الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 15&16-2-2022

سوريا في الصحافة العالمية 15&16-2-2022

17.02.2022
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • فورين أفيرز: ما الذي تكشفه أزمة أوكرانيا عن الشرق الأوسط بعد الخروج الأمريكي؟
https://alsyaaq.com/middle-east-ukraine-crisis
  • ول ستريت جورنال :مراجعة كتاب ” حرب بوتين في سوريا: السياسة الخارجية الروسية وثمن غياب أمريكا “
https://ebd3.net/117557/
  • انيرسبت :معتقلو داعش لدى قسد.. "خطر" قد يفجر الوضع في سوريا
https://www.alhurra.com/syria/2022/02/16/معتقلو-داعش-لدى-قسد-خطر-يفجر-الوضع-في-سوريا
  • فورين بوليسي :إدلب السورية.. هل أصبحت عاصمة "المتشددين" في العالم؟
https://www.alhurra.com/syria/2022/02/16/إدلب-السورية-أصبحت-عاصمة-المتشددين-في-العالم؟
  • مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية :الغزو الروسي لأوكرانيا: الاحتمالات والسيناريوهات (2-2)
https://alghad.com/الغزو-الروسي-لأوكرانيا-الاحتمالات-وا-2/
  • ناشونال إنترست: هل سيكون التدخل الروسي في سوريا استراتيجيتها في أوكرانيا؟
https://www.alquds.co.uk/ناشونال-إنترست-هل-سيكون-التدخل-الروسي/
  • "المونيتور": اختبار الأسلحة الروسية في سوريا شجعت بوتين على المخاطرة في أوكرانيا
http://www.shaam.org/news/syria-news/المونيتور-اختبار-الأسلحة-الروسية-في-سوريا-شجعت-بوتين-على-المخاطرة-في-أوكرانيا.html
  • مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية :مليارات لا تصل لمستحقيها.. نظام الأسد يتلاعب بالمساعدات الإنسانية
https://www.alhurra.com/syria/2022/02/14/سلام-مختفية-عامين-الخطف-يتربص-بأطفال-سوريا
  • مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية :الغزو الروسي لأوكرانيا: الاحتمالات والسيناريوهات (12)
https://alghad.com/الغزو-الروسي-لأوكرانيا-الاحتمالات-وا/
  • «نيويورك تايمز» :الأطفال في معتقلات «داعش» لا يستحقون هذا المصير
https://aawsat.com/home/article/3475506/بيتر-غالبريث/الأطفال-في-معتقلات-«داعش»-لا-يستحقون-هذا-المصير
 
الصحافة العبرية :
  • يديعوت أحرونوت :أزمة اوكرانيا وآثارها في إسرائيل
https://alghad.com/أزمة-اوكرانيا-وآثارها-في-إسرائيل/
 
الصحافة الفرنسية :
  • مقال بأوريان 21: ذكرى مجزرة حماة تذكير بـ"توحش" النظام السوري
https://www.aljazeera.net/news/politics/2022/2/15/مقال-بأوريان-21-ذكرى-مجزرة-حماة-تذكير
 
الصحافة الامريكية :
فورين أفيرز: ما الذي تكشفه أزمة أوكرانيا عن الشرق الأوسط بعد الخروج الأمريكي؟
https://alsyaaq.com/middle-east-ukraine-crisis
ترجمات – السياق
بينما تشير مناورات القوات الروسية على حدود أوكرانيا إلى غزو وشيك، يبذل الرئيس الأمريكي جو بايدن قصارى جهده، لحشد المجتمع الدولي لوقف الهجوم، بحسب موقع "فورين أفيرز".
وأضاف الموقع، في تقرير، أن إدارة بايدن قامت بعمل كبير، بالإشارة لجمع شمل الدول الأوروبية "فبعد المماطلة، تلتزم ألمانيا بوضوح بنهج موحد، وعلى الجانب الآخر من الكرة الأرضية، انضمت أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية أيضًا".
بينما أظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في بكين- أن الصين تقف إلى جانبه، على الأقل عندما يتعلق الأمر بمعارضة توسع "الناتو"، والبرازيل والهند على الحياد، لكن بالنسبة للجزء الأكبر، اصطف شركاء واشنطن التقليديون مع بايدن.
لكن في الشرق الأوسط، استيقظت إدارة بايدن على حقيقة مؤلمة، تتمثل في تعاطف حلفائها وشركائها مع أوكرانيا والتزامهم تجاه الولايات المتحدة، لكنهم غير مستعدين لاتخاذ موقف ضد موسكو.
ويعكس ذلك مدى التغيير في الشرق الأوسط بسبب القرار، الذي اتخذه الرئيس باراك أوباما، والذي تبناه الرئيس دونالد ترامب، والذي فرضه الآن جو بايدن، لوضع الشرق الأوسط أسفل قائمة أولويات السياسة الخارجية لواشنطن.
لقد قللت الولايات المتحدة من توقعات شركائها في الشرق الأوسط بالنسبة لدعمهم، الآن على واشنطن أن تتكيف مع العواقب.
إسرائيل
وقال موقع "فورين أفيرز"، في تقرير: لمعرفة مدى التغيير، يجب عدم النظر أبعد من أقرب حليف لواشنطن في الشرق الأوسط، إسرائيل.
منتصف يناير، أجرت الولايات المتحدة وإسرائيل جولة من المشاورات الاستراتيجية، كان التركيز خلالها على طموحات إيران النووية، حيث تحاول واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون -بشراسة- إنقاذ اتفاق 2015 الذي ألغاه ترامب.
ومع ذلك، في الوقت الذي تضغط فيه إدارة بايدن -بكل طاقتها- لمعارضة تكتيكات موسكو ضد كييف، لم توضح قراءة الاجتماع أي ذكر لأوكرانيا.
في الواقع، منذ بدء تعزيز القوات الروسية الخريف الماضي، التزمت إسرائيل الصمت، باستثناء عرض من رئيس الوزراء نفتالي بينيت، للتوسط بين أوكرانيا وروسيا، وهي الفكرة التي رفضتها موسكو بشكل قاطع.
وفي الآونة الأخيرة، رفض وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، تقييم إدارة بايدن بأن الغزو الروسي كان وشيكًا.
كما ناقش بايدن وبينيت أوكرانيا، بين قضايا أخرى، في مكالمة هاتفية أوائل فبراير، وبينما تضمنت التلاوة التي أصدرها البيت الأبيض تأكيدًا لالتزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل، لم يذكر أمن أوكرانيا.
وتحتفظ إسرائيل بعلاقات وثيقة مع أوكرانيا، لا سيما مع جاليتها اليهودية، التي يبلغ عدد نحو  300000 نسمة، وهي من أكبر الجاليات في العالم، لاسيما أن رئيس أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، يهودي.
وكان ينبغي تعزيز هذا التقارب، من خلال التزام إسرائيل بتحالفها الوثيق مع الولايات المتحدة، واعتمادها الحفاظ على النظام الدولي الليبرالي، الذي حددته إسرائيل منذ تأسيسها، واعتزازها بكونها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وانشغالها بتأمين حدودها الضيقة من غزو القوات المعادية.
ومع ذلك، فإن الخبراء الإسرائيليين يؤكدون أنه في أزمة أوكرانيا، يجب أن تظل إسرائيل محايدة.
الخليج
 علاقة الكويت ليست حليفًا وثيقًا للولايات المتحدة، بقدر ما هي اعتماد على واشنطن، فمنذ أن حررت الولايات المتحدة الكويت، من براثن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، في حرب الخليج 1990-1991، دعم الكويتيون أولويات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وأماكن أخرى.
ومن بين جميع دول المنطقة، يجب أن تكون الكويت حساسة بشكل خاص، لمخاطر رضوخ المجتمع الدولي لجار كبير يغزو دولة صغيرة، لكن عندما جاء وزير الخارجية الكويتي، الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، إلى واشنطن منتصف يناير، لإجراء حوار استراتيجي مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، تجنَّب الدبلوماسي الكويتي الموضوع، ومثل بيان الاجتماع الأمريكي الإسرائيلي، لم يشر البيان الأمريكي الكويتي المشترك إلى الأزمة الأوكرانية.
وخلال مؤتمر صحفي، ذكّر بلينكين وزير الخارجية بأهمية الأزمة في أوكرانيا: "دولة ما لا تستطيع ببساطة تغيير حدود دولة أخرى بالقوة"، لكن وزير الخارجية الكويتي تجنَّب الاعتراف بهذه النقطة في رده.
بالموازاة كان حلفاء واشنطن الآخرون، والشركاء الاستراتيجيون في الشرق الأوسط، هادئين بشكل ملحوظ.
مصر حليف استراتيجي للولايات المتحدة منذ فترة طويلة، ومستفيدة من السخاء الأمريكي، لكنها تشتري أيضًا أسلحة من روسيا، وتحتاج إلى تعاون موسكو، للحفاظ على الاستقرار في ليبيا المجاورة، فمصر ليست مهتمة باتخاذ موقف ضد بوتين بشأن أوكرانيا، خاصة في الوقت الذي قررت فيه إدارة بايدن تعليق 130 مليون دولار من المساعدات الأمريكية لمصر، بسبب عدم "رغبة النظام المصري في السماح لشعبه بمزيد من الحريات".
 السعودية
تتمتع المملكة العربية السعودية بعلاقات عميقة مع الولايات المتحدة، وكانت حليفًا ثابتًا في الجهود المبذولة لاحتواء الشيوعية السوفيتية في الشرق الأوسط.
وغالبًا ما استخدمت قدرتها على زيادة إنتاج النفط لخفض السعر، كلما احتاجت الولايات المتحدة.
لكن في الأزمة الأوكرانية، لا يتعاون السعوديون، على الأقل حتى الآن، فسوق النفط انتعش أسرع من المتوقع، بعد ويلات جائحة كورونا، ودفعت اضطرابات الإمدادات -الناتجة عن أزمة أوكرانيا- الأسعار إلى ما يزيد على 90 دولارًا للبرميل.
وفي حال غزت روسيا أوكرانيا، من المتوقع أن يرتفع السعر إلى 120 دولارًا، وقد تكون هذه أنباء سيئة لجهود بايدن، لوقف التضخم في الاقتصاد الأمريكي، قبل انتخابات التجديد النصفي نهاية هذا العام، ومع ذلك، تبدو المملكة العربية السعودية منيعة على مناشدات حليفها الأمريكي.
أحد أسباب ذلك، غضب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من الطريقة التي عاملته بها إدارة بايدن.
وخلال حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020، أشار بايدن إلى المملكة العربية السعودية على أنها "منبوذة"، وبعد انتخابه أوكل مهمة التعامل معه إلى لويد أوستن، وزير الدفاع الأمريكي.
وبعد عام، يبدو أن محمد بن سلمان قد اكتفى، ففي سبتمبر الماضي، ألغى زيارة أوستن إلى المملكة العربية السعودية بإشعار يوم واحد، ووفقًا لعدد من كبار مسؤولي الإدارة، فإنه ينتظر مكالمة هاتفية من الرئيس، قبل الرد على مناشداتهم.
ويعتقد قادة الشرق الأوسط، أن الولايات المتحدة لم تعد شريكًا موثوقًا به.
 حرب الأسعار
قد يلتقط بايدن الهاتف، ويمتص ردود الفعل السلبية من التقدميين في حزبه، لكن ليس من المؤكد -بأي حال من الأحوال- أن محمد بن سلمان سيرد بشكل إيجابي حتى في ذلك الوقت.
وحيث أن روسيا تحتل مكانة كبيرة في حساباته، بطريقة لم تكن صحيحة بالنسبة للمملكة العربية السعودية في العقود السابقة.
تصدر روسيا الآن ما يقرب مما تصدره المملكة العربية السعودية من النفط، وقد تولت مؤخرًا دورًا قياديًا في أوبك بلس، منظمة منتجي النفط التي تتحكم في الأسعار، من خلال تحديد حصص إنتاج لجميع أعضائها.
واعتادت المملكة العربية السعودية أن تهيمن على أوبك، لكن بداية الوباء عام 2020، عندما انخفض الطلب بشكل كبير، دخل محمد بن سلمان في حرب لخفض الأسعار مع موسكو، أدت إلى انخفاض سعر النفط إلى الصفر تقريبًا.
وتدخل ترامب وتوسط في اتفاق بين روسيا والسعودية، يخفض بشكل كبير إنتاج نفط أوبك، ويجعل موسكو شريكًا للرياض في تحديد أسعار النفط.
لذلك فإن الاستجابة لنداء بايدن، تتطلب من محمد بن سلمان، أن يكسر اتفاقه مع بوتين، وكذلك التخلي عن الأرباح المفاجئة من ارتفاع الأسعار، الذي يحتاجه لدعم مشاريع التحديث الطموحة.
 دفع الثمن
في الماضي، لم تكن المملكة العربية السعودية لتتردد، حيث اعتبرت أن الرد على حليفها الأمريكي وقت الحاجة، كان مثل دفع قسط تأمين، للمساعدة في ضمان أن الولايات المتحدة ستكون هناك للدفاع عن المملكة عند الضرورة.
 لكن هذا الاتفاق انهار في سبتمبر 2019، عندما تعرضت منشآت النفط السعودية في بقيق، لهجوم بطائرات مسيرة إيرانية وصواريخ أوقفت 50 بالمئة من إنتاجها النفطي، وبدلاً من التسرع في الدفاع عن المملكة العربية السعودية، راوغ ترامب ثم أشار إلى أنه هجوم على السعودية وليس على الولايات المتحدة، و إذا قرر الرد، فعلى السعوديين دفع ثمن ذلك.
وأدى تجاهل ترامب للالتزامات الأمنية الأمريكية التقليدية، إلى تفاقم الشكوك التي أثيرت بالفعل، بسبب قرار أوباما عام 2013 بعدم فرض خطه الأحمر المعلن ضد نظام الأسد في سوريا، عندما استخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه.
وطبعًا واصل بايدن هذا الاتجاه، مقللاً من التركيز على الشرق الأوسط، لأنه جعل محاربة الصين على رأس أولوياته.
وعندما أنهى "الحرب الأبدية" في أفغانستان، وأعاد ما تبقى من القوات الأمريكية والأمريكيين إلى الوطن في إجلاء مخيف، توصل قادة الشرق الأوسط إلى نتيجة مشتركة، أن الولايات المتحدة لم تعد المتحدة شريكًا موثوقًا به في أمن المنطقة.
 احتضان موسكو
ونظرًا لأن هذا الاتجاه، المتمثل في الانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط، تطور على خلال العقد الماضي، ولأن قادة المنطقة دائمًا ما يكونون حساسين للتحولات في ميزان القوى، فقد ظلوا يبحثون عن ضامن بديل لأمنهم بعض الوقت.
وسارعت روسيا إلى رفع يدها، وتدخلت عسكريًا في الحرب الأهلية السورية عام 2015 لإنقاذ نظام بشار الأسد.
في ذلك الوقت، كانت الولايات المتحدة تسعى إلى تغيير النظام في مصر وليبيا وسوريا، فالتناقض لم يغب عن الزعماء العرب في المنطقة: روسيا أصبحت قوة الوضع الراهن في الشرق الأوسط، كانت الولايات المتحدة هي التي بدت وكأنها تروج لعدم الاستقرار.
وذلك لم يعجل اندفاعًا طائشًا نحو احتضان موسكو، بحسب موقع "فورين أفيرز".
في المقابل أدت ذكريات السلوك السوفييتي المزعزع للاستقرار والأمل في أن يغير رئيس جديد في واشنطن الأمور رأساً على عقب، إلى استكشافات أكثر حذراً.
لكن بمرور الوقت، أصبح القادة العرب مرتاحين لاستراتيجية التحوط، التي تنطوي على علاقات أكثر دفئًا مع روسيا.
  حان الوقت
بالنسبة للإسرائيليين، الحسابات ليست مختلفة، رغم اعتمادهم الشديد على الولايات المتحدة، فالتهديد الوجودي هو إيران، الخريطة تشرح ذلك، فعلى ثلاثة من حدود إسرائيل الأربعة، يستجمع وكلاء إيران: حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، والميليشيات التي تسيطر عليها إيران في سوريا.
وتحارب إسرائيل ما تسميها "الحرب بين الحروب" لمنع نقل الصواريخ الإيرانية المتطورة وأنظمة التوجيه عبر سوريا إلى حزب الله في لبنان، وإحباط محاولات الميليشيات المدعومة من إيران فتح جبهة أخرى مع إسرائيل، على خلفية مرتفعات الجولان.
فالوجود العسكري الروسي في سوريا، يجعلها لاعباً في هذا الصراع أكثر من الولايات المتحدة، التي تحتفظ بقوة محدودة شرقي سوريا، لمحاربة تنظيم الدولة (أو داعش)، لكنها تركت إسرائيل لتدافع عن نفسها في بقية البلاد.
 الطريقة الوحيدة، التي يمكن لإسرائيل من خلالها مواصلة هجماتها الجوية المتكررة، على أهداف إيرانية في سوريا، هي إذا وافقت القوات الجوية الروسية على استخدام إسرائيل للمجال الجوي السوري.
ولهذا السبب، قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعشر زيارات إلى روسيا بين عامي 2015 و2020 لتقبيل حلقة بوتين، وتأمين تعاون الرئيس الروسي، والتأكد من أن عمليات القوات الجوية الروسية والإسرائيلية في سوريا لم تعترض طريق بعضها.
وبالمثل، بمجرد أن أصبح بينيت رئيسًا للوزراء العام الماضي، لم يضع أي وقت في إعادة تأكيد تلك الترتيبات، في زيارة إلى الكرملين في أكتوبر 2021.
لكن في يناير من هذا العام، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طائرات روسية وسورية قامت بدورية مشتركة فوق مرتفعات الجولان، وأن هذه الدوريات ستستمر.
وكانت هذه طلقة تحذير رمزية تقول: إذا أراد بوتين، يمكنه بسهولة إنهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في سوريا، وإذا كانت إسرائيل تفكر في الانحياز إلى الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا، فإن موسكو أشارت إلى أنه سيكون هناك ثمن استراتيجي باهظ يجب دفعه.
 إعادة ترتيب
حلفاء الولايات المتحدة وشركاؤها في الشرق الأوسط، ليسوا جزءًا مباشرًا في الجهود المبذولة لردع روسيا عن غزو أوكرانيا، قد يكونون على استعداد للمساعدة على الهامش: يمكن لقطر تحويل إمدادات الغاز من العقود طويلة الأجل في آسيا إلى السوق الفورية الأوروبية، ويمكن للمملكة والإمارات تخفيف الضغط على أسعار النفط، في حال حدوث غزو، وإسرائيل يمكنها الاستمرار في تمرير الرسائل الخاصة إلى الكرملين، للحث على وقف التصعيد، وفقًا لموقع "فورين أفيرز".
لكن الصمت العلني لتلك البلدان في هذه الأزمة، يتحدث عن مجلدات الجغرافيا السياسية الجديدة للشرق الأوسط، وأصبحت روسيا لاعباً في المنطقة، وملأت جزئياً الفراغ الذي خلفه تقليص الإنفاق الأمريكي.
وبالنسبة لبعض حلفاء الولايات المتحدة، تبدو موسكو أكثر موثوقية من واشنطن، وهنا لا مجال للالتفاف على هذه المقايضة الأساسية، بالنظر إلى حقيقة أن الصين الصاعدة وروسيا العدوانية يتطلبان اهتمامًا أكبر من الولايات المتحدة.
وبدلاً من مطالبة شركائه وحلفائه في الشرق الأوسط، باتخاذ موقف علني، يتعين على بايدن أن يريحهم بعض الشيء، وذلك يتجاوز التصريحات والإدانات بشأن أوكرانيا.
وقد تضطر واشنطن إلى إعادة ترتيب العلاقة مع ولي العهد السعودي، إذا احتاج بايدن إلى محمد بن سلمان لخفض سعر النفط.
وقد تضطر الولايات المتحدة، إلى الاستمرار في منح إسرائيل حرية التصرف في التعامل مع التخريب الإيراني الإقليمي، حتى مع عودة بايدن إلى الاتفاقية النووية مع إيران.
وقد يتعين أن يأخذ التعاون مع مصر في غزة وليبيا، الأولوية على مطالب الولايات المتحدة، بأن يخفف السيسي قبضته في الداخل.
وسلَّطت الأزمة الأوكرانية الضوء على مفارقة قاسية لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ورغم أنها قللت من مكانتها هناك، وهو ما كان يجب أن يسمح بتأكيد أكبر للقيم الأمريكية، فإن أهمية الجغرافيا السياسية، تجبر إدارة بايدن على تبني واقعية جديدة.
ومهما كانت النيات الحسنة للولايات المتحدة في المنطقة، فإن مصالحها هناك تأخذ الأولوية بشكل متزايد على قيمها.
=============================
ول ستريت جورنال :مراجعة كتاب ” حرب بوتين في سوريا: السياسة الخارجية الروسية وثمن غياب أمريكا “
https://ebd3.net/117557/
كانت الحرب في سوريا بمثابة نجاح استراتيجي لفلاديمير بوتين. وسط الاضطرابات ، قام بتوسيع قاعدة بحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​في طرطوس ، وفتح سوقًا جديدًا للشركات الروسية – خاصة في مجال الطاقة والفوسفات – وعزز علاقاته مع كل من سوريا وإيران.
كما استخدم الصراع كأرض اختبار لمجموعة واسعة من المعدات العسكرية الجديدة. لا شيء من هذا مثالي بالنسبة للولايات المتحدة ، ولكن في “حرب بوتين في سوريا: السياسة الخارجية الروسية وثمن غياب أمريكا” ، تحاول آنا بورشيفسكايا عن طريق الخطأ إثبات أن ميزة موسكو المكتشفة حديثًا هي دليل على أن واشنطن كان يجب أن تتدخل.
السيدة بورشيفسكايا ، زميلة أولى في معهد واشنطن ، توضح بمهارة نهج السيد بوتين تجاه الشرق الأوسط. تذكرنا بأن الغياب القصير للاتحاد السوفيتي عن المنطقة في السنوات التي أعقبت الحرب الباردة كان شذوذًا تاريخيًا. يُقال لنا إن أفضل طريقة للنظر إلى هذه الغزوة الأخيرة في سوريا هي استمرار للتدخلات القيصرية والسوفيتية في الشرق الأوسط منذ قرون.
ومع ذلك ، فقد كانت خطوة جريئة من قبل السيد بوتين ، الذي اقترحت مشاركته في دعم نظام بشار الأسد ابتداءً من سبتمبر 2015 “نية طويلة الأمد للبقاء – وهي مهمة طموحة ، لا سيما وأن هذا التدخل كان أول دفعة استكشافية لروسيا إلى الخارج. الاتحاد السوفياتي السابق في ثلاثة عقود “. يكاد يكون من المؤكد أن بوتين يميل كفة الميزان لصالح نظام الأسد ، وسوف تجني روسيا فوائد هذا الجميل لعقود قادمة.
المكان الذي تضل فيه السيدة بورشيفسكايا هو توصيفها للصراع السوري نفسه. نعتقد أن تحديًا لروسيا من قبل الولايات المتحدة في وقت مبكر سيكون في مصلحة كل من أمريكا والشعب السوري. ويشير المؤلف إلى أن هذا كان أيضًا وقت “الإرهاق الخطير للشرق الأوسط” في الولايات المتحدة. وتابعت قائلة: “في قلب الأزمة السورية ، وقفت مشكلة الشك” بين القادة الأمريكيين وصانعي السياسة ، “بأن أمريكا يمكن أن تلعب دورًا إيجابيًا في سوريا”. ولذا كان هناك اعتقاد لدى الكثيرين في واشنطن بأن “البقاء في الخارج سيكون خيارًا أفضل”. وكأن سوريا مشكلة يتعين على أمريكا حلها إذا اختارت ذلك فقط.
كان هذا أكبر سوء فهم للغرب للصراع السوري: أن الأعمال العدائية في ذلك البلد تنبع من التقاعس الغربي وليس من الخلافات المستعصية بين السوريين أنفسهم. ربما أدى التدخل الأجنبي إلى إطالة أمد الصراع ، لكن التقاعس الغربي لم يكن السبب الجذري له.
حكاية صغيرة توضح النقطة: لقد بدأت في قراءة هذا الكتاب في مقهى في مدينة أربيل ، عاصمة إقليم كردستان العراق. سألني النادل بأدب عن الكتاب ، قائلاً إنه سوري ويريد معرفة رأيي في الحرب (مقدمة لمشاركة آراءه الخاصة). تطوع بأنه علوي – مثل السيد الأسد – من طرطوس. كان مصرا على علمي أنه لم تكن هناك مشاكل كبيرة في سوريا قبل الحرب ، وأن الصراع كان مؤامرة خارجية على البلاد وشعبها ورئيسها. أولئك الذين انتفضوا ضد الحكومة أرادوا تدمير البلاد والاستيلاء على السلطة لأنفسهم ، وليس بناء ديمقراطية.
لقد بذلت قصارى جهدي للاستماع لكنني اعترضت على زعمه أن الطائفية في سوريا هي ظاهرة جديدة ، تكاد تكون غير موجودة قبل أن تثيرها القوى الأجنبية المزعومة لتقسيم السوريين ضد بعضهم البعض. على الرغم من أنه فر من السكن الجامعي في مدينة حمص السورية بعد أن قام الإسلاميون بتمييز بابه بالحرف العربي “عين” – للعلويين – إلا أنه أصر على أن هذه الحادثة كانت نتيجة لغسيل دماغ وليس نتيجة تحيز طويل الأمد. من الاستياء من النظام الطائفي أو التعصب المتأصل داخل المجتمع السني السوري.
النقطة ليست ما إذا كان هذا الرجل – الذي يسعى ، كما اعترف ، للهجرة إلى أوروبا بدلاً من إكمال الخدمة العسكرية الإلزامية للنظام الذي كان يدافع عنه – صحيحًا أم خاطئًا. النقطة المهمة هي أن نسبة كبيرة من السكان السوريين تتبنى وجهة نظر مماثلة ، وعلى الأخص من قبل الأقليات مثل العلويين والمسيحيين ، ولكن أيضًا من قبل عدد مفاجئ من العرب السنة والأكراد. على الرغم من أنهم قد يعبرون عن ذلك بشكل مختلف ، إلا أنهم جميعًا يمسكون ببعضهم البعض في حالة عدم ثقة عميقة ، مما يعكس وجهة نظر الكاتب السوري جورج الطرابيشي القائلة بأنه إذا زرعت بذرة الديمقراطية في التربة الخطأ ، “فسوف تموت بسرعة أو تصبح نباتًا سامًا”.
إن الهوة بين الرؤى المختلفة لسوريا أوسع من مجرد اختلاف بسيط في التفضيل السياسي – إنه اختلاف في الفهم الأساسي لسوريا ونظامها وأسباب الحرب . كما قال لي صديق سوري – مسيحي من حلب يدرس في بيروت – في عام 2014 ، فإن القضية لا تتعلق فقط بتفسير الأحداث. عندما يحدث انفجار في حلب ، لا يدور الخلاف حول المسؤول عن الانفجار بل حول ما إذا كان الانفجار قد حدث بالفعل. كيف يمكن إعادة بناء وإعادة توحيد بلد حيث توجد مثل هذه الاختلافات الهائلة بين شرائح السكان؟
“حرب بوتين في سوريا” هو كتاب تمهيدي مفيد حول كيفية رؤية الحكومة الروسية للعالم ، وهي مسألة ذات أهمية خاصة مع تصاعد الوضع في أوكرانيا. لكن الخلط بين الصراعات في أوكرانيا وسوريا ، على الرغم من دور روسيا في كليهما ، سيكون خطأ. في الدفاع عن أوكرانيا ، تسعى الولايات المتحدة إلى منع غزو دولة ديمقراطية ذات سيادة لا تحتاج إلا إلى الإرادة السياسية للعالم الغربي لدرء قوة عظمى آخذة في الانهيار.
المهمة أكثر تعقيدًا في سوريا. كان التدخل لمنع روسيا من الحصول على موطئ قدم في المنطقة يتطلب مهمة ضخمة لبناء دولة محكوم عليها بالفشل في نهاية المطاف. التكلفة المؤسفة لهذا الواقع هي انتصار استراتيجي لروسيا. لكن لم يكن هناك بديل قابل للتطبيق.
=======================
انيرسبت :معتقلو داعش لدى قسد.. "خطر" قد يفجر الوضع في سوريا
https://www.alhurra.com/syria/2022/02/16/معتقلو-داعش-لدى-قسد-خطر-يفجر-الوضع-في-سوريا
ذكر الهجوم الذين شنه داعش على سجن الحسكة العالم أن التنظيم ما يزال موجودا وقادرا على شن هجمات كبيرة، كما أكد أيضا التحذيرات الكثيرة من أن الاحتجاز لأجل غير مسمى في السجون والمخيمات المؤقتة لعشرات الآلاف من الأشخاص الذين يعتقد أنهم ينتمون إلى داعش هو "صندوق مخاطر" بحسب تقرير لموقع Intercept .
وأدى الهجوم إلى مقتل أكثر من 500 شخص، من ضمنهم أكثر من 100 من أفراد قوات سوريا الديمقراطية وموظفي السجن وامتد القتال إلى الأحياء المجاورة، مما أدى إلى فرار آلاف السكان ووقوع ما لا يقل عن سبعة ضحايا مدنيين.
ولا يزال بعض عناصر التنظيم الذين كانوا محتجزين في السجن في عداد المفقودين، وتتراوح تقديراتهم بين 30 وأكثر من 300 شخص.
هجوم سجن الحسكة استمر لأيام
وقد أثارت معركة السجن، التي أعقبتها غارة أميركية بعد أسبوع أسفرت عن مقتل زعيم داعش، أبو إبراهيم القرشي، الاهتمام العالمي بالتنظيم.
وفي الأسبوع الماضي، اندلعت أعمال العنف مرة أخرى، وهذه المرة في أحد معسكرات الاحتجاز التي يحتجز فيها أفراد عائلات مقاتلي تنظيم داعش، وقتل طفل هناك وأصيب عدة أشخاص عندما فتح حراس المخيم النار على نساء وأطفال هاجموهم بالحجارة والسكاكين في محاولة للاستيلاء على أسلحتهم، وفقا لقوات سوريا الديمقراطية.
وكان ذلك تذكيرا آخر بمدى تقلب الأوضاع في سوريا بعد حرب دامت عقدا من الزمن وأودت بحياة أكثر من 350,000 شخص وشردت نصف سكان البلاد، معظمهم على أيدي الرئيس بشار الأسد وحلفائه.
ونقل الموقع عن، ديانا سمعان، الباحثة السورية في منظمة العفو الدولية، قولها إن "الإجماع العام في شمال شرق سوريا هو أن داعش لن يهزم أبدا، وستكون هناك دائما خلايا نائمة في العراق وسوريا، وسوف تشكل دائما تهديدا إلى حد ما".
وأضافت أن فشل المجتمع الدولي في التخطيط لإعادة التوطين وإعادة الإدماج والمقاضاة "هو السبب الرئيسي الذي دفعنا إلى بلوغ هذه النقطة اليوم".
وكان السجن، وهو مجمع مدرسي سابق في بلدة الحسكة، يؤوي حوالي 4,000 محتجز يعتقد بأنهم ينتمون لداعش بمن فيهم حوالي 700 صبي مراهق.
وهذا العدد هو من أصل 10 آلاف مقاتل في داعش سلموا أنفسهم لقوات سوريا الديمقراطية، يحتجز الباقون منهم في منشأة أكثر أمنا تم بناؤها مؤخرا بأموال بريطانية، كما يوجد في المنطقة أكثر من 50 ألف شخص آخرين، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال المرتبطين بأعضاء التنظيم محتجزون في مخيمات مترامية الأطراف.
مخيم الهول الخاضع لسلطة الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا
ووفقا لمراقبي حقوق الإنسان، فإن آلاف الأشخاص في المخيمات ليس لهم أي انتماء إلى تنظيم داعش على الإطلاق.
وقد عاش كل من المحتجزين في السجون والمعتقلين في المخيمات في حالة من النسيان منذ سقوط داعش، تحت سيطرة سلطة غير معترف بها رسميا كحكومة وتفتقر إلى القدرة القضائية على مقاضاة من يعتقد أنهم ارتكبوا جرائم.
وفي حين أن غالبية المحتجزين هم سوريون وعراقيون، فإن الآلاف ينحدرون من 57 دولة أخرى على الأقل في جميع أنحاء العالم، لم تفعل غالبيتها سوى القليل لإعادة مواطنيها إلى أوطانهم.
ونقل الموقع عن، محمد بالشي، المدير المشارك لمنظمة "الكفاح من أجل الإنسانية"، وهي منظمة غير حكومية تقدم خدمات للقاصرين المحتجزين في السجن "هذه ليست قضية يمكن للأكراد أو سلطة الحكم الذاتي لشمال شرق سوريا التعامل معها بمفردهم".
وسجن رجال وفتيان يعتقد أنهم مقاتلون، من دون توجيه اتهامات إليهم، في مرافق متعددة، حيث كانوا محشورين في غرف مكتظة، وحيث قيل إن المئات ماتوا بسبب سوء الأحوال.
وفي الوقت نفسه، تم نقل أفراد عوائلهم، بمن فيهم أطفال إلى مخيمي الهول وروج.
وحذرت مجموعة من خبراء الأمم المتحدة العام الماضي من أن الأوضاع في المخيمات سيئة للغاية لدرجة أنها "قد ترقى إلى مستوى التعذيب"، مشيرة إلى أن عددا غير معروف من الأشخاص لقوا حتفهم بسبب الحرمان والعنف وسوء المعاملة التي تعرضوا لها هناك.
كما قتل ما لا يقل عن 90 شخصا في الهول العام الماضي، وفقا للأمم المتحدة.
ولم تكن هناك خطة، عندما هُزم تنظيم داعش، لمعرفة مصير آلاف الأشخاص ممن انتموا إليه، ولا توجد عملية واضحة لكيفية نقلهم من الاحتجاز الذي أصبح بالتالي إلى أجل غير مسمى.
ونقل الموقع عن العقيد مايلز كاغينز، المتحدث السابق باسم التحالف الدولي لمحاربة داعش قوله إنه "لسنوات، منذ بداية العمليات القتالية ضد داعش في عام 2014، كان من المفهوم من قبل الناس في المنطقة وبالتأكيد من قبل صناع القرار في واشنطن أن احتجاز مقاتلي داعش والإرهابيين سيكون قضية ملحة ودائمة".
وفي حين لا توجد قوات أميركية في المخيمات والسجون، دعمت الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية برواتب للحراس، وأسلحة "أقل فتكا"، والتدريب.
ويتفق مراقبو حقوق الإنسان العاملون في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية إلى حد كبير على أن قوات سوريا الديمقراطية مثقلة بمسؤولية هائلة ليست مجهزة للتعامل معها بمفردها.
لكنهم يشيرون إلى أن ذلك ليس عذرا للظروف التعسفية التي لا يزال فيها آلاف الأشخاص محتجزين بعد ثلاث سنوات من احتجازهم لأول مرة.
ويقول الموقع إن "احتجاز عشرات الآلاف من الأشخاص لأجل غير مسمى، في ظروف دون المستوى المطلوب، ليس سوى أحد العوامل التي تهدد بقلب التوازن غير المستقر أساسا في شمال شرق سوريا، حيث تقوم قوات سوريا الديمقراطية بصد ليس فقط بقايا تنظيم داعش، ولكن أيضا شبكة من الجهات الفاعلة الأخرى التي تقاتل من أجل النفوذ في المنطقة، من النظام السوري إلى تركيا، وروسيا والميليشيات المدعومة من إيران.
وبالإضافة إلى معتقلي تنظيم داعش، تضم المنطقة أيضا ما يقرب من 700,000 نازح سوري.
وفي حين تخلى المجتمع الدولي فعليا عن السعي إلى حل سياسي، وتوقفت المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة إلى حد كبير، يقول موقع إنترسبت إن هناك اتفاقا من قبل المراقبين على أن إعادة معتقلي التنظيم إلى وطنهم هي واحدة من أكثر الأولويات إلحاحا.
وقد دعا المسؤولون الأميركيون، الذين قالوا إنهم أعادوا جميع مواطنيهم المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية، شركاءهم في التحالف مرارا وتكرارا إلى أن يحذوا حذوهم بدون تحقيق نجاح يذكر.
وفي حين بدأ العراق في إعادة الآلاف من مواطنيه إلى وطنهم ومقاضاتهم، ندد مراقبو حقوق الإنسان بالافتقار إلى الإجراءات القانونية الواجبة ومعايير حقوق الإنسان هناك.
=============================
فورين بوليسي :إدلب السورية.. هل أصبحت عاصمة "المتشددين" في العالم؟
https://www.alhurra.com/syria/2022/02/16/إدلب-السورية-أصبحت-عاصمة-المتشددين-في-العالم؟
منذ عام 2015، قتلت الولايات المتحدة عشرات من قادة تنظيم القاعدة وقادة المتمردين الأصوليين داخل إدلب، غالبا في هجمات بطائرات بدون طيار.
كان آخر تلك الهجمات، وهي غارة برية، سببا بقتل زعيم تنظيم داعش أبو أبراهيم القرشي، وقبله قتل زعيم التنظيم و"خليفته" الأول أبو بكر البغدادي، بنفس الطريقة، وفي إدلب أيضا.
ويقول موقع مجلة Foreign Policy إنه خلال السنوات الماضية تأكد وجود قادة بارزين في تنظيمي داعش والقاعدة في إدلب، وهي آخر جيب سوري يسيطر عليه المتشددون والذي أصبح "المخبأ المفضل لبقايا جميع أنواع الجماعات الجهادية السورية"، بحسب الموقع.
ومنذ تم العثور على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن مخفيا في أبوت آباد، باكستان، في عام 2011 كان يعتقد على نطاق واسع أن الدولة الواقعة فى جنوب آسيا هي الملاذ لمقاتلي القاعدة وطالبان الذين تدرب معظمهم فى المدارس الدينية داخل البلاد.
لكن الآن يبدو أن إدلب حلت محل باكستان كملاذ مفضل للإرهابيين، بحسب الموقع.
ويقترح الموقع أن تستمر الولايات المتحدة في "دعم الوضع الراهن في شمال سوريا ، أي سيطرة تركيا الأوسع على المنطقة إلى جانب حرية أميركا في تنفيذ غارات مكافحة الإرهاب والغارات الجوية"، أو يمكن لواشنطن أن تضع استراتيجية لترتيب إقليمي جديد، جنبا إلى جنب مع روسيا، يضع إدلب مرة أخرى تحت سيطرة الحكومة السورية.
ويضيف الموقع "يمكن تصور أن وجود عدد كبير من الجهاديين في هذه المنطقة قد يقلب الحسابات الأميركية نحو الحل الأخير وضد المتمردين المهيمنين في المنطقة".
كيف دخل داعش إلى إدلب
وتقول جماعة "هيئة تحرير الشام" التي تسيطر على إدلب إنها تقاتل خلايا القاعدة وخلايا داعش في الوقت ذاته.
لكن البغدادي والقرشي وجدا في المدينة، ومع أن من المحتمل أن يكون القياديان تسللا إلى إدلب من دون علم الهيئة، إلا أن بعض المحللين، بحسب الموقع، يشكك في هذا.
ويقول الموقع إنه "من غير المرجح أن يكون المتشددون على علم بمكان زعيم تنظيم داعش الذي أفيد أنه كان يعيش بالقرب من نقطة تفتيش تابعة لهيئة تحرير الشام وموقع عسكري تركي".
مع هذا فإن هناك "اعتقادا قويا بأن هيئة تحرير الشام تدعم المتطرفين"، أو على الأقل فإن فصائل منها تقوم بذلك، خاصة بعد اتهامها باستهداف المتمردين المؤيدين للديمقراطية بشكل روتيني، وقيامها غالبا ما تختطف وتعذب النشطاء والحقوقيين والصحفيين الذين يتحدثون ضدها.
وتقول هيئة تحرير الشام أنها قطعت علاقاتها مع تنظيم القاعدة، وتقدم نفسها على أنها هيئة حاكمة شرعية تدير شؤون ما يقرب من 3 ملايين سوري في محاولة لإظهار أنها قادرة على أن تكون بديلا لنظام بشار الأسد.
وتشرف حكومة الإنقاذ المرتبطة بالمجموعة على توفير التعليم والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات.
وقد وضعت هيئة تحرير الشام نفسها على غرار طالبان كقوة إسلامية وطنية مناهضة للنظام، وهي في أمس الحاجة إلى قبول المجتمع الدولي.
وبحسب، جيمس جيفري، المبعوث الخاص لسوريا في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أن هيئة تحرير الشام قد تكون أحد الأدوات للضغط على الأسد.
وقال جيفري في مقابلة مع برنامج تلفزيوني العام الماضي إنه على الرغم من أن الجماعة ستظل مدرجة كمنظمة إرهابية، إلا أنها ليست على قائمة أهداف الولايات المتحدة.
وأضاف "تركز الولايات المتحدة على سياستنا في سوريا، التي هي أساسا للضغط على نظام الأسد، لذا اذهبوا لاستخلاص استنتاجاتكم الخاصة".
وينقل الموقع عن آرون شتاين، مدير الأبحاث في معهد أبحاث السياسة الخارجية "لا أعتقد أن هناك دعما واسع النطاق في الولايات المتحدة للتعامل مع هيئة تحرير الشام"، مضيفا "أعتقد أن التقييم العام هو أن هيئة تحرير الشام تتكون من جهاديين ملطخين بالدماء الأميركية".
ويعتقد الخبراء أن الأحداث الأخيرة من المرجح أن تسحق آمال الجماعة في أي تسامح.
وقال دانيال ميلتون، مدير الأبحاث في مركز مكافحة الإرهاب في الأكاديمية العسكرية الأميركية، للموقع إن حقيقة أن اثنين من قادة تنظيم الدولة الإسلامية كانا مختبئين في إدلب "يجب أن تدفعنا إلى إعادة تقييم الطريقة التي نفكر بها في العلاقات بين هذه الجماعات".
ونقلت عن جوشوا لانديس، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، إنه في ظل إدارة ترامب، اعتقدت الولايات المتحدة أن هيئة تحرير الشام زادت من نفوذ الولايات المتحدة على الأسد وحرمته من الأراضي، لكنه أضاف "قد يتغير هذا التصور الآن بعد محاصرة الخليفة الثاني لداعش وقتله في محافظة إدلب".
ويبدو أن الاعتراف الذي تتوق إليه هيئة تحرير الشام قد تأخر، ربما إلى أجل غير مسمى، مع تحول شمال غرب سوريا إلى ملاذ لمقاتلي تنظيمي القاعدة وداعش.
لكن إدارة بايدن ليس لديها رؤية حتى الآن حول كيفية جعل الأسد يوافق على هيكل السلطة اللامركزي في الشمال الغربي والسعي إلى إنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من عقد.
وفي الشمال الغربي، كانت السياسة الأميركية هي تسهيل تقديم المساعدات الإنسانية إلى 3 ملايين نازح سوري داخليا من خلال مجلس الأمن الدولي مع السماح لتركيا بإدارة جميع أنواع الجماعات المتمردة.
وقال آرون لوند، وهو زميل في مؤسسة القرن وباحث في وكالة أبحاث الدفاع السويدية، للموقع "سعت الولايات المتحدة إلى التفاوض على صفقات مقابل الوضع الراهن مع روسيا لتجنب استخدامها لحق النقض (الفيتو) ضد المساعدات الإنسانية، مع دعم سياسة تركيا الموجهة نحو الوضع الراهن على أمل تحسين نفوذ أنقرة في محادثاتها مع موسكو، في المسائل الإنسانية والعسكرية على حد سواء".
وأضاف "لكنه وضع محرج، لأن السياسات الأميركية والتركية متعارضة تماما في أماكن أخرى من سوريا".
تنسق تركيا وتتعاون مع هيئة تحرير الشام، التي هي في وضع يمكنها من السيطرة على الأراضي التي تعتبرها تركيا موطئ قدم أساسي لإبقاء العين على القوات الكردية وتحديها. لكن تركيا لا تطارد القاعدة ولا داعش.
ونقل الموقع عن متمرد سوري من الجيش السوري الحر، لم تكشف اسمه، قوله إنه "لا يوجد حل لإدلب سوى القضاء على جميع أنواع الإسلاميين"، مؤكدا "قريبا سيقاتل الجميع كل هؤلاء لأنه لا يوجد حل في سوريا بوجودهم، انها مجرد مسألة وقت".
وفيما سيكون ذلك سيناريو مثاليا للولايات المتحدة، بحسب الموقع، فإنه لا أحد يعتقد أن المتمردين المعتدلين قادرون على هزيمة جنود هيئة تحرير الشام المنظمين.
وتدعو قوات سوريا الديمقراطية، وهي حليف للولايات المتحدة، إلى تفكيك قوات هيئة تحرير الشام، الحليفة لتركيا.
لكن من غير المعروف، بحسب الموقع، إذا كانت الولايات المتحدة ستقوم بعمل حاسم أم أنها ستلجأ إلى التفاوض مع الترك والروس، التي تمتلك أصلا علاقات معقدة معهما.
=============================
مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية :الغزو الروسي لأوكرانيا: الاحتمالات والسيناريوهات (2-2)
https://alghad.com/الغزو-الروسي-لأوكرانيا-الاحتمالات-وا-2/
فيليب فاسيليفسكي؛ وسيث جونز* – (مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية) 13/1/2022
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
سوف يشكل تنسيق الهجمات المحمولة جواً والبرمائية تحديًا إضافياً أمام القوات الروسية. بينما يمكن إسقاط القوات المحمولة جواً على طول نهر دنيبر للاستيلاء على الجسور الحاسمة، إلى متى ستكون هذه القوات قادرة على الصمود بينما تحاول القوات المدرعة الوصول إليها والالتقاء بها عبر الطرق الشتوية؟ وينطبق الأمر نفسه على القوات البرمائية التي تحاول الالتفاف على الدفاعات الأوكرانية بالقرب من ماريوبول أو الاستيلاء على أوديسا. وتوفر هيدروغرافيا البحر الأسود والطبوغرافيا الساحلية القليل من مواقع الإنزال الجيدة للقوات البرمائية، وبمجرد هبوطها، سيكون من الصعب على هذه القوات الاحتفاظ بهذه المواقع. ومن دون التنسيق المناسب والتقدم السريع للقوات المدرعة، يمكن أن يصبح أي إنزال جوي أو برمائي، كجزء من الغزو، “جسراً أو شاطئاً بعيداً جدًا” بالنسبة للقوات الروسية.
كما أن للجيش الروسي خبرة محدودة في تنسيق عمل عدد كبير من الطائرات التي ستدعم الهجوم البري. ولا تمكن مقارنة العمليات الجوية الروسية في سورية والشيشان بعدد الطلعات الجوية التي يمكن أن تكون مطلوبة في أوكرانيا عبر جبهة ربما يبلغ عرضها مئات عدة من الأميال. وستكون هذه هي المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية التي تواجه فيها القوات البرية الروسية خصمًا آلياً حديثًا، وستواجه قواتها الجوية خصمًا يمتلك قوة جوية حديثة ونظام دفاع جوي متطورا. وبالتالي، من المرجح أن تواجه القوات الروسية تحديات ملحوظة في القيادة والسيطرة والاتصالات والتنسيق.
اللوجستيات: من المرجح أن يكون الهجوم الأولي مدعومًا جيداً بالمدفعية والدعم الجوي، ما يؤدي إلى العديد من الاختراقات في الدفاعات الأوكرانية. ومع ذلك، بمجرد أن تستهلك الوحدات القتالية مخزونها الأولي من الذخيرة والوقود والطعام، سيبدأ الاختبار الحقيقي للقوة العسكرية الروسية -بما في ذلك قدرة روسيا على الحفاظ على تقدم قوة آلية ضخمة على مدى مئات الأميال من الأراضي. وتقع معابر كييف ونهر دنيبر على بعد 150 إلى 200 ميل على الأقل من الحدود الروسية، وسوف يحتاج الجيش الروسي إلى أيام عدة على الأقل من القتال للوصول إليهما. وقبل ذلك، سيتعين على الروس بلا شك إعادة الإمداد والتزود بالوقود واستبدال الخسائر القتالية للرجال والمواد مرة واحدة على الأقل، الأمر الذي سيتطلب توقفاً عملياتياً قصيراً.
في مقالته المعنونة “إطعام الدب”، يجادل أليكس فيرشينين بأن هناك تحديات لوجستية خطيرة تقف أمام غزو روسي من المفترض أن يتدحرج على طول دول البلطيق في 96 ساعة بحيث يضع الغرب أمام الأمر الواقع. لقد صنعت روسيا آلة حرب ممتازة للقتال بالقرب من حدودها والضرب عميقاً بالنيران بعيدة المدى. ومع ذلك، قد تواجه روسيا مشكلة في هجوم بري مستدام بعيدًا عن خطوط السكك الحديدية الروسية من دون توقف لوجستي كبير أو تعبئة ضخمة للاحتياطيات. ولأن العمق العملياتي في أوكرانيا أكبر بكثير من دول البلطيق، فإن غزواً روسياً لأوكرانيا يمكن أن يكون شأناً أطول أمداً بكثير مما يتوقع البعض بسبب الوقت والمسافة اللازمين لجلب الإمدادات. وإذا لم يتم الانتهاء من الغزو بسرعة بسبب مزيج من الطقس، واللوجستيات، والمقاومة الأوكرانية، فكيف يمكن أن يؤثر ذلك على الروح المعنوية الروسية؟
المعنويات: هناك مستويان من المعنويات على كل من الجانبين، واللذان تجب مراعاتهما: الروح المعنوية للجنود الأفراد؛ والروح المعنوية لكل دولة وشعبها. على المستوى الفردي، هل ستكون للجندي الأوكراني الذي يعتقد بأنه يقاتل من أجل وطنه ميزة على الجندي الروسي الذي قد تختلف دوافعه للقتال؟ وبالنسبة للأمة الأوكرانية ككل، ما مدى قوة إحساس الناس بهويتهم الوطنية الفريدة للمقاومة وخوض ما يمكن أن يكون صراعًا طويلاً ومدمراً ودموياً؟ لا يمكن معرفة الإجابات إلى أن تبدأ الحرب. ومع ذلك، في حالة اندلاع الحرب، سيكون الوقت أحد العوامل التي تؤثر على الروح المعنوية. كلما طالت مقاومة الجيش الأوكراني للروس، زادت ثقته بنفسه وكذلك معرفته المؤسسية بكيفية محاربة هذا العدو. وإضافة إلى ذلك، كلما طال استمرار الحرب، زاد مستوى الدعم الدولي وزادت فرصة زيادة عمليات نقل الأسلحة للمساعدة على قلب وجهة المد في ساحة المعركة.
وبالنسبة لروسيا، كلما طال أمد الحرب وزادت الخسائر، زادت فرصة تقويض الروح المعنوية الروسية من مستوى الجندي الأساسي إلى المجتمع الروسي الأوسع. ويتكون ما يقرب من ثلث القوات البرية الروسية من المجندين لمدة عام واحد. ويخدم هؤلاء المجندون جنبًا إلى جنب مع الجنود المحترفين، أو kontraktniki، في ظل نظام من الإساءات والإخضاع وسوء المعاملة التي يمارسها الضباط الكبار ضد المجندين، والمعروف باسم dedovshchina. وهذا النظام سيئ السمعة بسبب انتهاكاته التي تصل إلى حد القتل، والتي يمكن أن تضعف تماسك الوحدة العسكرية. وإضافة إلى ذلك، ستحتاج الخسائر الفادحة إلى إجراء عمليات استبدال سريعة، وسيكون جنود الاحتياط الذين يتم إحضارهم لتعزيز وحدات الخطوط الأمامية قد تلقوا تدريبات قليلة في فترة قصيرة. ومع انخفاض عدد الجنود المحترفين بسبب الإصابات، وزيادة جنود الاحتياط والمجندين على خط المواجهة، سترتفع فرصة ضعف تماسك الوحدات على مستوى الجندي. وإذا تصاعدت الخسائر، وحتى الهزائم، فقد تنعكس مشاكل التماسك على الجبهة في شكل اضطرابات جماهيرية في الوطن.
يعلم كل حاكم للكرملين أن إحدى أسرع الطرق لإنهاء سلالة أو نظام روسي هي خسارة حرب. في حين كانت التقييمات السوفياتية المبكرة للحرب في أفغانستان مفعمة بالأمل، فإنها أصبحت قاتمة في نهاية المطاف. وفي اجتماع المكتب السياسي في 17 تشرين الأول (أكتوبر) 1985، على سبيل المثال، قرأ الزعيم السوفياتي، ميخائيل غورباتشوف، رسائل من مواطنين سوفيات يعربون فيها عن استيائهم المتزايد من الحرب في أفغانستان -بما في ذلك “حزن الأمهات على أبنائهن الموتى والمقعدين” و”الأوصاف التي تدمي القلب” للجنازات. وعلى مدار الحرب، قُتل ما يقرب من 15.000 جندي سوفياتي، وأصيب 35.000 آخرون.
من المؤكد أن العائلات الروسية ستستاء من استخدام جنودها كوقود للمدافع، وسيؤدي التواجد الكثيف لكاميرات الهواتف المحمولة ومقاطع الفيديو في عالم اليوم إلى توسيع مواطن شكوى الجنود إلى ما وراء وحداتهم. ولذلك، فإن السؤال المطروح على الكرملين سيكون: كلما طال أمد الحرب واستجاب المجتمع للخسائر والضغط الاقتصادي، كم ستكون قيمة أهدافه الأولية قياساً بهذه التداعيات؟
رد الولايات المتحدة والغرب
إن أوكرانيا تريد القتال من أجل نفسها هي أوكرانيا تستحق الدعم. وفي حين أن أوكرانيا 2022 ليست ديمقراطية مثالية، فإن بولندا لم تكن كذلك أيضاً في العام 1939 عندما قررت بريطانيا وفرنسا أن مبادئهما ومصالحهما الأمنية جعلت من الضروري رسم خط ضد العدوان النازي على حدودها. وسيكون المفتاح لإحباط الطموحات الروسية هو منع موسكو من تحقيق نصر سريع ورفع التكاليف الاقتصادية والسياسية والعسكرية عليها من خلال فرض العقوبات الاقتصادية، وضمان عزلتها السياسية عن الغرب، ورفع إمكانية قيام تمرد أوكراني طويل يكون من شأنه إنهاك الجيش الروسي وطرده. في هذه الحرب، قد تمتلك روسيا أجهزة قياس الوقت، لكن الغرب وأوكرانيا ربما يكون لديهما الوقت.
يجب أن يكون هدف واشنطن هو ردع العمليات التقليدية الروسية في أوكرانيا عن طريق العقاب -وليس الحرمان. ويتضمن الردع بالحرمان منع خصم من اتخاذ إجراء ما، مثل الاستيلاء على الأراضي، بجعل ذلك الإجراء غير مجدٍ أو من غير المرجح أن ينجح. وفي غياب انتشار عسكري أميركي وأوروبي كبير في أوكرانيا، وهو الذي استبعده الرئيس الأميركي جو بايدن بالفعل لأن أوكرانيا ليست عضوًا في الناتو، لا يمكن للقوات الأوكرانية منع انتشار سريع للقوات الروسية في أوكرانيا. ومع ذلك، ينطوي الردع بالعقاب على منع الخصم من اتخاذ إجراء لأن التكاليف -مثل الأسلحة النووية، والعقوبات الاقتصادية، أو احتمال قيام تمرد- ستكون باهظة للغاية. وسيكون الردع بالعقاب ممكناً إذا قادته الولايات المتحدة. يجب على الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها الأوروبيين الاستمرار في إبلاغ موسكو، في السر والعلن، بأن هجومًا تقليديًا على أوكرانيا من شأنه أن يتسبب في فرض عقوبات شديدة مُقعِدة من الدول الغربية، ويعمق عزلة روسيا السياسية عن الغرب، ويؤدي إلى قيام تمرد مدعوم من الغرب ضد القوات الروسية في أوكرانيا. وسوف يترتب على الولايات المتحدة أن تأخذ زمام المبادرة. فقد أشار سكان العديد من الدول الأوروبية، مثل ألمانيا والنمسا، إلى أنهم يفضلون البقاء على الحياد في حال نشوب حرب مع روسيا.
أما إذا فشل الردع وقامت القوات الروسية بغزو أوكرانيا، فيجب على الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها اتخاذ خطوات فورية عدة:
تطبيق عقوبات اقتصادية ومالية قاسية ضد روسيا، بما في ذلك عزل البنوك الروسية عن نظام رسائل الدفع الإلكتروني العالمي المعروف باسم “سويفت” SWIFT.
سن قانون “إعارة وتأجير” للقرن الحادي والعشرين، والذي يتيح تزويد أوكرانيا بالعتاد الحربي من دون تكلفة. ويمكن أن تشمل المواد ذات الأولوية أنظمة الدفاع الجوي، والدبابات والسفن؛ والحرب الإلكترونية وأنظمة الدفاع السيبراني؛ وذخائر الأسلحة الصغيرة والمدفعية؛ وقطع غيار المركبات والطائرات؛ والبترول والزيوت ومواد التشحيم؛ والحصص الغذائية؛ والدعم الطبي؛ وغيرها من احتياجات الجيش المشارك في القتال المتواصل. ويمكن تقديم المساعدة من خلال الوسائل العلنية بمساعدة القوات العسكرية الأميركية، بما في ذلك قوات العمليات الخاصة، أو يمكن أن تكون عملاً سريًا يأذن به الرئيس الأميركي وتقوده وكالة المخابرات المركزية.
توفير المعلومات الاستخبارية للسماح لأوكرانيا بتعطيل خطوط الاتصالات والإمداد الروسية، فضلاً عن التحذير من الهجمات المحمولة جواً وبرمائياً ومواقع جميع الوحدات الرئيسية.
تقديم الدعم الإنساني لمساعدة أوكرانيا على التعامل مع اللاجئين والمشردين داخليًا. وقد تحتاج هذه المساعدة أيضًا إلى أن تمتد لتشمل حلفاء الناتو على حدود أوكرانيا وتُقدم للاجئين الفارين باتجاه الغرب.
توفير الدعم الاقتصادي، بما في ذلك الطاقة، لأوكرانيا وحلفاء الناتو بسبب التعطيل المتوقع لتدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا.
تفعيل إجراءات الدبلوماسية العامة والبث الإعلامي إلى أوكرانيا والعالم، بما في ذلك في روسيا، لتصوير ما يحدث بدقة.
ممارسة ضغط دبلوماسي على بيلاروسيا لحرمان روسيا من الوصول إلى أراضيها لمهاجمة أوكرانيا. وهذا مهم للغاية لأنه سيكون من شأن استخدام روسيا للسكك الحديدية وشبكات الطرق في بيلاروسيا أن يهدد بحدوث تحول استراتيجي في الجناح الشمالي لأوكرانيا.
التنسيق مع المنظمات غير الحكومية والمحكمة الجنائية الدولية لتوثيق جميع جرائم الحرب التي تُرتكب بحق الشعب الأوكراني والمطالبة بالتعويض بمجرد انتهاء الحرب. لا يجب أن يتكرر ما حدث للشعب السوري مرة أخرى.
يجب أن تكون الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي مستعدين لتقديم دعم طويل الأمد للمقاومة الأوكرانية بغض النظر عن الشكل الذي ستتخذه هذه المقاومة في نهاية المطاف. وكان هناك بالفعل نقاش عام حول دعم الحرب غير التقليدية لأوكرانيا في حالة احتلال جزء منها أو احتلالها بالكامل. ومع ذلك، يجب التعامل مع هذا الخيار بفهم واضح لما يمكن تحقيقه -وما قد لا يكون تحقيقه ممكنًا. لقد أثبتت روسيا، تاريخياً، أنها بارعة في تدمير حركات المقاومة المسلحة، وإذا مُنحت الوقت الكافي، سيمكنها القيام بذلك مرة أخرى.
وسوف تكون أساليبها ضد المقاومة الأوكرانية سريعة ومباشرة ووحشية. يمكن أن يكون أي ملاذ تستخدمه المقاومة، سواء أكان في أراضي أوكرانيا أو الناتو، عرضة لهجمات روسية سرية أو علنية. ولذلك، سيتطلب الأمر حماية توفرها قوات تقليدية كبيرة لردع الأعمال الروسية في أراضي الناتو. وعلاوة على ذلك، فإن أي جزء من حدود أوكرانيا قد تحتله روسيا يمكن أن يشبه بسرعة الستار الحديدي للقرن العشرين، والذي تميز بالتحصينات الثقيلة. كان جدار برلين عبارة عن حاجز خرساني شديد الحراسة، يتضمن خنادق مضادة للمركبات، وسياجاً شبكياً، وأسلاكاً شائكة، وفراشاً من المسامير، ودفاعات أخرى. وسيكون من الصعب إنشاء خطوط إمداد للمقاومة عبر مثل هذه العقبة من أي مكان.
بينما كان الروس بارعين في العمليات المناهضة للمقاومة، فإنهم ليسوا بارعين في القضاء على القومية. يجب أن يتضمن أي دعم لأوكرانيا المحتلة أيضًا وسائل للحفاظ على الهوية الوطنية الأوكرانية وتاريخها ولغتها بين مواطنيها. وفي حين أن المقاومة المسلحة يمكن أن تتلقى شيئاً يشبه دعم الثمانينيات المقدم للمجاهدين الأفغان، فإن هذا النوع من الدعم للحفاظ على الأمة الأوكرانية سيكون أكثر تماشياً مع المساعدة التي كانت تُقدم إلى حركة “التضامن” البولندية خلال نضالاتها من أجل الحرية.
إضافة إلى ذلك، هناك احتمال لأن تتمكن أوكرانيا من منع روسيا من الاستيلاء على كل أو معظم أراضيها بمساعدة الولايات المتحدة وغيرها من المساعدات الدولية. على سبيل المثال، يمكن أن تُبقي أوكرانيا معظم قوات المناورة لديها في الخلف بعيدة بما يكفي عن الاختراقات الروسية الأولية حتى لا يتم تطويقها. ومع تقدم القوات الروسية غربًا، يجب أن تحصل أوكرانيا على معلومات استخباراتية لتحديد وجهات روسيا الرئيسية، وشن ضربات عميقة ضد خطوط إمدادها لإجبارها على وقف عملياتها، وبمجرد إيقافها، تقوم بتطويقها وشن الهجوم المضاد عليها. ويجب أن تصمد المدن لأطول فترة ممكنة. في حالة خاركيف، يجب تدمير خطوط السكك الحديدية والجسور داخل المدينة بشكل كامل قبل الاستسلام لزيادة تدهور خطوط الاتصال الروسية. وإذا اقترب الجيش الروسي من نهر دنيبر، فيمكن فتح سدوده المتعددة وغمر المناطق المنخفضة. ويجب عزل الهجمات المحمولة جواً وبرمائياً على الفور. يجب أن يكون هدف أوكرانيا هو منع روسيا من تحقيق أي تقدم كبير قبل بداية “راسبوتيتسا”، أو “ذوبان الجليد”.
بمجرد أن يتم إجبار الحركة الآلية على التوقف بسبب الطين ومشاكل الإمداد، يمكن القضاء على الجيوب المحمولة جواً والبرمائية، وسيكون لدى أوكرانيا الوقت الكافي لتعبئة ونشر قوتها الاحتياطية البالغ قوامها 900 ألف فرد. ونأمل بأن تبدأ المساعدات الدولية أيضًا في الوصول في شكل أنظمة أسلحة لمنع روسيا من تحقيق التفوق الجوي على أوكرانيا والسماح لها بمواصلة الضرب بعمق في مؤخرة الجيش الروسي لاستنزاف التعزيزات وخطوط الإمداد. ومع تحول الأسابيع إلى أشهر، يجب أن تبدأ العقوبات الاقتصادية والمالية الدولية في دخول حيز التنفيذ. وسيواجه الكرملين عندئذ حربًا طويلة، في ساحة المعركة وخارجها، مع القليل من النهاية في الأفق.
ستار حديدي جديد
يحمل الوضع الحالي شبهاً مخيفًا بصنع القرار السوفيياتي في العام 1979 لغزو أفغانستان. وفي تلك الحالة، اتخذت زمرة صغيرة في المكتب السياسي القرار من تلقاء نفسها بناءً على معلومات استخباراتية خاطئة، وتصورات بائسة للبيئة الدولية، وسيناريوهات نجاح مفرطة في التفاؤل، وفهم ضئيل للتكاليف السياسية والاقتصادية الدولية التي قد يواجهونها. ينبغي أن يؤدي أي حساب للمخاطرة مقابل المكافأة لتحقيق أهداف روسيا السياسية في أوكرانيا إلى ثنيها عن الغزو. وسيكون أفضل خيار لها هو الاستمرار في التهديد، ومتابعة المفاوضات الدبلوماسية، ومساعدة المتمردين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا -وإنما الإحجام عن القيام بغزو تقليدي. ومع ذلك، قدم الرئيس بوتين مطالب وتهديدات واضحة سيكون من الصعب للغاية أن يتراجع عنها. وإذا تغلب سوء التقدير والعاطفة وسوء إدارة الأزمة على الحسابات العقلانية وأدى إلى حرب تقليدية، فمن المحتمل أن يختبر المشهد الدولي تغييرًا دراماتيكياً.
في خطابه الشهير “الستار الحديدي” الذي ألقاه في 5 آذار (مارس) 1946، تحدث رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، ونستون تشرشل، بقتامة عن أن ثمة “ظلًا قد حل على مشاهد” أوروبا، والذي وضع الدول الديمقراطية في مواجهة الدول الاستبدادية. ولاحظ تشرشل: “من ستيتين في بحر البلطيق إلى ترييستي في البحر الأدرياتيكي، هبط ستار حديدي عبر القارة”. وسيكون “ستار حديدي” جديد، في حال نشأ، أكثر خطورة بكثير -وسيضم أوروبا، والشرق الأوسط وآسيا، وسيشكل محوراً جديداً من الأنظمة الاستبدادية يضم روسيا، والصين، وإيران وكوريا الشمالية. وسوف يتحرك هذا الخط الفاصل الجديد على طول حدود روسيا مع فنلندا ودول البلطيق بمحاذاة الجناح الشرقي لحلف الناتو؛ وسيشق طريقه إلى الدول المدعومة من روسيا وإيران في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، مثل سورية وكازاخستان؛ ويمتد متلوياً على طول حدود الصين مع الهند عبر شرق آسيا إلى بحر الصين الجنوبي. وإذا قامت روسيا بغزو أوكرانيا، فسوف تحتاج الولايات المتحدة والدول الأوروبية الأخرى إلى دفع الجنود والعتاد بسرعة إلى دول الجناح الشرقي لحلف الناتو -مثل لاتفيا، وليتوانيا، وإستونيا وبولندا- في حالة تهديد الروس بالتقدم غربًا. وقد تحاول روسيا أيضًا إثارة أزمة في واحدة أو أكثر من دول البلقان من أجل تشتيت وتوزيع الاهتمام والموارد الأميركية والأوروبية. وفي آسيا، من المرجح أن تكون تايوان في حالة تأهب تحسباً لتحركات صينية محتملة للاستيلاء على الجزيرة.
تُعجب دول مثل روسيا والصين بالقوة ولا تحترم الضعف -بما في ذلك الضعف العسكري. ويمكن أن تصبح المنافسة على نحو متزايد صراعًا بين الأنظمة السياسية والاقتصادية والعسكرية المتنافسة -بين الأنظمة الاستبدادية التي تسيطر عليها الدولة والأنظمة الديمقراطية. وتشكل اللاليبرالية الكامنة في جذور الأنظمة الصينية، والروسية، والإيرانية والكورية الشمالية النقيض لقيم التنوير الغربية. وتقمع هذه الدول حرية الصحافة، وحرية الدين، والأسواق الحرة والديمقراطية. وكما لاحظ توماس جيفرسون، فإن “حرية الدين؛ حرية الصحافة؛ وحرية الفرد… هذه هي مبادئ الكوكبة المشرقة التي سبقتنا ووجهت خطواتنا خلال عصر الثورة والإصلاح”. وكانت هذه المبادئ حاسمة في كسب الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفياتي، وهي لا تقل أهمية اليوم.
في خطابه “الستار الحديدي”، قال ونستون تشرشل: “إذا وقفت الديمقراطيات الغربية معًا في التزام صارم بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، فإن تأثيرها لتعزيز هذه المبادئ سيكون هائلاً وليس من المرجح أن يتحرش بها أحد. ومع ذلك، إذا انقسمت أو تلكأت في أداء واجباتها، وإذا سُمح لهذه السنوات بالغة الأهمية بأن تنسرب، فإن الكارثة في الحقيقة ربما تجتاحنا جميعاً”. نأمل بأن يسود العقل في موسكو، وألا تقوم روسيا بغزو أوكرانيا. ومع ذلك، إذا كان هناك غزو، فيجب على الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها أن يكونوا مستعدين لمقاومة الاستبداد.
فيليب جي. فاسيليفسكي Philip G. Wasielewski: تقاعد حديثاً بعد عمل دام 31 عاماً كضابط للعمليات شبه العسكرية في وكالة المخابرات المركزية.
*سيث جي. جونز Seth G. Jones: هو نائب الرئيس الأول ومدير برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS في واشنطن العاصمة، آخر كتبه “ثلاثة رجال خطرون: روسيا، والصين، وإيران وصعود الحرب غير النظامية” Three Dangerous Men: Russia, China, Iran, and the Rise of Irregular Warfare (دبليو. دبليو. نورتون، 2021).
*نشر هذا الإيجاز تحت عنوان: Russia’s Possible Invasion of Ukraine
*أنتج هذا الموجز “مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية” (CSIS)، وهو مؤسسة خاصة معفاة من الضرائب تركز على قضايا السياسة العامة الدولية. أبحاثه غير حزبية وغير حكومية. ولا يتخذ المركز مواقف سياسية محددة. ووفقًا لذلك، يجب فهم جميع الآراء والمواقف والاستنتاجات الواردة في هذا المنشور على أنها خاصة بالمؤلف (المؤلفين) فقط.
=============================
الصحافة الامريكية :
ناشونال إنترست: هل سيكون التدخل الروسي في سوريا استراتيجيتها في أوكرانيا؟
https://www.alquds.co.uk/ناشونال-إنترست-هل-سيكون-التدخل-الروسي/
إبراهيم درويش
لندن- “القدس العربي”: هل يعتبر تدخل روسيا في سوريا هو استراتيجيتها في أوكرانيا؟ يجيب نيكولاس غوسديف، الزميل في معهد أبحاث السياسة الخارجية والأستاذ في كلية الحرب البحرية الأمريكية، في مقال بمجلة “ناشونال إنترست”، بأن الولايات المتحدة افترضت خوف روسيا من التدخل في سوريا وهو خطأ يجب عدم تكراره في أوكرانيا.
وقال إن مسؤولي الأمن القومي الأمريكي البارزين والدبلوماسيين والضباط العسكريين أطلقوا التحذيرات “لو تدخلت روسيا فستواجه قتالا صعبا” و”يجب على القوات الروسية التعامل مع تمرد” و”مع بدء وصول أكياس الموتى إلى الوطن فسيواجه فلاديمير بوتين ضغطا من الرأي العام” و”لن تستطيع روسيا تحقيق أهدافها وستجد نفسها في المستنقع”.
وربما أخطأت وظنت أن هذه التصريحات هي من إدارة جو بايدن- كاميلا هاريس، ولكنها تعود إلى إدارة باراك أوباما- جو بايدن في عام 2015، وقبل التدخل الروسي في الحرب الأهلية السورية. وهناك عدة دروس حول الكيفية التي أدار بها الجيش والمؤسسة العسكرية الروسية الحملة والمهمة حالة قرر الكرملين المضي في خياره من دبلوماسية الإكراه في أوكرانيا. وقد تقود هذه الدروس إلى نوع من القتال غير الذي تتوقعه الولايات المتحدة وتدريب وتسليح القوات الأوكرانية.
أولا، ركز التدخل الروسي وبشكل رئيسي على تدمير قدرات والتشكيلات القتالية للقوات المعادية لبشار لأسد، ولم يركز على احتلال الأراضي. وقرر الكرملين التدخل المباشر في سوريا نهاية صيف عام 2015 عندما تبين أن القوات المعارضة للأسد أصبح لديها قدرات عسكرية وزخم للتقدم إلى دمشق والدفع للإطاحة بنظام الأسد. وبالتركيز على القوات الجوية والهجمات الصاروخية والأنظمة بدون طيار، كان هدف قوة المهام الروسية هو تحطيم وتدمير تشكيلات المعارضة السورية. وكانت سيطرة قوات النظام السوري على المناطق التي احتلتها المعارضة هو نتاج للقصف الجوي الذي دك معاقل المعارضة، ولم يكن الهدف الرئيسي من التدخل الذي كان حماية الأسد من الانهيار.
الأمر الثاني، لم يحتفظ الروس بقوات على الأرض في سوريا وقرروا عدم التركيز على احتلال أراض أو تحمل مسؤوليات الحكومة. وبالتأكيد، ففي الكثير من الحالات قام الروس بعقد سلسلة من اتفاقيات وقف إطلاق النار التي تركت قادة الجماعات المسلحة والأعيان يسيطرون على مناطقهم مقابل القبول بسلطة الحكومة العامة عليها. ولم يركز الروس إلا على عدد قليل من المناطق الحيوية المهمة.
الأمر الثالث، وفي كل مرة كانت تحتاج فيها روسيا إلى قوات على الأرض كانت تكلف الجيوش الخاصة والتشكيلات غير النظامية الأخرى مما حد من مسؤوليات القوات الرسمية الروسية وعرضتها للمخاطر. وكما في الولايات المتحدة فرق الرأي العام الروسي بين “الجندي” بالزي الرسمي و”المتعهد” الذي قرر المشاركة بالحرب ومواجهة المخاطر.
وأخيرا، أظهر الجيش الروسي من خلال إطلاق صواريخ كروز كاليبر من الأسطول البحري في بحر قزوين قدراته على استخدام السلاح القاتل من داخل الأراضي الروسية. والدرس من هذا هو أن روسيا لم تكن بحاجة لنشر قدراتها الحيوية وتعريضها للخطر، ويمكن الاستفادة منها بدون الخوف من التعرض للعمليات الانتقامية أو الهجمات المضادة. وبالمقارنة مع تكهنات الأمريكيين حول تحول سوريا إلى “أفغانستان بوتين” حيث ستعلق القوات الروسية هناك وتواجه مقاومة من المعارضة ويتعرض بوتين لغضب شعبي مع تزايد وصول أكياس الموتى، ركز الروس على تحطيم وكسر قدرات المعارضة السورية.
ويقول الكاتب إنه راقب العملية الروسية في سوريا وهي تتكشف، حيث تذكر ما قاله وزير الدفاع الروسي سيرغي إيفانوف عام 2016 حيث شرح بلغة إنكليزية واضحة وفهم “للرطانة” العسكرية الأمريكية، أن الجيش الروسي كان يدرس الحملات العسكرية الأمريكية في العراق وأفغانستان. وكان تجنب إرسال قوات عسكرية برية واسعة واحدا من الدروس التي تعلمها الروس.
والكاتب ليس متأكدا من خطط روسيا في أوكرانيا، وفيما إن كانت ستدخل أوكرانيا وإن كان التقييم الأمريكي دقيقا، من ناحية بحث الروس عن احتلال للمناطق وإرسال قوات وأنظمة إلى أوكرانيا للمشاركة في عمليات قتالية. ولكن الحملة السورية تقترح أن الروس لو قرروا استخدام القوة العسكرية في أوكرانيا، فسيركزون على تدمير المعدات الأوكرانية، وتحديدا مخزونها من الطائرات بدون طيار ومحاولة كسر التشكيلات العسكرية.
وتقترح الحالة السورية أن الروس سيحاولون تجنب اجتياز الحدود وتوجيه النيران عبر خطوط القتال. وسيمثل هذا النهج مشكلة للدول الأوروبية مثل ألمانيا التي ربطت العقوبات الاقتصادية على روسيا بغزوها للأراضي الأوكرانية. وسيرفع هذا المدخل من ثمن الحرب، وستتردد الولايات المتحدة والناتو من توجيه النيران عبر الحدود وضرب الدبابات الروسية. ويمكن أن يتم تكرار إطلاق الصواريخ من بحر قزوين بدون أن يكون هناك أي طرف مستعد للرد على الصواريخ الروسية بالمثل. وبتعهد رمضان قديرون، رئيس الشيشان إرسال تشكيلات إلى أوكرانيا، فالأشكال التي جربتها روسيا في سوريا وليبيا ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى ستكرر الأشكال. وفي هذه الحالة فلن تكون هناك حاجة لنشر قوات نظامية لتأمين مناطق حيوية أو مراكز اتصالات. وسيكون الرهان الروسي أن القوات الخاصة ليست مثل القوات النظامية.
ويرى الكاتب أن تحضير القوات الأوكرانية لحرب تقليدية ضد روسيا وافتراض أن صواريخ جافلين ستحد من تقدم الدبابات والمصفحات الروسية ليس ناجعا أمام الطريقة التي اتبعتها روسيا في سوريا. وربما انتظرنا حملة عسكرية لاحتلال المناطق لكن قيادة الأركان العامة تبحث عن طرق لتدمير القدرات العسكرية الأوكرانية وقتل الروح المعنوية للقوات الأوكرانية وخلق مناخ للاضطرابات السياسية. ولو بدأت المعركة في أي وقت، فالدعم العسكري لأوكرانيا ربما كان متأخرا.
=============================
"المونيتور": اختبار الأسلحة الروسية في سوريا شجعت بوتين على المخاطرة في أوكرانيا
http://www.shaam.org/news/syria-news/المونيتور-اختبار-الأسلحة-الروسية-في-سوريا-شجعت-بوتين-على-المخاطرة-في-أوكرانيا.html
قال موقع "المونيتور" الأمريكي، في تقرير له، إن فرصة الاختبار الميداني للسلاح الروسي في سوريا، شجعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المخاطرة في أوكرانيا، لافتاً إلى أن بوتين ورث جيشاً متهالكاً، لكن تدخله العسكري في سوريا كانت إعداداً مهما للقوات المسلحة الروسية لمواجهة أعداء أقوى، ولاختبار أسلحة حديثة في ظروف القتال.
وأوضح التقرير، أن الحملة العسكرية الروسية في سوريا، التي بدأت عام 2015، هيأت موسكو من نواحٍ عديدة على المستوى العسكري التقني للمواجهة الحالية بين روسيا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، وللتصعيد الروسي الأوكراني.
ولفت إلى أن روسيا اعتمدت في البداية على مقاتلات Su-24 القديمة، لكن بعد ذلك اعتمدت على طائرات Su-34s الجديدة، وهو ما أظهر فعاليتها القتالية، كما أتاحت الأزمة السورية الفرصة لاختبار صواريخ كروز الروسية، تم تعديل أوجه القصور فيها.
وأكد أن من الواضح أن التدخل العسكري في سوريا منح موسكو الثقة لتحدي الغرب، حيث بين باحثون بأن التدخل العسكري في سوريا لعب دوراً في المواجهة بين روسيا والغرب، كما ساعد في تشكيل صورة روسيا كقوة عظمى لها قوة عسكرية مقابلة.
وكان اعتبر الخبير العسكري الروسي، إيغور كوروتشينكو، أن اختبار الأسلحة الروسية الحديثة - على أجساد المدنيين ومنازلهم - في سوريا، أنها "خطوة طبيعية" كونها تستخدم في ظروف الحرب الحقيقية للكشف عن العيوب المحتملة فيها.
وسبق وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قد اعتبر أن العمليات العسكرية في سوريا ساعدت الجيش الروسي على فحص الأسلحة واتخاذ خطوات حقيقية نحو تطويرها، في وقت تؤكد روسيا مراراً أن ها استخدمت أجساد ومدن السوريين لتجربة أسلحتها الفتاكة.
ووصف وزير الدفاع الروسي، العمليات في سوريا، بأنها "علامة فارقة منفصلة وانطلاقة حقيقية أعطت الجيش الروسي خطوة جادة ونوعية إلى الأمام"، حيث تواصل روسيا منذ 30 سبتمبر/ أيلول 2015، زج ترسانتها العسكرية في سوريا، وتجربتها على أجساد السوريين.
وسبق أن أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن العسكريين الروس جربوا خلال العملية العسكرية في سوريا أكثر من 320 نوعا من مختلف الأسلحة، لتؤكد روسيا لمرة جديدة وعبر تصريحات رسمية، أنها تستخدم أجساد السوريين ومدنهم وقراهم لتجربة أسلحتها المدمرة، ولو على حساب قتلهم وإبادتهم.
وأقر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال لقائه مع قيادات وزارة الدفاع وممثلي صناعة الدفاع، بأن العمليات العسكرية في سوريا، أكدت على تميز الأسلحة الروسية الجديدة، مؤكداً لمرة جديدة أن روسيا تواصل تجربة أسلحتها على أجساد السوريين وعلى حساب عذاباتهم.
=============================
 مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية :مليارات لا تصل لمستحقيها.. نظام الأسد يتلاعب بالمساعدات الإنسانية
https://www.alhurra.com/syria/2022/02/14/سلام-مختفية-عامين-الخطف-يتربص-بأطفال-سوريا
أفاد تقرير جديد صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) بأن نظام بشار الأسد يتلاعب بالمساعدات الإنسانية في سوريا بشكل متكرر من خلال منعها عن معارضيه ومنحها لآخرينويقول التقرير إن نظام الأسد يتمتع بسلطة قوية على وصول منظمات الإغاثة، بما في ذلك من خلال الموافقات على تأشيرات الدخول، لدرجة أنه أصبح من الطبيعي بالنسبة لأقارب كبار مسؤولي النظام الحصول على وظائف داخل هيئات الأمم المتحدة.
واستنادا إلى مقابلات مع مسؤولي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني في سوريا، صدر تقرير "مساعدة الإنقاذ في سوريا" المكون من 70 صفحة عن المركز الأبحاث الذي يتخذ من العاصمة واشنطن مقرا له.
يضيف التقرير: "بينما تساهم الحكومات الغربية المانحة بنحو 2.5 مليار دولار سنويا من المساعدات الإنسانية، تستمر الاحتياجات في الارتفاع. بالإضافة إلى ذلك، تلاعبت حكومة الأسد بالمساعدات لأكثر من عقد من الزمان، حيث منعت المساعدة عن المعارضين ووجهتها إلى الحلفاء".
في غضون ذلك، يقول التقرير إن حالات التهديدات والاعتقال التعسفي والتعذيب لموظفي الإغاثة السوريين ازدادت خلال العام الماضي.
واعتقل وقتل موظفين في إحدى المنظمات الإنسانية المحلية، وأمر أقاربهم بإخلاء منازلهم أو إلقاء القبض عليهم.
إلى ذلك، ذكر التقرير أنه عندما تم نقل المساعدات عبر خطوط الصراع في كل من شمال غرب وشرق سوريا، والمعروفة باسم الشحنات العابرة للحدود، كانت هناك سرقات وتم توزيع المعدات الطبية بشكل عشوائي.
ووصلت 43500 حصة غذائية فقط إلى شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة في قوافل عبر الحدود مقارنة بـ 1.3 مليون تم تسليمها من تركيا في نوفمبر.
وإلى جانب تحويل طعام الأمم المتحدة إلى جيش النظام السوري، يستفيد الأشخاص المسؤولون مباشرة عن انتهاكات حقوق الإنسان.
"قضية ضخمة"
ووجد التقرير أن ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار، ورجل الأعمال المغرب من فرقة الجيش الرابعة، محمد حمشو، فازا بعقود مشتريات أممية لنزع المعادن في المناطق التي استعادتها الحكومة وإعادة تدويرها للبيع في شركة حديد للصناعات المعدنية المملوكة لرجل الأعمال الذي سبق له أن شغل عضوية مجلس الشعب.
وقالت مؤلفة التقرير، ناتاشا هول، "لا توجد مواقف كثيرة في التاريخ لشخص يرتكب جرائم فظيعة ويبقى في السلطة ويسيطر على جهاز المساعدة". وأضافت: "إنها حلقة فاسدة للغاية يتم إنشاؤها".
وقالت هول: "إذا كانت حكومة الأسد ستبقى، وهو ما يبدو أن الكثير من الحكومات قد استسلمت لهذا الواقع، فيجب تسوية هذا الأمر؛ لأن المساعدات ستستمر على الأرجح في هذه البيئة المعادية".
وبشأن توظيف أقارب مسؤولي نظام الأسد في الهيئات الأممية، قال مسؤول في الأمم المتحدة، طلب عدم الكشف عن هويته، لصحيفة "الغارديان"، "كيف لا يمكن التعرف على هوية هؤلاء الأشخاص، عندما تكون سيرتهم الذاتية أمامك؟".
وتابع: "أجد ذلك تقصيرا في أداء الواجب. هذه قضية حماية ضخمة، ليس فقط للمستفيدين من المساعدات، ولكن للموظفين الآخرين الذين تعمل معهم".
في المقابل، قال متحدث باسم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: "لم يعثر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على أي دليل على تعاقده مع هذه الكيانات، ولم نعثر على أي سجلات لها في قاعدة بيانات البائعين لدينا.
ومع ذلك، قال: "إننا نجري مراجعة داخلية شاملة للتحقق من عدم حدوث مثل هذا التعاقد سواء من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أو من قبل متعاقدينا الفرعيين".
بدوره، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) إنه "يعين موظفيه على أساس الكفاءة وقدرتهم على الإنجاز".
=============================
مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية :الغزو الروسي لأوكرانيا: الاحتمالات والسيناريوهات (12)
https://alghad.com/الغزو-الروسي-لأوكرانيا-الاحتمالات-وا/
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
فيليب فاسيليفسكي؛ وسيث جونز* – (مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية) 13/1/2022
القضية
إذا فشلت محادثات السلام، ستكون أمام الجيش الروسي خيارات عدة للتقدم إلى داخل أوكرانيا عبر طرق غزو شمالية، ووسطى، وجنوبية. لكن المحاولة الروسية للاستيلاء على الأرض والاحتفاظ بها لن تكون سهلة بالضرورة، وسوف تتأثر على الأرجح بتحديات من الطقس، والقتال في المناطق الحضرية، والقيادة والسيطرة، والخدمات اللوجستية، والروح المعنوية للقوات الروسية والسكان الأوكرانيين. ويجب أن تكون الولايات المتحدة وحلفاؤها وشركاؤها الأوروبيون مستعدين لحدوث غزو من خلال اتخاذ خطوات اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية واستخباراتية وإنسانية فورية لمساعدة أوكرانيا وسكانها وتعزيز الدفاعات على طول الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
* * *
مقدمة
يواصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التهديد بغزو أوكرانيا بحشد عسكري كبير بالقرب من الحدود الروسية الأوكرانية واستخدام لغة عدوانية. وقد نشرت روسيا أسلحة وأنظمة هجومية على مسافة قريبة من أوكرانيا، بما في ذلك دبابات القتال الرئيسية، ومدافع الهاوتزر ذاتية الدفع، ومركبات قتال المشاة، وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة، وأنظمة الصواريخ الباليستية قصيرة المدى من طراز “إسكندر”، والمدفعية المنقولة، (كما هو موضح في الشكلين (1 أ) و (1 ب)). واستكمل بوتين هذا التحشيد بعبارات حادة أكد فيها أن أوكرانيا هي جزء تاريخي من روسيا وأن كييف يجب أن تعود إلى حظيرة روسيا. وهذا التهديد الروسي مثير للقلق بشكل خاص لسببين على الأقل.
أولاً، يمكن لروسيا تحريك قواتها المتمركزة مسبقًا إلى داخل أوكرانيا بسرعة. وإذا انخرط الجيش الروسي في الهجوم بشكل كامل، فسوف يكون أقوى بكثير وأكثر قدرة من الجيش الأوكراني، وقد أوضحت الولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى أنها لن تنشر قواتها في أوكرانيا لصد الغزو الروسي. وحتى لو تمكن الدبلوماسيون من التوصل إلى اتفاق، فقد أظهر بوتين استعدادًا لتصعيد الحرب في أوكرانيا -أو خفضها- وهدد بتوسيع الحرب، ما يجعل التهديد الروسي مستمرًا. ثانيًا، قد يؤذِن الغزو، في حال تنفيذه، بتغيير مهم في السياسة الدولية، خالقاً “ستاراً حديدياً” جديداً يبدأ على طول حدود روسيا مع فنلندا ودول البلطيق، ويتحرك جنوبًا عبر أوروبا الشرقية والشرق الأوسط ووسط وجنوب آسيا، وأخيراً إلى شرق آسيا على طول التخوم الجنوبية للصين.
وهكذا، من المهم أن نفهم كيف يمكن أن تقوم روسيا بغزو أوكرانيا، وكيف يمكن لأهداف سياسية محددة أن تؤثر على خطة الغزو، وما التحديات التي قد يواجهها الغزو، وما الخيارات التي تتوفر للولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين للرد. وللمساعدة على فهم هذه الديناميات، يطرح هذا التحليل الموجز عدداً من الأسئلة. ما أهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟ ما الخيارات العسكرية التي تمتلكها روسيا، وكيف يمكن أن يبدو الغزو؟ كيف ينبغي للولايات المتحدة وحلفائها وشركائها الرد؟
يقدم هذا الموجز أطروحتين رئيسيتين. أولاً، إذا قررت روسيا غزو أوكرانيا لإعادة تأكيد السيطرة والنفوذ الروسيين، فإن هناك على الأقل ثلاثة محاور محتملة للتقدم من أجل الاستيلاء على الأراضي الأوكرانية: توغل شمالي، ربما محاولة الالتفاف حول الدفاعات الأوكرانية حول كييف وتطويقها من خلال التقرُّب عبر بيلاروسيا؛ اندفاع مركزي من الوسط يتقدم غربًا إلى أوكرانيا؛ واندفاع جنوبي يتقدم عبر برزخ بيريكوب. ثانيًا، إذا فشلت الولايات المتحدة وشركاؤها الأوروبيون في ردع غزو روسي، فإن عليهم دعم المقاومة الأوكرانية من خلال مزيج من الوسائل الدبلوماسية والعسكرية والاستخباراتية وغيرها من الوسائل. لا يمكن للولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين السماح لروسيا بضم أوكرانيا. كان من شأن استرضاء الغرب لموسكو عندما ضمت شبه جزيرة القرم في العام 2014 ثم دبرت تمردًا في شرق أوكرانيا تمكين القادة الروس وزيادتهم جرأة فحسب. وإضافة إلى ذلك، سيؤدي ضم روسيا لبعض أو كل أوكرانيا إلى زيادة القوى العاملة الروسية، والقدرة الصناعية والموارد الطبيعية إلى مستوى يمكن أن يجعلها تهديدًا عالميًا. لا يمكن للولايات المتحدة وأوروبا أن ترتكبا هذا الخطأ مرة أخرى.
ينقسم باقي هذا الموجز إلى ثلاثة أقسام رئيسية. أولاً، يفحص الأهداف السياسية الروسية. ثانيًا، يحلل الخيارات العسكرية الروسية. ثالثًا، يستكشف الخيارات المتاحة للولايات المتحدة وحلفائها وشركائها.
الأهداف السياسية الروسية
يريد الكرملين ما يقول إنه يريده: وضع نهاية لتوسع الناتو؛ وتراجعاً عن توسيعه السابق، وإزالة الأسلحة النووية الأميركية من أوروبا، ومجال نفوذ روسيا. ومع ذلك، قد يقبل بوتين بما هو أقل. والهدف الأساسي للكرملين هو ضمان ألا تنتمي بيلاروسيا وأوكرانيا وجورجيا أبدًا إلى كتلة عسكرية أو اقتصادية غير تلك التي تسيطر عليها موسكو، وأن تكون روسيا الحكم النهائي في السياسة الخارجية والأمنية للدول الثلاث. في جوهره، يدور هذا الصراع حول ما إذا كان يمكن للجمهوريات العرقية السابقة، بعد 30 عامًا من انهيار الاتحاد السوفياتي، أن تعيش كدول مستقلة وذات سيادة، أو إذا كان ما يزال يتعين عليها الاعتراف بموسكو باعتبارها صاحبة السيادة بحكم الأمر الواقع.
ظاهريًا، يأتي طلب منطقة نفوذ حصرية في أوروبا الشرقية وجنوب القوقاز لتلبية المصالح الأمنية الروسية. وقد صور الكرملين توسع الناتو إلى الشرق على أنه الخطيئة الأصلية للعلاقات الدولية مع الغرب في حقبة ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، والتي يجب تصحيحها الآن. وعلى الرغم من الحقائق والتفسيرات البديلة والمخاوف الأمنية للدول التي تتمتع بسيادة متساوية، تدعي موسكو أنها ستعمد، من دون مثل هذه الضمانات، إلى استخدام القوة العسكرية لحماية مصالحها الأمنية.
الخيارات العسكرية الروسية
بناءً على هذه الأهداف السياسية، لدى الكرملين ستة خيارات عسكرية محتملة على الأقل:
1. إعادة نشر بعض القوات الروسية البرية بعيدًا عن الحدود الأوكرانية -مؤقتًا على الأقل- إذا نجحت المفاوضات -وإنما الاستمرار في مساعدة المتمردين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.
2. إرسال القوات الروسية التقليدية إلى منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين “كقوات حفظ سلام” من جانب واحد، ورفض سحبها حتى تنتهي محادثات السلام بنجاح وتوافق كييف على تنفيذ اتفاقيات مينسك.
3. الاستيلاء على أراض أوكرانية تصل غرباً إلى نهر الدنيبر لاستخدامها كورقة مساومة أو دمج هذه الأراضي الجديدة بالكامل في الاتحاد الروسي.
4. الاستيلاء على الأراضي الأوكرانية حتى نهر دنيبر، والاستيلاء على حزام إضافي من الأرض (يشمل أوديسا)، والذي يربط الأراضي الروسية بجمهورية ترانسدنيستريا الانفصالية ويفصل أوكرانيا عن أي منفذ إلى البحر الأسود. وسوف يدمج الكرملين هذه الأراضي الجديدة في روسيا ويضمن بقاء الدويلة الأوكرانية المتبقية غير قابلة للحياة اقتصاديًا.
5. الاستيلاء فقط على حزام من الأرض بين روسيا وترانسدنيستريا (بما في ذلك ماريوبول وخيرسون وأوديسا) لتأمين إمدادات المياه العذبة لشبه جزيرة القرم ومنع وصول أوكرانيا إلى البحر، مع تجنب القتال الرئيسي حول كييف وخاركيف.
6. الاستيلاء على كل أوكرانيا، والإعلان، مع بيلاروسيا، عن تشكيل اتحاد سلافي ثلاثي جديد للروس، “الكبار” و”الصغار”، و”البيض” (الروس، والأوكرانيين والبيلاروسيين).
من بين هذه الخيارات الستة، سيكون الخياران الأولان هما الأقل احتمالًا للتسبب بفرض عقوبات دولية كبيرة على روسيا، لكن فرصتهما محدودة في تحقيق انفراجة في قضايا الناتو أو اتفاقيات مينسك بسبب طبيعتهما القسرية. وتجلب جميع الخيارات الأخرى عقوبات دولية كبيرة وصعوبات اقتصادية، وستؤدي إلى نتائج عكسية لهدف إضعاف الناتو أو فصل الولايات المتحدة عن التزاماتها تجاه الأمن الأوروبي.
يمكن أن تحقق الخيارات من ثلاثة إلى ستة هدفًا آخر -تدمير إمكانية وجود أوكرانيا مستقلة- التي أصبح تحولها نحو دولة ديمقراطية ليبرالية مصدرًا رئيسيًا للخلاف بين النخب الأمنية في الكرملين. وسيجعل الخيار الثالث روسيا تسيطر على مساحة كبيرة من الأراضي الأوكرانية، لكنه سيترك أوكرانيا دولة قابلة للحياة اقتصاديًا. ويترك الخيار الرابع أوكرانيا صغيرة زراعية فقط، ولكنه يتجنب احتلال أكثر مناطقها قومية. ويترك الخيار الخامس جزءاً أكبر من الأراضي الأوكرانية حرة، لكنه يقطع وصولها إلى البحر ويرتّب على روسيا تكاليف احتلال أقل. ويتسم الخياران الرابع والخامس -الاستيلاء على حزام من الأرض من تيراسبول إلى ماريوبول- بالتعقيد بسبب حقيقة أنها لا توجد سمة طبيعية أو نهر أو سلسلة جبال تمتد من الشرق إلى الغرب، والتي يمكن أن تكون بمثابة خط ترسيم طبيعي لهذه الأرض المحتلة.
وسوف تمر الحدود الجديدة على طول هذه المنطقة عبر عدد لا يحصى من الحقول والغابات وسيكون من الصعب الدفاع عنها. ويعني الخيار السادس احتلال البلد بأكمله والتعامل مع استيعاب 41 مليون نسمة قد يقاومون الاحتلال بشكل فعال وسلبي لسنوات. وسيتطلب الأمر وجود قوة احتلال كبيرة الحجم للسيطرة على السكان وإدارة الحدود الجديدة مع دول الناتو. ويمكن للأوكرانيين في أي منطقة محتلة أن يتوقعوا نوع “الترويس” القسري الذي عاشته الأمة في ظل حكام روس مثل كاترين العظمى، وألكسندر الثاني، وستالين، وبريجنيف.
مسارات الغزو المحتملة
كان الإعداد الأيديولوجي للمجتمع الروسي للنزاع مع أوكرانيا مستمرًا منذ العام 2014 على الأقل، مع تصوير دعاية الكرملين أوكرانيا كدولة “فاشية جديدة” و”نازية جديدة”. وفي تموز (يوليو) 2021، أكدت رسالة مُعلنة من الرئيس بوتين تقول إن الروس والأوكرانيين هم الشعب نفسه وانتقدت السلطات الأوكرانية لتبريرها الاستقلال بإنكار ماضيها. وجعل الجيش الروسي مقالة الرئيس بوتين قراءة إلزامية لجنوده. وتبعت ذلك في تشرين الأول (أكتوبر) رسالة في صحيفة “كوميرسانت” من نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، والتي استخدمت نبرات لا سامية لنزع الشرعية عن القيادة الأوكرانية الحالية باعتبارها متطرفة وفاسدة وخاضعة لسيطرة أجنبية.
مع وجود أساس أيديولوجي للعمل، فإن الخطوة التالية أمام روسيا هي خلق سبب للحرب -تبرير للحرب- والذي يتوافق مع صورة أوكرانيا التي صنعها الكرملين. ويمكن أن تتراوح الذرائع لشن هجوم من انهيار مباشر للمحادثات الأمنية إلى حادثة مدبرة مُدارة على مراحل، مشابهة للاستفزازات في “موكدين” و”جليويتز” و”ماينيلا”، التي قدمت مبررًا لغزو اليابان لمنشوريا، وغزو ألمانيا لبولندا، وهجوم الاتحاد السوفياتي على فنلندا، على التوالي. وهذا هو السبب في أن الادعاء الغريب لوزير الدفاع، سيرجي شويغو، المنشور على الموقع الرسمي للكرملين عن المرتزقة الأميركيين الذين يرتبون “استفزازًا” بأسلحة كيماوية في أوكرانيا هو ادعاء ينذر بالسوء، وربما ينذر بنوع “الحادث” الذي قد يكون الكرملين بصدد إعداده.
بمجرد وجود سبب للحرب، من المرجح أن تأتي الهجمات الإلكترونية لتقويض أنظمة القيادة والسيطرة العسكرية الأوكرانية والاتصالات العامة والشبكات الكهربائية. وبعد ذلك، من المرجح أن تبدأ العمليات الحركية بضربات جوية وصاروخية ضد القوات الجوية الأوكرانية وأنظمة الدفاع الجوي. وبمجرد تحقيق التفوق الجوي، ستتحرك القوات البرية الروسية إلى الأمام، تسبقها بقليل عمليات خاصة لتقويض المزيد من قدرات القيادة والسيطرة وتأخير تعبئة الاحتياطيات من خلال تنفيذ التفجيرات، والاغتيالات وعمليات التخريب.
من المرجح أن يتأثر مخطط المناورة لغزو عسكري روسي لأوكرانيا بأي من الأهداف السياسية المذكورة أعلاه التي يرغب الكرملين في تحقيقها، وبجغرافية الأرض والمدن التي سيتم القتال عليها، وطرق النقل اللازمة لجلب اللوجستيات. فإذا كان الكرملين يرغب في تطبيق الخيارات الثالث أو الرابع أو السادس، مع الأخذ في الاعتبار مسائل الجغرافيا واللوجستيات، فهناك ثلاثة محاور محتملة للتقدم للاستيلاء على الأراضي الأوكرانية شرق نهر دنيبر، مع اعتبار النهر إما حدًا للتقدم أو خط المرحلة الأولى لغزو أكبر.
* الطريق الشمالي: يمكن لروسيا التقدم نحو كييف على طريقين. الأول سيكون التقدم 150 ميلا براً عبر نوفي يوركوفيتشي، روسيا؛ تشيرنيهيف، أوكرانيا؛ وإلى كييف، أوكرانيا. والثاني سيكون اندفاعاً لمسافة 200 ميل عبر ترويبورتنو، روسيا؛ كونوتوب، أوكرانيا؛ نيزين، أوكرانيا؛ وإذا وافقت مينسك على استخدام شبكات الطرق والسكك الحديدية الخاصة بها، يمكن للجيش الروسي أن يحاصر الدفاعات الأوكرانية حول كييف ويتقرب منها من الخلف عبر محور تقدم يبلغ طوله 150 ميلاً من مازور، بيلاروسيا؛ إلى كوروستين، أوكرانيا، وأخيراً إلى كييف.
* الطريق الأوسط: يمكن لروسيا أيضًا التقدم غربًا على طول ثلاثة طرق. الأول قد يشمل محوراً بطول 200 ميل يتحرك عبر بيلغورود، روسيا؛ خاركيف، أوكرانيا؛ بولتافا، أوكرانيا؛ وأخيراً إلى كريمنشوك، أوكرانيا. والثاني قد يشمل محورًا بطول 140 ميلًا يمر عبر دونيتسك بأوكرانيا إلى زابوروجي، أوكرانيا؛ ومن الممكن أيضاً الاندفاع من دونيتسك إلى دنيبرو بأوكرانيا. وقد يشمل المحور الثالث تقدم القوات الروسية على طول الساحل باتجاه ماريوبول وبيرديانسك وبرزخ بيريكوب الذي يربط شبه جزيرة القرم بأوكرانيا.
*الطريق الجنوبي: يمكن لروسيا أيضًا التقدم عبر برزخ بيريكوب للاستيلاء على خيرسون ومصدر المياه العذبة لشبه جزيرة القرم، وفي الوقت نفسه باتجاه المنطقة المجاورة لميليتوبول من أجل الاتصال بالقوات الروسية التي تتقدم على طول ساحل بحر آزوف. وإذا كانت روسيا ستحاول الخيار الخامس، فسيكون هذا هو الهجوم الرئيسي إلى جانب الهجوم على طول الساحل باتجاه ماريوبول وبيرديانسك. لكنّ هذا الهجوم سيكون الأصعب استدامة من الناحية اللوجستية بسبب عدم وجود خط سكة حديد يمتد على طول ساحل بحر آزوف والاتجاه الرئيسي للتقدم.
كل هذه الطرق المحتملة للغزو، باستثناء الخط الساحلي، موازية لخطوط سكك حديدية عاملة. وهذا أساسي لأن لوجستيات الجيش الروسي ليست مصممة لشن هجمات برية واسعة النطاق بعيدة عن خطوط السكك الحديدية. وإذا كانت أهداف روسيا تتضمن حرمان أوكرانيا من الوصول إلى البحر في المستقبل، فسيتعين عليها الاستيلاء على أوديسا. ويتوقع البعض أن يتم تحقيق ذلك من خلال عمليات إنزال برمائية ومحمولة جواً بالقرب من أوديسا، والتي تلتقي بقوات آلية تقترب من الشرق. وإذا كانت روسيا تنوي احتلال الدولة بأكملها، فستحتاج قواتها إلى الاستيلاء على أوديسا (التي ستسهل منشآتها المينائية الخدمات اللوجستية الروسية) وأيضًا عبور نهر دنيبر في نقاط عدة للتقدم والقتال من 350 إلى 700 ميل إضافي غربًا لاحتلال كل أوكرانيا حتى حدودها مع بولندا وسلوفاكيا والمجر ورومانيا ومولدوفا.
آفاق النجاح الروسية
ليست الهجمات الآلية دائمًا بالسرعة التي يأملها المهاجمون. ثمة اثنان من أسرع تحركات القوات المدرعة في التاريخ -ضربة الجنرال الألماني هاينز جوديريان عبر آردن والاستيلاء على دونكيرك في أيار (مايو) من العام 1940؛ وتقدم الولايات المتحدة والتحالف من حدود الكويت إلى بغداد في العام 2003- واللذان بلغ متوسط تقدم كل منهما حوالي 20 ميلًا في اليوم. ويمكن للحركة ضد خصم محدد في ظروف الشتاء مع ضوء النهار المحدود أن تقلل هذا المعدل للتقدم بشكل كبير.
بوجود عدد كافٍ من القوات والقوة النارية واللوجستيات والوقت والإرادة الوطنية، فضلاً عن عدم وجود تدخل خارجي، يمكن لروسيا المضي قدمًا حتى يحقق جيشها أهداف الكرملين السياسية. ويفوق الجيش الروسي الجيش الأوكراني عدداً في الجو وعلى الأرض، وقد اكتسبت روسيا خبرة واسعة في تنفيذ عمليات الأسلحة المشتركة في سورية، وتفضل التضاريس الحرب الآلية الهجومية. ومع ذلك، فإن الحساب الحقيقي للنجاح العسكري لا يمكن أن يُجرى إلا بعد بدء صدام بالأسلحة. وإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الأشياء غير الملموسة -مثل الطقس، والمعارك الحضرية، والقيادة والسيطرة، والخدمات اللوجستية، والروح المعنوية- التي قد تلعب كلها دورًا مهمًا في المراحل الأولى من أي حرب.
الطقس: ستكون لغزو يبدأ في كانون الثاني (يناير) أو شباط (فبراير) ميزة وجود الأرض المتجمدة لدعم الحركة عبر البلاد لقوة آلية كبيرة. وقد يعني أيضًا العمل في ظروف شديدة البرودة مع محدودية في الرؤية. وعادةً ما يكون شهر كانون الثاني (يناير) هو أبرد أشهر السنة وأكثرها ثلوجًا في أوكرانيا، حيث يبلغ متوسطه 8.5 ساعة من ضوء النهار خلال الشهر ويزيد إلى 10 ساعات بحلول شباط (فبراير). وفي حالة استمرار القتال في شهر آذار (مارس)، سيتعين على القوات الآلية التعامل مع “راسبوتيتسا” أو “ذوبان الجليد” سيئ السمعة. في تشرين الأول (أكتوبر)، يحول “راسبوتيتسا” الأرض الصلبة إلى طين. وفي آذار (مارس)، يذوب الجليد في السهوب، وتصبح الأرض مستنقعًا مرة أخرى في أفضل الأحوال، وفي أسوأ الأحوال تتحول إلى بحر من الوحل. كما أن الطقس الشتوي يوفر مستوى أقل من مثالي لتنفيذ عمليات دعم جوي قريبة موثوقة.
القتال في المناطق الحضرية: في حين أن الكثير من الأراضي الواقعة شرق نهر دنيبر تشمل الحقول والغابات الريفية، إلا أن هناك العديد من المناطق الحضرية الرئيسية التي يتعين على القوة الآلية الروسية إما أن تستولي عليها أو تتجاوزها أو تحاصرها. ويبلغ عدد سكان كييف حوالي 3 ملايين نسمة، ويبلغ عدد سكان خاركيف حوالي 1.5 مليون نسمة، ويبلغ عدد سكان أوديسا نحو مليون نسمة، ويبلغ عدد سكان دنيبرو حوالي مليون نسمة، ويبلغ عدد سكان زابوريزهيا 750 ألف نسمة، وحتى مدينة ماريوبول تضم ما يقرب من 500 ألف نسمة. وإذا تم الدفاع عنها، فإن هذه المناطق الحضرية الكبيرة يمكن أن تتطلب قدراً يُعتد به من القوات والخسائر لتطهيرها واحتلالها. في الحرب الشيشانية الأولى، استغرق الأمر القوات الروسية من 31 كانون الأول (ديسمبر) 1994 إلى 9 شباط (فبراير) 1995 للاستيلاء على غروزني، التي كانت آنذاك مدينة يقل عدد سكانها عن 400 ألف نسمة، من بضعة آلاف من المقاتلين الشيشان. وفي الحرب الشيشانية الثانية، استغرق حصار غروزني ستة أسابيع.
لذلك، سيكون أفضل مسار عمل للقوات الروسية هو تجاوز المناطق الحضرية واجتثاثها لاحقًا. ومع ذلك، تقع خاركيف مباشرة عبر الحدود من روسيا، وهي تقاطع رئيسي للطرق والسكك الحديدية. وإذا لم تسيطر القوات الروسية على خاركيف، فسوف تقلل بشكل خطير من قدرتها اللوجستية على دعم التقدم المركزي الأوسط نحو نهر دنيبر وما وراءه. وعلاوة على ذلك، تشكل كييف تحديًا مشابهًا؛ فباعتبارها عاصمة للأمة، تتمتع هذه المدينة بقيمة رمزية كبيرة لأي جانب يحتفظ بها. وقد تكون روسيا غير قادرة على تجنب خوض قتال حضري مستمر في العديد من المناطق الحضرية الكبرى (والخسائر الكبيرة الناتجة عن ذلك) إذا حاولت أكثر من مجرد توغل عقابي في أوكرانيا.
القيادة والسيطرة: هناك تعبير روسي شائع يقول: “أول طبق بليني يُصنَع دائمًا ما يكون فوضى كاملة”. وفي حالة غزو أوكرانيا، ستنفذ روسيا أكبر عملية أسلحة مشتركة لها منذ معركة برلين في العام 1945. وقد شهدت الحرب الروسية الجورجية في العام 2008 خمسة أيام فقط من القتال واشترك فيها 70.000 جندي روسي. وفي سورية، شملت قوات المناورة الأساسية وحدات برية سورية، بمساعدة حزب الله اللبناني، وقوات ميليشيات من دول مجاورة مثل العراق وأفغانستان، وشركات عسكرية خاصة مثل مجموعة “فاغنر”، وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني. لكن روسيا لم تنشر أعدادًا كبيرة من القوات التقليدية. والآن، يتم حشد ما يقرب من 120 ألف جندي روسي بالقرب من أوكرانيا، مع استعداد عشرات آلاف آخرين للانتشار والمشاركة في القتال. وسيكون تحديًا للقيادة والسيطرة الروسية أولاً تحريك جميع هذه القوات إلى مواقع الهجوم الخاصة بها مع الحفاظ على الانضباط المناسب خلال التقدم. كما سيكون من الصعب أيضًا على روسيا الحفاظ على هذا الانضباط أثناء الهجوم حتى لا تتحول الكميات الهائلة من المركبات والجنود الذين يتحركون على عدد محدود من الطرق الزلقة والسيئة، وغالبًا في الليل، إلى ازدحام مروري هائل.
* فيليب جي. فاسيليفسكي Philip G. Wasielewski: تقاعد حديثاً بعد عمل دام 31 عاماً كضابط للعمليات شبه العسكرية في وكالة المخابرات المركزية.
*سيث جي. جونز Seth G. Jones: هو نائب الرئيس الأول ومدير برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS في واشنطن العاصمة، آخر كتبه “ثلاثة رجال خطرون: روسيا، والصين، وإيران وصعود الحرب غير النظامية” Three Dangerous Men: Russia, China, Iran, and the Rise of Irregular Warfare (دبليو. دبليو. نورتون، 2021).
*نشر هذا الإيجاز تحت عنوان: Russia’s Possible Invasion of Ukraine
=============================
«نيويورك تايمز» :الأطفال في معتقلات «داعش» لا يستحقون هذا المصير
https://aawsat.com/home/article/3475506/بيتر-غالبريث/الأطفال-في-معتقلات-«داعش»-لا-يستحقون-هذا-المصير
بيتر غالبريث
خدمة «نيويورك تايمز»
«أخشى أن أموت في أي وقت»، قال المراهق في رسالته الصوتية البالغة 11 ثانية. «أرجوك ساعدني». كان درعاً بشرياً لـ«داعش»، وهو واحد من نحو 150 قاصراً أجنبياً احتجزوا رهائن في سجن بشمال شرقي سوريا الشهر الماضي. وحتى إن نجا من الحصار فإن آماله في الحياة لا تزال قاتمة.
في حين أن الغرب تحرك إلى حد كبير بعد ثلاث سنوات من سقوط ما يسمى الخلافة، لا يزال أكثر من 7 آلاف طفل أجنبي محاصرين في معسكرات اعتقال الأمر الواقع بشمال شرقي سوريا التي تديرها على مضض الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا التي يقودها الأكراد. (هؤلاء الأطفال ينتمون إلى ما يقرب من 60 دولة، منها فرنسا وتونس وبريطانيا - لكن الرقم لا يشمل آلاف الأطفال العراقيين والسوريين القابعين في مخيمات وسجون مقاتلي «داعش» وعائلاتهم).
شكّل الحصار - الذي انتهى بخسائر فادحة عندما استعادت القوات التي يقودها الأكراد السيطرة على السجن الأسبوع الماضي - تذكيراً يائساً بأن معظم هؤلاء الأطفال لم يرتكبوا جرائم: اختار آباؤهم السفر إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم «داعش»، ولم يكونوا هم من اختار ذلك. معظمهم كانوا على الأرجح أصغر من أن يشاركوا في فظائع «داعش».
لكن بما أن كثيراً من الدول رفض إعادة المواطنين البالغين الذين انضموا إلى «داعش»، حتى إن بعض البلدان زعمت أنها ليس عليها أي التزامات قانونية لمساعدتهم، يواجه معظم هؤلاء الأطفال الاحتجاز المفتوح نفسه الذي يواجهه آباؤهم.
الأوضاع في معسكرات الاعتقال مزرية وخطيرة. كما أنها تشكل أرضاً خصبة للتطرف ونشوء الجيل التالي من أتباع «داعش».
في عالم مثالي، كان الحصار الأخير - حيث سعى مسلحو «داعش» إلى تحرير مقاتليهم والإفراج عن موجة من المتطرفين - يدفع الحكومات إلى إعادة النظر في إعادة مواطنيهم إلى ديارهم. ولكن من واقع تجربتي الخاصة في المساعدة على تسهيل العودة إلى الوطن، أعلم أنه يجب أن نكون واقعيين: هناك زخم قليل أو إرادة واضحة للعمل بسرعة كافية أو على النطاق المطلوب لإنقاذ معظم هؤلاء الأطفال.
تدعو جماعات حقوق الإنسان منذ سنوات الدول إلى استعادة مواطنيها. وقد أعادت بعض البلدان أمهات رفقة أطفالهن إلى أوطانهم مؤخراً حتى الأسبوع الماضي، وبلدان أخرى استقبلت أعداداً صغيرة من الأيتام أو الأطفال الذين انفصلوا عن ذويهم. غير أن الوضع اليوم، في معظمه، يبدو أن بلداناً كثيرة تتلكأ أو ترفض استعادة سجناء «داعش» وأمهاتهم وأطفالهم.
ونظراً للحاجة الملحة إلى إيجاد حل أكثر أماناً: ينبغي على السلطات الكردية، بمباركة ودعم مالي من الولايات المتحدة وشركائها في التحالف، إخراج الأطفال من معسكرات الاعتقال. هذه هي الطريقة الوحيدة لإعطائهم فرصة أفضل في الحياة، ثم العودة إلى الوطن في نهاية المطاف. قد يبدو هذا الأمر قاسياً - إذ إنه يعني نزع الأطفال من أمهاتهم، اللاتي لن يكون لهن رأي في القرار كما يبدو. ويجادل البعض بأنه انتهاك للحقوق. لكن الوضع الراهن - الذي يتركهم يترعرعون في أحضان التطرف تحت ظروف شديدة البؤس والقسوة - هو الأسوأ بالنسبة للأطفال وللبقية الباقية منا.
ففي المعسكرين الشاسعين اللذين يؤويان معظم الأطفال الأجانب، يعد الصرف الصحي مريعاً، والرعاية الصحية ضئيلة، والتعليم غير موجود في الغالب. وتعيش العائلات في خيام شديدة البرودة في الشتاء وشديدة الحرارة في الصيف.
ورغم أن هذا قد لا يبدو متناقضاً مع القذارة المشهودة في مخيمات المهاجرين في أماكن أخرى، فهناك فارق كبير: إذ تسيطر النساء المتطرفات على الأوضاع هنا، ما يخلق إمكانية لأطفالهن - وغيرهم من الأطفال - لاستيعاب الفكر المتطرف والتحول إلى جيل من الإرهابيين في المستقبل.
في حين أن بعض البلدان، كما ذكرنا، استقبلت بعض النساء والأطفال، فإن معظم هؤلاء الأمهات محكوم عليهن بالهلاك، ومن غير المرجح إعادتهن إلى الوطن. ولا يحتاج الأطفال إلى تقاسم مصيرهم - معظمهم لا يزالون صغاراً للغاية، بحيث لا يمكن تلقينهم الأفكار المتطرفة بعد.
بدلاً من ذلك، يمكن وضع الأطفال مع أسر حاضنة كردية أو في قرى خاصة للأطفال على غرار تلك المنشأة في النمسا للأطفال غير المصحوبين بذويهم بعد الحرب العالمية الثانية. ومن خلال عملي في المنطقة، ناقشت هذه الأفكار مع أصحاب المصلحة، الذين بدوا متقبلين لها.
لدى الأكراد لجان نسائية تتولى رعاية الأطفال الذين تيتموا أو تقطعت بهم السبل في هذا الصراع. لقد شهدت أثرها بنفسي عندما عملت على جمع شمل الأمهات الإيزيديات مع أطفالهن. ولم يزودوا فقط الغذاء والدواء والملابس، بل وفروا أيضاً الحب والاهتمام. وسوف يكونون قادرين أكثر من اللازم على القيام بالمهمة الكبرى بكثير؛ وهي مساعدة هؤلاء الأطفال.
هذا ليس اقتراحاً مكلفاً للغاية. مقابل 100 دولار لكل طفل في الشهر - وهو مبلغ سخي في شمال شرقي سوريا - التكلفة السنوية لرعاية الأطفال وقرى الأطفال، بما في ذلك الإدارة، قد تقل عن 10 ملايين دولار. ويمكن بسهولة تغطية هذه النفقات المتواضعة من قبل البلدان التي ترفض إعادة مواطنيها البالغين إلى أوطانهم.
إن الرعاية بالتبني هي حل مؤقت. وبمجرد مغادرة الأطفال من المخيمات، يُصبح من الأسهل إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية - وهذا هو الهدف النهائي وينبغي أن يكون كذلك. بحسب خبرتي، معظم الأطفال يتكلمون اللغة ولديهم شبكات دعم في بلدانهم الأصلية. فلدى بلدانهم الأصلية تقريباً موارد أكبر مما لدى الأكراد السوريين لتخصيصها لهؤلاء الأطفال.
وكلما طال بقاء هؤلاء الأطفال في المعسكرات، أصبحوا أقل جاذبية كمرشحين للعودة إلى الوطن. وإخراجهم من المعسكرات بالكامل هو أفضل أمل لمنحهم مستقبلاً حقيقياً.
الانفصال القسري في بعض الحالات «صدمة فوق الصدمة الحادة»، بحسب الأمم المتحدة. وفي حين أن أمهات قليلات قد يرحبن بفكرة منح أولادهن الفرصة ليعيشوا حياة خارج السجن، فإن معظمهن سوف يقاومن فقدان أطفالهن من دون شك.
وهذا سيكون بالتأكيد قاسياً ومؤلماً على الأطفال. لكنني أعتقد أنه من الأشد قسوة الحكم على طفل بالسجن مدى الحياة لأن أحد والديه اتخذ قرار الذهاب إلى سوريا للانضمام إلى منظمة إرهابية.
ولا يترك كثير من الدول الغربية - بما فيها الولايات المتحدة - الأطفال لفترات طويلة مع آبائهم المحتجزين. وفي البلدان التي قد تؤوي أولاداً في السجون رفقة أمهاتهم، يمكن إطلاق سراح هؤلاء النساء في النهاية بعد قضاء فترة العقوبة. أو يمكن لأطفالهم أن يكبروا ويخرجوا. لا ينسحب هذا على الأرجح على معظم الأطفال الأجانب المحتجزين في شمال شرقي سوريا.
كما أن القادة الأكراد الذين تحدثت معهم يعتبرون الوضع الحالي غير مستدام. سقط أكثر من 10 آلاف من مقاتليهم في المعركة لهزيمة «داعش». وآخر ما يريدونه هو تمكين جيل آخر من الجهاديين بلوغ سن الرشد في السجون التي يديرونها.
في حين أنهم أقروا لي على انفراد بأنه يجب إبعاد الأطفال من معسكرات الاعتقال، إلا أنهم لم يكونوا راغبين في قول ذلك واتخاذ هذه الخطوة من دون موافقة دولية صريحة.
=============================
الصحافة العبرية :
يديعوت أحرونوت :أزمة اوكرانيا وآثارها في إسرائيل
https://alghad.com/أزمة-اوكرانيا-وآثارها-في-إسرائيل/
بقلم: عاموس جلعاد 14/2/2022
توجد هذه الأيام على شفا تطورات تاريخية في مركزها قرار مصمم من الرئيس الروسي بوتين باستعادة اوكرانيا ومعها أيضا دول أخرى تشكل منها الاتحاد السوفياتي سابقا الى مجال نفوذ روسيا. يدور الحديث عن خطوة مصممة مع استراتيجية واضحة في ظل الاستعداد لجل الجهود، المقدرات الاقتصادية والعسكرية واخذ مخاطرات في شكل مواجهة مباشرة (وان لم تكن عسكرية) مع الولايات المتحدة.
استنادا إلى السوابق في الماضي – جورجيا، كازخستان، بلاروس وسورية – في خليط مع صورة الاستخبارات النوعية التي تشرك الولايات المتحدة بها علنا، يمكن ان نتوقع باحتمالية عالية ان يسعى الروس في الفترة القريبة القادمة لان ينفذوا خططهم الاستراتيجية بتغيير الحكم في كييف عاصمة اوكرانيا. اذا ما تحقق مثل هذا الهدف، فستتحدى روسيا مكانة الولايات المتحدة كالقوة العظمى المتصدرة الوحيدة في العالم.
يتغذى قرار بوتين، اغلب الظن من رؤياه “لاستعادة المجد” ومن تقديره بان الولايات المتحدة والغرب يعيشون ضعفا تاريخيا سيسمح له، بالمشاركة مع الصين كقوة عظمى صاعدة، لتحقيق انجازات في شكل خلق عالم متعدد الاقطاب. صحيح أن روسيا تخاطر بخطوات رد اقتصادية حادة، ولكن يمكن اخذ الانطباع بان الروس يأخذون هذا بالحسبان ومقتنعون بانهم مثلما نجحوا في السنوات الماضية، سيفلحون هذه المرة ايضا في نيل ثمرة ذات اهمية تاريخية استثنائية بالنسبة لهم – الا وهي استعادة السيطرة على اوكرانيا كجزء من رؤيا روسيا الكبرى.
بالتوازي، من المهم الاشارة الى أن روسيا تبرز كعامل مسيطر الى جانب الولايات المتحدة والغرب في تحقيق اتفاق للجم مساعي ايران لنيل سلاح نووي ايضا. في المحور الاستراتيجي موسكو – بيجين، يتخذ الصينيون ظاهرا نهجا حذرا، كعادتهم، لكن رئيسي الصين وروسيا يقدما زخما للتقارب الشامل بين الدولتين، في وجه الخصم المشترك – الولايات المتحدة. وكل ذلك انطلاقا من الافتراض بان اوروبا هي شريك ذو قوة محدودة.
يمكن التقدير بانه اذا نجحت الخطة الروسية للسيطرة بهذه الطريقة أو تلك على أوكرانيا فكفيل بان يكون لذلك آثار دراماتيكية على إسرائيل والشرق الاوسط. فالتهديد الاستراتيجي الشامل من جانب إيران على إسرائيل، الدول العربية والشرق الأوسط على ما يبدو سيتعاظم. فإيران تطور قدرات هجومية مبهرة تستهدف المس أساسا بالبنية التحتية الاستراتيجية المدنية لإسرائيل والدول العربية، في ظل التموضع في دول فاشلة.
إذا كان اتفاق، فان إيران ستحصل على يد حرة لمواصلة تطوير قوتها فيما أن تحت تصرفها ستكون قدرات اقتصادية غير مسبوقة كنتيجة لرفع العقوبات. كما ان الاتفاق سيجدي فقط في تأخير وان كان مهما، في الجداول الزمنية لتطوير القدرات النووية العسكرية ولكن ليس في منعها. اذا لم يتحقق اتفاق، فان ايران ستواصل تعاظمها وهي محررة من القيود السياسية. مهما يكن من امر، ستتمكن ايران من استغلال الخصومة المحتدمة بين الولايات المتحدة وبين المحور الاستراتيجي روسيا – الصين اللتين تريان في ايران حليفا حيال الأميركيين.
بالمقابل، يمكن لهذا الوضع أن يخلق فرصا لإسرائيل. اولا وقبل كل شيء قد تصل الولايات المتحدة الى الاستنتاج بان لا بديل للشرق الاوسط كذخر استراتيجي حيوي لامنها القومي فتؤخر المسيرة التي يشار اليها كل مرة والمتعلقة بهجر المنطقة. ستواصل الولايات المتحدة الاعتماد على النفط الذي مصدره في الشرق الاوسط وان تشكل مصدر قوة ودعم لاسرائيل وللدول العربية. كما أن اسرائيل التي حسب منشورات مختلفة وتصريحات زعمائها ستنفذ مسيرة تعاظم قوى تستند اكثر فأكثر على الحلف بينها وبين الولايات المتحدة. إلى جانب ذلك يمكن أن يتوثق الحلف الامني الاستراتيجي بين إسرائيل والدول العربية السنية التي تنجح بشكل مبهر في الحفاظ على استقرارها.
من عموم التطورات والاحداث في المنطقة يمكن أخذ الانطباع بان الدول العربية ترى في اسرائيل شريكا استراتيجيا وبخاصة بعد أن انضمت إسرائيل الى قيادة المنطقة الوسطى الأميركية التي هي اطار اميركي يعطي رعاية وقوة لجملة من اوجه التعاون العسكري والاستخباري بين دول الشرق الاوسط. هذا انجاز ذو اهمية استثنائية للامن القومي الاسرائيلي. وبشكل مفعم بالمفارقة ظاهرا في الجبهة السورية كفيل بان تبقى على حالها المصلحة المشتركة الإسرائيلية – الروسية في اضعاف مكانة إيران في سورية قدر الامكان (وذلك كون روسيا معنية بالحفاظ على مكانتها المسيطرة في الدولة). كل هذا ينطوي على سياسة فهيمة من إسرائيل تجاه النظام الاوكراني.
في السطر الأخير، الازمة الاوكرانية من شأنها أن تسرع مخاطر وتهديدات قديمة وجديدة ولكن يوجد فيها ايضا فرصة لتسريع سياقات ايجابية لاسرائيل. وعلى السياسة الإسرائيلية ان تزن هاتين القناتين التاريخيتين معا.
=============================
الصحافة الفرنسية :
مقال بأوريان 21: ذكرى مجزرة حماة تذكير بـ"توحش" النظام السوري
https://www.aljazeera.net/news/politics/2022/2/15/مقال-بأوريان-21-ذكرى-مجزرة-حماة-تذكير
يقترن تاريخ فبراير/شباط 1982 بذكرى وقوع مجزرة حماة الدموية التي سحق خلالها النظام السوري -بزعامة الرئيس حافظ الأسد- بشكل وحشي ثورة تستمد جذورها من رفض صعود حزب البعث السوري، الذي قام -بعد تأسيسه عام 1947 في خضم الحركة القومية العربية والقتال ضد الانتداب الفرنسي- بالاستيلاء تدريجيًا على السلطة، إثر انقلاب قادته قيادات الحزب العسكرية مارس/آذار 1963.
بهذه العبارات، افتتح موقع "أوريان 21" (Orient XXI) مقالا لكليمون بليزون -الباحث الفرنسي بمعهد الدراسات السياسية في رين- مشيرا إلى أنه عقب هذا الانقلاب بدأت سريعا الاشتباكات بين السلطة التنفيذية بقيادة اللواء محمد أمين الحافظ وفصائل المعارضة، وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين السورية التي تأسست عام 1946.
وقد تفرعت هذه الأخيرة إلى فصائل محلية تركزت أكثرها في محافظةً في حماة، رابع أكبر مدينة في البلاد، واصطدمت مع فصائل أخرى بمدينتي دمشق وحلب، كما أصبحت مواقفها أكثر تشددا منذ إعلان سياسات التأميم، مثل دمج أنشطة بعض التجار في هيئات عمومية، ورفضت بشكل قاطع عقيدة الحزب الواحد العلمانية.
وفي هذا السياق، اندلعت احتجاجات أبريل/نيسان 1964 في المدينة التي رد عليها النظام بالقمع والدبابات، وكانت إحدى لحظاتها الفارقة القصف الذي تعرض له "مسجد السلطان".
وكانت إحدى الشخصيات البارزة التي قادت هذه الاحتجاجات -وفق الموقع- القيادي مروان حديد الذي تأثر خلال دراسته بالقاهرة بفكر تلامذة مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا، وفي مقدمتهم سيد قطب الذي أيد نهج الكفاح المسلح ضد الرئيس جمال عبد الناصر.
فدعا حديد للجهاد ضد النظام السوري الذي اعتبره نظاما ملحدا، وقرر تأسيس تنظيم مسلح سمي "الطليعة المقاتلة" بعد أن خاب أمله في تقاعس الفرع المحلي للإخوان المسلمين.
ومنذ عام 1977 -أي بعد 7 سنوات من وصول حافظ الأسد للسلطة- تسارعت هجمات "الطليعة المقاتلة"، واستهدفت الهياكل المدنية لحزب البعث (الفروع المحلية والمهنية) وشخصيات من جهازه الأمني القمعي، وأيضا ضباطا من الطائفة العلوية التي ينتمي لها الرئيس كما جرى في يونيو/حزيران 1979 بمدرسة المدفعية في حلب.
وفي مواجهة القمع الذي تعرضت له، قررت جماعة الإخوان المسلمين السورية -بدورها- عام 1979 تأسيس فرع مسلح لها، وأعلنت الجهاد ضد النظام.
ومنذ ذلك الحين، وجد الإخوان أنفسهم محاصرين في تصعيد عسكري وعنف مليشيات لا نهاية له، وفي يوليو/تموز 1980 قام نظام الأسد -ردا على محاولة فاشلة لاغتياله نفذتها "الطليعة المقاتلة"- بإعدام أكثر من 500 سجين في سجن تدمر.
ووصلت التصعيد إلى ذروته في فبراير/شباط 1982، حين قرر النظام السوري في يناير/كانون الثاني 1982-بعد أشهر من محاولة انقلابية أطلقها ضباط بالجيش بتواطؤ مع الإخوان المسلمين والطليعة المقاتلة- مهاجمة قواعد هذه الأخيرة في مدينة حماة.
حصيلة مروعة
واختارت الطليعة تنفيذ هجوم مضاد على الرغم من نشوب خلاف في هيئة صنع القرار داخل جماعة الإخوان المسلمين التي كانت تخشى التعرض لرد غير متناسب.
وبالنظر للتفاوت الكبير في موازين القوى، فقد قمع النظام جماعة الإخوان المسلمين وسكان حماة الذين اشتبه -كما يزعم- في تعاطفهم مع الجماعة بالدم والنار، فقام النظام على مدى أكثر من 3 أسابيع بقصف أحياء المدينة ودفع بقوات برية إلى داخلها، فكانت حصيلة الأضرار والقتلى مروعة بكل المقاييس، ما بين 10 و40 ألف قتيل و5 آلاف حالة اغتصاب وثلث المدينة مدمر بالكامل.
وتشير هذه الأرقام -يختم الموقع الفرنسي- إلى الطبيعة الحقيقية للنظام السوري، وهو نظام يحكم "دولة متوحشة"، وفق تعبير ميشيل سورا باحث وعالم الاجتماع الفرنسي الذي اغتاله حزب الله اللبناني، وتحولت منذ ذلك الحين إلى "مملكة صمت".
المصدر : أوريان 21
=============================