الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 16-12-2015

سوريا في الصحافة العالمية 16-12-2015

17.12.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. ديلي بيست" يحاور قائد جيش الإسلام زهران علوش
  2. بروجيكت سنديكيت :المعركة من أجل بريطانيا
  3. اسرائيل اليوم :السنوات التي غيرت الشرق الأوسط
  4. نيويورك تايمز :جوشن بيتنر :حرب ألمانيا من أجل أوروبا
  5. لوبس الفرنسية :بيار هاسكي :«داعش» يتمدد ولا رؤى استراتيجية للقضاء عليه
  6. الإندبندنت: بشكل معلن.. أوباما لم يعد مهتماً برحيل الأسد
  7. واشنطن بوست: الضربات الروسية توقف المساعدات الإنسانية عن سورية مسببةً أزمة جديدة
  8. لوموند: كيف ظهر تنظيم الدولة؟ وكيف تمدد؟
  9. وول ستريت جورنال: اختلاف روسيا وأمريكا يصعب التعاون ضد "داعش"
  10. التايمز’’: تأثر نفط تنظيم ’’داعش’’ بالضربات الأمريكية
  11. الفايننشال تايمز: داعش يغدق الاموال على المقاتلين الاجانب
  12. الاندبندنت: التحالف العسكري السعودي الجديد خطوة رمزية وليست حقيقية
  13. الغارديان: المجالس المحلية في وجه بشار الأسد وداعش في سوريا
  14. ليسبريسو: ما أهم دوافع عناصر تنظيم الدولة للانضمام إليه؟
  15. ستريت جورنال تكشف كيف توسع السعودية نفوذها في الشرق الأوسط
  16. "فورين بوليسي": شركة روسية تنظم رحلات إلى الخطوط الأمامية في سوريا
 
"ديلي بيست" يحاور قائد جيش الإسلام زهران علوش
لندن - عربي21 - بلال ياسين# الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015 02:04 م 15.5k
قال قائد جيش الإسلام زهران علوش، الذي يسيطر فصيله على معظم الغوطة الشرقية، في مقابلة أجرتها معه الناشطة السورية هديل عويس، ونشرها موقع "ديلي بيست"، إن جماعته ظهرت مثل بقية الفصائل الثورية، بعد عملية القمع التي مارسها النظام السوري ردا على الاحتجاجات السلمية.
ويقول علوش: "كان واجبا أن تكون لدينا أداة لحماية السكان من مذابح النظام عبر السلاح للدفاع عنهم"، مؤكدا أن فصيله هو "مشروع ثوري سوري، ويضيف: "لهذا السبب اخترنا حلفاءنا وأعداءنا بناء على موقفهم من الثورة والنظام".. مستدركا بأنه رغم احتفاظ الفصيل براية خاصة، إلا أن هذا لا يعد "بديلا عن راية الاستقلال السوري، فهي فقط راية تحمل اسمنا".
وعن تصريحاته حول العلاقة والالتقاء الأيديولوجي مع جبهة النصرة، التي تعد الفصيل الممثل لتنظيم القاعدة في سوريا، يقول علوش: "في ذلك الوقت كنت أتحدث عن أبي مارية القحطاني، وهو أحد مستشاري الجبهة الشرعيين. ورأينا أنه أظهر مواقف معتدلة، وكنا نريد دعم جهوده. والآن لدى جبهة النصرة مستشارون شرعيون مختلفون، ولا نتفق معهم لا أيديولوجيا ولا فكريا".
ويشير الموقع إلى أن علوش تحدث عن علاقته مع أحرار الشام،  فقال "نحن في قيادة جيش الإسلام نقف مع جميع القوى الثورية المقاتلة ضد ميليشيات الأسد والبعيدة عن منهج التكفير في خندق واحد ونسعى لتكون علاقاتنا جيدة بالجميع بما فيهم الأخوة في حركة أحرار الشام والتي كنا لمدة في جسد ثوري واحد".
وعن من يقف وراء منع "جيش الإسلام" من الإلتحاق بـ"جيش الفتح"، قال "أما منع جيش الإسلام من دخول غرفة عمليات جيش الفتح فكان الأجدى توجيه السؤال لقيادة الغرفة والاستفسار منها عن حقيقة الأمر، ولكن ما تناهى لسمعنا أن هناك فصيلا له ارتباطات منهجية وربما تنظيمية مع "داعش" وضع فيتو على دخولنا".
ويقول علوش عن سبب وجود أعداء كثر لجيش الإسلام في أوساط المعارضة وتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة: "بشكل عام، فإن جيش الإسلام ليست لديه اعتراضات أو حساسية للنقد. وعلى خلاف هذا، فقد اتصلنا مع من لديهم الخبرة والرؤية الشاملة كي يقوموا بتقييمنا وتقديم النصح لنا. ومع ذلك فنحن دائما عرضة للتشويه من البعض، ببساطة لأننا لا نستطيع إرضاء أحد، فهناك دائما من يكره ما نقوم بعمله، ويشعرون بأن هذا لا يخدم مصالحهم، ولهذا يواصلون نقدنا. ونعتقد أنه يجب أن نواصل العمل بدلا من مضيعة الوقت على الدعاية والدعاية المضادة".
ويرد علوش على سؤال عن موضوع الناشطة رزان زيتونة، واتهام فصيله بخطفها، وإن كان ما اتهم به ظلما، وماذا فعل لإلقاء القبض على المنفذين، بأن قضية رزان زيتونة استخدمها الكثيرون لشيطنة جيش الإسلام.
ويضيف علوش: "لا يعرف الكثيرون أن جيش الإسلام سهل من دخول زيتونة إلى الغوطة الشرقية، من خلال الشهيد محمد عدس، وهو مدير مكتب في جيش الإسلام. وعرضنا حماية زيتونة؛ لأن كثيرا من الأطراف لم تكن راضية عن عملها، ولكنها فضلت العمل مستقلة. فلماذا نسمح لها بالدخول ومن ثم نختطفها؟ هذا غير منطقي. أما عن اعتقال من اختطفوها، فهذا أيضا غير صحيح، فعندما نتعرف على من اختطفها، سيظهرون حالا في المحكمة".
ويتحدث علوش في المقابلة، التي ترجمتها "عربي21"، عن أحكام الشريعة والديمقراطية ومستقبل سوريا، حيث يقول: "لا يتدخل جيش الإسلام بعمل الهيئات القضائية، التي تضم العديد من الشيوخ والفقهاء، الذين يمثلون تنوع المجتمع، ونؤمن بدور المؤسسات. وعندما انتقدت الديمقراطية، كنت أشير إلى التلاعب بالناس من خلال الأكاذيب البراقة، وديمقراطية الأسد، وتشاركية البعث، وإسلامية تنظيم الدولة، هي أمثلة قليلة عن ذلك. كما أن ازدواجية معايير الغرب تنطبق على الديمقراطية. ففي الوقت الذي تستخدم فيه الديمقراطية في الغرب لخدمة مصالح الناس، يتم التلاعب بالديمقراطية  في بلادنا، من أجل جلب الأشرار إلى الحكم وليكونوا عملاء للقوى الخارجية. ونعتقد أن سوريا في المستقبل يجب أن تدار بالتكنوقراط من أصحاب الكفاءات والمهارات. ولا نؤمن بحكم الطائفية أو الحزبية في سوريا، ولكن هيئة تكنوقراط تمثل التنوع في سوريا. ولا ننظر لأنفسنا على أننا إسلاميون ولكننا مسلمون".
ويلفت الموقع إلى أن علوش رد على سؤال عن معاملته للمسيحيين في عربين، وما يشاع بأن المسيحيين يفضلون حكم الأسد على المعارضة. ثائلا إن المسيحيين يعيشون في سوريا منذ مئات السنين، وساهموا في التنوير السوري. وكانت الثورة السورية في البداية تدعو إلى الحرية والمساواة للسوريين كلهم، دون اعتبار لأديانهم.
ويضيف علوش: "يعد نظام الأسد المساهم الأكبر في شقاء المسيحيين، وقام بوضع العديد من القيود على المسيحيين السوريين، وأجبر الكثيرين منهم على مغادرة البلاد وإغلاق متاجرهم؛ بسبب سياسة الأسد التي يطلق عليها الاقتصادية الاجتماعية".
وتفيد الكاتبة بأن علوش اتهم الأسد بتجويع سكان الغوطة الشرقية، الذين يعيشون تحت الحصار منذ أربعة أعوام؛ لأنه "يعتقد أنه سيربح الحرب بهذه الطريقة". وأشار إلى وجود بعض المصادر الزراعية والمياه في الغوطة. وقال إن لديهم فريقا من الخبراء في المجالات كلها، ويقول: "نحاول أن نكون إبداعيين فيما يتعلق بتقديم الاحتياجات للناس. وهذه ليست جهود جيش الإسلام ذاته، ولكن جهود أهل الغوطة بشكل عام. ولا يزال أهلنا يعانون من نقص حاد في المواد الأساسية؛ بسبب هذا الحصار القاسي، الذي يأخذ مكانه، للأسف، تحت عين ونظر المؤسسات الدولية التي تحمل شعار الإنسانية".
ويجيب علوش عن سبب تسمية الكثير من الناس له بالديكتاتور، وعن سبب خروج تظاهرات ضده، قائلا إن "الديكتاتورية تعني أنني أحاول إجبار الناس على تقبل وتطبيق أفكار الآخرين، ونشاهد في الغوطة الكثير من النشاطات السياسية والاجتماعية، ويقوم الناس بالاحتجاجات والكتابة ومقابلتي بحرية، ونوفر الحماية أيضا للتظاهرات ضد جيش الإسلام، ونتقبل وجهة الرأي الأخرى، وتعد الغوطة الشرقية من أكثر المناطق المؤمنة والمحررة للناشطين والناس العاديين، ونرحب بالإعلام كي يقوم بتغطية الوضع في مناطقنا. وهناك الكثير من الناس ممن ينتقدوني ولكنهم يعيشون بحرية في الغوطة الشرقية. وهناك الكثير من الناس الذين يعانون من تداعيات الحرب والحصار، ويحتجون على الجماعات التي تسيطر على أنفاق التهريب، ولكننا لا نسيطر عليها. وهناك تظاهرات تنظمها عائلات المعتقلين من أعضاء تنظيم الدولة تطالب بالإفراج عنهم، ولا يمكن لدولة في العالم أن تفرج عن مجرمين تحت ضغط الاحتجاجات".
ويؤكد علوش أن سكان الغوطة، وإن كانوا محافظين، فإنهم محصنون من الأفكار الراديكالية، خاصة أفكار تنظيم الدولة، ويقول: "عندما حررنا الغوطة من نظام بشار الأسد المجرم، وكان الناس يبكون الأعزاء الذين قتلهم الأسد، فقد تم احتواء التشدد، وذلك بسبب وجود علماء قاموا بتعليم الرجال والنساء، وبشكل مستمر، أن التشدد ليس هو الرد على وحشية الأسد".
ويذكر الموقع أنه رغم قتال علوش في القلمون وشمال سوريا، وخسارته عددا من مقاتليه في الحرب ضد تنظيم الدولة، إلا أن الدول الغربية لم تجعله ضمن برنامج التدريب أو التسليح، وعن هذا يقول: "تنظيم الدولة ليس جزءا من الثورة السورية، وقام الأسد باستغلال التنظيم في لحظة مهمة عندما كان على حافة الانهيار. ورغم دعم المليشيات الأجنبية، فقد كان الأسد في حالة ضعف عندما ظهر تنظيم الدولة، الذي بدأ باغتيال قادة الثورة، والهجوم على الجيش السوري الحر، بدلا من قتال الأسد".
وينوه علوش إلى أن تكفير تنظيم الدولة للسوريين خلق "مشكلات كبيرة داخل المناطق المحررة"، ومن ثم قام التنظيم بشن حرب شاملة ضد القوى الثورية.
وبحسب الموقع، فإن علوش يتهم الغرب بأنه شعر بالسعادة لظهور تنظيم الدولة في المنطقة. ولكنه لم يتدخل إلا بعد أن احتل التنظيم الموصل في العراق، ويقول علوش: "لكننا قاتلنا التنظيم في البداية، عندما اكتشفنا انحرافه عن الإسلام وخطره الذي يمثله على الثورة والناس. ويعرف الغرب جيدا أن جيش الإسلام وبقية القوى الثورية ليست إرهابية، ولكن رغبته بإعادة إنتاج النظام يمكن أن تؤثر على خطته".
وتورد عويس أن علوش يعتقد أن أمريكا قادرة على إنهاء الأزمة السورية إن رغبت، ويستدرك بأن "الإدارة الحالية ترفض أداء دور، وتتصرف بدم بارد عندما يتعلق الأمر بسوريا". واتهم علوش الولايات المتحدة بالفشل بالرد على مجازر الأسد "وشاهدنا بوضوح كيف اجتاز الأسد (الخط الأحمر) فيما يتعلق باستخدام السلاح الكيماوي، وكان بإمكان الولايات المتحدة وقف الهجمات الكيماوية، ولكنها لم تهتم".
ويتحدث علوش في المقابلة عن التدخل الروسي في سوريا قائلا:"روسيا تدعم الأسد سياسيا دائما، وزودته بالأسلحة. وتسبب التدخل الآن بالدمار والموت للشعب السوري، ولكننا نعرف من التاريخ أن المحتلين ينهزمون في النهاية".
ويرى علوش أن التدخل الروسي هو "بسبب فشل النظام في الحرب ضد الثورة، رغم كل ما تلقاه من دعم إقليمي. فقبل التدخل بفترة قصيرة عانى النظام خسائر كبيرة في إدلب ودمشق، وأدت الهزائم إلى انهيار معنويات داعمي النظام، ودفعت الروس للتدخل". مشيرا إلى أن جيش الإسلام تعرض لهجمات الطيران الروسي، وأنه وأتباعه ليسوا بحاجة لدعم الروس في قتال تنظيم الدولة.
ويجد علوش أن التعامل مع قضايا إسرائيل والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وما يتعلق بالسياسة الخارجية، يتم بأن تترك للحكومة السورية في المستقبل، التي ستشكل بعد رحيل الأسد.
ويبين الموقع رفض علوش تصدير الجهاد للغرب، حيث يقول: "لقد أجبرنا على حمل السلاح للدفاع عن أنفسنا، وبعد ارتكاب النظام المجازر ضدنا أمام اعين العالم، الذي لم يتدخل لحماية شعبنا. ونشجب أشكال العنف حول العالم كلها، أيا كان مرتكبها".
وتشير الكاتبة إلى أن علوش أنكر أن يكون زار تركيا في وقت تتعرض فيه الغوطة للحصار، وان خروجه رتب مع النظام. وقال إن هذه مجرد إشاعات نشرها تنظيم الدولة. ودعا إلى منطقة حظر جوي تمنع طيران النظام من شن الغارات، وكسر الحصار عن الغوطة، لمرور المواد الغذائية للمحاصرين
ويختم "ديلي بيست" مقابلته بالإشارة إلى أن علوش لم يستبعد التعاون مع أي قوة تريد قتال تنظيم الدولة، مشيرا إلى أنه قاتله في الغوطة والبرزة، ويقول: "نحن مستعدون للتعاون مع أي طرف يريد مساعدة شعبنا في كفاحه لتحصيل حقوقه".
======================
بروجيكت سنديكيت :المعركة من أجل بريطانيا
فيليبي ليغرين*
لندن- كان الهجوم الذي شنه تنظيم الدولة الإسلامية في باريس في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي هو الأزمة الأخيرة التي أجلت محاولات بريطانيا لإعادة التفاوض على عضويتها في الاتحاد الأوروبي، قبيل الاستفتاء المعتزم حول الإبقاء على هذه العلاقة أو الخروج منها. فأولا، كانت أزمة اليونان، ثم أزمة اللاجئين، والآن هيمنت قضية الإرهاب على الأجندة الدبلوماسية.
في الثالث من كانون الأول (ديسمبر)، تخلى رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون رسمياً عن آمال التوصل إلى اتفاق مع غيره من زعماء الاتحاد الأوروبي في إطار قمة السابع عشر والثامن عشر من هذا الشهر. وهو يسعى الآن إلى التوصل إلى اتفاق في شباط (فبراير). وكان هذا التأخير بمثابة ضربة خطيرة: فرغم أن الاتفاق في ذاته من غير المرجح أن يقنع العديد من البريطانيين المترددين بالتصويت لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي، فإنه يشكل شرطاً مسبقاً بالنسبة لكاميرون لكي يبدأ حملته لتحقيق تلك النتيجة. وبالتالي، فقد أصبح لدى النشطاء المناهضين للاتحاد الأوروبي والذين يحظون بتمويل جيد، فضلاً عن الكثير من الحلفاء في وسائل الإعلام، ما لا يقل عن شهرين آخرين، بدون أي مقاومة تقريباً، لكسب المحافظين المترددين. وفي ظل استطلاعات الرأي التي تُظهِر تعادل الجانبين، فإن خطر خروج بريطانيا يتزايد بمرور كل يوم.
لا شك أن المخاوف الأمنية في أعقاب هجمات باريس ربما تعمل على تحويل بعض الناخبين نحو قرار البقاء في الاتحاد الأوروبي. ذلك أن الناس يميلون إلى النفور من المجازفة عندما يشعرون بالخوف، وبالتالي فمن المرجح أن يتمسكوا بالوضع الراهن. كما تمثل محاربة الإرهاب عبر الحدود منطقة أخرى حيث تتجلى قيمة التعاون في إطار الاتحاد الأوروبي بوضوح. وقد أكد كاميرون في كلمة ألقاها في تشاثام هاوس في العاشر من تشرين الثاني (نوفمبر) على الفوائد التي تعود على أمن بريطانيا الوطني من عضوية الاتحاد الأوروبي.
بيد أن الخلط بين الإرهاب، والهجرة، وعضوية الاتحاد الأوروبي يمكنها أيضاً أن تدفع الناخبين البريطانيين إلى رفض أوروبا. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الهجرة تشكل الهم الأكبر الذي يشغل الناخبين البريطانيين، كما أدى علمهم بأن أحد الإرهابيين الذين هاجموا باريس على الأقل ربما دخل الاتحاد الأوروبي عبر اليونان متظاهراً بأنه لاجئ سوري، إلى مفاقمة مخاوفهم.
بيد أن هذا ليس سبباً منطقياً للانسحاب من الاتحاد الأوروبي. ذلك أن المملكة المتحدة خارج منطقة الشنغن، أي أنها تحتفظ بسيطرتها على حدودها، كما اختارت عدم المشاركة في سياسة اللجوء ضمن الاتحاد الأوروبي، أي أنها لن تشارك في خطة الاتحاد الأوروبي لإعادة توطين اللاجئين السوريين. ولكن الخوف قد يدفع الناس إلى قطع الجسور. وما لا يبشر بالخير أن الناخبين في الدنمارك رفضوا في استفتاء جرى هذا الشهر مقترحات بتوثيق التعاون الشرطي عبر الحدود مع الاتحاد الأوروبي، متأثرين بمخاوف مماثلة.
وسط هذا الفيض من المشاعر المشوشة، تبدو أهداف كاميرون المحدودة في عملية إعادة التفاوض، والتي بينها في رسالة موجهة إلى رئيس المفوضية الأوروبية، دونالد تاسك، في العاشر من تشرين الثاني (نوفمبر)، مثيرة للجدل. فمن الواضح أن كاميرون يريد الإبقاء على بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، وهو ما يريده نظراؤه في الاتحاد الأوروبي أيضاً، ولكن ليس بأي ثمن. وانطلاقاً من إدراكه لحدود نفوذه، قرر كاميرون أن يسعى إلى إحداث تغييرات متواضعة نسبياً في أربع مناطق: القدرة التنافسية، والسيادة، والضمانات للدول غير الملتحقة بعضوية اليورو، والهجرة.
الواقع أن تأمين الطلب الأول -أن تعمل أوروبا على تعزيز "القدرة التنافسية" وتقلل من القيود التنظيمية المفروضة على الأعمال- هو الأسهل على الإطلاق. ذلك أن اقتراح كاميرون يتفق مع خلاصة فِكر المسؤولين في الاتحاد الأوروبي (إلى الحد الذي يجعله يردد لغتهم التجارية البحتة، للأسف).
ولا ينبغي لمطالباته بالحصول على ضمانات السيادة أن تفرض مشكلة كبيرة. ذلك أن بعضها رمزي لا أكثر. على سبيل المثال، من الواضح أن التزام معاهدة الاتحاد الأوروبي "بالاتحاد المتزايد التقارب" لا ينطبق على بريطانيا، التي اختارت بشكل دائم عدم المشاركة في اليورو وأمور أخرى كثيرة؛ ولن يكون تدوين هذا كتابة بالأمر الصعب. وقد تكون الضمانات الموضوعية، مثل إعطاء مجموعات من البرلمانات الوطنية سلطة نقض مقترحات الاتحاد الأوروبي غير المرغوبة، أكثر صعوبة؛ ولكن هنا أيضاً لابد أن يكون المفاوضون قادرين على التوصل إلى حل.
يتلخص هدف كاميرون الأكثر أهمية في ضمان عدم تمكين أعضاء منطقة اليورو من التعاون ضد المملكة المتحدة وغيرها من الدول خارج اليورو. وفي ما يتعلق بقضايا حيوية حيث لا تتطلب قرارات الاتحاد الأوروبي الإجماع -وخاصة مسألة السوق المشتركة- تستطيع بلدان اليورو التسعة عشر أن تشكل الأغلبية المؤهلة اللازمة للتفوق على أصوات البلدان الأعضاء التسعة خارج اليورو. ولكن هذا لم يحدث بعد -خاصة وأن بعض البلدان، مثل ألمانيا واليونان، نادراً ما تحدث بينها لقاءات مباشرة. ولكن، إذا كان لمنطقة اليورو أن تحقق المزيد من التكامل، مع المؤسسات المشتركة، فإنها ربما تسعى إلى فرض إرادتها على الدول الأعضاء من خارج اليورو. ويتمثل أحد الحلول في نظام التصويت بالأغلبية المزدوجة الذي يتطلب موافقة أعضاء منطقة اليورو وأعضاء الاتحاد الأوروبي خارج اليورو، مثل ذلك النظام الذي تم تبنيه أثناء إنشاء الاتحاد المصرفي لمنطقة اليورو.
تتعلق مطالب كاميرون الأكثر إثارة للجدل بالهجرة. ذلك أن بريطانيا تريد حرمان المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي من القدرة على الحصول على استحقاقات الرعاية الاجتماعية -بما في ذلك الإعفاءات الضريبية للعمال من ذوي الأجور المتدنية- لأربع سنوات. غير أن ألمانيا وغيرها تعترض من حيث المبدأ على التمييز ضد مواطنين في الاتحاد الأوروبي، كما تعارض بلدان مثل بولندا وجمهورية التشيك بكل شدة أي تدابير قد تحلق أضراراً غير متناسبة بمواطنيها. وربما يتمثل أحد الحلول في حرمان البريطانيين من القدرة على الحصول على الفوائد على رأس العمل مثل الإعفاءات الضريبية لأربع سنوات أيضا.
إن التوصل إلى اتفاق هو أمر ممكن، ولكن حتى إذا حقق كاميرون كل أهدافه، فسوف يظل المنتقدون الذين يبحثون عن تغييرات كبيرة، مثل حصص المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي، غير راضين. ومن غير المرجح أن تكون القضايا الفنية، مثل الضمانات للبلدان من خارج اليورو، مؤثرة إلى حد تغيير اتجاه عدد كبير من الأصوات.
ونظراً لذلك، يجب أن تكون أولوية كاميرون الأولى هي إتمام إعادة التفاوض بأسرع وقت ممكن، وإعلان النصر، والبدء بشن حملة قوية لعرض الأسباب الأوسع لضرورة بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
ولا يملك زعماء الاتحاد الأوروبي الآخرون أيضاً ترف الشعور بالرضا عن الذات. فقد بدأ الاتحاد الأوروبي يتفكك بالفعل، وأصبح خطر خروج بريطانيا حقيقياً تماما. وما لم يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق مقنع بحلول شباط (فبراير) المقبل، فقد يتحول الخطر إلى حقيقة واقعة.
 
*مستشار سياسي سابق لرئيس المفوضية الأوروبية. وهو زميل زائر رفيع في مدرسة لندن للاقتصاد في المعهد الأوروبي، ومؤلف كتاب "الربيع الأوروبي: لماذا يعاني اقتصادنا وسياستنا من الفوضى، وكيف نصحح أوضاعهما؟".
*خاص بـ الغد، بالتعاون مع "بروجيكت سنديكيت".
======================
اسرائيل اليوم :السنوات التي غيرت الشرق الأوسط
بعد مرور خمس سنوات على الفوضى في العالم العربي بات واضحاً أن الجهاديين خطر
ايال زيسر
 
 
هذا الاسبوع تكون قد مرت خمس سنوات على اندلاع «الربيع العربي» الذي غير وجه الشرق الاوسط وأعاد العالم العربي مئات السنين إلى الوراء، إلى حقبة الفوضى، وخصوصا التطرف والراديكالية.
بدأ الربيع العربي بمظاهرات الشوارع التي اندلعت في تونس في منتصف كانون الاول 2010 وأدت خلال ايام معدودة إلى سقوط نظام الرئيس ابن علي، بعد عقدين من سلطة الفرد الواحد في الدولة. بعد تونس جاء دور مصر حسني مبارك، الزعيم القديم الذي سيطر على الدولة ثلاثة عقود وبعد ذلك جاء دور ليبيا، اليمن وسوريا.
الهزة التي أصابت الشرق الاوسط كانت إلى حد كبير نتاج لازمة متواصلة عاشها العالم العربي في العقود الاخيرة. هذه الهزة قام بها جيل الشباب وهي نتاج الازدياد المتسارع في عدد السكان في النصف الثاني من القرن العشرين. في بداية الستينيات بلغ عدد سكان العالم العربي 100 مليون شخص. بعد ذلك بخمسين سنة وعشية اندلاع الربيع العربي في 2011 بلغ العدد 400 مليون، وفي عام 2050 سيصل إلى 700 مليون شخص. ولم يتم توفير المصادر المطلوبة لضمان مستوى الحياة الكريمة لكل اولئك.
تلقى العالم العربي الهزة بفرح معلن على أمل أن شباب «ميدان التحرير» وأمثالهم سيُحدثون تحولا يسمح للمجتمعات العربية بجسر الهوة بينها وبين المجتمعات الغربية، وبهذا يحدث النمو الاقتصادي والديمقراطية. وقد فرح الكثير من الاسرائيليين ايضا، الذين زعموا أن على اسرائيل أن تسير مع التاريخ الشرق اوسطي ولا تقاومه، وإلا فانها ستعتبر كما حذروا بأنها تنتمي إلى الطرف غير الصحيح في خريطة الشرق الاوسط المتغيرة، الطرف الذي تواجدت فيه الانظمة الدكتاتورية العربية التي قمعت الشعوب، والآن يتم القاءها في مزبلة التاريخ.
إلا أنه سرعان ما تبين أن الحديث لا يدور عن ربيع عربي بل شتاء إسلامي. في الكثير من الدول العربية وصلت حركات الاخوان المسلمين إلى السلطة وأرادت تلوين العالم العربي بالاخضر (اللون الذي يرمز للإسلام وهو موجود في أعلام الحركات الإسلامية). في عدد من الدول مثل مصر أو تونس عاد الاستقرار بشكل جزئي على الأقل.
إلا أن هذا لم يحدث في دول عربية اخرى، حيث انهارت مؤسسات الدولة التي استندت منذ البداية على أسس ضعيفة ومصطنعة، بل وتم تحطيم المجتمع في داخلها. هكذا ضمت الهزة في العالم العربي سوريا وليبيا واليمن إلى قائمة طويلة من الدول الفاشلة مثل العراق ولبنان والصومال.

وهكذا في صيف 2014 تغير الربيع العربي والشتاء الإسلامي إلى «صيف داعش» بعد أن سيطر محاربو التنظيم على شمال العراق وشرق سوريا، حيث لونوا هذه المناطق بالاسود (لون علم التنظيم).
داعش وأشباهه في سوريا والعراق وليبيا واليمن بُنيوا من الهزة الاقليمية حيث استغلوا فشل الشباب العرب في القيادة والسيطرة من خلال الاحتجاج والثورة التي أحدثوها.
كانت اسرائيل هي الوحيدة التي ردت بخوف وتحفظ على الاحداث التي دارت حولها، خوفا من أن تستبدل حركة الاخوان المسلمين الانظمة المعتدلة التي تعودت عليها، كما حدث في البداية. لكن ايضا في اسرائيل لم يتوقعوا أن الربيع العربي سيؤدي إلى الفوضى التي ستظهر في اطارها حركات جهادية وراديكالية وتستقر على حدودها مثل داعش، حيث وجدت اسرائيل نفسها غير قادرة على الردع الذي سمح لها بالحفاظ على الهدوء في الحدود الشمالية والجنوبية لفترة طويلة.
في جميع الحالات، الشرق الاوسط غير شكله. النظام السياسي انهار، والاخطر من ذلك هو أن تستبدل الطوائف والقبائل والحركات الإسلامية المتطرفة التي تهدد باعادة العالم العربي مئات السنين إلى الوراء، أن تستبدل الدول العربية والقومية العربية.
اسرائيل اليوم 15/12/2015
ايال زيسر
======================
نيويورك تايمز :جوشن بيتنر :حرب ألمانيا من أجل أوروبا
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٦ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٥ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
طوال عشر سنوات أمضتها المستشارة الألمانية، أنغيلا مركل، في منصبها، نأت بلدها عن أي تدخل عسكري يعتد به، ولو حاز تفويضاً أممياً وإجماع جامعة الدول العربية على نحو ما كانت الحال في ليبيا في 2011. لكنها اليوم، قررت إرسال قوات الى سورية. والحق يقال، تشارك المستشارة في طراز جديد من حرب عالمية. ولطالما طعنت في جدوى التدخلات العسكرية. ولم تكن وراء موقفها هذا دواع أيديولوجية، (هي أيدت الحرب على العراق في 2003) بل دواع براغماتية (عملانية). فهي كانت لتخسر تأييد التيار السلمي الغالب على المجتمع الألماني، ووظيفتها تالياً.
لكن، ما الذي حمل المستشارة على تغيير رأيها في سورية؟ ليس تأييد 57 في المئة من الألمان التدخل ضد «داعش» فحسب وراء قرار مركل. فهي اضطرت الى تغيير موقفها في الشرق الأوسط لتساهم في الحفاظ على وحدة أوروبا. وتدرك المستشارة الألمانية أن الحرب في سورية هي نزاع من نوع جديد. ففيها لا تتواجه فحسب أحلاف ودول، بل ثلاث رؤى الى النظام العالمي: النظام العالمي الاستبدادي، ممثلاً بسوريا بشار الأسد وحليفه فلاديمير بوتين الروسي الذي يقدم الاستقرار على حقوق الإنسان والديموقراطية، والنظام العالمي الليبرالي مجسداً بغرب أوروبا وأميركا، وهو يعلي شأن حقوق الإنسان والديموقراطية، ونظام «داعش» الذي يسعى الى إطاحة النظامين هذين واستبدالهما بخلافة عالمية.
وهذا الصدام بين ثلاث رؤى قد يكون تحدياً قاتلاً للوحدة الأوروبية. ويبدو أن مركل تعتقد أن تغيير مسار بلادها في الشرق الأوسط يحمي الآصرة الأوروبية. فهي إذ ترسل طائرات استطلاع وطائرات إمداد بالوقود الى سورية وفرقاطة الى المتوسط، تكافح لإنقاذ لحمة التضامن الأوروبية أكثر مما تسعى الى تدمير «داعش». فتزامن أزمة اليورو ودفق اللاجئين وهجمات باريس، هدّد لحمة الاتحاد السياسية تهديداً لا نظير له. فالقيم الجامعة المشتركة لم تصمد حين امتحنت.
وأماطت أزمة اليورو اللثام عن صدام ثقافات اقتصادية في القارة الأوروبية، وسلّطت أزمة اللاجئــين الضوء على انقسام الاتحاد: أفكار متباينة ومختلفة عن التسامح. فدول شرق أوروبا أعلنت من غير لبس أنها لن تقبل لاجئين مسلمين ولا حرية تنقلهم في أوروبا. وقال رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربن، أنه يذود عن أوروبا المســيحية. وأول قرارات الحكومة البولندية اليمينة قضى بإزالة العلم الأوروبي من قاعة المؤتمرات الصحافية - وهذه إشارة واضحة الى أن البلد سينأى عن الاتحاد الأوروبي إذا لم تترك ألمــانيا ســياسة الأبواب المفتوحة أمام اللاجئين.
والى هجمات باريس، اقتصرت هذه الرؤى المعادية للاتحاد الأوروبي والمناوئة للأجانب على اليمين المتطرف. وشأن شرق أوروبا، ترى مارين لوبن، زعيمة «الجبهة الوطنية» اليمينية المتطرفة في فرنسا، أن تفكيك الاتحاد الأوروبي ضرورة لا غنى عنها بدءاً من فكرة شنغن والسفر من غير حدود. وهي تشارك رؤية جنوب أوروبية الى أن العملة الموحدة هي في مثابة مشد ضيق يخنق الاقتصادات الوطنية ويقطع أنفاسها. وحاز حزب لوبن في الجولة الأولى من انتخابات المناطق، 30 في المئة من مجمل الأصوات الفرنسية. وإذا واصلت التقدم، قد تفوز بالرئاسة الفرنسية. وشيئاً فشيئاً ينفرط عقد الاتحاد حين تطوى الشراكة الفرنسية – الألمانية. ويعم أوروبا جو من الخوف والافتقار الى الاستقرار، وقد يقرر الأوروبيون الرد على ألمانيا والاقتصاص منها. فهي الرأس المدبر الذي فرض هيمنته الاقتصادية والثقافية على أوروبا. وكثر يصلون ألمانيا ضغينة ونقمة. وهذا ما تخشاه برلين، لذا، انعطفت الى سورية. وترمي مركل الى إظهار أن مركز أوروبا السياسي، وهو يجمع فرنسا الى ألمانيا وبريطانيا، لا يزال قادراً على التنسيق والإجماع على قرار والتضامن في وجه ما يهدّد حرية الأوروبيين وأمنهم. فالرئيس الفرنسي لم يلجأ الى البند الخامس «الأطلسي» لطلب المساعدة إثر هجمات باريس، بل الى بند التضامن في الاتفاق الأوروبي. وهو أول رئيس أوروبي يبادر الى ذلك. وتجبه مركل تحدّي إثبات أن التضامن الأوروبي، وهو ركن الاتحاد الأوروبي، ليس وعداً فارغاً.
 
 * محرر سياسي في «دي زايت» الألمانية، عن «نيويورك تايمز» الأميركية، 10/12/2015، إعداد منال نحاس.
 
======================
لوبس الفرنسية :بيار هاسكي :«داعش» يتمدد ولا رؤى استراتيجية للقضاء عليه
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٦ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٥ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
منذ السابع والعشرين من أيلول (سبتمبر)، بدأت فرنسا تقصف مواقع «داعش» في سورية، وارتفعت وتيرة الضربات وزاد عدد المقاتلات المشاركة في الحملة الجوية مع وصول حاملة الطائرات شارل ديغول إلى المتوسط، وبدأت طلعات استطلاع جوي فوق سرت الليبية. وإثر هجمات باريس، قررت بريطانيا قصف مواقع «داعش»، والتزمت ألمانيا المساهمة في الحرب، وتغيرت نبرة باراك أوباما إثر مجزرة سان برناندينو في أميركا، ومالت إلى الحزم. ولا يخفى أن سلاح الجو الروسي يؤازر جيش بشار الأسد، وتدعم تركيا ميليشيات سنّية في شمال العراق. لكنّ وجه الشبه بين هذه الهجمات العسكرية وبين العمليات المنسقة، تحت راية قيادة أميركية، في حرب الخليج عام 1991 أو التدخل المتعدد الجنسية في أفغانستان في 2001، ضعيف. فالتنسيق هش، ويكاد أن يكون معدوماً على نحو ما ظهر في الحادث الروسي – التركي. فالارتياب كبير، ولا يُجمِع المشاركون في الحملات الجوية على غاية واحدة ما وراء إضعاف «داعش» أو تدميره.
والافتقار إلى الإجماع على ما بعد تقويض «داعش» أو القضاء عليه هو نقطة ضعف الحملة العسكرية هذه التي شُنّت رداً على تهديد خطير. فهي تفتقر إلى استراتيجية فعلية. وغيرت الديبلوماسية الفرنسية موقفها من الأسد. والتفسيرات العامة والتبسيطية تعجز عن نقل صورة أمينة عن تشابك الأحوال وبُناها المعقّدة: ففي أربع سنوات ونصف سنة من الانتفاضة والحرب، سقط كل التوقعات، وفي العراق، من العسير تجاوز 12 عاماً من الفوضى، أي مرحلة ما بعد سقــوط صدام حســـين، وفي ليبــيا باشر سلاح الجو الفرنسي أولى ضرباته منذ حرب 2011 التي أفضت إلى ســقوط القذافي وتركت الأمور على غاربها.
ويترتب على تعزيز الوسائل العسكرية توسيع «الجبهات». في البداية تدخّلت فرنسا في العراق للمساهمة في وقف تقدّم «داعش» نحو بغداد واربيل، وتدخلت في سورية في أيلول الماضي، ويبدو أنها تنزلق إلى التدخل في ليبيا. والأنظار تتجه إلى ليبيا في هذه الحرب على «داعش» الذي كان، إلى وقت قريب، يجعل حدوده مقتصرة على العراق وبلاد الشام، واليوم ينتشر أتباعه في القارات الأربع. وفي وقت تشظت ليبيا - وفيها برلمانان وحكومتان وجيوش كثيرة - تمدد «داعش» إلى سرت، المدينة الساحلية التي تحولت إلى مسرح قطع الرؤوس وتحدي أوروبا القريبة التي تفصلها عن ليبيا 500 كلم فحسب. ولو نجحت المبادرة الأممية في مد الجسور بين السلطتين المتنافستين، لكان من المتوقع أن تتحول ليبيا إلى جبهة الحرب العالمية على «داعش». لكن الحملة العسكرية على الجهاديين، تفتقر إلى رؤية سياسية إقليمية متماسكة، وفي غياب مثل هذه الرؤية، لن تفلح القنابل سوى في الاقتصاص من «داعش»، لكنها لن تنجح في وقف تفشي هذا الورم السرطاني.
 
* كاتـــب، عن «لوبــس» الفرنسية، 10/12/2015، إعداد منال نحاس.
======================
الإندبندنت: بشكل معلن.. أوباما لم يعد مهتماً برحيل الأسد
فى: ديسمبر 16, 2015القسم: قراءات في الصحف العالميةلا يوجد تعليقات
في خطابه للأمة يوم الأحد، تطرق الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى العملية الدبلوماسية في الحرب السورية والتي يقودها وزير الخارجية جون كيري، باعتبارها إحدى أهم الأمور التي تبذل لمحاربة “تنظيم الدولة الإسلامية”.
ولكن وراء الكواليس، هناك انقسام متنامي داخل الإدارة الامريكية حول إذا ما كان إنهاء الحرب في سورية يتطلب القضاء على مسببه، “وهو نظام بشار الأسد”، وهناك أدلة متزايدة على أن أوباما يقف مع أولئك المستشارين الذين يشعرون بأن الإطاحة بالأسد ستعيق الجهود الواسعة للقضاء على تنظيم “الدولة” .
إذاً وبعد سنوات من الإصرار على تنحي الأسد، تحدث أوباما الشهر الماضي عن العملية السياسية في سورية بقوله: “نأمل من الرئيس الأسد أن لا يترشح للانتخابات”، ولكن في خطابه يوم الأحد لم يشر مطلقاً إلى الديكتاتور السوري.
يقول أوباما: “إن المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة قد بدأ بوضع عملية وجدول زمني لإيقاف إطلاق النار وصنع حل سياسي للحرب السورية، وهذا من شأنه أن يسمح للشعب السوري ولكل بلد، بما في ذلك حلفائنا، ودولاً مثل روسيا ايضاً، التركيز على الهدف المشترك المتمثل في تدمير تنظيم الدولة الذي يهددنا جميعا”.
جميع المسؤولين رفيعي المستوى في إدارة أوباما يتفقون مع الرئيس بأن حل “الحرب الأهلية” في سوريا أمر ضروري لهزيمة “الدولة الإسلامية”، ولكن عندما يتحدث مسؤولون آخرون عن كيفية محاربة الإرهاب في الشرق الأوسط، فإنهم يؤكدون على أن إنهاء حكم الأسد هو جزء حاسم وضروري من تلك الخطة.
كيري قال الجمعة في مؤتمر صحافي عقده في اليونان أن الظروف الدقيقة لرحيل الأسد قابلة للتداول، إلا أن وضعه سوف يتعين تسويته قبل أن تنتهي الحرب.
وفي سياق متصل، تحدثت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس بطريقة مباشرة عن الاسد في مقابلة مع قناة “سي ان ان”، وقالت: “إن الأسد بحكم قتله لمئات الآلاف من مواطنيه، قد فقد كل شرعية، ويجب عليه التنحي”.
أما المرشحة الرئاسية للحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، قالت أمام جمهور في معهد بروكينغز في واشنطن يوم الأحد، أنه “لا يوجد طريقة لهزيمة تنظيم الدولة فيما الأسد باق في السلطة، ويتعين على الولايات المتحدة مواصلة تحقيق الهدفين في وقت واحد”.
وأضافت: “لن تحارب قوى المعارضة السورية المعتدلة التنظيم بشكل جدي مالم تحصل على آفاق ذات مصداقية للانتقال السياسي وهذا سيتطلب مزيداً من الضغط والنفوذ”.
الفرق الرئيسي بين كيري وكلينتون من جهة، وبعض كبار مسؤولي البيت الأبيض من جهة أخرى، هو إن كانت الولايات المتحدة ستطبق هذا “الضغط والنفوذ” على الأسد وكيفية حدوث ذلك.
مسؤولون في الإدارة الأميركية يرون أن كبار مستشاري أوباما، بما في ذلك “روب مالي” والذي تم تعيينه كمستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ومكافحة “تنظيم الدولة الإسلامية”، لا يوافقون على هذه الاستراتيجية.
وتنعكس رؤية مالي بشكل مؤكد في مذكرة سياسية نشرها المستشار السابق “فيليب غوردون” على الموقع الإلكتروني لمجلس العلاقات الخارجية، بالقول عن “الدبلوماسية والتصعيد”، “إن السياسة الحالية لزيادة الضغط على الأسد لن تنجح لأن الديكتاتور من غير المرجح أن يتنحى، والمساعدات الأمريكية التي تقدم للمعارضة هي سبب أعمال العنف الجارية الآن”، وفقاً لغوردون.
وأضاف: “إن إجبار النظام على الجلوس على طاولة المفاوضات للتفاوض على تنحيه، سيؤدي فقط إلى حالة من الجمود العسكري يستفيد منها العناصر المتطرفة من المعارضة، بما في ذلك الدولة الإسلامية”، كما كتب “نتيجة ذلك سيكون صراعاً مفتوحاً، وعواقب إنسانية واستراتيجية وجيوسياسية مدمرة.”
وتوقع غوردون أن طرح “مسألة الأسد” سيسمح للمفاوضات الدبلوماسية مع روسيا بأن تحقق النجاح، وأنه في نهاية المطاف سيلتزم حلفاء أميركا العرب – الذين يريدون إسقاط الديكتاتور – بقبول ذلك على مضض .
كما أن فكرة أن الأسد هو “أقل الشرين” وإبقاءه في السلطة أمر مهم لكسب بعض المرشحين، فبعض المرشحين الجمهوريين مثل “تيد كروز” و”راند بول” قد هاجموا الرئيس الأمريكي أوباما والمرشحة كلينتون وليندسي غراهام بسبب ضغطهم للإطاحة بالأسد.
أندرو تابلر، الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، يقول أن هناك تقارير تفيد بأن بعض نقاد السياسة الخارجية لواشنطن يصطفون تباعاً لحجز موعد مقابلة مع الأسد في دمشق، وليعرضوا عليه أن يكون شريكاً في الحرب ضد الإرهاب، ويذكر تابلر بالعيب القاتل بذلك التفكير: “الأسد هو المغناطيس الذي جذب الإرهاب، وإذا ما استمر بحكم دمشق فإن المعارضة لن تتوقف عن القتال أبداً”.
 
لا تكمن المشكلة فقط في الأمور المرئية والأخلاقية التي تنتج عن تعامل الأمريكيين مع طاغية وقاتل والذي حاول ولكنه فشل في ابادة شعبه بالكيماوي وصواريخ السكود ليجبرهم على الخضوع”، وكتب تبلر: “مالم نقرر بسرعة آلية وجدول زمني لرحيل الأسد والحفاظ على ما تبقى من الدولة السورية، فإن التنظيم والجماعات الإرهابية ستبقى، وأمريكا لن تستطيع مغادرة الشرق الاوسط بسلام”.
إنها حجة مقنعة، ولكنها تتعرض بازدياد للانتقاد الشديد وخصوصاً من مسؤولي البيت الابيض الذين لم يعودوا يرون في الاسد “حجر عثرة” في الحرب ضد الجهاديين.
وفيما يحتد النقاش حول مصير الأسد، السوريون الذين شجعناهم لوقت طويل ومراراً على الإطاحة بحكومتهم الطاغية، يستمرون في الموت تحت براميل الأسد المتفجرة، فهم لا يملكون ترف الخيار بين الشرين، ومن يقاتلون اولاً (الأسد أو التنظيم).
 
ترجمة بلدي نيوز
======================
واشنطن بوست: الضربات الروسية توقف المساعدات الإنسانية عن سورية مسببةً أزمة جديدة
الثلاثاء 15 كانون الأول 2015
The Washington Post – ترجمة بلدي نيوز
حذرت وكالات الإغاثة من تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل حاد في شمال سوريا، بعد الضربات الجوية الروسية المكثفة التي تستهدف طرق الإمداد والمساعدات، والمخابز والمستشفيات والتي أدت إلى قتل أعداد كبيرة من المدنيين.
ووفقاً لتقرير صدر هذا الشهر من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أنه من بين الأهداف التي استهدفت من قبل الطيران الحربي الروسي_ المعابر الحدودية والطرق المستخدمة لإيصال الإمدادات الإنسانية من تركيا، مما اضطر العديد من وكالات الإغاثة لإيقاف عمليات المساعدة أو الحد منها، الأمر الذي تسبب بتعميق بؤس الملايين من السوريين في المناطق المتضررة.
كما قصفت المستشفيات والمراكز الصحية، مما حد من توفر الرعاية الطبية للمصابين في التفجيرات والقصف، ووفقاً للأمم المتحدة فإنه استهدف ما لا يقل عن 20 منشأة طبية في سورية من قبل روسيا منذ أن بدأت حملتها العسكرية الجوية على البلاد في 30 أيلول.
يقول "راي ماغراث " المدير الإقليمي لتركيا وشمال سوريا والذي يعمل مع منظمة "ميرسي" الأمريكية، واحدة من أكبر مقدمي المساعدات الغذائية في شمال سوريا: "هذه أزمة إنسانية ناشئة، هناك معاناة شديدة والناس بحاجة للحماية،  فمنذ بدأت الحملة الروسية لم تتمكن المنظمة من توفير سوى خمس ما يقدم عادةً من المساعدات".
 وأضاف: "نحن نشهد زيادة كبيرة في عدد الضحايا من المدنيين، والمزيد من الناس يتعرضون لأذى أكبر بسبب شدة التفجيرات، من الصعب تخيل أن يصبح الوضع في سورية أكثر سوءاً مما هو عليه ولكنه فعلاً أصبح كذلك".
وعلى الرغم من تصعيد روسيا في الأسابيع الاخيرة لهجماتها على مناطق في شرق سوريا التي تسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أن مسؤولين عسكريين أمريكيين وعمال الإغاثة_ أشاروا إلى أن تقارير روسيا العسكرية تدل على أن غالبية الهجمات لا تزال تجري ضد المناطق الشمالية الغربية التي يسيطر عليها الثوار المناهضون للأسد، في اللاذقية وحلب وإدلب _ والتي تحملت العبء الأكبر من الهجوم الروسي الأولي في أوائل تشرين الأول.
المناطق المستهدفة يسيطر عليها مجموعة متنوعة من الجماعات الثورية التي تتراوح بين المعتدلين المدعومين من الولايات المتحدة إلى جماعات تابعة لتنظيم القاعدة "جبهة النصرة"، وجميعها مستمرة بسبب جزئي بسبب الإمدادات عبر الحدود التركية.
وتعتبر هذه المناطق أيضاً موطن مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين شردوا بسبب الاشتباكات في أماكن اخرى، وكثير منهم يعتمد على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
وقد أدى التدخل العسكري الروسي في سورية وفقاً لمسؤول في الأمم المتحدة في جنوب تركيا، إلى زيادة جديدة في عدد المشردين واللاجئين السوريين بنحو 260.000 ألف شخص.
وقال نديم حوري من منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن تركيا تتعرض لضغوط لوقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا، وأدى ذلك إلى التشديد على دخول السوريين من المعابر.
وأضاف: "إن الناس يفرون من مكان إلى مكان بحثاً عن الأمان، ولكن لا يوجد مكان للهروب، الوضع قاتم بشدة".
وعلى الرغم من صعوبة تأكيد أن المدنيين مستهدفون بشكل متعمد، يقول عمال الاغاثة أن القصف المنظم والمنهجي والمتكرر على البنية التحتية المدنية يشير بما هو كافي أن الهدف من الضربات هم المدنيين.
فصوامع الحبوب التي تزود محافظة إدلب بالقمح، و10مخابز تطعم ما يكفي 200.000 ألف شخص والعديد من مطاحن الدقيق والمخازن، هي بعض من العديد من الأهداف التي ضربها الطيران الروسي منذ 24 تشرين الثاني، وفي محافظة حلب قصفت محطة لمعالجة المياه وترك بذلك 1.4 مليون سوري من دون ماء.
يقول ماغراث: "يبدو أن هناك نمطاً يتكرر للقصف في المناطق العالية الكثافة السكانية، حيث التأثير الكبير على المدنيين، فقد قصف تجمع لسائقي الشاحنات التي تأتي بالمساعدات من تركيا قرب معبر باب السلامة  ثلاث مرات متكررة خلال خمس أيام، وبالتالي مُنعت الإمدادات من مواد غذائية ووقود وغيرها من الضروريات من الوصول للمتضررين، كما أن الطائرة الحربية التي دمرت مطاحن الدقيق والمخابز التي تخدم 50.000 شخص في محافظة إدلب (بلدة سراقب) في 27  تشرين الثاني، لم تقصف أي شيء آخر في طريقها.
وأردف المسؤول الأممي: " لقد كان قصفاً متعمداً واستهدافاً محدد للغاية".
وقال بابلو ماركو، المسؤول عن برامج المنظمة في سوريا بأنه استهدف 12 مركز صحي في شمال سورية والذين تدعمهم منظمة "أطباء بلا حدود"، وهولا يعتقد أن ذلك القصف كان محض الصدفة.
وأضاف: "بالطبع من الصعب أن نكون متأكدين ولكن تكرار الضربات على المشافي والقنابل التي تتساقط بجانبها كاف ليجعلنا موقنين بأنهم يستهدفون المشافي".
 
"استراتيجية استهداف البنية التحتية المدنية ليست جديدة – فقد استهدف السلاح الجوي السوري المخابز والمستشفيات والأسواق على مدى السنوات الأربع الماضية من الحرب بشكل منهجي ومنظم، ولكن التدخل الروسي قد أضاف إلى حجم القوة المتاحة، حيث يمكن للطائرات الحربية الروسية الأكثر تطورا تحديد الأهداف بدقة أكثر"، يقول المسؤول الأممي.
ومع هذا فلم يحقق التدخل الروسي حتى الآن سوى مكاسب محدودة على الأرض للقوات الموالية لبشار الأسد، الذي كافح للاستفادة من الميزة الجديدة التي تقدمها القدرات الجوية  المتفوقة لروسيا.
ووفقاً "لآرون لوند" من مؤسسة "كارنيغي"، تهدف الضربات الجوية إلى زرع الفوضى والمشقة في المناطق الموالية للثورة، لتقويض وتفكيك هياكل الدعم التي تناصر الثوار، فمعظمهم يأتون من المناطق التي تشهد القتال ويعتمدون كثيراً على المخابز والمرافق الطبية بالإضافة إلى ان أقاربهم من السكان المدنيين.
يقول "يان إيجلاند"، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، واحدة من المجموعات التي علقت عمليات الاغاثة في شمال سوريا نتيجة هذه الهجمات، بأن "هذه الهجمات تلقي مزيداً من الشك  على آفاق عملية السلام التي أطلقها زعماء العالم في محادثات فيينا الشهر الماضي، كما حذر من المزيد من البؤس بحلول فصل الشتاء".
وأردف: "لقد تُرك المدنيون دون مكان آمن للفرار، يتم قصف المدارس والأسواق والمخابز والنساء والأطفال، وكجهات إنسانية فاعلة نخشى أن يقوض التدخل العسكري الروسي المكثف أي آمال لإجراء محادثات سلام حقيقية".
======================
لوموند: كيف ظهر تنظيم الدولة؟ وكيف تمدد؟
الملف- باريس
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، تقريرا حول أسباب ظهور تنظيم الدولة، وبقائه وتتمدده في العراق وسوريا، اعتبرت فيه أن هذا "الكيان الغامض" خرج من رحم الأنظمة البعثية الدكتاتورية، ويستعين بخبرة ضباط جيش صدام حسين، ويعتمد على الدكتاتورية الطائفية لاكتساب شرعيته.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ظهور تنظيم الدولة يعزى بشكل مباشر إلى تجربتين حديثتين؛ هما الحرب الأهلية العراقية، والثورة السورية، وإلى أرضية خصبة مهدت لظهوره، وهي حكم الأحزاب البعثية لمدة 30 عاما، "لأنه ليس من الصدفة أن يظهر التنظيم في الدولتين اللتين طغت عليهما التجربة الدكتاتورية، من خلال حكم صدام حسين وعائلة الأسد".
وأشارت إلى أن كلا النظامين البعثيين في سوريا والعراق؛ ادعى الدفاع عن القومية العربية، "وبقطع النظر عن الفوارق الموجودة بين البلدين؛ فإنه السمة المشتركة بينهما هي أن سيادة القانون غابت، وفسح المجال للشرطة السياسية المكلفة بإسكات الشعب وإخضاعه لحكم القائد الزعيم".
وأضافت أنه "في ظل هذا النظام الفاسد؛ فإن شبكات المصالح والعلاقات الشخصية وحدها قد تمكن الفرد من تسلق السلم الاجتماعي"، ذاهبة إلى أن "فشل هذين النظامين البعثيين في إرساء دولة القانون والمواطنة؛ أدى مباشرة لصعود تنظيم الدولة".
وتابعت: "في العراق الذي عانى من ثلاثة عقود من الحروب والحصار؛ تعرض المجتمع للتقسيم إلى مجموعات متنافرة، لا تؤمن إلا بالانتماء المذهبي أو العرقي".
واعتبرت الصحيفة أن هذا المسار الذي أدى إلى ظهور تنظيم الدولة "ليس طبيعيا ولا منطقيا، ولكنه نتيجة للتعرض للقمع من قبل النظام القائم، فعلى إثر انهيار الدولة البعثية في عام 2003، قامت على أنقاضها معادلة سياسية جديدة، تمثلت في اعتماد الماسكين بزمام السلطة من الشيعة على التقسيمات والحسابات الطائفية، والاستعانة بمليشيات تتمتع بالحرية المطلقة، وتهميش مكونات الدولة، وخاصة من الطائفة السنية".
 وأضافت أن إقصاء السنة من قبل السلطة المركزية في العراق؛ دفع بهم إلى القبول بخيار العنف، كحل أخير لرفض الظلم والاضطهاد، "وبذلك نشطت عدة مجموعات مسلحة، تمتعت بدعم شعبي من السكان المحليين، وكان من بين هذه المجموعات؛ تنظيم الدولة".
وقالت إن السلطة القائمة استفادت كثيرا من هذا السيناريو، لأنها -تحت غطاء مكافحة الإرهاب- تمكنت من تبرير السياسات الطائفية، وظهرت كمنقذة للطائفة الشيعية، وحصلت على دعم المجتمع الدولي في حربها المزعومة على الإرهاب، مشيرة إلى أنه "في ظل هذا الوضع؛ سجل تنظيم الدولة صعوده، مستفيدا من الضباط السابقين في جيش صدام حسين، الذين جلبوا معهم خبرة ميدانية في العمل المخابراتي، وفي تأطير الناس".
وأوضحت أن هذه التجربة "لم تكن كافية ليصبح تنظيم الدولة ما هو عليه الآن، بل جاءت الثورة السورية لتمهد له طريق الانتشار، فبعد عامين من الاحتجاجات، ثم العمل المسلح لتحرير البلاد من قبضة النظام الذي لا يعرف ردا غير القصف والترهيب؛ انسحبت قوات النظام من المناطق الحدودية بين سوريا والعراق، فاسحة المجال لتنظيم الدولة ليتمدد في الفراغ".
ولاحظت الصحيفة أن تنظيم الدولة أصبح يتمتع بثلاثة امتيازات هامة منذ دخوله المجال السوري، "فقد استغل مواقع التواصل الاجتماعي للظهور بمظهر المدافع عن الشعب السوري الذي يتعرض لمجازر يومية من قبل النظام، أمام مجتمع دولي تراوحت مواقفه بين الصمت والتواطؤ، ونجح في تحويل خطاب التعاطف مع الضحايا من الأطفال والنساء إلى مسوغ للعنف وردود الأفعال المتطرفة".
وتابعت: "الامتياز الثاني الذي مكن تنظيم الدولة من البقاء؛ هو أنه اضطلع بمهمة إعادة تشغيل الخدمات والمرافق العامة، في مناطق لطالما عانت من التهميش والفساد الإداري في العهود السابقة، ونجح في تجاوز الخطاب السياسي العمومي والغامض، والنزول لمستوى الهموم الآنية للفرد في المجتمع".
والامتياز الثالث -بحسب الصحيفة- هو أنه "اعتمد على أسلوب دموي ومروع، استمده من منطق (الثقب الأسود) الذي كان سائدا تحت حكم البعث، حيث لا أحد يرى أو يسمع الفظاعات التي تحصل في الداخل، ويتم توجيه الاهتمام نحو أخطاء وعيوب الخصوم فقط".
وخلصت صحيفة "لوموند" إلى أن تنظيم الدولة يمتلك مهارة الأنظمة البعثية في التلاعب والمغالطة، وخطورة الفكر الديني المتشدد، والقدرة على تحويل مشاعر التعاطف الإنسانية إلى استعداد لارتكاب أقصى درجات العنف.
======================
وول ستريت جورنال: اختلاف روسيا وأمريكا يصعب التعاون ضد "داعش"
الدستور
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية نقلا عن مسئولين أمريكيين وأوروبيين أن الأساليب العسكرية التي تتبعها روسيا في سوريا تختلف كثيرا عن تلك الخاصة بالولايات المتحدة وحلفائها لدرجة أنه قد يستحيل التعاون بين الجانبين ، مما يعقد الجهد الدؤوب لإقامة شراكة بين موسكو والغرب ضد تنظيم "داعش".
وقالت الصحيفة إن الغارات الروسية، التي استهدف بعضها جماعات المعارضة المسلحة المدعومة أمريكيًا، كانت أقل دقة بكثير من الضربات التي يقوم بها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بتجنب الضرر الجماعي .
وذكر مسئولين ومحللين عسكريين غربيين إن القصف الأوسع يخدم الأهداف الروسية ، فيما تقول جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان أن الضربات الروسية قتلت مئات من المدنيين.
ونقلت الصحيفة عن مايكل كلارك، الذي تنحى مؤخرا عن رئاسة مركز أبحاث "المعهد الملكي للخدمات المتحدة" في لندن قوله "إن الضربات الروسية عشوائية جدا وهو أمر متعمد، والمشكلة بالنسبة للغرب هي أن الروس يجرون حملتهم على غرار ما حدث في جمهورية الشيشان"، في إشارة إلى النزاع الذي بدأ في التسعينيات من القرن الماضي والذي سوى فيه الروس معظم مدينة جروزني بالأرض - حسب الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عقد أمس الاثنين جلسة استراتيجيات ممتدة في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون بشأن المعركة ضد "داعش" في سوريا والعراق حيث قال إن التحالف الأمريكي يضرب الجماعة "أقوى من أي وقت مضى" لكن التقدم يجب أن يتسارع.
وأضاف أنه سيرسل وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع من أجل محاولة كسب تعهدات جديدة من الزعماء في المنطقة.
وبحسب مسئولين أمريكيين فإن روسيا لا تدمر دون مراعاة فحسب، لأن الروس بجعل ضرباتهم في سوريا موجعة ليس لجماعات المعارضة المسلحة فقط بل للسكان أيضا، إنما يهدفون للضغط على المدنيين لوقف دعم المقاتلين الذين يحاولون الإطاحة بنظام الرئيس الرئيس السوري بشار الأسد.

ووفقا للمسئولين الأمريكيين فإن هذا النهج الروسي نهج تكتيكي يتعارض مع تركيز الغرب على الفوز بالقلوب والعقول عن طريق محاولة تجنب ما يطلق عليه الضرر الجماعي.
ودافع المسئولون الروس عن عملياتهم في سوريا، ودعوا مرارا الولايات المتحدة وحلفاءها إلى العمل معهم ضد "داعش" حيث ذكرت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية أن "أي مراقب موضوعي لا يمكن أن يكون لديه أدنى شك بشأن النوايا الحقيقية للضربات الجوية الروسية ، فنحن نتحدث فقط عن الجماعات الإرهابية وأماكن تواجدها والبنية التحتية للمدنيين ليست بأي حال من الأحوال هدفا لسلاح الجو الروسي ".
كما أشار المسئولون الروس إلى أن الدول الغربية تشن حربا إعلامية للتشكيك في الحملة الروسية والتقليل من شأنها.
======================
التايمز’’: تأثر نفط تنظيم ’’داعش’’ بالضربات الأمريكية
جاء في صحيفة "التايمز" البريطانية مقالاً لميشال ايفانز يتناول النفط الذي يسيطر عليه تنظيم "داعش" في سوريا والعراق والتأثيرات التي طرأت على موارده جراء الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة.
وقال كاتب المقال إن "داعش" يسيطر على 80 في المئة من النفط السوري، إلا أن موارد بيعه في السوق السوداء تراجعت بنسبة كبيرة بسبب الضربات الجوية التي تستهدف منشآته، وذلك بحسب مسؤول امريكي رفيع المستوى".
وأضاف المسؤول لكاتب المقال "يحصد داعش من عوائد النفط المتدفق من شمال شرق سوريا نحو 500 مليون دولار سنوياً"، مشيراً إلى أن "التنظيم تتوفر له زبائن عديدة في السوق السوداء من بينهم الرئيس السوري بشار الأسد".
كما أوضح المسؤول أنه "من المقدر أن تنظيم داعش  كان يبيع 40 الف برميل من النفط يومياً، وبقيمة تقدر بأكثر من مليوني دولار امريكي، إلأ أن هذا المصدر من الأموال بدأ يجف بسبب استهداف المنشآت النفطية من قبل الطائرات الروسية والامريكية، وخاصة الضربة الجوية التي استهدفت مجمع في دير الزورفي شمال شرقي سوريا وقتل خلالها الامير سيف المعروف بأمير النفط في التنظيم".
ونقلاً عن المسؤول الامريكي، فإن التنظيم لم يكن يجني الكثير من الأموال من المنشآت النفطية العراقية، وكان يركز اهتماماته على النفط السوري وتسويقه".
المصدر: صحيفة "التايمز" البريطانية
======================
الفايننشال تايمز: داعش يغدق الاموال على المقاتلين الاجانب
الأربعاء 16 كانون الأول 2015   آخر تحديث 08:17
النشرة
اشارت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية الى أن "تنظيم "داعش" أسس نظاماً صحياً شبيهاً بفكرة هيئة الخدمات الصحية البريطانية ويعالج المواطنين من دون أي مقابل، بحسب ما نشره التنظيم على وسائل التواصل الاجتماعي"، معتبرة ان "هذا الأمر يعتبر ضرباً من الخيال، إذ أنه بالرغم من استحواذ "داعش" على ملايين الدولارات، إلا أن مصادر تمويله انخفضت إلى النصف تقريبا".
وأوضحت الصحيفة أن "التنظيم فرض نظام الضرائب على المواطنين الذين يقطنون في ظل حكمه"، لافتا إلى أن "التنظيم يغدق الأموال على المقاتلين الأجانب، كما أنه يقسمهم إلى 3 فئات: المناصرين وهم الجنود المشاة، يتقاضون من 50 - 150 دولاراً شهرياً ، أما المبايعين الذين أعلنوا ولائهم للتنظيم فيتراوح مرتبهم الشهري بين 200-300 دولارا، أما المهاجرين، وهم المقاتلين الاجانب، فإنهم قد يتقاضون من 600 - 1000 دولار اميركي شهرياً".
واضافت الصحيفة ان "التنظيم يوفر للمقاتلين الأجانب خدمات صحية خاصة، فيما يضطر المقاتلون السوريون إلى اللجوء الى الخدمات الصحية المجانية".
 
======================
الاندبندنت: التحالف العسكري السعودي الجديد خطوة رمزية وليست حقيقية
الأربعاء 16 كانون الأول 2015   آخر تحديث 08:01
 النشرة
رأت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية ان "التحالف العسكري السعودي الجديد لمحاربة الارهاب خطوة رمزية وليست حقيقية"، موضحة ان "إعلان السعودية إنشائها تحالفاً عسكرياً سنياً يوحي بالثقة بالإسم فقط".
واشارت الصحيفة الى أن "الولايات المتحدة طالما اشتكت من غياب وجود أي جيش سني على الخطوط الأمامية لمحاربة تنظيم "داعش"، لافتة الى ان "بعض المحللين يعتقدون أن هذا التحالف العسكري الجديد المؤلف من 34 دولة اسلامية سيأخذ زمام المبادرة لوضع يده على أكثر الجرائم الإرهابية تطرفاً في المنطقة".
وسألت الصحيفة عن دور هذه الدول في هذا التحالف، مؤكدة انه "في ظل عدم وجود خطة او استراتيجية فإن الإرهابيين لن يخافوا من هذا التحالف العسكري السعودي"
======================
 الغارديان: المجالس المحلية في وجه بشار الأسد وداعش في سوريا
اليكساندر ستاريت- الغارديان: ترجمة عنب بلدي اونلاين
المعركة من أجل سوريا هي ليست نزاعًا بين الأسد وتنظيم الدولة، بل هي في دعم المجالس المحلية التي تؤمّن الخدمات العامة للسوريين وهو أفضل طريقة لضمان مستقبلهم.
وبينما يقصف تنظيم “الدولة”، ويروج حاكم لندن بورس جونسون لدعم الأسد من أجل الاستقرار، نتجاهل الشعب الذي يدير نسخة جديدة من سوريا، هي ليست دكتاتورية، وليست خلافة مجرمة، لكنها نسخة من سوريا التي تشكّل ردًا على الاثنتين.
تحكم المعارضة السورية المعتدلة “المناطق الحرة” لكن بطريقة رخوة؛ منذ بدأت الثورة السورية قبل أربع سنوات إذ لا يوجد حكومة مركزية.
وضمن هذا الفراغ نشأت المجالس المحلية التي توفر خدمات عامة جوهرية كالماء والكهرباء والتعليم والصحة.
هذا العام، انتُخب كل مجلس محلي بشكل ديمقراطي، وحدث هذا في بلد لم يعش تقليد الديمقراطية منذ أن سيطر حزب البعث على الحكم عام 1963، “وهذا شيء استثنائي”.
تحاول المعارضة المعتدلة أن تبني دولة من الأسفل للأعلى في ظل ظروف الحرب، وترى أنها ترسي أساسات سيبني عليها السوريون حكومة مسؤولة عن الشعب.
رغم أن وزارة الخارجية الأمريكية خصصت للمعارضة 100 مليون دولار، إلا أن وضعها يبقى محفوفًا بالخطر، فجزء من المشكلة هو البنوك لأنها لا تسهّل عملية إنشاء حسابات جديدة، وتخاف وزارة الخارجية الأمريكية من وقوع هذا القدر من الأموال بيد أعدائها.
إننا نتخيل المساعدة هذه على شكل مساعدات إنسانية وهي مسألة حياة أو موت، وعلينا بالتأكيد إعطاء قوتنا للمعارضة المعتدلة إذا ما أردنا أن تصبح سوريا بلد يعمل مرة أخرى.
وهذا مهم للغاية لأنه بعد 4 سنوات من الحرب، فإن الناس تريد أن تذهب إلى مكان مستقر ليتمكن أطفالهم من دخول المدارس.
السوريون يهربون من البلد، وكما أوردت الغارديان سابقًا بأن تنظيم “الدولة” نفسه يحاول أن يبني بديلًا يعتمد عليه، يريد أن يبني دولة تعمل ولديها إداريين وعندما نصف التنظيم بأنه طائفة موت متعصبة فإننا نقلل من جدية الموضوع.
ففي الرقة “يوجد مكتب حماية للمستهلك، ويقال إنه تم تشييد مصنع بوظة من أجل خلق وظائف وفرص عمل”.
في الصراع لتشريع سلطتيهما، فإن تنظيم الدولة والأسد معًا يستفردان بالهجوم على المجالس المحلية، أخبرني مسؤول في منظمة مجتمع مدني يعمل مع المجالس أن هناك اغتيالات دائمة، وقال بفخر “هي الرقم الثاني على قائمة تنظيم الدولة للكره، بعد قوات التحالف”.
وقال عضو آخر في المجالس المحلية في درعا إن “قوات النظام تحاول قصف الاجتماعات”، مضيفًا “كنت هناك عندما استهدفنا القصف الجوي ليس مرة واحدة، وإنما عشرات المرات”.
يقول عضو مجلس العموم هيلاري بن إن “إنزال قذائفنا على تنظيم الدولة سيحدث ضررًا في قدرات التنظيم العسكرية، ولكن النصر الوحيد الذي سيبقى هو إنهاء الفوضى التي سمحت للتنظيم بأن يزدهر في المقام الأول”.
وهذه هي الطريقة الوحيدة التي ستوقف السوريين عن الهجرة، ولإنهاء الفوضى، نحتاج البنية التحتية والخدمات العامة وحكومة فعالة.
فوق كل شيء، إن المجالس المحلية هم حلفائنا الطبيعون ولا نستطيع الاستمرار بتجاهل الناس الذين يحاولون بناء سوريا التي نريد أن نراها.
ولو كانت بلداننا قد خصصت الوقت لتتحدث عن المجالس المحلية كما تتحدث عن وحشية الخلافة، كان يمكن أن نقدم لهم مساعدة جادة.
======================
ليسبريسو: ما أهم دوافع عناصر تنظيم الدولة للانضمام إليه؟
عربي21 – يحيى بوناب# الأربعاء، 16 ديسمبر 2015 01:27 ص 01
نشرت صحيفة ليسبريسو الإيطالية؛ تقريرا حول الدوافع التي تحرك مقاتلي تنظيم الدولة، وقالت إن سر نجاح هذا التنظيم في استقطاب أكثر من 30 ألف مقاتل أجنبي، يعود أساسا إلى قدرته على إقناع الشباب المهمش بقدرته على تحقيق أمنياتهم.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الدراسات التي أجريت حول استقطاب تنظيم الدولة لشباب أوروبا وشمال أفريقيا، مكنت من تصنيف دوافع هؤلاء الشباب إلى تسعة أصناف، بحسب الرغبات التي جعلت كل واحد منهم يتخلى عن كل شيء ويلتحق بهذا التنظيم.
وأضافت أن فهم هذه الدوافع أصبح الشغل الشاغل للأجهزة الأمنية الأوروبية، حتى تتمكن من التعامل مع ظاهرة سفر شبابها نحو سوريا والعراق، وتكون مستعدة للتعامل معهم في حال عودتهم إلى بلدانهم الأصلية، في ظل تزايد المخاوف من مخططات تنظيم الدولة لنقل الحرب إلى أراضي هذه الدول.
وذكرت الصحيفة أن مجموعة "ستوفان غروب" الأمريكية؛ قامت بتجميع وتحليل عدد كبير من الروايات والشهادات، المأخوذة من أشخاص عادوا من صفوف التنظيم أو فشلوا في السفر إلى هناك. وبالاستعانة بتقارير وتحليلات خبراء وباحثين آخرين، تم تصنيف الأشخاص المتأثرين بدعاية تنظيم الدولة إلى تسعة أنماط.
وبحسب الصحيفة، فإن النوع الأول هم أولئك الذين يبحثون عن مكانة مرموقة وعن الشعور بالأهمية والتقدير، حيث إنهم يريدون تحسين مكانتهم بين الناس، ويبحثون عن اعتراف بأهمية دورهم في تحقيق إنجاز ما، كما أن فكرة تقاضي مرتب داخل التنظيم تجتذبهم.
أما النوع الثاني، فهم أولئك الذين يبحثون عن هوية، وهم الذين يشعرون بالعزلة والإقصاء داخل مجتمعاتهم، ويشعرون بأنهم غرباء عن محيطهم، ولذلك يبحثون عن هوية جديدة داخل مجتمع جديد. والخطاب الإسلامي لتنظيم الدولة يشكل فرصة لهذا الشباب التائه، لاكتساب هوية دينية لا تعترف بالاختلافات والحدود.
وأشارت الصحيفة إلى أن النوع الثالث يلتحق بتنظيم الدولة بحثا عن الانتقام؛ إذ يعتبرون أنفسهم جزءا من المجتمع الإسلامي الذي يعاني من الاضطهاد ومن جرائم الدول الغربية.
والنوع الرابع هم أولئك الذين يبحثون عن المغفرة، حيث إنهم عاشوا حياة المجون واللهو، ويشعرون بالندم إزاء ما ارتكبوه من ذنوب، وتنظيم الدولة يقدم لهم وعدا بتخليصهم من كل ذنوبهم، ودخولهم الجنة.
كما يوجد أشخاص يقاتلون في صفوف التنظيم بدافع من الشعور بالمسؤولية، حيث إنهم يعتقدون أن الانضمام لهذا التنظيم سيمكنهم من توفير الدعم مادي ومتطلبات الحياة، لعائلاتهم وأحبائهم.
وبينت الدراسات أيضا أن البعض يسافر نحو سوريا والعراق بحثا عن المغامرة، وطلبا لحياة الإثارة والتشويق والمخاطرة. كما يوجد أشخاص يلتحقون بالتنظيم لأنهم يريدون فرض رؤيتهم الدينية، وتطبيق ما يعتبرونه الشريعة الصحيحة على بقية أفراد المجتمع الذين يعيشون فيه. وهناك من يتخذون هذا القرار؛ لأنهم يبحثون عن العدالة، بسبب الظلم الذي عايشوه في حياتهم، وهنالك أيضا من يبحثون بكل بساطة عن الموت.
ولاحظت الصحيفة أن الدوافع التي تجعل الشباب يلتحق بتنظيم الدولة تكون دائما شخصية، ومتعلقة بالتجارب التي عاشها الإنسان وبآرائه الشخصية، وهي غالبا لا علاقة لها بالإسلام أو بالسياسة، وبالتالي فإن دور الإسلام في هذه الظاهرة هامشي، وليس هو السبب الرئيسي لالتحاق الشباب بالقتال في سوريا والعراق، حيث إنه "مجرد عباءة يرتديها هؤلاء لإخفاء مشكلاتهم الاجتماعية ودوافعهم الشخصية"، بحسب الصحيفة.
وذكرت أيضا أن الشباب الأوروبي ينظر إلى مناطق سيطرة تنظيم الدولة في سوريا والعراق على أنها "أرض الحصول على الانتماء، والمغامرة والاحترام"، التي يمكنهم فيها تكوين شخصية جديدة وبدء صفحة جديدة والتطلع للمستقبل.
وأشارت الصحيفة إلى أن المحيط أيضا يلعب دوار هاما في تفشي الفكر المتطرف؛ حيث توجد أحياء وضواحي وقرى تسمى "نقاطا ساخنة"، تنتشر فيها المجموعات العنيفة والمتشددة، ويمكن نقل هذه الأفكار من جيل إلى آخر بسهولة، على غرار مدينة درنة الليبية، التي ينتشر فيها تهريب السلاح والمهاجرين والمخدرات، ومدينة بن قردان في الجنوب التونسي، بالإضافة إلى أحياء مدينة الدار البيضاء المغربية، وحي مولنبيك في العاصمة البلجيكية بروكسيل، ومنطقة "ليسلبي فريدريكشتاد" في النرويج.
وأضافت الصحيفة أن الدعاية في هذه النقاط الساخنة لا تتم عبر شبكة الإنترنت، وإنما بشكل فردي من شخص إلى آخر، ومن منزل إلى منزل، بين الأصدقاء والإخوة والجيران، مثلما حدث مع الأخوين عبد السلام، اللذين شاركا في هجمات باريس.
======================
ستريت جورنال تكشف كيف توسع السعودية نفوذها في الشرق الأوسط
بوابة القاهرة
 
الملك سلمان
صرحت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن موجة من النشاط  ظهرت  خلال الأسبوع الماضي في العاصمة السعودية لتعكس الجهود المبذولة من قبل الملك «سلمان»، الذي جاء إلى السلطة قبل نحو عام، من أجل إحداث تغيير ملموس في البلاد. ويمكن أن يكون الأمر مبشرا بتحولات كبرى في دور المملكة خلال عام 2016.
وأوضحت الصحيفة، في تقريرها المنشور عبر موقعها الإلكتروني، أن  المملكة العربية السعودية استضافت اجتماعا يهدف إلى توحيد المعارضة السورية، كما تبنت عقد اجتماع لكبار قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست.
 
وأشارت إل أن الاجتماع الأول أسفر عن خطة لتشكيل لجنة من مختلف جماعات المعارضة السورية للإعداد لمفاوضات محتملة مع «نظام الأسد» لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا.
 وقد تراجعت العديد من الجهود للتفاوض على إنهاء الصراع المستمر منذ أربعة أعوام في ظل أجواء الانقسامات بين جماعات المعارضة المختلفة، وليس هناك ما يضمن أن هذه الجهود سوف تستمر إلى النهاية. وثمة تحد آخر يتمثل في انقطاع الاتصالات بين شخصيات المعارضة السياسية السورية والجماعات المسلحة التي تقاتل على الأرض. وجود ثمة مظهر من مظاهر الوحدة بين السوريين المعارضين لـ«بشار الأسد» كان عنصرا أساسيا مفقودا ضمن الجهود للتفاوض على تسوية للصراع السوري.
 
وتابعت، وفي اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي، ناقش القادة العرب الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في سوريا واليمن، واقترح عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار اليمن.
كما ناقش الاجتماع استمرار الجهود المبذولة لزيادة التجارة الإقليمية والتكامل الاقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي، وأدان التصريحات الأخيرة ضد المسلمين واللاجئين.
هذه القيادة السعودية على الصعيد الإقليمي تتناقض بشكل صارخ مع موقف البلاد من سوريا قبل عامين، عندما تنازلت المملكة العربية السعودية عن المقعد الذي طالما سعت وراءه في مجلس الأمن الدولي احتجاجا على قرار إدارة «أوباما» بعدم ضرب «نظام الأسد» بعد أن استخدم الأسلحة الكيميائية، وللتعبير عن معارضتها للمفاوضات الدبلوماسية مع إيران بشأن برنامجها النووي.
 
واستطردت، و بالنظر  في عام 2015، نجد أن المملكة العربية السعودية تتخذ نهجا أكثر حزما بكثير من الناحية العسكرية والدبلوماسية.
 وتستمر المعركة في اليمن المجاور، والتي دشنتها المملكة العربية السعودية منذ شهور بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة، لإعادة حكومة الرئيس «عبد ربه منصور هادي».
جنبا إلى جنب مع الجهود الجديدة في سوريا، فإن اليمن أيضا تشكل اختبارا مهما حول إذا ما كان النشاط التصعيدي للرياض قد ينتج قدرا أكبر من الاستقرار أم أنه سوف يزيد من الانقسام في المنطقة.
 
وأضافت، وفي الوقت نفسه، فإن البلاد تخوض محاولة أخرى من أجل فطم نفسها عن الاعتماد الكبير على النفط. .
وتبدو المملكة العربية السعودية على وشك اتخاذ بعض الخطوات الاقتصادية الهامة محليا، على النحو الذي بينه «توماس فريدمان» في مقال في الشهر الماضي وتشمل بعض هذه الجهود الرامية إلى إصلاح جذري للدعم الذي تقدمه الحكومة لجميع المواطنين السعوديين، وقطع الدعم على الطاقة، وإدخال المزيد من المنافسة والخصخصة.
وإذا تم تنفيذ بعض التدابير التي تمت مناقشتها خلال سلسلة من الاجتماعات هذا الأسبوع، فإنه يمكن إعادة كتابة العقد الاجتماعي الذى دام عقودا بين الحكومة السعودية وشعبها على نحو فعال.
اضاف ان استمرار التراجع الحاد في أسعار النفط، ليس فقط في الأسابيع الأخيرة ولكن على مدى العامين الماضيين، وضع ضغوطا متزايدة على ميزانية المملكة.
وقالت: كما تركز السعودية أيضا على التهديدات الإرهابية القادمة من المجموعات على شاكلة «داعش» الذى نفذ هجمات داخل المملكة هذا العام، إضافة إلى مطاردة المتطرفين داخل المملكة. وقد اعتقلت الحكومة عدة مئات من السعوديين يشتبه في صلتهم لـ "داعش".
وتابعت، و اتخذت الحكومة خطوة من نوع آخر، ففي الانتخابات البلدية  التي أجريت يوم السبت، سمح للنساء بالتصويت والترشح  لأول مرة في تاريخ المملكة. ووقد تم انتخاب عدد منهن ضمن صفوف المجالس المحلية.
واختتمت بقولها  "عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط، فإن عام 2015 سوف يتم ذكره على أنه العام الذي تم خلاله توقيع الاتفاق النووي الإيراني، وظهرت خلاله قوة تنظيم «داعش»، واستمرت موجة التفتيت في المنطقة. وأن السعودية لديها حصة في كل هذه القضايا. وتشير خطواتها الأخيرة أنها سوف تأخذ على عاتقها دورا أكثر نشاطا خلال عام 2016 ما سوف ينعكس على المسار الشامل لقضايا الشرق الأوسط".
======================
"فورين بوليسي": شركة روسية تنظم رحلات إلى الخطوط الأمامية في سوريا
كتب :عبده عمارة - اخر تحديث الأربعاء 16 ديسمبر 2015 - 09:52 ص القاهرة
أعلنت إحدى شركات السياحة الروسية، عن نيتها تنظيم رحلات إلى المناطق الأمامية للحرب الدائرة في سوريا.
وقالت صحيفة "فورين بوليسي" الأميركية، إنه في الوقت الذي يحاول فيه العالم ببؤس الوصول إلى حل للحرب الأهلية المستمرة لما يقرب من خمسة أعوام في سوريا، كان لشركة "ميجا بوليس" السياحية الروسية فكرة أخرى وهي إرسال السياح الروس لمشاهدة الخطوط الأمامية للحرب الدائرة هناك من أجل جني الأرباح من الصراع الدائر هناك.
وبدءًا من 2016 تخطط الشركة لتسويق رحلاتها التي أطلقت عليها "الأسد تورز" وتستمر الرحلة خمسة أيام بتكلفة 1500 دولار.
ونقلت عن صحيفة "نوفايا جازتا"، قول "أناتولي أرونوف" أحد المساعدين في إنشاء الشركة، إن المواطنين الروس سيستمتعون بتجربتهم في سوريا لأن السوريين اعتادوا على وجود القوات الروسية التي من المفترض أن تكمل حتى النهاية في سوريا، وبسبب العدد الكبير الذي درس في الجامعات الروسية فإنه يجب على الروس ألا يقلقوا من عدم وجود مترجمين، بالإضافة إلى أن السوريين الذين يعانون من نقص الأموال سيرغبون في استضافة السياح الروس في منازلهم.
وبخصوص السكن، لفتت الصحيفة إلى أن "أرونوف" لا يجب أن يقلق بخصوص تسكين السياح الروس؛ إذ أجبر الصراع الدائر حاليًا ملايين السوريين على ترك منارلهم.
وذكرت الصحيفة، أنه خلال العام الماضي، أعلنت شركة تدعى "ميجابوليس كورورت" عن تنظيم رحلات إلى أوكرانيا التي مزقتها الحرب، وكانت تكلفة الرحلة 3000 دولار، أي ضعف السعر المعلن عنه للرحلة إلى سوريا.
======================