الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 15/3/2021

سوريا في الصحافة العالمية 15/3/2021

16.03.2021
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • موقع أمريكي يسلط الضوء على مدى جدية واشنطن في سحب قواتها من سوريا
https://eldorar.com/node/161407
 
الصحافة الفرنسية :
  • لوموند: "بشار الأسد ملك الأنقاض والحرب تكلّف سوريا 530 مليار دولار"
https://www.mc-doualiya.com/برامج/قراءة-في-الصحف-الفرنسية/20210315-لوموند-بشار-الأسد-ملك-الأنقاض-والحرب-تكلّف-سوريا-530-مليار-دولار
  •  “ليزيكو”: بعد عشر سنوات من الحرب في سوريا.. كارثة القرن
https://www.alquds.co.uk/ليزيكو-بعد-عشر-سنوات-من-الحرب-في-سوريا/
  • أوبزيرفر: سوريون يندبون حظهم بعد خسارة ملجئهم الأخير في السودان ويواجهون الأسوأ
https://www.alquds.co.uk/أوبزيرفر-سوريون-يندبون-حظهم-بعد-خسارة/
  • لوموند: بعد 10 سنوات من الحرب.. بشار الأسد ملك على كومة من الأنقاض
https://www.aljazeera.net/news/2021/3/14/لوموند-بعد-عشر-سنوات-من-الحرب-بشار
 
الصحافة البريطانية :
  • الغارديان :10 سنوات من النزاع.. جيل جديد من السوريين يسعى لاستمرار الثورة
https://www.alhurra.com/egypt/2021/03/15/حادثة-دار-السلام-معاناة-المصريات-المستقلات-مع-المجتمع-والجيران-والبواب
  • إندبندنت: شباب سوريون قاتلوا من أجل الكرامة فابتلعتهم المنافي وصار بعضهم مرتزقة
https://www.alquds.co.uk/إندبندنت-شباب-سوريون-قاتلوا-من-أجل-الك/
  • التايمز: بعد عشرة أعوام أصبح مصير سوريا بيد القوى الخارجية
https://www.alquds.co.uk/التايمز-بعد-عشرة-أعوام-أصبح-مصير-سوريا/
  • اسرائيل اليوم :صحيفة عبرية: كيف يشفى الأسد من “السلالة الإيرانية” المسيطرة على سوريا؟
https://www.alquds.co.uk/صحيفة-عبرية-كيف-يشفى-الأسد-من-السلالة/
 
الصحافة الامريكية :
موقع أمريكي يسلط الضوء على مدى جدية واشنطن في سحب قواتها من سوريا
https://eldorar.com/node/161407
الدرر الشامية:
نشر موقع "ميليتيري" الأمريكي ،يوم أمس السبت، تقريرا سلط فيه الضوء على مدى جدية إدارة الرئيس بايدن فيما يخص سحب القوات الأمريكية من سوريا.
وقال الموقع لاتزال نوايا الرئيس الأمريكي، جو بايدن، غير واضحة حيال عزمه سحب القوات الأمريكية في شرقي سوريا أو إبقائها، إلا أن البيت الأبيض ينظر في هذا الأمر وقد يصدر توجيهًا بخصوصه.
وأضاف أن إدارة بايدن ليست على عجلة من أمرها لسحب 900 جندي أمريكي بقوا في سوريا، مشيرًا إلى أن هذه القوة هي المفتاح الذي يمنع عودة تنظيم الدولة في المنطقة.
وأشار الموقع إلى أن مدى التزام الرئيس بايدن بالإبقاء على القوات في سوريا يبقى غير مؤكدًا.
يذكر أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أمر في نهاية عام 2018 بسحب كامل القوات الأمريكية بأسرع وقت من سوريا، ليتراجع فيما بعد تحت ضغط الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه "بايدن" ويترك جزء منها.
=========================
الصحافة الفرنسية :
لوموند: "بشار الأسد ملك الأنقاض والحرب تكلّف سوريا 530 مليار دولار"
https://www.mc-doualiya.com/برامج/قراءة-في-الصحف-الفرنسية/20210315-لوموند-بشار-الأسد-ملك-الأنقاض-والحرب-تكلّف-سوريا-530-مليار-دولار
محمد بوشيبة
العديد من الصحف الفرنسية نشرت اليوم 15 اذار /مارس 2021 عدة مقالات عن الازمة السورية بعد مرور عشر سنوات على الثورة السورية بالإضافة الى مقال عن السياسة الامريكية الجديدة لإدارة الرئيس جو بايدن حيال الصين.
بعد عشر سنوات من الحرب في سوريا، بشار الأسد ملك الأنقاض
تقول يومية لوموند إن سوريا باتت بلدا مجزئا واقتصادا ممزقا تحت نظام محظور برئاسة الرئيس السوري بشار الاسد الذي اصبح لا يحكم إلا من خلال الخضوع والدمار ففي بداية الانتفاضة ضد النظام السوري في ربيع 2011 حذر أنصار الرئيس بشار الأسد خصومهم بشعارات «الأسد أو يحرق البلد" و كان التهديد منتشرًا على الجدران بالمدن السورية ومنتشرا في المسيرات المؤيدة للنظام وفي وسائل الإعلام الرسمية فإملاءات دمشق كانت الخضوع أو الدمار.
وتابعت يومية لومند ان بعد عشر سنوات من حرب أهلية كارثية لا يزال بشار الأسد في مكانه لكن سلطته تسود على بساط من الأنقاض حيث توقف القتال عمليا وبقي النظام على قيد الحياة لكن سوريا انهارت وبات سكانها في حالة يرثى لها حيث لم يعد "الأسد أو الوطن يحترق"، بل "الأسد والدولة المتفحمة".
واسفرت الحرب الاهلية السورية بحسب المركز السوري لأبحاث السياسات وهو شركة أبحاث مستقلة عن خسائر اقتصادية قدرت بـ 530 مليار دولار بالإضافة الى مقتل ما بين ثلاث مئة ألف الى خمس مئة ألف شخص ومليون منصف الملون معاق وما يزيد عن خمسة ملايين نازح سوري من الحرب.
لم يعد اللاجئون السوريون موضع ترحيب في تركيا
نشرت يومية لاكروا مقالا عن وضع اللاجئين السوريين في تركيا حيث ترى اليومية ان الحرب الأهلية السورية بدأت في 15 آذار (مارس) 2011 في درعا بثورة ضد النظام السوري وهي حرب أجبرت أكثر من خمسة ملايين شخص على النزوح إلى خارج سوريا.
وتقول لاكروا إنه في تركيا ادت الأزمة الاقتصادية والتي تفاقمت بسبب وباء كوفيد 19 إلى تعقيد العلاقات المتوترة بالفعل مع اللاجئين السوريين في البلاد.
فبعد مرور عشر سنوات على اندلاع ثورتهم   لم يعد السوريون موضع ترحيب في تركيا بحسب صحيفة لاكروا وهم يشعرون بذلك ونقلت عن عبد الله ملحم الذي وصل من مدينة حلب في عام 2014 مع زوجاته وأبنائه وأحفاده قوله "إن بعض الأتراك طيبون ويساعدون السوريين لكن الآخرين لا يحبون السوريين حيث يسألون في الشارع باستمرار: متى ستعودون إلى سوريا؟"
واضافت اليومية الفرنسية انه في بداية الثورة السورية عام 2011، فتح الأتراك، بدعوة من رئيسهم رجب طيب أردوغان، أبوابهم على نطاق واسع أمام "إخوانهم" في الدين السوريين حيث اعتقد الجميع أنه كان مجرد استقبال مؤقت كما يتضح من خلال اسم الادارة التي تم وضعها للسماح للاجئين السوريين بالوصول إلى الخدمات العامة التركية لكن بعد عشر سنوات   ما زالوا هناك تقول يومية لاكروا.
مدينة الرقة السورية، مدينة الغبار والدم والدموع.
صحيفة ليبراسيون نشرت ربورتاجا خاص عن مدينة الرقة بسوريا بعد مرور عشر سنوات من الثورة السورية ففي ساحة الحرية بوسط المدينة عادة الحياة اليها من جديد حيث يتواجد العشرات من بائعي الفاكهة والخضروات واستُبدل العلم الأسود لتنظيم الدولة الاسلامية الذي كان يرفرف فوق المدينة بعلم قوات سوريا الديمقراطية وهو تحالف عربي كردي تدعمه الولايات المتحدة والذي يسيطر على شمال شرق سوريا.
ونقلت يومية ليراسيون عن احمد وهو من سكان مدينة الرقة   و الذي لم يحمل السلاح يوما لكنه كان دائما تحت المجهر في الصراع، نقلت اليومية رايه عن في السلطات المختلفة التي تناوبت على حكم مدينة الرقة حيث اعرب عن غضبه  بشأن ارتفاع أسعار المواد الغذائية  حيث يقول إنه في ظل النظام ، كان كل شيء رخيصًا اما اليوم  فالزيت والخبز والأرز والسكر اصبحت موادا لا تقدر بالثمن و   قال احمد متذمرًا، مشيرًا إلى أكشاكه " إنه قبل عام 2011 ، كنت في وضع جيد وحياة سعيدة ، ولكن منذ ذلك الحين  بعد عام 2011   اصبحنا جائعون ونعيش في جحيم  .
ونقلت يومية ليبراسيون عن الأمم المتحدة ان ما يزيد عن تسعة ملايين سوري في البلاد يعانون من انعدام الأمن الغذائي وارتفع سعر الغذاء تسعة وعشرين ضعفًا في السنوات في العشر سنوات الاخيرة.
خطة الرئيس الامريكي جو بايدن لكبح طموحات الصين
تقول يومية لوفيغارو إن إدارة بايدن اصدرت التحدي الأول للصين في مجال دبلوماسية اللقاحات. بإعلانه يوم الجمعة عن برنامج طموح لإنتاج وتوزيع مليار لقاح ضد فيروس كوفيد 19 في منطقة المحيطين الهندي والهادئ بالتعاون مع الهند واليابان وأستراليا حيث اختار الرئيس الأمريكي الجديد مواجهة طموحات بكين الإقليمية بأسلحتها الخاصة والتي جعلت توزيع اللقاح أحد فروع سياستها في التأثير في الخارج.
وتابعت اليومية الفرنسية انه تم إطلاق هذه الخطة في قمة متعددة الأطراف جمعت حلفاء واشنطن الرئيسيين في هذا الجزء من العالم الهند واليابان وأستراليا مجتمعة في الحوار الأمني ​​الرباعي، لاسيما ان هذه الدول لديها أيضًا مخاوف مشتركة بشأن طموحات الصين الإقليمية وخاصة في المسائل البحرية بمنطقة شرق اسيا.
=========================
“ليزيكو”: بعد عشر سنوات من الحرب في سوريا.. كارثة القرن
https://www.alquds.co.uk/ليزيكو-بعد-عشر-سنوات-من-الحرب-في-سوريا/
آدم جابر
باريس- “القدس العربي”: “سوريا: بعد عشر سنوات من الحرب، كارثة القرن”، هكذا عنونت صحيفة “ليزيكو” الفرنسية، قائلة إن سوريا تُركت هي وأهلها على الأرض، وفي الوقت الحالي، لا شيء يوحي باتفاق بين المتحاربين.
فعدد الموتى متوقف حالياً عند 45 ألفاً، لأنه من المستحيل إحصاء الضحايا في مناطق معينة. واضطر نصف السكان إلى الفرار من ديارهم، إما للبحث عن ملجأ في الخارج (5.6 مليون)، خاصة في البلدان المجاورة (تركيا ولبنان والأردن)، أو في مخيمات داخل البلاد (6.7 مليون). وتراجعت مؤشرات التنمية في البلاد (محو الأمية، الصحة، التغذية) إلى مستوى العقود الماضية، وانخفض متوسط العمر المتوقع للرجال بمقدار أربع سنوات، ثلثا الأطفال لم يعودوا في المدرسة، لم يعد بإمكان جزء كبير من السوريين الحصول على مياه الشرب أو الكهرباء المنتظمة أو الخدمات الصحية اللائقة.
يتكرر نقص الغذاء، ومستوى الأسعار أعلى بحوالي ثلاثين مرة مما كان عليه قبل الحرب وسط تضخم جنوني، يغذيه انخفاض بنسبة 98% في قيمة العملة في غضون عشر سنوات. ويحتاج حوالي 13.4 مليون سوري إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة، وفقا للأمم المتحدة. تم تدمير أحياء بأكملها في حلب، التي كانت الرئة الاقتصادية والصناعية السابقة للبلاد، تماما مثل بلدتها القديمة وأسواقها التاريخية.
السلام حلم بعيد المنال
“نحن أمام أسوأ أزمة على هذا الكوكب منذ عام 1945 من حيث نسبة اللاجئين في عدد سكان بلد أو منطقة”، تلخص لوسيل بابون، من منظمة هانديكاب إنترناشونال غير الحكومية، مضيفة أن “الأمر سيستغرق عقودا لتطهير المنطقة من الذخائر غير المنفجرة والألغام والذخائر العنقودية”.
فما يزال السلام مجرد حلم بعيد المنال، حتى لو كان القتال، بحكم الأمر الواقع، معلقا إلى حد ما منذ عام، تقول “ليزيكو”، موضحة ألا شيء يوحي باتفاق سياسي بين المتحاربين. النظام لا يدفع إلى أدنى تنازل. ثمة عقبة أخرى أمام السلام، وهي أن جميع القوى العالمية أو الإقليمية (إيران، تركيا، المملكة العربية السعودية، الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، المملكة المتحدة، إسرائيل)، باستثناء الصين، وجدت نفسها متورطة إلى حد ما بشكل غير مباشر في الصراع، الذي أصبح مسرح المواجهة بالوكالة، مع خطر اندلاع حرائق أوسع. وفي وضعية لا مثيل له في التاريخ المعاصر، تتابع “ليزيكو”.
وعليه، فإنه من الصعب تخيل اتفاق بين هذه الأطراف، أو احتمال أن يوافق بعضها على “تحمل خسارته” على الصعيد الجيوستراتيجي. اليوم- توضح “ليزيكو”- تتلخص المفاوضات بين المعارضة والنظام السوريين برعاية الأمم المتحدة في عمل لجنة دستورية، يبدو أنه محكوم عليها بالجمود، مع انعدام وغياب أي أفق على المدى القصير، لإعادة الإعمار.
=========================
أوبزيرفر: سوريون يندبون حظهم بعد خسارة ملجئهم الأخير في السودان ويواجهون الأسوأ
https://www.alquds.co.uk/أوبزيرفر-سوريون-يندبون-حظهم-بعد-خسارة/
إبراهيم درويش
لندن- “القدس العربي”: أشارت صحيفة “أوبزيرفر” في تقرير مشترك لزينب محمد صالح وإيما غراهام- هاريسون وحسين عكوش، إلى حسرة السوريين على خسارة ملجأهم الأخير في السودان. فقد كان الدخول للسودان وعدد من دول أفريقيا بدون تأشيرة، شريان الحياة للكثير من اللاجئين السوريين، ولم يعد كذلك بعد إغلاق الحدود أمامهم.
فعندما دخلت قوات النظام السوري، بلدة محمود الأحمد، خطط للسفر إلى السودان واستخدم كل الأموال التي وفّرها ودفعها للمهربين لنقله إلى تركيا، وكانت وجهته السودان حيث فتح صاحب الشركة التي كان يعمل فيها مصنعا للسجاد وعرض عليه وظيفة. والجزء الوحيد من الرحلة الذي لم يكن يقلقه هو السفر من تركيا إلى العاصمة السودانية الخرطوم.
وحتى العام الماضي، كان السودان هو البلد الوحيد في العالم الذي يسمح للسوريين الفارين من الحرب الأهلية في بلادهم بدخول أراضيه دون تأشيرة، والبدء بحياة جديدة هناك. ومع مرور السنة العاشرة على الثورة السورية، حُرم اللاجئون السوريون من هذا الملجأ الآمن. وأعلنت الحكومة السودانية عن مراجعة قرارات الجنسية التي مُنحت خلال العقد الماضي، وهو قرار ترك السوريين عالقين بدون معرفة ما سيحدث لهم.
وحصل آلاف من السوريين على الجنسية السودانية، وبدأ عشرات الآلاف منهم حياة جديدة في هذا البلد. وفي مكالمة عبر الهاتف من إدلب حيث يعيش الأحمد، قال: “لا تتخيل يأسي وخيبة أملي”، فقد حصل على وثائقه من أجل السفر عندما أُعلن عن السياسة الجديدة في السودان، الأمر الي لم يترك له أي خيار سوى العودة إلى العيش كلاجئ داخل وطنه. وقال: “لقد عرّضت حياتي للخطر على الحدود ودفعت الكثير من المال للمهرب لتجديد جواز سفري وتحملت التكاليف العالية للحياة في تركيا بدون أي نتيجة”. وزاد عدد السكان السوريين في السودان أثناء الحرب، حيث جذبهم البلد بسياسة الدخول بدون تأشيرة وسياسات التعليم والصحة.
وقدرت الأمم المتحدة عدد اللاجئين السوريين في السودان بحوالي 100 ألف نسمة، مع أن الإحصائيات غير الرسمية تقدر الأعداد بأضعاف ذلك. وفرّ عدد من السوريين إلى السودان بحثا عن حياة جديدة، ورأى آخرون أنه مَهرب لهم من الخدمة العسكرية الإجبارية في جيش النظام السوري، والمعروفة بقسوتها وعدد القتلى في صفوف المجندين.
وتحول السودان إلى منطقة لقاء بين السوريين في الداخل والخارج باعتباره المكان الذي يمكنهم اللقاء فيه بدون مشاكل. وقال امرأة إن زفافها قد أُجّل لانتظارها التأشيرة بعد عام من تعليق منح التأشيرات بسبب انتشار فيروس كورونا. وقالت: “عليّ الانتظار ثانية ولا أعرف إلى متى، بسبب التأشيرة”. وأَضافت من دمشق أنها لا تعرف متى ستحصل على التأشيرة، حيث لم ترد السلطات السودانية على طلبها. وبدأت السلطات السودانية بملاحقة الجوازات التي تم الحصول عليها بطريقة غير شرعية خلال الـ30 عاما الماضية، وألغت 3500 حالة تجنيس، ومعظم من جُردوا من جنسياتهم كانوا أصلا سوريين.
وقال محمد شكري الذي يعمل في واحد من المطاعم الراقية بالعاصمة الخرطوم، إنه ينتظر ردا على طلب الجنسية منذ 3 أعوام. وفرّ شكري من مدينة الرقة وهو في سن الـ17 عاما بعد اختفاء والده ونصف إخوته. وقال: “أشعر وكأنني في سجن، والفرق بين السجن الحقيقي وهنا، هو أن لدي مساحة أوسع أتحرك فيها”. وأضاف: “لا أستطيع مغادرة السودان باستخدام الوثيقة السورية أو العودة إلى سوريا حيث سيتم تجنيدي للقتال مع النظام وللأبد”.
ومنعت معظم الدول العربية دخول السوريين باستخدام جوازاتهم. وكان بعضهم يأمل باستخدام الجواز السوداني للحصول على وظيفة في الخليج. وفي الوضع الحالي يفكر بعضهم في العمل بطريقة غير قانونية في مصر، حيث سيواجهون الترحيل وأسوأ من هذا خيارات صعبة.
ووصل محمد خالد قبل شهر من إلغاء قرار الدخول إلى السودان بدون تأشيرة. وكان يخطط لاستخدام الأوراق السودانية والوصول إلى أوروبا.
وفي ظل الوضع الاقتصادي المتدهور للسودان، لن يستطيع محمد الحصول على المال لتحقيق خطته. وقال: “أفكر بخط التهريب من السودان إلى أوروبا” لكن الراتب الذي يحصل عليه وهو 18.000 جنيه سوداني (34 جنيه استرليني) ويرسل جزءا منه لوالدته وإخوته في سوريا، يجعل من السفر إلى أوروبا خيارا صعبا.
=========================
لوموند: بعد 10 سنوات من الحرب.. بشار الأسد ملك على كومة من الأنقاض
https://www.aljazeera.net/news/2021/3/14/لوموند-بعد-عشر-سنوات-من-الحرب-بشار
في بداية الانتفاضة ضد النظام السوري عام 2011 رفع أنصار الرئيس بشار الأسد شعار "الأسد أو نحرق البلد"، فكان مكتوبا على الجدران وصوتا مرتفعا في المسيرات المؤيدة للنظام، ولازمة مكررة في وسائل الإعلام الرسمية، وها هي سوريا اليوم بعد 10 سنوات، بلد مجزأ واقتصاد محطم ونظام معزول، ورئيس يحكم من خلال الخضوع والدمار.
لخصت صحيفة "لوموند" (Le Monde) الفرنسية حال سوريا والأسد اليوم بالعبارات السابقة، موضحة أن الأسد لا يزال بعد حرب أهلية كارثية يراوح مكانه، ولكنه لا يحكم سوى الأنقاض، وقد توقف القتال عمليا وبقي النظام على قيد الحياة، لكن سوريا انهارت، ولم يعد لشعار "الأسد أو نحرق البلد" معنى، لأن الواقع أصبح "الأسد والبلد المتفحم"، وتم الخضوع والتدمير، فالشعب جاث على الركب ووطنه في حالة يرثى لها.
وفي تقرير بقلم بنيامين بارت، قالت الصحيفة إن الأسد الذي لم يتغير مظهره إلا قليلا، من المرجح أن يفوز بولاية رابعة مدتها 7 سنوات في هذا الربيع.
وكل الدلائل تشير إلى إعادة انتخاب هذا المنبوذ ذي الأيدي الملطخة بالدماء الذي وُعد قبل بضع سنوات بمصير كارثي، المنفى أو زنزانة السجن أو القبر، إلا أنه اليوم يشعر هو ونظامه بالانتصار بعد أن استعاد "سوريا المفيدة"، وإن كانت الاستعادة غير مكتملة، ببقاء إدلب والسهول الشمالية الشرقية خارج يده، حسب الكاتب.
هوة اقتصادية
وينبه الكاتب إلى أن الأسد سحق التمرد، ولكنه سحق معه البلاد، فهناك ما بين 300 ألف و500 ألف قتيل، وهناك مليون ونصف مليون معاق، إضافة إلى 5.6 ملايين لاجئ و6.2 ملايين نازح، في الوقت الذي تم فيه تدمير أو إتلاف ثلث المباني.
وحسب تقرير صادر في مايو/أيار 2020 عن المركز السوري لأبحاث السياسة، وهو شركة أبحاث مستقلة، فإن خسائر الحرب التراكمية تصل إلى 530 مليار دولار، كما أن الدولة خسرت ثلثي ناتجها المحلي الإجمالي الذي انخفض من 60 مليار دولار في عام 2010 إلى 21 مليار دولار في عام 2019.
ويرى الكاتب أنه وبصرف النظر عن إعادة تأهيل الطرق الرئيسية وترميم جزء من أسواق حلب بتمويل من مؤسسة "آغا خان"، فقد توقفت عملية إعادة الإعمار، لأن خزائن الدولة فارغة، خاصة بعد أن أصبحت معظم آبار النفط والغاز تحت السيطرة الكردية، وغاب الزوار الأجانب، وصار الفوسفات في يد شركة روسية تقديرا لإنقاذ الروس لبشار الأسد.
وبعيدا عن الانتعاش -كما يقول الكاتب- تتردى البلاد في الهاوية، حيث انتشر وباء كوفيد-19، وأفلس القطاع المصرفي اللبناني الذي اعتاد الكثير من السوريين استثمار أصولهم فيه، ودخل قانون قيصر حيز التنفيذ في الولايات المتحدة، وهو يهدد بفرض عقوبات على أي كيان مرتبط بدمشق، وهو ما يعرّض السكان لحصار اقتصادي بحكم الأمر الواقع.
ونتيجة لذلك، تسارع انهيار الليرة السورية وارتفعت أسعار السلع واضطرت الحكومة لخفض الدعم عن الخبز والوقود والغاز، مما يثير التذمر المتزايد حتى بين مجتمع العلويين الذي تنحدر منه عائلة الأسد.
وتقول دراسة للحزب الشيوعي السوري الموالي للنظام إن تكاليف المعاش بالنسبة لعائلة من 5 أشخاص قد تضاعف خلال السنة الأخيرة، حيث انتقلت من 380 ألف ليرة (302 دولار) إلى 732 ألف ليرة (582 دولار تقريبا)، وهو ما يمثل 15 ضعفا للحد الأدنى للأجور و12 ضعفا لمتوسط ​​راتب الطبيب، ووفق الأمم المتحدة فإن 12.4 مليون سوري أو 60% من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وفي هذا السياق، نبه الكاتب إلى أن نقطة قوية للنظام الذي أسسه حافظ الأسد قد تحطمت، وهي التحالف مع برجوازية الأعمال السنية، حيث حل جيل جديد من الانتفاعيين -الذين أثروا من التهريب والابتزاز وقنوات التحايل- محل من لم يرحل من النخبة الاقتصادية القديمة.
وقد تمت إعادة توزيع المكاسب الاقتصادية، فخسر رامي مخلوف ابن عم بشار الأسد الذي كان قبل الحرب أغنى رجل في سوريا، واستولى ماهر الأسد الأخ الأصغر للرئيس على دوره بصفته مصرفيا للنظام، بعد أن سيطرت قواته على حركة مرور الخردة المعدنية التي تم جمعها من أنقاض معاقل المعارضة السابقة، لتصديرها إلى الإمارات.
لا تنازل
ومع أن الأسد قام بمناورة في أواخر 2020، لإعادة الاتصال مع الأغلبية السنية في البلاد، فإنه من غير المرجح أن تنجح المهمة تحت ضغط الأقليات مثل السريان والعلويين الذين كانوا وقودا لمدافع النظام، وبالتالي فإن المصالحة مع هذه الأغلبية والنظام لن تكون يوم غد، وفق ما تقوله مديرة برنامج سوريا في الاتحاد الأوروبي.
ولا يبقى للنظام من أجل ضمان الولاء -كما يقول الكاتب- سوى الإكراه، وذلك بالمراهنة على المخابرات، فهي المسؤولة عن العلويين الذين ينتقدون النظام، وقد اعتقلت مؤخرا المذيعة هالة الجرف لأنها كتبت على فيس بوك "الحمد لله لم يعد لدينا خبز، ولكن لدينا فرع مسؤول عن الجرائم الإلكترونية"، إشارة إلى قسم الشرطة الذي يراقب الشبكات الاجتماعية.
أما كيف ترى الحكومة المستقبل، فيرجح الكاتب أنها لن تقدم أي تنازلات مهما كانت صغيرة، مستدلا على ذلك بمؤتمر عودة اللاجئين الذي نظم في دمشق بناء على طلب صريح من روسيا ولم يلق أي اهتمام خارجي.
ويختتم الكاتب بأن مناقشات اللجنة الدستورية في جنيف -التي تشكلت بمبادرة من موسكو وأنقرة، والمكونة من ممثلين عن السلطة والمعارضة من أجل تعديل الدستور السوري- أخفقت في تقديم أي شيء بسبب عرقلة مبعوثي دمشق، وهو ما يُظهر أن النظام ليس مستعدا للتنازل.
=========================
الصحافة البريطانية :
الغارديان :10 سنوات من النزاع.. جيل جديد من السوريين يسعى لاستمرار الثورة
https://www.alhurra.com/egypt/2021/03/15/حادثة-دار-السلام-معاناة-المصريات-المستقلات-مع-المجتمع-والجيران-والبواب
الحرة / ترجمات - دبي
15 مارس 2021
بالتزامن مع الذكرى العاشرة للانتفاضة السورية عام 2011، والتي تحولت لاحقا إلى حرب أهلية دخلت فيها قوى إقليمية ودولية، يسعى الجيل الجديد لإبقاء الثورة على قيد الحياة في الدولة الممزقة.
وبحسب صحيفة "الغارديان"، فإنه من المتوقع أن تقام مظاهرات كبرى، الاثنين، الذي يصادف عشر سنوات على الانتفاضة الذي بدأت من درعا في أعقاب ثورات الربيع العربي، للمطالبة بذات المطالبات التي نادى بها الثوار في 2011.
وسلطت الصحيفة الضوء على سارة قاسم، التي أمضت سنوات المراهقة تعيش تحت الحصار في مدينة حمص، حيث اختفى أصدقاؤها وأقاربها في غياهب سجون النظام، وعاشت أسرتها معظم الوقت دون كهرباء، وتكافح لتأمين الغذاء والدواء.
وطوال الوقت، ألقى سلاح الجو التابع لبشار الأسد براميل متفجرة وذخائر عنقودية على الحي الذي تعيش فيه.
واجهت قاسم خيار البقاء ومواجهة قوات الأسد، أو الفرار إلى محافظة إدلب - غير المستقرة أيضا، ولكن على الأقل خارج سيطرة النظام.
قالت الطالبة البالغة من العمر 21 عاما: "شعرت أننا نتحرك من جحيم إلى آخر".
وأضافت: "لكن بمجرد وصولنا على الأقل، يمكنني التركيز مرة أخرى على الدراسة، وعلى كيفية المساعدة في إعادة بناء سوريا مرة أخرى. لا يزال جيلي يحمل نفس الآمال في العدالة والحرية، ولن نتخلى عما بدأه الجيل الأكبر سنا".
ومضت في قولها: "نواجه في عصرنا أشياء مختلفة عما واجهه الجيل الأكبر من النشطاء. قد دمرت طفولتنا تماما، لكن لدينا واجب وقدرة على الاستمرار (...) لجعل سوريا مكانا أفضل".
بعد 10 سنوات من الحرب، استعاد نظام الأسد بمساعدة حلفائه الروس والإيرانيين، السيطرة على معظم أنحاء البلاد، وحلم "سوريا الحرة" يقتصر على شمالي غربي مدينة إدلب والريف المحيط بها.
انتزعت جماعة إسلامية على صلة بالقاعدة السيطرة على المنطقة من فصائل المعارضة الأخرى في عام 2019؛ حيث لا تزال الضربات الجوية للنظام وإمكانية شن هجوم واسع النطاق تشكل تهديدًا دائمًا.
وقالت الناشطة حسناء عيسى البالغة من العر 36 عاما إن "ثمن الانضمام إلى الثورة لم يكن زهيدا وتكبدنا خسائر فادحة. لكننا لسنا مجرد ضحايا".
الناشطة التي تعرضت للاعتقال سابقا وتعمل حاليا على برامج المساواة بين الجنسين والقيادة النسائية في منظمة "كش ملك"، تقول: "نحن ناجون".
ومنظمة "كش ملك" التي أنشأت في الأيام الأولى للانتفاضة، مهتمة بالمجتمع المدني تعمل في شمال غرب سوريا، وتدير ورش عمل للمواطنين الشباب يمكن من خلالها التعرف على مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان والمقاومة اللاعنفية التي قامت عليها مرتكزات الثورة.
وأضافت عيسى: "نحن نربي الجيل القادم بطريقة مختلفة عن أي شيء يمكن أن نتخيله من قبل".
من جهته، قال الناشط محمد بركات، وهو مدير مجتمعي في منظمة "كش ملك": "لم أكن أعتقد أننا سنواصل القتال من أجل الحقوق الأساسية بعد وقت طويل".
وتابع: "عندما بدأت الثورة اعتقدت أن ما حدث في بلدان أخرى مثل تونس سيحدث في سوريا أيضا. توقعت أن النظام سيتنحى ويستسلم لمطالب الشعب بالحرية. وبدلا من ذلك، قاموا بعمل عسكري، وأدركت أننا سنكافح لفترة طويلة".
وقال: "علينا أن نحافظ على الحلم حيا للجيل القادم (...) لديهم حافز كبير. العمل مع الشباب يجلب لي الأمل والفرح".
=========================
إندبندنت: شباب سوريون قاتلوا من أجل الكرامة فابتلعتهم المنافي وصار بعضهم مرتزقة
https://www.alquds.co.uk/إندبندنت-شباب-سوريون-قاتلوا-من-أجل-الك/
إبراهيم درويش
لندن- “القدس العربي”: انضم شباب مثل تهاني وأحمد إلى الثورة السورية بحثا عن مستقبل أفضل، وبعد 10 أعوام وجدوا أنفسهم خارج بلدهم. وتشير بيل ترو، مراسلة صحيفة “إندبندنت” إلى الكيفية التي تلاقت فيها طرق الناشطين الذين لم يلتقوا في بعض الأحيان، وكيف شاهدوا الانتفاضة السلمية وهي تنزلق إلى الحرب الأهلية ومعها أخذت أحلامهم بغدٍ مشرق.
ووجدت ترو في قصة تهاني، طالبة علم النفس الجامعية في دمشق، وأحمد من مضايا، الذي أجبر على ترك المدرسة والعمل في دكان جده وكان يأمل بإنشاء شركة بناء يعرف أنها لن تتحقق، صورةً عن تلاقي المصير الواحد.
وتقول إن والدة تهاني ترجّتها بعدما وجدت عبر فيسبوك دعوة نادرة للاحتجاج في وسط دمشق، بعدم الذهاب والعودة للمدرسة حالا بعد نهاية محاضراتها الجامعية. ولكنها كانت مصممة على المشاركة والبحث عن مكان اللقاء.
رغم انتقاده التدخل التركي في سوريا، إلا أن أحمد قضى عام 2020 كمرتزق في ليبيا وبراتب تدفعه تركيا.
وعلى بعد 40 كيلومترا، شعر الشاب أحمد (16 عاما) بالفرح عندما سمع عن التظاهرة في دمشق. ومع وصول تهاني إلى منطقة اللقاء كانت الشرطة قد فرقت المتظاهرين ونقلت عددا منهم في الشاحنات، وتواصل البحث عن متظاهرين هربوا في الطرقات.
وتمثل قصة أحمد وتهاني الثورة السورية التي انطلقت بداية شهر آذار/ مارس عام 2011، وتحولت إلى أكبر حرب أهلية دموية في القرن الحادي والعشرين.  وعلى مدى العشرة أعوام الماضية، أصبحت الحرب معقدة وبالوكالة بين القوى الدولية العظمى. لكن القمع الذي مارسته قوات الأمن لم يمنع أحمد من المشاركة في الثورة: “علقنا جميعا وشعر حتى أنصار الرئيس الأسد بالظلم الذي حل بالسوريين لكنهم كانوا خائفين من النظام”.  وتحدث أحمد للصحيفة من إدلب في شمال- غرب سوريا حيث يعيش الآن، وقال: “كان الانضمام للحركة مجازفة وكلنا علم أن هذه هي الفرصة الوحيدة للتغيير”.
 ويبلغ عمر أحمد الآن 26 عاما، أما تهاني فهي في سن 32 عاما، وتعيش لاجئة في ألمانيا. ومثل غيرها من الناشطين، سُجنت وعُذبت ثم فرّت من سوريا وانضمت إلى قوافل المهاجرين الذي عبروا إلى أوروبا. واختفت والدتها التي رجتها ألا تشارك في التظاهرات عام 2014 ولا تزال في عداد المفقودين.
وانضم أحمد في سن الـ16 عاما للانتفاضة المسلحة ضد الأسد. وبعد 10 أعوام من حرب خاسرة لا يمكن الانتصار فيها، لم يبق لدى أحمد الذي لا يحمل مؤهلات من أي نوع، سوى تجربته القتالية، ولهذا قضى السنوات الماضية يعمل مع جماعات تدعمها تركيا وتخوض حروبها.
ورغم انتقاده التدخل التركي في سوريا، إلا أنه قضى عام 2020 كمرتزق في ليبيا وبراتب تدفعه تركيا. واستخدم النظام منذ بداية الثورة المحكوم عليها بالفشل أقسى أنواع العنف ضد المتظاهرين. وركّز الأسد لاحقا نيرانه الجوية والبرية على من حملوا السلاح ضده، وشملت الغارات الجوية والبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية التي أمطرت على المدن والبلدات في كل أنحاء البلاد.
وتصاعد القتال عندما دخلت روسيا الحرب عام 2015، وبعد عام تدخلت تركيا لخدمة مصالحها. ومن هنا ابتلعت الحرب السكان وسط خطوط من القتال المتشابكة من القوى السورية والأجنبية وقوات النظام والجماعات الجهادية والميليشيات المتعددة. ولا أحد يعرف عدد قتلى الحرب، حيث توقفت الأمم المتحدة عن إحصاء الجثث عام 2014 عندما وصل عدد القتلى إلى 400 ألف قتيل.
وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فإن نصف سكان سوريا الشباب تحدثوا عن مقتل قريب أو صديق في الحرب. لكن الموت لا يعتبر المؤشر الوحيد عن المصيبة. وتقول وكالة الطفولة العالمية، إنه تم تجنيد حوالي 6 آلاف طفل سوري في الحرب كما حدث مع أحمد في البداية، وبعض هؤلاء كان في سن السابعة من العمر.
أما تهاني، فقد كانت واحدة من 6 ملايين لاجئ سوري فروا من بلادهم، وهناك سبعة ملايين باتوا نازحين في بلادهم. وتقول تهاني: “لا أعرف من أين أبدا وكيف أنتهي” للحديث عن الثورة السورية. و”ماذا ستطلقين عليه سوى القتل المنظم للحالمين الذين طالبوا بالحرية؟”. وظلت تهاني تتحرك على مدى 3 أعوام في السر وتنتقل من بيت لآخر حتى لا يتم القبض عليها. وبعد أيام من تأخرها على مسيرة دمشق، بدأت بتنظيم احتجاجات في بلدة الزبداني التي لا تبعد كثيرا عن مضايا وتقع قرب الحدود اللبنانية.
وانتشرت الفيديوهات عن الاحتجاجات في موقع يوتيوب، وبدأت تهاني بتنسيق شبكة من الصحافيين المواطنين. ولهذا أصبحت هدفا لقوات النظام. وهاجم جيش النظام السوري الزبداني في شباط/ فبراير 2012، وفرّت تهاني مع عائلتها تحت جنح الليل إلى بلدة قريبة آمنة. وألقت قوات الأمن في النهاية القبض على تهاني عندما كانت وعائلتها تحاول المرور عبر حاجز عسكري في تموز/ يوليو 2012، ونُقلت من فرع أمني إلى آخر قبل أن تودع في السجن المركزي.
في السجن كانت تهاني محتجزة مع 15 امرأة في زنزانة صغيرة وقذرة، وحُرمت وزميلاتها من الماء. وكان صوت التعذيب من الزنازين القريبة يطغى على كل شيء
وفي السجن كانت تهاني محتجزة مع 15 امرأة في زنزانة صغيرة وقذرة، وحُرمت وزميلاتها من الماء. وكان صوت التعذيب من الزنازين القريبة يطغى على كل شيء، ولم يسمح لأحد بالحديث وتواصلن عبر الهمس. وقالت إنها تعرضت للتعذيب المبرح لدرجة أن آثار التعذيب ظلت على جسدها لأشهر. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر، استطاعت والدتها زيارتها وأحضرت لها بعض الإمدادات، لكن تم اعتقالها مباشرة بعد ذلك، ولم يُسمع عنها منذ ذلك الوقت. ولا تعرف العائلة سبب اعتقال الوالدة وأين اعتقلت وإن كانت لا تزال على قيد الحياة. و”اختفت” كما تقول تهاني رغم محاولات البحث عنها.
وبالنسبة لأحمد وأقاربه، فقد كانوا يعرفون أن الانضمام إلى الجيش السوري الحر بعد إنشائه بقليل، مقامرة. ولكن أهل مضايا كان لديهم الكثير ليخسروه. فقبل الحرب كانت مضايا مقصد السياح في نهاية الأسبوع، وبنى فيها أثرياء سوريا الفلل والبيوت الراقية. وعُرفت البلدة بعنبها اللذيذ. وأصبح سوقها معروفا بتوفر الماركات العالمية التي لا تتوفر في أي مكان في سوريا، والتي تصل عبر طرق التهريب النشطة.
ولكن أهل مضايا كانوا راغبين بالحرية السياسية وليس تقديم الخدمات للنخبة الغنية. وقال أحمد: “لقد أجبرنا النظام على حمل السلاح. كانت الطريقة الوحيدة للنجاة”. وقُتل ستة من أقاربه الذين انضموا إلى الثورة، وأسوأ من هذا الجوع الذي عانى منه سكان البلدة. وبعد سحب النظام قواته الأمنية من المنطقة، أصبحت مضايا ملجأ للناشطين ومسلحي الجيش السوري الحر. وفي 2015 حاصر النظام البلدة وسكانها الـ4000 نسمة لتجويعهم. وتكررت القصة في كل البلدات، بما فيها بلدة تهاني، حيث فرغت الرفوف سريعا من البضائع وارتفعت أسعار المواد إلى مستويات ضخمة، وبلغ سعر كيلو السكر والأرز 400 دولار. واستخدمت العائلات الحشائش لصناعة الحساء مع البهارات لإطعام الأطفال، وأكل البعض الكلاب والقطط الضالة والقنافذ، فيما حاول آخرون الانتحار.
وجاءت نقطة التحول عندما حاصر المقاتلون بلدتين تابعتين مؤيدتين للأسد، حيث اضطر النظام للتفاوض، وسمح للمواد الإنسانية من الأمم المتحدة بدخول البلدة بعد ستة أشهر من الحصار. واتفق في 2017 على ما عرف بـ”اتفاق البلدات الأربع” حيث تم نقل سكان من الزبداني ومضايا إلى إدلب، مقابل فك الحصار عن بلدتي فوعة وكفريا.
وكان أحمد في واحدة من الحافلات التي نقلت السكان إلى إدلب حيث اكتشف عند هذه النقطة أن مواجهة النظام باتت عبثية و”لم تعد المعارضة قادرة على هزيمة النظام الذي تدعمه إيران وروسيا”. و”عند تلك النقطة فقدت كل أصدقائي”.
وعندما أفرج عن تهاني في خريف 2014 لم يكن هناك من يستقبلها، فقد اعتُقلت أمها وأقاربها، وتُوفي والدها متأثرا بالسرطان ورفض مغادرة مزرعته التي تعرضت للقصف الشديد من النظام، وقتلت بقية عائلتها باستثناء شقيقة لها هربت من البلدة. وقررت تهاني الخروج من سوريا في أيلول/ سبتمبر 2015 حيث لم يعد لديها ما تفعله، وهربت عبر حافلة محروقات إلى لبنان ومن هناك طارت إلى تركيا حيث دفعت 1000 دولار لمهرب كي تركب قاربا مع 50 شخصا إلى اليونان.
وقالت إن الرحلة أخذت أربع ساعات، وكانت خطيرة لأن أحدا لم يعرف كيف يوجه القارب. وبدأت تجمع معلومات حول السفر إلى ألمانيا التي قيل إنها ترحب بالمهاجرين. وبالصدفة التقت مع قريب بعيد كان يخطط للقيام نفس الرحلة من اليونان عبر البلقان. وفي مرة، تظاهرت بأن مجموعة من الأطفال هم أبناؤها حتى لا يتم اعتقالهم. وناموا في العراء قرب الحدود بانتظار إذن الدخول، ولا تتذكر تهاني أسماء الدول التي مروا بها إلا بصعوبة. و”كان عليّ اليقظة الدائمة وعدم الثقة بأحد حتى أنجو”. و”أسوأ ما في الأمر كان كلاب الشرطة التي ترعب الأطفال”.
في 2015 حاصر النظام بلدة مضايا وسكانها الـ4000 نسمة لتجويعهم، واستخدمت العائلات الحشائش لصناعة الحساء مع البهارات لإطعام الأطفال، وأكل البعض الكلاب والقطط الضالة والقنافذ، فيما حاول آخرون الانتحار.
قبِل أحمد العمل كمرتزق على أمل توفير مبلغ من المال يستطيع من خلاله الهجرة إلى أوروبا. وبعد عامين من العيش في إدلب، انضم للجيش السوري الوطني، المدعوم من تركيا. ثم جاء التدخل التركي في ليبيا إلى جانب حكومة الوفاق الوطني الليبي التي حاصرها خليفة حفتر. وتلقى أحمد وعدا بالحصول على ألفي دولار لو شارك في الحرب الليبية، وهو أعلى من 500 ليرة تركية (70 دولار) كان يحصل عليها في سوريا.
وبالنسبة لأحمد فإن الفائدة الأهم هي قرب ليبيا إلى أوروبا. وقال: “علمت أن هناك العديد من السوريين وصلوا إلى إيطاليا عبر القوارب من ليبيا”. وقال: “لم نهتم بالحرب في ليبيا، ومعظم السوريين الذين ذهبوا إلى هناك لم يعرفوا من يقاتلون وقرروا المشاركة من أجل المال ولأن الناس جوعى في سوريا”.
وأثارت تصرفات السوريين من إطلاق النار وسرقة السلاح قلق الكتائب الليبية. وفي الوقت نفسه بدأ النظام السوري يجند مرتزقة سوريين للقتال مع حفتر. ويقول أحمد: ” كان الوضع صعبا في الأيام الأولى، وكان حفتر يتقدم، وخفت من إلقاء قواته القبض علي”. واكتشف أن الوصول إلى أوروبا من ليبيا غير ممكن، وبدأ يشعر بالخيبة من الدور التركي في سوريا واتهم أنقرة بأنها تحاول إنقاذ النظام.
وانتهت رحلة تهاني في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، حيث وصلت إلى ألمانيا وقدمت طلب لجوء. وتعلمت الألمانية سريعا وتزوجت وأنجبت طفلين وتعمل مترجمة. وهي ليست نادمة على القتال من أجل الكرامة وكذا أحمد.
=========================
التايمز: بعد عشرة أعوام أصبح مصير سوريا بيد القوى الخارجية
https://www.alquds.co.uk/التايمز-بعد-عشرة-أعوام-أصبح-مصير-سوريا/
إبراهيم درويش
لندن- “القدس العربي”: بعد عشرة أعوام من الثورة السورية أصبح مصير سوريا في يد الآخرين، يقول مراسل صحيفة “التايمز” في الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر.
ففي مثل هذا اليوم من آذار/ مارس 2011 بدأت الحرب السورية، وبعد سنوات من الدمار أصبحت الأرقام صادمة أكثر، فنسبة 90% من أطفال سوريا بحاجة إلى العناية الإنسانية حسبما أكدت منظمة “يونيسف” التابعة للأمم المتحدة، وهناك نصف مليون طفل يعانون من مشاكل نمو بسبب سوء التغذية، بالإضافة إلى 3 ملايين طفل بدون مدارس أو تعليم، ومعظمهم من الأولاد، وهو ما يعطي صورة مخيفة عن حجم الأزمة في المستقبل.
وفي دراسة مسحية منفصلة للجنة الدولية للصليب الأحمر، وجدت أن نصف الشباب السوري قُتل أو جُرح لهم أصدقاء، وهناك 305 ألفاً من البيوت السورية تضررت أو دمرت بالكامل حسب دراسة. وتطالب جماعات الإغاثة بالمال والسماح لها بدخول المناطق التي تحتاج للمساعدة لكن النظام يعرقل جهودها.
ودفعت روسيا باتجاه تصويت في مجلس الأمن الدولية بخفض المنافذ لدخول الإغاثة إلى كل المناطق التي لا تخضع لسيطرة نظام بشار الأسد وحددته بممر حدودي واحد. وتؤكد الحكومات الغربية بمن فيها بريطانيا على استمرار العقوبات ضد النظام. ويؤكدون على أن يسمح باللجنة الدستورية تضم النظام والمعارضة والأمم المتحدة باقتراح إصلاحات ويجب ممارسة الضغط على النظام حتى يوافق على تقديم تنازلات.
إلا أن حلفاء النظام مثل روسيا وإيران يناقشون أن الوقت قد حان لكي يعترف المجتمع الدولي بانتصار الأسد وأن تخفيف العقوبات هو السبيل الذي يسمح بإعادة بناء البلد وإطعام نفسه.
حلفاء النظام السوري يعتبرون أن الوقت قد حان لكي يعترف المجتمع الدولي بانتصار الأسد وتخفيف العقوبات
وهناك أصوات تدعم هذا التوجه في الغرب وبين حلفاء النظام، ودعا وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد في الأسبوع الماضي لإعادة مقعد سوريا في الجامعة العربية. وقال إن الوقت قد حان لكي “يعود البلد إلى وضعه الطبيعي”، وانتقد قانون قيصر الأمريكي الذي فرض عقوبات على سوريا. وقال إن الإبقاء على قانون قيصر كما هو اليوم يجعل من الطريق صعبا جدا.
واقترحت الإمارات حلها الخاص للأزمة، من خلال العلاقات الجديدة مع إسرائيل. فمقابل إعادة مقعد سوريا في الجامعة العربية وتخفيف العقوبات، يجب على سوريا الاعتراف بإسرائيل وطرد الميليشيات الإيرانية من أراضيها. وهو موقف غير محتمل، ولكنه يعبر عن مواقف اثنين من أساقفة كانتبري، لورد كيري ولورد ويليامز اوف أوستيرموث بالإضافة للسفير الأمريكي السابق في دمشق روبرت فورد، الذي عمل ما بين 2010- 2014 والذي كان من أشد الناقدين للأسد في بداية الأزمة.
وكتب فورد: “لا أفهم ماذا يعني وقوف المواطنين السوريين في الطوابير لشراء المواد الأساسية والخبر والمحروقات وأن أمريكا قد انتصرت”.
وبدأت الثورة السورية في 15 آذار/ مارس 2011 بعد احتجاجات سلمية استلهمت من تونس ومصر وليبيا. ومنذ ذلك الوقت انهار البلد إلى مجموعة من الكانتونتات وحتى المنطقة التي يسيطر عليها النظام باتت مقسمة، وقتل في الحرب نحو نصف مليون إنسان، وظلت المساعدات الإنسانية الدولية سببا في إبعاد شبح الجوع عن البلاد حتى 2019 حيث ضربت البلاد سلسلة من الأزمات، منها انهيار النظام المصرفي اللبناني، وتم تجميد كميات كبيرة من الأموال السورية المودعة في المصارف اللبنانية، وانتشار فيروس كورونا وقانون قيصر الذي فرض عقوبات قاسية على البلاد.
وانهارت قيمة الليرة السورية ولم تعد تساوي شيئا، والدولار يساوي 3.000 ليرة، مقارنة مع 47 ليرة للدولار قبل 10 أعوام، أي خسارة نسبة 98% من قيمة الليرة، وهو ما يجعل الراتب العادي يساوي دولارين في اليوم. وقال شاهر الخطيب (42 عاما) من مدينة درعا: “سوريا، أرض الخير والازدهار أصبحت بلد الجوع”. وأضاف: “لم يعد الوضع الأمني محتملا، وفي كل يوم نسمع عن أشخاص قتلوا أو اختطفوا بالإضافة للسطو الذي زاد خلال الأزمة، وهذا كابوس”.
ولا يغطي قانون قيصر الدعم الإنساني، لكنه بالتأكيد أدى إلى الإضرار بالاقتصاد السوري بشكل عام. وفي تقرير مشترك لمجلس اللاجئين النرويجي ومنظمة أوكسفام نشر العام الماضي أشار إلى أن العقوبات عوق عملهما وكان عليهم الحصول على استشارة حتى لا يخرقا القانون.
ويرى الخطيب والمدافعين عن العقوبات أن الأسد هو العقبة الحقيقية أمام إعادة الإعمار. وقال: “بالطبع يعتبر قانون قيصر واحد من الأسباب لكن ما هو السبب الأهم؟” ويجيب “إنه بشار الأسد وتمسكه بالكرسي، وتم تناسي كل الجرائم التي ارتكبها ويلوم الجميع قانون قيصر”.
ويتفق الجميع على شيء واحد وهو أن مستقبل سوريا يعتمد على القوى الخارجية، تركيا وإيران وروسيا وكلها تحتفظ بوجود عسكري على الأرض، وتضرب إسرائيل من الجو.
ويقول عامر حسين، الاقتصادي المقيم في لندن ويكتب عن سوريا “عندما أتحدث مع أي شخص يقول إنه مهما اتفقت عليه الولايات المتحدة وروسيا. ثم مهما اتفقت عليه السعودية وإيران”. وأمل تحقيق انتصار هو ما يجعل النظام والجهاديين والمعارضة والأكراد الاستمرار في القتال.
وفي شمال سوريا يرى البعض أن الدعم التركي يمكن أن يؤدي إلى معجزة وتغيير في المصير. ويقول أبو فيصل، من حلب: “لقد خسرنا ولكننا لن نتوقف عن قتال هذا النظام ونتحدث بحرية”. وحتى ذلك الوقت سيظل السوريون جوعى.
=========================
اسرائيل اليوم :صحيفة عبرية: كيف يشفى الأسد من “السلالة الإيرانية” المسيطرة على سوريا؟
https://www.alquds.co.uk/صحيفة-عبرية-كيف-يشفى-الأسد-من-السلالة/
هذا الأسبوع، وبعد مرور عشر سنوات على نشوب الربيع العربي في سوريا، أصيب بشار الأسد وعقيلته أسماء بكورونا مع أعراض نشطة. ويدعي الأطباء بأن احتمالات شفاء الزوجين الرئاسيين طيبة، وإن لم يتمكنا بعد من تلقي لقاء سبوتنيك الروسي الذي مولته إسرائيل لهم مقابل إعادة الشابة التي اجتازت الحدود. كما أن الإحصاءات الإقليمية تمنح الحاكم السوري معدلات بقاء عالية. فبعد كل شيء، يكاد الأسد يكون الوحيد من بين الزعماء العرب الذي خرج دون خدش من العاصفة التي أسقطت طغاة قدامى كمبارك، والقذافي، وبن علي التونسي، وعلي عبد الله صالح اليمني. ولكن هذا البقاء جبى ثمناً رهيباً من سكان سوريا. فقد قتل مئات الآلاف وشرد أكثر من عشرة ملايين من ديارهم. نصفهم على الأقل أصبحوا لاجئين خارج بلدهم. والأسد نفسه، الذي ذبح مواطنيه بلا رحمة، اضطر أن يعرض نفسه لـ السلالة الإيرانية، التي هي معدية وخطيرة أكثر بأضعاف من كورونا، كي ينجو في قصره. فقد بدأت الأحداث قبل عشر سنوات. بإلهام من التطورات في تونس ومصر، خرجت جماعات من المواطنين في آذار 2011 إلى شوارع المدن السورية، دون هوية محددة وزعامة موحدة، مطالبة بإسقاط النظام ومنح مزيد من الحرية والحقوق للفرد. وقمع النظام هذه المظاهرات بعنف شديد.
عناق طهران لسوريا
ولكن بعد سنتين – ثلاث سنوات، كانت سيطرت على حركة الاحتجاج منظمات ثوار سنية، معتدلة أكثر ومعتدلة أقل، وبدعم مصادر من الخارج، ممن شخصوا الفرصة لإسقاط الأسد ابن الطائفة العلوية من الحكم، وهي التي يبلغ عددها بالإجمال نحو 12 في المئة فقط من سكان سوريا، وبدأوا يشعلون النار في أرجاء الدولة. ومقابل إيران، التي لاحظت خطر سقوط حليفها في دمشق وانهيار الجسر البري الذي يربطها عبر العراق وسوريا لحزب الله في لبنان، أمرت آلاف مقاتلي حزب الله بالدخول لمساعدة الأسد.
تحولت المظاهرات المحلية إلى حرب أهلية مضرجة بالدماء. داعش – تنظيم الدولة الإسلامية، الأكثر تطرفاً وإجرامية من بين تنظيمات الثوار – نجح في السيطرة على أجزاء واسعة من أراضي سوريا. وحياله سارع لنجدة الجيش السوري نشطاء حزب الله والحرس الثوري الإيراني. وأصبحت سوريا ساحة قتال متعددة المشاركين، وانضمت إليها محافل محلية كالأكراد ومحافل خارجية كتركيا أردوغان، أو السعودية التي ضخت الأموال للثوار.
في 2015، حين لاحظ بوتين انعدام رغبة التدخل الغربي في ما يجري في سوريا ورداً فاتراً من أوباما على استخدام الأسد للسلاح الكيميائي ضد أبناء شعبه، انغرس وتداً في سوريا وبنى لنفسه هناك معقلاً استراتيجياً لسنوات طويلة. وقلب دخول سلاح الجو الروسي والقوات الخاصة الروسية إلى سوريا إلى جانب إيران و”حزب الله” والميليشيات المؤيدة لإيران الجرة رأساً على عقب. هزمت الدولة الإسلامية، وبدأ الإيرانيون يملأون الفراغ الذي نشأ في سوريا بالسيطرة على مجالات عمل مختلفة وبالحضور في الميدان. وللمفارقة، كان تجند التحالف الغربي لهزيمة الدولة الإسلامية قد ساعد النظام الإيراني في تعميق عناقه لسوريا.
منذ بداية الأحداث في سوريا قبل عشر سنوات، قررت إسرائيل عدم التدخل في الحرب الأهلية، إلا في الحالات التي ينشأ فيها تهديد على أمنها – مثل تموضع مجال معاد على الحدود في هضبة الجولان. وبهذه الروح نشأت علاقات دعم ومساعدة مختلفة للثوار المعتدلين الذين سيطروا على منطقة الحدود.
تداخل المصالح
رغم الهجمات الإسرائيلية في سوريا، تواصل إيران تعميق سيطرتها في سوريا ولا تبدي نية للانسحاب من هناك. وكان نشطاء “حزب الله” قد دخلوا كمستشارين في كل صفوف الجيش السوري. ويواصل السلاح التدفق من مخازن الجيش السوري إلى “حزب الله” مقابل إرساليات نفط توفرها إيران لسوريا والتي تعمل إسرائيل، وفقاً للمنشورات، على منعها في المسار البحري أيضاً.
إن طرد الوجود الإيراني في سوريا، وقطع العلاقة بين طهران ودمشق، يبدو في هذه اللحظة كمهمة صعبة للغاية، ربما متعذرة، ولا سيما عند الحديث عن الوسائل العسكرية فقط. ولكن ينبغي أن نتذكر بأن الروس غير متحمسين، على أقل تقدير، من التواجد الإيراني، وكذا النظام السوري، الذي يدين ببقائه لطهران، غير سعيد من تحوله إلى رهينة لدى خامينئي. باتت سوريا، التي لم تنتعش بعد من الحرب الأهلية، بحاجة ماسة إلى إعادة البناء بالمليارات، ووحده استعداد الغرب لمساعدتها مقابل إبعاد الإيرانيين، إلى جانب استمرار العقوبات الدولية المفروضة على إيران، كفيل بأن يشفي الأسد من السلالة الأخطر التي أصيب بها.
بقلم: عوديد غرانوت
إسرائيل اليوم 14/3/2021
========================