاعات الجوية، ولديها أطول صواريخ باليستية في الشرق الأوسط، وذلك حسب خبراء الأسلحة وتحولت لأهم مصدر للسلاح على مستوى العالم. وفي العام الماضي وبعد هجوم حماس طلبت إسرائيل من الولايات المتحدة ذخيرة دقيقة موجهة لمقاتلاتها ومعترضات لقبتها الحديدية. وتشمل ترسانة الأسلحة الإسرائيلية صواريخ من فترة حرب فيتنام، نسبة الفشل لبعضها تصل إلى 15%.
====================