الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 16-7-2023

سوريا في الصحافة العالمية 16-7-2023

17.07.2023
Admin



سوريا في الصحافة العالمية 16-7-2023
إعداد مركز الشرق العربي
الصحافة الامريكية :
  • المونيتور: تنسيق روسي إيراني هادئ لإخراج الولايات المتحدة من سوريا
https://cutt.us/gCJ8z
  • معهد الشرق الأوسط: خلاف فاغنر وموسكو ولد بسوريا قبل 5 سنوات من تفجره بأوكرانيا
https://cutt.us/h7W0Z
  • المونيتور :تنسيق روسي إيراني هادئ لإخراج الولايات المتحدة من سوريا.. كيف؟
https://cutt.us/lWmeq
  • نيوز لاينز :كيف يروج مؤثرون على تيك توك للسياحة في سوريا؟
https://www.noonpost.com/content/47514
الصحافة الامريكية :
المونيتور: تنسيق روسي إيراني هادئ لإخراج الولايات المتحدة من سوريا
https://cutt.us/gCJ8z
ميدل ايست نيوز: تجري روسيا وإيران عمليات تنسيق “هادئة” في سوريا، من أجل الضغط على الولايات المتحدة لسحب قواتها من هناك، بيد أن واشنطن مصرة على عدم التصعيد، والاستمرار في القيام بمهامها لهزيمة نهائية لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).
وتحدث مسؤول أمريكي بارز في تقرير لموقع “المونيتور” عن “أدلة ومؤشرات”، تقود إلى أن القادة العسكريين الروس في سوريا ينسقون بهدوء مع الحرس الثوري الإيراني، بشأن خطط طويلة الأجل للضغط على الولايات المتحدة لسحب قواتها من البلاد.
وتابع: “روسيا تحاول إخراج الولايات المتحدة من المجال الجوي السوري، بينما يواصل الحرس الثوري الإيراني تدفق الأسلحة المستخدمة لمهاجمة القواعد الأمريكية داخل البلاد”.
وأضاف: “هناك تلاقي مصالح بين هذه المجموعات الثلاث الإيرانيين والروس والسوريين”.
ورغم أن الطيارين الروس تراجعوا عن الموجة الأخيرة من الرحلات الجوية المسلحة المهددة فوق القواعد الأمريكية، بينما صمتت الهجمات التي تنفذها ميليشيات إيران، إلا أن العديد من المؤشرات تقود إلى ترتيب جديد، حسب المسؤول ذاته.
وقال المسؤول الأمريكي إنه “يرى أدلة من التخطيط على المستوى العملياتي بين قيادة فيلق القدس المتوسط المستوى التي يعمل في سوريا والقوات الروسية العاملة هناك”.
وفي حين رفض المسؤول مناقشة طبيعة الأدلة، إلا أنه وصف التعاون بـ”تخطيط تعاوني، وفهم تعاوني، وتبادل معلومات استخباراتية”، على مستوى “متوسط إلى أعلى رتبة” للجيشين الروسي والإيراني.
وأضاف: “بصراحة، (إنها) نفس الأشياء التي سنفعلها مع شركائنا في مواجهة شيء كنا نحاول تحقيقه”، متابعا: “نراهم يفعلون ذلك من جانبهم، وهم يحاولون التفكير في كيفية مزامنة الأشياء المختلفة التي تقوم بها أذرعهم المختلفة من أجل ممارسة هذا الضغط علينا”.
وأشار المسؤول إلى حادثة الأسبوع الماضي، بعدما أقدم طيارو (Su-35) الروس على مضايقة 3 طائرات مسيرة أمريكية من طراز (MQ-9)، بينما كانوا يستعدون لشن هجوم على أحد كبار قادة تنظيم “الدولة الإسلامية” في شمال غرب سوريا.
وينفي مسؤولو البنتاغون أن يكون لأعمال قواتهم في سوريا أي علاقة بالاستفزازات الروسية والإيرانية، ويقولون إنهم يعتقدون أن الردود الأمريكية الأخيرة قد أوقفت دورة التصعيد في الوقت الحالي.
وقال كبير مديري العمليات في الأركان المشتركة، اللفتنانت جنرال دوغلاس سيمز، للصحفيين في وقت سابق من هذا الأسبوع: “لا نتوقع أي مشكلة، ولا نرى مستوى من التصعيد نشعر بالقلق حياله في سوريا”.
ومع ذلك، لا تزال المجموعة المتبقية المكونة من حوالي 900 جندي أمريكي في سورية معرضة للخطر.
وفي السابق، كان نهر الفرات بمثابة حدود معترف بها بشكل متبادل بين الجيوش المتنافسة.
وجادل المسؤول العسكري الأمريكي البارز الجمعة، بأنه سيكون من غير الحكمة التخلي عن أي مساحة أو مجال جوي إضافي للقوات الروسية والإيرانية في سوريا.
وأضاف: “لأنه بمجرد أن تفعل ذلك، سينتقلون فقط إلى المكان التالي وسيواصلون محاولة الضغط عليك”.
وتحتفظ الولايات المتحدة بقواتها في سوريا في أعقاب الحملة متعددة الجنسيات ضد “الدولة الإسلامية” في ظل سلطات منحها الكونجرس في الأصل عام 2001، لتمكين إدارة جورج دبليو بوش من ملاحقة مخططي هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
وتتركز القوات الأمريكية اليوم في أقصى شمال شرق البلاد، وفي موقع بعيد للعمليات الخاصة يعرف باسم قاعدة التنف.
في المقابل، يدعم كل من الجيش الروسي و”فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني نظام بشار الأسد.
لكن التنافس بين الاثنين على النفوذ في مناطق رئيسية، والوصول إلى القواعد أعاق منذ فترة طويلة التنسيق رفيع المستوى ضد منافسهما المتبادل (أمريكا).
وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي، بدأ الطيارون المقاتلون الروس ينتهكون بشكل متزايد بروتوكولات المجال الجوي المتفق عليها مع القادة الأمريكيين في سوريا، وفق ما ذكر تقرير لموقع “بريكينج ديفينس”.
وتم ذلك من خلال التحليق على ارتفاع منخفض فوق القواعد الأمريكية هناك، وخاصة قاعدة التنف.
وكانت آخر هذه الحوادث، هو تحليق طائرة استطلاع روسية الجمعة، فوق قاعدة أمريكية في سوريا “لفترة طويلة”.
وقال المسؤول: “من المفترض أن نبقى على بعد حوالي 3 أميال من طائرات بعضنا البعض طوال الوقت، لذلك أنا أحكم على تلك الطلعة على أنها غير مهنية، لأنهم لا يتبعون القواعد المعمول بها بخصوص طلعات الطيران لكنها لم تكن طائشة، مثل بعض عمليات الاعتراض السابقة”.
وقال مسؤول عسكري أمريكي رفيع المستوى: “لم يكن هناك شيء مختلف في سلوكنا على الإطلاق عما كنا نفعله منذ خمس سنوات”.
وأوضح المسؤول أن “الخط الهاتفي الساخن” الذي تم إنشاؤه في عام 2016 للحد من فرص اندلاع حريق بين الجانبين الأمريكي والروسي لا يزال نشطاً.
وكشف بالقول: “لم تكن لدينا أوقات رفضوا فيها الرد على الهاتف”، وتابع: “الروس يجيبون دائما عندما تتواصل الولايات المتحدة والعكس صحيح”.
وذكر المسؤول أن الكثير من الحديث عبر خط عدم الاشتباك عبارة عن “حوار روتيني”، على الرغم من أنه في بعض الأحيان يكون محتدما بشأن ما تعتبره الولايات المتحدة طلعات جوية “مفرطة العدوانية” لروسيا، ومع ذلك، قال المسؤول الأمريكي: “ظل الخط مفتوحا”.
وأكد المسؤول: “نحن لا نقدر أن الروس سوف يسقطون قنابل على قواتنا أو يطلقون النار على طائراتنا المأهولة”، مضيفا أنه على الرغم من ذلك، كان هناك “اختلاف نوعي” في الطلعات العسكرية الروسية في سوريا وكيفية تفاعلها مع الطائرات الأمريكية.
وقد يكون الاختلاف مؤشرا على تنامي النفوذ الإيراني في العلاقة مع الكرملين والرغبة في إخراج القوات الأمريكية من سوريا، وقد يساهم الاستقرار المتزايد للنظام السوري أيضًا في الرغبة في التفاعل مع الطائرات الأمريكية.
وقد يكون أيضا نتيجة فشل القادة العسكريين الروس في محاولة استعادة الثناء أو الثقة.
وقال المسؤول الأمريكي، إن العديد من الجنرالات الروس في سوريا “غالبا ما يكونوا جنرالات تم إرسالهم من أوكرانيا بعد أن فشلوا في إحدى العمليات في كييف أو دونباس أو أينما كان”، مضيفا أنه قد يكون لديهم “شيء لإثباته”.
وأمام ذلك، شدد المسؤول الأمريكي على أن بلاده لا تسعى لدفع التصعيد، مضيفا: “نحن نحاول فقط الاستمرار في القيام بهزيمة دائمة لتنظيم داعش”.
ورغم أن النزاعات التي كانت نشطة في السابق مع الجماعات المدعومة من إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط هادئة إلى حد كبير في الوقت الحالي، لكن مسؤولي الأمن القومي يقولون إن خطر التصعيد في المنطقة لا يزال مرتفعا.
وقال مسؤولون أمريكيون إن إيران تواصل تدفق الأسلحة إلى الميليشيات في سوريا وإلى الحوثيين في اليمن، على الرغم من التقارير التي تتحدث عن محادثات مغلقة بين المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين في الوقت الذي تسعى فيه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى مزيد من خفض التصعيد في المنطقة.
ولفت مسؤول عسكري أمريكي كبير في سوريا: “لا يوجد تهديد وشيك في الوقت الحالي، لكن الأسلحة لا تزال تتدفق والصواريخ لا تزال تتدفق”، على الجماعات المدعومة من ايران.
أفاد موقع “المونيتور” سابقًا عن مخاوف بين مسؤولي البنتاغون من أن تدفق الأموال الروسية إلى إيران نتيجة لتعاونهم العسكري الناشئ في أوكرانيا، يمكن أن يساعد الحرس الثوري الإيراني على توسيع أنشطته في الشرق الأوسط.
وأمام ذلك، حافظت الولايات المتحدة على مراقبة المجال البحري في الشرق الأوسط لردع أي عدوان إيراني.
ففي الأسبوع الماضي فقط، تدخلت البحرية الأمريكية في حالتين منفصلتين لجهود البحرية الإيرانية للاستيلاء على ناقلتي نفط في خليج عمان.
وتعمل الوحدات الجوية والبحرية للجيش الأمريكي في الشرق الأوسط معا بشكل وثيق لضمان وجود تغطية كافية لردع إيران
وقال المسؤول: “بخصوص مطاردة ناقلات النفط، وهو ما فعلوه في 4 أو 5 منها خلال الأسابيع العديدة الماضية”.
وأضاف أن الولايات المتحدة بدأت مؤخرا بعمل طلعات للطائرة هجومية من طراز (A-10) فوق مضيق هرمز، وهي مزودة بأسلحة قادرة على استهداف زوارق الهجوم السريع الإيرانية وأهداف بحرية أخرى.
وتم نشر طائرات (A-10) في المنطقة في أواخر مارس/آذار، بعد سلسلة من الهجمات على المواقع الأمريكية من قبل الميليشيات التابعة لإيران.
=====================
معهد الشرق الأوسط: خلاف فاغنر وموسكو ولد بسوريا قبل 5 سنوات من تفجره بأوكرانيا
https://cutt.us/h7W0Z
تقارير وتحليلات
السبت 15 يوليو 2023 07:47 م
سلط تحليل نشره معهد الشرق الأوسط، الضوء على الأسباب الأولي للتمرد المسلح قصير الأمد الذي أعلنته قوات فاغنر شبه العسكرية ضد الجيش الروسي.
ووفق التحليل فإن تلك الخطوة من قبل فاغنر لم تكن مفاجئة، بل تعود إلى عام 2017 أي تقريبا قبل 5 خمس سنوات من شن روسيا حملتها العسكرية ضد أوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي.
وأوضح التحليل أن ثمة 4 أسباب رئيسية للخلاف الذي اندلع في سوريا بين قائد فاغنر يفغيني بريغوجين وقادة الجيش الروسي، والذي تفاقم خلال السنوات اللاحقة ليصل إلى نقطة إعلان التمرد المسلح.
معارك تدمر
السبب وفقا للتحليل يعود إلى معركتي تدمر الأولى والثانية خلال نهاية عام 2016 وبداية عام 2017، التي خاضتها فاغنر مدعومة بالجيش السوري لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من المدينة الأثرية.
وكان سبب الخلاف وقتها يعود لعدم تزويد القوات الروسية العاملة في سوريا فاغنر بالسلاح الكافي خلال فترة المعركة، ما تسبب في تأخر العملية ووقوع خسائر كبيرة في صفوف فاغنر في معركة طرد التنظيم من المدينة.
السبب الثاني للخلافات، يعود إلى شهر فبراير/ شباط عام 2018، حين دفعت القيادة العسكرية الروسية قوات فاغنر للتقدم إلى منطقة خشام شرق دير الزور والمسيطر عليها من قبل قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأمريكية بهدف السيطرة على معمل غاز كونيكو، أهم معامل الغاز في سوريا.
لكن محاولة التقدم فشلت فشلا ذريعا، حيث قامت قوات التحالف الدولي العاملة في سوريا وعلى رأسها الولايات المتحدة بقصف جوي ومدفعي لقوات فاغنر المتقدمة، ما تسبب بمقتل ما لا يقل عن 200 عنصر من تلك القوات وجرح العشرات، إضافة لتدمير عشرات الآليات العسكرية لتلك القوات.
وجاء تقدم فاغنر وتوليهم عملية السيطرة على حقل كونيكو، بعد حصول بريغوجين وعود من قادة القوات الروسية العاملة في سوريا الحماية الجوية الكاملة لقواته المتقدمة على الأرض، سواء من الطيران الروسي أو أنظمة الدفاع الجوي بما فيها "إس-300"، إضافة لتحذيره في حال وجود أي تعديل في الخطة لتدارك تبعات الرد الأمريكي.
لكن جميع تلك الوعود لم تنفذ، وتركت قوات فاغنر تحت رحمة سلاحي الجو والمدفعية الأمريكي، والتي عرفت في روسيا بـ "مذبحة فبراير الأحمر".
اعتبرت فاغنر تلك الحادثة خيانة مباشرة لها من وزارة الدفاع الروسية، خاصة بعد تصريحات جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكي خلال أفادته أمام الكونجرس في تلك الفترة، أن الروس نفوا علاقتهم بمجموعة فاغنر خلال عمليات تواصل مباشر بين الطرفين في اللحظات الأولى لتقدم تلك القوات لاستهداف مناطق وجود القوات الأمريكية، ما أضطر الأخيرة للرد.
الحسكة
السبب الثالث للخلاف، بدء عام 2020 في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، حين استغلت فاغنر الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي عاشتها المنطقة تلك الفترة، نتيجة سوء موسم القمح وتدهور العملة السورية، إضافة للتضييق الأمني الذي فرضه النظام وقوات سوريا الديمقراطية على شباب المنطقة نتيجة التجنيد الاجباري، ما أدى إلى قيام مئات الشباب من أبناء العشائر العربية هناك إلى التسجيل في صفوف فاغنر.
وتم نقل الشباب السوري إلى ليبيا للقتال في صفوف المجموعة، التي كانت تدعم الجنرال الليبي خليفة حفتر في مواجهة حكومة طرابلس، وبالفعل تم نقل مئات الشباب المجندين إلى الشرق الليبي ضمن عقود "حماية المنشآت النفطية".
هذه الخطوة أثارت ردود فعل رافضة من وجهاء ومثقفي العشائر العربية، التي طالبت قيادة القوات الروسية بالتدخل لوقف تحويل أبناء العشائر إلى مرتزقة عابرين للحدود، وفعلا تم إصدار بيانات من عدة عشائر مثل: حرب، بني سبعة، الشرابين، طي للمطالبة بوقف عمليات التجنيد.
بعد أسابيع حصلت اجتماعات بين وجهاء العشائر مع قيادة القوات الروسية في القامشلي وحميميم، ووفق مصادر محلية تم مناقشة ضرورة وقف عمليات التجنيد ووضع حد لنشاط فاغنر في المنطقة التي حاولت شق صف المكون العشائري، وبالفعل تم إيقاف عمليات التجنيد منتصف صيف عام 2020.
السبب الرابع للخلافات، هو ما تلا بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث شهدت محافظة الحسكة أيضا، خلافات بين فاغنر والكتيبة الشيشانية، التي كانت تتمركز في محيط مطار القامشلي إلى جانب القوات الروسية العاملة في المطار.
وتعود أسباب الخلاف إلى قيام الكتيبة الشيشانية برفع صور قديروف واعتباره بطلاً للحرب الأوكرانية، فيما تعتبر فاغنر أن مقاتليها كانوا ومازالوا رأس الحربة وهم من أنقدوا هيبة الجيش الروسي بعد فشل الهجوم على كييف.
 إضافة إلى تلك الخلافات كان المقاتلون الشيشان يمارسون الصلاة والعبادات بشكل جماعي ما أزعج مقاتلو فاغنر وبعض الضباط الروس، وتصاعدت الخلافات.
لكن قيادة الضباط الروس كانت تميل لعدم إزعاج الكتيبة الشيشانية وخاصة أن القوات الروسية في القامشلي تضم مقاتلين مسلمين من داغستان، فيما فاغنر هي شركة خاصة، وهذا ما أدى إلى عدم التعاون بين الطرفيي وفصل نشاط فاغنر هناك عن نشاط القوات الروسية وعملها بشكل مستقل.
 المصدر | الخليج الجديد+ معهد الشرق الأوسط
=====================
المونيتور :تنسيق روسي إيراني هادئ لإخراج الولايات المتحدة من سوريا.. كيف؟
https://cutt.us/lWmeq
السبت 15 يوليو 2023 12:02 م
تجري روسيا وإيران عمليات تنسيق "هادئة" في سوريا، من أجل الضغط على الولايات المتحدة لسحب قواتها من هناك، بيد أن واشنطن مصرة على عدم التصعيد، والاستمرار في القيام بمهامها لهزيمة نهائية لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وتحدث مسؤول أمريكي بارز في تقرير لموقع "المونيتور"، ترجمه "الخليج الجديد"، عن "أدلة ومؤشرات"، تقود إلى أن القادة العسكريين الروس في سوريا ينسقون بهدوء مع الحرس الثوري الإيراني، بشأن خطط طويلة الأجل للضغط على الولايات المتحدة لسحب قواتها من البلاد.
وتابع: "روسيا تحاول إخراج الولايات المتحدة من المجال الجوي السوري، بينما يواصل الحرس الثوري الإيراني تدفق الأسلحة المستخدمة لمهاجمة القواعد الأمريكية داخل البلاد".
وأضاف: "هناك تلاقي مصالح بين هذه المجموعات الثلاث الإيرانيين والروس والسوريين".
ورغم أن الطيارين الروس تراجعوا عن الموجة الأخيرة من الرحلات الجوية المسلحة المهددة فوق القواعد الأمريكية، بينما صمتت الهجمات التي تنفذها ميليشيات إيران، إلا أن العديد من المؤشرات تقود إلى ترتيب جديد، حسب المسؤول ذاته.
وقال المسؤول الأمريكي إنه "يرى أدلة من التخطيط على المستوى العملياتي بين قيادة فيلق القدس المتوسط المستوى التي يعمل في سوريا والقوات الروسية العاملة هناك".
وفي حين رفض المسؤول مناقشة طبيعة الأدلة، إلا أنه وصف التعاون بـ"تخطيط تعاوني، وفهم تعاوني، وتبادل معلومات استخباراتية"، على مستوى "متوسط إلى أعلى رتبة" للجيشين الروسي والإيراني.
وأضاف: "بصراحة، (إنها) نفس الأشياء التي سنفعلها مع شركائنا في مواجهة شيء كنا نحاول تحقيقه"، متابعا: "نراهم يفعلون ذلك من جانبهم، وهم يحاولون التفكير في كيفية مزامنة الأشياء المختلفة التي تقوم بها أذرعهم المختلفة من أجل ممارسة هذا الضغط علينا".
وأشار المسؤول إلى حادثة الأسبوع الماضي، بعدما أقدم طيارو (Su-35) الروس على مضايقة 3 طائرات مسيرة أمريكية من طراز (MQ-9)، بينما كانوا يستعدون لشن هجوم على أحد كبار قادة تنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال غرب سوريا.
وينفي مسؤولو البنتاغون أن يكون لأعمال قواتهم في سوريا أي علاقة بالاستفزازات الروسية والإيرانية، ويقولون إنهم يعتقدون أن الردود الأمريكية الأخيرة قد أوقفت دورة التصعيد في الوقت الحالي.
وقال كبير مديري العمليات في الأركان المشتركة، اللفتنانت جنرال دوغلاس سيمز، للصحفيين في وقت سابق من هذا الأسبوع: "لا نتوقع أي مشكلة، ولا نرى مستوى من التصعيد نشعر بالقلق حياله في سوريا".
ومع ذلك، لا تزال المجموعة المتبقية المكونة من حوالي 900 جندي أمريكي في سورية معرضة للخطر.
وفي السابق، كان نهر الفرات بمثابة حدود معترف بها بشكل متبادل بين الجيوش المتنافسة.
وجادل المسؤول العسكري الأمريكي البارز الجمعة، بأنه سيكون من غير الحكمة التخلي عن أي مساحة أو مجال جوي إضافي للقوات الروسية والإيرانية في سوريا.
وأضاف: "لأنه بمجرد أن تفعل ذلك، سينتقلون فقط إلى المكان التالي وسيواصلون محاولة الضغط عليك".
وتحتفظ الولايات المتحدة بقواتها في سوريا في أعقاب الحملة متعددة الجنسيات ضد "الدولة الإسلامية" في ظل سلطات منحها الكونجرس في الأصل عام 2001، لتمكين إدارة جورج دبليو بوش من ملاحقة مخططي هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
وتتركز القوات الأمريكية اليوم في أقصى شمال شرق البلاد، وفي موقع بعيد للعمليات الخاصة يعرف باسم قاعدة التنف.
في المقابل، يدعم كل من الجيش الروسي و"فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني نظام بشار الأسد.
لكن التنافس بين الاثنين على النفوذ في مناطق رئيسية، والوصول إلى القواعد أعاق منذ فترة طويلة التنسيق رفيع المستوى ضد منافسهما المتبادل (أمريكا).
وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي، بدأ الطيارون المقاتلون الروس ينتهكون بشكل متزايد بروتوكولات المجال الجوي المتفق عليها مع القادة الأمريكيين في سوريا، وفق ما ذكر تقرير لموقع "بريكينج ديفينس" وترجمه "الخليج الجديد".
وتم ذلك من خلال التحليق على ارتفاع منخفض فوق القواعد الأمريكية هناك، وخاصة قاعدة التنف.
وكانت آخر هذه الحوادث، هو تحليق طائرة استطلاع روسية الجمعة، فوق قاعدة أمريكية في سوريا "لفترة طويلة".
وقال المسؤول: "من المفترض أن نبقى على بعد حوالي 3 أميال من طائرات بعضنا البعض طوال الوقت، لذلك أنا أحكم على تلك الطلعة على أنها غير مهنية، لأنهم لا يتبعون القواعد المعمول بها بخصوص طلعات الطيران لكنها لم تكن طائشة، مثل بعض عمليات الاعتراض السابقة".
وقال مسؤول عسكري أمريكي رفيع المستوى: "لم يكن هناك شيء مختلف في سلوكنا على الإطلاق عما كنا نفعله منذ خمس سنوات".
وأوضح المسؤول أن "الخط الهاتفي الساخن" الذي تم إنشاؤه في عام 2016 للحد من فرص اندلاع حريق بين الجانبين الأمريكي والروسي لا يزال نشطاً.
وكشف بالقول: "لم تكن لدينا أوقات رفضوا فيها الرد على الهاتف"، وتابع: "الروس يجيبون دائما عندما تتواصل الولايات المتحدة والعكس صحيح".
وذكر المسؤول أن الكثير من الحديث عبر خط عدم الاشتباك عبارة عن "حوار روتيني"، على الرغم من أنه في بعض الأحيان يكون محتدما بشأن ما تعتبره الولايات المتحدة طلعات جوية "مفرطة العدوانية" لروسيا، ومع ذلك، قال المسؤول الأمريكي: "ظل الخط مفتوحا".
وأكد المسؤول: "نحن لا نقدر أن الروس سوف يسقطون قنابل على قواتنا أو يطلقون النار على طائراتنا المأهولة"، مضيفا أنه على الرغم من ذلك، كان هناك "اختلاف نوعي" في الطلعات العسكرية الروسية في سوريا وكيفية تفاعلها مع الطائرات الأمريكية.
وقد يكون الاختلاف مؤشرا على تنامي النفوذ الإيراني في العلاقة مع الكرملين والرغبة في إخراج القوات الأمريكية من سوريا، وقد يساهم الاستقرار المتزايد للنظام السوري أيضًا في الرغبة في التفاعل مع الطائرات الأمريكية.
وقد يكون أيضا نتيجة فشل القادة العسكريين الروس في محاولة استعادة الثناء أو الثقة.
وقال المسؤول الأمريكي، إن العديد من الجنرالات الروس في سوريا "غالبا ما يكونوا جنرالات تم إرسالهم من أوكرانيا بعد أن فشلوا في إحدى العمليات في كييف أو دونباس أو أينما كان"، مضيفا أنه قد يكون لديهم "شيء لإثباته".
وأمام ذلك، شدد المسؤول الأمريكي على أن بلاده لا تسعى لدفع التصعيد، مضيفا: "نحن نحاول فقط الاستمرار في القيام بهزيمة دائمة لتنظيم داعش".
ورغم أن النزاعات التي كانت نشطة في السابق مع الجماعات المدعومة من إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط هادئة إلى حد كبير في الوقت الحالي، لكن مسؤولي الأمن القومي يقولون إن خطر التصعيد في المنطقة لا يزال مرتفعا.
وقال مسؤولون أمريكيون إن إيران تواصل تدفق الأسلحة إلى الميليشيات في سوريا وإلى الحوثيين في اليمن، على الرغم من التقارير التي تتحدث عن محادثات مغلقة بين المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين في الوقت الذي تسعى فيه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى مزيد من خفض التصعيد في المنطقة.
ولفت مسؤول عسكري أمريكي كبير في سوريا: "لا يوجد تهديد وشيك في الوقت الحالي، لكن الأسلحة لا تزال تتدفق والصواريخ لا تزال تتدفق"، على الجماعات المدعومة من ايران.
أفاد موقع "المونيتور" سابقًا عن مخاوف بين مسؤولي البنتاغون من أن تدفق الأموال الروسية إلى إيران نتيجة لتعاونهم العسكري الناشئ في أوكرانيا، يمكن أن يساعد الحرس الثوري الإيراني على توسيع أنشطته في الشرق الأوسط.
وأمام ذلك، حافظت الولايات المتحدة على مراقبة المجال البحري في الشرق الأوسط لردع أي عدوان إيراني.
ففي الأسبوع الماضي فقط، تدخلت البحرية الأمريكية في حالتين منفصلتين لجهود البحرية الإيرانية للاستيلاء على ناقلتي نفط في خليج عمان.
وتعمل الوحدات الجوية والبحرية للجيش الأمريكي في الشرق الأوسط معا بشكل وثيق لضمان وجود تغطية كافية لردع إيران
وقال المسؤول: "بخصوص مطاردة ناقلات النفط، وهو ما فعلوه في 4 أو 5 منها خلال الأسابيع العديدة الماضية".
وأضاف أن الولايات المتحدة بدأت مؤخرا بعمل طلعات للطائرة هجومية من طراز (A-10) فوق مضيق هرمز، وهي مزودة بأسلحة قادرة على استهداف زوارق الهجوم السريع الإيرانية وأهداف بحرية أخرى.
وتم نشر طائرات (A-10) في المنطقة في أواخر مارس/آذار، بعد سلسلة من الهجمات على المواقع الأمريكية من قبل الميليشيات التابعة لإيران.
وهذا الأسبوع، ستنضم طائرات مقاتلة من طراز (F-16) إلى تلك المهم، حيث تقوم بدوريات بحرية فوق الممر المائي المهم.
((7))
المصدر | المونيتور - بريكينج ديفينس - ترجمة وتحرير الخليج الجديد
=====================
 نيوز لاينز :كيف يروج مؤثرون على تيك توك للسياحة في سوريا؟
https://www.noonpost.com/content/47514
كتب بواسطة: جيسيكا روي
ترجمة وتحرير: نون بوست
"استعدوا معي للسهر في أحد النوادي مع هذه الفتاة!"، هذا ما قالته طالبة في إحدى الجامعات العربية الدولية تدعى باتريشيا في أحد مقاطع الفيديو التي نشرتها على تيك توك الذي يظهر فتاتين في سن الجامعة في غرفة نوم إحداهما وهما تضعان آخر لمسات الماكياج بينما تستغرقان في الدردشة والاستماع إلى الموسيقى أثناء استعدادهما للخروج إلى حفلة. كانت كلتاهما ترتديان زيًا تلبسه كل البنات في سن العشرينات في سنة 2023 - والذي يتمثل في سروال ديجيز مع قميص قصير، وكان لإحداهما وشم على طول عظمة الترقوة.
يعد هذا المشهد مألوفًا للشابات في جميع أنحاء العالم، لكنه غير طبيعي بالنسبة لسوريا. فهاتان الفتاتان تستعدان للخروج للسهر في أحد النوادي في سوريا، ذلك البلد الذي كان منذ وقت ليس ببعيد يعيش تحت وطأة حرب أهلية دامية أسفرت عن مقتل ما يزيد عن 500 ألف مدني وتشريد أكثر من نصف سكان البلاد البالغ عددهم 21 مليون نسمة.
ووفقًا لتقرير الأمم المتحدة لعام 2023 عن سوريا، سيحتاج 15.3 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية على مدار السنة الجارية، بما في ذلك 2.1 مليون نازح داخليًا يعيشون في الملاجئ؛ وتعد البنية التحتية الحيوية والعديد من الخدمات الأساسية على وشك الانهيار؛ هذا إلى جانب تراجع الاقتصاد بسبب ارتفاع  معدل التضخم وأسعار الضروريات مثل الطعام والملابس جراء العقوبات المفروضة على البلاد.
يُوضّح التقرير أن الناس في كل ناحية من سوريا البالغ عددها 270 ناحية يعيشون وضعا إنسانية كارثيا، 203 ناحية منها تعيش ظروفًا مصنفة على أنها شديدة أو قاسية أو كارثية.
لكن حساب باتريشيا على منصة تيك توك ليس الهدف منه الحديث عن تدهور الوضع في سوريا. بقاعدة 106 ألف متابع عددهم في ازدياد مستمر، تعد باتريشيا واحدة من ثلة المبدعين الشباب على تيك توك الذين بدأوا استقطاب متابعين عالميين من خلال إظهار سوريا "الحقيقية" من وراء عدستهم بشكل مختلف تمامًا عما تصوّره وسائل الإعلام الغربية عن الحرب التي مزقت أمة يقودها دكتاتور مجنون. في مقاطع الفيديو الخاصة بها، تذهب باتريشيا إلى حفلات تكنو على أسطح المنازل، وتتسكع مع الأصدقاء وتستكشف شوارع دمشق.
قالت باتريشيا في أحد الفيديوهات "لا تُظهر وسائل الإعلام الأماكن الجميلة في سوريا. لهذا السبب بدأت نشر هذه الفيديوهات لأن الكثير من الناس لا يعرفون كيف تبدو سوريا في الواقع، وهم يعتقدون أنها دُمرت فقط ولم تعد هناك أماكن جميلة فيها، وأننا شعب غير مثقف ولا نملك أماكن للترفيه وأننا نعيش في حرب فقط. لا، ليس الأمر كذلك. إننا في الواقع عكس ذلك".
لدى تارا البالغة من العمر 19 سنة، وهي من إحدى مواطني دمشق وتدرس علم النفس في جامعة جورج واشنطن في واشنطن العاصمة، منظور مماثل. بعد أن سئمت من الجهل الذي يظهره أقرانها الأمريكيون عندما تخبرهم أنها ستعود إلى دمشق لقضاء فصل الصيف هناك، بدأت تارا نشر مقاطع فيديو على تيك توك توثّق أيامها لتُظهر لأصدقائها كيف تبدو الحياة في سوريا على أرض الواقع". وسرعان ما اكتسبت مقاطع الفيديو الخاصة بها، التي تظهر فيها وهي تذهب إلى صالة الألعاب الرياضية مع الأصدقاء، وتتناول الطعام في المطاعم العصرية وتقضي إجازة على الشاطئ في اللاذقية، شعبية وجذبت أكثر من 30 ألف متابع.
    سواءً أكان ذلك عن قصد أم بغير قصد، فإن العديد من المؤثرين السوريين الشباب على تيك توك يضعون بصمة "الجيل زد" على المحتوى الذي يبدو أنه يشبه إلى حد كبير الدعاية المؤيدة للأسد.
أوضحت تارا لنيو لاينز "أريد فقط أن يعرف الناس أن سوريا جميلة حقًا". وبقدر ما مرت سنوات الحرب والمشاكل، فهي لا تزال موجودة. وبالنسبة لي، باتت أجمل من أي وقت مضى".
تنشر الفتاتان مقاطع الفيديو باللغة الإنجليزية بهدف تبديد الصور النمطية عن سوريا، ومن الواضح أن مقاطع الفيديو الخاصة بحياة صانعي المحتوى على تيك توك الشباب في سوريا تستهدف الجمهور الغربي. واستنادًا إلى أقسام التعليقات، فإن هذه المقاطع تظهر على صفحات " من أجلك" لهذا الجمهور المستهدف.
يدرك المراقبون المطلعون عن كثب على الشأن السوري، وبالتأكيد السوريون أنفسهم، منذ فترة طويلة كيف يعيش النصف الآخر - أي الأثرياء والمتعلمون، والذين غالبًا ما يحملون جوازات سفر مزدوجة، والذين كانوا يستضيفون حفلات زفاف فخمة في شيراتون دمشق حتى عندما سقطت الرقة في يد تنظيم الدولة. لا تمثل هذه النخبة غالبية البلاد أو حتى أقلية كبيرة. (والجدير بالذكر أن الفئة الاجتماعية التي تنتمي إليها تارا وباتريشيا ضئيلة للغاية. وقد وجدت الفتاتان أنفسهما مؤخرًا أنهما نشرتا مقاطع على تيك توك في حفلة تكنو ذاتها التي نُظمت على أحد أسطح المنازل).
حتى بوجود هذه الفجوة بين الأغنياء والفقراء قبل فترة طويلة من اندلاع الانتفاضة في سنة 2011، أدت الحرب إلى تفاقم عدم المساواة في الدخل ومحو الطبقة الوسطى وانحسار الثروة في أيدي أولئك المرتبطين بشكل وثيق بالنظام، في حين ظل بقية السكان يكافحون من أجل توفير قوت يومهم. وجدت دراسة نُشرت سنة 2019 أجراها أستاذ الاقتصاد بجامعة دمشق رسلان خضور أن تزايد عدم المساواة سبب رئيسي لانخفاض ثقة السوريين ببعضهم البعض والحكومة، وأن توزيع الثروة والدخل يغذي عدم الاستقرار في البلاد.
تتجلى نتائج التفاوت الاقتصادي في سوريا في النوعين الأكثر شعبية من صانعي المحتوى السوريين على تيك توك: أولئك مثل باتريشيا وتارا الذين يظهرون الحياة بين صفوف الطبقة العليا في دمشق، واللاجئين داخل البلاد وخارجها الذين استخدموا المنصة للتسول للحصول على هدايا رقمية يمكنهم الاستفادة منها  للحصول على الضروريات الأساسية.
لا يعد قسم التعليقات في تيك توك المكان المناسب لمناقشة قضايا الطبقية بشكل كافٍ، إلا أن بعض المتابعين يحاولون ذلك. في أحد مقاطع الفيديو، شجبت باتريشيا صعوبة تلقي هدايا مجانية للعلامات التجارية بسبب العقوبات المفروضة على سوريا، فردّ عليها أحد المعلقين قائلا: "الناس يموتون ويا إلهي لا يملكون علامات تجارية، يا له من أمر محزن". فأجابته باتريشيا "هل تعتقد أنني لا أعرف أن هناك أناسًا يموتون، وآخرون دون منازل بسبب الزلزال أو بسبب الحرب، أيا كان؟ هل تعتقد أنني لا أعرف أن هناك أناسا يموتون جوعًا، أو لأنهم لا يستطيعون شراء الطعام الآن بسبب غلاء الأسعار بالفعل؟ هل تعتقد أنني لا أعرف ذلك؟".
تجادل باتريشيا بأن الإعلام يظهر الكثير من الجوانب السلبية عن سوريا، ولهذا السبب هي تنأى بنفسها عن إظهار تلك الصورة النمطية. وتابعت قائلة "إذا تحدثت فقط عن الأجزاء المتضررة في سوريا، وإذا تحدثت فقط عن موت الناس جوعًا، فسوف أتلقى الكثير من الكراهية وسيقول الناس عني، يا إلهي، إنها سلبية جدًا ولا توثق سوى الجوانب السلبية فقط. لذلك ماذا تريدونني أن أفعل؟ وأنا متيقنة مهما فعلت، لن أحصد سوى كراهية المتابعين". وهذه وجهة نظرها.
    الرغبة في إظهار الجانب الإيجابي فقط لسوريا غالبًا ما تتعارض مع الواقع الذي يواجهه غالبية سكانها، الذين يكافحون بعد سنوات من الحرب والكوارث الطبيعية للعثور على الطعام والعمل والمأوى.
ليس الأمر أن هؤلاء المبدعين لم يعانوا من الحرب أو أن وجهات نظرهم لا تستحق الاستماع إليها، بل إنهم كذلك. يجب النظر إلى محتواهم في السياق الكامل للواقع السوري الحالي، جنبًا إلى جنب مع مقاطع الفيديو الخاصة بالنزوح والتجويع وعنف النظام التي لا تتدفق عبر صفحات مستجدات تيك توك المخصصة، وهي أكثر خطورة من حيث تصويرها ونشرها.
سواءً أكان ذلك عن قصد أم بغير قصد، فإن العديد من المؤثرين السوريين الشباب على تيك توك يضعون بصمة "الجيل زد" على المحتوى الذي يبدو أنه يشبه إلى حد كبير الدعاية المؤيدة للأسد. والمحتوى الذي تنشره مؤثرات مثل باتريشيا وتارا لا يظهر عبثًا، بل ينتشر في وقت يقود فيه الأسد نفسه حملة "لا اعتذار" مع إعادة جامعة الدول العربية الترحيب به والتطبيع مع نظامه مرة أخرى بينما بدأت القوى العالمية - مثل الصين (إذ يخشى الكثيرون أن تكون تيك توك خاضعة في النهاية للحكومة الصينية) - تجادل على المسرح العالمي بإسقاط العقوبات الأمريكية ضد نظام الأسد.
تبذل الحكومة السورية أيضًا جهودًا لتنمية قطاع السياحة بعد أن عطّلته الحرب تمامًا لمدة 12 سنة تقريبًا. قال نائب وزير السياحة السوري نضال مشفج لرويترز في أيار/مايو الماضي: "نهدف الآن إلى استرجاع عائدات السياحة التي كنّا نحصّلها من سيّاح دول مجلس التعاون الخليجي القادمين إلى سوريا. اعتدنا أن يكون لدينا الملايين من أصدقائنا وإخواننا من دول مجلس التعاون الخليجي في سوريا، وخاصة في فصل الصيف".
في أواخر سنة 2022، قدّمت سوريا 25 مشروعًا سياحيًا جديدًا ومختلفًا، وجنّدت بنشاط عددًا من مؤثري السفر المشهورين من دول مثل الولايات المتحدة وأيرلندا وفرنسا الذين تعهدوا بإظهار سوريا "الحقيقية". وكما كتبت الباحثة في مجال حقوق الإنسان صوفي فوليرتون في عمود رأي بصحيفة "واشنطن بوست" السنة الماضية، فإن تجنيد مدوني السفر أمر عبقري لأن معظم المؤثرين في السفر يعتبرون أنفسهم غير سياسيين، ويهتم جمهورهم بشكل أساسي بالمشاهد والأصوات والنكهات. النغمة التقليدية لمثل هذه الفيديوهات مبهجة مع وجود مساحة صغيرة للتذكير بالمأساة. وبقدر ما تعترف مقاطع الفيديو بتدمير سوريا، فإنها تصبح جزءًا من الجمالية، مع إضافة بعض التلميحات عن الخطر والاندفاع إلى المغامرة".
تضم قناة اليوتيوبر الأمريكي درو بينسكي أكثر من 3 ملايين مشترك. بعد زيارة إلى سوريا سنة 2019، نشر سلسلة فيديوهات عن رحلته علّق في واحد منها بعبارة "سوريا مذهلة" إذ يقول "بعد 3 سنوات من تصوير حلقات "10 دولارات" في أكثر من 30 دولة، كانت الحلقة في سوريا هي المفضلة لدي حتى الآن". يظهر الفيديو كل ما يمكنك الحصول عليه مقابل 10 دولارات في دمشق، ورغم المشاكل الاقتصادية الرهيبة، فإن 10 دولارت تمكنك من اقتناء الكثير. غالبًا ما يتجنب مدونو السفر الغربيون الوضع السياسي في سوريا تمامًا، ويركزون على ثقافة البلد وطعامه وفنه دون التوقف للتفكير في الوضع الأوسع للبلاد.
في مقال عن منشئي محتوى غربيين على يوتيوب يسافرون إلى سوريا، قال مدوّن السفر الإسباني ومنظم الرحلات السورية خوسيه توريس لصحيفة الغارديان "بالتأكيد لن أقول أي شيء سيئ عن الحكومة، لأنني أخاطر بتعريض نفسي للاعتقال. إذا ذهبت إلى أي بلد حيث لا توجد حرية تعبير، هل ستبدأ في قول أشياء سيئة عن الحكومة؟".
    هذه التجربة ليست تجربة غير شائعة فحسب، بل هي أيضًا تجربة تتماشى مع المنظور المفضل للنظام.
إن العقوبة المفروضة على المواطنين السوريين إذا تحدثوا علانية ضد الحكومة ستكون أقسى بكثير من مجرد منعهم من السفر إلى هناك، لذلك لا عجب أن يتجنب صانعو المحتوى السوريون على تيك توك أيضًا هذه المشاكل. تقول باتريشيا في مقطع فيديو آخر "الوضع في سوريا جيد جدًا الآن. يمكنني القول تمامًا إن الوضع آمن الآن. الشيء الوحيد الذي ليس جيدا هو أسعار البضائع إذ ما زلنا متضررين اقتصاديًا. يمكن القول الآن إننا نعاني من تداعيات الحرب، تعرفون ما أعنيه؟ لذا فكل شيء باهظ الثمن في الوقت الحالي ولدينا عقوبات مطبقة على سوريا أيضًا، وهذا أمر سيء أيضًا. لكن بشكل عام الوضع جيدة جدًا والحياة جيدة هنا. هناك الكثير من الناس الذين يسألون هل من الآمن القدوم إلى سوريا في الوقت الحاضر؟ نعم إنها آمنة وهناك الكثير من الأماكن الجميلة في سوريا التي يمكنكم زيارتها، والكثير من النوادي التي يمكنكم الذهاب إليها، يمكنكم الاستمتاع هنا".
مثل باتريشيا وتارا، لدى العديد من صانعي المحتوى السوريين على تيك توك رغبة عميقة في التباهي ببلدهم بكل فخر، وتجاوز القوالب النمطية العنصرية والمعادية للإسلام والسيطرة على رواية تصور سوريا على حافة الانهيار. إنه عمل مقاومة ضد رواية عالمية سلبية، ووسيلة لتذكير العالم بأن الدولة هي شعبها وليس حكومتها. (يجب على الديمقراطيين في الولايات المتحدة الذين خجلوا مما حدث خلال أربع سنوات من إدارة ترامب أن يتفهموا أكثر من غيرهم معنى التمييز بين معتقدات الشعب ومعتقدات الرئيس).
بعد عقد من الحرب، من المعلوم أيضًا أن ترغب في الاحتفال بمآثر أمتك، خاصة إذا كان تاريخها الغني يعود إلى آلاف السنين أو بالأحرى إلى فجر الحضارة. لكن هذه الرغبة في إظهار الجانب الإيجابي فقط لسوريا غالبًا ما تتعارض مع الواقع الذي يواجهه غالبية سكانها، الذين يكافحون بعد سنوات من الحرب والكوارث الطبيعية للعثور على الطعام والعمل والمأوى.
 مثل تارا وباتريشيا، فإن العديد من صانعي المحتوى السوريين الذين يتم دفعهم إلى تيك توك هم أثرياء ومتعلّمون ومن الأقليات الدينية، وهم عادة - وإن كان ذلك غير مريح في بعض الأحيان - مؤيّدون لنظام الأسد. فليس لديهم فقط ما يكفي من المال للطعام والمأوى والملبس فقط، بل لديهم أيضا دخل كافٍ لتناول العشاء في المطاعم الفاخرة ودفع رسوم عضوية الصالة الرياضية والذهاب في إجازات.
لقد درسوا في مؤسسات دولية باهظة الثمن واستمروا في الالتحاق بالجامعات الخاصة برسوم باهظة. يبدو الأمر كما لو أن أبناء النخبة في مدينة نيويورك قد ذهبوا إلى تيك توك لمشاركة "يوم في حياة أمريكي"، ثم أظهروا أنفسهم وهم يتدربون مع مدرب خاص ويتسوقون في متاجر "لويس فيتون" قبل التوجه بسيارة عبر خدمات "أوبر بلاك" لتناول العشاء في "كاربون" (مطعم إيطالي-أمريكي فاخر في نيويورك).
قد تكون جميع الروايات وإن تعددت صحيحة في آنٍ واحد، بغض النظر عما قد يقوله تويتر. يبدو المحتوى الذي ينشره مبدعو تيك توك الشباب في سوريا وكأنه انعكاس حقيقي لتجربتهم، وهم يفعلون ذلك على الأرجح بنوايا بريئة. لكن هذه التجربة ليست تجربة غير شائعة فحسب، بل هي أيضًا تجربة تتماشى مع المنظور المفضل للنظام. ولكنْ، لا يمكن لأي حساب تيك توك أن يمثل وجهات نظر بلد بأكمله، خاصةً دولة مجزأة مثل سوريا.
المصدر: نيوز لاينز
=====================